bydgwjy_lkht-_lkhly_lbydgwjy_ly_bn_mr_
Download
Report
Transcript bydgwjy_lkht-_lkhly_lbydgwjy_ly_bn_mr_
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة التربية الوطنية
السنة الدراسية2013/2014 :
ان هذا االنجاز العلمي "بيداغوجيا الخطأ" متفرد في موضوعه تربويا ً بيداغوجيا ً وفي علم النفس .فهو من ناحية ،غير
متداول من التربية والمختصين والمربين ودور النشر في المشرق العربي ،مع قليل منه لوحظ من بعض الكتاب في البلدان
المغاربية .كما أنه غير مطروق لدرجة كافية من األكادميين والممارسين في البيئات التربوية العالمية .ومن ناحية أخرى ،فإن
أصول "بيداغوجيا الخطأ" هي متجذرة عميقا منذ مئات السنين في علوم التربية والنفس التربوي والمنطق .ومن هنا يأتي
استغرابنا من هذا السهو النفس تربوي الذي ارتكبه المختصون والمربون منذ عقود من السنين الماضية وحتى اآلن
بخصوص فلسفة ودور الخطأ في تطوير معرفة وتربية االنسان بما في ذلك الناشئة المدرسية!
فقد أكد الفيلسوف البريطاني "جون ستيوارث مل" في كتابه " نظام المنطق " عام 1843وبناء على دراسة معمقة
لمرئيات سقراط وارسطو وبيكون الفلسفية على أهمية الخطا في مناقشة الحقائق بانفتاح وحرية في التفكير وفي اعتماد
مصداقيتها لتقدم العلوم واالخالق والسياسة والمعتقدات .وأضاف مل بأن دراسة المغالطة أو الخطا تحرر األفراد العاديين
للتقدم في اكتشاف الحقائق وزيف األفكار وتمكنهم بالتالي من المشاركة في فعاليات المجتمع وتطوير أنفسهم ككائنات انسانية
متواصلة التقدم لألفضل.
ومهما يكن ،فقد ازداد حديثا في السنوات العشرة الماضية اهتمام المختصين عبر العالم بدور "الخطأ" في تصحيح المغالطات
االدراكية وسوء الفهم المعرفي للتالميذ نتيجة ذلك .ويعود هذا الوعي االكاديمي بالدور البناء للخطأ في التربية العتباره آلية
فعالة في تحويل الزالت أو الهفوات أو التداخالت االدراكية الى مصادر اجرائية للتعلم والتدريس ،من حيث فهم المعلم لماهية
الخطأ ومن ثم تزويد التالميذ بدعم بيداغوجي وتغذية راجعة تساعدهم على التصحيح والتقدم في التعلم والتحصيل.
وال تنحصر الجدوى التربوية لتوظيف الخطأ في تنويع أساليب التعلم والتدريس ،بل تتعداها في الواقع الى تعديل طبيعة
وسلوك ومحتوى كافة العوامل والعمليات المدرسية من معلمين ومتعلمين ،ومناهج ،وإدارة وتوجيه
وتقييم ،وبيئات وتجهيزات تعلمية وتعليمية ،وخدمات مساعدة متنوعة ،بما يستجيب لحاجات التالميذ في تصحيح عدم
سوياتهم االدراكية وتقدمهم الفعال في التعلم.
إضافة لذلك ،فإن االهمية البالغة لتوظيف الخطأ في التدريس ،تنبع من تمكين التالميذ من ثالثة مبادئ اجرائية نفسية تعد
أساسا ً ألي تعلم فعال في التربية ،وهي : 3تحويل مركز االنضباط الفردي للتعلم من خارجي بالمعلم الى داخلي ذاتي
بالتالميذ أنفسهم ،وإثارة التناقض االدراكي ،االمر الذي يحفزهم الى تصحيح أو تسديد النقص أو التعارض في هذا االدراك
بمزيد من البحث والدراسة والتعلم ثم تطبيق مبادئ التعزيز الفعال لعالم النفس السلوكي المشهور "بورهوس سكينر" الذي
يثير تصحيح التالميذ لخطا في االدراك أو التعلم الى قيامهم تلقائيا بتصحيح خطأ آخر يهمهم.
وبهذا ،ففي المجمل ،يتحول التالميذ بالمبادئ النفسية الثالث من التحفيز والحوافز الخارجية المؤدية في العادة الى التعلم
العابر المؤقت ،الى تبني وممارسة ما يعرف بعلم النفس " التحفيز الذاتي أو الداخلي " الذي يمكن التالميذ ذاتيا من التعلم
االستراتيجي الفعال.
إن ما قام به األستاذ " جمال الحنصالي" في كتابه الموسوم " بيداغوجيا الخطأ ضمن االستراتيجيات التعلمية التعليمية ، "..
ال يعد فقط سابقة إبداعية في مجال التربية عموما ،بل أيضا استثمارا مبتكرا لمبادئ علوم البداغوجيا والنفس المعاصرة في
اصالح وتفعيل عوامل وعمليات ونواتج التعلم والتدريس من أجل مستقبل حضاري واعد للناشئة وللمجتمع الذي ينتمون
اليه.
فما معنى بيداغوجيا الخطأ وما دورها وكيف يمكن دمج الخطأ في سيرورة التعليم والتعلم قصد الرفع من المردودية؟
تعريف الخطأ:
لغة :خطاء :والخطأ :هو ما لم يتعمد من الفعل .ضده الصواب
(ج) أخطئه :قوله تعالى «:ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة الى أهله»
الخطأ :ذنب :قوله تعالى «إن قتلهم كان خطئا كبيرا»
اصطالحا :يعرف "الالند" الخطأ بأنه حالة ذهنية أو فعل عقلي يعتبر الصواب خطأ والخطأ صوابا ً
ومن المنظور البيداغوجي فالخطأ قصور لدى المتعلم في فهم أو استيعاب التعليمات المعطاة له من
لدن المدرسين يترجم سلوكيا بإعطاء معرفة ال تنسجم ومعايير القبول المرتقبة .ويعتبر الخطا في
البيداغوجيات الحديثة منطلقا ومحركا لعمليات التعليم والتعلم.
ويمكن اعتبار الخطأ كل جواب ال يتوافق مع ما يعتبر صائبا والخطأ في نظر "باشالر" ليس مجرد
محاولة أو تعثر بل ظاهرة بيداغوجية تمثل نقطة انطالق المعرفة ألن هذه األخيرة ال تبدأ من الصفر
بل تمر بمجموعة من المحاوالت الخاطئة ويعتبر الخطأ تصورا ومنهجا لعملية التعليم والتعلم ،نقوم
على اعتبار استراتيجية التعليم والتعلم.
ويعتبر الخطا حالة غير طبيعية بل الوضعية المثلى في انعدام الخطأ.
الخـــــطأ
الخطأ نقـطة انطـــالق
المعرفة لكون المعرفة
ال تبدأ دائما من الصفر
ظاهرة بيداغوجيا
ال يظهر فقط بفعل ما
هو خارج عن المعرفة
الخطأ ليس تعثر
في الطريق
تعريف بيداغوجيا الخطأ:
يحدد أصحاب معاجم علوم التربية بيداغوجيا
الخطأ :هو تصور وممنهج لعملية التعليم والتعلم يقوم على اعتبار الخطأ استراتيجية للتعليم والتعلم
استراتيجية التعليم :إن وضعيات الديدكتيكية تعد وتنظم في ضوء المسار الذي يقطعه المتعلم الكتساب المعرفة أو بنائها من
خالل بحثه ،وما يمكن أن يتخلل هذا البحث من أخطاء.
استراتيجية التعلم :ألن الخطأ يعتبر أمرا طبيعيا وايجابيا يترجم سعي المتعلم للوصول الى المعرفة
بيداغوجيا الخــطأ
استراتيجية للتعليم
استراتيجية للتعلم
بحث مسار (المراحل التي
يمر بها)
المعرفــــة
الخطأ ―› الصواب
مباديء بيداغوجيا الخطأ:
-1الخطأ البيداغوجي ال يعني عدم المعرفة ولكن يعبر عن معرفة مضطربة يجب االنطالق منها لبناء معرفة صحيحة (
الصوم – العطر محرم في رمضان)الشائع عند العامة والخاصة التالميذ
-2ال يمكن تفادي الخطأ في سيرورة التعلم ( تصحيح الخطأ والوقوف عنده لكي يصل الى المعرفة الصحيحة).
-3الخطأ الذي يرتكب في وضعية التعلم ال يتكرر في وضعيات حقيقية.
-4الخطأ خاصية انسانية فطرية وجبل عليها حق للمتعلم
-5الخطأ شرط للتعلم.
-6من حق المتعلم أن يخطيء.
-7الخطأ ذو قيمة تشخيصية.
-8المتعلم هو الذي يكتشف أخطاءه بنفسه ويصححها ذاتيا.
أنواع الخطأ:
الخطأ العائد الى المعرفة :يتعلق األمر بالمعرفة الواجب تعلمها،أي تجاوز الذهني للمتعلم وعدم التالؤم مع ميوالته وصعوبة
المعارف ،فالطفل يعيد التاريخ وهو اخنزال نفس المسار ونفس الصعوبات التي وقع فيها العلماء
الخطأ العائد الى المعلم :هذا النوع من الخطأ سببه طرق التدريس البالية ،واستراتيجيات التعلم العقيمة أو كفاءة المدرس
وطريقة تحضيره للدرس ،نسق سريع للتعلم ،عدم تنويع الطرائق والوسائل البيداغوجية ،عدم قدرة المعلم على التواصل،
تصور سلبي للهوية المهنية – تصور سلبي للمتعلم ( التلميذ يجيب أكثر عن سؤال المعلم .الحل الوحيد هو حل المعلم)
الخطأ العائد الى المتعلم :الخطأ يكون بسبب المستوى الذهني للمتعلم أو نظرته للمعرفة ،قلة االنتباه ،ضعف الدافعية ،عدم
قدرة المتعلم على التواصل وضعف مداركه الذهنية ،مرض والحالة االجتماعية المتوترة.
المتصلة بالمدرس
المتصلة بالمتعلم
المتصلة بالمعرفة
نسق سريع للتعلم
تخير غير مناسب لألنشطة
عدم تنويع الطرائق والوسائل
عدم القدرة على التواصل
انعدام التوازن الوجداني
تصور سلبي للهوية المهنية
تصور سلبي للمتعلم
قلة االنتباه
ضعف الدافعية
عدم القدرة على التواصل
ضعف في المدارك الذهنية
مرض
حالة اجتماعية متوترة
تجاوز المستوى الذهني للمتعلم
عدم التالؤم مع ميوالت المتعلم
صعوبة المعارف
الخطأ والمدارس التربوية:
تغيرت نظرة المنظومات التكوينية اليوم مع التدفق المعرفي الذي عرفه المجال التربوي والديداكتيكي.
وهذا ما أثبتته المدارس التربوية منها – السلوكية والبنائية
فاألولى السلوكية :تجد أن التعليم يجب أن يستهدف تعليمات دون خطأ وهذا التعلم يتحقق من خالل التطبيقات والتكرار
وتعزيز االجابات الصحيحة ،فالمتعلم يقاد تدريجيا نحو تحقيق الهدف ،وهو التعلم المبرمج والتعليم االستداللي.
والثانية المدرسة البنائية :إن التعلم هو سيرورة إلعادة تنظيم المعارف المتضاربة ،وترتكز على المعارف السابقة التي
يمكن أن تفند ،والخطأ يدل على الصعوبات التي يواجهها المتعلم إلنتاج معارف جديدة ،أي أننا نتكلم عن مفهوم الصراع
المعرفي وتصحيح الخطأ من قبل المتعلم ،يعني أنه يتجاوز الصعوبات التي يواجهها في الوصول إلى المعرفة والمعروف أن
المتعلم ليس وعاء يمأل من طرف المعلم أو األستاذ بالمعرفة .فهو يحتاج الى تجنيد معلوماته لبناء تصور ذهني ومنظم للعالم
الذي يحيط به .من أجل فهم الواقع واالندماج فيه ،فحسب النظرية التفسيرية فالمتعلم يبني معرفته من خالل سيرورة هدم
(معارف سابقة) لبناء تصورات جديدة (معارف) والخطأ حسب البنائية هو مرور المتعلم بهذه التجربة التي يختلف مع معارفه
وتصوراته السابقة ،ووجود الخطأ يدل على وجود سيرورة بنائية نشيطة.
فالنظرية المعرفية ترى أن الخطأ ناتج عن خلل في تصور الوضعية أو في االستراتيجية الموضوعة للوصول إلى االجابة
أو نتيجة مراقبة ناقصة ،فتقدير الخطأ عندها ليس أفضل سبيل لتحديده فالمالحظ أن اإلجابة الصحيحة ال تدل دائما على
انتهاج المتعلم سيرورة تفكيرية سليمة أو محددة.
مصادر الخطأ:
ويمكن تلخيصها فيما يلي:
مصدر نشوئي :قد يخطأ التلميذ ألننا ندعوه الى انجاز عمل يتجاوز قدراته العقلية ومواصفاته الوجدانية المميزة
النهائية التي يعيشها
مصدر استولوجي :تعقد وصعوبة المعرفة أو المفهوم الذي يقدمه المدرس قد يكون مصدرا لوقوع التلميذ في
الخطأ.
مصدر استراتيجي :ويقصد به الكيفية التي يتبعها أو يسلكها التلميذ في تعلمه وإنجازه.
مصدر تعاقدي :قد تنتج األخطاء عن غياب االلتزام بمقتضيات العقد الديدكتيكي القائم بين المدرس والمتعلم إزاء
المعرفة المدرسية.
مصدر ديدكتيكي :إن األسلوب أو الطريقة المتبعة في التدريس قد تجر التلميذ في الخطأ إضافة الى المحتويات
وطبيعتها ،واألهداف ونوع التواصل القائم ،والوسائل التعليمية وتكوين المدرس ....
إستمولــــــوجـي
التلميذ( معرف ســـابقة
متضاربـــة)
المعلم ( معـــارف علمية
توجيه +تنظيم)
تلميذ ( معارف جديدة تجاوز
العوائق)
تعاقدي
غياب التواصل واللبس
تلميــــذ
معلـــــم
خطــــأ
نمائي( نشوئي )
التلميذ ( العمل المطلــــوب
انجازه )
تجاوز قدراته العقلية والوجدانية
مراحل الدراسة
الخطـــأ
استراتيجيات معالجة الخطأ:
تدعو بيداغوجيا الخطأ إلى اتباع منهجية علمية للتعامل مع الخطأ ومحاولة معالجته إلدراك الصواب ويمكن تلخيص خطوات المنهجية فيما يلي:
تفسير أسباب الخطأ :وهذا يعتمد على تشخيص الخطأ ورصده ،وإشعار المتعلم بحدوث الخطأ،فال ينبغي اغفال الخطأ والتنكر له وإتخاذ موقف
سلبي اتجاهه ،بل ال بد من الرفق بالتلميذ المخطئ وااللتزام بحقه في الوقوع في الخطأ ،ثم بإدراك العوامل التي دفعت المتعلم إلى ارتكابه هل
هو ناتج عن تداعيات استمولوجية أو تعاقدية أو يعود إلى التلميذ ذاته؟ فمثال في اللغة العربية يمكن تصنيف الخطأ الى :خطأ إمـــالئي،
نحــــوي ،تعبيـــري .......
معالجة الخطأ :من أهم أساليب وعالج وتصحيح األخطاء أن يظل المدرس يقظا حتى يساعد تالميذه على التخلص من األخطاء ،والنهج الوجيه
في تصويب الخطأ ،يتم بتولي صاحبه تصحيحه بنفسه .إن تعيين الخطأ يسهل على المتعلم عملية اكتشاف الخطأ بسرعة ،أما عملية تجديد الخطأ
فهي تندرج في إطار جعل المتعلم يميز بين األخطاء ويفكر في ايجاد الصواب البديل عنها انطالقا من ادراكه لخصوصية الخطأ.
التتبع والتقويم :تمكن هذه الخطوة من مالحظة وتتبع سيرورة التعلم فالمدرس يكتشف من خاللها التعثرات واألخطاء التي يقع فيها المتعلم
خطاطة توضح مراحل تجاوز الخطأ:
-1تحقيق تعلم.
-2امتالك المفهوم (المهارة).
-3تصنيف األخطاء.
-4اشعار المتعلم بالخطأ.
-5رصد الخطأ وتشخيصه.
-6تفسير الخطأ وكشف أسبابه.
-7معالجة وتدارك الخطأ.
-8استعمال األدوات الهندسية االعتيادية والتمثالت.
استراتيجيــة معالجــة الخـــطأ
وتبين الخطاطة اآلتية هذا التسلسل والترابط بين حلقات التعامل مع األخطاء
التتبع والتقويم
رصد الخطأ وتصنيفه
سيرورة
معالجة وتدارك الخطأ
استراتيجية تجاوز الخطأ
اشعار المتعلم بالخطأ
التعلم
تصنيف األخطاء
تفسير الخطأ واكتشاف أسبابه
أشكال المعرفة العلمية في العلوم اإلنسانية:
تعريف المعرفة العلمية :هي التي تمكن المتعلم من وصف وتفسير الظواهر التنبؤ بما يحدث وسيحدث وضبطها والتحكم فيها ،تؤدي الى التعديل
االيجابي في سلوك وتفكير المتعلم وتجعله وثيق الصلة بحياته ومشكالت مجتمعه بكل أبعاده ،تدوم وينتفع بها ،وهي ليست التي تحفظ ليلة
االمتحانتنير دروبنا وتغيب بعده دون جدال يذكر ،هي كل متكامل من حقائق ،مفاهيم ،مبادئ ،قوانين ،ونظريات وليست معرفة سطحية فحسب.
أشكالها :تصنف الى خمسة أشكال هي:
أ -الحقائق العلمية )Realité scientifique( :منتوج علمي مجزأ وخاص ال يتضمن التعميم غير قابلة للنقاش والجدال غير أنها قابلة
للتعديل في ضوء األدلة والبراهين العلمية الجديدة ،يتضمن أسماء العلماء ،أسماء الظواهر العلمية ،مكان وتاريخ حدوثها ،وهي األسئلة التي
تبدأ بـ :ما هي؟ ما هو؟ من؟ متى ،أين؟
ب -المفاهيم العلمية ( )Concept scientifiqueوهو ما يتكون لدى الفرد من معنى وفهم يرتبط بكلمة أو عبارة أو عملية معينة ،وهي
صلب دراستنا و سنعود لها بالتفصيل بعد حين.
ج -المبادئ أوالتعميمات )Principes scientifique( :هي جمل صحيحة علميا تتضمن الحقائق العلمية ولها تطبيق واسع توضح
العالقة ،لها صفة الشمول والتعميم على مجموعة من األشياء أو الظواهر مثل:
الجملة االسمية :تتكون من مبتدأ وخبر.
المؤمن الحقيقي محافظ على صلواته دون قيد أو شرط.
د -القوانين العلمية )loi scientifique( :هي مجموعة من التصورات واألفكار الذهنية التي تتكامل في نظام معين ،يوضح هذا النظام
العالقة بين مجموعة من المبادئ العلمية لتفسير ظاهرة ما يصعب على الحقيقة أو المفهوم أو المبدأ تفسيره ،وهنا يساعدنا على التنبؤ
بالظواهر التي تكون غير معروفة من قبــل و تسهم بدرجة كبيرة في اكتشاف المعرفة العلمية وتطورها مثل :نظرية نشأة الكون – نظرية
التطور داروين وغيرها.
المفاهيم العلمية في العلوم االنسانية:
-1المفهوم العلمي :ما يكون لدى الفرد من معنى وفهم يرتبط بكلمة أو عبارة أو عملية معينة ،يتكون من جزئين :االسم وداللته اللفظية أي
معناه ويتضمن التعميم ،أي أن لكل مفهوم علمي مجموعة من الخواص تشترك في جميع أفراد فئته وتميزه عن غيره من المفاهيم العلمية
األخرى مثل:
المادة :كل شيء يشغل حيز وله ثقل ويمكن ادراكه بالحواس.
القرآن الكريم :مجموعة من السور مرتبطة مع بعضها البعض.
األنسولين :هرمون متعدد يقلل من نسبة السكر في دم الثدييات( .رابعة متوسط)
السنوريات :حيوانات ثدية جسمها مغطى بالشعر( .ثانية متوسط)
هنا لمتعلم عندما يذكر المتعلم اسما لنبات أو حيوان أو ظاهرة معينة وال يعرف معناها الصحيح .فهو يعرف اسم المفهوم .فالمفهوم اذا هو
االسم أو الرمز أو ....وداللته اللفظية (مضمونة)
-2تصنيف المفاهيم العلمية :يختلف الباحثون في تصنيف المفاهيم العلمية .فمنهم من يصنفها الى قسمين مفاهيم حسية ومفاهيم مجردة ومنهم
من يصنفها بالتفصيل الى ما يلي:
-1-2مفاهيم ربط:
الداللة اللفظية للمفهوم تشمل أكثر من صفة واحدة في تعريفه فال بد من استعمال واو العطف لربط هذه الصفات مثل:
االسرة :وحدة بناء ووظيفة وتكاثر ووراثة ،تساهم في الحفاظ على الدعوة المحمدية
الصفة تتبع الموصوف في التعريف والعدد والجنس....
-2-2مفاهيم فصل:
تكون الداللة اللفظية للمفهوم واضحة ودقيقة إذا ذكرت كل الحاالت التي تكون فيها وهي التعريفات التي يستعمل فيها الحرف "أو" مثل:
األسلوب الخبري هو الذي يحتمل الصدق او الكذب لذاته.
-3-2مفاهيم عملية:
هذا النوع من المفاهيم ليس شيئا وانما عملية " تطبيقية،تجريبية"وهي عادة المفاهيم التي يبدأ عندها التعريف بـ :هي عملية "مثل:
-البيع عملية نوعية بين المالك للشيء والمشتري (رابعة متوسط)
-4-2مفاهيم تصنيفية:
توضح هذه المفاهيم في مجموعة تشترك في نفس الصفات مثل:
الزلزال ظاهرة جيو غرافية ،الكتابة العروضية من الشعر
التجسس صفة مذمومة
-5-2مفاهيم عالقة:
مفاهيم تربط رياضيا بين مفهومين أو أكثر مثل:
الصالة آداء +وضوء وكذا المعطيات المتعلقة بالزكاة.
-6-2مفاهيم وجدانية:
تختلف عن كل المفاهيم السابقة فهي ليست أشياء وليست عمليات تجريبية يدوية ،فهي مفاهيم احساسية وسلوكية مثل:
االمانة العلمية – االتجاه العلمي – احترام البرهان – الموضوعية – الصبر الشكر ...
اما هللا المالئكة ،وغيرها فهي مفاهيم غيبية يمكن أن نجد لها قرائن مثل
صياح الديك ،صهيل الحصان دليل على وجود المالئكة
نباح الكالب ،الرجم بالنجوم – رمي الجمرات دليل على وجود الشيطان.
تعاقب الليل والنهار والتغيير في الفصول ....وحدانية الكون.
-3األخطاء الشائعة في تعلم المفاهيم العلمية:
تنشا األخطاء في تعلم المفاهيم نتيجة لعدم مراعاة المعلم كيفية تكوين هذه المفاهيم بشكل صحيح ومن بين هذه األخطاء يمكن ذكر ما يلي.
-1-3النقص في التعريف :يقع المتعلم في هذا الخطأ عند إعطاء جزء صحيح (غير كامل) من الداللة اللفظية للمفهوم العلمي مثل الطباق:
التضاد بين الكلمتين
الزواج عقد برضا الوالدين – االحتباس الحراري هو االرتفاع في درجة الحرارة.
-2-3التسرع في التعميم :يقع المتعلم في هذا الخطأ عندما يعتمد على صفة واحدة موجودة في الفرد أو في جماعة صغيرة ويعممها على
االفراد أو على مجموعة كبيرة مثل:
الطيور هي كل الحيوانات التي تطير.
الكذب حرام (يمين اللغو) الكذب للصلح الكذب على الزوجة الكذب في الحرب.
الغش حرام في التعليم لغير وسيلة للتعلم
الكالب للصيد الكتشاف أمراض القلب والسرطان تتحسس الزالزل قبل ثالث أيام
عادة يبتدئ المتعلم عند تحرير نص ما يذكر ( في يوم من االيام)
الخلط بين المفاهيم :فيه نوعان من الخلط:
المتقاربة في األلفاظ :مثل :المفعول المطلق /المفعول به – النمط االخباري
االسلوب الخبري :التقويم الهجري /التقويم الميالدي.
المتقابلة في األلفاظ :مثل بر الوالدين /عقوق الوالدين – التعبير الحقيقي /التعبير المجازي
هنا نجد الطالب يملك ميوالت غريبة تجاه مواضيع مثل بر الوالدين فينظر نظرة مرتبكة تقوده مباشرة إلى النقيض المجاور المتداول بين الناس
االكثر استثراءا وهو العقوق فينسى تفهماته كلها من هذا كله فصدق رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حينما اورد " :ال يدخل الجنة عاق
الوالدين"
-4الصعوبات في تعلم المفاهيم العلمية:
-1-4طبيعة المفهوم العلمي:
مفاهيم سهلة :يمكن ادراكها مباشرة عن طريق الحواس مثل الكائنات الحية
مفاهيم وسيطية :نحسها ونبصرها لكنها ليست خاضعة كليا لحواسنا مثل النجوم – االرض – الشمس – الرياح – الضوء وغيرها.
مفاهيم صعبة :وتضم هذه الفئة كل المفاهيم الالمادية مثل التآزر – التراحم – الخيال – الزمن ومفاهيم تصنيفية مثل الجنس
باالضافة الى المواد المتناهية في الصغر مثل االلكترون – الجينات.
-2-4النقص في خلفية الطالب العلمية:
عدم تعلم المفاهيم السابقة :لم يتطرأ اليها أصال نظرا لعدم إتمام البرنامج أو لغياب المتعلم وغيرها.
صعوبة تعلم المفاهيم السابقة :تناول المفاهيم العلمية بطريقة نظرية أو بطريقة عملية فاشلة ال تنتظر منها ترسيخ المفاهيم بشكل سليم في دماغ
المتعلم.
واذا وجد صعوبة في تعلم المفاهيم السابقة يجد صعوبة أكثر في تعلم المفاهيم الجديدة خاصة إذا لم ينتبه المعلم لذلك ولم يسعى جاهدا اليجادها
صحيحة قبل إعطاء الجديد.
مفهوم االحتباس الحراري :ال يثبت هذا المفهوم في أذهان المتعلمين بشكل صحيح إذا كانت المفاهيم السابقة له غير موجودة وهي :ارتفاع
Co2احترار الجو.
افرازات المصانع المواد الكيميائية وحتى الى أدق المفاهيم المتناهية
دخان السجائر /هنا يستحيل بناء طابق ثان إذا كان ما قبله غير موجود أو موجود وال يحتمل ذلك
-3-4النقص في خلفية الطالب الثقافية:
إذا كان الطالب ال يتوسع في القراءات العلمية ،ال يناقش ،ال يسأل ،سلبي في تعلمه ،ليس لديه ميول علمي ككل أو لوحده تدريسية معنية
ويعتمد فقط على ما يقدمه المعلم فهذا ال ينتظر منه أن يكتسب المفاهيم العلمية بشكل صحيح ،ال يختلف كثيرا مع االمي أو من فرد خارج
االختصاص .profaneويساعد في عدم تكوين الخلفية الثقافية المعنيةالكتساب المفاهيم الصحيحة.تأثيرالثقافة الجماهيرية غير الموجهة
(غياب سياسة تثقيفية علمية في وسائل اإلعالم وفي المجتمع) والمبنية على الخرافات .وتكون راسخة ومتكلسة في أذهان المتعلمين بصورة
خاطئة أو مبسطة نتيجة تعلمها من اللغة المحلية ولم يتم زعزعتها ال من طرف المعلم وال من طرف المتعلم .مثل :القلب ( للعواطف) .الكبد
( الحنان) .االنسان ( حيوان عاقل) .فالعلم هنا تراكمي البناء وال بد من احترام البنائية Constructrismeفي التعلم .
-5مصادر صعوبة تكوين المفاهيم العلمية:
تنجم من مصدرين أحدهما خارجي خارج عن نطاق المتعلم وآخر داخلي خاص به.
-1-5العوامل الخارجية :اهم هذه العوامل:
نمط التعليم السائد التقليدي منه يساهم بجفاء على حفظ الحقائق العلمية عنوة ال يشجع على تعلم المفاهيم العلمية وفق المراد منها.يجد المعلم نفسه كالفارس المجرد من سالحه واخيرا يطبق الصمت ثنايا القسم أو المخبر .ويساهم في ذلك كذلك نقص الميزانية وسوء التسيير
المناهج التدريسية غير المالئمة :وهي التي تم بناؤها اقتداءا بمناهج الدول المتقدمة دون مراعاة اختالف االمكانيات المادية والبشرية والثقافية
...في حين تجاوزوا استعمال الحاسوب الى وسائل أخرى ضف الى ذلك الكم الهائل من المادة العلمية المطلوبة للتعلم في فترات قصيرة
وغيرها.
المعلم :قد يكون الحلقة االضعف في مدار التعلم والجندي المتأخر عن المعركة وسبب ذلك ضعف المؤهالت األكاديمية ونقص الحافز ألداء
المهنة على أكمل وجه
وكما كان المطلوب من المتعلم أن يتوفر على شروط معينة كان على المعلم ذلك أيضا خاصة ما تعلق بتمثيل المعارف لدى المتعلم .وذلك
بإدماج األمور االدراكية الجديدة في المخططات العقلية دون التشويه في الخبرة الجديدة.
ويمكن للمعلم االستفادة من ذلك مما أورده القرآن الكريم حينما ذكر:
الجدال بين النمرود وإبراهيم عليه السالم .فاألول عصف الثاني ذهنيا النتيجة أن ابراهيم عليه السالم" :قال رب أرني كيف تحيي الموتى"
فأمكن له ذلك.
قصة زكريا حينما رفض حاله الجديد حيث قال":رب اجعل لي آية" فكان له ذلك.
مريم العذراء رفضت رفضت تمثل جبريل عليه السالم حينما قالت":إني أعوذ بالرحمان ان كنت تقيا" فأعاد جبريل هيئته االنسية الى المالئكية
على الفور.
قوم عيسى رفضوا فكرة خلقه من روح فمثل لهم ذلك بثها من طين فانبرت طيورا تسري فيها على حين غرة.
عامل اللغة :للغة التدريس أهمية بالغة في اكتساب المفاهيم العلمية بشكل صحيح كلما كان التدريس بلغة غير لغة االم كلما زادت الصعوبة في
تعلم المفاهيم .فعلى استاذ اللغة العربية أن ينهل من القرآن والسنة النهما يغذيان اللغة لما فيها من براهين موثوقة .على عكس باقي المواد
العلمية األخرى التي كانت ضحية الترجمة من اللغات االخرى الذين يتعاملون مع المصطلحات العلمية العريبة (اساتذة العلوم الطبيعية:
المصطلحات الالتينية عائق استمولوجي).
العوامل الداخلية :تتمثل العوامل التي تتعلق بالطالب نفسه في النقص في استعداده وإقباله ودافعيته للتعلم.
الدافعية :حالة فيسيولوجية نفسية داخل الفرد تحركه للقيام بسلوك معين لتحقيق هدف محدد ،وإذا لم يتحقق هذا الهدف يشعر االنسان بالضيق
والتوتر حتى يحققه.
ال يحدث التعلم اال بوجود دافع يدفع المتعلم وهذا يؤدي الى إظهار الرغبة في التعلم ويتولد الشعور لدى الفرد بالقدرة عليه ويسعى لتحقيقه من
خالل سلوكات تبين ذلك مثل :االنتباه ،المشاركة ،حل الفروض المنزلية التحضير األولي وطرح األسئلة وغيرها .هذه الرغبة في االداء الجيد
تسمى دافعية التحصيل وهذه هي الطائفة األولى مرتفعة الدافعية يضعون أهدافا مناسبة من أجل التحصيل بل ويشعرون بالمسؤولية و الميول
لالستطالع واالستكشاف والتعامل مع البيئة.
أما الطائفة الثانية فهم ضعيفو الدافعية غير مسؤولين ،يهربون من الدراسة ينتعش عندهم الفشل واالحباط والنتيجة واضحة تدني مستواهم
التعلمي التربوي من كل الجوانب.
وأسباب ضعف الدافعية للدراسة كثيرة منها ماهو لديه عالقة بالمجتمع وبالسياسة التربوية ومنها ماهو متعلق بالمدرسة ،باالسرة وسلوك
الوالدين ،والجانب الصحي الجسمي النفسي للمتعلم نذكر بايجاز فيما يلي:
البيئة االجتماعية غير المناسبة للعلم والتعلم :المكانة المتردية للعلم والمتعلمين في المجتمع وخاصة البطالة لها دور كبير في تدني الدافعية.
البيئة المدرسية غير المناسبة :نتيجة لظروف البيئة االجتماعية والسياسات التربوية الفاشلة (إعادة التالميذ المطرودين المشاغبين ،تضخيم
النقاط)...ه
هنا المدرسة في حد ذاتها مصدر لضعف الروح المعنوية للمتعلمين.
االستجابة لسلوك الوالدين وتشمل اآلتي:
عدم االهتمام واالهمال :قلة النفقة وضعف الرعاية (درس بر الوالدين).
توقعات الوالدين قد تكون مرتفعة كمالية ومثالية ،هنا يشعر المتعلم بالخوف واالنتقام من والديه ،فيميل الى كراهية الدراسة وبذل الحد األدنى
من المذاكرة.
النبذ أو النقد المتكرر
تدني تقدير الذات :الشعور بعدم الجرأة والعجزقد يكون التلميذ مبدعا وذكيا إال أنه يحمل شعور بالسلبية والتشاؤم.
المشكالت البيولوجية :المشاكل الصحية والنفسية تؤدي الى بطء التعلم
المشكالت االجتماعية االسرية :خاصة منها االقتصادية تؤدي الى الشعور بالخوف والقلق وهذا ما يؤدي الى ضعف التحصيل والرغبة في
ذلك.
-6تجاوز الصعوبات:
يجب على المعلم أن يعي هذه الصعوبات (خاصة تلك التي تحت مسؤوليته) وأال يكون ساذجا في اعتقاده بأن المفاهيم العلمية كلها
بسيطة ،واضحة ،قابلة للتعلم بسهولة وبسرعة ،تكسب كلها باإللقاء (النظري) وتكتسب بالحفظ اآللي .ويتأكد من ذلك بأسئلة
موضوعية .ا
كال المفاهيم أنواع ،وتكسب إذا رعيت فيها طرق وأساليب تنفيذية مناسبة وساهم المتعلم في بنائها وتدقيقها
بنفسه ومن أجل ذلك يتأكد ما يلي:
من صحة معارفنا (ضبط المادة العلمية) وتدعيمها بشواهد كي ال تكون وجهات نظر خاصة مرتبطة بمزاجها.
مالءمة المعارف للمستوى (تحليل المستوى المعرفي وإحصاء المكتسبات).
طريقة تبليغه وكيفية تفسيره وتحليله (التنقيل العلمي).
تنفيذها بطرق ووسائل مناسبة.
سالمة المعايير التقويمية (التقويم).
فيما يخص دافعية المتعلمين على المجتمع والوصايا أن تأخذ مأخذ الجد قضية التسرب المدرسي ونقص الدافعية وأن تعمل
على تشجيع العلم والحد من مشكلة بطالة المتعلمين وأن تدفع باالقتصاد الى تحقيق تنمية شاملة في البالد ويكون أحد
أعمدتها الفرد المتعلم.
وفي هذا الصدد ،على المعلم أن يعمل على تغيير الطريقة التي يفكر بها الطالب ضعيف الدافعية حول نفسه والبيئة المحيطة
به والتوقف عن التفكير السلبي واستخدام تصورات ايجابية كما يجب على المعلم أن يعمل على مساعدته للوصول الى
األهداف من خالل توفير مناخ تعليمي غير مثير للقلق وإدماج الطالب ضعيف الدافعية في جماعات طالبية نشطة وتدريبه
على مواجهة المشكالت وحلها.
أقـــــوال عــن بيداغوجـــيــا الخــــطأ
قال طاغور « :إذا أوصدتم بابكم أمام الخطأ فالحقيقة ستبقى خارجه»
قال باشالر « :الحقيقة العلمية خطأ تم تصحيحه»
و قال أيضا « :ما الذي نتعلمه حين نعلم؟ وحين نعلم ماذا نتعلم حول المادة التي نعلم؟»
يقول المثل « :أطرد ماهو طبيعي يعود إليك راكدًا»
قال ادغار موران « :الخطأ في عدم تقدير أهمية الخطأ »
وقال أيضا « :وظيفة التربية والتعليم ليست محاربة االخطاء ولكنها الكشف عن مصادرها»
قال بياجي « :يمكننا الكشف عن طبيعة التفكير لدى المتعلم عن طريق استقبال أخطاؤء االطفال»
يقول ميشال سانر « :إن أخطاءنا هي جزء من تاريخنا الشخصي بكل ما يحمله هذا التاريخ من
معرفة وتجربة وتخيالت»
لطالما اعتبر الخطأ في المجال المدرسي ،ذنبا ال يغتفر ،ومؤشرا على الفشل والقصور و االخفاق ،عالوة على أن
الممارسات البيداغوجية الكالسيكية كانت تحمل التالميذ مسؤولية أخطائهم وتفسرها بغياب الحوافز أو النقص في التركيز
فكان لذلك انعكاس سلبي على نفسية األطفال عمق لديهم الشعور باإلحباط و االقصاء والدونية وكرس في نفوسهم الرغبة
في العزوف عن الدراسة.غير أن وضعية الخطأ سرعان ما عرفت تحوال نوعيا أضحت األخطاء معه تعبيرا عن وجود معرفة
غير مكتملة ومرحلة طبيعية من مراحل بناء التعلمات و استراتيجية للتحصيل.
فتغدوا المدرسة في ظل بيداغوجيا الخطأ فضاء الرتكاب األخطاء دون عواقب ،والتلميذ المحظوظ هو الذي يرتكب أكبر قدر
من األخطاء داخل الفصل الدراسي ألنه يستطيع تحليلها وتصحيحها لبناء أكبر قدر من المعارف ،وعدم تكرارها خارج
الفصل ،كما تساهم هذه البداغوجيا في تشجيع المتعلم على طرح األسئلة الجريئة والتي يراها مالئمة لصياغة الفوضيات
الجسورة .والتساؤالت المقلقة حتى تلك التي تظهر غبية بدل بقاءه صامتا ممتثال وراضيا عما يقدم له دون فهمه ،وذلك
خوفا من أن يحتسب تردده وخطأه ضده ويصبح المدرس في هذه البيداغوجيا مرافقا للمتعلم موجودا في الفصل لمساعدته
على تصحيح أخطائه وتمثالته ال لمراقبته
.