نظرية الجشطالت
Download
Report
Transcript نظرية الجشطالت
الفصل السادس
نظرية الجشطلت
جاءت النظريات المعرفية كرد فعل للنظريات االرتباطية السلوكية
فى التعلم ،فبينما نادت النظريات االرتباطية السلوكية بأن التعلم يحدث
نتيجة حدوث ارتباطات مثيرات واستجابات وما ينتج عنها من تكوين
عادات وأن اإلدراك ما هو إال نسخة طبق األصل للشيء المدرك ،والتفكير
ما هو إال تجميع آلى لهذه األشياء التى يدركها الفرد
تنادى النظريات المجالية بأهمية اإلدراك والفهم والتفكير فى عملية
التعلم حيث يرى المجاليون أن التعلم يحدث نتيجة إلدراك الكائن الحى
للعالقات المتعددة الموجودة بين مكونات الموقف التعليمى وإعادة
تنظيمها بشكل معين
فالمعرفيون ال يؤكدون على االرتباطات بين المثير واالستجابة بل
يؤكدون أهمية الموقف الكلى وما به من عالقات متعددة ومن أهم
النظريات المجالية :نظرية الجشطالت ـ نظرية ليفين ـ نظرية تولمان
املجاليون عكس السلوكيون
فالمجاليون يعتبرون السلوك ”كتلى“ ال يمكن تحليله ،أى أننا نبدأ
من الكل وندركه ثم نتعرف على األجزاء ،وذلك على عكس السلوكيين
الذين يبدأون من البسيط م ← س ثم نصل إلى المركب.
يرى السلوكيون أنه لتفسير سلوك الفرد يجب معرفة العناصر
الموجودة فى البيئة ،أما المجاليون فيرون أن لمعرفة سلوك الفرد البد
من معرفة بيئة داخل الفرد تسمى المجال النفسى أو المجال السلوكى أو
الحيز النفسى
السلوكيون يقولون أن البيئة موضوعية وتدرك كما هى عليه ،أما
المجاليون فيقولون إذا كان هناك فردين ينظران إلى شىء معين فإن
إدراك الفرد أ يختلف عن إدراك الفرد ب ويرجع ذلك إلى ما يسمى
بالبيئة النفسية.
يرى السلوكيون أن التعلم هو تكوين أو تقوية لروابط بين المثير
واالستجابة ،أما المجاليون فال يتكلمون على روابط لكنهم يتكلمون عن
اكتشاف عالقات فى البيئة وإعادة تنظيم عناصر الموقف الجديد.
المذهب السلوكى يفسر سلوك الفرد بأنه يعتمد على البيئة ،أما
المذهب المجالى فيرى أنه لتفسير سلوك الفرد البد من معرفة المثيرات
ومفهوم الفرد عن هذه المثيرات وأيضا البد من التعرف على النواحى
النفسية والعصبية.
السلوكيون يرون أن االستجابة تظهر حين يظهر المثير ،أما
حاضرا فى الموقف لكنه يمكن
المذهب المجالى فيرى أن المثير ال يكون
ً
أن يؤثر فى سلوك الفرد ،فتوقعات الفرد للمستقبل تؤثر فى سلوكه
الحاضر ،فاألهداف المستقبلية تؤثر فى تصرفات الفرد.
البيئة النفسية ـ املجال النفس ى
البيئة النفسية هى المنطقة أو الحيز المحيط بالفرد
وتظهر فيها آثار سلوك هذا الفرد نتيجة لتفاعله مع
البيئة.
ففى البيئة الجغرافية الواحدة نجد عددا كبيرا جدا
من البيئات النفسية.
ظهور نظرية الجشطلت
ظهرت نظرية الجشطلت في ألمانيا فى نفس الوقت تقريبا الذي
ظهرت فيه السلوكية في أمريكا ،وجدت المدرسة الجشطلتية بذور
أفكارها النفسية في أعمال ”ماكس فرتهيمر“ ،ثم بلغت ذروتها في
أعمال ”كوفكا وكوهلر“ واشتركا كالهما مع ”فرتهيمر“ في االهتمام
بعملية اإلدراك حتى بعد هجرتهما إلى أمريكا في العشرينات من
القرن الماضى حيث قام ”هتلر“ بطردهما من ألمانيا.
وقد نشر ”كوفكا وكوهلر“ أبحاثًا ً في نظرية الجشطلت أكثر من
”فرتهيمر“ نفسه .واهتم علماء الجشطلت بالتعلم وتناولوه من
وجهه نظر إدراكية ،ولهذا يمثلوا اتجاهًا ً معارضًا ً لالرتباطين.
وبدأت هذه الحركة الفكرية في علم النفس وكأنها صدفة
عندما كان ”فرتهيمر“ يركب القطار والحظ أن أعمدة التليفونات
تتابع وكأنها شئ واحد .
أدرك ”فرتهيمر“ أن هذه الحركة وتتابعها شئ يختلف عن
االنطباعات الحسية لكل عمود ،و اعتقد أن وراء ذلك التنظيم
طبيعة الجهاز العصبى ،الذى ينظم الشىء غير المنتظم.
وسمى ”فرتهيمر“ ذلك بالتنظيم الكلى " Organized
"Wholeوكذلك سمى ”فرتهمير“ هذه الحركة التنظيمية باسم :
الحركة الظاهرية " .”Apporant movementأو (ظاهرة فاى
)Phi Phenomenon
تعتبر (ظاهرة فاى) أساس مدرسة الجشطلت ،وقد صمم
”فرتهيمر“ هذه التجربة بحيث يجلس المفحوص أمام قرص به
فتحات صغيرة ،وخلف القرص مصدر ضوئى ،ثم يأخذ في إدارة
القرص بسرعات مختلفة ،فكان المفحوص فى البداية يرى
فتحات الضوء كنقاط مضيئة منفصلة.
ومع زيادة السرعة لحد معين يرى المفحوص الضوء على
شكل دائرة مضيئة متصلة ،أي أن اإلدراك فى هذه المرحلة
مختلف عن المكونات األصلية للموقف ،ومن هنا انصب اهتمام
ضا التعلم
سا على اإلدراك ،كما تضمنت أي ً
هذه التجربة أسا ً
وموضوعات أخرى.
املقصود بكلمة جشطالت
كلمة الجشطلت هى كلمة ألمانية ،معناها صيغة أو شكل
( )Formأو صورة أو نمط ،وترجع هذه التسمية إلى أن هذه
المدرسة أكدت على أن المدرك الحسى يجب أن ننظر إليه من
خالل الصيغة الكلية لهذا المدرك ،وليس لألجزاء أو العناصر
التي يتكون منها هذا المدرك.
االستبصار يعنى اإلدراك الفجائى أو الفهم لما بين األجزاء
في موقف ما من خالل محاوالت فاشلة قد تطول أو تقصر ،و
االستبصار هو دليل على أن الفرد فهم المشكلة وعرف ما يجب
عمله لحلها.
اهتم علماء الجشتالت باالستبصار وهو من أكبر
إضافات هذه المدرسة لفهم التعلم .إن االستبصار يؤدي
للتعلم وفقًا ً لرأي مدرسة الجشتالت ،وهو يعني :أن التعلم
يحدث فجأة من محاولة تسبقها فترة تأمل وانتظار ،وهنا
يحدث التعلم ويعمم على المواقف األخرى ،حيث إن
التعميم من الخواص التي تميز التعلم باالستبصار.
االستبصار يتضمن عمليتين عقليتين :الفهم +اإلدراك
إن أصحاب نظرية الجشتالت يفسرون عملية التعلم
على أنها عملية إعادة تنظيم المجال اإلدراكي الذي يوجد
فيه الكائن.
افتراضات نظرية الجشطالت
-1التعلم يعتمد على اإلدراك.
فالتعلم عند الجشطلت متعلق بإدراك ما هو موجود في أي موقف من
المواقف ،أو معرفة كيف تترابط األشياء ،والتعرف على البنية الداخلية
للشئ الذى على الفرد أن يتعامل معه.
-2التعلم ينطوى على إعادة التنظيم :الصورة التقليدية للتعلم هى
مسألة االنتقال من حالة يكون شئ ما فيها ال معني له ،أو من حالة
توجد فيها ثغرة ال يمكن التغلب عليها أو حالة يبدو فيها الموقف كله
غامضًا ً إلى حالة جديدة يصبح فيها لألشياء معنى ،والمقصود هنا بأنه
عن طريق اإلدراك قد تمت إعادة تنظيمه بحيث أن مفهوم المشكلة لم
يعد يتضمن الثغرة المعتمة أو انعدام المعنى في التصور السابق.
-3التعلم يهتم بإدراك العالقات بين عناصر الموقف
التعلم ليس عملية ارتباط عشوائية بين أشياء لم تكن مترابطة من قبل،
بل إن التعلم يعنى التعرف الكامل على العالقات الداخلية للشئ المراد
تعلمه ،وكذلك بنيته وطبيعته .وجوهر التعلم هنا هو التعرف على
القوانين الداخلية ،والترابط الدقيق لعناصر الشئ الذي نتعلمه.
-4التعلم يعنى بـ (ماذا يؤدى إلى ماذا) أي أنه يعنى بالوسائل والنتائج:
إن الكثير مما نتعلمه يتعلق بالنتائج المترتبة على أعمال معينة نقوم
بها ،فلو كنت تركب دراجة وانحنيت إلى األمام أكثر من الالزم فسوف
تسقط على األرض أنت ودراجتك ،ولو أدخلت المفتاح الصحيح في ثقب
ما وأدرته على الشكل السليم فسوف يفتح أمامك الباب وهكذا ،...وهذا
المفهوم هو ما أطلق عليه الجشطلت مفهوم التوقع ( Sign-
.)Gestalt-Expectation
-5االستبصار يتجنب األخطاء الغبية
إذا طبق الفرد قاعدة معينة تطبيقا آليا ال يقوم على الفهم واإلدراك،
فإن سلوكه يكون عشوائياً ،يسير على غير هدى وال فائدة ترجى منه،
باإلضافة إلى الجهد المبذول في شئ ال يستفاد منه.
والتطبيق اآللى للقواعد النظرية دون اعتبار لمالمح الموقف الهامة
يمكن أن يؤدى إلى سلوك يتسم بالغباء.
والمثال المفضل لـ ”فرتهيمر“ في هذا الصدد تلك الممرضة المناوبة
التى تقوم بإيقاظ المرضى من نومهم قرب منتصف الليل ،الواحد تلو اآلخر
قائلة :
أنهض من نومك فقد حان وقت تناول "املنوم"
-6السلوك المبنى على الفهم ممكن أن ينتقل إلى مواقف أخرى جديدة
إن اكتساب مبدأ عام يعنى إمكانية تطبيقه في أي موقف مناسب،
وال يكون قاصرا على الموقف الذي جرى تعلمه فيه فحسب.
وعلى النقيض من ذلك فإن ما تم تعلمه عن طريق الحفظ
الً لالنتقال إلى مواقف تعليمه أخرى.
واالستظهار ال يحتمل أن يكون قاب ً
وبطبيعة الحال فإن الهدف من التعلم في المدرسة اكتساب التعلم
الذي يمكن تطبيقه على مواقف أخرى خارج نطاق المدرسة
فالمواد التى يتم تعلمها عن طريق الفهم تظل رصيدًاً للمتعلم
يوظفه في التعامل مع المشاكل المشابهة في أي موقف كان.
-7التعلم الحقيقى ال ينطفئ وال ينسى
إن الفهم ال يؤدى إلى احتمال نقل التعلم بصورة أكبر إلى مواقف
أخرى فحسب بل إن هناك احتما ًالً كبيرًاً في أن الش ئ الذي نتعلمه من خالل
االستبصار ال ينس ي.
دورا حاسمًا ً فى الذاكرة
-8التشابه يلعب ًً
في الوقت الذي تؤكد فيه النظريات االرتباطية على االقتران والتكرار
كأمور حاسمة في عملية التعلم فإن علماء الجشطلت يرون أنه من
الضروري ارتباط الخبرة الجديدة بالخبرة القديمة الموجودة في البنية
المعرفية للمتعلم ،وأن االستدعاء والتعرف (وهما أهم العمليات األساسية
في التذكر) إنما يتجدد بصورة حاسمة بفعل التشابه Similarityبين
الً أن يتعرف على
خبرة جديدة وخبرة سابقة ،ومن ذلك يستطيع الشخص مث ً
سيارته عندما يتركها في موقف السيارات.
-9االستبصار يعتبر مكافأة التعلم به
إن التعلم المبنى على الفهم واإلدراك كثيرًاً ما يصاحبه
شعور باالبتهاج واالنتعاش ،فرؤية العالقات التى تدل على
المعانى وفهم البنية الداخلية للجشطلت كل ذلك إنما يمثل تجربة
سارة في حد ذاتها للمتعلم.
أوجه الشبه واالختالف بين الجشطلت والسلوكيين
هناك عدة اختالفات بين المدرسة المجالية (الجشطلت) والمدرسة السلوكية
االرتباطية نذكر بعضها فيما يلى:
المدرسةًالسلوكية
ينظر السلوكيين إلى السلوك
نظرة جزئية ذرية ،ويرون أن
السلوك البشري ما هو إال عملية
ميكانيكية آلية ال تخضع إال
السلوك لمثيرات العالم الخارجي الجزيئية
السلوك البشري يمكن رده إلى
مجموعة من المبادئ األولية التى
تعبر عنها العالقة بين المثير
المعين واالستجابة المقابلة له
المدرسةًالمجالية
السلوك البشري يعتبر سلوكاً كليًا ً
أو كتليًا ً ،يحدث نتيجة وجود
الكائن الحى فى موقف معين أو
مجال معين ،وهذا السلوك الكتلى
سلوك هادف ،يهدف إلى تحقيق
غاية معينة ،وهى تحقيق تفاعل
الكائن الحى مع البيئة التي يوجد
ويعيش فيها ،وتحليل السلوك
البشرى يفقده معناه .
المدرسةًالسلوكية
تنشأ نتيجة مستوى قوة
االرتباطات بين المثيرات
واالستجابات وهى ارتباطات
آثارً فسيولوجية وعصبية من وجهة
الذاكرة نظرهم.
Memory
trace
المدرسةًالمجالية
هى عبارة عن اآلثار التي تتركها
الخبرة في الجهاز العصبي ،وإنهم
ال يتناولوها على أساس أنها
عناصر منفصلة ،ولكن يعتبروها
كليات منظمة وبالتالي فإن التعليم
عند الجشطلت هو تغيير وتحويل
شكل معين إلى شكل آخر وهذا
التغيير يحدث عن طريق عدة
عوامل :
-1الخبرة الجديدة :فعندما يكتسب الفرد خبرة جديدة فإن هذه الخبرة تؤدي
إلى تغيير الشكل أو تنظيمه فى صورة أخرى لدى الفرد
وبالتالى يتم التعلم.
-2اإلدراك والتفكير :فاإلدراك والتفكير من العوامل التي تساعد على التعلم
وهذا يختلف عن االتجاه االرتباطى الذي يؤكد على
التكرار والممارسة وليس على اإلدراك والتفكير.
-2مرور الوقت :مرور الوقت يحول البنية المعرفية للفرد إلى نوع آخر،
ويعيد تركيبها مرة أخرى ،حيث أن أي مشكلة تحتوي
على تناقضات هذه التناقضات تجعل الفرد يعيش في حالة
من عدم االتزان المعرفي ،ومن الطبيعي أن عقل اإلنسان
بمرور الوقت ينظم األشياء وفجأة يتوصل إلى حل
للمشكلة وتزول بالتالي هذه الضغوط .ويرجع التوازن
المعرفي للفرد الذي يولد حالة الرضا والسرور
التعلم
المدرسةًالسلوكية
المدرسةًالمجالية
يحدث بالتدرج ،أي أنه يحدث
بعد عدة محاوالت يتم فيها
االرتباط بين المثير واالستجابة
أى يتم عن طريق المحاولة
والخطأ ،أي انه ال يقوم على
الفهم واإلدراك.
والتعلم عند السلوكيين يبدأ من
الجزء ثم الكل ،أى أنه اتجاه
ذري تحليلي يقوم على أساس
(كيفية تعلم الفرد االرتباط بين
عناصر الموقف) أى أن التعلم
عند السلوكيين يتمثل في هذا
السؤال (ماذا يتعلم الفرد)
التعلم يحدث فجأة أي انه يحدث بعد
محاولة واحدة تسبقها فترة تأمل
يسمى
ما
وهو
وانتظار
(باالستبصار) وأن التعلم عبارة عن
إعادة تنظيم اإلدراك أو العالم
السيكولوجى عند المتعلم ،بمعنى
تغييرى فى الخبرة المعرفية
وتنظيمها.
الوقائع التجريبية
تجربة الشمبانزى
أعد ”كوهلر“ قفصًا ً ثم علق بسقفه موزا ووضع فيه
صندوقاً ،بحيث أن القرد الجائع إذا وضع فى القفص ال
يستطيع أن يصل إلى الهدف ما لم يصعد فوق الصندوق
ويقفز .وكانت المشكلة في البداية صعبة بالنسبة للشمبانزى،
و“سلطان“ هو القرد الوحيد الذي استطاع حلها دون
مساعدة ،وجعل يسير جيئة وذهابًا ً وفجأة توقف أمام
الصندوق وأمسك به وحمله مسرعًا ً تجاه الهدف ،وبدأ يصعد
فوقه على بعد مسافة قدرها نصف متر ،قافزًاً إلى أعلى بكل
قوته وجذب الموز وحدث هذا بعد خمس دقائق من ربط
الفاكهة وقد أعيدت التجربة فى اليوم التالى وكان الصندوق
موضوعًا ً على بعد مسافة من الهدف ،وبمجرد أن أدرك
سلطان الموقف أخذ الصندوق وجره معه حتى أصبح تقريبًا ً
تحت الموز مباشرة ووثب من فوقه ووصل إلى الهدف.
وفي تجربة أخرى وضع الموز
في مكان مرتفع بحيث ال يتوصل
إليه القرد ما لم يقفز فوق
صندوقين الواحد منهما فوق
األخر ،أى أنها أكثر تعقيدًاً من
سابقتها ذلك أنها تتطلب أمرين،
األول أن يصبح الصندوقين األول
والثاني جزءا من نمط أو صيغة
كلية للحل ،واألمر الثانى إدراك
مشكلة الجاذبية وما تتطلبه من
وضع الصندوق الصغير فوق
الكبير حتى يكون التركيب ثابتًا ً .
تجربة أخرى
تفسير النتائج
يفسر ”كوهلر“ تعلم الحيوان بقوله :أن عامل
إدراك العالقات التى ينشئها المجال اإلدراكى البسيط
للقرد في الموقف الذى يتعلم فيه ،وعامل تكوين فكرة
عامة للحل الصحيح للمشكلة التى يواجهها القرد
يتضمنان وجود قدرة أرقى من خاصية الحفظ اآللى
لنتائج المحاوالت الناجمة واالرتباط اآللى بين
الموقف المثير واالستجابة ،وهذه القدرة هى التى
تصبح بصيرة أو استبصار.
االستبصار Insight
المقصود باالستبصار
العالقات بين األشياء
Insight
:إدراك الفرد
فى المواقف ،أو إعادة
تنظيم
الخبرة ،أو إعادة بناء األفكار أو إعادة صياغة المشكلة،
وكل ما سبق يتضمن فهما understandingللعالقات أو
إدراكا للعالقة بين الوسائل والغايات حتى يتوصل إلى
اكتشاف حل للمشكلة .
وهناكًعدةًشواهدًسلوكيةًلالستبصارًيمكنًتحديدهاًفيماًيلى:
وهناكًعدةًشواهدًسلوكيةًلالستبصارًيمكنًتحديدهاًفيماًيلى:
1ـ االستبصار أو اكتشاف الحل للمشكلة ،أو إدراك
العالقات في الموقف يحدث فجأة بعد العجز وفترة
من الـتأمل والهدوء واالنتظار.
2ـ الحفظ الجيد للتعلم.
3ـ االستبصار يتكرر بسهولة إذا ما تكرر الموقف بعد
ذلك .
عوامل تيسر االستبصار
1ـ النمط اإلدراكى البسيط.
2ـ النمط اإلدراكي المركز أو (الجيد التحديد) أو األكثر انتظا ًما.
3ـ مناسبة المشكلة لمستوى قدرة الفرد (أى بساطة عناصر الموقف للفرد
وتناسبها مع مستوى فهمه وإدراكه).
4ـ االستبصار يحدث بعد فترة من التدريب والمحاوالت الخاطئة ،إال أن هذه
المحاوالت ليست عشوائية ولكنها استكشافية.
5ـ االستبصار يتأثر بعوامل عديدة منها :النضج الجسمي والنضج العقلي للفرد،
وتنظيم المجال اإلدراكي الذي يوجد فيه الكائن الحي ،والخبرة تلعب دورًاً كبيرًاً
في عملية التعلم والتي أطلق عليها الجشطلت فيما بعد "األلفة".
مفهوم الشكل واألرضية في نظرية الجشطلت
لكل مجال إدراكى شكل وأرضية ()Figure- ground
-1الشكـــل :الشىء البارز المميز األكثر تعقيدا أمام الفرد وهو أعقد من
األرضية وهو ما يجذب االنتباه.
-2األرضية :الخلفية األقل تحديدًاً وتمايزاً ،والتى يظهر عليها الشكل.
فالسبورة شكل واألرضية هى الحائط المعلقة عليها.
والكلمات المكتوبة على السبورة شكل والسبورة نفسها أصبحت أرضية
والكلمات المكتوبة على ورقة شكل والورقة ذاتها هى األرضية.
وصورة الشخص شكل واألرضية هى الورقة المرسوم عليها صورة
الشخصى وهكذا...
وهناك عدة مالحظات يجب االنتباه لها بالنسبة لمفهوم الشكل واألرضية
يمكن تلخيصها فيما يلى :
إطارا للشكل
ًً
1ـ الشكل أعقد من األرضية ،واألرضية تكون
فالكلمات المكتوبة على الورقة معقدة ولكن الورقة (األرضية)
بسيطة.
2ـ الشكل محدد بحدود محيطيه (الشكل له حدود).
3ـ تركيز االنتباه يكون على الشكل أكثر من األرضية (الشكل
يجذب االنتباه) فالفرد يركز انتباهه على الكلمات المكتوبة على
الورقة وليس على الورقة ذاتها .وفى المدرج أو أى مكان.
4ـ إدخال التغييرات على الشكل أسهل من إدخالها على
األرضية فالخطأ فى الكلمة المكتوبة على الورقة (الشكل)
يؤدي إلي سوء مظهر الورقة فقط ،أما الخطأ فى الورقة
فيؤدي إلى تغييرها بغيرها.
وكل من الشكل واألرضية موجود في كل شئ من حولنا ،وهو
يعتمد بشكل كبير جدا على االنتباه ،حيث أننا ال يمكن أن نرى
نفس المثيرين في نفس الوقت ،وتعاقب الشكل واألرضية
يحدث بالتناوب وهو شئ فطرى وهو أساس إدراكنا لألشياء.
قوانين التعلم عند الجشطلت
قانونًاالمتالء
قانونًالتجميع
قانونًالتشابه
قانونًالقرب
قانونًالغلقً
قوانين التعلم عند الجشطلت
التعلم عند الجشطلت عملية معرفية تعنى أن التلميذ عندما
يواجه موقف تعلم يعنى أنه يواجه مشكلة ،وأى مشكلة تواجه
الفرد تنشأ لديه حالة من عدم االتزان المعرفى ،وتسبب له ما
يسمى بالضغوط المعرفية أو عدم االتزان المعرفي وال تزول هذه
الحالة إال بحل هذه المشكلة .
وعدم االتزان المعرفى هى عملية داخلية تنشأ لدى الفرد
ويكون دورها إثارة الدافع لدى الفرد للتعلم ،وحل المشكلة
والوصول إلى حالة االتزان المعرفى.
والتعلم يحدث نتيجة "االستبصار" الذي يتضمن اإلدراك
والفهم والتنظيم ،وهناك عدة قوانين وضعها الجشطلت
لتفسير عملية التعلم باالستبصار أطلقوا عليها (قوانين تنظيم
المجال اإلدراكى) وأهم هذه القوانين هى:
قانون االمتالء أو التنظيم أو التوضيح
التعلم عملية معرفية تعنى أن التلميذ عندما يواجه موقف
تعليمى يعنى أنه يواجه مشكلة تسبب نوع من عدم االتزان المعرفى
أى أنه توجد فجوة بينه وبين المشكلة لذا البد من ملء هذه الفجوة
ومن هنا يأتى قانون االمتالء ويقصد به إعادة التنظيم النفسى
للموقف ليصبح جيد ومكتمل أو ممتلىء ،وذلك بقدر ما تسمح به
الظروف الموجودة في الموقف ،والذى يحقق الفهم وإدراكى
العالقات الموجودة فى المجال بين العناصر ،ويتوقف ذلك على مدى
االنتظام والدقة والتآلف بين عناصر الموقف وبالتوصل لحل المشكلة
تزول حالة عد االتزان المعرفى .ويتضمن قانون االمتالء ما يلى :
أ -الكل أكبر من مجموع األجزاء
ب -إدراك الكل سابق على إدراك األجزاء
جـ -الجزء فى كل يختلف معناه فى كل آخر
الكل أكبر من مجموع األجزاء
يقول الجشطلت أن الكل على بعضه أكبر من مجموع أجزائه ،وللتوضيح
نفترض وجود ثالث مستقيمات كالتالى :
ب
أ
ب
جـ
جـ
إذا وضعت هذه المستقيمات بشكل معين تعطى شكل مثلث وليس 3
مستقيمات ،أى أن األجزاء مع بعضها تؤدى شيئا آخر
أى أن األجزاء مع بعضها تؤدى شيئا آخر
أ
الكل = مجموع األجزاء +شىء آخر (كلمة مثلث)
الكل = (أب +ب جـ +جـ أ) +المعنى
الكل أكبر من مجموع األجزاء بمعناه
ب
جـ
الكل = مجموع األجزاء +معناها
أ
يتضح هذا القانون من تجربة الحركة الظاهرية (ظاهرة فاي)،
والحركة الظاهرية هى نوع من الحركة المدركة والتى ليس لها واقع
فيزيقى ومنها ندرك أن الكل أكبر من مجموع األجزاء ،وهذا الكل هو
عبارة عن مجموع ما يلى:
1ـ الخبرة الحسية للشئ.
2ـ ما يضيفه إدراك الفرد عليها.
إدراك الكل سابق على إدراك األجزاء
الً
إدراكنا لألشياء تكون فى صورة كليات ذات معنى ،فعندما نرى مث ً
األشخاص نرى أشياء ذات معنى ،فال نرى خطوط أو أجزاء منها فقط،
ولكننا ندرك الكل أوال ثم بعد ذلك نصف التفاصيل مثل لون العينين وخالفه.
فلو دخل شخص على مجموعة من األشخاص ينظر إليه األشخاص (ككل)
ولو استمر تفحصهم له يخرجون بمجموعة من المواصفات كالطول واللون
والوزن ولون الشعر والعينين إلخ لكن كل ذلك يأتى بعد إدراك الشىء ككل.
واالتجاه المجالى يرى أنه من المفروض عند التعلم أن نتعلم الكلمة على
بعضها أوال ثم التعرف على الحروف ثانيا .
فالنظرية المجالية تفيد جدا فى الجانب المعرفى أو العقلى لإلنسان
جـ -الجزء فى كل يختلف معناه فى كل آخر
فالفرد الواحد يمكن أن يكون :
ــ طالب فى الكلية
ــ عضو فى النادى
ــ ابن فى البيت
قانون التجميع
يقدم قانون التجميع تفسير جيد لقاعدة االمتالء ،وهو مجموعة من
المبادئ تحكم طريقة تجميع مجموعة من المعلومات البصرية الواردة
للحواس ،ويركز على اإلدراك البصرى وهذه المبادئ هى :
أ – قانون التشابه Law-of-Similarity
x
ويتلخص فى أن الوحدات أو األشياء المتشابهة
x
مع بعضها فى الشكل أو الحجم أو اللون أو o
السرعة أو االتجاه ،تميل إلى التجمع مع بعضها o
في وحدات إدراكية متكاملة بعكس األشياء
المختلفة عن بعضها.
x
o
o
x
x
x
x
x
x
o
o
o
x
x
x
x
ب -قانون القربLaw of proximity :
وينص هذا القانون على :أن األشياء المتقاربة في الزمان والمكان
مع بعضها تميل إلى التجمع في وحدات إدراكية متكاملة بعكس
األشياء أو الوحدات المتباعدة.
جـ -قانون الغلق Law of Closure :
تدرك األشكال شبه المغلقة أو شبه الكاملة على أنها وحدات كاملة.
الً :فيلم لم تكمل مشاهدته إلى النهاية تضع له نهاية من عندك أو
مث ً
صورة غير واضحة تماماً ،أو شكل ناقص.
ويتلخص فى أن إدراك األشكال أو الموضوعات شبه الكاملة أو
األكثر إغالقًا ً أسهل وأسرع من األشكال والموضوعات المفتوحة،
ألنها تميل إلى تكوين الصيغ أو الصور الكلية لألشكال
والموضوعات.
التطبيقات التربوية
نستطيع أن نستمد التطبيقات التربوية لنظرية الجشطلت من الفروض
السابقة لها ،ومن طريقة التعلم باالستبصار التي تقوم على عمليتى
الفهم واإلدراك ،كذلك من قوانين الجشطلت في تفسير عملية التعلم،
وهذه التطبيقات يمكن إيجازها فيما يلى:
1ـ يرى ”فرتهمير“ أن الدور األساس للتربية يجب أن يرتكز فى
تنمية الفهم واإلدراك ،ألنه يعتبر من وجهه نظره الهدف األساس
للتربية.
2ـ يجب على المتعلم إعادة تنظيم المجال الدراسى ،حتى يصبح
الً.
ذى معنى ،ويسهل على المتعلم أن يفهمه ويدركه إدراكًا ً متكام ً
3ـ يعتبر ”فرتهمير“ أن الحل اإلبداعي للمشكلة يجب أال يقتصر
فقط على المواقف المدرسية ،ولكن يجب أن ينتقل إلى المشكالت
والمواقف االجتماعية أيضًا ً.
4ـ يجب على المعلم أال يؤكد على اإلجابة الصحيحة (أى النتيجة)
في حد ذاتها ،ولكن يجب التأكيد على الطريقة الصحيحة فى تناول
اإلجابة ،والتى تكون غالبًا ً مبنية على الفهم واإلدراك.
5ـ أن يكون الهدف األساسي لألنشطة المدرسية هي تنمية الفهم
واإلدراك ،وليس الترديد األعمى لإلجابات الصحيحة التي تم تحديدها
بصورة تحكمية.
6ـ يجب على المعلم تجنب التدخل في شرح غير الزم ،أو استخدام
مكافأة ال لزوم لها ،ولكن يترك التلميذ للتعلم بشكل فعال ،ويجعل دوره
إيجابيًا ً ،بحيث يركز على عناصر الموقف ذاتها ،والترابطات فيما
بينها ،وليس على األمور الظاهرية التي ال تفيد ،ويجعل مكافأة التلميذ
هي السرور والبهجة التي يشعر بها عند توصله لحل المشكلة التي
بصددها.
www.nasr.name.eg
[email protected]