إدارة المعرفة : مفهومها وعملياتها وتحدياتها وآثارها على النواتج التنظيمية إعداد وتقديم أ . د / علي عبد الهادي مسلم أستاذ ورئيس قسم إدارة األعمال كلية التجارة – جامعة.

Download Report

Transcript إدارة المعرفة : مفهومها وعملياتها وتحدياتها وآثارها على النواتج التنظيمية إعداد وتقديم أ . د / علي عبد الهادي مسلم أستاذ ورئيس قسم إدارة األعمال كلية التجارة – جامعة.

‫إدارة المعرفة‪ :‬مفهومها وعملياتها وتحدياتها‬
‫وآثارها على النواتج التنظيمية‬
‫إعداد وتقديم‬
‫أ‪.‬د‪ /‬علي عبد الهادي مسلم‬
‫أستاذ ورئيس قسم إدارة األعمال‬
‫كلية التجارة – جامعة األسكندرية‬
‫‪1-1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫أصبحت المعرفة هى العامل األساسي فى تحقيق الميزة التنافسية للمنظمات‪،‬‬
‫والمصدر الرئيسي لزيادة نفوذ وسيطرة الدول والمنظمات‪ .‬ولم تعد الموارد التقليدية‬
‫فى حد ذاتها كافية لتحقيق التنمية المستدامة للمنظمات والمجتمعات‪ ،‬وإنما أصبحت‬
‫المعرفة ورأس المال الفكري من العوامل الفارقة فى مدى تقدم األمم وتميز‬
‫المنظمات‪ .‬وأصبحت ”إدارة المعرفة“ بكفاءة وفعالية من المهارة األساسية ومجاالت‬
‫التميز الرئيسية التي يجب توافرها لدى المديرين المعاصرين لضمان بقاء واستمرار‬
‫ونجاح منظماتهم فى األجل الطويل‪.‬‬
‫ورغم ذلك‪ ،‬فإن إدارة المعرفة ما زالت فى مراحلها المبكرة فى معظم الدول‬
‫والمجتمعات النامية‪ .‬وتهدف ورقة البحث الحالية إلى إلقاء الضوء على "إدارة‬
‫المعرفة" من خالل شرح مفهومها ووصف عملياتها وبيان تحدياتها والتعرف على‬
‫آثارها على النواتج التنظيمية مع محاولة التوصل لخطوات إسترشادية نحو تأسيس‬
‫‪ 1-2‬منظمات عربية مبنية على المعرفة‪.‬‬
‫محاور البحث‪:‬‬
‫تدور ورقة البحث الحالية حول خمس محاور أساسية هي‪:‬‬
‫• مفهوم المعرفة وإدارة المعرفة والتحديات التى تواجهها فى‬
‫المجتمعات العربية‪.‬‬
‫• العمليات األساسية إلدارة المعرفة وعناصرها ومراحل دورة‬
‫حياتها‪.‬‬
‫• األبعاد األساسية المؤثرة فى فعالية إدارة المعرفة‪.‬‬
‫• نموذج مبدئي لقياس مدى فعالية إدارة المعرفة وتأثيرها على‬
‫النواتج التنظيمية‪.‬‬
‫• خطوات نحو تأسيس منظمات مبنية على المعرفة فى المجتمعات‬
‫‪1-3‬‬
‫العربية‪.‬‬
‫منهجية البحث‬
‫إعتمدت الورقة الحالية على مسح الدراسات السابقة التي أجريت فى‬
‫مجال إدارة المعرفة‪ ،‬مع التركيز على تلك التي نشرت فى الدوريات ذات‬
‫الطابع العملي والتطبيقي مثل ‪Harvard Business Review,‬‬
‫‪California Management Review, Academy of‬‬
‫‪Management Executive, and MIT Sloan‬‬
‫‪ Management Review‬مع محاولة البعد قدر اإلمكان عن‬
‫الجوانب الفلسفية والنظرية من ناحية‪ ،‬والجوانب التجريبية والمنهجية‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬وذلك حتى يتوافق محتوى ما يقدم فى هذه الورقة مع‬
‫طبيعة محاور وموضوعات المؤتمر‪ ،‬وحتى يمكن أن يستفيد منها قطاع‬
‫أوسع من الباحثين والممارسين والمديرين التنفيذيين على حد سواء‪.‬‬
‫‪1-4‬‬
‫أهم التحديات التي تواجهها المنظمات العربية فى إدارة المعرفة‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫‪1-5‬‬
‫الخلط الواضح بين مفهوم المعرفة من ناحية ومفهوم البيانات والمعلومات‬
‫من ناحية أخرى‪.‬‬
‫غالبا ما تتجه المنظمات العربية إلى قياس حجم إنجازاتها فى التعامل مع‬
‫المعرفة من خالل كم ومخزون المعلومات المتراكمة لديها‪ ،‬وليس من‬
‫خالل مدى سرعة نقل وتحويل هذه المعلومات إلى معرفة‪.‬‬
‫الفشل فى إيجاد بيئة عمل داخل معظم المنظمات العربية تساعد على‬
‫مشاركة المعرفة بين األفراد‪.‬‬
‫عدم فهم طبيعة المعرفة الضمنية وخصائصها وآثارها‪ ،‬وتجنب التعامل‬
‫معها والتركيز بدال من ذلك على المعرفة الصريحة‪.‬‬
‫التركيز على الحصول على المعرفة وإقتناءها وعدم االهتمام باستخدامها‪.‬‬
‫التركيز على الماضى وتجاهل المستقبل‪.‬‬
‫إحالل اإلتصاالت اإللكترونية محل التفاعالت اإلنسانية‪.‬‬
‫األبعاد األساسية المؤثرة فى فعالية إدارة المعرفة‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫‪1-6‬‬
‫البعد التكنولوجي‪ :‬ال يمكن التعامل اليوم مع الكم الهائل من المعلومات والمعرفة‬
‫المتوافرة لدى المنظمات باستخدام طرق حفظ واسترجاع المعلومات التقليدية‪ .‬فاألمر‬
‫يحتاج إلى نظام الكتروني متكامل للمعلومات يتيح للمستخدم إمكانية الوصول‬
‫للمعلومات فى الوقت المناسب‪.‬‬
‫البعد االجتماعي‪ :‬التكنولوجي وحده ال يجعل الفرد أكثر ذكاء‪ ،‬بل أن التكنولوجي‬
‫المتقدم يحتاج إلي قدرات عقلية عالية لفهمه والتعامل معه واالستفادة منه‪.‬‬
‫والتكنولوجي ما هو إال نتاج طبيعي لما يحدث في العقل البشري‪ .‬و لذلك يجب أن‬
‫يكون العنصر البشري مدربا وقادرا علي فهم واستخدام اإلمكانيات التكنولوجية‬
‫المتاحة لديه‪ ،‬وتوظيفها بأفضل ما يمكن حتى يستطيع تحقيق االستفادة القصوى منها‪.‬‬
‫البعد الثقافي‪ :‬تعتبر الثقافة التنظيمية من العوامل الهامة المؤثرة علي مدي نجاح أو‬
‫فشل إدارة المعرفة‪ .‬وقد يعتبرها البعض إحدى المعوقات األساسية إلدارة األصول‬
‫الفكرية في المنظمات‪ .‬فالثقافة بما تحمله من قيم وأعراف ومفاهيم وممارسات تؤثر‬
‫علي سلوكيات األفراد في التعامل مع المعرفة‪.‬‬
‫نموذج مبدئي لفاعلية إدارة المعرفة‬
‫التكنولوجي‬
‫الهيكل‬
‫البنية األساسية‬
‫إلدارة المعرفة‬
‫الفعالية‬
‫التنظيمية‬
‫الثقافة‬
‫االستحواذ‬
‫فعالية إدارة‬
‫المعرفة‬
‫التحويل‬
‫التطبيق‬
‫‪1-7‬‬
‫المصدر‪Wen, 2009: 364 :‬‬
‫الحماية‬
‫خطوات نحو تأسيس منظمات عربية مبنية على المعرفة‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫‪1-8‬‬
‫إعادة صياغة رسالة المنظمة وأهدافها من منظور المعرفة‪.‬‬
‫إعادة تعريف الصناعة التي تنتمي إليها المنظمة وتحديد مركزها التنافسي فيها‪.‬‬
‫صياغة استراتيجية المنظمة من منظور المعرفة‪.‬‬
‫إستخدام العمليات والهياكل التي تدعم بشكل مباشر متطلبات إستراتيجية المعرفة‪.‬‬
‫تقسيم العمالء ليس فقط على أساس الخدمات ولكن أيضا على أساس ما يمكن أن‬
‫نتعلمه منهم وما يمكن أن نعرفه عنهم‪.‬‬
‫تحويل المنظمة إلى منظمة تعلم إستراتيجي‪.‬‬
‫التعامل مع تكاليف التعلم باعتبارها استثمار وليست نفقات‪.‬‬
‫إعادة التفكير فى نموذج األعمال المستخدم فى المنظمة‪.‬‬
‫إعادة صياغة دور إدارة الموارد البشرية‪.‬‬
‫تعزيز رسالة المنظمة من خالل تنسيق اإلتصاالت الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫التوصيات‬
‫يقترح الباحث ان تقوم المنظمة التي لديها توجه للتحول إلى منظمة مبنية‬
‫على المعرفة إلى إنشاء ”مركز للمعرفة والتعلم“ يكون الغرض منه تحقيق‬
‫التواصل بين المنظمة والعمالء وكذلك التعلم المستمر لكل ما هو جديد فى‬
‫مجال الخدمة وتحويلة إلى معرفة قابلة للتطبيق‪ .‬وتكون وظيفة هذا المركز‪:‬‬
‫(‪ )1‬بناء خبرات تراكمية متميزة يمكن من خاللها تحسين عمليات التفكير وصنع‬
‫القرارات وتحسين الممارسات اإلدارية والفنية وخدمة العمالء‪.‬‬
‫(‪ )2‬القضاء على القيود والحواجز والمعوقات أمام نقل المعرفة بين الوظائف‬
‫وتوفير متطلبات التفكير اإلبداعي الالزم لتقديم خدمة فائقة الجودة‪.‬‬
‫(‪ )3‬تحسين وتعزيز قدرات تحليل المشكالت وصنع القرارات لدى المديرين من‬
‫خالل توفير المعلومات الالزمة وتحديثها وتقييمها ونشرها وتوظيفها فى‬
‫ممارسة العمل اليومي‪.‬‬
‫‪1-9‬‬
‫باالضافة إلى "إدارة المعرفة" يجب علي المنظمات أيضا إدارة ما يمكن أن يطلق عليه عملية‬
‫"النسيان التنظيمي" ‪ .‬فالمنظمات التى تسعى إلى التحول لمنظمات مبنية على المعرفة يجب‬
‫عليها ليس فقط الحصول على معرفة جديدة‪ ،‬ولكن أيضا نسيان المعرفة القديمة التي تربطها‬
‫بأخطاء الماضى‪.‬‬
‫والتعلم التنظيمي يعتبر عملية يتم من خاللها إضافة المزيد إلى مخزون المعرفة الذي تمتلكة‬
‫المنظمة‪ ،‬والنسيان التنظيمي يعتبر عملية عكسية تفقد فيها المنظمة جزء من المعرفة التي‬
‫كانت تمتلكها من قبل‪ .‬فإذا كانت المعرفة المفقودة مهمة فإن المنظمة تفقد إمكانيات وقدرات‬
‫تنافسية‪ ،‬أما إذا كانت المعرفة المفقودة تمثل جزءا من تراث معوق لعملية التطوير‪ ،‬فإن هذا‬
‫قد يحسن من إمكانيات المنظمة ويزيد من قدراتها التنافسية‪.‬‬
‫وقد يأخذ "النسيان التنظيمي" شكل عدم قدرة المنظمة على الحصول على معلومات جديدة‬
‫وهامة ومفيدة‪ .‬فقد تفشل المنظمة فى جعل المعلومات الهامة متاحه لمن يحتاج إليها‪ .‬وقد‬
‫يترك أحد األفراد ذو الكفاءة العالية والخبرات المتميزة العمل دون أن تنجح المنظمة فى نقل‬
‫ما لديه لآلخرين‪ .‬ولتجنب ذلك يجب جعل كل ما يمتلكه األفراد من معرفة أمر مؤسسي عن‬
‫طريق توثيق هذه المعرفة وحفظها وجعل الحصول عليها أمر روتيني‪.‬‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫‪1-10‬‬
‫• توجد العديد من اإلعتبارات التي يجب مراعاتها لكى تتحول المنظمة إلى منظمة تعلم وهي‪:‬‬
‫• التعامل مع المعلومات وقواعد البيانات باعتبارها أدوات إستراتيجية وليست مجرد تسهيالت‬
‫عمل‪.‬‬
‫• أن مجرد إمتالك قواعد بيانات وتجهيزات تكنولوجية ال يعني قدرة المنظمة على إدارة‬
‫المعرفة أو تحولها إلى منظمة تعلم‪.‬‬
‫• أن شبكات األعمال غير الرسمية تعتبر مصدر رئيسى للمعرفة وأن التواصل اإلجتماعي بين‬
‫األفراد يعتبر عنصر أساسي فى نقل ونشر المعرفة داخل المنظمة‪.‬‬
‫• أن اإلدارة العليا قد ال تعرف الموقف الحقيقي إلدارة المعرفة فى المنظمة‪ ،‬ولذلك يجب إنشاء‬
‫مراكز أو وحدات تنظيمية متخصصة يسند إليها هذه المهمة‪.‬‬
‫• أن إدارة المعرفة والتحول إلى منظمة تعلم غالبا ما يحتاج إلى موارد بشرية شابة مؤهلة‬
‫ومدربة جيدا‪ ،‬وقد يستلزم األمر إستبعاد قدامى الموظفين من المشاركة فى ذلك‪ ،‬ألنه غالبا ما‬
‫ال يتوافر لديهم القدرات والدوافع المطلوبة‪.‬‬
‫• إن التحول لمنظمة تعلم غالبا ما تحتاج إلى بيئة عمل مناسبة يتوافر فيها اإلمكانيات المادية‬
‫والتكنولوجية والبشرية ونظم العمل واآلليات المناسبة لها كما أنها تحتاج إلى ثقافة تنظيمية‬
‫‪1-11‬تشجع على التفكير اإلبداعي‪.‬‬
‫السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‪،،،‬‬
‫‪1-12‬‬