الثقافة المؤسسية

Download Report

Transcript الثقافة المؤسسية

Slide 1


Slide 2

‫المقدمة‪:‬‬
‫اإلنسان هو المحور األساس في أيّ مسيرة حضارية وهو وسيلة كل تقدم يُنشد‪ ،‬وغاية كل رخاء يُبتغى‪ ،‬والثروة البشرية‬
‫التي على أساسها تتحقق التنمية‪ ،‬واإلنسان المعاصر يعيش على الدوام في زخم معرفي عبر سُبل اتصال وتواصل متجددة‪،‬‬
‫تمده دائما بالجديد في كل ميدان‪.‬‬
‫لذا فلم َيعُد المطلوب من إداريي اليوم االكتفاء بما يرفع عنهم الجهل المعرفي؛ ‪ ......‬بل أصبح التحدي يتعلق بمدى المقدرة‬
‫على التعامل الواعي مع معطيات حضارة بشرية كاملة‪ ،‬والتخطيط الذكي لمواكبة مظاهر النمو الفكري المستمر‪.‬‬
‫إن أيّ تجاهل لمواكبة االنفجار المعرفي وما يولده هذا االنفجار من تبصُّر جديد للمفاهيم والمعطيات الثقافية والعلمية قد‬
‫ُتعرّ ض مصير األجيال للزيغ والتيه وتحجيم فرص اإلبداع لديهم‪.‬‬
‫إن االهتمام بمتغير اإلبداع في المنظمات يتطلب الحرص على نمو المقدرات اإلبداعية لدى قادتها وإدارييها وكافة مدخالتها‬
‫البشرية‪ ،‬وأَن تكون التوجهات اإلبداعية مكونا هاما في نسيجها الثقافي‪ ..... ،‬فالثقافة المؤسسية وما تتضمنه من قيم ومعتقدات‪،‬‬
‫هي التي توجه سلوك العاملين واإلداريين إلى ما يجب القيام به في بيئة العمل وما يفترض تجنبه خاصة وأن العالم اليوم‬
‫يتصف بتالقح الثقافات واالعتمادية المتبادلة أكثر من أي وقت مضى‪.‬‬
‫"إن الثقافة بالنسبة للمجتمع كالذاكرة بالنسبة للفرد” ( باجات وآخرون‪ )2003 ،‬وهذا ال يعني انحسار ثقافة األمة وانطوائها‬
‫على نفسها‪ ،‬بل االنفتاح الواعي المسئول‬
‫َّ‬
‫والمؤطر بهوية المجتمع المرجعية التي تستند إلى فلسفة البلد المعين ‪.‬‬
‫إن التعامل مع الثقافات األخرى يجب أن يتسم ال باإلفراط وال بالتفريط بل بالتوازن بينهما بأن ينتقي منها ما يتالءم وهويته‪.‬‬


Slide 3

‫دور التربية‪:‬‬
‫إن التربية بحكم اقترانها والتصاقها بثقافة المجتمع‪ ،‬هي المدخل االساسي للتعامل مع القيم والمواقف وتشكيل الشخصية‬
‫المستقبلية ألبنائه بصورة مستمرة ‪ .....‬لذا كان من الضروري الحرص على إيجاد تربية أصيلة نابعة من صميم ثقافة المجتمع‬
‫مرتكزة إلى رؤية نابعة من هويته ومستخلصة من أسس نظرية قائمة ومتناغمة مع ارثه الحضاري ‪ ......‬فالتربية معنية ببناء‬
‫اإلنسان الصالح الذي إذا خسرته أيّ أمة خسرت كل شيء‪.‬‬
‫ومن أَجل النجاح في بناء اإلنسان‪ ،‬نشأت الحاجة إلى ضرورة تمحيص المنظومة الثقافية السائدة‪ ،‬وتعرف مقدرتها على التعامل‬
‫الفاعل مع الوضع الراهن والوصول بها إلى الوضع المأمول عبر سبل إبداعية متميزة ‪ .....‬فكانت مشكلة الدراسة‬
‫مشكلة الدراسة‪ :‬تبلورت مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي‪:‬‬
‫ما الثقافة المؤسسية في المؤسسة التربوية األردنية؟‬
‫وحاولت الدراسة اإلجابة عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬ما مستوى إدراك الثقافة المؤسسية السائدة لدى اإلداريين في المؤسسة االدارية األردنية ؟‬
‫‪-2‬هل هناك فروق دالة إحصائيا لمتغيرات الجنس والمركز الوظيفي واإلقليم والمؤهل العلمي على إدراك الثقافة المؤسسية‬
‫السائدة لدى اإلداريين في المؤسسة التربوية األردنية ؟‬
‫‪ -3‬ما النسب التفسيرية لمستويات إدراك الثقافة المؤسسية ومتغيرات الجنس والمركز الوظيفي واإلقليم والمؤهل العلمي لدى‬
‫اإلداريين في المؤسسة األردنية؟‬


Slide 4

‫الثقافة المؤسسية‪ :‬هي مجـموعة من المعتقدات والقناعات والممارسات اإلدارية التي تسود المؤسسة في تعاملها مع العاملين‬
‫فيها‪ ،‬ومع كل من له عالقة بها‪ ،‬وتؤثر بدورها في جميع الجوانب النظمية وفي سلوك العاملين فيها‪ ،‬كما تحدد األسلوب الذي‬
‫ينتهجه المسؤولون في قراراتهم وإداراتهم لمرؤوسيهم‪.‬‬
‫والمتأمل في دراسات الغربيين للثقافة يلحظ اتجاهين في تعريفهم لها‪-:‬‬
‫األول‪ :‬ينظر للثقافة على‪" :‬أنها تتكون من القيم والمعتقدات والمعايير والتفسيرات العقلية والرموز واأليديولوجيات وما شاكلها‬
‫من المنتجات العقلية" ومن أصحاب هذا االتجاه إدوارد تايلور (‪ )Tailor‬الذي عرَّ ف الثقافة بأنها" كل مركب يشتمل على‬
‫المعرفة والمعتقدات والفنون واألخالق والقانون وغير ذلك من اإلمكانات أو المألوفات التي يكتسبها اإلنسان باعتباره عضوا‬
‫في مجتمع”‪.‬‬
‫أما اآلخر‪:‬فيرى الثقافة على أنها‪":‬النمو الكلي لحياة شعب ما‪ ،‬والعالقات الشخصية بين أفراده وكذلك توجهاتهم" ومن هؤالء‬
‫اوجبرن )‪(Ogbren‬الذي عرَّ ف الثقافة‪" :‬بأنها تشتمل على األشياء والنظم االجتماعية‪ ،‬والطريقة االجتماعية التي يسير عليها‬
‫الناس في حياتهم”‪.‬‬
‫والدارس لهذه التعريفات يالحظ أن من العلماء من يجعل الثقافة نتاج الفكر والقيم؛ ومنهم من أضاف إليها األدوات المادية‬
‫وعالم األشياء‪ ،‬كما يالحظ في تحديد معنى الثقافة أنها تشتمل عدة مستويات فهناك ثقافة المجتمع واألمة‪ ،‬وهناك ثقافات فرعية‬
‫لجماعات معينة ضمن إطار المجتمع واألمة‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية الثقافة فقد عقدت اليونسكو اجتماعا لهذا الغرض في المكسيك عام ‪1982‬م وخرجت بهذا التعريف‪ :‬أنها‪:‬‬
‫"جميع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تم ّيز مجتمعا ً بعينه أو فئة اجتماعية بعينها‪ ،‬وهي تشمل الفنون‬
‫واآلداب وطرائق الحياة كما تشمل الحقوق األساسية لإلنسان ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات”‪.‬‬


Slide 5

‫وقد انعكست هذه االتجاهات في تعريف الثقافة في الفكر الغربي على المفكرين العرب أيضا الذين وضعوا للثقافة تعريفات‬
‫كثيرة فقد عرفها عبد الدايم فقال‪ " :‬الثقافة هي جملة من السمات والمالمح الخاصة التي تميّز مجتمعا ً معينا ً أو زمرة اجتماعية‬
‫معينة‪ ،‬سواء كانت روحية أم مادية أم فكرية أم عاطفية"‪ .‬وعرفها مالك بن نبي بأنها‪" :‬التركيب العام لمكونات فرعية أربعة‬
‫هي‪ :‬األخالق‪ ،‬والجمال‪ ،‬والمنطق العملي‪ ،‬والصناعة" وقال أيضا‪" :‬أنها مجموعة من الصفات ال ُخلقية والقيم االجتماعية التي‬
‫تؤثر في العامل منذ والدته وتشكل اإلطار المرجعي للعالقة التي تربط سلوكه بأسلوب الحياة في الوسط الذي ولد فيه"‬
‫وقد َعرَّ فت ”المؤسسة العربية للتربية والثقافة والعلوم“ بقولها‪" :‬الثقافة تشمل مجموع المناشط الفكرية والفنية بمعناها‬
‫الواسع‪ ،‬وما يتصل بذلك من المهارات‪ ،‬فهي موصولة الروابط بجميع أوجه النشاط االجتماعي األخرى‪ ،‬متأثرة بها‪ ،‬معينة‬
‫عليها‪ ،‬مستعينة بها”‪.‬‬
‫وهذه التعريفات تثير جملة من التساؤالت‪-:‬‬

‫هل الثقافة هي السلوك أم هي المؤثر والموجه لهذا السلوك؟‬
‫هل الثقافة هي المالمح المميزة ألمة من األمم أم هي العوامل التي توجد هذه المالمح ؟‬
‫هل الثقافة هي المعرفة العلمية العملية المكتسبة أم هي المظهر العملي والسلوكي المنبثق عن جملة أمور منها هذا النوع من‬
‫المعرفة ؟‬
‫هل الثقافة هي شيء مركب من ذلك كله ؟‬
‫هل الثقافة هي ما نحن عليه أم تعكس طريقة األمة في الحياة؟‬


Slide 6

‫لذا فالمثقفون العرب يعيشون أزمة متعددة الجوانب على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫فهم يعيشون أوالً األزمة الثقافية الخاصة في إطارها العام من حيث الصراع والتناقض‪.‬‬
‫ً‬
‫العربية بكل سلبياتها وايجابياتها من سيطرة التاريخ على‬
‫وهم يعيشون أزمة الثقافة العربية المعاصرة ‪ ،‬بخصوصياتها‬
‫المستقبل والوجدان على العقل‪ .‬وهم يعيشون أزمة اإلنسان العربي في قضاياه األساسية‪ ،‬ونعني بذلك الحرية والشرعية‬
‫والقانون وحقوق اإلنسان والمؤسسية واألمن االجتماعي والوحدة والتجزئة‪ .‬وهم في كثير من األحيان يعيشون أزمة االنفصال‬
‫واالنفصام بين علوم الطبيعة والعلوم اإلنسانية‪ ،‬وأزمة االنفصال بين التكنولوجيا‪ -‬كظاهرة اجتماعية حضارية بالغة األهمية‬
‫والتعقيد‪ -‬وبين الفكر واألدب واإلنسانيات‪.‬‬
‫وبالتالي يعيشون حتى في عصر الثقافة العامة أزمة االنفصال عن أقوى محركات التغيير في العصر الحديث ونعني بذلك‬
‫العلوم والتكنولوجيا‪ .‬ليس في بنيتها الفوقية المتمثلة بالجانب التطبيقي أو النظري المتخصص فقط‪ ،‬وإنما في البنية التحتية من‬
‫حيث دورها في تشكيل العقل والنفس والحس وصنع الموقف والقرار‪ .‬وكذلك دورها في فرض قيم اجتماعية وجمالية جديدة‬
‫وكل ما يمكن أن تحدثه العقلية العلمية المعاصرة من تغييرات جذرية في تيارات الثقافة وفي عصرانية الثقافة وفي دورها‬
‫التاريخي في الحقبة التاريخية موضوع البحث‪ .‬وإذا كان المثقف يعطي للتبعية معنى سياسيا ً ويحاول التصدي لها دون جدوى‪،‬‬
‫فإن المطلوب اآلن من المثقف العربي أن ال يعيش التبعية الحضارية وما ينبثق عنها من "تبعية االستهالك"‪......‬‬
‫هل تدرك التربية العربية أولوياتها ‪........‬‬
‫فهل يمكن للثقافة العربية أن تواجه هذا الموقف؟‬
‫هل تستشرق التربية العربية مستقبلها الثقافي ‪........‬‬


Slide 7

‫ولكن الدعوة هي تبيان لألولويات وتبويب لألهميات‪،‬ومحاولة للوصول إلى عمق القضية المستقبلية للثقافة من أقصر الطرق‬
‫المؤدية إلى ذلك‪ ،‬وذلك من خالل أربعة محاور رئيسة يمكن أن تيسر التعامل مع هذه التساؤالت حتى يتولى المثقفون الدعوة‬
‫إليها‪ ،‬وتركيز جهودهم باتجاهها وهي‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬سيادة التعامل العقالني للقضايا المجتمعية كافة‪،‬قال تعالى‪ (:‬أفال يعقلون)‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬التأكيد على أهمية االنجاز والعمل وتحفيز االبداعات الفردية والمؤسسية‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬التأكيد على ضرورة انفتاح الثقافة العربية على معطيات الثقافة والحضارة الحديثة على أن ال يسمح‬
‫لهذه الحضارات‪ /‬والثقافات التأثير على ثوابت االمة‪.‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬الحرص على دعم السلطة السياسية والتوجهات الثقافية الجديدة‪.‬‬
‫لذلك حتى تتجسد المحاور االربعة ال بد أن يكون للمثقفين العرب دور حقيقي مؤسسي في تجسيد هذه التطلعات‬
‫المستشرقة‪ .......‬فان لم يكن ذلك فان جهد الثقافة العربية سيبقى مسجالً على صفحات الورق‪ ،‬فان النظام العالمي الجديد‬
‫سيصنع ثقافتنا كما يريد‪.‬‬


Slide 8

‫اإلبداع اإلداري‪ :‬يتمثل في مقدرة المدير على تكييف المؤسسة وفقا ً لمعطيات البيئة الداخلية والخارجية وجعل المؤسسة قادرة‬
‫على أداء مهامها وتحقيق أهدافها بمستوى أفضل في ظل المتغيرات الجديدة‪ ،‬وهوالسبق في االستخدام المبكر لألفكار من قبل‬
‫المنظمات‪ .‬ويقصد به المقدرات والخصائص التي يتميز بها العضو اإلداري في المؤسسة‪ ،‬والتي تمكنه من إنتاج فكرة جديدة‬
‫متميزة او حتى تناول فاعل لقضية معاشة قابلة للتطبيق‪ ،‬وييسر حل مشكلة أو يؤدي الى تطوير اداء او مفهوم تكون حصيلته‬
‫في النهاية التحقيق الفاعل لألهداف‪ .‬إن مصطلح اإلبداع من المصطلحات التي كثر تداولها في العقد األخير من القرن العشرين‬
‫ومطلع القرن الحالي‪ ،‬باعتباره أحد الخصائص الهامة التي تؤثر في حاضر ومستقبل المنظمات اإلنتاجية والخدمية المعاصرة‪،‬‬
‫إال أنه يمكن حصر مفاهيم اإلبداع في خمسة مداخل وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬المدخل المبني على أساس أن اإلبداع ناتج جديد‪ :‬يحدد هذا المدخل في ضوء ما ينتج عنه من ناتج جديد وأصيل في مكان‬
‫وزمان محددين‪ .‬وأنه إنتاج روابط جديدة بين أشياء ذات قيمة ملحوظة على مستوى العامل أو المؤسسة أو المجتمع‪ ،‬والمقدرة‬
‫على رؤية إمكانات جديدة‪ ،‬وغير عادية‪ .‬أو إنه إنتاج أفكار جديدة‪ ،‬وغير مألوفة‪ ،‬ووضع هذه األفكار موضع التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -2‬المدخل المبني على أساس أن اإلبداع نوع من أنواع النشاط اإلنساني‪ :‬يحدد هذا المدخل بالنظر إلى اإلبداع من حيث‬
‫كونه نوعا من أنواع النشاط اإلنساني‪ ،‬الذي يميز اإلنسان عن غيره من بقية المخلوقات‪ .‬باعتبار أنه العملية التي يمر بها‬
‫العامل عندما تواجهه مواقف ينفعل بها‪ ،‬ويعيشها بعمق‪ ،‬ثم يستجيب لها بما يتفق وذاته‪ ،‬مما يؤدي إلى تحسين وتطوير أدائه‪،‬‬
‫ويعبر عن تفرده‪ ،‬وأنه نوع من التصرف أو السلوك المغاير وغير المتوقع‪ ،‬والنافع والمالئم لمقتضى الحال‪ ،‬واالقتصادي في‬
‫الوقت نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬المدخل المبني على أساس أن اإلبداع عملية عقلية‪ :‬يحدد هذا المدخل اإلبداع في ضوء العملية التي يتم من خاللها‪ ،‬والتي‬
‫ينتج عنها نتائج إبتكارية‪ ،‬ويحاول أن يصف نوع العملية ومراحلها المختلفة‪ .‬ويعد جيلفورد (‪ )Guilford‬رائد هذه المجموعة‬
‫حيث يرى أن اإلبداع هو تنظيم لعدد من المقدرات العلمية البسيطة‪ ،‬التي تختلف فيما بينها باختالف مجال اإلبداع‪ ،‬وتتمثل هذه‬
‫المقدرات في الطالقة‪ ،‬والمرونة‪ ،‬واألصالة‪.‬‬


Slide 9

‫‪-4‬المدخل المبني على أساس أن اإلبداع عالقة تفاعلية بين المقدرات العقلية والعوامل البيئية المحيطة‪ :‬يحدد هذا المدخل‬
‫اإلبداع في ضوء التفاعل بين العامل والعوامل البيئية المحيطة به‪ .‬وأنه مجموعة من العمليات التي يستخدمها العامل بما يتوافر‬
‫لديه من مقدرات عقلية وفكرية‪ ،‬وما يحيط به من مؤثرات مختلفة؛ لينتج إنتاجا نافعا له‪ ،‬أو للمنظمة التي يعمل بها‪ ،‬أو المجتمع‬
‫الذي يعيش فيه وأنه عملية انبثاق‪ ،‬أو إيجاد عالقة جديدة بين العامل‪ ،‬والظروف‪ ،‬والمواقف‪ ،‬واألشخاص‪.‬‬
‫‪ -5‬المدخل المبني على أساس النظرة التكاملية لإلبداع‪ :‬يعد هذا المدخل من أهم المداخل في تحديد مفهوم اإلبداع‪ ،‬ألنه ينظر‬
‫نظرة تكاملية إلى اإلبداع‪ ،‬دون االقتصار على مدخل دون آخر‪ .‬وأنه عملية تشير إلى مجموعة من السمات والمقدرات‬
‫والعوامل‪ ،‬التي تظهر في سلوك الشخص المبدع بدرجة عالية‪ .‬وأنه مزيج من المقدرات واالستعدادات والخصائص الشخصية‪،‬‬
‫التي إن وجدت في بيئة مناسبة فإنها تجعل العامل أكثر إحساسا بالمشكالت‪ ،‬ومرونة في التفكير‪ ،‬وإنتاجا لألفكار التي تتميز‬
‫بالغزارة‪ ،‬واألصالة‪ ،‬مقارنة بخبراته الشخصية أو خبرات أقرانه ‪.‬‬
‫يُستنتج مما سبق بأن مرتكزات العمل اإلبداعي – مفاهيمه وعناصره ‪ -‬ترتبط بالشخص المبدع نفسه‪ ،‬وبما يجب أن يتمتع به‬
‫من خصائص وصفات لتمكنه من أداء عمله بشكل إبداعي‪ ،‬في حين يرتبط بعضها اآلخر بالبيئة المؤسسية‪ ،‬وما يجب أن تحمله‬
‫من خصائص لتعين المبدع وتسهم في إبداعه‪.‬إن أي منظمة ال تضع اإلبداع "هدفا ً" أسمى من أهدافها سيكون مصيرها التردي‬
‫واالنهيار‪ ،‬وبالتالي فإن أي عامل من العاملين على اختالف مواقعهم الوظيفية ال يحاول أن يجعل اإلبداع جزءاً من حياته‬
‫فسوف يحكم على نفسه بالتخلف وعدم المقدرة على المساهمة في تنمية وتطوير نفسه ووظيفته ومنظمته‪.‬‬
‫فاإلبداع متطلب إجباري لكل مؤسسة وذلك للحصول على التميز في األداء والمحافظة على استمراريته في بيئة تنافسية‪ ،‬وقد‬
‫تفهمت بعض المؤسسات اإلدارية الحديثة هذه الحاجة فقامت بإنشاء وحدات إدارية خاصة تهدف إلى رعاية اإلبداع وتهيئة‬
‫المناخ المؤسسي المناسب له‪.‬‬


Slide 10

‫يالحظ مما سبق أن اإلنسان الصالح من أهم دعائم وعناصر المؤسسات الحديثة باعتبارها كيانا ً اجتماعياً‪ ،‬وعليه يتوقف‬
‫نجاحها في تحقيق أهدافها بكفاية وفعالية لذلك فقد أولت المؤسسات اهتماما كبيراً بالوجود اإلنساني خاصة في القرن الحادي‬
‫والعشرين الذي أصبح اإلنسان فيه العامل الحاسم في تقدم المؤسسة وازدهارها‪ ،‬ومهما اختلفت المؤسسات فإن اإلداريين‬
‫باختالف مجال أعمالهم ومستوياتهم الوظيفية يلعبون دوراً هاما ً إلنجاز العمل وتحقيق أهداف المؤسسة‪.‬‬
‫الثقافة المؤسسية اإلبداعية‪ ” :‬هي تلك الثقافة التي تدعم وتعزز توجهات المؤسسة التجديدية والتطويرية‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫إحداث التغييرات الالزمة في القيم والسلوكيات والممارسات والتوقعات والمعتقدات‪ ،‬باالعتماد على التغيرات التي يتم إحداثها‬
‫في طريقة تفكير العاملين واإلداريين‪ .‬وأشار العديد من المنظرين والتطبيقيين في مجال اإلبداع أن اإلبداع من الممكن تعلمه‬
‫والتدرب عليه بحسب استعداد الشخص‪ ،‬فقد أشار توماس (‪ )Thomas‬في مقاله له بعنوان "اإلبداع" بأن اإلبداع ليس موهبة‬
‫فطرية قاصرة على أناس دون غيرهم‪ ،‬أو أنه ال يمكن للعامل اكتسابه أو تعلمه‪ ،‬بل على العكس من ذلك من الممكن تعلمه‬
‫والتدرب عليه مثله في ذلك مثل الكثير من المهارات األخرى التي تم التدرب عليها‪ ،‬كأساليب القيادة واالتصال وصناعة‬
‫القرارات ومهارات التفاوض واإلقناع‪ ،‬كما أن هناك العديد من مراكز التدرب في العالم تقدم الحلقات والدورات التدريبية التي‬
‫تتضمن المواد العلمية واألنشطة التي تساعد على تنمية مهارات التفكير اإلبداعي لدى العاملين الملتحقين بهذه الدورات أو‬
‫الحلقات‬


Slide 11

‫الملخص‬
‫هدفت الدراسة اإلجابة عن سؤال أساسي هو‪:‬‬
‫ما الثقافة المؤسسية بالمؤسسة التربوية األردنية كما تراها مستويات إدارية مختلفة؟‬
‫وتكوّ ن مجتمع الدراسة من جميع اإلداريين في المؤسسة التربوية األردنية خالل العام الدراسي ‪2008 /2007‬م والبالغ‬
‫عددهم (‪ )17094‬إداريا‪ ،‬وتكونت عينة الدراسة من‪ :‬جميع االداريين في وزارة التربية كإدارة عليا بلغت (‪ )20‬إداريا‬
‫ويمثلون ما نسبته مائة بالمائة من مجتمع الدراسة‪ ،‬وجميع العاملين في المناطق التعليمية كإدارة وسطى بلغت( ‪ )687‬إداريا‬
‫ويمثلون ما نسبته مائة بالمائة من مجتمع الدراسة‪ ،‬وعينة عشوائية من األقاليم الثالثة كإدارة تنفيذية بلغت (‪ )600‬إداريا وقد تم‬
‫اختيارهم وفق إجراءات علمية‪.‬‬
‫ولتحقيق هدف الدراسة ولغايات جمع البيانات فقد تم تطوير أداة الدراسة وهي عبارة عن استبانة تكونت من ثالثة أجزاء‪ ،‬وبعد‬
‫أن تم إعداد وبناء أداة الدراسة‪ ،‬والتحقق من صدقها وثباتها‪ ،‬تم توزيع (‪ )1307‬إستبانة على عينة الدراسة‪ ،‬ثم خضع للتحليل‬
‫اإلحصائي منها (‪ ) 1159‬استبانة‪ ،‬أي ما نسبته (‪ )% 88.7‬من االستبانات الموزعة وقد تم تفريغ اإلجابات وإدخال البيانات‬
‫إلى الحاسب اآللي وتحليل النتائج وفقا ً ألسئلة الدراسة‪.‬‬
‫وكانت أهم النتائج التي توصلت لها الدراسة كما يلي‪:‬‬
‫• ال توجد فروق ذات داللة إحصائية لمتغير الجنس في إدراك الثقافة المؤسسية لدى االداريين في المؤسسة األردنية‪.‬‬
‫• الثقافة المؤسسية السائدة لدى االداريين في المؤسسة األردنية كانت متوسطة‪.‬‬
‫• توجد فروق ذات داللة إحصائية لمتغير "المؤهل العلمي " في إدراك الثقافة المؤسسية لدى االداريين في المؤسسة األردنية‬
‫لصالح المؤهل االعلى‪.‬‬
‫• دلت النتائج على أن المستوى االقل من متغير " المركز الوظيفي" أكثر إدراكا ً للثقافة المؤسسية األعلى عموما ً‪.‬‬
‫• دلت النتائج كلما ارتفع مستوى الثقافة المؤسسية لدى اإلداريين ارتفعت درجة اإلبداع اإلداري لديهم‪.‬‬


Slide 12

‫الخاتمة‪:‬‬
‫قال تعالى‪”:‬إن هللا ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” الرعد‪11‬‬
‫لدينا فائض في الكمية‪ ،‬ونقص في النوعية‪.‬‬

‫بيتر دراكر“ ال توجد في هذا العصر دوال نامية او متخلفة اقتصاديا‪ ،‬ولكن الواقع يشير الى‬
‫وجود تقدم او تخلف اداري‪ ،‬فإذا ما تمكنت ما تسمى بالدول المتخلفة اقتصاديا من التقدم‬
‫اداريا فإنها ستحقق التنمية في جميع ابعادها“‬
‫كلما ارتفع مستوى الثقافة المؤسسية لدى اإلداريين ارتفعت درجة اإلبداع اإلداري‬
‫لديهم‪.‬‬
‫وأن اإلبداع االداري متطلب إجباري للكل من أجل الحصول على التميز في األداء والمحافظة‬
‫على استمراريته في بيئة تنافسية‪.‬‬