Transcript الثقافة المؤسسية
Slide 1
Slide 2
المقدمة:
اإلنسان هو المحور األساس في أيّ مسيرة حضارية وهو وسيلة كل تقدم يُنشد ،وغاية كل رخاء يُبتغى ،والثروة البشرية
التي على أساسها تتحقق التنمية ،واإلنسان المعاصر يعيش على الدوام في زخم معرفي عبر سُبل اتصال وتواصل متجددة،
تمده دائما بالجديد في كل ميدان.
لذا فلم َيعُد المطلوب من إداريي اليوم االكتفاء بما يرفع عنهم الجهل المعرفي؛ ......بل أصبح التحدي يتعلق بمدى المقدرة
على التعامل الواعي مع معطيات حضارة بشرية كاملة ،والتخطيط الذكي لمواكبة مظاهر النمو الفكري المستمر.
إن أيّ تجاهل لمواكبة االنفجار المعرفي وما يولده هذا االنفجار من تبصُّر جديد للمفاهيم والمعطيات الثقافية والعلمية قد
ُتعرّ ض مصير األجيال للزيغ والتيه وتحجيم فرص اإلبداع لديهم.
إن االهتمام بمتغير اإلبداع في المنظمات يتطلب الحرص على نمو المقدرات اإلبداعية لدى قادتها وإدارييها وكافة مدخالتها
البشرية ،وأَن تكون التوجهات اإلبداعية مكونا هاما في نسيجها الثقافي ..... ،فالثقافة المؤسسية وما تتضمنه من قيم ومعتقدات،
هي التي توجه سلوك العاملين واإلداريين إلى ما يجب القيام به في بيئة العمل وما يفترض تجنبه خاصة وأن العالم اليوم
يتصف بتالقح الثقافات واالعتمادية المتبادلة أكثر من أي وقت مضى.
"إن الثقافة بالنسبة للمجتمع كالذاكرة بالنسبة للفرد” ( باجات وآخرون )2003 ،وهذا ال يعني انحسار ثقافة األمة وانطوائها
على نفسها ،بل االنفتاح الواعي المسئول
َّ
والمؤطر بهوية المجتمع المرجعية التي تستند إلى فلسفة البلد المعين .
إن التعامل مع الثقافات األخرى يجب أن يتسم ال باإلفراط وال بالتفريط بل بالتوازن بينهما بأن ينتقي منها ما يتالءم وهويته.
Slide 3
دور التربية:
إن التربية بحكم اقترانها والتصاقها بثقافة المجتمع ،هي المدخل االساسي للتعامل مع القيم والمواقف وتشكيل الشخصية
المستقبلية ألبنائه بصورة مستمرة .....لذا كان من الضروري الحرص على إيجاد تربية أصيلة نابعة من صميم ثقافة المجتمع
مرتكزة إلى رؤية نابعة من هويته ومستخلصة من أسس نظرية قائمة ومتناغمة مع ارثه الحضاري ......فالتربية معنية ببناء
اإلنسان الصالح الذي إذا خسرته أيّ أمة خسرت كل شيء.
ومن أَجل النجاح في بناء اإلنسان ،نشأت الحاجة إلى ضرورة تمحيص المنظومة الثقافية السائدة ،وتعرف مقدرتها على التعامل
الفاعل مع الوضع الراهن والوصول بها إلى الوضع المأمول عبر سبل إبداعية متميزة .....فكانت مشكلة الدراسة
مشكلة الدراسة :تبلورت مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي:
ما الثقافة المؤسسية في المؤسسة التربوية األردنية؟
وحاولت الدراسة اإلجابة عن األسئلة اآلتية:
-1ما مستوى إدراك الثقافة المؤسسية السائدة لدى اإلداريين في المؤسسة االدارية األردنية ؟
-2هل هناك فروق دالة إحصائيا لمتغيرات الجنس والمركز الوظيفي واإلقليم والمؤهل العلمي على إدراك الثقافة المؤسسية
السائدة لدى اإلداريين في المؤسسة التربوية األردنية ؟
-3ما النسب التفسيرية لمستويات إدراك الثقافة المؤسسية ومتغيرات الجنس والمركز الوظيفي واإلقليم والمؤهل العلمي لدى
اإلداريين في المؤسسة األردنية؟
Slide 4
الثقافة المؤسسية :هي مجـموعة من المعتقدات والقناعات والممارسات اإلدارية التي تسود المؤسسة في تعاملها مع العاملين
فيها ،ومع كل من له عالقة بها ،وتؤثر بدورها في جميع الجوانب النظمية وفي سلوك العاملين فيها ،كما تحدد األسلوب الذي
ينتهجه المسؤولون في قراراتهم وإداراتهم لمرؤوسيهم.
والمتأمل في دراسات الغربيين للثقافة يلحظ اتجاهين في تعريفهم لها-:
األول :ينظر للثقافة على" :أنها تتكون من القيم والمعتقدات والمعايير والتفسيرات العقلية والرموز واأليديولوجيات وما شاكلها
من المنتجات العقلية" ومن أصحاب هذا االتجاه إدوارد تايلور ( )Tailorالذي عرَّ ف الثقافة بأنها" كل مركب يشتمل على
المعرفة والمعتقدات والفنون واألخالق والقانون وغير ذلك من اإلمكانات أو المألوفات التي يكتسبها اإلنسان باعتباره عضوا
في مجتمع”.
أما اآلخر:فيرى الثقافة على أنها":النمو الكلي لحياة شعب ما ،والعالقات الشخصية بين أفراده وكذلك توجهاتهم" ومن هؤالء
اوجبرن )(Ogbrenالذي عرَّ ف الثقافة" :بأنها تشتمل على األشياء والنظم االجتماعية ،والطريقة االجتماعية التي يسير عليها
الناس في حياتهم”.
والدارس لهذه التعريفات يالحظ أن من العلماء من يجعل الثقافة نتاج الفكر والقيم؛ ومنهم من أضاف إليها األدوات المادية
وعالم األشياء ،كما يالحظ في تحديد معنى الثقافة أنها تشتمل عدة مستويات فهناك ثقافة المجتمع واألمة ،وهناك ثقافات فرعية
لجماعات معينة ضمن إطار المجتمع واألمة.
ونظرا ألهمية الثقافة فقد عقدت اليونسكو اجتماعا لهذا الغرض في المكسيك عام 1982م وخرجت بهذا التعريف :أنها:
"جميع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تم ّيز مجتمعا ً بعينه أو فئة اجتماعية بعينها ،وهي تشمل الفنون
واآلداب وطرائق الحياة كما تشمل الحقوق األساسية لإلنسان ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات”.
Slide 5
وقد انعكست هذه االتجاهات في تعريف الثقافة في الفكر الغربي على المفكرين العرب أيضا الذين وضعوا للثقافة تعريفات
كثيرة فقد عرفها عبد الدايم فقال " :الثقافة هي جملة من السمات والمالمح الخاصة التي تميّز مجتمعا ً معينا ً أو زمرة اجتماعية
معينة ،سواء كانت روحية أم مادية أم فكرية أم عاطفية" .وعرفها مالك بن نبي بأنها" :التركيب العام لمكونات فرعية أربعة
هي :األخالق ،والجمال ،والمنطق العملي ،والصناعة" وقال أيضا" :أنها مجموعة من الصفات ال ُخلقية والقيم االجتماعية التي
تؤثر في العامل منذ والدته وتشكل اإلطار المرجعي للعالقة التي تربط سلوكه بأسلوب الحياة في الوسط الذي ولد فيه"
وقد َعرَّ فت ”المؤسسة العربية للتربية والثقافة والعلوم“ بقولها" :الثقافة تشمل مجموع المناشط الفكرية والفنية بمعناها
الواسع ،وما يتصل بذلك من المهارات ،فهي موصولة الروابط بجميع أوجه النشاط االجتماعي األخرى ،متأثرة بها ،معينة
عليها ،مستعينة بها”.
وهذه التعريفات تثير جملة من التساؤالت-:
هل الثقافة هي السلوك أم هي المؤثر والموجه لهذا السلوك؟
هل الثقافة هي المالمح المميزة ألمة من األمم أم هي العوامل التي توجد هذه المالمح ؟
هل الثقافة هي المعرفة العلمية العملية المكتسبة أم هي المظهر العملي والسلوكي المنبثق عن جملة أمور منها هذا النوع من
المعرفة ؟
هل الثقافة هي شيء مركب من ذلك كله ؟
هل الثقافة هي ما نحن عليه أم تعكس طريقة األمة في الحياة؟
Slide 6
لذا فالمثقفون العرب يعيشون أزمة متعددة الجوانب على النحو اآلتي :
فهم يعيشون أوالً األزمة الثقافية الخاصة في إطارها العام من حيث الصراع والتناقض.
ً
العربية بكل سلبياتها وايجابياتها من سيطرة التاريخ على
وهم يعيشون أزمة الثقافة العربية المعاصرة ،بخصوصياتها
المستقبل والوجدان على العقل .وهم يعيشون أزمة اإلنسان العربي في قضاياه األساسية ،ونعني بذلك الحرية والشرعية
والقانون وحقوق اإلنسان والمؤسسية واألمن االجتماعي والوحدة والتجزئة .وهم في كثير من األحيان يعيشون أزمة االنفصال
واالنفصام بين علوم الطبيعة والعلوم اإلنسانية ،وأزمة االنفصال بين التكنولوجيا -كظاهرة اجتماعية حضارية بالغة األهمية
والتعقيد -وبين الفكر واألدب واإلنسانيات.
وبالتالي يعيشون حتى في عصر الثقافة العامة أزمة االنفصال عن أقوى محركات التغيير في العصر الحديث ونعني بذلك
العلوم والتكنولوجيا .ليس في بنيتها الفوقية المتمثلة بالجانب التطبيقي أو النظري المتخصص فقط ،وإنما في البنية التحتية من
حيث دورها في تشكيل العقل والنفس والحس وصنع الموقف والقرار .وكذلك دورها في فرض قيم اجتماعية وجمالية جديدة
وكل ما يمكن أن تحدثه العقلية العلمية المعاصرة من تغييرات جذرية في تيارات الثقافة وفي عصرانية الثقافة وفي دورها
التاريخي في الحقبة التاريخية موضوع البحث .وإذا كان المثقف يعطي للتبعية معنى سياسيا ً ويحاول التصدي لها دون جدوى،
فإن المطلوب اآلن من المثقف العربي أن ال يعيش التبعية الحضارية وما ينبثق عنها من "تبعية االستهالك"......
هل تدرك التربية العربية أولوياتها ........
فهل يمكن للثقافة العربية أن تواجه هذا الموقف؟
هل تستشرق التربية العربية مستقبلها الثقافي ........
Slide 7
ولكن الدعوة هي تبيان لألولويات وتبويب لألهميات،ومحاولة للوصول إلى عمق القضية المستقبلية للثقافة من أقصر الطرق
المؤدية إلى ذلك ،وذلك من خالل أربعة محاور رئيسة يمكن أن تيسر التعامل مع هذه التساؤالت حتى يتولى المثقفون الدعوة
إليها ،وتركيز جهودهم باتجاهها وهي:
المحور األول :سيادة التعامل العقالني للقضايا المجتمعية كافة،قال تعالى (:أفال يعقلون).
المحور الثاني :التأكيد على أهمية االنجاز والعمل وتحفيز االبداعات الفردية والمؤسسية.
المحور الثالث :التأكيد على ضرورة انفتاح الثقافة العربية على معطيات الثقافة والحضارة الحديثة على أن ال يسمح
لهذه الحضارات /والثقافات التأثير على ثوابت االمة.
المحور الرابع :الحرص على دعم السلطة السياسية والتوجهات الثقافية الجديدة.
لذلك حتى تتجسد المحاور االربعة ال بد أن يكون للمثقفين العرب دور حقيقي مؤسسي في تجسيد هذه التطلعات
المستشرقة .......فان لم يكن ذلك فان جهد الثقافة العربية سيبقى مسجالً على صفحات الورق ،فان النظام العالمي الجديد
سيصنع ثقافتنا كما يريد.
Slide 8
اإلبداع اإلداري :يتمثل في مقدرة المدير على تكييف المؤسسة وفقا ً لمعطيات البيئة الداخلية والخارجية وجعل المؤسسة قادرة
على أداء مهامها وتحقيق أهدافها بمستوى أفضل في ظل المتغيرات الجديدة ،وهوالسبق في االستخدام المبكر لألفكار من قبل
المنظمات .ويقصد به المقدرات والخصائص التي يتميز بها العضو اإلداري في المؤسسة ،والتي تمكنه من إنتاج فكرة جديدة
متميزة او حتى تناول فاعل لقضية معاشة قابلة للتطبيق ،وييسر حل مشكلة أو يؤدي الى تطوير اداء او مفهوم تكون حصيلته
في النهاية التحقيق الفاعل لألهداف .إن مصطلح اإلبداع من المصطلحات التي كثر تداولها في العقد األخير من القرن العشرين
ومطلع القرن الحالي ،باعتباره أحد الخصائص الهامة التي تؤثر في حاضر ومستقبل المنظمات اإلنتاجية والخدمية المعاصرة،
إال أنه يمكن حصر مفاهيم اإلبداع في خمسة مداخل وهي:
-1المدخل المبني على أساس أن اإلبداع ناتج جديد :يحدد هذا المدخل في ضوء ما ينتج عنه من ناتج جديد وأصيل في مكان
وزمان محددين .وأنه إنتاج روابط جديدة بين أشياء ذات قيمة ملحوظة على مستوى العامل أو المؤسسة أو المجتمع ،والمقدرة
على رؤية إمكانات جديدة ،وغير عادية .أو إنه إنتاج أفكار جديدة ،وغير مألوفة ،ووضع هذه األفكار موضع التنفيذ.
-2المدخل المبني على أساس أن اإلبداع نوع من أنواع النشاط اإلنساني :يحدد هذا المدخل بالنظر إلى اإلبداع من حيث
كونه نوعا من أنواع النشاط اإلنساني ،الذي يميز اإلنسان عن غيره من بقية المخلوقات .باعتبار أنه العملية التي يمر بها
العامل عندما تواجهه مواقف ينفعل بها ،ويعيشها بعمق ،ثم يستجيب لها بما يتفق وذاته ،مما يؤدي إلى تحسين وتطوير أدائه،
ويعبر عن تفرده ،وأنه نوع من التصرف أو السلوك المغاير وغير المتوقع ،والنافع والمالئم لمقتضى الحال ،واالقتصادي في
الوقت نفسه.
-3المدخل المبني على أساس أن اإلبداع عملية عقلية :يحدد هذا المدخل اإلبداع في ضوء العملية التي يتم من خاللها ،والتي
ينتج عنها نتائج إبتكارية ،ويحاول أن يصف نوع العملية ومراحلها المختلفة .ويعد جيلفورد ( )Guilfordرائد هذه المجموعة
حيث يرى أن اإلبداع هو تنظيم لعدد من المقدرات العلمية البسيطة ،التي تختلف فيما بينها باختالف مجال اإلبداع ،وتتمثل هذه
المقدرات في الطالقة ،والمرونة ،واألصالة.
Slide 9
-4المدخل المبني على أساس أن اإلبداع عالقة تفاعلية بين المقدرات العقلية والعوامل البيئية المحيطة :يحدد هذا المدخل
اإلبداع في ضوء التفاعل بين العامل والعوامل البيئية المحيطة به .وأنه مجموعة من العمليات التي يستخدمها العامل بما يتوافر
لديه من مقدرات عقلية وفكرية ،وما يحيط به من مؤثرات مختلفة؛ لينتج إنتاجا نافعا له ،أو للمنظمة التي يعمل بها ،أو المجتمع
الذي يعيش فيه وأنه عملية انبثاق ،أو إيجاد عالقة جديدة بين العامل ،والظروف ،والمواقف ،واألشخاص.
-5المدخل المبني على أساس النظرة التكاملية لإلبداع :يعد هذا المدخل من أهم المداخل في تحديد مفهوم اإلبداع ،ألنه ينظر
نظرة تكاملية إلى اإلبداع ،دون االقتصار على مدخل دون آخر .وأنه عملية تشير إلى مجموعة من السمات والمقدرات
والعوامل ،التي تظهر في سلوك الشخص المبدع بدرجة عالية .وأنه مزيج من المقدرات واالستعدادات والخصائص الشخصية،
التي إن وجدت في بيئة مناسبة فإنها تجعل العامل أكثر إحساسا بالمشكالت ،ومرونة في التفكير ،وإنتاجا لألفكار التي تتميز
بالغزارة ،واألصالة ،مقارنة بخبراته الشخصية أو خبرات أقرانه .
يُستنتج مما سبق بأن مرتكزات العمل اإلبداعي – مفاهيمه وعناصره -ترتبط بالشخص المبدع نفسه ،وبما يجب أن يتمتع به
من خصائص وصفات لتمكنه من أداء عمله بشكل إبداعي ،في حين يرتبط بعضها اآلخر بالبيئة المؤسسية ،وما يجب أن تحمله
من خصائص لتعين المبدع وتسهم في إبداعه.إن أي منظمة ال تضع اإلبداع "هدفا ً" أسمى من أهدافها سيكون مصيرها التردي
واالنهيار ،وبالتالي فإن أي عامل من العاملين على اختالف مواقعهم الوظيفية ال يحاول أن يجعل اإلبداع جزءاً من حياته
فسوف يحكم على نفسه بالتخلف وعدم المقدرة على المساهمة في تنمية وتطوير نفسه ووظيفته ومنظمته.
فاإلبداع متطلب إجباري لكل مؤسسة وذلك للحصول على التميز في األداء والمحافظة على استمراريته في بيئة تنافسية ،وقد
تفهمت بعض المؤسسات اإلدارية الحديثة هذه الحاجة فقامت بإنشاء وحدات إدارية خاصة تهدف إلى رعاية اإلبداع وتهيئة
المناخ المؤسسي المناسب له.
Slide 10
يالحظ مما سبق أن اإلنسان الصالح من أهم دعائم وعناصر المؤسسات الحديثة باعتبارها كيانا ً اجتماعياً ،وعليه يتوقف
نجاحها في تحقيق أهدافها بكفاية وفعالية لذلك فقد أولت المؤسسات اهتماما كبيراً بالوجود اإلنساني خاصة في القرن الحادي
والعشرين الذي أصبح اإلنسان فيه العامل الحاسم في تقدم المؤسسة وازدهارها ،ومهما اختلفت المؤسسات فإن اإلداريين
باختالف مجال أعمالهم ومستوياتهم الوظيفية يلعبون دوراً هاما ً إلنجاز العمل وتحقيق أهداف المؤسسة.
الثقافة المؤسسية اإلبداعية ” :هي تلك الثقافة التي تدعم وتعزز توجهات المؤسسة التجديدية والتطويرية ،وذلك من خالل
إحداث التغييرات الالزمة في القيم والسلوكيات والممارسات والتوقعات والمعتقدات ،باالعتماد على التغيرات التي يتم إحداثها
في طريقة تفكير العاملين واإلداريين .وأشار العديد من المنظرين والتطبيقيين في مجال اإلبداع أن اإلبداع من الممكن تعلمه
والتدرب عليه بحسب استعداد الشخص ،فقد أشار توماس ( )Thomasفي مقاله له بعنوان "اإلبداع" بأن اإلبداع ليس موهبة
فطرية قاصرة على أناس دون غيرهم ،أو أنه ال يمكن للعامل اكتسابه أو تعلمه ،بل على العكس من ذلك من الممكن تعلمه
والتدرب عليه مثله في ذلك مثل الكثير من المهارات األخرى التي تم التدرب عليها ،كأساليب القيادة واالتصال وصناعة
القرارات ومهارات التفاوض واإلقناع ،كما أن هناك العديد من مراكز التدرب في العالم تقدم الحلقات والدورات التدريبية التي
تتضمن المواد العلمية واألنشطة التي تساعد على تنمية مهارات التفكير اإلبداعي لدى العاملين الملتحقين بهذه الدورات أو
الحلقات
Slide 11
الملخص
هدفت الدراسة اإلجابة عن سؤال أساسي هو:
ما الثقافة المؤسسية بالمؤسسة التربوية األردنية كما تراها مستويات إدارية مختلفة؟
وتكوّ ن مجتمع الدراسة من جميع اإلداريين في المؤسسة التربوية األردنية خالل العام الدراسي 2008 /2007م والبالغ
عددهم ( )17094إداريا ،وتكونت عينة الدراسة من :جميع االداريين في وزارة التربية كإدارة عليا بلغت ( )20إداريا
ويمثلون ما نسبته مائة بالمائة من مجتمع الدراسة ،وجميع العاملين في المناطق التعليمية كإدارة وسطى بلغت( )687إداريا
ويمثلون ما نسبته مائة بالمائة من مجتمع الدراسة ،وعينة عشوائية من األقاليم الثالثة كإدارة تنفيذية بلغت ( )600إداريا وقد تم
اختيارهم وفق إجراءات علمية.
ولتحقيق هدف الدراسة ولغايات جمع البيانات فقد تم تطوير أداة الدراسة وهي عبارة عن استبانة تكونت من ثالثة أجزاء ،وبعد
أن تم إعداد وبناء أداة الدراسة ،والتحقق من صدقها وثباتها ،تم توزيع ( )1307إستبانة على عينة الدراسة ،ثم خضع للتحليل
اإلحصائي منها ( ) 1159استبانة ،أي ما نسبته ( )% 88.7من االستبانات الموزعة وقد تم تفريغ اإلجابات وإدخال البيانات
إلى الحاسب اآللي وتحليل النتائج وفقا ً ألسئلة الدراسة.
وكانت أهم النتائج التي توصلت لها الدراسة كما يلي:
• ال توجد فروق ذات داللة إحصائية لمتغير الجنس في إدراك الثقافة المؤسسية لدى االداريين في المؤسسة األردنية.
• الثقافة المؤسسية السائدة لدى االداريين في المؤسسة األردنية كانت متوسطة.
• توجد فروق ذات داللة إحصائية لمتغير "المؤهل العلمي " في إدراك الثقافة المؤسسية لدى االداريين في المؤسسة األردنية
لصالح المؤهل االعلى.
• دلت النتائج على أن المستوى االقل من متغير " المركز الوظيفي" أكثر إدراكا ً للثقافة المؤسسية األعلى عموما ً.
• دلت النتائج كلما ارتفع مستوى الثقافة المؤسسية لدى اإلداريين ارتفعت درجة اإلبداع اإلداري لديهم.
Slide 12
الخاتمة:
قال تعالى”:إن هللا ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” الرعد11
لدينا فائض في الكمية ،ونقص في النوعية.
بيتر دراكر“ ال توجد في هذا العصر دوال نامية او متخلفة اقتصاديا ،ولكن الواقع يشير الى
وجود تقدم او تخلف اداري ،فإذا ما تمكنت ما تسمى بالدول المتخلفة اقتصاديا من التقدم
اداريا فإنها ستحقق التنمية في جميع ابعادها“
كلما ارتفع مستوى الثقافة المؤسسية لدى اإلداريين ارتفعت درجة اإلبداع اإلداري
لديهم.
وأن اإلبداع االداري متطلب إجباري للكل من أجل الحصول على التميز في األداء والمحافظة
على استمراريته في بيئة تنافسية.
Slide 2
المقدمة:
اإلنسان هو المحور األساس في أيّ مسيرة حضارية وهو وسيلة كل تقدم يُنشد ،وغاية كل رخاء يُبتغى ،والثروة البشرية
التي على أساسها تتحقق التنمية ،واإلنسان المعاصر يعيش على الدوام في زخم معرفي عبر سُبل اتصال وتواصل متجددة،
تمده دائما بالجديد في كل ميدان.
لذا فلم َيعُد المطلوب من إداريي اليوم االكتفاء بما يرفع عنهم الجهل المعرفي؛ ......بل أصبح التحدي يتعلق بمدى المقدرة
على التعامل الواعي مع معطيات حضارة بشرية كاملة ،والتخطيط الذكي لمواكبة مظاهر النمو الفكري المستمر.
إن أيّ تجاهل لمواكبة االنفجار المعرفي وما يولده هذا االنفجار من تبصُّر جديد للمفاهيم والمعطيات الثقافية والعلمية قد
ُتعرّ ض مصير األجيال للزيغ والتيه وتحجيم فرص اإلبداع لديهم.
إن االهتمام بمتغير اإلبداع في المنظمات يتطلب الحرص على نمو المقدرات اإلبداعية لدى قادتها وإدارييها وكافة مدخالتها
البشرية ،وأَن تكون التوجهات اإلبداعية مكونا هاما في نسيجها الثقافي ..... ،فالثقافة المؤسسية وما تتضمنه من قيم ومعتقدات،
هي التي توجه سلوك العاملين واإلداريين إلى ما يجب القيام به في بيئة العمل وما يفترض تجنبه خاصة وأن العالم اليوم
يتصف بتالقح الثقافات واالعتمادية المتبادلة أكثر من أي وقت مضى.
"إن الثقافة بالنسبة للمجتمع كالذاكرة بالنسبة للفرد” ( باجات وآخرون )2003 ،وهذا ال يعني انحسار ثقافة األمة وانطوائها
على نفسها ،بل االنفتاح الواعي المسئول
َّ
والمؤطر بهوية المجتمع المرجعية التي تستند إلى فلسفة البلد المعين .
إن التعامل مع الثقافات األخرى يجب أن يتسم ال باإلفراط وال بالتفريط بل بالتوازن بينهما بأن ينتقي منها ما يتالءم وهويته.
Slide 3
دور التربية:
إن التربية بحكم اقترانها والتصاقها بثقافة المجتمع ،هي المدخل االساسي للتعامل مع القيم والمواقف وتشكيل الشخصية
المستقبلية ألبنائه بصورة مستمرة .....لذا كان من الضروري الحرص على إيجاد تربية أصيلة نابعة من صميم ثقافة المجتمع
مرتكزة إلى رؤية نابعة من هويته ومستخلصة من أسس نظرية قائمة ومتناغمة مع ارثه الحضاري ......فالتربية معنية ببناء
اإلنسان الصالح الذي إذا خسرته أيّ أمة خسرت كل شيء.
ومن أَجل النجاح في بناء اإلنسان ،نشأت الحاجة إلى ضرورة تمحيص المنظومة الثقافية السائدة ،وتعرف مقدرتها على التعامل
الفاعل مع الوضع الراهن والوصول بها إلى الوضع المأمول عبر سبل إبداعية متميزة .....فكانت مشكلة الدراسة
مشكلة الدراسة :تبلورت مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي:
ما الثقافة المؤسسية في المؤسسة التربوية األردنية؟
وحاولت الدراسة اإلجابة عن األسئلة اآلتية:
-1ما مستوى إدراك الثقافة المؤسسية السائدة لدى اإلداريين في المؤسسة االدارية األردنية ؟
-2هل هناك فروق دالة إحصائيا لمتغيرات الجنس والمركز الوظيفي واإلقليم والمؤهل العلمي على إدراك الثقافة المؤسسية
السائدة لدى اإلداريين في المؤسسة التربوية األردنية ؟
-3ما النسب التفسيرية لمستويات إدراك الثقافة المؤسسية ومتغيرات الجنس والمركز الوظيفي واإلقليم والمؤهل العلمي لدى
اإلداريين في المؤسسة األردنية؟
Slide 4
الثقافة المؤسسية :هي مجـموعة من المعتقدات والقناعات والممارسات اإلدارية التي تسود المؤسسة في تعاملها مع العاملين
فيها ،ومع كل من له عالقة بها ،وتؤثر بدورها في جميع الجوانب النظمية وفي سلوك العاملين فيها ،كما تحدد األسلوب الذي
ينتهجه المسؤولون في قراراتهم وإداراتهم لمرؤوسيهم.
والمتأمل في دراسات الغربيين للثقافة يلحظ اتجاهين في تعريفهم لها-:
األول :ينظر للثقافة على" :أنها تتكون من القيم والمعتقدات والمعايير والتفسيرات العقلية والرموز واأليديولوجيات وما شاكلها
من المنتجات العقلية" ومن أصحاب هذا االتجاه إدوارد تايلور ( )Tailorالذي عرَّ ف الثقافة بأنها" كل مركب يشتمل على
المعرفة والمعتقدات والفنون واألخالق والقانون وغير ذلك من اإلمكانات أو المألوفات التي يكتسبها اإلنسان باعتباره عضوا
في مجتمع”.
أما اآلخر:فيرى الثقافة على أنها":النمو الكلي لحياة شعب ما ،والعالقات الشخصية بين أفراده وكذلك توجهاتهم" ومن هؤالء
اوجبرن )(Ogbrenالذي عرَّ ف الثقافة" :بأنها تشتمل على األشياء والنظم االجتماعية ،والطريقة االجتماعية التي يسير عليها
الناس في حياتهم”.
والدارس لهذه التعريفات يالحظ أن من العلماء من يجعل الثقافة نتاج الفكر والقيم؛ ومنهم من أضاف إليها األدوات المادية
وعالم األشياء ،كما يالحظ في تحديد معنى الثقافة أنها تشتمل عدة مستويات فهناك ثقافة المجتمع واألمة ،وهناك ثقافات فرعية
لجماعات معينة ضمن إطار المجتمع واألمة.
ونظرا ألهمية الثقافة فقد عقدت اليونسكو اجتماعا لهذا الغرض في المكسيك عام 1982م وخرجت بهذا التعريف :أنها:
"جميع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تم ّيز مجتمعا ً بعينه أو فئة اجتماعية بعينها ،وهي تشمل الفنون
واآلداب وطرائق الحياة كما تشمل الحقوق األساسية لإلنسان ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات”.
Slide 5
وقد انعكست هذه االتجاهات في تعريف الثقافة في الفكر الغربي على المفكرين العرب أيضا الذين وضعوا للثقافة تعريفات
كثيرة فقد عرفها عبد الدايم فقال " :الثقافة هي جملة من السمات والمالمح الخاصة التي تميّز مجتمعا ً معينا ً أو زمرة اجتماعية
معينة ،سواء كانت روحية أم مادية أم فكرية أم عاطفية" .وعرفها مالك بن نبي بأنها" :التركيب العام لمكونات فرعية أربعة
هي :األخالق ،والجمال ،والمنطق العملي ،والصناعة" وقال أيضا" :أنها مجموعة من الصفات ال ُخلقية والقيم االجتماعية التي
تؤثر في العامل منذ والدته وتشكل اإلطار المرجعي للعالقة التي تربط سلوكه بأسلوب الحياة في الوسط الذي ولد فيه"
وقد َعرَّ فت ”المؤسسة العربية للتربية والثقافة والعلوم“ بقولها" :الثقافة تشمل مجموع المناشط الفكرية والفنية بمعناها
الواسع ،وما يتصل بذلك من المهارات ،فهي موصولة الروابط بجميع أوجه النشاط االجتماعي األخرى ،متأثرة بها ،معينة
عليها ،مستعينة بها”.
وهذه التعريفات تثير جملة من التساؤالت-:
هل الثقافة هي السلوك أم هي المؤثر والموجه لهذا السلوك؟
هل الثقافة هي المالمح المميزة ألمة من األمم أم هي العوامل التي توجد هذه المالمح ؟
هل الثقافة هي المعرفة العلمية العملية المكتسبة أم هي المظهر العملي والسلوكي المنبثق عن جملة أمور منها هذا النوع من
المعرفة ؟
هل الثقافة هي شيء مركب من ذلك كله ؟
هل الثقافة هي ما نحن عليه أم تعكس طريقة األمة في الحياة؟
Slide 6
لذا فالمثقفون العرب يعيشون أزمة متعددة الجوانب على النحو اآلتي :
فهم يعيشون أوالً األزمة الثقافية الخاصة في إطارها العام من حيث الصراع والتناقض.
ً
العربية بكل سلبياتها وايجابياتها من سيطرة التاريخ على
وهم يعيشون أزمة الثقافة العربية المعاصرة ،بخصوصياتها
المستقبل والوجدان على العقل .وهم يعيشون أزمة اإلنسان العربي في قضاياه األساسية ،ونعني بذلك الحرية والشرعية
والقانون وحقوق اإلنسان والمؤسسية واألمن االجتماعي والوحدة والتجزئة .وهم في كثير من األحيان يعيشون أزمة االنفصال
واالنفصام بين علوم الطبيعة والعلوم اإلنسانية ،وأزمة االنفصال بين التكنولوجيا -كظاهرة اجتماعية حضارية بالغة األهمية
والتعقيد -وبين الفكر واألدب واإلنسانيات.
وبالتالي يعيشون حتى في عصر الثقافة العامة أزمة االنفصال عن أقوى محركات التغيير في العصر الحديث ونعني بذلك
العلوم والتكنولوجيا .ليس في بنيتها الفوقية المتمثلة بالجانب التطبيقي أو النظري المتخصص فقط ،وإنما في البنية التحتية من
حيث دورها في تشكيل العقل والنفس والحس وصنع الموقف والقرار .وكذلك دورها في فرض قيم اجتماعية وجمالية جديدة
وكل ما يمكن أن تحدثه العقلية العلمية المعاصرة من تغييرات جذرية في تيارات الثقافة وفي عصرانية الثقافة وفي دورها
التاريخي في الحقبة التاريخية موضوع البحث .وإذا كان المثقف يعطي للتبعية معنى سياسيا ً ويحاول التصدي لها دون جدوى،
فإن المطلوب اآلن من المثقف العربي أن ال يعيش التبعية الحضارية وما ينبثق عنها من "تبعية االستهالك"......
هل تدرك التربية العربية أولوياتها ........
فهل يمكن للثقافة العربية أن تواجه هذا الموقف؟
هل تستشرق التربية العربية مستقبلها الثقافي ........
Slide 7
ولكن الدعوة هي تبيان لألولويات وتبويب لألهميات،ومحاولة للوصول إلى عمق القضية المستقبلية للثقافة من أقصر الطرق
المؤدية إلى ذلك ،وذلك من خالل أربعة محاور رئيسة يمكن أن تيسر التعامل مع هذه التساؤالت حتى يتولى المثقفون الدعوة
إليها ،وتركيز جهودهم باتجاهها وهي:
المحور األول :سيادة التعامل العقالني للقضايا المجتمعية كافة،قال تعالى (:أفال يعقلون).
المحور الثاني :التأكيد على أهمية االنجاز والعمل وتحفيز االبداعات الفردية والمؤسسية.
المحور الثالث :التأكيد على ضرورة انفتاح الثقافة العربية على معطيات الثقافة والحضارة الحديثة على أن ال يسمح
لهذه الحضارات /والثقافات التأثير على ثوابت االمة.
المحور الرابع :الحرص على دعم السلطة السياسية والتوجهات الثقافية الجديدة.
لذلك حتى تتجسد المحاور االربعة ال بد أن يكون للمثقفين العرب دور حقيقي مؤسسي في تجسيد هذه التطلعات
المستشرقة .......فان لم يكن ذلك فان جهد الثقافة العربية سيبقى مسجالً على صفحات الورق ،فان النظام العالمي الجديد
سيصنع ثقافتنا كما يريد.
Slide 8
اإلبداع اإلداري :يتمثل في مقدرة المدير على تكييف المؤسسة وفقا ً لمعطيات البيئة الداخلية والخارجية وجعل المؤسسة قادرة
على أداء مهامها وتحقيق أهدافها بمستوى أفضل في ظل المتغيرات الجديدة ،وهوالسبق في االستخدام المبكر لألفكار من قبل
المنظمات .ويقصد به المقدرات والخصائص التي يتميز بها العضو اإلداري في المؤسسة ،والتي تمكنه من إنتاج فكرة جديدة
متميزة او حتى تناول فاعل لقضية معاشة قابلة للتطبيق ،وييسر حل مشكلة أو يؤدي الى تطوير اداء او مفهوم تكون حصيلته
في النهاية التحقيق الفاعل لألهداف .إن مصطلح اإلبداع من المصطلحات التي كثر تداولها في العقد األخير من القرن العشرين
ومطلع القرن الحالي ،باعتباره أحد الخصائص الهامة التي تؤثر في حاضر ومستقبل المنظمات اإلنتاجية والخدمية المعاصرة،
إال أنه يمكن حصر مفاهيم اإلبداع في خمسة مداخل وهي:
-1المدخل المبني على أساس أن اإلبداع ناتج جديد :يحدد هذا المدخل في ضوء ما ينتج عنه من ناتج جديد وأصيل في مكان
وزمان محددين .وأنه إنتاج روابط جديدة بين أشياء ذات قيمة ملحوظة على مستوى العامل أو المؤسسة أو المجتمع ،والمقدرة
على رؤية إمكانات جديدة ،وغير عادية .أو إنه إنتاج أفكار جديدة ،وغير مألوفة ،ووضع هذه األفكار موضع التنفيذ.
-2المدخل المبني على أساس أن اإلبداع نوع من أنواع النشاط اإلنساني :يحدد هذا المدخل بالنظر إلى اإلبداع من حيث
كونه نوعا من أنواع النشاط اإلنساني ،الذي يميز اإلنسان عن غيره من بقية المخلوقات .باعتبار أنه العملية التي يمر بها
العامل عندما تواجهه مواقف ينفعل بها ،ويعيشها بعمق ،ثم يستجيب لها بما يتفق وذاته ،مما يؤدي إلى تحسين وتطوير أدائه،
ويعبر عن تفرده ،وأنه نوع من التصرف أو السلوك المغاير وغير المتوقع ،والنافع والمالئم لمقتضى الحال ،واالقتصادي في
الوقت نفسه.
-3المدخل المبني على أساس أن اإلبداع عملية عقلية :يحدد هذا المدخل اإلبداع في ضوء العملية التي يتم من خاللها ،والتي
ينتج عنها نتائج إبتكارية ،ويحاول أن يصف نوع العملية ومراحلها المختلفة .ويعد جيلفورد ( )Guilfordرائد هذه المجموعة
حيث يرى أن اإلبداع هو تنظيم لعدد من المقدرات العلمية البسيطة ،التي تختلف فيما بينها باختالف مجال اإلبداع ،وتتمثل هذه
المقدرات في الطالقة ،والمرونة ،واألصالة.
Slide 9
-4المدخل المبني على أساس أن اإلبداع عالقة تفاعلية بين المقدرات العقلية والعوامل البيئية المحيطة :يحدد هذا المدخل
اإلبداع في ضوء التفاعل بين العامل والعوامل البيئية المحيطة به .وأنه مجموعة من العمليات التي يستخدمها العامل بما يتوافر
لديه من مقدرات عقلية وفكرية ،وما يحيط به من مؤثرات مختلفة؛ لينتج إنتاجا نافعا له ،أو للمنظمة التي يعمل بها ،أو المجتمع
الذي يعيش فيه وأنه عملية انبثاق ،أو إيجاد عالقة جديدة بين العامل ،والظروف ،والمواقف ،واألشخاص.
-5المدخل المبني على أساس النظرة التكاملية لإلبداع :يعد هذا المدخل من أهم المداخل في تحديد مفهوم اإلبداع ،ألنه ينظر
نظرة تكاملية إلى اإلبداع ،دون االقتصار على مدخل دون آخر .وأنه عملية تشير إلى مجموعة من السمات والمقدرات
والعوامل ،التي تظهر في سلوك الشخص المبدع بدرجة عالية .وأنه مزيج من المقدرات واالستعدادات والخصائص الشخصية،
التي إن وجدت في بيئة مناسبة فإنها تجعل العامل أكثر إحساسا بالمشكالت ،ومرونة في التفكير ،وإنتاجا لألفكار التي تتميز
بالغزارة ،واألصالة ،مقارنة بخبراته الشخصية أو خبرات أقرانه .
يُستنتج مما سبق بأن مرتكزات العمل اإلبداعي – مفاهيمه وعناصره -ترتبط بالشخص المبدع نفسه ،وبما يجب أن يتمتع به
من خصائص وصفات لتمكنه من أداء عمله بشكل إبداعي ،في حين يرتبط بعضها اآلخر بالبيئة المؤسسية ،وما يجب أن تحمله
من خصائص لتعين المبدع وتسهم في إبداعه.إن أي منظمة ال تضع اإلبداع "هدفا ً" أسمى من أهدافها سيكون مصيرها التردي
واالنهيار ،وبالتالي فإن أي عامل من العاملين على اختالف مواقعهم الوظيفية ال يحاول أن يجعل اإلبداع جزءاً من حياته
فسوف يحكم على نفسه بالتخلف وعدم المقدرة على المساهمة في تنمية وتطوير نفسه ووظيفته ومنظمته.
فاإلبداع متطلب إجباري لكل مؤسسة وذلك للحصول على التميز في األداء والمحافظة على استمراريته في بيئة تنافسية ،وقد
تفهمت بعض المؤسسات اإلدارية الحديثة هذه الحاجة فقامت بإنشاء وحدات إدارية خاصة تهدف إلى رعاية اإلبداع وتهيئة
المناخ المؤسسي المناسب له.
Slide 10
يالحظ مما سبق أن اإلنسان الصالح من أهم دعائم وعناصر المؤسسات الحديثة باعتبارها كيانا ً اجتماعياً ،وعليه يتوقف
نجاحها في تحقيق أهدافها بكفاية وفعالية لذلك فقد أولت المؤسسات اهتماما كبيراً بالوجود اإلنساني خاصة في القرن الحادي
والعشرين الذي أصبح اإلنسان فيه العامل الحاسم في تقدم المؤسسة وازدهارها ،ومهما اختلفت المؤسسات فإن اإلداريين
باختالف مجال أعمالهم ومستوياتهم الوظيفية يلعبون دوراً هاما ً إلنجاز العمل وتحقيق أهداف المؤسسة.
الثقافة المؤسسية اإلبداعية ” :هي تلك الثقافة التي تدعم وتعزز توجهات المؤسسة التجديدية والتطويرية ،وذلك من خالل
إحداث التغييرات الالزمة في القيم والسلوكيات والممارسات والتوقعات والمعتقدات ،باالعتماد على التغيرات التي يتم إحداثها
في طريقة تفكير العاملين واإلداريين .وأشار العديد من المنظرين والتطبيقيين في مجال اإلبداع أن اإلبداع من الممكن تعلمه
والتدرب عليه بحسب استعداد الشخص ،فقد أشار توماس ( )Thomasفي مقاله له بعنوان "اإلبداع" بأن اإلبداع ليس موهبة
فطرية قاصرة على أناس دون غيرهم ،أو أنه ال يمكن للعامل اكتسابه أو تعلمه ،بل على العكس من ذلك من الممكن تعلمه
والتدرب عليه مثله في ذلك مثل الكثير من المهارات األخرى التي تم التدرب عليها ،كأساليب القيادة واالتصال وصناعة
القرارات ومهارات التفاوض واإلقناع ،كما أن هناك العديد من مراكز التدرب في العالم تقدم الحلقات والدورات التدريبية التي
تتضمن المواد العلمية واألنشطة التي تساعد على تنمية مهارات التفكير اإلبداعي لدى العاملين الملتحقين بهذه الدورات أو
الحلقات
Slide 11
الملخص
هدفت الدراسة اإلجابة عن سؤال أساسي هو:
ما الثقافة المؤسسية بالمؤسسة التربوية األردنية كما تراها مستويات إدارية مختلفة؟
وتكوّ ن مجتمع الدراسة من جميع اإلداريين في المؤسسة التربوية األردنية خالل العام الدراسي 2008 /2007م والبالغ
عددهم ( )17094إداريا ،وتكونت عينة الدراسة من :جميع االداريين في وزارة التربية كإدارة عليا بلغت ( )20إداريا
ويمثلون ما نسبته مائة بالمائة من مجتمع الدراسة ،وجميع العاملين في المناطق التعليمية كإدارة وسطى بلغت( )687إداريا
ويمثلون ما نسبته مائة بالمائة من مجتمع الدراسة ،وعينة عشوائية من األقاليم الثالثة كإدارة تنفيذية بلغت ( )600إداريا وقد تم
اختيارهم وفق إجراءات علمية.
ولتحقيق هدف الدراسة ولغايات جمع البيانات فقد تم تطوير أداة الدراسة وهي عبارة عن استبانة تكونت من ثالثة أجزاء ،وبعد
أن تم إعداد وبناء أداة الدراسة ،والتحقق من صدقها وثباتها ،تم توزيع ( )1307إستبانة على عينة الدراسة ،ثم خضع للتحليل
اإلحصائي منها ( ) 1159استبانة ،أي ما نسبته ( )% 88.7من االستبانات الموزعة وقد تم تفريغ اإلجابات وإدخال البيانات
إلى الحاسب اآللي وتحليل النتائج وفقا ً ألسئلة الدراسة.
وكانت أهم النتائج التي توصلت لها الدراسة كما يلي:
• ال توجد فروق ذات داللة إحصائية لمتغير الجنس في إدراك الثقافة المؤسسية لدى االداريين في المؤسسة األردنية.
• الثقافة المؤسسية السائدة لدى االداريين في المؤسسة األردنية كانت متوسطة.
• توجد فروق ذات داللة إحصائية لمتغير "المؤهل العلمي " في إدراك الثقافة المؤسسية لدى االداريين في المؤسسة األردنية
لصالح المؤهل االعلى.
• دلت النتائج على أن المستوى االقل من متغير " المركز الوظيفي" أكثر إدراكا ً للثقافة المؤسسية األعلى عموما ً.
• دلت النتائج كلما ارتفع مستوى الثقافة المؤسسية لدى اإلداريين ارتفعت درجة اإلبداع اإلداري لديهم.
Slide 12
الخاتمة:
قال تعالى”:إن هللا ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” الرعد11
لدينا فائض في الكمية ،ونقص في النوعية.
بيتر دراكر“ ال توجد في هذا العصر دوال نامية او متخلفة اقتصاديا ،ولكن الواقع يشير الى
وجود تقدم او تخلف اداري ،فإذا ما تمكنت ما تسمى بالدول المتخلفة اقتصاديا من التقدم
اداريا فإنها ستحقق التنمية في جميع ابعادها“
كلما ارتفع مستوى الثقافة المؤسسية لدى اإلداريين ارتفعت درجة اإلبداع اإلداري
لديهم.
وأن اإلبداع االداري متطلب إجباري للكل من أجل الحصول على التميز في األداء والمحافظة
على استمراريته في بيئة تنافسية.