Transcript Slide 1
المقدمة :
يشهد مجتمعنا المعاصر موجةٌ غير مسبوقة من التطور والتغيير تمتد بظاللها
لتشمل كافة األبعاد السياسية ،واالقتصادية ،والثقافية ،والتكنولوجية ،ولم يعد هناك
ما يمكن وصفه بأنه ثابت؛ فكل ما حولنا أصبح يدور في فلك التطور والتغيير.
وأمام هذه الموجه الكبيرة من التغيير والتطوير كان البد لألساليب اإلدارية أن تُغير
فلسفتها اإلدارية الحاكمة لتكون مناسبة مع الواقع اإلداري الجديد الذي أفرزته هذه
التغيرات والتطورات السريعة ،األمر الذي يتفق عليه المحللون وخبراء اإلدارة
العامة فيما يواجه البيئة المحيطة بأن نتائج هذه التغيرات سوف يؤدى حتما ً في
شكل مجموعة من الفرص والتهديدات ؛ والتي بدورها يمكن أن تشكل ما يمكن أن
نطلق عليه عنق الزجاجة الذي تجعل الكيانات اإلدارية في مفترق الطرق ...فإما إلي
تقدم وازدهار ،وإما إلي تدهور وانحدار ،فإذا لم تسعى الدوائر الحكومية المختلفة
إلى استغالل الفرص ومواجهة التهديدات أصيبت باالختناق ،وإذا نجحت في
استغالل ما يتاح لها من فرص بال شك أنها اهتدت إلى المسار الصحيح وخرجت من
العنق الضيق إلى مجال أوسع وأرحب.
وقد أدى هذا التغير والتطوير إلى تحوالت أساسية في إطار المفاهيم الخاصة بإدارة
الدوائر الحكومية ،فقد تحول الحديث من اإلدارة إلى الريادة
،Entrepreneurshipومن السيطرة المهنية واإلدارية إلى سيادة العميل ،ومن
ضبط أو مراقبة التكاليف إلى إدارة األداء ،ومن زيادة كمية المخرجات إلى تحسين
جودة الخدمات ،ومن تقييم مدى سالمة اإلجراءات إلى المساءلة عن النتائج
ومستويات األداء.
ونظراً للنجاح الملحوظ الذي سجله تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة في القطاع
الخاص في ظل التنافس االقتصادي واإلداري بين الدوائر الحكومية ومنظمات إدارة
األعمال ،فقد دفع ذلك إلى تبنى نفس معايير هذا النظام ،ويعالج نظام إدارة الجودة
الشاملة في الدوائر الحكومية المشكالت المزمنة التي تعانى منها األجهزة
البيروقراطية ،والتكلفة المتعاظمة لتقديم الخدمات للجمهور وما يصاحبها من إهدار
للمال العام ،فالدوائر الحكومية على وجه الخصوص تواجه تحديات حرجه أخرى
مؤثرة يقع على قمة هذه التحديات الصورة الذهنية السلبية لدى المواطن العميل
الرئيسي للدائرة الحكومية بشأن مستوى جودة الخدمة التي تقدمها هذه الدائرة،
وتتكون تلك الصورة الذهنية من خالل تراكمات تاريخية مستمرة ومتصلة بأداء
الدوائر الحكومية وسلوكيات موظفيها ومخرجاتها.
إال أنه بتوسع الخدمات التي تقدمها الدولة للفرد مثل ( التعليم – الصحة –
األمن وغيرها) ،كان من الضروري أن تلجأ الدولة إلى البحث عن دور جديد
تستطيع أن تكون أكثر فاعلية في دعم التنمية المستديمة في مختلف المناحي ؛
بهدف تحقيق تطلعاتهم وحقوقهم االجتماعية والثقافية والصحية ،وتهدف
الحكومات من اهتمامها بالدوائر العامة الخدمية إلى تحقيق ما يسمى في
النهاية بالرضاء العــام public consentأي رضاء الجماهير.
ولقد أصبحت التنمية البشرية اليوم محور اهتمام دول العالم المختلفة ،سوا ًء
كانت الدول على درجة كبيرة من التقدم أم نامية ،وينبع هذا االهتمام من أنها
أساس التنمية بصفه عامة لذا أصبح من المسلمات أن التعليم عليه العبء
األكبر في إحداث التنمية باعتباره يشكل القاسم المشترك في عملية التخطيط
إلعداد القوى البشرية .
وتحتل الخدمات التعليمية مكانة خاصة بين سائر الخدمات التي تتعلق بحياة
اإلنسان ؛ فالخدمات التعليمية حق دستوري لكل مواطن ،كما أن ارتفاع المستوى
التعليمي للفرد يساعد على تحقيق أهداف التنمية ،فالتعليم يحظى بعناية فائقة
ومتزايدة من قبل اإلدارات الحكومية والدولية على حدٍ سواء نتيجة الزدياد الوعي
بدورة وأثره في مستقبل الشعوب واألفراد ؛ ومع ترسخ الوعي بأهميته تدريجياٍ بين
غالبية المجتمعات خاصة بعد أن تركزت عليه عملية التنمية البشرية ،ويعتبر
التعليم دعامة األمن ألنه يسهم في بناء المواطن المستنير القادر على اإلسهام
بفاعلية في العمل السياسي واالقتصادي واالجتماعي ،ولذلك فإن هناك إجماعاٍ
رسمياٍ وشعبياٍ يؤكد أن التعليم أحد أبرز المدخالت لمستقبل أفضل ،فال يمكن تحقيق
ديمقراطية بال تعليم وال يتصور أيضا تحقيق تقدم اقتصادي ،وزيادة معدالت اإلنتاج
بدون تعليم ذات جودة عالية.
أهمية البحث:
يشكل البحث الحالي دليالً إرشاديا ً يُمكن من خالله إعادة النظر في إمكانية
التعرف على مفاهيم القيادات الشابة ،ودراسة إمكانية تطبيقها في وزارة التعليم
العالي والبحث العلمي فى العراق الديمقراطي الجديد بما يسهم في تطوير
وتحسين مستوى الخدمات التعليمية ،وتستمد هذه الدراسة أهميتها من
االعتبارات اآلتية:
- -1تنصب هذه الدراسة على إحدى الوزارات الحكومية اإلستراتيجية وهى
وزارة التعليم العالي في العراق ،وهى تمثل قطاعا ً إستراتيجيا ً من قطاعات
الخدمات العامة األساسية نظراً لما تقوم به من مهمة كبيرة في التنمية لبلدنا
الحبيب.
- -2توجيه نظر القائمين على اإلدارة بوزارة التعليم العالي نحو هذا المدخل
الحديث ،وكذلك إمكانية استخدامه وتطبيقه علي مستوي اإلدارة التعليمية
والمدرسية باعتباره أحد المداخل الحديثة التي جاء بها الفكر اإلداري المعاصر.
لفت نظر القيادات اإلدارية بوزارة التعليم العالي على أن هذا المدخل تماستخدامه وتطبيقه في العديد من الدول المتقدمة والنامية وعلى رأسها الواليات
المتحدة األمريكية ،واليابان ودول الخليج العربي ،وقد أثبت كفاءة عالية وفاعلية
عندما وضع موضع التطبيق والممارسة العملية في مؤسسات التعليم.
- -4تساهم هذه الدراسة في تأكيد فَعالية القيادة اإلدارية ودورها في تطبيق إدارة
القيادات الشابة لمفهوم الجودة الشاملة ،فالقائد يعرف بأنه الشخص الذي لدية
قدرة التأثير على اآلخرين من خالل مهارته القيادية في تفعيل المشاركة وروح
الفريق وتمكين العاملين ،لذلك يعتمد تطبيق هذا النظام على قيادة فعالة.
أهـداف البحث:
-1التعرف على مفهوم واتجاهات القيادات اإلدارية في وزارة التعليم العالي
والبحث العلمي نحو المفاهيم األساسية القائم عليها تطبيق مبدأ القيادة الشابة؛
بهدف معرفة مدى فعالية القيادة اإلدارية لتطبيق هذه المبادئ وتحقيق الجودة في
الخدمة.
-2التعرف على دور القيادة اإلدارية في تحقيق متطلبات تطبيق مبدأ القيادات
الشابة في وزارة التعليم كوزارة حكومية ،وتتمثل المتطلبات في المشاركة
اإلدارية – المساءلة والشفافية – تفويض السلطة -الالمركزية والتحسين
المستمر.
-3التعرف على أهم الصعوبات والمعوقات التي تواجه تطبيق مبدأ ومفهوم
القيادة الشابة في وزارة التعليم العالي العراقية ،ووضع االعتبارات والحلول
الالزمة لها.
-4التعرف على الطرق واألساليب الحديثة التي من شأنها االرتقاء بجودة الخدمة
في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية حتى تستطيع مواجهة
المتغيرات.
القيادات الشابة ودورها التاريخى بعد مرحلة التغيير بالعراق :
الشبابٍهمٍطليعةٍالمجتمعٍ،وعمودهٍالفقريٍٍ،وقوتهٍالنشطةٍوالفاعلةٍوالقادرةٍ
علىٍقهرٍالتحدياتٍوتذليلٍالصعوباتٍوتجاوزٍالعقباتٍ "ٍ،لذاٍالٍتنهضٍأمةٍمنٍ
" .األممٍغالباٍإالٍبمشاركتهمٍفيٍالبناءٍالمجتمعي
وتتعاظمٍأهميةٍتنميةٍهذهٍالمواردٍوالطاقاتٍالبشريةٍواستثمارهاٍفيٍمجاالتٍ
النهوضٍ؛ٍفيٍظلٍالتحدياتٍالراهنةٍسواءٍعلىٍالصعيدٍالدوليٍأوٍاإلقليميٍ،ومنٍ
هذاٍالمنطلقٍتبرزٍلناٍأهميةٍدورٍمؤسساتٍالدولةٍالمختلفةٍفيٍقضيةٍتأهيلٍ
القياداتٍالشابةٍفيٍالجانبٍالفكريٍتحديدا؛ٍكدورٍتكامليٍمهمٍمعٍمؤسساتٍ
.القطاعٍالخاص
وعندماٍنتناولٍقضيةٍ(الشبابٍوالقيادة) يتبادرٍإلىٍالذهنٍسؤال ..هلٍجميعٍ
الشبابٍمطالبونٍبأنٍيكونواٍقادة؟
.فأقول :سنةٍالحياةٍأنٍهناكٍقائداٍومقوداٍٍ،فكلٍميسرٍلماٍخلقٍله
ولكن في ظل هذه التحديات والتطورات التي تحيط بنا يجب تأهيل الشباب تأهيال
كفائيا أدنى يتمثل في أن يكونوا قادة ألنفسهم أوال في عالم يموج بالصراعات
الفكرية ،وقد أشار احد المتخصصين لمشكلة الفرد فذكر( :إن مشكلة أو أزمة
الفرد اآلن ،تكمن في جمود عالم فكره ،وتعطيل ملكات عقله ،التي أورثته العجز
عن التعامل مع مبادئ دينه ،ومستجدات وأحداث يومه ومعطيات عصره ) .بينما
أشار آخر إلى مشكلة المجتمع اليوم فقال ( :إن مشكلة المجتمع واألمة اإلسالمية
اليوم هي :مشكلة فكرية فال بد أن تقوم جهود جبارة لصناعة منهج ألصول الفكر
الستنباط قضايا الفكر وقضايا البناء الحضاري والنهضة من الكتاب وسنة النبى
االكرم واهل بيته عليهم السالم.
فنلمس مما سبق معالم المشكلة( مشكلة الفكر) التي نعيشها على صعيد األفراد
والتي تنعكس بظاللها ال محالة على المجتمع ..
وال نستطيع بالطبع أن نحصر مشاكلنا المجتمعية بهذه المشكلة ،فحتى نكون
موضوعيين لدينا الكثير من المشاكل التي تحتاج لحلول عاجلة ،ولكن أيضا من خالل
معرفتي بعالم الشباب ألمس أن مشكلتهم األهم هي مشكلة بالفكر.
مما ال شك فيه أننا بحاجة -على المستوى الفكري -إلى جهاز مناعة من أجل حماية
فكر األمة ..والشباب خاصة ألنهم البناء الذي إن صلح ؛ صلح البناء المستقبلي
التنموي لألمة ،وال يخفى على المتتبع لألوضاع المجتمعية على الصعيد الدولي
واإلقليمي الحاجة الماسة لتأهيل الفكر وتكوينه من أجل إبقائه في حالة من النشاط
المكافئ للتحديات التي تواجهنا .يقول الرئيس األمريكي السابق ريتشارد نيكسون وهو
إن الواليات المتحدة تخوض معركة األفكار في " :يصف معركة أمريكا مع اآلخرين
أحوال كثيرة جدا وهي غير مسلحة...وينبغي لنا أن نكشف السبل الستغالل التكنولوجيا
والمعلومات الحديثة ،والحواسب اآللية ،واألقمار الصناعية ،وأجهزة الفيديو ،لخوض
معركة األفكار".
ومن خالل ما سبق يجدر بنا عرض أهم التحديات المعاصرة التي تواجه الشباببما يلي:
التحديات على المستوى العالمي:
-1الصدمة الحضارية التي ترتبت على انفتاح العالم العربي للتأثيرات األوربية
الغربية ،مما أحدث تطورات حادة من أهمها:
أزمة عند الموقف من التراث العربي اإلسالمي االحباطات التي يحس بها الشباب -بصفة خاصة -نتيجة للتخلف الفكري بواالقتصادي واالجتماعي الذي يعيشونه في بلدانهم قياسا ً مع الدول المتقدمة في العالم
الوعي باألزمة " والبحث عن الهوية" التي ولدها الصراع واإلحباطات وااللتقاء
الحضاري.
-2صدمة المستقبل التي يعيشها الجيل الجديد وهي :ظاهرة زمنية من نتاج المعدل
المطرد السرعة للتغيير في المجتمع ،وهي تنشأ من عملية التركيب لثقافة جديدة فوق
أخرى قديمة ،إنها صدمة الثقافة للفرد في نفس مجتمعه وليس في مجتمع أجنبي،
ومن ثم فإن آثارها أخطر وأسوأ.
تزايد مخاطر الغزو الثقافي والتقني للوطن العربي ،دون أن تقوم جهود جادة منأجل مواجهة خطر هذا الضرب من االستعمار الجديد ،استعمار العقول واغتيال
الهويات الذاتية للشعوب.
-4الثورة اإلعالمية المتمثلة بشبكة االنترنت والقنوات الفضائية التي تروج للثقافة
الغربية ،وتدعو إلى أنماط جديدة للحياة ،وزرع القيم واألفكار الغربية في المجتمعات
العربية واإلسالمية والترويج لثقافة االستهالك بعيداً عن القيم السامية والمثل
العليا.
-5انتشار بعض القيم الغريبة في مجتمعاتنا؛ كاالختالط واإلجهاض ،واالستنساخ،
وبيع األعضاء وغيرها.
-6تهديد الّلغة العربية من خالل التركيز على استخدام الّلغة اإلنجليزية في الجامعات
والمعاهد ،والمدارس
وحتى في التعامالت التجارية بين الدول العربية واإلسالمية وداخل الدولة الواحدة
نفسها ،كما أن لغة التخاطب في الشبكة الدولية(االنترنت) هي الّلغة اإلنجليزية،
هذا من جهة ،ومن جهة أخرى فإن شيوع الّلغة العامية أصبح يهدد بقاء الّلغة
العربية لدرجة أن من يتكلم الفصحى يلقب بـ" :النحوي" على سبيل التهكم.
-7الدعوة إلى فصل الدين عن األمور األخرى وإهمال الجوانب الروحية
وتهميشها ،والتركيز على الجوانب المادية ،والحيلولة دون عودة اإلسالم إلى
واقع الحياة من خالل تصويره بالرجعية ،ووسمه باإلرهاب ،وأنه عدو التقدم
والعلم ،ومن أراد السير في ركب الرأسمالية فال بد له من أن يتخلص من أوهام
الماضي على حد قولهم.
التحديات على المستوى اإلقليمي:
-1غياب فلسفة واضحة ومكتوبة للتربية ومحددة بوثيقة في أقطار الوطن العربي
،واألرضية المشتركة لتكوين الناشئة ،وحماية الحاضر العربي وتحرير موارده
وقراره وإرادته ،واالنتقال به إلى مستقبل تكون فيه أكثر أمنا واقتدارا على
التفاعل بعيدا عن التبعية واالستالب.
-2تشكل نمط فريد من التبعية الداخلية المضادة للتبعية الخارجية في التعامل مع
التاريخ العربي الحضاري واالجتماعي ،فأفضى تفاعل النمطين من التبعية الداخلية
والخارجية ،إلى مزيد من العجز في البنية االجتماعية المعاصرة ،مما كرس
االزدواجية الزمانية والحضارية ،التي تعكسها معايشة األفراد والجماعات ألنماط
ثقافية وقيم ما قبل " الحداثة" و "الحداثة" و"ما بعد الحداثة" في لحظة
تاريخية واحدة ،ولقد أثر هذا الوضع التاريخي والحضاري في األداء العام واألداء
النوعي في كثير من مجاالت الحياة وكان أكثرها حساسية وتأثراً التعليم والعمل
واإلعالم ،مما أدى إلى إرساء طريقة حياة الهي غربية وال هي عربية في طابعها
العام ،وإنما آنية موقفية مستسهلة ،مستهلكة الزمان والمكان المادي والبشري
والحضاري.
-3اتجاه اإلعالم إلى برامج قتل الوقت والترفيه دون رؤية ومراجعيه من األمة
وعقيدتها وتراثها ،ونظرتها إلى المستقبل الذي يجب أن تنتقل فيه من موقف
المتفرج والتابع إلى موقف المنتج والمبدع والمشارك بندية في صياغة حركة
المجتمع الدولي ومتغيراته.
-4االكتفاء بفتح مؤسسات للتعليم تستوعب الطالب والتالميذ ،وال تقدم لهم
فرصا حقيقية في تنمية التفكير وصناعة الجديد بامتالك ناصية اإلبداع واالبتكار
وما يتصل بهذه الحالة من حدوث فجوة كبيرة بين التعليم والتنمية ،وما يترتب
على ذلك من انعكاسات سلبية على الناشئة والشباب في ميادين العمل واإلنتاج.
-5انشغال الهيئات الرسمية وغير الرسمية ومراكز الدراسات وقطاع واسع من
الباحثين والدارسين بدوامة المصطلح ،لدرجة االستغراق ،والدخول في دوامة
من االحتراب اللفظي والتفسيرات على أرضيات متباينة في الموقف السياسي
واأليدلوجي مما أدى إلى تكوين خصومات وعداوات كان أساسها ورأسها
المفهوم.
االنشغالٍأيضاٍ،بكيفيةٍقراءةٍالتحدياتٍ،وتحديدٍطبيعتهاٍونوعهاٍوالتحديدٍالنظريٍلكيفيةٍالتعاملٍمعهاٍ،وعدمٍالتحركٍقليالٍإلىٍاألمامٍباتجاهٍتكييفٍالواقعٍلمواجهةٍ
التحدياتٍومنٍثمٍإزالتهاٍبمنهجيةٍوموضوعيةٍ،بتزامنٍمدروسٍوبعملٍيؤدي إلىٍ
بناءٍالحاضرٍ،واالنتقالٍإلىٍالمستقبلٍبأمانٍوتنمية.
-7العيشٍفيٍمناخٍمنٍاالنومي ( (anomieعلىٍحدٍبعضٍالتعبيراتٍ
السسيولوجية-تضعفٍفيهٍالقيمٍالتيٍاستقرتٍطويالٍحتىٍلتمتلئٍالحياةٍ
بالمتناقضاتٍ– وبخاصةٍتناقضٍأنساقٍالقيمٍبينٍاألجيالٍالمختلفةٍوتناقضٍالحياةٍ
اليوميةٍمعٍنسقٍالقيمٍوالمعايير -إلىٍحدٍيتعذرٍاالتفاقٍعلىٍشيءٍمشتركٍيلتزمٍ
به المجتمع.
وبالنظر للتحديات التي سبق ذكرها سواء على الصعيد الدولي أو اإلقليمييتضح لنا ضرورة تأهيل الشباب بصورة تكاملية وخصوصا من الناحية الفكرية،
ليستطيعوا تجاوز وتخطي هذه العقبات والتحديات بدراية ووعي لكيفية
مواجهتها ،وكيفية تطويعها لصالحهم ،وكيفية االندماج مع هذه التطورات من
غير تماهي معها ،ومن غير فقدان للخصوصية الدينية والحضارية.
فتعقيدات العصر الذي نعيش فيه جعلت من دور الشباب دوراً غير عاديومختلفا ً إلى حد كبير عن الدور الذي اضطلع به الشباب في مراحل تاريخية
سابقة ،نتيجة لطبيعة المرحلة وما تشهده من تغيرات وثورات متسارعة في
المعرفة واالتصال والتكنولوجيا ،والتي تعني إجماال..تنمية علمية متسارعة في
شتى المناحي والمناشط العلمية المختلفة.
وبالنظر للتحديات التي سبق ذكرها سواء على الصعيد الدولي أو اإلقليمي يتضحلنا ضرورة تأهيل الشباب بصورة تكاملية وخصوصا من الناحية الفكرية ،ليستطيعوا
تجاوز وتخطي هذه العقبات والتحديات بدراية ووعي لكيفية مواجهتها ،وكيفية
تطويعها لصالحهم ،وكيفية االندماج مع هذه التطورات من غير تماهي معها ،ومن
غير فقدان للخصوصية الدينية والحضارية.
فتعقيدات العصر الذي نعيش فيه جعلت من دور الشباب دوراً غير عادي ومختلفا ًإلى حد كبير عن الدور الذي اضطلع به الشباب في مراحل تاريخية سابقة ،نتيجة
لطبيعة المرحلة وما تشهده من تغيرات وثورات متسارعة في المعرفة واالتصال
والتكنولوجيا ،والتي تعني إجماال..تنمية علمية متسارعة في شتى المناحي والمناشط
العلمية المختلفة.
وهكذا فان شخصية الشباب الفكرية والنفسية إنما يتكامل معظم نسيجها عنطريق المجتمع بوساطة عوامل تؤثر فيه بشكل مباشر أو غير مباشر ،فال جرم أن
الشباب يكون بذلك أدق لوحة تنعكس عليها حالة المجتمع الذي هو فيه إن خيراً فخير
أو شراً فشر ،وال جرم أن ما نراه من مظهر الخير أو الشر على هذه اللوحة ،إنما هو
صورة للحالة السليمة أو الفاسدة التي يتسم بها المجتمع ال أكثر.
وجيل الشباب المسلم ،كما هو مهيأ لتقبل الفكر اإلسالمي ،واالنتماء إليه بقوةوحيوية وإخالص متناه ،فإنه عرضة لالنتماء إلى التيارات الفكرية والسياسية
المنحرفة في ظل ما نشهده في المرحلة الحاضرة من تحوالت هائلة في عالمنا
اإلسالمي ،تحوالت الصراع الفكري والسياسي واالجتماعي ،ذلك المشهد الذي
يستوجب منا تأهيال للشباب وتحصينهم فكريا ً ضد هذه التحوالت،وإكسابهم القدرة
على التعامل مع التحديات المعاصرة بثقة.
فنحتاج إلى تشخيص واقع األمة تشخيصا يكافئ هذه التحديات والتحوالت ،وتجدر اإلشارة إلى أن تشخيص واقع األمة ،وتحديد مواطن التهديد ،ومواقع
التحدي لم يعد مشكلة في حد ذاته ،قدر ما تكمن المشكلة في مدى مصداقية
التعامل مع التشخيص ،والجدية في التعاطي مع النتائج ،والتحليالت واإلرادة
السياسية في تحويل ما تصل إليه الجهود من مختلف مصادرها إلى واقع معاش،
وفعل يسير على األرض.
:كيفٍنعدٍقادةٍالمستقبل
امجٍلصناعةٍقادةٍالمستقبلٍيجبٍأنٍتُراعيٍهذهٍالبرامجٍثالثةٍجوانبٍ
عندٍإعدادٍبر
ْ
أساسيةٍهي
ّ
ماتٍالذاتيةٍلألفرادٍ،والتيٍيجبٍ
الس
-1الجانبٍالنفسيّ:
ّ
وهوٍماٍيتعلقٍبالصفاتٍو ّ
ّ
امجٍالتدريبية
أنٍتُراعىٍفيٍالبر
ْ
ّ
اتٍالذاتيةٍلألفراد
ي :وهوٍماٍيتعلّقٍبالمهاراتٍوالقدر
-2الجانبٍالف ّن ٍّ
ّ
ةٍاالتصاليةٍمعٍالنفسٍواآلخرين
الجانبٍاالجتماعي :وهوٍماٍيتعلّقٍبالقدر
ٍّ
-3
ّ
فهذهٍهيٍثالوثٍصناعةٍقادةٍالمستقبلٍالتيٍيجبٍأنٍتنطلقٍمنهاٍبرامجٍإعدادٍ
ْ
قادةٍالمستقبلٍ،وا ّنٍإغفالٍجانبٍمنٍهذهٍالجوانبٍسوفٍيؤديٍإلىٍتخريجٍقادةٍالٍ
ازنٍمماٍيؤديٍإلىٍقياداتٍعديمة الفائدة.
يتمتّعونٍبالتو
ّ
اطيةٍأصبحتٍقياداتٍباليةٍالٍتنفعٍفيٍهذاٍالعصرٍالذيٍ
ّ
إنٍالقياداتٍاألوتوقر ّ
يتطلبٍمرونةٍلعمليةٍالتّغييرٍواالستعدادٍالمستمرٍللطوارئٍواأل ََزَمات؛ٍلذاٍفنحنٍ
ّ
التيٍتهتمٍ" بالتكاثرٍالقيادي"؛ٍ
ورية)
اطيةٍ( ال ّ
ش ّ
بحاجةٍإلىٍالقياداتٍالديمقر ّ
ّ
منظمةٍتعليمية" يتدربٍويتعلمٍفيهاٍالعاملونٍلكيٍيكونواٍ
فتنقلبٍالمنظمةٍإلىٍ"
ّ
ٍقوياٍلقياداتهم.
سندا ًّ
ويذكر احد المتخصصين في كتابه "دليل المديرين في قيادة األفراد وفرق
العمل" خطوات إعداد القيادات اإلدارية الشابّة عبر ِعدّة ُخطُوات وهي:
-1.حصر القيادات الشابّة سابقة التأهيل
.انتقاء القادة اإلداريين الشباب وإلحاقهم بالدّورات -2
-3.تحضير البرامج والمناهج والوسائل التعليميّة والتدريبيّة
-4
توفر وسائل دعم ومساندة تدريب القيادات الشابة
-5.إيجاد معايير تقييم نجاح تدريب القيادات الشابّة
-6.نتائج أعمال تدريب وتطوير القيادات الشابّة
-7.مطابقة النتائج بأهداف البرنامج
-8التّغذية الراجعة لتعويض النّقص في تطوير القيادات الشابّة
دور الشباب في التقسيمات االدارية
إذا ماالحظنا التقسيمات اإلدارية لمؤسسات التعليم العالي في العراق فإنها موزعة
بين أربعة محاور وهي :
القيادات العليا ..االستشاريون ..القيادات التنفيذية ...الكوادر الوسطية
فأما ( القيادات العليا ) فيشترط توافر عنصر الخبرة الطويلة والكفاءة العلمية
الرصينة باإلضافة إلى التجربة وهنا يفضل دائما ً كبار السن من ذوي التجربة إذ إنهم
بحكم الواقع يتمتعون بعنصر المقبولية في ظل ظروف المجتمع العراقي الشرقي
للعب دور القيادة أكثر من العناصر الشابة السيما إذا ماتوافرت لدى من يشغل هذا
المركز رؤية إستراتيجية ونظرية عمل واضحة وذات األمر ينطبق على
المستشارين .ومفهوم القيادات العليا في التعليم العالي في العراق ينصرف إلى
رؤساء الجامعات ووكالء الوزير عادةً إذ إن دورهم في الغالب األعظم من الحاالت
والكوادر الوسطية هي المسؤولة عن تنفيذها
وهي مراكز عمل تتطلب الفاعلية والقدرة على االنجاز لذا نالحظ هذا التوزيع قائما ً
أالن في التعليم العالي في العراقيرتكز على ( رسم نظرية ) ووضع ( إستراتيجية )
تكون القيادات التنفيذية إذا ماافترضنا إن القيادات الشابة هي ماكان عمرها دون
سن ال ( )50عاما ً إذ تجد جميع رؤساء الجامعات ووكيلي الوزير هم ممن تجاوزوا
هذا السن بكثير على خالف المدراء العامين في مركز الوزارة إذ %100من
المدراء العامين في مركز الوزارة هم من دون هذا السن أما الوكالء والمستشارين
فهم %100ممن تجاوزوا هذا السن وذات التمايز او مايقاربه على صعيد
الجامعات ويفضل دائما ً هذا التوزيع في المراكز لكون العنصر الشاب هو أكثر
حيوية واندفاعا ً للعمل لكن يجب دائما ً أن يعمل ضمن نظرية صنعتها التجربة
والحكمة وتراكم المعرفة .
الخالصة:
لقد كشفت هذه الدراسة عن العديد من المآزق والمشكالت االدارية التي تعوق حركة
التعليم العالي والبحث العلمي بالعراق الجديد .يمكن تلخيصها بمايلى.
·عدم توفر معايير واضحة فيمن يتم اختيارهم لشغل المناصب القيادية بوزارة
التعليم العالي والبحث العلمي ،فضالً عن نقص العديد من المقومات في عملية
االختيار لهذه القيادات اإلدارية والتربوية ،األمر الذي يقلل من كفاءتها وفاعليتها.
·مازالت األنماط اإلدارية التقليدية سائدة في حقل اإلدارة التعليمية ،من حيث
مركزية اتخاذ القرارات اإلدارية والخلط بين مفاهيم الوالء الشخصي والوالء
المؤسسي مع إن معالي وزير التعليم العالي األستاذ ( على محمد الحسين األديب)
لديه التوجهات الالزمة لتوزيع صالحيات الوزارة على تشكيالتها المختلفة لكننا
نالحظ لحد االن التلكؤ باستخدام هذه الصالحيات ونرى االستفسارات ترد إلى
الدائرة القانونية واالداريه بوزارتنا من كافة تشكيالت الوزارة مع وضوحها ووجود
اعمامات صريحة حولها.
· تمسك بعض القيادات اإلدارية بالسلطة ،وعدم تفعيل األساليب الحديثة
المعاصرة مثل المشاركة – الالمركزية – الشفافية بين جميع العاملين.
·االعتماد على أنماط ومعايير تقليدية عفا عليها الزمن في التنظيم ،وبناء الهياكل
التنظيمية على أساس المجموعات الوظيفية المتباعدة بدالً من االعتماد على فكرة
العمليات المترابطة.
·عدم الوعي بمواطن القوة والضعف داخل وزارة التعليم العالي ،وبالتالي عدم
التعرف على الفرص والتحديات لتعظيم االستفادة من الفرص في مواجهة
التحديات.
·القصور في تدريب القيادات اإلدارية مما أدى ذلك إلى قصور في مستواهم
الوظيفي.
كل هذه السلبيات توثر بشكل ملحوظ على مستوى أداء الوزارة بصورة تجعلها ال
ترقى إلى مستوى المنافسة.
ومن هنا يثار التساؤل ما هو دور القيادات اإلدارية بوزارة التعليم العالي والبحث
العلمي؟ وما هي األداة المناسبة للنهوض بها وجعلها وزارة متميزة ذات جودة
عالية في تقديم خدماتها للجماهير؟ كما يتفرع منه التساؤالت التالية:
-1كيف يمكن أن تسهم اإلدارة العليا بوزارة التعليم العالي في تطوير وتحسين
األداء بالوزارة ؟
-2إلى أي مدى تؤثر المشاكل والمعوقات اإلدارية على متطلبات نجاح القيادات
الشابة بالوزارة ؟ وما هي االعتبارات التي يجب اتخاذها لمواجهة هذه المعوقات ؟
مقوالت شهيرة في القيادة
هذه بعض مقوالت شهيرة من مشاهير و عظماء أحببت أن أعرضها هنا في هذه
المساحة،بعض هذه المقوالت بسيط ومفهوم ومباشر ،والبعض اآلخر عميق
وغير مباشر وقد ال تدرك معناها إال بعد حين،أو بعد أن تواتيك الفرصة لتطبيقها
المقولة األولى :القيادة تبدأ من المنزل وفي هذا يقول روبن شارما صاحب كتاب
دليل العظمة
"الثمرة ال تسقط بعيدا”عن شجرتها أبدا”،فأطفالك سيشبهونك حتما”أكثر مما
تتخيل.يمكنك أن تعين أبناءك على تحقيق العظمة،بأن تصبح دليلهم في الطريق
"إليها
المقولة الثانية " :إعتن بنفسك وكن في حالة رائعة" ،وفي هذا يقول روبن
شارما الخبير القيادي
بقيادتك لذاتك،وال يمكن أن تكون عظيما ً في العمل إال عندما قيادة الشركة تبدأ
""تشعر بالعظمة الشخصية
أي بإعتناءك بنفسك ستكون قادرا” على منح المزيد لآلخرين
المقولة الثالثة :تحمل المسؤلية المطلقة وفي هذا يقول روبرت جوس عميد كلية
ستانفورد إلدارة األعمال
"القيادة في رأيي هي تحمل المسؤلية المطلقة عن سالمة المؤسسة و إزدهارها
والسعي لتغييرها لألفضل،القيادة الحقيقية ليست مسألة مقام أو نفوذ او منزلة
"رفيعة ولكنها مسألة تحمل مسؤلية
المقولة الرابعة :أهمية إتخاذ القرارات الصحيحة ،وهذه نصيحة قيادية من احد
المتخصصين
الحياة ال شك عبارة عن قرارات والعظماء فقط هم من يملكون القدرة على
إتخاذها،أبحر نحو جزيرة النجاح وجدف مسرعا ً لها ,وإستعن بصحبة طيبة
)تعينك على الخير وتشد من أزرك وتقوي من عزيمتك
المقولة الخامسة :سلوك طرق جديدة ،كما يقول الكاتب اإلنجليزي وأحد قادة
الثورة العلمية فرانسيس بيكون
"إذا أردت الوصول إلى ما لم يصل إليه أحد،فإسلك طرقا ً لم يسلكها أحد"
المقولة السادسة :إستغالل الفرص العظيمة،يقول األمريكي جون جاردنر
"سبق لنا جميعا” أن واجهتنا سيوال” من الفرص العظيمة التي راوغتنا
"بدهاء،فبدت وكأنها مشكالت عصية على الحل
االمقولة السابعة :األمل في غد أفضل ،وفي هذا يقول هارولد سيمور
القادة العظماء يوقظون في نفوس أتباعهم اإليمان بالماضي،والعمل (
)للحاضر،واألمل في غد أفضل
المقولة الثامنة :الطموح مهم للقيادة وهذا المثل األلماني يؤيد هذه المقولة.
"يستطيع الطموح أن يصنع من المفك الصدئ ما ال يستطيع أن يصنعه الكسول
من متجر مليء باألدوات الجديدة"
تمنحك الحياة ما تتوقعه منها"،وهذه يشير إليها بريستون " :المقولة التاسعة
برادلي في قوله
"ما تمنحه لك الحياة هو ما تتوقعه منها،فإذا كنت خائفا”من الفشل فسوف يدركك
بغض النظر عن الجهد الذي تبذله لتفاديه،توقع خيراً تجد خيراً
أن تفعل ما تؤمن أنه صواب" ،وكما بدأنا بروبن شارما نختم " :المقولة العاشرة
به أيضا حيث يقول
""القيادة ليست أن يحبك الناس ولكن أن تفعل ما هو صواب
هذا ونسال هللا العلى القدير ان يتقبل منا هذا الجهد خدمة لعراقنا الذى سيكتب له
مستقبال زاهرا بإرادة أبنائه المخلصين.
د .أحمد سلمان شهيب
مدير عام الدائرة القانونية واإلدارية
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي