Transcript Slide 1

‫المقدمة ‪:‬‬
‫يشهد مجتمعنا المعاصر موجةٌ غير مسبوقة من التطور والتغيير تمتد بظاللها‬
‫لتشمل كافة األبعاد السياسية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والتكنولوجية‪ ،‬ولم يعد هناك‬
‫ما يمكن وصفه بأنه ثابت؛ فكل ما حولنا أصبح يدور في فلك التطور والتغيير‪.‬‬
‫وأمام هذه الموجه الكبيرة من التغيير والتطوير كان البد لألساليب اإلدارية أن تُغير‬
‫فلسفتها اإلدارية الحاكمة لتكون مناسبة مع الواقع اإلداري الجديد الذي أفرزته هذه‬
‫التغيرات والتطورات السريعة‪ ،‬األمر الذي يتفق عليه المحللون وخبراء اإلدارة‬
‫العامة فيما يواجه البيئة المحيطة بأن نتائج هذه التغيرات سوف يؤدى حتما ً في‬
‫شكل مجموعة من الفرص والتهديدات ؛ والتي بدورها يمكن أن تشكل ما يمكن أن‬
‫نطلق عليه عنق الزجاجة الذي تجعل الكيانات اإلدارية في مفترق الطرق‪ ...‬فإما إلي‬
‫تقدم وازدهار‪ ،‬وإما إلي تدهور وانحدار‪ ،‬فإذا لم تسعى الدوائر الحكومية المختلفة‬
‫إلى استغالل الفرص ومواجهة التهديدات أصيبت باالختناق‪ ،‬وإذا نجحت في‬
‫استغالل ما يتاح لها من فرص بال شك أنها اهتدت إلى المسار الصحيح وخرجت من‬
‫العنق الضيق إلى مجال أوسع وأرحب‪.‬‬
‫وقد أدى هذا التغير والتطوير إلى تحوالت أساسية في إطار المفاهيم الخاصة بإدارة‬
‫الدوائر الحكومية‪ ،‬فقد تحول الحديث من اإلدارة إلى الريادة‬
‫‪ ،Entrepreneurship‬ومن السيطرة المهنية واإلدارية إلى سيادة العميل‪ ،‬ومن‬
‫ضبط أو مراقبة التكاليف إلى إدارة األداء‪ ،‬ومن زيادة كمية المخرجات إلى تحسين‬
‫جودة الخدمات‪ ،‬ومن تقييم مدى سالمة اإلجراءات إلى المساءلة عن النتائج‬
‫ومستويات األداء‪.‬‬
‫ونظراً للنجاح الملحوظ الذي سجله تطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة في القطاع‬
‫الخاص في ظل التنافس االقتصادي واإلداري بين الدوائر الحكومية ومنظمات إدارة‬
‫األعمال‪ ،‬فقد دفع ذلك إلى تبنى نفس معايير هذا النظام‪ ،‬ويعالج نظام إدارة الجودة‬
‫الشاملة في الدوائر الحكومية المشكالت المزمنة التي تعانى منها األجهزة‬
‫البيروقراطية ‪ ،‬والتكلفة المتعاظمة لتقديم الخدمات للجمهور وما يصاحبها من إهدار‬
‫للمال العام ‪ ،‬فالدوائر الحكومية على وجه الخصوص تواجه تحديات حرجه أخرى‬
‫مؤثرة يقع على قمة هذه التحديات الصورة الذهنية السلبية لدى المواطن العميل‬
‫الرئيسي للدائرة الحكومية بشأن مستوى جودة الخدمة التي تقدمها هذه الدائرة‪،‬‬
‫وتتكون تلك الصورة الذهنية من خالل تراكمات تاريخية مستمرة ومتصلة بأداء‬
‫الدوائر الحكومية وسلوكيات موظفيها ومخرجاتها‪.‬‬
‫إال أنه بتوسع الخدمات التي تقدمها الدولة للفرد مثل ( التعليم – الصحة –‬
‫األمن وغيرها)‪ ،‬كان من الضروري أن تلجأ الدولة إلى البحث عن دور جديد‬
‫تستطيع أن تكون أكثر فاعلية في دعم التنمية المستديمة في مختلف المناحي ؛‬
‫بهدف تحقيق تطلعاتهم وحقوقهم االجتماعية والثقافية والصحية‪ ،‬وتهدف‬
‫الحكومات من اهتمامها بالدوائر العامة الخدمية إلى تحقيق ما يسمى في‬
‫النهاية بالرضاء العــام ‪public consent‬أي رضاء الجماهير‪.‬‬
‫ولقد أصبحت التنمية البشرية اليوم محور اهتمام دول العالم المختلفة‪ ،‬سوا ًء‬
‫كانت الدول على درجة كبيرة من التقدم أم نامية‪ ،‬وينبع هذا االهتمام من أنها‬
‫أساس التنمية بصفه عامة لذا أصبح من المسلمات أن التعليم عليه العبء‬
‫األكبر في إحداث التنمية باعتباره يشكل القاسم المشترك في عملية التخطيط‬
‫إلعداد القوى البشرية ‪.‬‬
‫وتحتل الخدمات التعليمية مكانة خاصة بين سائر الخدمات التي تتعلق بحياة‬
‫اإلنسان ؛ فالخدمات التعليمية حق دستوري لكل مواطن‪ ،‬كما أن ارتفاع المستوى‬
‫التعليمي للفرد يساعد على تحقيق أهداف التنمية‪ ،‬فالتعليم يحظى بعناية فائقة‬
‫ومتزايدة من قبل اإلدارات الحكومية والدولية على حدٍ سواء نتيجة الزدياد الوعي‬
‫بدورة وأثره في مستقبل الشعوب واألفراد ؛ ومع ترسخ الوعي بأهميته تدريجياٍ بين‬
‫غالبية المجتمعات خاصة بعد أن تركزت عليه عملية التنمية البشرية‪ ،‬ويعتبر‬
‫التعليم دعامة األمن ألنه يسهم في بناء المواطن المستنير القادر على اإلسهام‬
‫بفاعلية في العمل السياسي واالقتصادي واالجتماعي‪ ،‬ولذلك فإن هناك إجماعاٍ‬
‫رسمياٍ وشعبياٍ يؤكد أن التعليم أحد أبرز المدخالت لمستقبل أفضل‪ ،‬فال يمكن تحقيق‬
‫ديمقراطية بال تعليم وال يتصور أيضا تحقيق تقدم اقتصادي‪ ،‬وزيادة معدالت اإلنتاج‬
‫بدون تعليم ذات جودة عالية‪.‬‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫يشكل البحث الحالي دليالً إرشاديا ً يُمكن من خالله إعادة النظر في إمكانية‬
‫التعرف على مفاهيم القيادات الشابة‪ ،‬ودراسة إمكانية تطبيقها في وزارة التعليم‬
‫العالي والبحث العلمي فى العراق الديمقراطي الجديد بما يسهم في تطوير‬
‫وتحسين مستوى الخدمات التعليمية ‪ ،‬وتستمد هذه الدراسة أهميتها من‬
‫االعتبارات اآلتية‪:‬‬
‫‪- -1‬تنصب هذه الدراسة على إحدى الوزارات الحكومية اإلستراتيجية وهى‬
‫وزارة التعليم العالي في العراق‪ ،‬وهى تمثل قطاعا ً إستراتيجيا ً من قطاعات‬
‫الخدمات العامة األساسية نظراً لما تقوم به من مهمة كبيرة في التنمية لبلدنا‬
‫الحبيب‪.‬‬
‫‪- -2‬توجيه نظر القائمين على اإلدارة بوزارة التعليم العالي نحو هذا المدخل‬
‫الحديث‪ ،‬وكذلك إمكانية استخدامه وتطبيقه علي مستوي اإلدارة التعليمية‬
‫والمدرسية باعتباره أحد المداخل الحديثة التي جاء بها الفكر اإلداري المعاصر‪.‬‬
‫ لفت نظر القيادات اإلدارية بوزارة التعليم العالي على أن هذا المدخل تم‬‫استخدامه وتطبيقه في العديد من الدول المتقدمة والنامية وعلى رأسها الواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪ ،‬واليابان ودول الخليج العربي‪ ،‬وقد أثبت كفاءة عالية وفاعلية‬
‫عندما وضع موضع التطبيق والممارسة العملية في مؤسسات التعليم‪.‬‬
‫‪- -4‬تساهم هذه الدراسة في تأكيد فَعالية القيادة اإلدارية ودورها في تطبيق إدارة‬
‫القيادات الشابة لمفهوم الجودة الشاملة‪ ،‬فالقائد يعرف بأنه الشخص الذي لدية‬
‫قدرة التأثير على اآلخرين من خالل مهارته القيادية في تفعيل المشاركة وروح‬
‫الفريق وتمكين العاملين ‪ ،‬لذلك يعتمد تطبيق هذا النظام على قيادة فعالة‪.‬‬
‫أهـداف البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬التعرف على مفهوم واتجاهات القيادات اإلدارية في وزارة التعليم العالي‬
‫والبحث العلمي نحو المفاهيم األساسية القائم عليها تطبيق مبدأ القيادة الشابة؛‬
‫بهدف معرفة مدى فعالية القيادة اإلدارية لتطبيق هذه المبادئ وتحقيق الجودة في‬
‫الخدمة‪.‬‬
‫‪ -2‬التعرف على دور القيادة اإلدارية في تحقيق متطلبات تطبيق مبدأ القيادات‬
‫الشابة في وزارة التعليم كوزارة حكومية ‪ ،‬وتتمثل المتطلبات في المشاركة‬
‫اإلدارية – المساءلة والشفافية – تفويض السلطة ‪ -‬الالمركزية والتحسين‬
‫المستمر‪.‬‬
‫‪ -3‬التعرف على أهم الصعوبات والمعوقات التي تواجه تطبيق مبدأ ومفهوم‬
‫القيادة الشابة في وزارة التعليم العالي العراقية‪ ،‬ووضع االعتبارات والحلول‬
‫الالزمة لها‪.‬‬
‫‪ -4‬التعرف على الطرق واألساليب الحديثة التي من شأنها االرتقاء بجودة الخدمة‬
‫في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية حتى تستطيع مواجهة‬
‫المتغيرات‪.‬‬
‫القيادات الشابة ودورها التاريخى بعد مرحلة التغيير بالعراق ‪:‬‬
‫الشبابٍهمٍطليعةٍالمجتمعٍ‪،‬وعمودهٍالفقريٍ‪ٍ،‬وقوتهٍالنشطةٍوالفاعلةٍوالقادرةٍ‬
‫علىٍقهرٍالتحدياتٍوتذليلٍالصعوباتٍوتجاوزٍالعقباتٍ‪ "ٍ،‬لذاٍالٍتنهضٍأمةٍمنٍ‬
‫‪ " .‬األممٍغالباٍإالٍبمشاركتهمٍفيٍالبناءٍالمجتمعي‬
‫وتتعاظمٍأهميةٍتنميةٍهذهٍالمواردٍوالطاقاتٍالبشريةٍواستثمارهاٍفيٍمجاالتٍ‬
‫النهوضٍ؛ٍفيٍظلٍالتحدياتٍالراهنةٍسواءٍعلىٍالصعيدٍالدوليٍأوٍاإلقليمي‪ٍ،‬ومنٍ‬
‫هذاٍالمنطلقٍتبرزٍلناٍأهميةٍدورٍمؤسساتٍالدولةٍالمختلفةٍفيٍقضيةٍتأهيلٍ‬
‫القياداتٍالشابةٍفيٍالجانبٍالفكريٍتحديدا؛ٍكدورٍتكامليٍمهمٍمعٍمؤسساتٍ‬
‫‪.‬القطاعٍالخاص‬
‫وعندماٍنتناولٍقضيةٍ(الشبابٍوالقيادة) يتبادرٍإلىٍالذهنٍسؤال‪ ..‬هلٍجميعٍ‬
‫الشبابٍمطالبونٍبأنٍيكونواٍقادة؟‬
‫‪.‬فأقول‪ :‬سنةٍالحياةٍأنٍهناكٍقائداٍومقوداٍ‪ٍ،‬فكلٍميسرٍلماٍخلقٍله‬
‫ولكن في ظل هذه التحديات والتطورات التي تحيط بنا يجب تأهيل الشباب تأهيال‬
‫كفائيا أدنى يتمثل في أن يكونوا قادة ألنفسهم أوال في عالم يموج بالصراعات‬
‫الفكرية ‪ ،‬وقد أشار احد المتخصصين لمشكلة الفرد فذكر‪( :‬إن مشكلة أو أزمة‬
‫الفرد اآلن‪ ،‬تكمن في جمود عالم فكره‪ ،‬وتعطيل ملكات عقله‪ ،‬التي أورثته العجز‬
‫عن التعامل مع مبادئ دينه‪ ،‬ومستجدات وأحداث يومه ومعطيات عصره )‪ .‬بينما‬
‫أشار آخر إلى مشكلة المجتمع اليوم فقال‪ ( :‬إن مشكلة المجتمع واألمة اإلسالمية‬
‫اليوم هي ‪ :‬مشكلة فكرية فال بد أن تقوم جهود جبارة لصناعة منهج ألصول الفكر‬
‫الستنباط قضايا الفكر وقضايا البناء الحضاري والنهضة من الكتاب وسنة النبى‬
‫االكرم واهل بيته عليهم السالم‪.‬‬
‫فنلمس مما سبق معالم المشكلة( مشكلة الفكر) التي نعيشها على صعيد األفراد‬
‫والتي تنعكس بظاللها ال محالة على المجتمع ‪..‬‬
‫وال نستطيع بالطبع أن نحصر مشاكلنا المجتمعية بهذه المشكلة ‪ ،‬فحتى نكون‬
‫موضوعيين لدينا الكثير من المشاكل التي تحتاج لحلول عاجلة‪ ،‬ولكن أيضا من خالل‬
‫معرفتي بعالم الشباب ألمس أن مشكلتهم األهم هي مشكلة بالفكر‪.‬‬
‫مما ال شك فيه أننا بحاجة ‪ -‬على المستوى الفكري ‪ -‬إلى جهاز مناعة من أجل حماية‬
‫فكر األمة ‪ ..‬والشباب خاصة ألنهم البناء الذي إن صلح ؛ صلح البناء المستقبلي‬
‫التنموي لألمة‪ ،‬وال يخفى على المتتبع لألوضاع المجتمعية على الصعيد الدولي‬
‫واإلقليمي الحاجة الماسة لتأهيل الفكر وتكوينه من أجل إبقائه في حالة من النشاط‬
‫المكافئ للتحديات التي تواجهنا‪ .‬يقول الرئيس األمريكي السابق ريتشارد نيكسون وهو‬
‫إن الواليات المتحدة تخوض معركة األفكار في " ‪:‬يصف معركة أمريكا مع اآلخرين‬
‫أحوال كثيرة جدا وهي غير مسلحة‪...‬وينبغي لنا أن نكشف السبل الستغالل التكنولوجيا‬
‫والمعلومات الحديثة‪ ،‬والحواسب اآللية‪ ،‬واألقمار الصناعية‪ ،‬وأجهزة الفيديو‪ ،‬لخوض‬
‫معركة األفكار"‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق يجدر بنا عرض أهم التحديات المعاصرة التي تواجه الشباب‬‫بما يلي‪:‬‬
‫التحديات على المستوى العالمي‪:‬‬
‫‪ -1‬الصدمة الحضارية التي ترتبت على انفتاح العالم العربي للتأثيرات األوربية‬
‫الغربية ‪ ،‬مما أحدث تطورات حادة من أهمها‪:‬‬
‫أزمة عند الموقف من التراث العربي اإلسالمي‬‫ االحباطات التي يحس بها الشباب ‪ -‬بصفة خاصة‪ -‬نتيجة للتخلف الفكري ب‬‫واالقتصادي واالجتماعي الذي يعيشونه في بلدانهم قياسا ً مع الدول المتقدمة في العالم‬
‫الوعي باألزمة " والبحث عن الهوية" التي ولدها الصراع واإلحباطات وااللتقاء‬
‫الحضاري‪.‬‬
‫‪ -2‬صدمة المستقبل التي يعيشها الجيل الجديد وهي‪ :‬ظاهرة زمنية من نتاج المعدل‬
‫المطرد السرعة للتغيير في المجتمع‪ ،‬وهي تنشأ من عملية التركيب لثقافة جديدة فوق‬
‫أخرى قديمة‪ ،‬إنها صدمة الثقافة للفرد في نفس مجتمعه وليس في مجتمع أجنبي‪،‬‬
‫ومن ثم فإن آثارها أخطر وأسوأ‪.‬‬
‫ تزايد مخاطر الغزو الثقافي والتقني للوطن العربي‪ ،‬دون أن تقوم جهود جادة من‬‫أجل مواجهة خطر هذا الضرب من االستعمار الجديد‪ ،‬استعمار العقول واغتيال‬
‫الهويات الذاتية للشعوب‪.‬‬
‫‪ -4‬الثورة اإلعالمية المتمثلة بشبكة االنترنت والقنوات الفضائية التي تروج للثقافة‬
‫الغربية‪ ،‬وتدعو إلى أنماط جديدة للحياة‪ ،‬وزرع القيم واألفكار الغربية في المجتمعات‬
‫العربية واإلسالمية والترويج لثقافة االستهالك بعيداً عن القيم السامية والمثل‬
‫العليا‪.‬‬
‫‪ -5‬انتشار بعض القيم الغريبة في مجتمعاتنا؛ كاالختالط واإلجهاض‪ ،‬واالستنساخ‪،‬‬
‫وبيع األعضاء وغيرها‪.‬‬
‫‪ -6‬تهديد الّلغة العربية من خالل التركيز على استخدام الّلغة اإلنجليزية في الجامعات‬
‫والمعاهد‪ ،‬والمدارس‬
‫وحتى في التعامالت التجارية بين الدول العربية واإلسالمية وداخل الدولة الواحدة‬
‫نفسها‪ ،‬كما أن لغة التخاطب في الشبكة الدولية(االنترنت) هي الّلغة اإلنجليزية‪،‬‬
‫هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن شيوع الّلغة العامية أصبح يهدد بقاء الّلغة‬
‫العربية لدرجة أن من يتكلم الفصحى يلقب بـ‪" :‬النحوي" على سبيل التهكم‪.‬‬
‫‪ -7‬الدعوة إلى فصل الدين عن األمور األخرى وإهمال الجوانب الروحية‬
‫وتهميشها‪ ،‬والتركيز على الجوانب المادية‪ ،‬والحيلولة دون عودة اإلسالم إلى‬
‫واقع الحياة من خالل تصويره بالرجعية‪ ،‬ووسمه باإلرهاب‪ ،‬وأنه عدو التقدم‬
‫والعلم‪ ،‬ومن أراد السير في ركب الرأسمالية فال بد له من أن يتخلص من أوهام‬
‫الماضي على حد قولهم‪.‬‬
‫التحديات على المستوى اإلقليمي‪:‬‬
‫‪ -1‬غياب فلسفة واضحة ومكتوبة للتربية ومحددة بوثيقة في أقطار الوطن العربي‬
‫‪ ،‬واألرضية المشتركة لتكوين الناشئة‪ ،‬وحماية الحاضر العربي وتحرير موارده‬
‫وقراره وإرادته‪ ،‬واالنتقال به إلى مستقبل تكون فيه أكثر أمنا واقتدارا على‬
‫التفاعل بعيدا عن التبعية واالستالب‪.‬‬
‫‪ -2‬تشكل نمط فريد من التبعية الداخلية المضادة للتبعية الخارجية في التعامل مع‬
‫التاريخ العربي الحضاري واالجتماعي‪ ،‬فأفضى تفاعل النمطين من التبعية الداخلية‬
‫والخارجية‪ ،‬إلى مزيد من العجز في البنية االجتماعية المعاصرة‪ ،‬مما كرس‬
‫االزدواجية الزمانية والحضارية‪ ،‬التي تعكسها معايشة األفراد والجماعات ألنماط‬
‫ثقافية وقيم ما قبل " الحداثة" و "الحداثة" و"ما بعد الحداثة" في لحظة‬
‫تاريخية واحدة‪ ،‬ولقد أثر هذا الوضع التاريخي والحضاري في األداء العام واألداء‬
‫النوعي في كثير من مجاالت الحياة وكان أكثرها حساسية وتأثراً التعليم والعمل‬
‫واإلعالم‪ ،‬مما أدى إلى إرساء طريقة حياة الهي غربية وال هي عربية في طابعها‬
‫العام‪ ،‬وإنما آنية موقفية مستسهلة ‪ ،‬مستهلكة الزمان والمكان المادي والبشري‬
‫والحضاري‪.‬‬
‫‪ -3‬اتجاه اإلعالم إلى برامج قتل الوقت والترفيه دون رؤية ومراجعيه من األمة‬
‫وعقيدتها وتراثها‪ ،‬ونظرتها إلى المستقبل الذي يجب أن تنتقل فيه من موقف‬
‫المتفرج والتابع إلى موقف المنتج والمبدع والمشارك بندية في صياغة حركة‬
‫المجتمع الدولي ومتغيراته‪.‬‬
‫‪ -4‬االكتفاء بفتح مؤسسات للتعليم تستوعب الطالب والتالميذ‪ ،‬وال تقدم لهم‬
‫فرصا حقيقية في تنمية التفكير وصناعة الجديد بامتالك ناصية اإلبداع واالبتكار‬
‫وما يتصل بهذه الحالة من حدوث فجوة كبيرة بين التعليم والتنمية‪ ،‬وما يترتب‬
‫على ذلك من انعكاسات سلبية على الناشئة والشباب في ميادين العمل واإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -5‬انشغال الهيئات الرسمية وغير الرسمية ومراكز الدراسات وقطاع واسع من‬
‫الباحثين والدارسين بدوامة المصطلح‪ ،‬لدرجة االستغراق‪ ،‬والدخول في دوامة‬
‫من االحتراب اللفظي والتفسيرات على أرضيات متباينة في الموقف السياسي‬
‫واأليدلوجي مما أدى إلى تكوين خصومات وعداوات كان أساسها ورأسها‬
‫المفهوم‪.‬‬
‫ االنشغالٍأيضا‪ٍ،‬بكيفيةٍقراءةٍالتحديات‪ٍ،‬وتحديدٍطبيعتهاٍونوعهاٍوالتحديدٍالنظريٍ‬‫لكيفيةٍالتعاملٍمعها‪ٍ،‬وعدمٍالتحركٍقليالٍإلىٍاألمامٍباتجاهٍتكييفٍالواقعٍلمواجهةٍ‬
‫التحدياتٍومنٍثمٍإزالتهاٍبمنهجيةٍوموضوعية‪ٍ،‬بتزامنٍمدروسٍوبعملٍيؤدي إلىٍ‬
‫بناءٍالحاضر‪ٍ،‬واالنتقالٍإلىٍالمستقبلٍبأمانٍوتنمية‪.‬‬
‫‪ -7‬العيشٍفيٍمناخٍمنٍاالنومي ( ‪(anomie‬علىٍحدٍبعضٍالتعبيراتٍ‬
‫السسيولوجية‪-‬تضعفٍفيهٍالقيمٍالتيٍاستقرتٍطويالٍحتىٍلتمتلئٍالحياةٍ‬
‫بالمتناقضاتٍ– وبخاصةٍتناقضٍأنساقٍالقيمٍبينٍاألجيالٍالمختلفةٍوتناقضٍالحياةٍ‬
‫اليوميةٍمعٍنسقٍالقيمٍوالمعايير‪ -‬إلىٍحدٍيتعذرٍاالتفاقٍعلىٍشيءٍمشتركٍيلتزمٍ‬
‫به المجتمع‪.‬‬
‫وبالنظر للتحديات التي سبق ذكرها سواء على الصعيد الدولي أو اإلقليمي‬‫يتضح لنا ضرورة تأهيل الشباب بصورة تكاملية وخصوصا من الناحية الفكرية‪،‬‬
‫ليستطيعوا تجاوز وتخطي هذه العقبات والتحديات بدراية ووعي لكيفية‬
‫مواجهتها‪ ،‬وكيفية تطويعها لصالحهم‪ ،‬وكيفية االندماج مع هذه التطورات من‬
‫غير تماهي معها‪ ،‬ومن غير فقدان للخصوصية الدينية والحضارية‪.‬‬
‫فتعقيدات العصر الذي نعيش فيه جعلت من دور الشباب دوراً غير عادي‬‫ومختلفا ً إلى حد كبير عن الدور الذي اضطلع به الشباب في مراحل تاريخية‬
‫سابقة‪ ،‬نتيجة لطبيعة المرحلة وما تشهده من تغيرات وثورات متسارعة في‬
‫المعرفة واالتصال والتكنولوجيا‪ ،‬والتي تعني إجماال‪..‬تنمية علمية متسارعة في‬
‫شتى المناحي والمناشط العلمية المختلفة‪.‬‬
‫وبالنظر للتحديات التي سبق ذكرها سواء على الصعيد الدولي أو اإلقليمي يتضح‬‫لنا ضرورة تأهيل الشباب بصورة تكاملية وخصوصا من الناحية الفكرية‪ ،‬ليستطيعوا‬
‫تجاوز وتخطي هذه العقبات والتحديات بدراية ووعي لكيفية مواجهتها‪ ،‬وكيفية‬
‫تطويعها لصالحهم‪ ،‬وكيفية االندماج مع هذه التطورات من غير تماهي معها‪ ،‬ومن‬
‫غير فقدان للخصوصية الدينية والحضارية‪.‬‬
‫فتعقيدات العصر الذي نعيش فيه جعلت من دور الشباب دوراً غير عادي ومختلفا ً‬‫إلى حد كبير عن الدور الذي اضطلع به الشباب في مراحل تاريخية سابقة‪ ،‬نتيجة‬
‫لطبيعة المرحلة وما تشهده من تغيرات وثورات متسارعة في المعرفة واالتصال‬
‫والتكنولوجيا‪ ،‬والتي تعني إجماال‪..‬تنمية علمية متسارعة في شتى المناحي والمناشط‬
‫العلمية المختلفة‪.‬‬
‫وهكذا فان شخصية الشباب الفكرية والنفسية إنما يتكامل معظم نسيجها عن‬‫طريق المجتمع بوساطة عوامل تؤثر فيه بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬فال جرم أن‬
‫الشباب يكون بذلك أدق لوحة تنعكس عليها حالة المجتمع الذي هو فيه إن خيراً فخير‬
‫أو شراً فشر‪ ،‬وال جرم أن ما نراه من مظهر الخير أو الشر على هذه اللوحة‪ ،‬إنما هو‬
‫صورة للحالة السليمة أو الفاسدة التي يتسم بها المجتمع ال أكثر‪.‬‬
‫وجيل الشباب المسلم‪ ،‬كما هو مهيأ لتقبل الفكر اإلسالمي‪ ،‬واالنتماء إليه بقوة‬‫وحيوية وإخالص متناه‪ ،‬فإنه عرضة لالنتماء إلى التيارات الفكرية والسياسية‬
‫المنحرفة في ظل ما نشهده في المرحلة الحاضرة من تحوالت هائلة في عالمنا‬
‫اإلسالمي‪ ،‬تحوالت الصراع الفكري والسياسي واالجتماعي ‪ ،‬ذلك المشهد الذي‬
‫يستوجب منا تأهيال للشباب وتحصينهم فكريا ً ضد هذه التحوالت‪،‬وإكسابهم القدرة‬
‫على التعامل مع التحديات المعاصرة بثقة‪.‬‬
‫فنحتاج إلى تشخيص واقع األمة تشخيصا يكافئ هذه التحديات والتحوالت‪ ،‬و‬‫تجدر اإلشارة إلى أن تشخيص واقع األمة‪ ،‬وتحديد مواطن التهديد‪ ،‬ومواقع‬
‫التحدي لم يعد مشكلة في حد ذاته‪ ،‬قدر ما تكمن المشكلة في مدى مصداقية‬
‫التعامل مع التشخيص‪ ،‬والجدية في التعاطي مع النتائج‪ ،‬والتحليالت واإلرادة‬
‫السياسية في تحويل ما تصل إليه الجهود من مختلف مصادرها إلى واقع معاش‪،‬‬
‫وفعل يسير على األرض‪.‬‬
‫‪:‬كيفٍنعدٍقادةٍالمستقبل‬
‫امجٍلصناعةٍقادةٍالمستقبلٍيجبٍأنٍتُراعيٍهذهٍالبرامجٍثالثةٍجوانبٍ‬
‫عندٍإعدادٍبر‬
‫ْ‬
‫أساسيةٍهي‬
‫ّ‬
‫ماتٍالذاتيةٍلألفراد‪ٍ،‬والتيٍيجبٍ‬
‫الس‬
‫‪-1‬الجانبٍالنفسي‪ّ:‬‬
‫ّ‬
‫وهوٍماٍيتعلقٍبالصفاتٍو ّ‬
‫ّ‬
‫امجٍالتدريبية‬
‫أنٍتُراعىٍفيٍالبر‬
‫ْ‬
‫ّ‬
‫اتٍالذاتيةٍلألفراد‬
‫ي‪ :‬وهوٍماٍيتعلّقٍبالمهاراتٍوالقدر‬
‫‪-2‬الجانبٍالف ّن ٍّ‬
‫ّ‬
‫ةٍاالتصاليةٍمعٍالنفسٍواآلخرين‬
‫الجانبٍاالجتماعي‪ :‬وهوٍماٍيتعلّقٍبالقدر‬
‫ٍّ‬
‫‪-3‬‬
‫ّ‬
‫فهذهٍهيٍثالوثٍصناعةٍقادةٍالمستقبلٍالتيٍيجبٍأنٍتنطلقٍمنهاٍبرامجٍإعدادٍ‬
‫ْ‬
‫قادةٍالمستقبل‪ٍ،‬وا ّنٍإغفالٍجانبٍمنٍهذهٍالجوانبٍسوفٍيؤديٍإلىٍتخريجٍقادةٍالٍ‬
‫ازنٍمماٍيؤديٍإلىٍقياداتٍعديمة الفائدة‪.‬‬
‫يتمتّعونٍبالتو‬
‫ّ‬
‫اطيةٍأصبحتٍقياداتٍباليةٍالٍتنفعٍفيٍهذاٍالعصرٍالذيٍ‬
‫ّ‬
‫إنٍالقياداتٍاألوتوقر ّ‬
‫يتطلبٍمرونةٍلعمليةٍالتّغييرٍواالستعدادٍالمستمرٍللطوارئٍواأل ََزَمات؛ٍلذاٍفنحنٍ‬
‫ّ‬
‫التيٍتهتمٍ" بالتكاثرٍالقيادي"؛ٍ‬
‫ورية)‬
‫اطيةٍ( ال ّ‬
‫ش ّ‬
‫بحاجةٍإلىٍالقياداتٍالديمقر ّ‬
‫ّ‬
‫منظمةٍتعليمية" يتدربٍويتعلمٍفيهاٍالعاملونٍلكيٍيكونواٍ‬
‫فتنقلبٍالمنظمةٍإلىٍ"‬
‫ّ‬
‫ٍقوياٍلقياداتهم‪.‬‬
‫سندا ًّ‬
‫ويذكر احد المتخصصين في كتابه "دليل المديرين في قيادة األفراد وفرق‬
‫العمل" خطوات إعداد القيادات اإلدارية الشابّة عبر ِعدّة ُخطُوات وهي‪:‬‬
‫‪ -1.‬حصر القيادات الشابّة سابقة التأهيل‬
‫‪.‬انتقاء القادة اإلداريين الشباب وإلحاقهم بالدّورات ‪-2‬‬
‫‪ -3.‬تحضير البرامج والمناهج والوسائل التعليميّة والتدريبيّة‬
‫‪-4‬‬
‫توفر وسائل دعم ومساندة تدريب القيادات الشابة‬
‫‪ -5.‬إيجاد معايير تقييم نجاح تدريب القيادات الشابّة‬
‫‪ -6.‬نتائج أعمال تدريب وتطوير القيادات الشابّة‬
‫‪ -7.‬مطابقة النتائج بأهداف البرنامج‬
‫‪ -8‬التّغذية الراجعة لتعويض النّقص في تطوير القيادات الشابّة‬
‫دور الشباب في التقسيمات االدارية‬
‫إذا ماالحظنا التقسيمات اإلدارية لمؤسسات التعليم العالي في العراق فإنها موزعة‬
‫بين أربعة محاور وهي ‪:‬‬
‫القيادات العليا ‪ ..‬االستشاريون ‪ ..‬القيادات التنفيذية ‪ ...‬الكوادر الوسطية‬
‫فأما ( القيادات العليا ) فيشترط توافر عنصر الخبرة الطويلة والكفاءة العلمية‬
‫الرصينة باإلضافة إلى التجربة وهنا يفضل دائما ً كبار السن من ذوي التجربة إذ إنهم‬
‫بحكم الواقع يتمتعون بعنصر المقبولية في ظل ظروف المجتمع العراقي الشرقي‬
‫للعب دور القيادة أكثر من العناصر الشابة السيما إذا ماتوافرت لدى من يشغل هذا‬
‫المركز رؤية إستراتيجية ونظرية عمل واضحة وذات األمر ينطبق على‬
‫المستشارين‪ .‬ومفهوم القيادات العليا في التعليم العالي في العراق ينصرف إلى‬
‫رؤساء الجامعات ووكالء الوزير عادةً إذ إن دورهم في الغالب األعظم من الحاالت‬
‫والكوادر الوسطية هي المسؤولة عن تنفيذها‬
‫وهي مراكز عمل تتطلب الفاعلية والقدرة على االنجاز لذا نالحظ هذا التوزيع قائما ً‬
‫أالن في التعليم العالي في العراقيرتكز على ( رسم نظرية ) ووضع ( إستراتيجية )‬
‫تكون القيادات التنفيذية إذا ماافترضنا إن القيادات الشابة هي ماكان عمرها دون‬
‫سن ال (‪ )50‬عاما ً إذ تجد جميع رؤساء الجامعات ووكيلي الوزير هم ممن تجاوزوا‬
‫هذا السن بكثير على خالف المدراء العامين في مركز الوزارة إذ ‪ %100‬من‬
‫المدراء العامين في مركز الوزارة هم من دون هذا السن أما الوكالء والمستشارين‬
‫فهم ‪ %100‬ممن تجاوزوا هذا السن وذات التمايز او مايقاربه على صعيد‬
‫الجامعات ويفضل دائما ً هذا التوزيع في المراكز لكون العنصر الشاب هو أكثر‬
‫حيوية واندفاعا ً للعمل لكن يجب دائما ً أن يعمل ضمن نظرية صنعتها التجربة‬
‫والحكمة وتراكم المعرفة ‪.‬‬
‫الخالصة‪:‬‬
‫لقد كشفت هذه الدراسة عن العديد من المآزق والمشكالت االدارية التي تعوق حركة‬
‫التعليم العالي والبحث العلمي بالعراق الجديد‪ .‬يمكن تلخيصها بمايلى‪.‬‬
‫·عدم توفر معايير واضحة فيمن يتم اختيارهم لشغل المناصب القيادية بوزارة‬
‫التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬فضالً عن نقص العديد من المقومات في عملية‬
‫االختيار لهذه القيادات اإلدارية والتربوية‪ ،‬األمر الذي يقلل من كفاءتها وفاعليتها‪.‬‬
‫·مازالت األنماط اإلدارية التقليدية سائدة في حقل اإلدارة التعليمية‪ ،‬من حيث‬
‫مركزية اتخاذ القرارات اإلدارية والخلط بين مفاهيم الوالء الشخصي والوالء‬
‫المؤسسي مع إن معالي وزير التعليم العالي األستاذ ( على محمد الحسين األديب)‬
‫لديه التوجهات الالزمة لتوزيع صالحيات الوزارة على تشكيالتها المختلفة لكننا‬
‫نالحظ لحد االن التلكؤ باستخدام هذه الصالحيات ونرى االستفسارات ترد إلى‬
‫الدائرة القانونية واالداريه بوزارتنا من كافة تشكيالت الوزارة مع وضوحها ووجود‬
‫اعمامات صريحة حولها‪.‬‬
‫· تمسك بعض القيادات اإلدارية بالسلطة ‪ ،‬وعدم تفعيل األساليب الحديثة‬
‫المعاصرة مثل المشاركة – الالمركزية – الشفافية بين جميع العاملين‪.‬‬
‫·االعتماد على أنماط ومعايير تقليدية عفا عليها الزمن في التنظيم‪ ،‬وبناء الهياكل‬
‫التنظيمية على أساس المجموعات الوظيفية المتباعدة بدالً من االعتماد على فكرة‬
‫العمليات المترابطة‪.‬‬
‫·عدم الوعي بمواطن القوة والضعف داخل وزارة التعليم العالي‪ ،‬وبالتالي عدم‬
‫التعرف على الفرص والتحديات لتعظيم االستفادة من الفرص في مواجهة‬
‫التحديات‪.‬‬
‫·القصور في تدريب القيادات اإلدارية مما أدى ذلك إلى قصور في مستواهم‬
‫الوظيفي‪.‬‬
‫كل هذه السلبيات توثر بشكل ملحوظ على مستوى أداء الوزارة بصورة تجعلها ال‬
‫ترقى إلى مستوى المنافسة‪.‬‬
‫ومن هنا يثار التساؤل ما هو دور القيادات اإلدارية بوزارة التعليم العالي والبحث‬
‫العلمي؟ وما هي األداة المناسبة للنهوض بها وجعلها وزارة متميزة ذات جودة‬
‫عالية في تقديم خدماتها للجماهير؟ كما يتفرع منه التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪-1‬كيف يمكن أن تسهم اإلدارة العليا بوزارة التعليم العالي في تطوير وتحسين‬
‫األداء بالوزارة ؟‬
‫‪-2‬إلى أي مدى تؤثر المشاكل والمعوقات اإلدارية على متطلبات نجاح القيادات‬
‫الشابة بالوزارة ؟ وما هي االعتبارات التي يجب اتخاذها لمواجهة هذه المعوقات ؟‬
‫مقوالت شهيرة في القيادة‬
‫هذه بعض مقوالت شهيرة من مشاهير و عظماء أحببت أن أعرضها هنا في هذه‬
‫المساحة‪،‬بعض هذه المقوالت بسيط ومفهوم ومباشر ‪،‬والبعض اآلخر عميق‬
‫وغير مباشر وقد ال تدرك معناها إال بعد حين‪،‬أو بعد أن تواتيك الفرصة لتطبيقها‬
‫المقولة األولى ‪ :‬القيادة تبدأ من المنزل وفي هذا يقول روبن شارما صاحب كتاب‬
‫دليل العظمة‬
‫"الثمرة ال تسقط بعيدا”عن شجرتها أبدا”‪،‬فأطفالك سيشبهونك حتما”أكثر مما‬
‫تتخيل‪.‬يمكنك أن تعين أبناءك على تحقيق العظمة‪،‬بأن تصبح دليلهم في الطريق‬
‫"إليها‬
‫المقولة الثانية ‪" :‬إعتن بنفسك وكن في حالة رائعة"‪ ،‬وفي هذا يقول روبن‬
‫شارما الخبير القيادي‬
‫بقيادتك لذاتك‪،‬وال يمكن أن تكون عظيما ً في العمل إال عندما قيادة الشركة تبدأ‬
‫""تشعر بالعظمة الشخصية‬
‫أي بإعتناءك بنفسك ستكون قادرا” على منح المزيد لآلخرين‬
‫المقولة الثالثة ‪ :‬تحمل المسؤلية المطلقة وفي هذا يقول روبرت جوس عميد كلية‬
‫ستانفورد إلدارة األعمال‬
‫"القيادة في رأيي هي تحمل المسؤلية المطلقة عن سالمة المؤسسة و إزدهارها‬
‫والسعي لتغييرها لألفضل‪،‬القيادة الحقيقية ليست مسألة مقام أو نفوذ او منزلة‬
‫"رفيعة ولكنها مسألة تحمل مسؤلية‬
‫المقولة الرابعة ‪ :‬أهمية إتخاذ القرارات الصحيحة‪ ،‬وهذه نصيحة قيادية من احد‬
‫المتخصصين‬
‫الحياة ال شك عبارة عن قرارات والعظماء فقط هم من يملكون القدرة على‬
‫إتخاذها‪،‬أبحر نحو جزيرة النجاح وجدف مسرعا ً لها‪ ,‬وإستعن بصحبة طيبة‬
‫)تعينك على الخير وتشد من أزرك وتقوي من عزيمتك‬
‫المقولة الخامسة ‪ :‬سلوك طرق جديدة ‪،‬كما يقول الكاتب اإلنجليزي وأحد قادة‬
‫الثورة العلمية فرانسيس بيكون‬
‫"إذا أردت الوصول إلى ما لم يصل إليه أحد‪،‬فإسلك طرقا ً لم يسلكها أحد"‬
‫المقولة السادسة ‪ :‬إستغالل الفرص العظيمة‪،‬يقول األمريكي جون جاردنر‬
‫"سبق لنا جميعا” أن واجهتنا سيوال” من الفرص العظيمة التي راوغتنا‬
‫"بدهاء‪،‬فبدت وكأنها مشكالت عصية على الحل‬
‫االمقولة السابعة ‪ :‬األمل في غد أفضل‪ ،‬وفي هذا يقول هارولد سيمور‬
‫القادة العظماء يوقظون في نفوس أتباعهم اإليمان بالماضي‪،‬والعمل (‬
‫)للحاضر‪،‬واألمل في غد أفضل‬
‫المقولة الثامنة‪ :‬الطموح مهم للقيادة وهذا المثل األلماني يؤيد هذه المقولة‪.‬‬
‫"يستطيع الطموح أن يصنع من المفك الصدئ ما ال يستطيع أن يصنعه الكسول‬
‫من متجر مليء باألدوات الجديدة"‬
‫تمنحك الحياة ما تتوقعه منها"‪،‬وهذه يشير إليها بريستون " ‪ :‬المقولة التاسعة‬
‫برادلي في قوله‬
‫"ما تمنحه لك الحياة هو ما تتوقعه منها‪،‬فإذا كنت خائفا”من الفشل فسوف يدركك‬
‫بغض النظر عن الجهد الذي تبذله لتفاديه‪،‬توقع خيراً تجد خيراً‬
‫أن تفعل ما تؤمن أنه صواب" ‪،‬وكما بدأنا بروبن شارما نختم "‪ :‬المقولة العاشرة‬
‫به أيضا حيث يقول‬
‫""القيادة ليست أن يحبك الناس ولكن أن تفعل ما هو صواب‬
‫هذا ونسال هللا العلى القدير ان يتقبل منا هذا الجهد خدمة لعراقنا الذى سيكتب له‬
‫مستقبال زاهرا بإرادة أبنائه المخلصين‪.‬‬
‫د‪ .‬أحمد سلمان شهيب‬
‫مدير عام الدائرة القانونية واإلدارية‬
‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬