العرض - الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات
Download
Report
Transcript العرض - الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات
بسم اهلل الرحمن الرحيم
المؤتمر الرابع والعشرون لإلتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (أعلم)
المدينة المنورة في الفترة من 25إلى 28نوفمبر2013م
التداخل بين مجال المكتبات وتقنية المعلومات واالتصال :دراسة فلسفية
تحليلية متجددة
أ.د .حمد عبد هللا عبد القادر
عميد المكتبات -جامعة أم درمان األهلية
د .ياسر حسين الماحي
نائب أمين أمانة المكتبات-جامعة نياال
E-mail:[email protected] E-mail: [email protected]
السيرة الذاتية للباحثين
االسم :حمد عبد هللا عبد القادر
الدرجة العلمية :أستاذ
دكتوراه في التربية جامعة تمبل ،الواليات المتحدة األمريكية.
ماجستير المكتبات والمعلومات ،جامعة دركسل ،الواليات المتحدة األمريكية.
بكاالريوس الوثائق والمكتبات ،جامعة أم درمان اإلسالمية ،السودان.
دبلوم عالي في مصادر التعلم.
العمل الحالي :أستاذ وعميد المكتبات ،جامعة أم درمان األهلية ،السودان.
الخبرات العلمية السابقة:
أستاذ المكتبات بقسم علوم المكتبات والمعلومات ،جامعة أم درمان اإلسالمية والجامعات السودانية.
أستاذ مشارك بقسم المكتبات ،جامعة البحرين ،المنامة.
أستاذ مساعد بقسم المكتبات ،جامعة اإلمام محمد بن سعود ،المملكة العربية السعودية.
عميد الدراسات العليا ،جامعة السودان المفتوحة ،الخرطوم.
عميد إدارة مصادر التعلم ،جامعة السودان المفتوحة ،الخرطوم.
عميد المكتبات ،جامعة السودان المفتوحة ،الخرطوم.
المشاركة في العديد من المؤتمرات المحلية واإلقليمية والدولية.
له عدد من المؤلفات العلية.
االسم :ياسر حسين الماحي
الدرجة العلمية :أستاذ مساعد.
دكتوراه المكتبات والمعلومات ،جامعة أم درمان اإلسالمية ،أم درمان ،السودان.
ماجستير المكتبات والمعلومات ،جامعة جوبا ،الخرطوم ،السودان.
بكاالريوس علوم المعلومات والمكتبات ،جامعة الخرطوم ،الخرطوم ،السودان.
الخبرات العملية:
نائب أمين المكتبات ،جامعة نياال ،نياال ،والية جنوب دارفور ،السودان.
أخصائي معلومات ،مركز التوثيق والمعلومات ،المركز القومي للبحوث ،الخرطوم ،السودان.
المشاركة في العديد من المؤتمرات المحلية واإلقليمية.
له عدد من المؤلفات العلمية
المقدمة
إنطالقاً من اآلية الكريمة في قوله تعالى" وعلم آدم األسماء كلها ثم عرضهم على المالئكة فقال
أنبئوني بأسماء هؤالء أن كنتم صادقين" .فإن تسمية وتوسيم األشياء هدف مهم في تنظم المعرفة وتبادلها
واالستفادة منها ،وهي ذات مهمة المكتبات على إختالف أنواعها وأشكالها ،ولن يتسنى للمكتبة القيام
بدورها في تنظيم المعرفة وإتاحتها سواء في المكتبات التقليدية أو الحديثة منها دون التوسيم
( )Labelingواستخدام أدوات ومهارات الضبط ومنهجيات العمل لتجهيز المعلومات تحقيقاً لهدف
المكتبة ،بما يمايزها عن مصادر المعرفة الحديثة بما فيها الويب .مستعينة في ذلك بكل التقنيات ،خاصة
الحديثة منها ،في مجال المعلومات واالتصال .ولعل هذا ما يفسره التداخل الحالي بين مجال المكتبات
وتقنيات المعلومات واالتصال الحديثة ،والذي تسعى المكتبات لإلستفادة منه في تفعيل أدائها وتسريع
إجراءاتها.
ولعل من أهم الحقائق المسلم بها اعتماد مؤسسات المعلومات -في كثير من نظمها وأشكالها-
على تقنيات المعلومات واالتصاالت ،بل إن تطور هذه المؤسسات وظهور أشكال جديدة منها أرتبط في
معظم الحاالت بتطور هذه التقنيات .حيث ظهر مفهوم المكتبة الهجين ،والمكتبة اإللكترونية ،والمكتبة
الرقمية ،والمكتبة االفتراضية التي تستهدف جسر الفجوة بين الحاجة إلى المعلومات والوصول إليها
والسيطرة على الزيادة الهائلة في حجمها ،إلى جانب ظهور منافسين جدد في مجال خدمات المعومات.
وعلى الرغم من وضوح مالمح هذه األشكال الحديثة لمؤسسات المعلومات وما وصلت إليه من
سحر باهر بفعل التقنية الحديثة ،إال أنه في ظن الباحثين أن التداخل بين مجال المكتبات وتقنية
المعلومات واالتصاالت يحتاج إلى الكثير من المداخالت الفكرية المتروية لتحليل وتفسير هذا التداخل.
وال يمكن قبول ما يفسره الكثيرون من نهاية عصر المكتبة نتيجة هذا التداخل بسهولة ،إال إذا تم التبحر
في مضامينه الفكرية ورسم أبعاد هذا التداخل ،وتحديد مدى تأثر مجال المكتبات بهذا التداخل ومجاالته
وصوالً إلى حسن فهمه وتفسيره وتخمين مأالته ،وإقتراح اآلليات المناسبة لتسخيره لمصلحة المهنة.
مشكلة الدراسة
فرضت التطورات السريعة والمتالحقة في تقنيات المعلومات واالتصاالت
تحديات كبيرة على مجال المكتبات نتيجة التداخل فيما بينهما ،األمر الذي
جعل الكثيرين ينبهرون بسحر التقنية وتطورها إلى الحد الذي وصل فيه بعضهم
إلى المناداة بنهاية مهنة المكتبات ،واضمحالل دورها ،بل ذهب البعض اآلخر
إلى المناداة بإغالق أقسام المكتبات والمعلومات بالجامعات بحجة عدم
الحاجة إلى هذا النوع من المتخصصين ،وفي تقديرنا أن هذه النظرة جانبها
الصواب في رؤية وتقدير مهام المكتبيين ودور المكتبات ورسوخ فلسفتها ،مما
يجعلنا في حاجة ماسة إلى طرح فكر جديد يستفز قدراتنا في تدبر مناحي
وأبعاد هذا التداخل ،من منطلقات جديدة تؤكد وتعزز مكامن قوة المكتبات
ونظامها كوسيط بين المعرفة وطالبها ،بما يسهم في إعادة بناء المكتبات
ومفاهيمها ،وسبل تنظيمها ،وإدارتها لتخطي العقبات والتحديات الصعبة التي
تعترض مفهوم ومجال المكتبات وربما فكرة وجودها في عالمنا المعاصر.
أسئلة الدراسة
ركزت الدراسة على وضع أسئلة محددة يمكن من خالل اإلجابة عنها
تحقيق أهداف الدراسة ،وتتمثل هذه األسئلة في اآلتي:
/1ما هي أبعاد واتجاهات التداخل بين مجال المكتبات وتقنيات
المعلومات واالتصاالت؟
/2ما مدى قدرة نظم المكتبات على االستفادة من التداخل مع تقنيات
المعلومات واالتصاالت في أداء وظائفها وتطبيقاتها المختلفة وتحقيق
السرعة والدقة والفعالية في أداء مهامها؟
/3ما هي األدوات والمرتكزات التي تستند إليها المكتبة للثبات
واالستقواء بهذا التداخل؟
/4ما هو مستقبل مجال المكتبات في ظل هذا التداخل؟
أهمية الدراسة
• تنبع أهمية هذه الدراسة من أهمية موضوع تداخل مجال المكتبات مع تقنية
المعلومات واالتصاالت ،وتأثير هذا التداخل في واقع مجال المكتبات ومهنتها ،وحقيقة
تسارع التقنية وانتشارها ،وبروز اتجاهات تتنبأ بزوال مهنة المكتبات واضمحالل
دورها.
• كما تأتي أهمية الدراسة أيضاً من كونها تفتح آفاقاً جديدة لدراسات تتناول واقع ومستقبل
مجال المكتبات في ظل التداخل مع تقنية المعلومات واالتصاالت بصورة فلسفية وعملية
متجددة تستند إلى النظرة الشاملة للموضوع ،وإبراز مكامن القوة للمكتبات في ظل هذا
التداخل ،كما تتيح الفرصة إلثراء النقاش وفتح باب الحوار حول بعض االتجاهات والرؤى
التي تتحدث حول احتواء التقنية لمجال المكتبات واالستغناء عنه ،كما يمكن أن تسهم
الدراسة بما تخرج به من نتائج في تمكين المعنيين بهذا التخصص والعاملين فيه من تعظيم
اإلمكانيات واستثمار القدرات المتاحة لرفع مستوى األداء بالتقنية ،وإزالة مخاوف اكتساح
موجة التقنية للمجال -خاصة على المستوى العربي -بما يحفظ للمهنة هويتها ويعلي من
شأنها ،ويؤكد ترابط أركانها.
أهداف الدراسة
تهدف الدراسة إلى إلقاء الضوء على اآلتي:
/1دراسة أبعاد التداخل واجتاهاته بني جمال املكتبات واملعلومات وتقنيات املعلومات
واالتصاالت بصورة مباشرة ،أو عرب مداخالت ومتعلقات أخرى كالتعليم ،والتدريب
للمكتبيني واملستفيدين ،وإدارة مصادر املعرفة وإتاحتها.
/2التعرف على مناذج من تقنيات املعلومات واالتصاالت ذات التأثري الواضح يف واقع جمال
املكتبات ومستقبلها كالنشر اإللكرتوين واالتصال العلمي ،وقواعد البيانات.
/3إبراز مكامن قوة املكتبات وجماهلا يف تداخلها مع تقنيات املعلومات واالتصاالت ،وبالرتكيز
على أدوات ووظائف املكتبة التقليدية واحلديثة اليت ميكن أن متثل منطلقات واجتاهات
فلسفية متجددة الشكل وثابتة املضمون تسند إىل النظرة الشاملة اليت ميكن أن تعزز بقاء
املكتبات واستمرار مهنتها وتطوير مناهجها الدراسية ،ومهاراهتا العملية.
/4حماولة التحقق من بعض االجتاهات احلديثة ذات الرؤى الغامضة فيما يتعلق بزوال املكتبة،
ومدى حتققها يف واقع وجمال املكتبات نتيجة تداخلها مع تقنية املعلومات واالتصاالت.
منهج الدراسة وأدواتها وحدودها
لتحقيق أهداف الدراسة واإلجابة عن أسئلتها استخدم الباحثان المنهج التاريخي
بالرجوع إلى أدبيات الموضوع ،واألسلوب الوصفي الفلسفي إستناداً إلى ثوابت
نظم المهنة وتطبيقات أدائها بالتقنية ،وذلك في ضوء دراسة وتحليل ظاهرة
منظومة تداخل مجال المكتبات وتقنيات المعلومات واالتصاالت بالتمدرس
والتدريب ومدى تأثر مجال المكتبات بهذا التداخل في إدارة المعرفة وخدمة
المستفيدين .وذلك عبر نموذج تخطيطي يعبر عن عالقات التداخل بين العناصر
المذكورة (أنظر الشكل المرفق).
تمت دراسة موضوع تداخل مجال المكتبات وتقنيات المعلومات واالتصاالت
بالتركيز على أبرز وظائف المكتبة وأدواتها ،ومكامن قوتها التي يمكن أن
تسهم في بقائها وتطويرها ،وتعزيز دورها ،دون التطرق لتفاصيل موضوع تقنيات المعلومات
واالتصاالت ،فالهدف ليس دراسة هذه التقنيات بقدر ما هو دراسة أثرها في مجال المكتبات
بإعتبارها وسيلة مساعدة لنظام المكتبة وليست غاية في حد ذاتها في هذا السياق.
الشكل :أبرز مجاالت تداخل تقنيات المعلومات واالتصال
مع مجال المكتبات
المهنة
أبعاد التداخل غير المباشر لتقنيات المعلومات واالتصاالت مع
المجاالت األخرى وتأثيرها في مجال المكتبات
مما ال شك فيه أن تقنيات المعلومات واالتصاالت كان لها األثر الواضح في جميع
مناحي الحياة ،شمل ذلك نظم التجارة واالقتصاد ،واإلدارة ،والتعليم ،والطب،
المجاالت العسكرية... ،ألخ ،وقد استخدمت هذه المجاالت والعاملين فيها تقنيات
المعلومات وشبكات االتصال بقدر حاجتها في تنفيذ تطبيقاتها المهنية ،تفعيال
إلجراءاتها وتحقيقاً ألهدافها ،وحالً لمشكالتها ،وسعياً في وصولها إلى مجتمع
المعرفة ،من خالل التطبيقات اإللكترونية .هذا التداخل بين تقنيات المعلومات
واالتصاالت على بعض هذه المجاالت كان له تأثيرات غير مباشرة في مجال
المكتبات ،والتي يمكن أن نتناول بعضها في هذه الورقة للمناقشة.
/2النظم اإلدارية الحديثة
/1النظم الحديثة للتعليم (التعليم اإللكتروني)
الخاتمة (النتائج والتوصيات)
يعتبر مجال المكتبات والمعلومات مجاالً مكباً تتداخل أو تتقاطع معه عدة فروع
أو حقول من دائرة المعرفة ( ) Interdisciplinaryبما فيها تقنية
المعلومات
واالتصاالت التى تشابكت مع غيرها من المجاالت على األساس الوجهى العالئقي
( .) Facet analysisلتصنيف المعارف الذى ال يمكن إغفاله .غير أن هذا
التداخل ال يغير كثيراً من بنية المجال أو هويته التاريخية والمهنية ،فالمكتبة هى
المكتبة بصرف النظر عن الشكل المادى الورقى أو الرقمى أو اإلفتراضى أو
الهجين لها .وحاجة مصادر المعرفة إلى حسن اإلدارة واإلستثمار الزمة لمهنة
المكتبات أياً كان شكلها .وحاجة المستفيدين للمعلومات ال تنقضى ،طلباً
للعلم أو بحثاً عما تطمئن به القلوب من الحقائق والمعلومات .وقد صادفت
سرعة إنجاز التقنية لإلحتياجات المعلوماتية هوى فى نظر النفس البشرية التى
خلقت عجولة ،فضالً عن الكفاءة والفعالية التى يضفيها توظيف
التقنية على حسن إدارة المعرفة واألشكال المختلفة للمكتبة.
النتائج
من خالل العرض السابق لموضوع الدراسة ومناقشة اإلنتاج الفكري المتعلق به ،فقد خرجت الدراسة بعدد
من النتائج تمثّل أهمها في اآلتي:
/1إن تداخل تقنيات المعلومات واالتصال مع مجال المكتبات ظهر جلياً في توليد المعرفة وسيظل إلى
أبد آبد.
/2يظل التمدرس والتدريب مهماً لمواجهة التغييرات التقنية وتحدياتها ،في جانب التقنية وتعزيز ثقافة
المكتبة ،مهاراتها ،ووسائلها ،وأدواتها.
/3تظل ثوابت مجال المكتبات المتمثلة في عناصره الرئيسة (المعرفة-المعالجة الفنية -المستفيدين-
التمدرس والتدريب) األن وفي المستقبل بكل أرثها الثقافي المتجدد.
/4إن نجاح اإلنترنت في بعض الجوانب كان بسبب تغمصها الساليب المكتبة.
/5إن التقنية يسرت سبل التحوير بصيغ التعبير المختلفة للمعرفة (مثل اإلحصائيات ،تحويل المقرؤات
إلى مسموعات ،المحكاة ،وغيرها).
/6إن قدرة نظام المكتبة في توسيم المعرفة وإداراتها بما تمتلكه من أدوات ووسائل ومكونات معرفية
بشرية مدربة يهيئ لها فرص المنافسة والبقاء في عالم اليوم والمستقبل.
/7إن نظام المكتبة بضوابطه ومعايره ،وخدماته التعاونية التشابكية ،يمثل مصدر موثوقية ،وأحد مرتكزات
أمن المعلومات ،وفوضى المعرفة واالتصال العلمي في العالم اإلفتراضي.
/8يزخر األدب الفكري للمجال بإتجاهات فلسفية ،راسخة المضومون ومتجددة الشكل تمثل
المنطلقات التي يستند إليها نظام المكتبة في مرونته ،وقدرته على البقاء ،واالستمرار في كل مرحلة من
مراحل تطور الحياة ،فكراً وتطبيقاً.
التوصيات
يوصي الباحثان في ضوء النتائج أعاله باآلتي:
/1على اختصاصيي المكتبات والمعلومات أن يتمرسوا على تمكين وتعزيز معارفهم
المهنية ،واإلعالء من شأنها بمعرفة مهنتهم وأدوارهم العظمية ،مع ضرورة اإللتزام
بترقية معارفهم ومهارتهم في جانب تقنيات المعلومات واالتصاالت بما يسهم في
إدماج وظائفهم بإيجابية في مجتمع المعرفة.
/2وعلينا إال ننشغل بالتقنية وسحرها إلى الحد الذي ينسينا أنفسنا ومهنتنا ،وأن
نكتسب من التقنية مهاراتها بقدر متطلبات العصر وحاجتنا إليها في تحقيق أهدافنا،
ال إلى حد هجر ما نتقن القيام به ،ونتركه لغيرنا فال يتقنوه بقدر مهارتنا فيه ،وجودة
أداءنا له ،ونضعف فيما يتقنه اآلخرون ،فتفشل مهنتنا وتذهب ريحنا.
/3االهتمام بالتكوين المعرفي الفلسفي الذي يحمل جينات التخصص ،ويستوعب
التقنية وتحديثاتها.
/4نحن في المكتبات لدينا منظومات مهنية وأخالقية ننطلق منها ونتكئ عليها ،يجب
وضعها في االعتبار في تداخل نظمنا مع التقنية ،وأن نعمل على دمجها في تلك
النظم ،ال أن تتطغى التقنية واحتواء تلك النظم.