واقع التعليم لريادة الأعمال في الجامعات الحكومية السعودية: دراسة
Download
Report
Transcript واقع التعليم لريادة الأعمال في الجامعات الحكومية السعودية: دراسة
واقع التعليم لريادة األعمال في
الجامعات الحكومية السعودية:
دراسة تحليلية
الباحث :عبدالملك المخالفي
قسم اإلدارة العامة -كلية إدارة األعمال -جامعة امللك سعود
المقدمة
لعل من أشد التحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة ،هي مشكالت البطالة والفقر .ومن ثم فإن ريادة األعمال
( )Entrepreneurshipتمثل أحد أهم الحلول لمواجهة مثل هذه التحديات .وقد أدركت حكومة المملكة أهمية النشاط
الريادي ودوره في عملية التنمية الوطنية واستدامتها.
لذلك سارعت إلى ممارسة العديد من الجهود من خالل السياسات والخطط الخمسية والمؤسسات التعليمية والتدريبية
والبرامج األكاديمية والتي من شأنها األخذ بيد األفراد ذوي السمات والقدرات الريادية ،وتهيئة البيئة المناسبة لهم إلنشاء
المشروعات الجديدة في مختلف المجاالت.
مشكلة الدراسة وأهدافها
تتلخص مشكلة الدراسة في السؤال التالي :ما واقع برامج التعليم لريادة األعمال في الجامعات الحكومية السعودية في
ضوء التجارب الرائدة لدى بعض الجامعات في العالم؟
أهداف الدراسة:
مناقشة مفهوم الريادة والتعليم لريادة األعمال وأهميته ودوره في عملية التنمية المستدامة.
تحليل واقع التعليم الريادي في الجامعات الحكومية ،وذلك من حيث المقررات والبرامج المتخصصة المتوافرة في كل
جامعة ،وموقعها في ضمن هياكل الجامعات ،وكذلك األساليب والطرق التربوية المتبعة في تدريسها ،ومدى توفر
البنية التحتية المساعدة ،ومدى وجود أساتذة متخصصين فيها.
اقتراح نموذج يعكس واقع التعليم الريادي على مستوى الجامعات الحكومية في المملكة.
منهج الدراسة
اعتمد الباحث على المنهج الوثائقي ،ووفقا لهذا المنهج سوف قام الباحث بجمع ومراجعة كافة
األدبيات المتوافرة في المكتبة من كتب ودوريات علمية وخطط خمسيه واحصائيات ومعلومات وبرامج
ومناهج أكاديمية وخطط دراسية باالعتماد على لمواقع االلكترونية للجامعات الحكومية السعودية وتحليلها
بهدف تحقيق أغراض هذه الدراسة ،كما استعان الباحث بالمنهج المسحي بإجراء بعض المقابالت مع
األساتذة الذين يقومون بتدريس مقررات ريادة األعمال للتعرف على األساليب واالستراتيجيات المستخدمة
في تدريس ذلك.
مفهوم الريادة ودورها التنموي
قدم ) )Hisrich & Petersتعريفا شامال للريادة ،وهو أنها :عملية لخلق شي مختلف وذو قيمة من
خالل إنفاق الوقت والجهد وتحمل المخاطر المالية والنفسية واالجتماعية ،وبالمقابل تلقي المكافأة والعوائد المالية
والرضا الشخصي نتيجة ذلك ( .)Hisrich & Peters ،2002: 7
ولريادة األعمال دور في التنمية المستدامة ،حيث أنها تمثل القوة التي تقف خلف اإلبداع واالبتكار ،وخلق الثروة
( .)Mokaya et. al ،2012:128خلق فرص العمل ،والتغيير في هيكل السوق ،وتوطن ونقل التكنولوجيا
الحديثة وتردم الهوة بين العلوم واألسواق (.)Hisrich & Peters ,2002:17
مفهوم التعليم الريادي
عرفه المركز األمريكي للتعليم الريادي ) (CELEEأنه العملية التي تقدم أفراد بمفاهيم ومهارات
معينة إلدراك الفرص التي يغفل عنها اآلخرون ،والتي تمنح تبصرات ورؤى ( )insightوتقدير للذات
للعمل حيث يتردد اآلخرون ،وتزودهم بتعليمات الستغالل الفرص وجمع الموارد ( )resourcesعلى
قاعدة المخاطرة ،وتزرع لديهم الرغبة للمبادرة بإطالق وممارسة إدارة األعمال التجارية
(.)Hill:2011:43
األهداف العامة والمخرجات المتوقعة من التعليم الريادي
()Outcomes
فوفقا لنموذج المركز الوطني لريادة الخريجين في المملكة المتحدة ( ،)NCGEمن المتوقع من أي طالب
في إطار أي برنامج لريادة األعمال اآلتي (:)Gibb & Hannon:2005
(أ) :السلوكيات والمهارات الريادية.
(ب) :التعاطف مع الطريقة الريادية في الحياة.
(ج) :غرس القيم الريادية.
(د) :فهم عمليات خلق المشروعات في أي بيئة.
(ه) :تنمية القدرات الريادية العامة.
(ز) :قدرات تطوير األعمال التجارية.
(م) :امتالك مهارات إدارة العالقة مع شبكات العمل.
أثر التعليم لريادة األعمال على الرغبة
في تأسيس مشروعات ريادية جديدة
دراسة ( )Gibson et al., 2011دراسة على طلبة الجامعات وكليات المجتمع في الواليات المتحدة.
دراسة المبيريك وتاتينا (2012م) ،على طلبة جامعة الملك سعود.
دراسة ) )Kirby & Ibrahim, 2011على طلبة الجامعة البريطانية بمصر.
دراسة زيدان (2010م) على ست جامعات حكومية مصرية.
دراسة ( )Hill:2011على خريجي ماجستير إدارة األعمال ،من الجامعات والمعاهد االيرلندية ..ليس
هناك عالقة.
موقع برامج التعليم الريادي في مؤسسات التعليم العالي عالميا
توصلت دراسة أجراها ) )Winkel et al., 2013على ( )320جامعة في ( )60دولة ..إلى األتي:
أن ( )%57.3منها تقع منها مقررات وبرامج ريادة األعمال في إطار كليات أو مدارس إدارة األعمال.
أن ( )%10.6منها تُسكن تلك البرامج والمقررات منها ضمن أقسام خاصة بريادة األعمال أو أقسام
المنشات الصغيرة.
أن ( )%9.9منها تتبع تلك البرامج والمقررات مراكز تسمى بمراكز ريادة األعمال.
أن ( )%5تقع منها برامج ومقررات ريادة األعمال في كليات وأقسام أخرى كالهندسة ونظم المعلومات
والصحة والفنون والموسيقا.
موضوعات ومحتويات برامج التعليم الريادي
تشتمل برامج ريادة األعمال على عدة وحدات وموضوعات منها:
مبادئ ريادة األعمال
خلق المشروعات الجديدة،
االبتكار /اإلبداع،
رأس المال المخاطر،
تطوير المنتجات الجديدة،
تخطيط المشروعات الناشئة،
الشركات العائلية،
سياسة اإلبداع،
الريادة االجتماعية،
التسويق الريادي،
ريادة األقليات،
قضايا قانونية في ريادة األعمال،
حقوق االمتياز،
التمويل الريادي،
أخالقيات ريادة األعمال،
اإلستراتيجية الريادية،
االقتصاد الريادي،
الريادة التكنولوجية .... ،الخ.
واقع التعليم لريادة األعمال في المملكة العربية السعودية
تم فحص وتقييم واقع التعليم لريادة األعمال في الجامعات الحكومية على ثالثة مستويات:
أوال :على مستوى السياسات والخطط والتوجهات العامة
أكدت الخطط الخمسية للتنمية (1975-1970م) في أهدافها وتوجهاتها العامة على عدة قضايا كاألتي:
أهمية تطوير الموارد البشرية لزيادة مساهمتها في تنويع مصادر الدخل الوطني،
ضرورة تنويع فرص التعليم وتوسعة التعليم الصناعي والتدريب على المهارات التجارية,
غرس روح العمل الجاد الشريف لدى المواطن,
تشجيع المبادرات الفردية ،واعداد العامل المنتج,
وضع نظام وطني لحقوق وبراءات االختراع،
رفع مستوى المقررات التعليمية ذات العالقة بالعلوم والتقنية في كافة مستويات التعليم,
التركيز على اإلبداع واالبتكار ،العنايـة بالموهوبين والمبدعين،
إبراز مواهب المبدعين والمخترعين واختراعاتهم في وسائل اإلعالم المختلفة,
إنشاء كيان مؤسسي يتولى رعاية قطاع ريادة األعمال والمنشات الصغيرة ومعالجة تحدياتها,
إنشاء حاضنات األعمال والحاضنات التقنية والتجهيزات األساسية.
تابع :واقع التعليم لريادة األعمال في الجامعات الحكومية
ثانيا :على مستوى البناء المؤسسي :وتمثل ذلك بما يلي:
تأسيس ( )25جامعة حكومية تحتضن أكثر من ( )511كلية في مختلف التخصصات.
تخصيص نسبة كبيرة من الموازنة الحكومية لقطاع التعليم والتدريب ،وعلى سبيل المثال ( 210مليارات
لاير) ،أي ( )%25من موازنة عام 2014م لهذا القطاع.
تابع :واقع التعليم لريادة األعمال في الجامعات الحكومية
ثالثا :على المستوى التطبيقي ...توصلت الدراسة الحالية إلى النتائج التالية:
عدم وجود أي برنامج (مستقل) في ريادة األعمال على مستوى الجامعات الحكومية.
عدم وجود أي مسار ( )trackمتخصص في ريادة األعمال.
أن ما يتم تقديمه من مقررات في ريادة األعمال يقع فقط ضمن كليات وأقسام إدارة األعمال أو في السنة
التحضيرية.
ما يقدم من مقررات في الريادة -مقرر واحد في كل مرحلة دراسية -وتختلف التسمية من جامعة
ألخرى.
ال يوجد مقرر للريادة ضمن الكليات األخرى في أي جامعة حكومية.
يتواجد مقرر ريادة األعمال بمسماه المعاصر ( )Entrepreneurshipفي (بعض) الجامعات وعددها
( )7جامعات فقط ،أي بنسبة (.)%28
من يتولى تدريس ريادة األعمال ،أساتذة قادمون من حقول وتخصصات علمية أخرى.
أساليب وطرق التدريس المستخدمة -في الغالب -المحاضرة ،واعداد خطة مشروع ،ودراسة الحالة.
بعض الجامعات يتوافر لها – نسبيا -بنية تحتية مساندة للتعليم والبحث في مجال ريادة األعمال هي
( )8جامعات.
نموذج لواقع التعليم لريادة األعمال في الجامعات الحكومية
ا
نظام التعليم العالي
جامعات
فئة
جامعات
فئة
)(A
)(B
االقتصاد
والصناعة
جامعات
فئة
)(C
البيئة
االجتماعية
واملؤسسية
توصيات الدراسة
وفي ضوء نتائج الدراسة يمكن طرح التوصيات التالية:
ضرورة توسيع رقعة التعليم لريادة األعمال ،وعدم االكتفاء بمقرر واحد.
فتح مسارات فرعية لريادة األعمال في إطار برامج الدراسات الجامعية والعليا.
استحداث مسارات للريادة الحكومية والريادة االجتماعية في أقسام اإلدارة العامة.
التفكير في إنشاء برامج (مستقلة) بريادة األعمال سواء على مستوى الدراسات الجامعية أو العليا في
بعض الجامعات.
مناقشة فكرة إنشاء كلية لريادة األعمال مستقبال ،كما بعض الدول ومنها جمهورية إيران اإلسالمية.
التنويع في طرق وأساليب التدريس للتعليم الريادي باستخدام طرق أخرى معمول بها لدى الجامعات
العالمية الرائدة.
التركيز في خطط اإليفاد على تأهل بعض أعضاء هيئة التدريس في مجال ريادة األعمال.