علوم التربية المراهق

Download Report

Transcript علوم التربية المراهق

‫شعبة التاريخ والجغرافيا‬
‫السنة الخامسة‬
‫المدرسة العليا لألساتذة‬
‫الرباط التقدم‬
‫من إنجاز‬
‫عبد العزيز الفادي‬
‫عبد العزيز أبو الوفاء‬
‫عبد اللطيف المكدولي‬
‫إشراف‬
‫ذ‪ .‬لحسن مادي‬
‫السنة التكوينية‪2009-2008 :‬‬
‫تصميم الموضوع ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫تقديم عام‪.‬‬
‫المحور األول‪ :‬تحديدات مفاهيمية خا صة‬
‫بالمراهقة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -1‬مفهوم المراهقة‪.‬‬
‫‪ -2‬التحديد الزمني للمراهقة‪.‬‬
‫‪ -3‬أشكال المراهقة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬نظريات المراهقة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -1‬النظرية العضوية‪.‬‬
‫‪ -2‬النظرية االجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫‪ -3‬نظرية التحليل النفسي‪.‬‬
‫‪ -4‬النظريات السيكولوجية‪.‬‬
‫‪‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬شخصية المراهق‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -1‬أوجه النمو في شخصية المراهق‪.‬‬
‫‪-2‬المظاهر النفسية واالجتماعية في شخصية المراهق‪.‬‬
‫‪‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬المراهق والمؤسسة التعليمية‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪-1‬المراهق والحياة المدرسية‪.‬‬
‫‪ -2‬الوظيفة النفسية واالجتماعية للمدرسة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫تقديم عام‬
‫المراهقة مرحلة وسطى بين الطفولة والرشد‪ .‬وهي فترة من‬
‫العمر ذات تأثير كبير في تحديد نمو الشخصية ونضجها‪ ،‬ونظرا‬
‫لمختلف أنواع التغيرات الجسمية والعقلية واالنفعالية التي يعيشها‬
‫المراهق في هذا السن‪ ،‬فان األساليب التربوية التي يعامل بها لها‬
‫انعكاس واضح على سلوكه‪.‬‬
‫إن النمو في مرحلة المراهقة يعرف تغيرات جذرية ال تقتصر‬
‫على الجانب العضوي والفسيولوجي وإنما تشمل مختلف جوانب‬
‫الشخصية كالجانب العقلي والنفسي واالجتماعي مما له عالقة بنمو‬
‫الشخصية وتفتحها على مجاالت عديدة في البيئة‪.‬‬
‫المحور األول تحديدات مفاهيمية خاصة بالمراهقة‪:‬‬
‫‪-1‬مفهوم المراهقة‪.‬‬
‫ليس من السهل أن نحدد مفهوم المراهقة تحديدا دقيقا فهي‬
‫عملية نمو ونضج وتغير أكثر منها مرحلة محددة وثابتة‪.‬‬
‫هذا النضج والنمو يشمل جميع جوانب شخصية المراهق‪ ,‬الجسمي‬
‫والعقلي والوجداني واالجتماعي‪ ,‬والتأثير المتبادل بين هذه‬
‫الجوانب‪.‬‬
‫كما أن سن المراهقة متقلبة لدرجة أن سلوك المراهق قد‬
‫يخذل أكثر المراقبين دقة ومالحظة‪.‬‬
‫‪.1-1‬المراهقة من الناحية اللغوية‪:‬‬
‫يفيد المعنى اللغوي للمراهقة االقتراب أو الدنو‪،‬‬
‫إذ يقال راهق الغالم فهو مراهق إذا قارب االحتالم‪ ،‬أي‬
‫أشرف على سن القدرة على اإلنجاب‪ .‬وفي ذلك المعنى يقول‬
‫الزمخشري رهقت الصالة رهوقا أي دخل وقتها‪ ،‬وراهق‬
‫فالن الشيء إذا قاربه وراهق البلوغ أي قارب سن البلوغ‪.‬‬
‫‪.2-1‬المراهقة من الناحية التاريخية‬
‫‪-‬‬
‫‬‫‪-‬‬
‫فمن الناحية التاريخية ومنذ آالف السنين فقد كان اإلنسان‬
‫منتبها إلى وجود بعض الظواهر لدى المراهق وإلى اختالف‬
‫سلوك اإلنسان في مختلف مراحل حياته‪.‬‬
‫أرسطو‪ /‬أول من دون بإسهاب عن المراهق بوصفه ألهم‬
‫التغيرات العضوية والفسيولوجية وكذلك الحالة النفسية أثناء فترة‬
‫المراهقة‪.‬‬
‫الرومان‪ ،‬قبل ظهور المسيحية‪ ،‬لم يميزوا بين مرحلة الطفولة‬
‫المبكرة والمتأخرة والمراهقة‪.‬‬
‫في العصور المظلمة‪ /‬الطفل ينتقل إلى عالم الرجولة بين سن‬
‫الخامسة والسابعة من عمره‪.‬‬
‫‪ 3-1‬المراهقة عند الباحثين‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫ستانلي هول‪ :‬فترة عواصف وتوثر وشدة تكتنفها األزمات‬
‫النفسية وتسودها المعاناة واإلحباط والقلق والصراعات‬
‫والمشكالت وصعوبات في التوافق مع اآلخرين‪.‬‬
‫أنجلسن‪ :‬أنها مجموعة مختلفة من مظاهر النمو التي ال تصل‬
‫كلها إلى حالة النضج في وقت واحد فهي مرحلة اإلنتقال التي‬
‫يصبح فيها المراهق رجال وتصبح الفتاة المراهقة امرأة ويحدث‬
‫فيها كثير من التغيرات التي تطرأ على وظائف الغدد الجنسية‬
‫والتغيرات العقلية والجسمية‪.‬‬
‫جيرزلد‪ :‬أنها امتداد في السنوات التي يقطعها البنون والبنات‬
‫متجاوزين مدراج الطفولة إلى مراقي الرشد حيث يتصفون‬
‫بالنضج العقلي واالنفعالي واالجتماعي والجسمي‪.‬‬
‫بعد تحديد مفهوم المراهقة البد من التطرق لمفهومي البلوغ والشباب للتمييز‬
‫بين هذه المفاهيم‪.‬‬
‫‪ .1-3-1‬البلوغ‬
‫البلوغ يشير إلى الجانب العضوي للمراهقة وخاصة بظهور التغيرات العضوية‬
‫والقيام بالوظائف الجنسية‪.‬‬
‫‪.2-3-1‬الشباب‪.‬‬
‫تستعمل لفظة الشباب أحيانا كمرادفة للمراهقة‪ ,‬ويطلقها البعض على الفترة‬
‫المتأخرة من المراهقة‪.‬‬
‫‪M. DEBESSE‬‬
‫ويرى ”ديبس ”‬
‫أن الشباب هو الجانب االجتماعي للمراهقة‪ ,‬فالشباب يشكل فئة اجتماعية‬
‫خاصة تتميز عن الجيل الذي وصل فعال إلى النضج الحقيقي‪.‬‬
‫‪ -2‬التحديد الزمني للمراهقة‪.‬‬
‫يختلف المدى الزمني لفترة المراهقة بين الطول والقصر‬
‫باختالف المجتمعات وباختالف المستوى االقتصادي والثقافي‬
‫لألسر‪ .‬هذا فضال عن االختالفات الناتجة عن الفروق الفردية بين‬
‫األفراد فيما بينهم يضاف إلى ذالك كله الفروق الموجودة بين‬
‫جنس الذكور واإلناث‪.‬‬
‫ويتجه علم النفس الحديث إلى اعتبار مرحلة المراهقة مرحلة‬
‫غير مستقلة عن باقي مراحل العمر‪ ,‬فينظر إليها على أنها مرحلة‬
‫متصلة بالمراحل التي تسبقها وبالمراحل التي تلحق بها‪ ،‬إذ‬
‫تندرج في النمو البدني والجنسي والعقلي كامتداد للمرحلة السابقة‬
‫عليها نحو النضج‪.‬‬
‫‪- ‬أقسام المراهقة‬
‫إن كل تقسيم لنمو اإلنسان فيه تعسف كبير ألننا أمام‬
‫خطوط فاصلة وهمية بين طفولة الفرد ومراهقته ورشده‪.‬‬
‫لذلك تم تحديد فترات المراهقة بالرأي الغالب عند الباحثين‬
‫وتحديد سنوات المراهقة بالفترة الممتدة من ‪ 12‬إلى ‪ 21‬سنة‬
‫وتقسيمها إلى ثالثة أقسام‪.‬‬
‫*المراهقة المبكرة من بداية سن ‪ 12‬إلى نهاية سن ‪.15‬‬
‫*المراهقة المتوسطة من بداية سن‪ 16‬إلى نهاية سن‪.17‬‬
‫*المراهقة المتأخرة من بداية سن‪ 18‬الى نهاية سن‪.21‬‬
‫‪-3‬أشكال المراهقة‬
‫أوال‪-‬المراهقة السوية المتكيفة ‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬المرهقة اإلنسحابية المنطوية‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬المراهقة العدوانية المتمردة ‪.‬‬
‫رابعا‪-‬المراهقة المنحرفة‪.‬‬
‫المحور الثاني نظريات المراهقة‬
‫ظهرت عدة نظريات وأبحاث ودراسات عن المراهقة وذلك منذ بداية‬
‫القرن ‪.20‬‬
‫ومعظم النظريات هاته تنطلق من اإلفتراض األساسي الذي يجعل المراهقة‬
‫تشكل مرحلة خاصة من مراحل نمو الفرد ترتبط بالتغيرات العضوية‬
‫والجسمية‪.‬‬
‫وهكذا يمكن تصنيف النظريات المهتمة بهذه المرحلة كاآلتي‪:‬‬
‫*النظرية العضوية‪.‬‬
‫*النظرية االجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫*نظرية التحليل النفسي‪.‬‬
‫*النظريات السيكولوجية‪.‬‬
‫نظرية المجال‪.‬‬‫نظرية ألبورت‪.‬‬‫‪-‬علم النفس المعرفي‪.‬‬
‫‪ -1‬النظرية العضوية في تفسير المراهقة‪.‬‬
‫يعد العالم األمريكي ”ستانلي هول“ من أبرز العلماء‬
‫السيكولوجيين الذين اهتموا بفترة المراهقة‪.‬‬
‫إعتبر المراهقة ”والدة ثانية“ أو ميالد جديد في حياة االنسان‬
‫وتطوره مشيرا بذلك للتغيرات العضوية التي تنتابه خالل هذه‬
‫الفترة‪ ،‬والى استيقاظ بعض الدوافع الكامنة في عضويته‪.‬‬
‫وينسب إلى ”هول“ اعتبار المراهقة فترة العواصف والتوتر النفسي‬
‫وذلك لوصف مزاج المراهق وسلوكه االنفعالي المتسم بالتعارض‬
‫والتناقض‪.‬‬
‫بصفة عامة يعتبر ”هول“ خصائص هذه المرحلة عامة يعيشها جميع‬
‫‪ -2‬النظرية االجتماعية و الثقافية في تفسير المراهقة‬
‫‪ ‬ينظر التيار االجتماعي والثقافي واألنثربولوجي إلى المراهق‬
‫نظرة مختلفة عن النظرة البيولوجية والعضوية‪.‬‬
‫ قامت ”مارجريت ميد“ بأبحاثها عن المراهقة التي أجرتها على‬‫بعض المجتمعات البدائية‪.‬‬
‫ أكدت ”مارجريت ميد“ على أن االضطرابات التي يعاني منها‬‫المراهقون ال ترجع الى أزمة البلوغ وما يلحقها من التغيرات‬
‫العضوية وإنما ترجع الى الصعوبات التي يقابلهم بها المجتمع‪.‬‬
‫بالتالي فوجود األزمة أو غيابها مسألة ترتبط بالبيئة االجتماعية‪،‬‬
‫ونمط ثقافتها وأساليبها في التنشئة االجتماعية للفرد‪.‬‬
‫‪ -3‬نظرية التحليل النفسي في تفسير المراهقة‪.‬‬
‫‪ ‬جاءت كرد على بعض المفكرين أمثال ”ستانلي هول“ وغيره‬
‫الذين يعتبرون المراهقة والدة ثانية‪/‬ميالد جديد‪.‬أي أنها‬
‫مرحلة مغلقة على ذاتها تفهم من الداخل كوحدة وكيان متميز‪.‬‬
‫جاء التحليل النفسي الذي يرى أن نمو الفرد عبارة عن نمو‬
‫متواصل‪ ،‬لذلك‪:‬‬
‫الراشد‬
‫المراهق‬
‫الطفل‬
‫وهكذا فتطور الفرد يتم عبر صيرورة عضوية مترابطة الحلقات‪.‬‬
‫ويعد الطبيب النمساوي ”فرويد ” مؤسس التحليل النفسي و الذي رسم‬
‫تصورا ثالثي األبعاد لشخصية االنسان‪.‬‬
‫البعد األول‬
‫البعد الثاني‬
‫األنا ‪Le moi, Ego‬‬
‫األنا األعلى ‪Sur moi,‬‬
‫‪Super Ego‬‬
‫• ممثل للواقع ولمقتضياته‪.‬‬
‫• يدخل في صراع مع الهو‪.‬‬
‫• يمثل بزوغ قوة منظمة ضابطة‬
‫كونتها التنشئة االجتماعية ورسمت‬
‫التربية معالمها‪.‬‬
‫الهو ‪ça‬‬
‫مستودع الدوافع والحاجات‬
‫البيولوجية‬
‫األساسية‪.‬‬
‫تحقيق اللذة بصرف النظر عن أي‬
‫شيء آخر يحول دون هذا التحقيق‪.‬‬
‫البعد الثالث‬
‫هذه النظرية تهدف إلى تأكيد عدم إمكانية فصل أي مرحلة من مراحل نمو الفرد عن‬
‫بقية المراحل األخرى‪.‬‬
‫يقسم ”فرويد“ النمو عند الفرد الى مراحل أطلق عليها اسم مراحل النمو‬
‫النفسي وهي‪.‬‬
‫*المرحلة الفمية‪.‬‬
‫*المرحلة الشرجية‪.‬‬
‫* المرحلة القضيبية‪.‬‬
‫* مرحلة الكمون‪.‬‬
‫*المرحلة التناسلية‬
‫تركز نظرية التحليل النفسي على‬
‫الجانب الجنسي االنفعالي في‬
‫حياة الفرد وسلوكه والتركيز‬
‫على الجوانب البيولوجية‬
‫وتأثيرها على السلوك‪.‬‬
‫النظريات السيكولوجية‪.‬‬
‫نظرية المجال‬
‫نظرية ”ألبورت“‬
‫‪ ‬تعود للعلم األمريكي ”كارت ليفن“‪ .‬لصاحبها ”ألبورت“‬
‫‪‬يعتبر الفرد جهاز تؤثر فيه المكونات ‪Gordon Willard Allport.‬‬
‫الداخلية في تفاعل مع بعضها البعض‪  .‬نبه إلى الطريقة التي همش بها‬
‫”األنا أو الذات“‪.‬‬
‫‪ ‬أكد على أن األنا يشكل انطالق‬
‫لتصور أبعاد الشخصية‪.‬‬
‫يقول بأنه ال يمكن فهم المراهقة دون‬
‫وبالتالي فإن ألبورت بخالف فرويد‬
‫النظر إلى التدخل المستمر للعوامل‬
‫يتتبع نمو الذات التي تعتبر نواة‬
‫البيولوجية والنفسية واالجتماعية‪.‬‬
‫الشخصية وجوهرها وذلك من الميالد‬
‫إلى سن النضج‪.‬‬
‫علم النفس المعرفي‪.‬‬
‫جان بياجي ‪Gean Piaget‬‬
‫‪ ‬يعتمد كذلك بربط كل مرحلة‬
‫بالمراحل السابقة لها أي تشكل حلقات‬
‫متصلة‪.‬‬
‫‪ ‬الحظ وجود أنماط من التفكير‬
‫يستخدمها الطفل من ميالده إلى فترة‬
‫المراهقة‪.‬‬
‫‪‬مراحل النمو عند بياجي‪.‬‬
‫*المرحلة الحسية الحركية ( من‬
‫الميالد الى سنتين)‪.‬‬
‫* مرحلة ما قبل العمليات العقلية‬
‫(من سنتين الى سبع سنوات)‪.‬‬
‫* مرحلة العمليات العقلية‪-‬‬
‫الشكلية (من ‪ 11‬سنة الى فترة‬
‫المراهقة)‪.‬‬
‫أعطى أهمية للعوامل المؤثرة‬
‫في المراهقة‪.‬‬
‫‪ ‬التفكير‪.‬‬
‫‪‬العاطفة‪.‬‬
‫المحور الثالث ‪ /‬شخصية المراهق‪.‬‬
‫‪ -1‬أوجه النمو في شخصية المراهق‪:‬‬
‫‪ -1-1‬النمو الجسمي‪:‬‬
‫تتسارع وتيرة النمو عند الفرد نتيجة إلفرازات بعض الغدد الصماء‬
‫التي تعمل على إثارة النمو الجسمي و اإلسراع بالنضج الجنسي‬
‫أو الفيزيولوجي بشكل عام‪.‬‬
‫‪ -1-2‬النمو العقلي‪:‬‬
‫من أبرز مظاهره نمو في التفكير وفي القدرات العقلية المرتبطة بها‪.‬‬
‫فالمراهقة تتميز بأنها تعرف نضجا في مختلف قوى و أساليب‬
‫السلوك العقلي و اإلدراكي‪.‬‬
‫حيث يدرك المراهق أن أساليبه العقلية تختلف‪ ،‬و لم يعد يعتمد على‬‫آراء الغير و أفكارهم دون إخضاعها للتمحيص العقلي و تظهر‬
‫لديه ميوالت متعددة‪ ( :‬الرياضيات‪ ،‬تعلم الغات‪.)...‬‬
‫ ينتقل المراهق من االعتماد على اإلدراك الحسي إلى التعلم‬‫التجريدي‪.‬‬
‫ تتقوى لديه القدرة على التخيل و التذكر‪.‬‬‫ تزداد قدرة المراهق على التحليل و الفهم و االستيعاب‪.‬‬‫ يساهم في هذا كله‪ ،‬كل من المحيط االجتماعي‪ ،‬و الثقافي‪ ،‬و‬‫االقتصادي الذي ترعرع فيه الفرد‪.‬‬
‫‪ -3-1‬النمو االنفعالي‪:‬‬
‫المراهقة مرحلة وسطى بين الطفولة و الرشد و هو ما يشكل للمراهق وضع غير‬
‫مريح‪ ،‬مما يثير انفعاالته‪ ،‬و ترتبط هذه االنفعاالت إما بمثيرات خارجية ( السب‪،‬‬
‫االحتقار‪ )...‬و أخرى داخلية( ذكرى مؤلمة‪ ،‬مثيرة للحزن‪.)...‬‬
‫فاحتقار المراهق‪ ،‬توبيخه‪ ،‬لومه أمام زمالئه تعد مثيرات تفقده صوابه‪.‬‬
‫يعتبر المراهق أكثر من غيره إظهارا للنوبات االنفعالية و الصراخ‪ ،‬ألن خالل هذه‬
‫التووترالمثلى‪:‬‬
‫الحقيقية‬
‫كلمايبحث‬
‫الفترة يكون موزع النفس بين ذاتين‬
‫الذات اشتد‬
‫عنهما‪:‬كبيرة‪،‬‬
‫كانت الهوة‬
‫األولى‪ :‬تمثل نفسه كما يراها الغير‪.‬‬
‫النفسي‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تمثل الذات التي يتطلع إليها‪.‬‬
‫و إن أهم ما يميز انفعاالت المراهق بشكل عام هو‪:‬‬
‫* المراهق ال يعيش استقرارا نفسيا كما أنه سريع اإلحراج‪.‬‬
‫* المراهق متقلب في آرائه وأهوائه ونزعاته‪.‬‬
‫‪ -4-1‬النمو االجتماعي‬
‫االستقالل‪.‬‬‫ قابلية الفرد على التحرر من القلق في ظروف االجتماعية‪.‬‬‫ القابلية على التحسس االجتماعي‪.‬‬‫ المشاركة الوجدانية‪.‬‬‫ مسؤولية الفرد عن نفسه‪.‬‬‫ التخطيط للمستقبل‪.‬‬‫‪ -‬تحمل المسؤولية في تحديد المواعيد‪.‬‬
‫كخالصة‬
‫حياة المراهق مليئة بالمتناقضات‪ ،‬تبدو في سلوكه‬
‫و تفكيره‪ :‬إذ يقول وال يفعل‪ ،‬ويألف وينفر في‬
‫نفس الوقت‪ ،‬ويخطط وال ينفذ ويريد االمتثال بقيم‬
‫الجماعة ويسعى في نفس الوقت إلى تأكيد ذاته‪.‬‬
‫‪ -2‬المظاهر النفسية واالجتماعية في شخصية المراهق‪:‬‬
‫‪ -1-2‬االضطرابات النفسية والسلوكية‪:‬‬
‫يعاني المراهق من وجود عدة صراعات داخلية منها‪:‬‬
‫ صراع بين االستقالل عن األسرة واالعتماد عليها‪.‬‬‫صراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة أواألنوثة‪.‬‬‫صراع بين طموحات المراهق الزائدة وبين تقصيره الواضح‬‫في التزاماته‪.‬‬
‫صراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد االجتماعية‪.‬‬‫‪-‬الصراع الثقافي بين جيله و الجيل السابق‪.‬‬
‫االغتراب والتمرد‪:‬‬
‫يشكو المراهق من أن والديه ال يفهمانه‪.‬‬
‫يعتقد أن أي سلطة إلخضاعه إنما هو استخفاف ال يطاق‬
‫بقدراته العقلية‬
‫و تظهر لديه سلوكيات التمرد والعناد والتعصب‬
‫والعدوانية‪.‬‬
‫الخجل واالنطواء‪:‬‬
‫فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعور المراهق‬
‫باالعتماد على اآلخرين في حل مشكالته‪.‬‬
‫يلجأ إلى االنسحاب من العالم االجتماعي واالنطواء‬
‫والخجل‪.‬‬
‫السلوك المزعج‬
‫رغبة المراهق في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار‬
‫للمصلحة العامة‪.‬‬
‫الصراخ‪ ،‬الشتم‪ ،‬الجدال‪ ،‬التورط في المشاكل‪.‬‬
‫العصبية وحدة الطباع‬
‫العصبية والعناد بغية تحقيق مطالبه بالقوة والعنف‪.‬‬‫المستويات الهرمونية المرتفعة تؤدي إلى تفاعالت مزاجية كبيرة على‬‫شكل غضب وإثارة وحدة طباع عند الذكور‪ ،‬وغضب واكتئاب عند‬
‫اإلناث‪.‬‬
‫الحساسية النفسية واالنطباع عن الذات‪.‬‬‫الحيرة والتردد ونقص الثقة بالذات والتفكير في توقعات اآلخرين‪.‬‬‫االرتباك في مواجهة المواقف‪.‬‬‫التقلب االنفعالي‪.‬‬‫سيطرة العواطف الشخصية‪.‬‬‫الغضب والغيرة‪.‬‬‫‪-‬كثرة أحالم اليقظة‪.‬‬
‫‪ -2-2‬الجوانب االجتماعية في شخصية المراهق‪:‬‬
‫تتزايد أهمية العالقات االجتماعية لإلنسان بتقدمه من الطفولة إلى المراهقة وذلك‬
‫بسبب تشعب تلك العالقات‪.‬‬
‫فالمراهقة باعتبارها جسر انتقال من الطفولة إلى الشباب و مرحلة للتحوالت النمائية‬
‫الحاسمة‪ ،‬تكسب عالقات الناشئ بأقرانه وعالقاته االجتماعية‪.‬‬
‫ومن أهم المظاهر االجتماعية في شخصية المراهق‪.‬‬
‫الميل إلى االستقالل واالعتماد على النفس‪.‬‬‫الميل االلتفاف حول ثلة معينة‪.‬‬‫اتساع دائرة العالقات االجتماعية‪.‬‬‫الميل إلى مقاومة السلطة الوالدية والمدرسية‬‫المنافسة‪.‬‬‫‪-‬الميل إلى الجنس اآلخر و االهتمام به‪.‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬المراهق و المؤسسة التعليمية‪.‬‬
‫تعتبر األسرة والمدرسة من أهم المؤسسات للتربوية التي تضطلع بدور‬
‫أساسي في تنمية شخصية الطفل –مشروع مراهق‪ -‬في مختلف مراحل‬
‫حياته التي يقضيها بهذه المؤسسات‪ ،‬وانتقاله من األسرة الى المدرسة‬
‫أصبح ضرورة يفرضها التطور المجتمعي لعالم اليوم‪.‬‬
‫‪ -1‬المراهق و الحياة المدرسية‪.‬‬
‫إن دمج المراهق في الوسط المدرسي الجديد الذي‬
‫ينخرط فيه يستدعي منه ابتكار أساليب جديدة‬
‫من التكيف والتأقلم‪ ،‬قد تختلف عن األساليب‬
‫التي كان يواجه بها مختلف المؤسسات التي‬
‫كان ينتمي اليها‪ ،‬ذلك أن مؤسسة التعليم‬
‫االعدادي أو الثانوي التي أصبح عضوا فيها‬
‫تتكون من مجموعة من البنيات ذات تنظيم‬
‫خاص‪ ،‬مختلف ال من حيث التنظيم و ال من‬
‫حيث المعايير والمبادئ واألوامر و النواهي‬
‫كثيرا ما ترهقه وتؤثر على ايقاعه واستجاباته‬
‫الدراسية‪.‬‬
‫‪ -2‬الوظيفة النفسية واالجتماعية للمدرسة‪.‬‬
‫*‬
‫تلعب المؤسسة المدرسية دورا مهما في مجتمع اليوم فهي قنطرة المراهق و‬
‫معبره الى االندماج في المجتمع فهو بحاجة الى النظام الدراسي المتفهم لحاجاته و‬
‫متطلباته النمائية‪ .‬والمنظومة الدراسية تشكل في مجموعها عامال طبيعيا يساعد‬
‫المراهق على النمو االجتماعي والعاطفي‪.‬‬
‫*‬
‫وعن دور المدرس ودوره في هذه العالقة التفاعلية التي بطلها التلميذ‪ /‬المراهق و‬
‫مسرحها المؤسسة المدرسية نجد عدة دراسات تناولت الخصائص والصفات التي‬
‫يرغب التالميذ أن تتوفر في مدرسيهم من قبيل‪:‬‬
‫ المحبة والتشجيع لدى المدرس‪.‬‬‫ التمكن من المزج بين االهتمام والرغبة في التدريس‪.‬‬‫ كيفية الجمع بين الطاعة والسلطة‪.‬‬‫ التمكن من مادة التخصص‪.‬‬‫‪ -‬التحلي بالديمقراطية‪.‬‬
‫‪ -3‬المراهق والبرامج الدراسية‪.‬‬
‫‬‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫لقد وضع النظام المدرسي منذ النصف الثاني من القرن‬
‫العشرين موضع تساؤل ونقاش لتمحيص فائدته و تحديد جدواه‬
‫التعليمية واالجتماعية للمتعلم‪ .‬و مع ازدياد وتطور القنوات‬
‫والوسائل المعرفية من حاسوب وتلفاز وغيرها لم تعد المدرسة‬
‫تحتل نفس المكانة السابقة و ُزعزعت مركزيتها االجتماعية‪:‬‬
‫أهداف المدرسة ال تساير متطلبات الفرد والمجتمع التنموية‪.‬‬
‫عصر حضارة الصورة وإغراءاته الوجدانية‪.‬‬
‫طبيعة النص المكتوب وما يتطلبه من مجهود فكري‪.‬‬
‫يسلط محور المراهق والمؤسسة التعليمية الضوء على أهم‬
‫الجوانب التي تحكم التلميذ أو الفرد المراهق بمحيطه الدراسي و‬
‫مظاهر التأثير والتأثر بينهما‪ ،‬وبعض العناصر الفاعلة في هذه‬
‫العالقة الديناميكية‪ ،‬مع االشارة إلى البرامج الدراسية وموقف‬
‫المراهق منها‪ ،‬مدى أهميتها ونجاعتها في بناء شخصيته وإعداده‬
‫للحياة بمختلف مالبساتها‪.‬‬
‫المراجع المعتمدة‪:‬‬
‫* ميخائيل ابراهيم أسعد‪ :‬مشكالت الطفولة والمراهقة‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪،‬بيروت‪ ،1986،‬دار اآلفاق الجديدة‪.‬‬
‫* نوري الحافظ‪ :‬المراهق‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،1990،‬المؤسسة العربية‬
‫للدراسات والنشر‪.‬‬
‫• أحمد أوزي‪ :‬المراهق و العالقات المدرسية‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2000،‬‬
‫• صالح أحمد مرحاب‪ :‬سيكلوجية التوافق النفسي ومستوى الطموح‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،1988 ،‬مكتبة دار األمان الرباط‪.‬‬
‫• رشيد الرينكة‪ :‬نحو استراتيجية إسالمية موحدة لحماية الطفولة‬
‫الجانحة‪،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2002‬فضالة المحمدية‪.‬‬
‫• مجلة علوم التربية‪ :‬السنة الرابعة‪،‬العدد السابع‪ ،‬أكتوبر ‪،1994‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪،‬الدار البيضاء‪.‬‬