مقاصد الشريعة للدكتور حسن يشو
Download
Report
Transcript مقاصد الشريعة للدكتور حسن يشو
مقاصد الشريعة
إعداد و تقديم
د .حسن يشو
مادة” :قصد“ في اللغة
• .1األم واالعتزام وطلب الشيء وإتيانه والتوجه إليه:
تقول :قصده وقصد له وقصد إليه إذا أمه وطلبه بعينه ونحا نحوه،
ومن ذلك ما جاء في البخاري« :فقصدت لعثمان حتى خرج من
الصالة» ،وفي صحيح مسلم« :فكان رجل من المشركين إذا شاء أن
يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله» ،والتيمم أصله القصد،
قال تعالى :وال تيمموا الخبيث منه تنفقون أي :ال تقصدوا.
• .2استقامة الطريق:
و اقتصد أمره :استقام؛ قال تعالى :وعلى هللا قصد السبيل ،قال
اإلمام الطبري« :والقصد من الطريق المستقيم الذي ال اعوجاج فيه»
و ذكر ابن كثير عن السدي :اإلسالم.
• .3السهل والقرب:
ومنه طريق قاصد :سهل مستقيم ،وتقول العرب أيضاً :بيننا وبين الماء
ليلة قاصدة :أي هينة السير ،ومنه قوله تعالى :لو كان عرضا قريبا
وسفرا قاصدا التبعوك .أي :موضعا قريبا سهال كما أفاده الطبري.
• .4العدل و اإلنصاف:
قال الشاعر:
علىًالحكمًالمأتيًيوماًإذاًقضى**قضيتهًأنًالًيجورًوًيقصد
و المعنى أن ال يجور في حكمه ،و يقصد أي يعدل.
.5التوسط وعدم اإلفراط والتفريط
•
•
•
•
•
ومنه قوله تعالى :فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق
بالخيرات بإذن هللا ،والمقتصد هو المتوسط.
و قال تعالى :واقصد في مشيك ،أي توسط.
وقوله « :القصد القصد تبلغوا» البخاري.
و عن جابر بن سمرة يصف صالة النبي ” :كنت أصلي مع رسول
هللا ،فكانت صالته قصدا و خطبته قصدا“ مسلم .أي وسطا بين
الطول و القصر.
صدا“ أحمد و مسلم .أي
و في الحديث” :كان رسول هللا أبيض مليحا ُم ْق ِ
ربعة بين الرجلين ليس بطويل و ال قصير و ال الجسيم.
• .6االكتناز في الشيء:
ومنه الناقة القصيد ،أي المكتنـزة والممتلئة لحما ،وسميت القصيدة من
الشعر كذلك لتقصيد أبياتها ،وال تكون أبياتها إال تامة األبنية( .معجم
مقاييس اللغة) و من ذلك :السمن و العوسج.
• .7المخ الغليظ السمين:
قالًالشاعر:
وًهمًتركوكمًالًيُطعّمًعظمكم**هزاالًوًكانًالعظمًقب ُلًقصيدا
أي ُم ِم ّخا ،و قصيدة :ال ُمخة إذا خرجت من العظم ،و ذو قصيد :مخ.
.8الكسر و الطعن و اإلصابة و القتل
في أي وجه كان حسيا أو معنويا ،تقول العرب :قصدت
العودً إذا كسرته ،وقصدته فاقتصد إذا كسرته فانكسر ،و منه
انقصد الرمح أي انكسر إلى نصفين ،والعرب تقول :أقصده
السهم إذا أصابه ،و أقصدته الحية إذا قتلته .و منه األثر” :و
صدت“ الطبراني في الكبير و انظر النهاية.
كانت المدا ّ
عة بالرماح حتى تق ّ
صدا أي قطعا .و يقال قصده :قسره
أي تكسرت ،و صارت ق َ
و قهره.
• قال الدكتور سعد اليوبي” :و الذي يستبعد منها المعنى الرابع
أي الكسر“ المقاصد و عالقتها باألدلة الشرعية.29 :
ثالثة معاني دقيقة لمادة ”قصد“
ذكر الدكتور طه عبد الرحمن أن لفظ ”المقاصد“ يمكن أن تشترك بين
معان ثالثة:
• المعنى األول :حصول الفائدة.
• يستعمل لفظ” :قصد“ بمعنى ضد الفعل” :لغا يلغو“ ،و لما كان اللغو
هو الخلو عن الفائدة ،أو صرف الداللة؛ فإن المقصد يكون على
العكس من ذلك هو حصول الفائدة أو عقد الداللة؛ و اختص المقصد
بهذا المعنى باسم المقصود ،فيقال :المقصود بالكالم و يراد به مدلول
الكالم ،و يجمع على مقصودات.
• فيكون المقصد هنا بمعنى المقصود و هو المضمون الداللي للكالم.
المعنى الثاني :حصول التوجه
• يستعمل الفعل” :قصد“ أيضا بمعنى ثان هو :ضد ”سها
يسهو“ ،ولما كان السهو هو فقد التوجه ،أو الوقوع في
النسيان؛ فإن المقصد يكون على خالف ذلك ،حصول
التوجه ،أو الخروج من النسيان و اختص المقصد بهذا
المعنى باسم ”القصد“ ويجمع على ”قصود“.
• فيكون ”المقصد“ بمعنى القصد و هو المضمون الشعوري أو
اإلرادي.
المعنى الثالث :حصول الغرض الصحيح
• يستعمل الفعل” :قصد“ كذلك بمعنى :هو ضد الفعل” :لها يلهو“ ،لما
كان اللهو هو الخلو عن الغرض الصحيح وفقد الباعث المشروع؛ فإن
المقصد يكون على العكس من ذلك و هو حصول الغرض الصحيح و
قيام الباعث المشروع ،و اختص المقصد بهذا المعنى باسم ”المقصد“
أي الحكمة؛ و يجمع على مقاصد؛ فيكون المقصد بهذا المعنى هو
المضمون القيمي.
والمقصد
• ويذهب بعض المحققين إلى أن هناك فرقا دقيقا بين المقصًد
ِ
على اعتبار أن األول يفيد القصد النفسي ،والثاني يفيد محل القصد.
لم يرد تعريف للمقاصد لدى األقدمين؟
ما هي أسباب الغياب؟
• لم يرد تعريف جامع مانع لمادة المقاصد عند القدامى الذين اهتموا بهذا
العلم من أمثال الغزالي و الشاطبي ،وهذا يرجع إلى أسباب كثيرة،
منها ما يلي:
• -1كون المقاصد عندهم كانت واضحة ال تحتاج إلى تعريف .يقول
الدكتور أحمد الريسوني« :أما شيخ المقاصد "أبو إسحاق الشاطبي"
فإنه لم يحرص على إعطاء حد وتعريف للمقاصد الشرعية ،ولعله
اعتبر األمر واضحا ،ويزداد وضوحا بما ال مزيد عليه بقراءة كتابه
المخصص للمقاصد من "الموافقات"» .نظرية المقاصد عند الشاطبي.5:
.2كانت الكتابة للعلماء؛ فلم يكونوا بحاجة للتعريف!
ولعل ما زهده في تعريف المقاصد كونه كتب كتابه للعلماء ،بل
للراسخين في علوم الشريعة ،وقد نبه على ذلك صراحة
بقوله ..." :وال يسمح للناظر في هذا الكتاب أن ينظر فيه
نظر مفيد أو مستفيد حتى يكون ريانا من علم الشريعة
أصولها وفروعها ،منقولها ومعقولها ،غير مخلد إلى التقليد
والتعصب للمذهب” الموافقات.1/78 :
• ومن كان هذا شأنه ،فليس بحاجة إلى إعطائه تعريفا لمقاصد
الشريعة خاصة وأن المصطلح مستعمل ورائج قبل الشاطبي
بقرون.
.3نفرته من اإلغراق في تفاصيل الحدود
• وربما كان ذلك راجعا إلى نفوره من التقيد بالحدود في المباحث
األصولية التي تحدث عنها و يؤيده انتقاده لنظرية الحد عند المناطقة؛
ثم ألن الشاطبي يتبنى منهجا خاصا في الحدود ،وال يرى اإلغراق في
تفاصيلها ،بل يرى أن التعريف يحصل بالتقريب للمخاطب ،وهو قد
فعل ذلك بما ذكره من أقسام وأمثلة .المقاصد و عالقتها باألدلة.34 :
.4و ألن الغرض كان تحقيق بعض المسائل فقط!
• جريا على منهج الشاطبي في تأليفه لكتابه "الموافقات" ،حيث إنه لم
يقصد به تأليف كتاب يتناول كل موضوعات أصول الفقه ،وإنما قصد
منه تحقيقً بعض المسائل وبحثً ما لم يُسبق بحثُه أو ما بُ ِحثً من قبل
األصوليين بحثاً خفيفا ال يفي بحقه ،ومن ثم فإنه ال ًيُعنى بإيراد
التعريفات والحدود .طرق الكشف عن مقاصد الشارع لجغيم.25:
.5عبروا عن المقاصد بتعبيرات مختلفة!
• كانوا يعبرون عن كلمة "مقاصد الشريعة" بتعبيرات مختلفة
وكلمات كثيرة تتفاوت من حيث مدى تطابقها مع مدلول
المقاصد الشرعية ومعناها ومسماها؛ لذلك لم يبرز على
مستوى البحوث والدراسات الشرعية واألصولية تعريف
محدد دقيق للمقاصد يحظى بالقبول واالتفاق من ِقبًل كافة
العلماء أو أغلبهم.
.6صرف العناية للعمل
• و قد كان جل اهتمامهم االجتهادي مقتصرا على استحضار
تلك المقاصد والعمل بها أثناء االجتهاد الفقهي دون أن يولوها
حظها من التدوين تعريفا وتمثيال وتأصيال وغير ذلك.
االجتهادًالمقاصدي.1/47 :
.7يمكن جمع تعريف لهم من ثنايا تحليالتهم
• -5يمكن أن يفسر غياب التعريف في الظاهر بالصياغة الدالة عليه مباشرة ،أما
مسمى التعريف؛ فإنه مبسوط في الباطن بطريقة غير مبا ِشرة و من خالل التحليل
وفي ثنايا العرض والتفصيل .يقول الدكتور عبد المجيد النجار «أما فيما يتعلق
بشرح حقيقة المقاصد في ذاتها فإننا ال نظفر عند اإلمامين – الشاطبي والطاهر
بن عاشور -بتعريف دقيق ،وهو ما ينتظر منهما في فاتحة الحديث عن المقاصد،
إال أن ثنايا التحليل والتفريع انطوت على ما يمكن أن نجمع منه تعريفا يحدد
حقيقتها ،ومن ذلك أن الشاطبي عندما يقسم مقاصد الشريعة إلى ضرورية وحاجية
وتحسينية يتحدث عنها في سياق أنها ما تُحفظ به مصلحة اإلنسان في الدين
والدنيا ،وكذلك ابن عاشور» .فصول في الفكر اإلسالمي بالمغرب.147-146 :
• ما عزاه األستاذ النجار إلى الشاطبي صحيح ،أما ما نسبه البن عاشور-رحمه هللا-
ال يسلم له بالمرة؛ ذلك أن الشيخ كان من رواد التعريف للمقاصد بصريح العبارة.
وهو ملحق في قسم المعرفين للمقاصد كما سيأتي بيانه.
نماذج من محاوالت األقدمين
•
قال الشاطبي« :إن الشارع قصد بالتشريع إقامة المصالح األخروية والدينية».
•
قال اإلمام اآلمدي« :إن المقصود من الشرع إما جلب المصلحة أو دفع المضرة أو مجموع
األمرين» .اإلحكام.3/271 :
•
وقال اإلمام الغزالي« :ومقصود الشرع من الخلق خمسة ،وهو :أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم
وعقلهم ونسلهم ومالهم؛ فكل ما يتضمن حفظ هذه األصول الخمسة فهو مصلحة ،وكل ما يفوت
هذه األصول فهو مفسدة ودفعها مصلحة» المستصفى.1/287 :
ومن خالل هذا التعريف يظهر أن الغزالي اقتصر على أنواع مقاصد الشريعة العامة فقط.
•
لكنه في "شفاء الغليل" أوشك أن يقارب التعريف ،فحام حول الحمى ،قائال« :فرعاية المقاصد
عبارة حاوية لإلبقاء ودفع القواطع وللتحصيل على سبيل االبتداء» شفاء الغليل.159 :
والمقصود بـ"اإلبقاء" دفع المضرة ،و"التحصيل" جلب المنفعة ،فكأنه يختزل علم المقاصد في
جلب المصلحة ودرء المفسدة..
وقد جنح بعض الباحثين إلى أن أبا حامد قد تعرض للتعريف بعلم المقاصد في "الشفاء" .انظر عز
•
•
•
الدين بن زغيبة في المقاصد العامة للشريعة.39 :
الموافقات.2/37 :
.1تعريف الشيخ الطاهر بن عاشور
• عرف العالمة ابن عاشور المقاصد بقوله:
• «مقاصد التشريع العامة :هي المعاني والحكم الملحوظة
للشارع في جميع أحوال التشريع أو معظمها ،بحيث ال
تختص مالحظتها بالكون في نوع خاص من أحكام الشريعة،
فيدخل في هذا أوصاف الشريعة وغايتها العامة والمعاني
التي ال يخلو التشريع عن مالحظتها ،ويدخل في هذا أيضا
معان من الحكم ليست ملحوظة في سائر أنواع األحكام،
ولكنها ملحوظة في أنواع كثيرة منها» .مقاصد الشريعة اإلسالمية.183 :
• هذه مقاصد عامة فأين الخاصة و الجزئية؟
.2تعريف الشيخ عالل الفاسي
• و العالمة عالل الفاسي يعرف المقاصد بقوله:
• « المراد بمقاصد الشريعة :الغاية منها واألسرار التي وضعها
الشارع عند كل حكم من أحكامها» .مقاصد الشريعة و مكارمها.3 :
• الغاية منها :يقصد بها المقاصد والكليات العامة؛ ألنه قد ثبت أن
الشارع قاصدً جلبً المصالح وتكثيرها ،ودرء المفاسد وتقليلها.
• األسرار التي وضعها الشارع عند كل حكم من أحكامها :يقصد بها
المقاصد الخاصة والجزئية.
التعريف المختار
• مقاصدًالشريعةًهي:
” المعاني و الحكم الملحوظة للشارع في جميع أحوال التشريع
أو معظمها أو عند كل حكم من أحكامها؛ لمصلحة العباد في
الدارين“.
• توخىًالتعريفًالجمعًبينًأروعًالتعريفاتًوًتفادى جلً
الثغراتًالملحوظةًعليها.
المصطلحات ذات العالقة
•
مقاصد إيراد المصطلحات ذات الصلة ثالثة أغراض:
.1
تعدد األسامي ظاهرة صحية في العلوم اإلسالمية؛ و تنساب على المعاني العظيمة و السامية؛
فلله األسماء الحسنى ،و لنبيه أسماء كثيرة ،و ألصول الدين و الفقه األكبر و التوحيد و
العقائد..
.2
و ألن ما ضاقت عنه ألفاظ محدودة اتسعت له غيرها و فيه إمعان من زيادة المعنى و اتضاحه.
.3
ثم ألن مادة المقاصد متعددة األبعاد و الجوانب؛ لزم تبعا له بتعدد األلفاظ المحيط به.
.4
و هذا من شأنه أن يحل لنا لغزا في غياب كالم صريح عن مادة المقاصد لدى األقدمين ،فيُعتقد
أنهم لم يتكلموا عن هذا العلم بالمرة ،و هو خطأ ،و لكنهم خاضوا فيه بألفاظ مختلفة و ذات
صلة و عالقة.
.1مصطلح العلة
•
•
العلل :و العلة في معظم االستعمال تساوي المقصد و المقاصد هي
العلل؛ فيقول اآلمدي ” :العلة في األصل بمعنى الباعث ،أي مشتملة
على حكمة صالحة أن تكون مقصودة للشارع من شرع الحكم“ اإلحكام:
.3/186
و الشاطبي يقول” :و أما العلة فالمراد بها الحكم و المصالح التي
تعلقت بها األوامر و اإلباحة ،و المفاسد التي تعلقت بها النواهي.
فالمشقة علة في إباحة القصر و الفطر في السفر .و السفر هو
السبب الموضوع سببا لإلباحة .فعلى الجملة :العلة هي المصلحة
نفسها أو المفسدة نفسها ال مظنها ،كانت ظاهرة أو غير ظاهرة،
منضبطة أو غير منضبطة“ الموافقات.1/265:
.2مصطلح الحكمة
• و الحكمة :من المصطلحات المرادفة للمقاصد و استعمالها
أكثر شيوعا حتى من المقاصد نفسها؛ و لها إطالقات منها
ما يرادف العلة الباعثة على تشريع األحكام لتحقيق
المصالح ،و الفقهاء كلما تحدثوا عن ال ُحكم يردفونه
بالحكمة التشريعية ،و قالوا في الحكمة:
ِ
.1هي الفائدة التي ألجلها تكون العلة و ألجلها يوجد الحكم.
.2هي ما تعلقت به عاقبة حميدة.
.3هي جلب مصلحة أو تكميلها ،أو دفع مفسدة أو تقليلها.
.3مصطلح األسرار
• و األسرار :هي اللطائف و الدقائق العلمية العميقة و الكنوز الدفينة و المخبوء
و ال تكتشف إال بالتدبر و الغوص و سبر األغوار ،مثل ابن عباس في تأويل
سورة النصر.
• و الشاطبي نفسه أصل كتابه هو ” :عنوان التعريف بأسرار التكليف“ ،و تحدث
ولي هللا الدهلوي في حجة هللا البالغة عن” :علم أسرار الدين“.
• و القدامى كالحكيم الترمذي له” :الحج و أسراره“ و أبو حامد في اإلحياء ”أسرار
الصالة“ أسرار الصيام“ ”أسرار الحج“..
• و لذلك وردت تعريفات المقاصد بأنها األسرار كما في تعريف الشيخ عالل
الفاسي.
.4مصطلح المعاني
• و المعاني :من المصطلحات الدالة على المقاصد ،قال
الشاطبي” :األعمال الشرعية ليست مقصودة ألنفسها و إنما
قصد بها أمور أخرى هي معانيها ،و هي المصالح التي
شرعت ألجلها“ الموافقات.2/385 :
• و منها قاعدة” :األمور بمقاصدها“ و قاعدة” :العبرة في
العقود للمقاصد و المعاني ال لأللفاظ و المباني“.
• و قد أنكر ابن حزم القياس و التعليل؛ فقال “:و قد سمى
بعضهم أيضا العلل معاني ،و هذا من عظيم شغبهم ،و فاسد
متعلقهم ،و إنما المعنى تفسير اللفظ“ اإلحكام.8/101:
.5و مصطلحات أخرى
•
•
•
•
األغراض ،و األهداف ،مثل الدكتور يوسف الحامد في كتاب:
”األهداف العامة للشريعة اإلسالمية“ و طبع بعنوان المقاصد العامة
للشريعة اإلسالمية.
و عرف بعض المعاصرين المقاصد بأنها” :األغراض و األهداف التي
من أجلها شرع هللا سبحانه و تعالى لنا أحكام دينه و كلفنا العمل بها
في الدنيا“ أصول الفقه لمحمود الطنطاوي.450 :
و المراد :مثل قولهم :مراد الشارع و مراد هللا من النص أو اآلية و
مراد الحديث أو مراد النبي أي قصده و مقصده و مقصوده..
و منه المغزى و الروح كقولهم روح النص أي مقصده و روح الدين
اإلسالمي و روح الصالة و منه تفسير روح المعاني لآللوسي و هلم
جرا.
أهمية علم المقاصد
.1تحقيق العبودية هلل وحده
•
إن روح المقاصد تفضي إلى العبودية هلل عز وجل ،يقول الشاطبي
في كتابه الموافقات« :المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج
المكلف عن داعية هواه حتى يكون عبدا هلل اختيارا كما هو عبد هلل
اضطرارا ،فما أنزلت الكتب وما بعث األنبياء والرسل إال من أجل
هذا الغرض العام "عبودية هللا عز وجل" بل ومن خلق اإلنسان
والكون ،قال هللا تعالى :وما خلقت الجن واإلنس إال
ليعبدون.»
•
•
قصة ملك الجبال مع المصطفى .
قصة ربعي بن عامر في القادسية مع رستم قائد الفرس.
.2المقاصد أرواح األعمال
• قال الشاطبي” :و المقاصد أرواح األعمال“
• إن األعمال التي يمارسها المسلم تظل هامدة بال روح إذا لم يدرك مقاصدها
والعبرة منها ،يقول الطاهر ابن عاشور« :وفي اإلعالم بالعلة تنشيط للمأمور
بالفعل على االمتثال؛ إذ يصير عالما بالحكمة» .التحرير و التنوير.14/278 :
الموافقات.2/344:
• ويقول ولي هللا الدهلوي« :ومنها أن يحصل به االطمئنان الزائد على اإليمان كما
قال إبراهيم الخليل :رب أرني كيف تحيي الموتى؟ قال أولم تؤمن؟ قال بلى
ولكن ليطمئن قلبي ،ذلك أن تظاهر الدالئل وكثرة طرق العلم يثلجان الصدر
ويزيالن اضطراب القلب» .حجة هللا البالغة.1/38 :
• ويقول الدكتور أحمد الريسوني« :المقاصد تزيل الكلل وتسدد العمل“ ،قديما قالوا:
"من عرف ما قصد هان عليه ما وجد" ،فاإلنسان حينما يقدم على عمل وهو ال
يدري قيمة هذا العمل وال يدري النتائج التي يسعى إلى بلوغها والفوائد التي يعمل
لجنيها وتحصيلها وال يدري قيمة ما هو فيه وجدوى ما هو بصدده ،هذا اإلنسان
عادة ما يصاب في عمله وسعيه بتحير و اضطراب أو بكلل وملل ،أو بضجر
وانقطاع» .الفكر المقاصدي قواعده و فوائده.115 :
.3العبث ال يشرع بناء على القول بالمقاصد
كالمًالشاطبيً(بالمصالح)
•
الحكيم من أسماء هللا الحسنى و هو المحسن في تدبيره اللطيف في تقديره ،وهو
الخبير بحقائق األمور العليم بحكمة المقدور ،وهو الذي يضع األشياء في
مواضعها ،ويعلم خواصها ومنافعها ،وكل حكمة في الوجود هي من آثار
حكمته.
•
يقول ابن قيم الجوزية« :ال يكون الكالم حكمة حتى يكون موصال إلى الغايات
المحمودة ،والمطالب النافعة ،فيكون مرشدا إلى العلم النافع والعمل الصالح،
فتحصل الغاية المطلوبة ،فإذا كان المتكلم به لم يقصد مصلحة المخاطبين وال
هداهم وال إيصالهم إلى سعادتهم وداللتهم على أسبابها وموانعها وال كان ذلك
هو الغاية المقصودة وال تكلم ألجلها وال أرسل الرسل وال أنزل الكتب ألجلها
وال نصب الثواب والعقاب ألجلها لم يكن حكيما وال كالمه حكمة “..شفاء
•
وتعالى هللا عز وجل عن ذلك علوا كبيرا ،واألصل أنه سبحانه حكيم ال يفعل
األشياء عبثا وال من غير معنى :ربنا ما خلقت هذا باطال سبحانك.
العليل.419:
.4المرجع المهم لحسم الخالف
•
ال شك أن المقاصد مرجع مهم في حسم الخالف و مسلك في تقليل
النزاع الفقهي؛ وذلك باعتماد علم المقاصد في عملية بناء الحكم
وتنسيق اآلراء المختلفة ودرء التعارض بينها.
•
وهذا العالمة الطاهر بن عاشور يكشف عن طويته من التصنيف
في علم المقاصد ،فيقول« :لتكون نبراسا للمتفقهين في الدين
ومرجعا بينهم عند اختالف األنظار وتبدل األعصار ،وتوسال إلى
إقالل االختالف بين فقهاء األمصار ودربة ألتباعهم على اإلنصاف
في ترجيح بعض األقوال على بعض عند تطاير شرر الخالف».
مقاصد الشريعة.5 :
.5بيان كمال الشريعة وإظهار محاسن اإلسالم
•
كتب العلماء األوائل عن محاسن اإلسالم و مناقبه و مكارم الشريعة؛ كالقفال و
العامري و البخاري و األصفهاني و غيرهم.
•
إن االشتغال على مقاصد الشريعة علما وعمال من شأنه أن يسهم في تلميع
صورة اإلسالم وإظهار محاسنها التي قد يسيء تمثلها واقع المسلمين ،وإماطة
األذى عن عظمة التشريع وسموه ،وهذا دونما ريب يعمل على امتالك لباب
القلوب ومالمسة شغافها طالما أنها جبلت على النزوع لكل مظاهر الجمال
والحسن والبهاء وخاصة في هذا الزمان الذي ابتليت فيه أمة اإلسالم عبر
السلطة الرابعة المشكلة للعقول والموجهة للسلوك :سلطة اإلعالم الغربي الذي
ما يزال يشن حملة شعواء ومن غير هوادة ضد تعاليمنا اإلسالمية السمحة،
وربطها بالعنف واإلرهاب والجفاء ،والعمل على طمس جوانب القوة والجمال
فيه ،فيما يسمى باإلسالموفوبيا وهذا ما يؤكده قول أحد المستشرقين" :يا له من
دين عظيم لو كان له رجال" .وعمل اإلنسان يظهر محاسن اإلسالم ،وقد يؤدي
إلى إسالم العديد من الضالين ،وأمثلة ذلك كثيرة.
.6إهمال المقاصد من أسباب الشقاق وانحطاط الملة وجمود الفقهاء
•
إن إهمال المقاصد والمصالح يعد من أسباب انحطاط المسلمين
وتخلفهم ،ويؤذن بجمود الفقهاء وضمور االجتهاد ،قال العالمة
الطاهر بن عاشور« :السبب الثالث إهمال النظر إلى مقاصد
الشريعة من أحكامها ،وهذا موجب تشعب الخالف سواء كان خالفا
عالياً أو نازالً» ،وقال كذلك رحمه هللا« :كان إهمال المقاصد سببا
في جمود كبير للفقهاء ،ومعوال لنقض أحكام نافعة ،وأشأم ما نشأ
عنه مسألة الحيل التي ولع بها الفقهاء بين مكثر ومقل» أليس الصبح بقريب:
.200
•
يقول الشيخ محمد بن جعفر الكتاني” :إن من أسباب انحطاط الملة ذكر األحكام مجردة عن
أسرارها“ ترجمة محمد الكتاني.35 :
.7اتباع الظواهر هدم للشريعة
• قال القاضي ابن العربي” :اتباع الظواهر على وجهه هدم للشريعة،
حسبما بيناه في غير ما موضع“ أحكام القرآن.1/29:
• و عند تفسير قوله تعالى( :و اسألهم عن القرية التي كانت حاضرة
ش ّرعا و يوم ال
البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم ًُ
يسبتون ال تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون) األعراف.163:
• قال ابن العربي” :قال علماؤنا :إنما هلكوا -يعني اليهود -ألن الصيد
حرم عليهم ،فقالوا :ال نصيد ،بل نأتي بسبب الصيد ،و ليس سبب
الشيء نفس الشيء ،فنحن ال نرتكب عين ما نهينا عنه! فنعوذ باهلل من
األخذ بالظاهر المطلق في الشريعة“ أحكام القرآن331-2/298:
.8إهمال المقاصد من أسباب االبتداع في الدين
• كتبًالعالمةًالشاطبيًكتابًالموافقاتًوًأردفهًبكتاب
االعتصامًفيًالسننًوًالبدعًوًالمصالحً،وًقالًرحمهًهللاًوً
هوًيذكرًمنًأسبابًاالبتداع” :راجعةًفيًالتحصيلًإلى وجهً
واحد :وًهوًالجهلًبمقاصدًالشريعة“ االعتصام.2/182:
• وًقال..” :إنًزلةًالعالمًأكثرًماًتكونًعندًالغفلةًعنًاعتبارً
مقاصدًالشرع“ الموافقات.4/170 :
.9المقاصد قبلة المجتهدين
•
"المقاصد قبلة المجتهدين" ،وهي عبارة مقتبسة من أبي حامد الغزالي – رحمه هللا – فقد نقل
السيوطي عنه أنه قال في كتابه حقيقة القولين" :مقاصد الشرع قبلة المجتهدين من توجه إلى جهة
منها أصاب الحق" .انظر الرد على من أخلد إلى األرض و جهل أن االجتهاد في كل عصر فرض.182:
•
فالمجتهد إذا اتجهت نيته وهمته إلى تحري مقاصد الشرع حتى أبصرها وعرفها ثم جعل التوجه
إليها قبلته واألخذ بمقتضاها غايته فهو على نور من ربه مسدَّد في ورده وصدره .الفكر المقاصدي.
•
ولقد عده ثلة من الفقهاء وعلماء األصول من اآلليات التي ال بد من مراعاتها واعتبارها ،فأضحى
بال منازع شرطا من شروط االجتهاد وواحدا من مفردات الفتوى ،ونتساءل كيف يكون مجتهدا من
يجهل مقاصد التشريع وال يدرك المصالح والمقاصد ونظرية المآل وسد الذرائع وال يميزها في
أحوال الناس وعالقاتهم؟؟
•
يقول وهبة الزحيلي« :ومن يريد استنباط الحكم الشرعي من دليله يجب عليه أن يعرف أسرار
الشريعة ومقاصدها العامة في تشريع األحكام» .أصول الفقه.2/1042 :
•
ويقول الشاطبي« :إن زلة العالم أكثر ما تكون عند الغفلة في اعتبار مقاصد
الشرع».الموافقات.
.10التناغم بين مقاصد المكلف التابعة ومقاصد الشرع األصلية
•
عن عمر بن الخطاب عن النبي قال« :إنما األعمال بالنيات ،وإنما لكل
امرئ ما نوى» البخاري ولما كان للمكلفين مقاصد مصداقا للحديث فالمطلوب
ديانة أن توافق مصدر الشرع الحكيم ،قال رسول هللا « :ال يؤمن أحدكم
حتى يكون هواه تبعا لما جئت به» األربعون النووية ح.41
•
الشيء الذي يضطرنا لالطالع على مقاصد الشريعة حتى تدور بفلكها مقاصدنا
نحن المكلفين ،وإال يقع الفصام النكد بين مقاصد الشارع ومقاصد المكلفين،
ورحم هللا من قال:
•
•
تعصي اإلله وأنت تزعم حبه ** هذا لعمري في القياس شنيع
المحب لمن يحب مطيـــ ًُع
ًَّ
لو كان حبك صادقا ألطعتــه ** إن
.10خميرة النهوض وقاعدة الشهود الحضاري
•
إذا كان التقصير في مسمى مقاصد مؤذنا بالسقوط واالندحار ،فإن العناية به
على جدارة واستحقاق ظل عامال مهما من عوامل النهوض وإرهاصا على
الشهود الحضاري ،إذ بفضله يستعاد المجد التليد.
•
يقول الدكتور طه جابر العلواني« :ونبني فقه المقاصد لنحقق هويتنا ونبني
أصالتنا المعاصرة ونستعيد دورنا ،ونشيد دعائم شهودنا الحضاري على هدى
من فقهاء الحضارة» .من تقديم نظرية المقاصد للريسوني.3 :
•
ويقول األستاذ عمرعبيد حسنة« :ومن هنا فإن سبيل الخروج أو إعادة األمة
اإلسالمية (كنتم خير أمة أخرجت للناس) هو إعادة بناء العقل المقاصدي للنخبة
والقيادة حتى نستطيع وضع األوعية السليمة لحركة األمة وكسبها ،وحماية
منجزاتها الحضارية ،وإثارة االقتداء لجمهور المسلمين للقيام بمهمتها
باالستخالف والعمران البشري» .من تقديم االجتهاد المقاصدي للخادمي.1/38:
.11المناعة الكافية لردع المشككين ومقاومة الغزو الفكري
• معرفة المقاصد يعطي المسلم مناعة كافية –
وخاصة في وقتنا الحاضر – ضد الغزو الفكري
والعقدي والتيارات المستوردة والمبادئ البراقة
والدعوات الهدامة التي يستتر أصحابها وراء
دعايات كاذبة وشعارات خادعة ،ويبذلون جهدهم
إلخفاء محاسن الشريعة وتشويه معالمها ،واالفتراء
عليها ،وإلصاق الشبه واألضاليل بها ،والتمويه على
السذج والبسطاء وأنصاف المتعلمين باالطالع
الخادع والمكر المكشوف.
كالم نفيس للعالمة الدهلوي
• قال العالمة الدهلوي رحمه هللا« :ومنها أن المبتدعين شككوا في كثير
من المسائل اإلسالمية بأنها مخالفة للعقل ،وكل ما هو مخالف يجب
رده أو تأويله ،كقولهم في عذاب القبر :إنه يكذب الحس والعقل ،وقالوا
في الحساب والصراط والميزان نحوا من ذلك ،فطفقوا يؤولون
بتأويالت بعيدة ،وأثارت طائفة فتنة الشك فقالوا :لم كان صيام آخر
يوم من رمضان واجبا ،وصوم أول يوم من شوال ممنوعاً؟ ونحو ذلك
من الكالم ،واستهزأت طائفة بالترغيبات والترهيبات ظانين أنها
لمجرد الحث والتحريض ال ترجع إلى أصل أصيل حتى قام أشقى
القوم -ابن الراوندي -فوضع الحديث "الباذنجان لما أكل له" يعرض
بأن أضر األشياء ال يتميز عند المسلمين من النافع ،وال سبيل إلى دفع
هذه المفسدة إال بأن نبين المصالح ونؤسس لها القواعد كما فعل نحو
من ذلك في مخاصمات اليهود والنصارى والدهرية وغيرهم».
تقسيم المقاصد باعتبارات مختلفة
.1
.2
.3
.4
.5
.6
باعتبارعمومًالتشريعًوًخصوصه.
منًجهةًاألصلًوًالتبع.
باعتبارًالقطعًوًالظن.
باعتبارًوقتهاًوًزمنًحصولها.
باعتبارًالضرورةًوًعدمهاًأوًالمصلحةًمنًحيثًقوتها.
تقسيمًالشاطبيًللمقاصد.
.1باعتبار تعلقها بعموم التشريع وخصوصه
• وهي ثالثة أقسام :مقاصد عامة ،وخاصة ،وجزئية.
القسم األول :المقاصد العامة:
• وهي المقاصد التي تالحظ في جميع أو أغلب أبواب الشريعة و مجاالتها ،بحيث
ال تختص مالحظتها في نوع خاص من أحكام الشريعة ،فيدخل في هذا أوصاف
الشريعة وغاياتها الكبرى من جلب المصالح ودرء المفاسد ،وهذا القسم هو الذي
يقصده المتحدثون عن مقاصد الشريعة غالباً.
• وذلك مثل حفظ الضروريات الخمس :الدين والنفس والعقل و النسل والمال ،ورفع
الحرج ،ودفع الضرر ،وإقامة القسط بين الناس ،وإخراج اإلنسان من داعية هواه
إلى عبادة هللا و اتباع أوامره واجتناب نواهيه.
• ويسمى هذا القسم بالمقاصد العامة والكلية والعظيمة.
القسم الثاني :المقاصد الخاصة
•
وهي المقاصد التي تهدف الشريعة إلى تحقيقها في باب معين ،أو أبواب متقاربة ومتجانسة
من أبواب التشريع ،أو مجال معين من مجاالتها.
•
وللشيخ الطاهر بن عاشور الفضل في لفت األنظار إلى هذا القسم من مقاصد الشريعة ،وقد
تناول منه المقاصد الخاصة اآلتية:
مقاصد الشارع في أحكام العائلة (األسرة).
مقاصد الشارع في التصرفات المالية( .االقتصاد اإلسالمي)
مقاصد الشارع في المعامالت المنعقدة على األبدان( .التشغيل)
مقاصد الشارع في القضاء والشهادة.
مقاصد الشارع في التبرعات.
مقاصد الشارع في العقوبات.
.1
.2
.3
.4
.5
.6
•
”ومما تجدر اإلشارة إليه أن معرفة المقاصد الخاصة أسهل من معرفة المقاصد العامة ،وذلك
من جهة كونها ال تحتاج إلى استقراء عام لنصوص الشريعة كلها ،وإنما تحتاج إلى استقراء
للنصوص الواردة في الباب فحسب“ المقاصد و عالقتها باألدلة.414 :
القسم الثالث :المقاصد الجزئية
وهي علل األحكام وحكمها وأسرارها ،وهي ما يقصده الشارع من خطابه
عند كل حكم على حدة من أحكام الشريعة سواء كان:
.1حكما تكليفيا :من إيجاب أو تحريم أو ندب أو كراهة أو إباحة.
.2أو حكما وضعيا :من شرط أو سبب أو مانع أو علة..
.3أو دالليا :من عموم أو خصوص أو إطالق أو تقييد.
أمثلته :الصداق في النكاح مقصوده إحداث المودة بين الزوج والزوجة .
و اإلشهاد تثبيت عقدة النكاح دفعا للنزاع و الجحود
مصادر المقاصد الجزئية
•
وقدًتولىًالكشفًعنًهذهًاألسرارًوالحكمًمجموعةًمنًالعلماءًالمفاضيلً،وذلكًمنًخالل
ِ
المصنفاتًاآلتية:
.1
.2
.3
كتبًالفروعًالفقهية.
شروحًاألحاديث.
الكتبًالمفردةًفيًالكشفًعنًالمقاصدًواألسرار :ككتبًالعز بن عبد السالم مثلً"قواعدً
األحكامًفيًمصالحًاألنام" و"مقاصدًالصوم" ...وكتبًالحكيمًالترمذيً،مثلً"الصالةً
ومقاصدها" و"عللًالعبودية"ً،وكتبًشيخًاإلسالمًابن تيمية خاصةًفيً"مجموعًالفتاوى"ً،
وكتبًتلميذهًالبارًابن قيم الجوزيةً،وباألخصًفيًكتبهً"مفتاحًدارًالسعادة" و"شفاءًالعليل"
و"إعالمًالموقعينًعنًربًالعالمين".
كتبًمفردةًفيًمحاسنًاإلسالمًوحك ِمه :مثلً"محاسنًاإلسالم" لمحمدًبنًأحمدًالبخاريً،
ِ
و"حجةًهللاًالبالغة" للدهلويً،و"إحياءًعلومًالدين" ألبيًحامدًالغزاليً،و"حكمةًالتشريعً
وفلسفته" للجرجاني.
.4
حاجة المقاصد الثالثة بعضها إلى بعض
• و معلوم أن اإلدراك الصحيح و الكامل لمقاصد الشريعة ال
يكون إال بالبحث عنها و النظر إليها من خالل هذه األقسام
الثالثة كلها؛ بحيث ال يمكن الحديث عن المقاصد العامة
للشريعة من غير إدراك لمقاصدها في كل باب من أبوابها .و
ال يمكن إدراك مقاصد األبواب و ال المقاصد العامة إال
بفحص المقاصد الجزئية و تتبعها و استخراج دالالتها
المشتركة كما ال يصح تقرير العلل و المقاصد الجزئية
لألحكام في معزل عن المقاصد العامة.
مدخلًإلىًمقاصدًالشريعة.12 :
.2تقسيمها باعتبار األصل و التبع
•
تنقسمًإلىًقسمين:
القسم األول :المقاصد األصلية:
و هي المعاني و األهداف العامة الملحوظة للشارع في تشريعاته ابتداء ،دون أن يكون للمكلف حظ
واضح فيها ،أو يكون له فيها حظ ،بيد أنه يخفى عليه ذلك الحظ في بعض األحيان .فهو ملزم
بحفظها رضي بذلك أم لم يرض و إن فرط فيها يُحجر عليه و يكره على حفظها و يعاقب على
تضييعها في الدنيا و اآلخرة.
•
و يعني هذا أنه ما من عمل مشروع يقدم عليه المكلف إال و للشارع فيه مقصد أصلي ،و هذا
المقصد قد يكون كليا و ربما كان جزئيا.
•
مثل :حفظ الضروريات الست ،و المقصد األصلي من مشروعية الصيام هو االنقياد التام هلل
وألمره ،و قد يصاحبه تحقيق مقاصد تبعية كالرغبة في التخلص من السمنة و البدانة.
القسم الثاني :المقاصد التبعية
• و هي األهداف و الغايات الثانوية التي يسعى المكلف إلى تحقيقها من امتثاله
ألوامر الشارع و امتناعه عن نواهيه ،و سميت تبعية؛ ألنها متفرعة عن األصلية
من األوامر و النواهي الشرعية و هي تابعة لتلك المقاصد.
• مثال :تنكح المرأة ألربع :لجمالها و لمالها و لحسبها و لدينها فاظفر بذات الدين
تربت يداك“ فالمقصد األصلي من النكاح هو التناسل ،و أما التمتع بجمال المرأة و
مالها و حسبها فهي تبعية للمكلف حظ فيها ،و كذا السكن و المودة و الرحمة و
التعاون على المصالح الدنيوية و األخروية و قيام الزوجة على شؤون زوجها و
شؤون أوالده و إخوته و ما أشبه ذلك.
• و الشرع ال يعارض أن يكون للمكلف مقاصد تبعية ال تتعارض مع المقاصد
األصلية.
أهمية هذا التقسيم (أصلية و تابعة)
.1
.2
.3
.4
.5
.6
.7
إذا روعيت المقاصد األصلية أخرجت المكلف عن داعية هواه.
إذا روعيت المقاصد األصلية كانت أقرب إلى إخالص العمل و صيرورته
عبادة و أبعد عن مشاركة الحظوظ التي تغير وجه محض العبودية.
إن البناء على المقاصد األصلية يُصيّر تصرفات المكلف كلها عبادات كانت
من قبيل العبادات أو العادات.
إن البناء على المقاصد األصلية ينقل األعمال إلى أحكام الوجوب.
مخالفة هذه المقاصد يؤدي في الغالب إلى كبائر الذنوب.
العمل إذا وقع على وفق المقاصد التابعة فال يخلو أن تصاحبه المقاصد
األصلية أو ال :فأماًاألول :فعملًاالمتثالً،وًإنًكانًسعياًفيًحظًنفسه .وًأماً
الثاني :فعملًبالحظًوًالهوىًمجردا.
البناء على المقاصد التابعة ال يستلزم الوجوب ،بل يدخل في المباح.
.3أقسام المقاصد باعتبار القطع و الظن
• تنقسمًإلىًثالثةًأقسام:
القسم األول :المقاصد القطعية:
وًهيًالتيًتواترتًعلىًإثباتهاًطائفةًعظمىًمنًاألدلةًوًالنصوصً
الشرعيةًالتيًالًتحتملًتأويالً،وًتثبتًبأحدًالطرقًالتالية:
• ماًدلًعليهًالنصًالذيًالًيحتملًالتأويل.
• ماًكانًمستندهًاالستقراءًألدلةًشرعيةًكثيرة.
• ماًدلًعليهًالعقلًعلىًأنًماًفيًتحصيلهًصالحاًعظيماًأوًأنًفيً
حصولًضدهًضرراًعظيماًعلىًاألمة.
• أمثلتها :مقصدًالتيسيرًوًرفعًالحرجً،وًإقامةًالعدلًوًاألمنًو
الضرورياتًالخمس.
• وًهيًبذاتهاًاألصليةًوًالكليةًوًالعامة.
القسم الثاني :المقاصد الظنية
•
•
•
•
•
•
•
و هي ما دل عليه دليل ظني من الشرع أو ما اقتضى العقل ظنه أنه مصلحة ،و
تقع دون مرتبة القطع و اليقين ،و تختلف األنظار حيالها ،و يتوصل إليها عن
طريق استقراء غير كبير لتصرفات الشريعة.
أمثلتها:
مقصد تحريم القليل من الخمر و النبيذ الذي ال يغلب على الظن إفضاؤه إلى
اإلسكار المضر للعقل؛ فتكون الداللة سدا للذريعة.
مقصد تطليق المرأة من زوجها المفقود.
مصلحة ضرب المتهم بالسرقة لالستنطاق و اإلقرار.
توريث المطلقة ثالثا في مرض الموت.
عد االلتزام بالنظام مقصدا من مقاصد الشريعة بناء على مالحظة جملة من
األحكام الشرعية الداعية إلى االنضباط و االستقامة و لو لم يرد نص صريح عن
الشارع في ذلك.
القسم الثالث :المقاصد الوهمية
• وًهيًالتيًيتخيلًوًيتوهمًفيهاًصالحًوًخيرًوًهيًعندً
التأملًضررًوًمفسدةً،إماًلخفاءًضرهاًأوًلكونًالصالح
مغموراًبفسادً،وًهذاًمنًقبيلًالوهم؛ًلعدمًاستنادهًعلىًدليلً
معتبرًشرعا.
• وًتحدثًعنهاًاألصوليونًفيًالمصالحًالملغاة.
• مثلًتوهمًالنفعًفيًالخمرً،أوًالميسرًأوًالرباًأوًتحليلًلحمً
الخنزيرًبعدًإعادةًتعليفهاًأوًنقلًخطبةًالجمعةًليومًاألحد.
.4أقسام المقاصد باعتبار وقتها و زمن حصولها
•
و هي قسمان:
القسم األول :المقاصد األخروية:
و هي التي ترجع إلى تحصيل مصالح تتعلق باآلخرة أوال و أصال أو على الغالب ،و ال يمنع
•
أن تؤدي إلى مصلحة دنيوية كالتعارف في الحج و النهي عن الفحشاء و المنكر في الصالة و
المحبة و التكافل في الزكاة و صفاء النفس في الصوم.
و إيجاب الكفارة في المال تلعقه بالدنيوي ما يعود على الفقراء من المصلحة بانتفاعهم بالمال،
•
و تعلقه باألخروي ما يحصل للمكفر من الثواب.
و المقاصد األخروية قسمان:
•
.1مقاصد أخروية في جلب الثواب.
.2مقاصد أخروية في دفع العقاب.
القسم الثاني :المقاصد الدنيوية:
و هي ما ترجع إلى تحصيل مصالح تتحقق و توجد في الدنيا أو دفع مفاسد كذلك.
.5أقسام المقاصد باعتبار الضرورة و عدمها
القسم األول :المقاصد الضرورية:
• و هذا النوع من المقاصد ضروري لألمة ال غنى لها عنها ،و أنها ال
بد منها في قيام مصالح الدين و الدنيا ،بحيث إذا فقدت لم تجر مصالح
الدنيا على استقامة ،بل على فساد و تهارج و فوت حياة و في األخرى
فوت النجاة و النعيم و الرجوع بالخسران المبين.
• قال ابن عاشور” :هي التي تكون األمة بمجموعها و آحادها في
ضرورة إلى تحصيلها بحيث ال يستقيم النظام باختاللها ،فإذا اخرمت
تؤول حالة األمة إلى فساد و تالش“ .و قال” :و أعني بذلك أن تصير
أحوال األمة شبيهة باألنعام ،بحيث ال تكون على الحالة التي أرادها
الشارع منها“.
طرق حفظ الضروريات
•
لحفظًهذهًالمقاصدًوضعًالشارعًطريقينًأساسيين:
.1وضعًاألحكامًالشرعيةًالتيًتؤمنًوجود هذهًالمصالح و
تقيمًأركانهاًوًتوفرًتحقيقًالمنافعًمنهاًوًذلكًفي حالةً
وجودها.
.2وضعًاألحكامًالشرعيةًالتيًتحفظًهذهًالمصالحًوًتصونهاً
منًالضياع أوًاإلخاللًبهاً،وًذلكًفيًحالةًالعدم؛ًلدفع
المفاسدًعنها.
أمثلة المقاصد الضرورية
• حفظ الدين :منًجانبًالوجودًبإقامةًأركانهًوًتثبيتًقواعدهً
فشرعتًأصولًالعباداتًكاإليمانًوًالنطقًبالشهادتين وً
الصالةًوًالزكاةً.
• حفظهًمنًجانبًًالعدمًبماًيدرأًعنهًاالختاللًبالجهادًوً
عقوبةًالردة.
• وًكذاًحفظًالنفسًوًالعقلًوًالنسلًوًالعرضًوًالمال.
القسم الثاني :المقاصد الحاجية
• ابن عاشور”:ما تحتاج األمة إليه القتناء مصالحها و انتظام أمورها على وجه
حسن؛ بحيث لوال مراعاته لفسد النظام و لكنه كان على حالة غير منتظمة؛ فلذلك
كان ال يبلغ مرتبة الضروري“ ،و هي تلي رتبة الضروريات.
• و هي كما يقول الشاطبي“:مفتقر إليها من حيث التوسعة و رفع الضيق المؤدي
في الغالب إلى الحرج و المشقة الالحقة بفوت المطلوب ،فإذا لم تراع على
المكلفين دخل على المكلفين على الجملة الحرج و المشقة و لكنه ال يبلغ الفساد
العادي المتوقع في المصالح العامة“.
و هذه الحاجيات تجري في العبادات و العادات و المعامالت و الجنايات .
أمثلة المقاصد الحاجية
• في العبادات :شرعتًالرخصًالمخففةًللمشقةًالمترتبةًعلىًالسفرًوً
المرض؛ًإذًلوًكانًمأموراًبالصومًفيًالسفرًلكانًفيًحرجًوًضنك.
• في العادات :أبيحًالصيدًوًالتمتعًبالطيباتًمماًهوًحاللًمأكالًوً
مشرباًوًمركباًوًماًإليه.
• و في المعامالت :شرعتًالقسامةًوًضربًالديةًعلىًالعاقلةًوً
تضمينًالصناعًوًماًأشبههً،وًالتعاملًباإلجاراتًوًاألكريةًوًلوً
كانًمحرماًعليهًالطالقًوًإنًفيًالمضارةًلكانًفيًحرج.
القسم الثالث :المقاصد التحسينية
• :الغزالي” :ال يرجع إلى ضرورة و ال إلى حاجة و لكن يقع
موقع التحسين و التزيين و التيسير للمزايا و المزائد و رعاية
أحسن المناهج في العادات و المعامالت“.
• الشاطبي” :معناها األخذ بما يليق من محاسن العادات و
تجنب األحوال المدنسات التي تأنفها العقول الراجحات“.
أمثلة المقاصد التحسينية
• وًهيًجاريةًفيماًيجريًفيهًاألوليانًوًأمثلته:
•
•
•
•
في العبادات :شرعتًالطهاراتًكلهاًوًسترًالعورةًوًأخذًالزينةًو
التقربًبنوافلًالخيرات..
في العادات :كآدابًاألكلًوًالشربًوًمجانبةًالمآكلًالنجساتًوً
المشاربًوًالمستخبثاتًوًاإلسرافًوًاإلقتارًفيًالمتناوالت.
و في المعامالت :كالمنعًمنًبيعًالنجاساتًوًفضلًالماءًوًالكألًوًماً
أشبهًذلك.
و في الجهاد :كمنعًقتلًالنساءًوًالصبيانًوًالرهبانًًوًماًإلىًذلك.
لماذا المقاصد التحسينية؟
• أال ترى أن التمتع بما هو مشروع من الزينة ملبسا و طيبا و
تأنقا في المسكن و المركب و بشاشة الوجوه عند التالقي و
مناداة اآلخرين بأحب األسماء لديهم و تخطيط المدن على
درجات من النظام و التوسعة و تزيينها بالحدائق الناضرة أال
ترى أن ذلك كله يضفي على الحياة الفردية و االجتماعية
مسحة من الجمال يشيع في النفوس البهجة و الراحة و
االطمئنان ،و أن ذلك كله لو لم يتحقق حصوله ؛ فإنه ال
يفضي إلى مشقة في الحياة ،فضال عن أن يفضي إلى عطالة
في مسيرتها نحو أهدافها المبتغاة منها؟! إن ذلك كله و ما هو
في حكمه يندرج ضمن المقاصد التحسينية.
خمس قواعد
بين يدي الضروري و الحاجي و التحسيني
.1
.2
.3
.4
الضروري أصل لما سواه من الحاجي و التكميلي.
اختالل الضروري يلزم منه اختالل الباقيين بإطالق.
ال يلزم من اختالل الباقيين اختالل الضروري.
قد يلزم من اخالل التحسيني بإطالق أو الحاجي بإطالق اختالل
الضروري بوجه ما.
ينبغي المحافظة على الحاجي و التحسيني للضروري.
•
”إن في إبطال األخف جرأة على ما هو آكد منه ،و مدخال لإلخالل به ،فصار
األخف كأنه حمى لآلكد ،و الراتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه..فالمجترىء
على األخف باإلبطال معرض للتجرؤ على ما سواه..فإذا ،قد يكون في إبطال
الكماالت بإطالق إبطال الضروريات بوجه ما“ الموافقات.
.5
ما الغرض من تقرير هذه القواعد؟
• الغرض هو اعتناء المكلف بالمكمالت حتى يأتي الضروري كامال و متينا و
محصنا؛ يقول الشاطبي:
• ”الصالة –مثال -إذا تقدمتها الطهارة أشعرت بتأهب ألمر عظيم فإذا استقبل القبلة
أشعر التوجه بحضور المتوجه إليه ،فإذا أحضر نية التعبد أثمر الخضوع و
السكون ،ثم يدخل فيها على نسقها بزيادة السورة خدمة لفرض أم القرآن ،ألن
الجميع كالم الرب المتوجه إليه ،و إذا كبر و سبح و تشهد فذلك كله تنبيه للقلب ،و
إيقاظ له أن يغفل عما هو فيه من مناجاة ربه و الوقوف بين يديه ،و هكذا إلى
آخرها ،فلو قدم قبلها نافلة كان ذلك تدريجا للمصلي و استدعاء للحضور و لو
أتبعها نافلة أيضا لكان خليقا باستصحاب الحضور في الفريضة“ الموافقات.2/338:
• و قال أيضا” :فأنت ترى أن هذه المكمالت الدائرة حول حمى الضروري خادمة
له و مقوية لجانبه ،فلو خلت عن ذلك أو عن أكثره لكان خلال فيها ،و على هذا
الترتيب تجري سائر الضروريات مع مكمالتها لمن اعتبرها“ المرجع السابق.
.6تقسيم الشاطبي للمقاصد
الشاطبي
و قد جمع أبو إسحاق الشاطبي بين
مسلكين في التقسيم:
مقاصد الشريعة
قسمان
.1مسلك أبي حامد الغزالي في الكالم
عن المقاصد.
.2و مسلك العز بن عبد السالم في
كثرة التفريعات في كتاب“القواعد“.
القسم األول
مقاصد الشارع
القسم الثاني
مقاصد المكلف
•
هذا ،و قد برع فضيلته بإضافاته
القيمة على من سبقوه ،و هي في
غاية األهمية و الروعة.
القسم األول :قصد الشارع
قصد الشارع
(أربعة)
()1
قصدًالشارعً
ابتداءًلمراعاةًمصالح
العباد
()2
قصدًالشارع
فيًوضعًالشريعة
لإلفهام
()3
قصدًالشارع
فيًوضعًالشريعة
للتكليفًبمقتضاها
()4
قصدًالشارع
فيًوضعًالشريعة
لدخولًالمكلفًتحتهاً
.1قصد الشارع من وضع الشريعة ابتداء؛ لمراعاة
مصالح العباد
• و هذه الكلمة لها أهميتها في توضيح ما يعنيه بهذا النوع و
تمييزه عن األنواع الثالثة األخرى ،بمعنى القصد الذي
يعتبر في المرتبة األولى و يكون ما عداه كالتفصيل له ،و
هذا القصد األول هو :أن وضع الشرائع إنما هو لمصالح
العباد في العاجل و اآلجل معا.
• وًهيًالًتعدوًثالثةًأقسام:
.1ضرورية
.2حاجية
.3تحسينية
.2وضع الشريعة لإلفهام
• و يقصد بهذا القسم أنه ال بد أن تكون الشريعة مفهومة و واضحة
للمكلفين؛ كي يتسنى لكل مكلف فهم المقصود من التكليف؛ و ذلك
يرجع إلى أمرين:
.1هذه الشريعة المباركة عربية ،أي جاءت بلسان عربي مبين؛ و ألن
الفهم السليم للنصوص ال يكون إال بلسان العرب (قرآنا عربيا)
(بلسان عربي مبين) .و ألن القرآن نزل بلسان العرب فمن أراد
تفهمه فمن جهة لسان العرب يفهم ،و ال سيبل أن يُطلب فهمه من
غير هذه الجهة.
.2و أن هذه الشريعة المباركة أمية؛ فألن أهلها كذلك ،فهو أجرى
على اعتبار المصالح ،بمعنى أن تنزيل الشريعة على مقتضى حال
ال ُم ّ
نزل عليهم أوفق برعاية المصالح التي يقصدها الشارع الحكيم.
.3وضع الشريعة للتكليف بمقتضاها
•
و قد وزع أبحاثه على اثنتي عشرة مسألة يمكن جمعها في موضوعين:
.1
التكليف بما ال يطاق :و هذا منفي عن الشريعة قطعا و إجماعا.
.2
•
•
التكليف بما فيه مشقة :و هو الموضوع األهم في هذا النوع:
إن الشارع لم يقصد إلى التكليف بالمشقة و اإلعنات فيه.
و إن ورد التكليف بما يلزم فيه مشقة،فإن الشارع لم يقصد المشقة نفسها بل لما فيها من
المصالح العائدة على العباد.
لكن ال تسمى في العادة المستمرة مشقة كما ال يسمى في العادة طلب المعاش مشقة
بالتحرف و سائر الصنائع؛ ألنه ممكن معتاد فكذلك المعتاد من التكاليف.
و المشقة المقصودة هنا هي الخارجة عن المعتاد أما غيرها فال.
و أن الشرع شرع رخصا كثيرة ،فلو كان يقصد المشقة لما وضع الرخص.
و النصوص مستفيضة في رفع الحرج و إثبات التيسير و السماحة.
•
•
•
•
قصد الشارع من رفع الحرج و المشقة
•
.1
يتلخص في أمرين:
الخوف من االنقطاع من الطريق و بغض العبادة و كراهة التكليف و ينتظم
تحت هذا المعنى الخوف من إدخال الفساد على المكلف في جسمه أو عقله أو
ماله أو حاله .و جمع هذا المعنى الحديث” :إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه
برفق“.
.2
خوف التقصير عند مزاحمة الوظائف المتعلقة بالعبد المختلفة األنواع مثل
قيامه على أهله و ولده .كما في حديث” :إن لنفسك عليك حقا و ألهلك عليك
حقا“
•
قال الشاطبي عن التشريع وضع” :على الطريق الوسط األعدل اآلخذ بين
الطرفين بقسط ال ميل فيه الداخل تحت كسب العبد من غير مشقة عليه و ال
انحالل“.
.4قصد الشارع في دخول المكلف تحت أحكام الشريعة
• يقول :الشريعة بحسب المكلفين كلية عامة :بمعنى أنه ال
يختص بالخطاب بحكم من أحكامها الطلبية بعض دون بعض
و ال يتحاشى من الدخول تحت أحكامها مكلف البتة.
• و يقول أيضا :إن الشريعة كما أنها عامة في جميع المكلفين و
جارية على مختلفات أحوالهم فهي عامة أيضا بالنسبة إلى
عالم الغيب و الشهادة من جهة كل مكلف و إليها نرد كل ما
جاءنا من جهة الباطن كما نرد إليها كل ما في الظاهر.
المقصد أن يكون عبدا هلل اختيارا كما هو عبد هلل اضطرارا.
•
و مصالح المكلفين قد تنال مع اتباع الهوى إال أنها ال تنال على
أكمل وجه إال من خالل أحكام الشرع ،و هذا ال يتحقق إال بالتحرر
من األهواء و النزوات ،و النتيجة ثالثة امور:
.1كل أمر كان المتبع فيه الهوى بإطالق من غير التفات إلى األمر و
النهي أو التخيير فهو باطل..و كل فعل كان المتبع فيه بإطالق األمر
أو النهي أو التخيير فهو صحيح و حق؛ ألنه قد أتى من طريقه
الموضوع له ،و وافق فيه صاحبه قصد الشارع فكان كله صوابا..و
أما إن امتزج فيه األمران فكان معموال بهما فالحكم للغالب و
السابق.
.2إنًاتباعًالهوىًطريقًإلىًالمذمومًوًإنًجاءًفيًضمنً
المحمود؛ًألنًاالسترسالًفيًإرضاءًهوىًالنفسًوًفعلً
المباحاتًيعودًالنفسًعلىًذلكً،وًقدًيؤديًبهًالحالًإلىً
التمردًعلىًقيودًالشرعً،وًالدخولًفيًالمحظور.
.3إنًاتباعًالهوىًفيًاألحكامًالشرعيةًمظنةًألنًيُحتالًبهاً
سلماًلماًفي أيديً
ألغراضهًكالمرائيًيتخذًاألعمالًالصالحةً ُ
الناس.
القسم الثاني :مقاصد المكلف
• و أصل هذا القسم قوله (ص)” :إنما األعمال بالنيات و إنما
لكل امرىء ما نوى“.
• قال :إن األعمال بالنيات و المقاصد معتبرة في التصرفات
من العبادات و العادات.
• و قال أيضا :العمل إذا تعلق به القصد تعلقت به األحكام
التكليفية و إذا عرى عن القصد لم يتعلق به شيء منها كالنائم
و الغافل و المجنون.
وجهان مهمان في الموضوع
.1قصد الشارع من المكلف أن يكون قصده في العمل موافقا
لقصده في التشريع.
.2كل من ابتغى في تكاليف الشريعة غير ما شرعت له فقد
ناقض الشريعة .و كل ما ناقضها فعمله في المناقضة
باطل ،فمن ابتغى في التكاليف ما لم تشرع له ،فعمله باطل.
خصائص المقاصد و ضوابطها
.1
الثبات :أن تكون تلك المعاني مجزوما بتحقيقها أو مظنونا ظنا قريبا من الجزم.
.2
الظهور :االتضاح بحيث ال يختلف الفقهاء في تشخيص المعنى و ال يلتبس
على معظمهم بمشابهة مثل حفظ النسب الذي هو القصد من مشروعية النكاح،
فهو معنى ظاهر و ال يلتبس بحفظه الذي يحصل بطرق غير شرعية.
.3
االنضباط :أن يكون للمعنى حد معتبر ال يتجاوزه و ال يقصر عنه بحيث يكون
القدر الصالح منه يعتبر مقصدا شرعيا قدرا غير مشكك ،مثل حفظ العقل إلى
القدر الذي يخرج به العاقل عن تصرفات غير العقالء الذي هو المقصد من
مشروعية التعزير بالضرب عن اإلسكار.
.4االطراد و اإلطالق:
• أن ال يكون المعنى مختلفا باختالف أحوال األقطار و القبائل و
األعصار ،يقول الشاطبي” :مقاصد الشارع في بث المصالح أن تكون
مطلقة عامة ،ال تختص بباب دون باب ،و ال بمحل دون محل ،و ال
بمحل وفاق دون محل خالف ،و بالجملة األمر في المصالح مطرد
مطلقا في كليات الشريعة و جزئياتها“.
• و السبب أن األحكام مشروعة لمصالح العباد ،و ال يتأتى أن تكون
مختصة ببعض المكلفين دون بعض و لو اختصت بالبعض لم تكن
موضوعة على اإلطالق.
.5العموم و الشمول
• و هي خاصية الزمة لمقاصد الشريعة اإلسالمية و خاصة في
أصولها من الضروريات و الحاجيات و التحسينيات ،فهي
مبثوثة في كل مباحث الشريعة شاملة ألبوابها و أدلتها ،تعم
الجزئيات و تستغرق الكليات ،و ال تختص بجهة دون أخرى
أو بموضع دون آخر أو بقاعدة دون قاعدة ،فهي أصول
الشريعة و الكافية في مصالح الخلق عموما و خصوصا
بحيث ال تفتقر تلك الكليات إلى إثباتها عن طريق قياس أو
غيره.
.6عدم النسخ:
• و ذلك بأن ال يعتري هذه المقاصد نسخ باإلبطال و اإللغاء،
يقول الشاطبي” :القواعد الكلية من الضروريات و الحاجيات
و التحسينيات لم يقع فيها نسخ ،و إنما وقع النسخ في أمور
جزئية بدليل االستقراء ،فإن كل ما يعود بالحفظ على األمور
الخمسة ثابت و إن فرض النسخ في بعضها إلى غير بدل
فأصل الحفظ باق ،إذ ال يلزم من رفع بعض أنواع الجنس
رفع الجنس“.
.7اعتبارها في كل ملة و شريعة:
• و قد أكد الشاطبي هذا المعنى بقوله” :بل زعم األصوليون أن
الضروريات مراعاة في كل ملة ،و هكذا يقضي األمر في
الحاجيات و التحسينيات“ و قال أيضا” :و مجموع
الضروريات خمسة و هي :حفظ الدين و النفس و النسل و
المال و العقل ،و قد قالوا :إنها مراعاة في كل ملة“.
• لقوله تعالى( :شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا و الذي
أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى أن
أقيموا الدين و ال تتفرقوا فيه) الشورى.13:
مسالك الكشف عن المقاصد
•
•
•
•
•
أو طرق إثبات مقاصد الشريعة.
بماذا تعرف مقاصد الشارع؟
تناولها الشاطبي في الموافقات ،و الطاهر بن عاشور في مقاصد
الشريعة.
و الدكتور عبد المجيد النجار ”مسالك الكشف عن مقاصد الشريعة بين
الشاطبي و الطاهر بن عاشور“ مقال بمجلة العلوم اإلسالمية عن
جامعة األمير عبد القادر ،قسنطينة ،الجزائر ،و نشره في كتاب
فصول في الفكر العربي اإلسالمي.
أفردها في رسالة” :طرق الكشف عن مقاصد الشريعة“ نعمان جغيم.
مشكلةًالتعرفًعلىًمقاصدًالشريعة
• تعتبرًمنًالمشاكلًالخطيرة؛ًألنًالخطأًفيًتعيينًالمقاصدً
يجعلًاألمرًيجريًعلىًغيرًماًأرادهًهللاًتعالى.
• قال ابن عاشور و هو يستشعر خطورة هذا األمر” :على
الباحث في مقاصد الشريعة أن يطيل التأمل و يجيد التثبت في
إثبات مقصد شرعي ،و إياه و التساهل و التسرع في ذلك؛
ألن تعيين مقصد شرعي كلي أو جزئي أمر تتفرع عنه أدلة
و أحكام كثيرة في االستنباط ،ففي الخطأ فيه خطر عظيم“
مقاصد الشريعة االسالمية.177 :
المسلك األول :األوامر و النواهي االبتدائية التصريحية
•
•
•
•
قال الجويني” :و من لم يتفطن لوقوع المقاصد في األوامر و
النواهي فليس على بصيرة في وضع الشريعة“ البرهان.1/205:
األمر الشرعي هو طلب الفعل أو طلب الترك؛ فوقوع الفعل
عند وجود األمر مقصود للشارع ،و كذا طلب الترك.
طلب فعل الصالة (و أقيموا الصالة) ،و طلب فعل الشورى
(و شاورهم في األمر).
وطلب ترك الزنا (و ال تقربوا الزنا إنه كان فاحشة و ساء
سبيال) ،و طلب ترك الخمر و الميسر (إنما يريد الشيطان أن
يوقع بينكم العداوة و البغضاء في الخمر و الميسر).
هو مسلك من مسالك العلم بالمقاصد على وجه اإلجمال
• و هذا المسلك من مسالك العلم بمقاصد الشريعة ليس من
طبيعته أن يعرف بهذه المقاصد على وجه التعيين ،لكنه كفيل
أن يعرف بها على وجه اإلطالق ،فيحصل بواسطته علم
جملي على اعتبار أن كل طلب إالهي متضمن لمقصد
شرعي.
• و بالتالي يستعان بالمسالك األخرى لالنتقال من تعرف
المقاصد على وجه اإلطالق و اإلجمال بالبحث عنها عمقا و
تأصيال ،و على وجه التعيين.
قيود األوامر و النواهي عند الشاطبي
• و ضع الشاطبي لهذا المسلك قيدين:
.1أن يكون األمر و النهي ابتدائيين:
كاألمر بالصالة و الزكاة و النهي عن الزنا و الربا ،و قد أتي بهما
بالقصد األول أصالة و ابتداء ال بالقصد الثاني أي وروده تبعيا و
تعضيدا ألمر أو نهي؛ و مثاله( :فاسعوا إلى ذكر هللا و ذروا البيع)
فالسعي إلى ذكر هللا أمر ابتدائي بالقصد األول ،بينما (ذروا البيع)
أمر تبعي قصد به تعضيد األمر األول ،فال يصح أن يستدل به على
قصد الشارع إلى منع البيع! ألن النهي عن البيع هنا لم يتعلق بالبيع
خاصة ،و إنما جاء تأكيدا ألمر السعي؛ بقطع كل السبل المؤدية إلى
تعطيله و إن كانت جائزة كالبيع نفسه.
فال يقال المقصد النهي عن البيع بإطالق ،بل النهي عن البيع من
أجل تحقق السعي إلى صالة الجمعة.
.2أن يكون األمر و النهي مصرحا بهما:
• و كونهما تصريحيين أراد به إخراج األمر أو النهي الذي يكون
ضمنيا؛ ألنه أيضا ال يكون مقصودا إال بالقصد الثاني على سبيل
التعضيد و التأكيد لألمر أو النهي الصريح.
• من هذا القبيل يكون مطلوبا من باب ”ما ال يتم الواجب إال به فهو
واجب“ فهو من الوسائل ال المقاصد أو المقصود بالقصد التبعي
الثاني ،أو األمر الحاصل من قاعدة ”النهي عن الشيء أمر بضده“ و
كذا النهي الحاصل من قاعدة ”األمر بالشيء نهي عن ضده“ ،فهذه
توكيدية ليس إال.
• مثاله األمر بالحج صريح ،و األمر بأخذ مستلزماته و القيام بها أمر
ضمني.
المسلك الثاني :معرفة علل األوامر و النواهي
• إن األحكام الشرعية سواء أكانت أوامر أو نواهي عللً يناط بها مقصد الشارع
بحسب ما تقتضيه من فعل أو ترك ،و مقصد الشارع هو ما اقتضته تلك العلل
المعلومة من مسالكها.
• و الشاطبي نبّه على أن العلل ليست في ذاتها مقاصد بل عالمات عليها ،و جعل
مقتضى العلل من إيقاع الفعل و عدمه هي المقاصد في ذاتها.
• و قسم العلة إلى نوعين :علة معلومة ينبغي أن يتبعها المجتهد بالبحث بواسطة
العلة المعروفة في علم األصول فحيثما عثر عليها عثر على مقتضى األمر أو
النهي من المقصد و عدمه كالنكاح لمصلحة التناسل و الحدود لمصلحة اإلزجار.
• و أما العلة غير المعلومة فيرى الشاطبي وجوب التوقف لعدم الدليل على تعدي
العلة إلى غير المنصوص عليه و أنه إن حصل غير مقصود للشارع .و غالبا ما
يكون هذا في العبادات.
مثال األمر و النهي المعللين
•
•
•
•
قولهًتعالى( :وًالًتقربواًالزنىًإنهًكانًفاحشةًوًساءًسبيال)
فهوًنهيًعنًالزنىًالمعللًبكونهًفاحشةًوًسيءًالعواقبًوً
النتائج.
يكونًتركًالزنىًمبعداًلمفاسدًالفواحشًوًالعواقبًالسيئة.
وًيكونًتركهًتطبيقاًلواجبًاالمتثالًإلىًهللاًتعالى وًهذاً
تقريرًلمقصدًأعلىً(تحقيقًالعبوديةًهلل).
وًكذاًالنكاحًلمصلحةًالتناسلً،وًالبيعًلمصلحةًاالنتفاعً
بالمبيع.
المسلك الثالث :سكوت الشارع
•
إن األحكام التي يبحث فيها العلماء لمعرفة مقصد الشارع فيها ال
تخلو من ثالثة أحوال:
الحالة األولى :أن يطلبها الشارع باألمر أو الترغيب فيها بذكر محاسنها
أو الثناء على أهلها القائمين بها أو اإلخبار عن كونها محبوبة له ،أو
الذم و الوعيد على تاركها؛ و هي إما أن تكون واجبة أو مندوبة ،و
ال يخفى تعلق قصد الشارع بها.
الحالة الثانية :أن ينفيها الشارع بالنهي عنها و عدم قربانها أو الوعيد
عليها أو ذمها و ذم أصحابها ،فتكون محرمة أو مكروهة على أقل
الحاالت؛ فندرك أن مقصود الشارع عدم إيقاعها؛ ألن في إيقاعها
مخالفة لمقصوده.
الحالة الثالثة:
•
أنًيسكتًالشارعًعنًبيانًالحكمًفيهاًبالنفيًأوًاإلثباتً،وًهذاًعلىًنوعين:
النوع األول :ماًسكتًالشارعًعنهًلعدمًوجودًماًيقتضيه؛ًًأيًتركهًالشارعًلعدًقيامً
المقتضيًوًالمسببًلهًأوًقامًالمقتضيًوًلكنًتخلفًشرطهًأوًوجدًمانعًأوً
حدثًبعدًوفاةًالنبيً(ص) المقتضيًلذلكً،وًوجدًالشرطًوًزالًالمانعً،و
يدخلًفيًهذاًالقسمًالمصالحًالمرسلة.
من أمثلتها:
األمورًالتيًحدثتًبعدًوفاةًالنبيً(ص) فإنهاًلمًتكنًموجودةً،وًفتحًألجلهاً
بابًاالجتهادًوًالقياسًوًالمصالحًللنظرًفيهاًوًإجرائهاًعلىًماًتقررًفيً
كلياتهاً،مثلًجمعًالمصحفًوًتدوينًالسنةًً،والوقوفًعندًاإلشاراتًالحمراءً
وًانظمةًاإلدارةًوًاالمتحانات .وًهذاًالنوعًغيرًمقصودًفيًهذاًالمسلك.
النوع الثاني من الحالة الثالثة:
• و المقصود به سكوت الشارع عن إعطاء حكم أو وضع تشريع مع أن“ موجبه
المقتضي قائم ،فلم يقرر فيه حكم ،عند نزول النازلة ،زائد على ما كان في ذلك
الزمان ،فهذا الضرب السكوت فيه كالنص على أن قصد الشارع أن ال يزاد فيه
و ال ينقص؛ ألنه لما كان هذا المعنى الموجب لشرع الحكم العملي موجودا ثم لم
يشرع الحكم داللة عليه كان ذلك صريحا في أن الزائد على ما كان هناك بدعة
زائدة و مخالفة لما قصده الشارع إذ فهم من قصده :الوقوف عندما حد هناك ال
الزيادة عليه و ال النقصان منه“ الموافقات.2/410:
• و هذا النوع هو المسكوت عنه الذي تركه الشارع بقصد إلغائه و عدم إيقاعه ،و
هذا يختص بالمجال التعبدي ،فيجب القطع بأنه بدعة ،و أن فعله مناقض لقصد
الشارع.
• و هذا أصل عظيم و ضابط قوي في التمييز بين البدع و المصالح المرسلة ،و هو
ما أفرد فيه الشاطبي كتاب االعتصام.
أمثلة المسكوت عنه مع وجود الحاجة إلى البيان:
• عدمًاآلذانًوًاإلقامةًفيًصالةًالعيدينًوًالكسوفًوً
االستسقاءً،فقدًسكتًعنًذلكًسكوتاًيعدًبيانا.
• وًيذكرًالمالكيةًسجودًالشكرًوًردواًالروايةًالمنقولةًعنً
أبيًبكرً،ألنًالمعنىًالذيًيقتضيًهذاًالسجودًتكررت لهً
حاالتًالًتحصىًوًلمًيعرفًفيهاًشيءً،وًزكاةًالخضرًو
البقولًمعًقيامًالمعنىًالداعيًلذلكًباعتبارًمشابهتهاًلسائرً
المنتوجاتًالزراعية.
• وًالقاعدة :السكوت في موضع الحاجة إلى البيان بيان.
المسلك الرابع :العمل النبوي التبليغي التشريعي
• و ذلك احترازا من التصرفات النبوية بمقتضى الصفات الفطرية كميله
إلى نوع من الطعام دون غيره أو مقتضى الخبرة البشرية ،أو ما كان
خاصا به ،و غيرها من األفعال غير التشريعية.
• أفعال النبي (ص) التبليغية يمكن أن تكون بذاتها أو بقرائن ظروفها و
أحوالها مسلكا نتعرف به مقاصد الشريعة.
• من أمثلته ،مداومة النبي (ص) على زيارة أصحابه في بيوتهم
فنستبين منها مقصد تقوية الرابطة األخوية بين المسلمين .وكان
يستشير أصحابه في أمور كثيرة و في مناسبات مختلفة فيثبت بذلك
مقصد التوافق االجتماعي و حسم أسباب الخالف و الفرقة ،و تعامله
(ص) بسماحة و تيسير يعلم منه مقصد التيسير و السماحة و هكذا.
المسلك الخامس :السنن التقريرية
• و هي أعمال الصحابة التي أقرها النبي (ص) و لم ينكرها ،و عدم
إنكارها دليل على الموافقة عليها و قبولها.
• و هذا المسلك يمكن اندراجه في دائرة األمر و النهي الشرعيين و إن
لم تتعلق به صيغة أو قرينة تدالن على األمر أو النهي؛ و ذلك ألنه
مراد الشارع و مقصود له كاألمر تماما .إذ المراد هو ما يريده
الشارع سواء بالتنصيص على طلب فعله أو طلب تركه أو بما هو في
معنى التنصيص و هو ”اإلقرار“ أو ”التقرير“.
• إن تقريرات النبي (ص) لعمل ما دليل على شرعيته و حجيته و على
كونه مرادا و مقصودا له.
المسلك السادس :آثار الصحابة
• و المقصود أقوالهم و أفعالهم و فتاواهم؛ ألنها الطريق األسلم
في معرفة المقاصد و كشفها ،و هم الذين صحبوا النبي (ص)
وفهموا التنزيل و عرفوا أسبابه و واكبوا تشريعاته و وقفوا
على مقاصده و غاياته و أسراره و ألموا بحيثياته و
مالبساته.
• قال شيخ اإلسالم ابن تيمية” :و بكل حال ف ُهم أعلم األمة
بحديث رسول هللا (ص) و سيرته و مقاصده و أحواله“المجموع.
• و قال أيضا” :فالرجوع إليهم في معاني األلفاظ متعين سواء
كانت لغوية أو شرعية“بيان الدليل.
المسلك السابع :االستخراج من المقاصد األصلية
•
.1
.2
•
•
تعرفنا سابقا في أقسام المقاصد على المقاصد األصلية و المقاصد التبعية،
القصد األول و القصد الثاني.
المقاصد األصلية التي قصدها الشارع باألصل و االبتداء ،و مثالها مقصد
التعبد بالصالة ،ومقصد النسل بالزواج.
و المقاصد التابعة التي قصدها الشارع على سبيل التبعية للمقاصد األصلية و
التفرع عنها ،مثالها في الصالة كونها ناهية عن الفحشاء و المنكر و كونها
محققة لخصال نفسية و اجتماعية و بيئية نافعة ،و مثالها في الزواج االستمتاع
بين الزوجين و األنس باألوالد و تحقيق السكن و المودة و الرحمة و
االستقرار.
بالمقاصد األصلية تعرف المقاصد التبعية إذا كانت األخيرة مقوية لألصلية و
مدعمة لها أما إذا ناقضتها و صادمتها فال تعتبر كنكاح المتعة و التحليل
ناقضان للنسل.
المقاصد األصلية دالة على التابعة باعتماد ضابط التوافق و التكامل بين
النوعين من المقاصد.
المسلك الثامن :أدلة القرآن الواضحة الداللة
• في القرآن الكريم أدلة كثيرة واضحة الداللة بحيث يضعف احتمال أن
يكون المراد منها غير ما هو ظاهرها بحسب االستعمال العربي قال
ابن عاشور” :بحيث ال يشك في المراد منها إال من شاء أن يدخل على
نفسه شكا ال يعتد به ،أال ترى أنا نجزم بأن معنى (كتب عليكم
الصيام) أن هللا أوجبه ،و لمن قلب أحد :إن ظاهر هذا اللفظ مكتوب
في الورق لجاء خطأ من القول“ مقاصد الشريعة االسالمية.21 :
•
•
و في النصوص اآلتية تصريح بمقاصد شرعية أو تنبيه على مقاصد تعرف بالفهم المباشر من
النص القرآني الواضح الداللة:
(وماًجعلًعليكمًفيًالدينًمنًحرج) (وًالًتأكلواًأموالكمًبينكمًبالباطل) (وًهللاًالًيحب الفساد).
المسلك التاسع :االستقراء
• استقرأت األشياء :تتبعت أفرادها لمعرفة أحوالها و خواصها.
• و اصطالحا :القرافي ”تتبع الحكم في جزئياته“ و الغزالي ”تصفح
أمور جزئية ليحكم بحكمها على أمر يشمل تلك الجزئيات“.
• و هو نوعان:
.1استقراء تام :بحصر الكلي في جميع جزئياته و تتبعها و هو حجة
بال خالف يفيد القطع كضرورة وجود الطهارة في كل صالة فرضا
كانت أو نافلة.
.2استقراء ناقص :ما ال يكون فيه حصر الكلي في جميع جزئياته،
يفيد الظن ،و كلما كان في جزئيات أكثر كان أقوى.
مسألة التعليل
• وًقدًأطلقًاألصوليونًاسمًالعلةًعلىًأمورًثالثةًهي:
.1المعنىًالمناسبًلشرعيةًالحكمً،وًهوًماًفيًالفعلًمن نفعً
أوًضرر؛ًوًسميًبالحكمة.
.2ماًيترتبًعلىًتشريعًالحكمًوًامتثالهًمنًجلبًمنفعةًأوً
دفعًمضرة؛ًوًسميًبالمصلحةًأوًمقصدًالشارعًمنً
التشريعً،وًسميًبالحكمةًأيضا.
.3الوصفًالظاهرًالمنضبطًاليًيترتبًعلىًتشريعًالحكمً
عندهًجلبًمنفعةًللعبادًأوًدفعًمضرةًعنهمً،بمعنىًأنهً
مناسبًلتشريعًالحكمًعنده.
مواقف العلماء من التعليل
• المنكرون للعلل ذكر الشاطبي الفخر الرازي فقال” :و زعم
الرازي أن أحكام هللا ليست معللة بعلة البتة كما أن أفعاله
كذلك“ .و الظاهر أن هذا رأيه في علم الكالم خالفا لعلم
األصول من كتابه المحصول.
• يقول ابن حزم ” :إن القياس و و تعليل األحكام دين إبليس و
أنه مخالف لدين هللا تعالى ،نعم و لرضاه .و نحن نبرأ إلى هللا
تعالى من القياس في الدين و من إثبات علة لشيء من
الشريعة“ اإلحكام.8/113 :
كثرة التعليل في القرآن و السنة
• قال ابن القيم” :و القرآن و سنة رسول هللا مملوءان من
بالحكم و المصالح ،و تعليل الخلق بها ،و
تعليل األحكام
ِ
التنبيه على وجوه الحكم التي ألجلها شرع تلك األحكام ،و
ألجلها خلق تلك األعيان .و لو كان هذا في القرآن و السنة
نحو مائة موضع أو مائتين لسقناها ،و لكنه يزيد على ألف
موضع بطرق متنوعة“ مفتاح دار السعادة.2/22:
• و قد ساق فضيلته عشرات األمثلة من كتاب” :إعالم الموقعين“:
.200-1/196
التعليل قول أكثر أهل العلم و حكي اإلجماع فيه
• قال ابن تيمية” :ألهل السنة تعليل أفعال هللا تعالى و أحكامه قوالن :و
األكثر على التعليل“ منهاج السنة النبوية.2/239 :
• و قد انتقد اآلمدي منكري التعليل بوجود حكم ال لعلة فقال” :إذ هو
خالف إجماع الفقهاء على أن الحكم ال يخلو من علة“ اإلحكام .3/380 :و قال:
”و أئمة الفقه مجمعة على أن أحكام هللا تعالى ال تخلو من حكمة و مقصود
“ اإلحكام:
.411 /3
• قال تاج الدين السبكي” :المشتهر عن المتكلمين أن أحكام هللا تعالى ال
تعلل ،و اشتهر عن الفقهاء التعليل“ اإلبهاج في شرح المنهاج.3/41 :
• قال ابن النجار الحنبلي..” :ألهل السنة في تعليل أفعال هللا و أحكامه
قوالن ،و األكثرون على التعليل“ شرح الكوكب المنير.1/312 :
سبب إنكار التعليل
• و قالوا ال يجوز أن تعلل أفعال هللا؛ ألن من فعل فعال لغرض ،كان حصوله
بالنسبة إليه أولى ،سواء كان الغرض يعود إليه أم إلى الغير ،و إذا كان كذلك،
يكون ناقصا في نفسه مستكمال في غيره ،و يتعالى هللا سبحانه عن ذلك“
اإلبهاج.3/62:
• قال الطاهر بن عاشور” :و الحاصل أن الدليل الذي استدلوا به يشتمل على
مقدمتين سفسطائيتين:
• أوالهما قولهم :إنه لو كان الفعل لغرض للزم أن يكون الفاعل مستكمال به ،و هذه
سفسطة ُ
شبه فيها الغرض النافع للفاعل ،بمعنى الداعي إلى الفعل و الراجع إلى ما
يناسبه من الكمال ،ال توقف كماله عليه.
• و الثانية قولهم :إذا كان الفعل لغرض ،كان الغرض سببا يقتضي عجز الفاعل،
و هذا شبه فيه السبب الذي يلزم من وجوده الوجود و من عدمه العدم .و كالهما
يطلق عليه سبب “..التحرير و التنوير.1/380 :
التفريق بين العبادات و المعامالت
• قال المقّري” :األصل في العبادات مالزمة أعيانها و ترك التعليل“
القواعد.
• و قال الشاطبي” :األصل في العادات االلتفات إلى المعاني“.
• قال ابن قدامة” :معرفة باعث الشرع و حكمته ليكون أسرع في
التصديق و أدعى إلى القبول ،فإن النفوس إلى قبول األحكام المعقولة
أميل منها إلى قهر التحكم و مرارة التعبد ،و لمثل هذا الغرض استحب
الوعظ و التذكير ،و ذكر محاسن الشريعة و لطائف معانيها ،و كون
المصلحة مطابقة للنص على قدره تزيد حسنا و تأكيدا“ .روضة
الناظر.2/319:
نص الطاهر بن عاشور
• قال الطاهر بن عاشور:
”أحكام الشريعة كلها مشتملة على مقاصد الشارع ،و هي حكم
تعرف علل
و مصالح ،و لذلك كان الواجب على علمائها ُّ
التشريع و مقاصده ،ظاهرها و خفيها ،فإن بعض الحكم قد
يكون خفيا و إن أفهام العلماء متفاوتة في التفطن لها ،فإن
أعوز في بعض العصور االطالع على شيء منها فإن ذلك ال
يعوز من بعده“ .مقاصد الشريعة.
نص الدكتور الريسوني
• ”الذي أستطيع أن أقرره باطمئنان أنه ليس هناك حكم شرعي
إال و يجوز التساؤل عن حكمته كما يجوز البحث عنها بعد
ذلك بكل ما هيأه هللا لنا من وسائل البحث و العلم ،و إذا
وصلنا إلى شيء مما تشهد له األدلة المعتبرة قلنا به ،و إن لم
نصل ،سلمنا بحكمة هللا أيا كانت ،سواء في دينه و شريعته،
أو في خلقه و ملكوته ،فقال تعالى( :أفال يتدبرون القرآن) و
في هذا و ذاك ،ال بد من التساؤل عن العلل و القوانين ،و
البحث عن األسرار و الحكم في حدود الممكن أو ما يبدو
ممكنا ،و رحم هللا من عرف قدره فوقف عنده“ نظرية المقاصد عند
الشاطبي.203:
الكليات الخمس
• حصرها بين التوقيف و التوفيق.
• طرق حفظها.
• عرض بعض االجتهادات المعاصرة.
أبو الحسن العامري (ت381هـ)
• أول من لفت إليها فيما نعلم أبو الحسن العامري (ت381هـ) في
كتابه“:اإلعالم في مناقب اإلسالم“ ،و سمى المقاصد باألركان؛
يقول فيه:
”و أما المزاجر فمدارها أيضا عند ذوي األديان الستة لن يكون إال على
أركان خمسة ،و هي:
.1مزجرة قتل النفس ،كالقود و الدية(.حفظ النفس و فيه العقل)
.2و مزجرة أخذ المال ،كالقطع و الصلب( .حفظ المال)
.3و مزجرة هتك الستر ،كالجلد و الرجم(.حفظ العرض والنسل)
.4و مزجرة خلع البيضة ،كالقتل عن الردة“ (حفظ الدين).
المصدر نفسه.125 :
أبو المعالي الجويني
•
كانت لإلمام الجويني إشارات مضيئة في التنبيه عليها أو بعضها في قوله على
سبيل المثال:
”فالشريعة متضمنها :مأمور به ،و منهي عنه ،و مباح ،فأما المأمور به،
.1فمعظمه العبادات(،يشير إلى كلية الدين)
فلينظر الناظر فيها .و أما المنهيات فأثبت الشرع في الموبقات منها زواجر .و
ال يكاد يخفى احتياط كثير من الناس فيها.
.2وبالجملة :الدم معصوم بالقصاص..
.3و الفروج معصومة بالحدود..
.4و األموال معصومة عن السراق بالقطع“..
البرهان.2/747:
أبو حامد الغزالي (505هـ)
وًالحقًأنًالذيًذكرًالكلياتًالخمسًبصريحًالعبارةًوًاستقصاهاًهوًأبوًحامدً
•
الغزاليًفيًكتابه” :المستصفى“ً،وًسماهاًباألصول وًالمقاصدًالخمسة؛ًيقولً
فيه:
”وًمقصودًالشرعًمنًالخلقًأنًيحفظًعليهم:
.1دينهم
.2وًنفسهمً
.3وًعقلهم
.4وًنسلهم
.5وًمالهم.
فكلًماًيحفظًهذهًاألصول الخمسة فهوًمصلحةً،وًكلًماًيفوتًهذهًاألصول
الخمسة فهوًمفسدة“..
المستصفى.1/174 :
الطوفي و السبكي و الزركشي و القرافي
• درج األصوليون من بعد الغزالي على حصر المقاصد الضرورية في
الكليات الخمس إلى أن جاء الطوفي و السبكي (771هـ) فزادا
العرض أصال سادسا.
• يقول السبكي” :و الضروري كحفظ الدين فالنفس فالعقل فالنسب فالمال
و العرض“ و قال المحلي في شرحه” :و هذا زاده المصنف كالطوفي
و عطفه بالواو إشارة إلى أنه في رتبة المال ،و عطف كال من األربعة
قبله بالفاء؛ إلفادة أنه دون ما قبله في الرتبة“ جمع الجوامع2/280:
• يقول الزركشي” :زاد بعض المتأخرين سادسا ،و هو حفظ األعراض ،فإن عادة
العقالء بذل نفوسهم و أموالهم دون أعراضهم ،و ما فدي بالضروري أولى أن
يكون ضروريا ،و هو أحق بالحفظ من غيره ،فغن اإلنسان قد يتجاوز عمن جنى
على نفسه أو ماله و ال يكاد أحد يتجاوز عن الجناية على العرض؛ و لهذا كان
أهل الجاهلية يتوقعون الحرب العوان المبيدة للفرسان ألجل كلمة“
إرشاد الفحول.189:
مالحظات عن كلية العرض
• إنًحفظًالعرضًداخلًفيًالحقيقةًضمنًأحدًالكلياتًالخمسً
عندًالتحقيقًوًانعكاسهاًفيًبعضًالجزئياتًالًيخدش عمومً
التالزم .انظر :ضوابط المصلحة111 :
• أدخلهًبعضهمًفيًكليةًالنسلًوًالبعضًفيًكليةًالنفسًوً
آخرونًفيًكليةًالدين.
• وًعدًالطاهرًبنًعاشورً”العرض“ منًالحاجياتً،فيماً
يخصًالمساسًبالجانبًالجنسيً،وًأماًماًيخصًالمساسً
بباقيًجوانبًالكرامةًفاعتبرهًمنًالتحسينيات.
حفظ الدين
• تدور مادة ”دين“ على لزوم االنقياد و إلزامه ،و كذا َد ْين؛ ألن الدائن يعلو
المدين ،و المدين في موقع الطاعة و الخضوع ،و الدين :الطاعة و الخضوع.
• أما ما كان من وضع البشر ،فهو دين ليس على الحقيقة (و من يبتغي غير
اإلسالم دينا) و (لكم دينكم و لي دين).
• و يطلق حقيقة على الدين الذي بعث به محمد (ص) بأصوله العقدية و تكاليفه
العبادية و تعاليمه الخلقية ،و هو المقصود في( :اليوم أكملت لكم دينكم) و (إن
الدين عند هللا اإلسالم) و (و من يبتغي غير اإلسالم دينا فلن يقبل منه و هو في
اآلخرة من الخاسرين).
• اإلسالم و اإليمان و اإلحسان لقوله (ص)” :إنما هو جبريل أتاكم يعلمكم
دينكم“.
المحافظة على مقصد ”الدين“
• من جهة الوجود :وًتأتيًعلىًمراتب:
المرتبة األولى :تأسيس العقيدة الصحيحة اإليمان باهلل و باليوم
اآلخر.
المرتبة الثانية :العبادات اإللزامية.
.1
.2
.3
.4
األصل األول :الصالة.
األصل الثاني :الزكاة.
األصل الثالث :الصيام.
األصل الرابع الحج.
المرتبة الثالثة :النوافل و أعمال الخير.
و من مسالك حفظ الدين
•
•
•
•
•
توفيرًأسبابه.
حفظ الدين بالتيسير” :هلكًالمتنطعون“ مالك.
حفظ الدين باالجتهاد” :أجتهدًرأييًوًالًآلوا“ أبوًداود.
حفظ الدين بالتبليغ( :قلًهذهًسبيليًأدعوًإلىًهللاًعلىً
بصيرةًأناًوًمنًاتبعني) يوسف.
حفظ الدين بالسلطان :وًاإلمامةًخالفةًالرسولً(ص) في
إقامةًالدين.
المحافظة على مقصد ”الدين“ من جهة العدم
•
.1
.2
.3
.4
و تأتي على أربعة طرق هي:
مشروعية الجهاد باألنفس و األموال.
مشروعية ردع و قتل المرتدين و الزنادقة.
مدافعة االستبداد الفكري و االستالب الثقافي
محاربة االبتداع في الدين ،و معاقبة المبتدعين و السحرة.
.1الجهل .2تحسين الظن بالعقل .3اتباع الهوى في طلب الحق.
.5تحريم المعاصي و معاقبة من يقترفونها بالحدود و التعازير.
.1الكبائر :ماًرتبًعليهاًعقوباتًمحددةًوًغيرًمحددة
.2الصغائر.
.6الحجر على المفتي الماجن.
رعاية كلية ”النفس“
• طرق رعاية كلية ”النفس“ من جانب الوجود:
.1تحديد المسؤولية قبلًوجودًاإلنسانًنطفةًفيًالرحمً،وً
تحديدًمسؤوليةًاآلباءًعلىًاألبناءً،بمشروعيةًالنكاحًوً
تحريمًالزنىًوًوجوبًالنفقةًوًالقيامًعلىًشؤونًاآلوالد.
.2بيان الحالل و الحرام :تحليلًالطيباتًوًتحريمًالخبائثً،
وًأنًالمحافظةًعلىًالنفسًهناًعلىًثالثًحاالت:
.1الحالةًالعادية .2حالةًالحاجة .3حالةًالضرورة.
رعاية النفس من جانب العدم
الطريق األول:
• تحريمًاالعتداءًعلىًاألنفسًوًاألعضاءً،سواءًباالنتحارًأوً
القتلًوًالضربًوًالجرح؛ًفهوًمنًأكبرًالكبائر.
الطريق الثاني:
• العقوبةًالدنيويةً،بالقصاصً(ولكمًفيًالقصاصًحياة) وً
الديةًوًاألرشًوًحكومةًعدل.
رعاية كلية ”العقل“
•
•
حفظ العقل من جانب الوجود و العدم:
الطريق األول :من جانب الوجود تكريمًاإلنسانًبالعقل؛ًألنهًمظنةً
التكليفًوًتشريفهًبالعلمًوًالتعلمًوًالتعليمً(فرضًعينًوًكفاية).
•
الطريق الثاني :من جانب العدم:
.1
.2
.3
.4
بتحريمًالمسكراتًوًالمخدرات.
بالمعاقبةًعلىًتعاطيها.
التوجيهًاإلعالمي.
محاربةًالشعوذةًوًالخرافةًوًالمعتقداتًالفاسدة.
رعاية ”كلية النسل“
طرق حفظ النسل من جانب الوجود و العدم:
الطريق األول :من جانب الوجود بتحصيل مصالحه؛ و ذلك
بنظام الزواج و مقاصده.
الطريق الثاني :من جانب العدم بدفع المفاسد عنه ،و ذلك:
.1بتحريم الزنى و ما يقرب إليه.
.2و عقوبته الدنيوية بالجلد أو الرجم.
رعاية ”كلية المال“
•
.1
.2
.3
.4
.5
طرق حفظ المال:
بالكسب و التنمية( :فإذاًقضيتًالصالةًفانتشروا فيً
األرضًوًابتغوا وًابتغواًمنًفضلًهللا)”ً،نعمًالمالً
الصالحًمعًالرجلًالصالح“ ابنًحبان.
حفظه من التلف :العبثيًأوًالمفسدًأوًاإلسراف.
حماية الملكية( :وًالًتأكلواًأموالكمًبينكمًبالباطل) (إذاً
تداينتمًبدينًإلىًأجلًمسمىًفاكتبوه).
حد السرقة و الحرابة:
بالتداول و الترويج :بمنعًكنزهًوًاحتكارهًوًالرباًفيه.
الشيخ محمد الغزالي يضيف الحرية و العدالة
• يقول” :ال بد من زيادات على األصول الخمسة..ما المانع أن
أستفيد من تجارب أربعة عشر قرنا في األمة اإلسالمية..لقد
وجدت أن القرون أدت إلى نتائج مرة لفساد الحكم؛ إذ يمكنني
أن أضيف إلى األصول الخمسة الحرية و العدالة و خصوصا
أن عندي القرآن الذي يقول :لقد أرسلنا رسلنا بالبينات و
أنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط فكأن
العدالة هدف النبوات كلها .قد تكون األصول الخمسة ضوابط
للقضايا الفرعية عندنا ،لكن لكي نضبط نظام الدولة ال بد من
ضمان للحريات“ سمنار األولويات الشرعية14-13:
و إضافات اخرى..
•
.1
.2
.3
.4
.5
.6
.7
.8
و عند تتبع ما كتب في الموضوع نخلص إلى أن
المعاصرين أضافوا كليات أخرى منها:
مقصد المساواة.
مقصد الكرامة.
مقصد اإلخاء.
مقصد التكافل.
مقصد حقوق اإلنسان.
مقصد األمن.
مقصد البيئة.
مقصد الدولة.
بعض
الدكتور طه جابر العلواني:
مدخلًإلىًفقهًاألقليات 67:بحثًمنشورًبالمجلةًالعلميةًللمجلسًاألروبيًلإلفتاءًوً
البحوثً،عدد2004ً،5-4:
• دعا أن تصنف مقاصد الشريعة على أساس مقاصد كلية
ثالثة ينبني عليها كل ما هو تحتها من المقاصد التفصيلية و
هي بالضبط:
.1مقصد التوحيد.
.2مقصد التزكية.
.3مقصد العمران.
الدكتور أحمد الريسوني
كتاب:الكليات األساسية للشريعة اإلسالمية
•
قال :وًالمعتمدًعنديً–أيًفيًكلياتًالقرآن -حتىًاآلنًهوً
تصنيفهاًإلىًأربعةًأصناف:
.1الكليات العقدية:
.2الكليات المقاصدية:
.1
ليبلوكم أيكم أحسن عمال .2 ،التعليم و التزكية .3 ،جلب المصالح و درء المفاسد .4،ليقوم الناس
بالقسط ،و قال :المقصود إقامة مجتمع العدل و ليس مجرد وزارة العدل.
.3الكليات األخالقية:
.1
التقوى .2 ،االستقامة .3 ،أخالق الشريعة و شريعة األخالق،
.4الكليات التشريعية:
.1
األصل اإلباحة و التسخير .2 ،ال دين إال ما شرعه هللا و ال تحريم إال ما حرمه هللا .3 ،تحليل
الطيبات و تحريم الخبائث .4 ،التكليف بحسب الوسع .5 ،الوفاء بالعهود و األمانات .6 ،التصرف
في األموال منوط بالحق و النفع .7 ،و تعاونوا على البر و التقوى،
الدكتور جمال الدين عطية
في كتاب :نحو تفعيل مقاصد الشريعة،ط دار الفكر،دمشق2000 ،م.
•
.1
.2
.3
.4
.5
اقترحًأنًتكونًمقاصدًالشريعةًمنًحيثًقوةًالمصلحةً
فيهاًإلىًخمسةًأقسامًهي:
الضرورة.
الحاجة.
المنفعة.
الزينة.
الفضول.
و قسم المقاصد عامة إلى ستة أقسام
.1مقاصد الخلق:
أيًاألمرًالتكوينيًوًالخالفةًفيًاألرضًوًعمارتهاًوًالغريزةًلحفظًالنوعًفيً
اإلنسانًوًالحيوانًوًالنباتًوًحاجةًالناسًبعضهمًإلىًبعضهم..
.2مقاصد الشريعة العالية:
كالفطرةًوًعمارةًاألرضًوًتحقيقًالعبوديةًهللًوًالسماحةًوًجلبًالمصالحًوً
دفعًالمفاسد..
.3
.4
.5
.6
مقاصد الشريعة الكلية.
مقاصد الشريعة الخاصة.
مقاصد الشريعة الجزئية.
مقاصد المكلفين.
مقاصد الشريعة بحسب مجاالت الحياة التي تتعلق بها
•
.1
.2
.3
.4
وًجعلًالمقاصدًبأنواعهاًتتوزعًعلىًالدوائرًاألربعً
اآلتية:
المقاصد في مجال الفرد.
المقاصد في مجال األسرة.
المقاصد في مجال األمة.
المقاصد في مجال اإلنسانية.
رسم بياني لتراتبية المجال المقاصدي
الفرد
األسرة
األمة
اإلنسانية
المقاصد في مجال الفرد
• المقصد األول :حفظ النفس
• المقصد الثاني :حفظ العقل
• المقصد الثالث :حفظ التدين
– حفظًالتدينًبدلًالدين؛ًألنًحفظًالدينًفيًنفسهًفيًمجاليًاألمةًوًاإلنسانية.
– تأخرًالتدين؛ًألنهًيجبًالمحافظةًأوالًعلىًالنفسًالتيًتقومًبهاًاألفعالًثمً
علىًالعقلًالذيًبهًالتكليف.
• المقصد الرابع :حفظ العرض
– وًتدخلًفيهًكرامةًاإلنسانًفهوًأوسعًمنًاالقتصارًعلىًالمساسًبالجانبً
الجنسيًفقط.
• المقصد الخامس :حفظ المال
مقاصد الشريعة فيما يخص األسرة
•
•
•
•
•
•
•
المقصدًاألول :تنظيمًالعالقةًبينًالجنسين
المقصدًالثاني :حفظًالنسلً(النوع)
المقصدًالثالث :تحقيقًالسكنًوًالمودةًوًالرحمة
المقصدًالرابع :حفظًالنسب
المقصدًالخامس :حفظًالتدينًفيًاألسرة
المقصدًالسادس :تنظيمًالجانبًالمؤسسيًلألسرة
المقصدًالسابع :تنظيمًالجانبًالماليًلألسرة
مقاصد الشريعة فيما يخص األمة
•
•
•
•
•
•
•
المقصدًاألول :التنظيمًالمؤسسيًلألمة
المقصدًالثاني :حفظًاألمن
المقصدًالثالث :إقامةًالعدل
المقصدًالرابع :حفظًالدينًوًاألخالق
المقصدًالخامس :التعاونًوًالتضامنًوًالتكافل
المقصدًالسادس :نشرًالعلمًوًحفظًعقلًاألمة
المقصدًالسابع :عمارةًاألرضًوًحفظًثروةًاألمة
مقاصد الشريعة فيما يخص اإلنسانية
•
•
•
•
•
•
المقصدًاألول :التعارفًوًالتعاونًوًالتكامل
المقصدًالثاني :تحقيقًالخالفةًالعامة
المقصدًالثالث :تحقيقًالخالفةًالعامةًلإلنسانًفيًاألرض
المقصدًالرابع :تحقيقًالسالمًالعالميًالقائمًعلىًالعدل
المقصدًالرابع :الحمايةًالدوليةًلحقوقًاإلنسان
المقصدًالخامس :نشرًدعوةًاإلسالم
الدكتور عبد المجيد النجار
مقاصد الشريعة بأبعاد جديدة ،دار الغرب اإلسالمي،ط2006 ،1م
.1
.2
.3
.4
مقاصد الشريعة في حفظ قيمة الحياة اإلنسانية.
مقاصد الشريعة في حفظ الذات اإلنسانية.
مقاصد الشريعة في حفظ المجتمع.
مقاصد الشريعة في حفظ المحيط المادي.
مقاصد الشريعة
في حفظ قيمة الحياة اإلنسانية
.1مقصدًحفظًالدين.
.2مقصدًحفظًإنسانيةًاإلنسان:
.1
.2
.3
.4
حفظًالفطرةًاإلنسانية.
حفظًالكرامةًاإلنسانية.
حفظًغائيةًالحياة.
حفظًالحريةًاإلنسانية.
مقاصد الشريعة
في حفظ الذات اإلنسانية
.1حفظ النفس.
.2حفظ العقل:
.1الحفظًالماديًللعقل.
.2الحفظًالمعنويًللعقل.
مقاصد الشريعة
في حفظ المجتمع
.1مقصدًحفظًالنسل.
.2مقصدًحفظًالكيانًاالجتماعي:
.1حفظًالمؤسسيةًاالجتماعية.
.2حفظًالعالقاتًاالجتماعية.
مقاصد الشريعة
في حفظ المحيط المادي
.1مقصدًحفظًالمال.
.2مقصدًحفظًالبيئة:
.1
.2
.3
.4
حفظًالبيئةًمنًالتلف.
حفظًالبيئةًمنًالتلوث.
حفظًالبيئةًمنًفرطًاالستهالك.
حفظًالبيئةًبالتنمية.
قواعد المقاصد المتعلقة بالمصلحة و المفسدة
•
•
•
•
•
•
•
وضعًالشرائعًإنماًهوًلمصالحًالعبادًفيًالعاجلًوًاآلجل.
المفهومًمنًوضعًالشارعًأنًالطاعةًأوًالمعصيةًتعظمًبحسبًعظمً
المصلحةًأوًالمفسدةًالناشئةًعنها.
األصلًفيًالعباداتًبالنسبةًللمكلفًالتوقفًدونًااللتفات إلىًالمعاني.
األصلًفيًالعاداتًااللتفاتًإلىًالمعاني.
العملًبالظواهرًعلىًتتبعًوًتغالًبعيدًعنًمقصودًالشارعًوًإهمالهاً
إسرافًأيضا.
الًيجوزًاقتناصًمعنىًيؤديًإلىًإلغاءًالنص.
المعنىًالمفهومًلألمرًوًالنهيًإنًكرًعليهًباإلهمالًفالًسبيل إليه.
ّ
القواعد المتعلقة برفع الحرج
•
•
•
•
•
إنًالشارعًلمًيقصدًإلىًالتكليفًبالشاقًوًاإلعناتًفيه.
الًنزاعًفيًأنًالشارعًقاصدًإلىًالتكليفًبماًيلزمًفيهًكلفةًوًمشقةًوً
لكنهًالًيقصدًنفسًالمشقةًبلًيقصدًماًفيًذلكًمنًالمصالح العائدةً
علىًالمكلفين.
الشريعةًجاريةًفيًالتكليفًبمقتضاهاًعلىًالطريقًالوسطًاألعدلً
اآلخذًمنًالطرفينًبقسطًالًميلًفيهًالداخلًتحتًكسبًالعبد منًغيرً
مشقةًعليهًوًالًانحالل.
إنًاألصلًإذاًأدىًالقولًبحملهًعلىًعمومهًإلىًالحرجً،أوًإلىًماًالً
يمكنًعقالًأوًشرعاً،فهوًغيرًجارًعلىًاستقامةًوًالًاطرادً،فالً
يستمرًاإلطالق.
منًمقصودًالشارعًفيًاألعمالًدوامًالمكلفًعليها.
•
•
•
•
القصد إلى المشقة باطل.
ليس للمكلف أن يقصد المشقة لعظم أجرها ،و لكن له أن
يقصد العمل الذي يعظم أجره لعظم مشقته.
إذا كانت المشقة خارجة عن المعتاد بحيث يحصل بها
للمكلف فساد ديني أو دنيوي فمقصود الشارع فيها الرفع على
الجملة.
كل أمر شاق جعل الشارع فيه للمكلف مخرجا ،فقصد
الشارع بذلك المخرج أن يتحراه المكلف إن شاء.
القواعد المتعلقة بمآالت األفعال و مقاصد المكلفين
•
•
•
•
•
•
النظرًفيًمآالتًاألفعالًمعتبرًمقصودًشرعاً،كانتًاألفعالًموافقةً
أوًمخالفة.
علىًالمجتهدًأنًينظرًفيًاألسبابًوًمسبباتها.
قصدًالشارعًمنًالمكلفًأنًيكونًقصدهًمنًالفعلًموافقاًلقصدهًفيً
التشريع.
المقاصدًمعتبرةًفيًالتصرفاتًمنًالعباداتًوًالعادات.
الحيلًالباطلةًهيًماًهدمًأصالًشرعيا.
كلًفعلًمأذونًفيهًيصبحًغيرًمأذونًفيهًإذًآلًإلىًمفسدةًغالبةًأوً
أكثريةً،سواءًأقصدًالممارسًللفعلًذاكًالمآلًأمًلمًيقصده.