الحركة الصوفية في وجدة

Download Report

Transcript الحركة الصوفية في وجدة

347
330
‫• ‪ -I‬مقدمة‬
‫• ‪ -1‬تحديد المفاهيم‬
‫• أ‪ -‬التصوف أو الصوفية‬
‫• ب‪ -‬الحركة الصوفية‬
‫• ج‪ -‬الولي الصالح‬
‫• ‪ -2‬الحركة الصوفية في وجدة (الجزولية نموذجا)‬
‫• أ‪ -‬نبذة عن الطريقة الجزولية‬
‫• ب‪ -‬موقع مدينة وجدة في الحركة الصوفية الجزولية‬
‫• ‪ -II‬التعريف بأولياء مدينة وجدة وصلحائها‪.‬‬
‫• ‪ -1‬سيدي يحيى‬
‫• أ‪ -‬موقع الضريح‬
‫• ب‪ -‬من هو سيدي يحيى‬
‫• ج‪ -‬القيم على الضريح‬
‫• ‪ -2‬سيدي إدريس القاضي‬
‫• أ‪ -‬موقع الضريح‬
‫• ب‪ -‬وصف الضريح‬
‫• ج‪ -‬صاحب الضريح‬
‫• د‪ -‬القيم على الضريح‬
‫خاتمة •‬
‫‬‫• بدأت بوادر التصوف تظهر في المغرب مع قيام الدولة المرابطة‬
‫القرن ‪ 5‬هـ‪ ،‬إال انه كجهاز صوفي وبناء فكري لم ينضج سوى‬
‫ابتداء من القرن ‪6‬هـ ‪12/‬م‪ ،‬الذي تميز بكثرة الصلحاء‪ .‬أما مرحلة‬
‫إتمام البناء النظري الصوفي فقد تمت إلى حدود القرن ‪11‬هـ‪17 /‬م‪،‬‬
‫حيث برزت في هذه المرحلة أسماء المعة من أعالم التصوف‬
‫بالمغرب‪ ،‬ليتراجع هذا األخير بعد هذه الفترة في شكله ومضمنه‬
‫وعدد رجاالته‪.‬‬
‫• لكن ظهور محمد بن سليمان الجزولي كقطب من أقطاب الحركة‬
‫الصوفية بالمغرب أنعش التصوف مرة أخرى عن طريق تجديد‬
‫الطريقة الشاذلية وتقريبها من العامة‪ .‬لتنتشر أكثر خالل القرنين ‪-9‬‬
‫‪10‬هـ‪16-15 /‬م‪ ،‬تم لتتراجع مرة أخرى خالل القرون الالحقة‪.‬‬
‫‪ -1‬تحديد المفاهيم‬
‫• أ‪ -‬التصوف أو الصوفية‬
‫* لغة‪ :‬كثرت األقوال في اشتقاق التصوف عند المسلمين أشهرها‬
‫صوفة‪ :‬ألن الصوفي مع هللا كالصوفة المطروحة الستسالمه‬
‫ أنه من ال ُّ‬‫هلل تعالى‬
‫الصفة‪ :‬إذ أن التصوف هو اإلتصاف بمحاسن األخالق‬
‫ أنه من ِّ‬‫والصفات‪ ،‬وترك المذموم منها‪.‬‬
‫صفَّة‪ :‬ألن صاحبه تابع ألهل الصفة الذين هم الرعيل األول‬
‫ أنه من ال ُّ‬‫من رجال التصوف (وهم مجموعة من المساكين والفقراء كانوا‬
‫يقيمون في المسجد النبوي الشريف وكان الرسول صلى هللا عليه‬
‫وسلم يعطيهم من الصدقات والزكاة طعامهم ولباسهم)‪.‬‬
‫صف‪ :‬فكأنهم في الصف األول بقلوبهم من حيث حضورهم‬
‫ أنه من ال َّ‬‫مع هللا‪ ،‬وتسابقهم في سائر الطاعات‪.‬‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫أنه من الصوف‪ :‬ألنهم كانوا يحبذون لبس الصوف الخشن للتقشف واالخشيشان‬
‫* اصطالحا‪ :‬التصوف أو الصوفية وفق الرؤية اإلسالمية ليست مذهبا وإنما هو احد أركان الدين‬
‫أركان الدين الثالثة (اإلسالم)‪.‬‬
‫(اإليمان‪ ،‬اإلحسان) فالتصوف اهتم بتحقيق مقام اإلحسان‪.‬‬
‫ فزكرياء األنصاري‪ :‬يرى بان التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس وتصفية األخالق وتعمير‬‫الظاهر والباطن لنيل السعادة األبدية‪.‬‬
‫قول الشيخ احمد زروق‪ :‬التصوف علم قصد إصالح القلوب وإفرادها هلل تعالى عما سواه‪.‬‬
‫ قول الجنيد‪ :‬التصوف استعمال كل خلق سني وترك كل خلق ديني‪.‬‬‫ قول أبو الحسن الشاذلي‪ :‬التصوف تدريب النفس على العبودية وردها ألحكام الربوبية‬‫ قول ابن عجيبة‪ :‬التصوف هو علم يعرف به كيفية السلوك إلى حضرة ملك الملوك‪ ،‬وتصفية‬‫البواطن من الرذائل وتحليتها بأنواع الفضائل‪ ،‬وأوله علم‪ ،‬ووسطه عمل وآخره موهبة‪.‬‬
‫ من كتاب حقائق عن التصوف تأليف عبد القادر عيسى ص ‪25‬‬‫ ابن تيمية‪ :‬الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان‪ ،‬منشورات محمد علي بيضون لنشر كتب‬‫السنة والجماعة دار الكتب العلمية (‪ -2000‬ص‪.)24 ،‬‬
‫ على هامش الرسالة القشيرية ألبي القاسم عبد الكريم القشيري ص‪7 ،‬‬‫ النصرة النبوية تأليف أحمد زروق ص‪.2 :‬‬‫ نور التحقيق تأليف أحمد صقر ص ‪93‬‬‫‪ -‬معراج التشوف إلى حقائق التصوف تأليف أحمد بن عجيبة الحسني ص ‪.4‬‬
‫• ب‪ -‬الحركة الصوفية‬
‫• ‪ ،‬انتشرت حركة التصوف في العالم اإلسالمي في ق ‪3‬هـ‬
‫كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة‪ ،‬ثم تطورت‬
‫تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة متنوعة‬
‫معروفة باسم "الطرق الصوفية" والتاريخ اإلسالمي زاخر‬
‫بعلماء مسلمين أنتسبوا للتصوف مثل النووي والغزالي‬
‫والعز بن عبد السالم‪ ،‬كما القادة مثل صالح الدين األيوبي‬
‫ومحمد الفاتح واألمير عبد القادر وعمر المختار وعز الدين‬
‫القسام‪ .‬ونجد في حركات التصوف مناهج عملية لعل‬
‫أبرزها‪ :‬العلم‪ ,‬الصحبة‪ ،‬مجاهدة النفس‪ ،‬ذكر هللا‪ ،‬الخلوة ثم‬
‫الورد‪.‬‬
‫ج‪ -‬الولي الصالح‪:‬‬
‫الولي يطلق على كل ولى أمرا أو قام به‪ ،‬والولي ضد العدو‪ ،‬والناصر‬
‫والمتولى ألمور العالم والخالئق‪ ،‬ويقال للقيم على اليتيم الولي‪ ،‬ولألمير‬
‫الوالي أما والية هللا عز وجل فهي ليست كغيرها مصداقا لقوله تعالى"‬
‫ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"‪.‬‬
‫• أما الولي شرعا فهو العارف باهلل تعالى وبصفاته حسب اإلمكان‪،‬‬
‫المواظب على الطاعة‪ ،‬المجتنب للمعاصي‪ ،‬المعرض عن االنهماك في‬
‫اللذات والشهوات المباحة‪ ،‬المحافظ على السنن واآلداب الشرعية قدر‬
‫اإلستطاعة‪.‬‬
‫• وسمي وليا ألنه يتولى عبادة هللا على الدوام أو ألن هللا تعالى تواله‬
‫برحمته ولطفه وعنايته‪ ،‬قال هللا تعالى في سورة يونس "{أال إن أولياء‬
‫هللا ال خوف عليهم وال هم يحزنون‪ ،‬الذين آمنوا وكانوا يتقون}‪.‬‬
‫الشورى اآلية ‪11‬‬
‫‪ -2‬الحركة الصوفية في وجدة (الجزولية نموذجا)‪:‬‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫أ‪ -‬نبذة عن الطريقة الجزولية‬
‫نسبة إلى الشيخ ابن الجزولي الذي توفي سنة ‪1460‬م‪870 /‬هـ‪،‬‬
‫والذي يتصل نسبه بأبي الحسن الشادلي‪.‬‬
‫ترتكز الطريقة الجزولية على مبادئ رئيسية يمكن حصرها كالتالي‪:‬‬
‫ الدعوة إلى التوحيد وفق مذهب أهل السنة والجماعة‬‫ المعرفة الصوفية‬‫ اإلسالم واإليمان‬‫ ضرورة شيخ التلقين‪ :‬إذ من الشروط التائب أن يقتدي بشيخ عالم‬‫بالظاهر والباطن‬
‫ آداب المريد اتجاه شيخه‪ ،‬كآداب المجالسة والمخاطبة والتزام‬‫الصدق والمداومة على ذكر هللا والصالة على رسوله‪.‬‬
‫‪ -‬الورد‪.‬‬
‫• ب‪ -‬موقع مدينة وجدة في الحركة الصوفية الجزولية‬
‫• قد تكون العزلة التي فرضت على مدينة وجدة ‪-‬بسبب انعدام األمن‬
‫في محيطها من سهل أنجاد أو الطرق المؤدية إليها أو المارة منها‬
‫إلى تلمسان وبالتالي صعوبة الوصول إليها‪ ،‬إضافة إلى مجموعة من‬
‫العوامل السياسية‪ -‬سببا في كونها لم تنل حظها من الحركة الصوفية‬
‫الجزولية‪ ،‬رغم انتشار هذه الحركة في مجموعة من المدن المغربية‪،‬‬
‫كمراكش وفاس ومكناس وسال وتطوان وفي غيرها من المناطق‬
‫المغربية‪.‬‬
‫• فإن كانت كتب التراجم واألخبار‪ -‬ربما‪ -‬لم تسجل مناقب صلحاء‬
‫وأولياء مدينة وجدة‪ ،‬فقد وجدت بعض آثارهم التي تدل عليهم وفي‬
‫مقدمتها أضرحتهم‪ ،‬إضافة على أخبارهم التي بقيت عالقة بذاكرة‬
‫الساكنة‪ ،‬تناقلوها خلفا عن سلف‪.‬‬
‫‪ -I‬التعريف بأولياء مدينة وجدة وصلحائها‪.‬‬
‫• ‪ -1‬سيدي يحيى‬
‫• أ‪ -‬موقع الضريح‪ :‬يقع ضريح سيدي يحيى على بعد‬
‫حوالي ‪ 6‬كيلومترات من مركز مدينة وجدة في اتجاه‬
‫الشرق‪ ،‬بالقرب من جبل الكواكب من أرض أنكاد‬
‫بالواحة المنسوبة إليه‪ ،‬والتي كان يوجد بها‪ -‬وإلى‬
‫عهد قريب‪ -‬عين ماء غزيرة بها بساتين المدينة‪،‬‬
‫غير أن موجة من الجفاف أصابت المغرب في السنين‬
‫األخيرة جعلت هذه العين تنضب ولم سوى أثرها‪.‬‬
‫• ب‪ -‬من هو سيدي يحيى‪ :‬سيدي يحيى بن يونس هو‬
‫الولي الحامي لمدينة وجدة والمدافع عنها حتى وهو‬
‫راقد في قبره منذ زمن‪ ،‬وكانت تسمى هذه المدينة‬
‫بأسمه قديما‪ .‬هذا ما بقي راسخا في أذهان واعتقاد‬
‫أهالي مدينة وجدة‪.‬‬
‫• ‪ -‬فمن خالل كتاب "تاريخ مدينة وجدة "من‬
‫التأسيس إلى سنة ‪1830‬م لألستاذة مارية دادي‪،‬‬
‫نجد أن هناك اختالفا بينا في الروايات التي تتحدث‬
‫عن أصل ونسب سيدي يحيى وأهمها رأيان‬
‫أساسيان‪ :‬األول يرجح مسيحيته والثاني يذكر أنه من‬
‫يهود قشتالة‪.‬‬
‫• ‪ -‬ففي الرأي الذي يرجح مسيحية سيدي يحيى نجد روايتنا‬
‫اساسيتان‪:‬‬
‫• * األولى تذكر أن سيدي يحيى زامن السيد المسيح وكان أحد‬
‫حوارييه‪ ،‬قضى حياته في العبادة والصالة‪ ،‬وإثر مرضه‪ ،‬حمله رفاقه‬
‫على ظهر جمل‪ ،‬وعندما أحس بدنو أجله رغب أن يحفر قبره في‬
‫المكان الذي يتوقف فيه الجمل‪ ،‬وهذا المكان كان هو العين الذي‬
‫تسقى منها مدينة وجدة‪.‬‬
‫• وقد أتى درمنغهام )‪ (DERMINGHAM‬بنفس الرواية إال أنه‬
‫اختلف مع األولى في االسم فقط فأعطى سيدي يحيى اسم (جان‬
‫يابتيست أي يوحنا المعمدان)‪.‬‬
‫• * أما الثانية فتذكر بأن سيدي يحيى بن يونس هي تعريب‬
‫السمه الحقيقي جان بن جوناس (‪،)jean fis de jonas‬‬
‫تذكر الرواية أن سيدي يحيى ذهب إلى مدينة وجدة قادما‬
‫من الشرق فلما استساغ جوها وأحب مناظرها قرر أن‬
‫يستقر فيها بهدف العبادة والتزهد‪.‬‬
‫• أما الروايات المغربية فهي أصل لما جاء في الرواية‬
‫األجنبية‪ ،‬فابن الجوزي يؤكد بأن سيدي يحيى من‬
‫الحواريين الصديقين وهو مدفون بمدينة وجدة‪ ،‬وكذلك نجد‬
‫اإلمام الغزالي ثم عبد الحكم في كتابه "السلوك" وفي كتاب‬
‫"ذخيرة االواخر " للمشرقي المعسكري‪ ...‬أكدوا نفس‬
‫الشيء‪ ،‬إضافة إلى أن أسئلة وأجوبة نجد ضمنها سؤال‬
‫يتعلق بأصل ونسب سيدي يحيى‪.‬‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫ أما الرأي اآلخر فيقول بان سيدي يحيى من اليهود وهنا نسبة ترجيحيه اقل‬‫بكثير من الرأي األول وسبب ذلك انه لم تورده مصادر كثيرة‪ ،‬فأول من ذكر ذلك‬
‫هو فوانو (وجدة والعمالة) معتمدا على الرواية الشفهية ليهود وجدة وعنه نقل‬
‫غيره‪.‬‬
‫ الرواية تقول بأن يهودا من مدينة وجدة يدعون أن سيدي يحيى أحد أوليائهم‬‫ويسمى عندهم يحيى بن دوشة وتضيف الرواية أنه من يهود قشتالة قرر‬
‫الهجرة إثر االضطهاد الذي عان منه اليهود والمسلمين ابتداء من سنة‬
‫‪1391‬م‪.‬‬
‫فعندما وصل سيدي يحيى إلى وجدة ولم يجد ماء ليتوضأ منه فجر عينا بأصابعه‬
‫نسبت إليه‪ ،‬ولما أحس بدنو أجله حفر قبره بيده‪ ،‬ليغطي التراب جثته بقدرة‬
‫ربانية‪ ،‬ولما عرف السكان بأن وليا كبيرا مدفونا هناك‪ ،‬استولوا عليه وسموه‬
‫سيدي يحيى بن يونس بدل بن دوشة‪.‬‬
‫تبدو هذه الرواية ضعيفة جدا نظرا الحتوائها على عناصر غير منطقية وهذا هو‬
‫سبب ضعفها‪.‬‬
‫• ‪ -‬يتحدث محمد لغرايب عن سيدي يحيى ويذكر بأنه كان من الحواريين‬
‫(عايش المسيح عليه السالم) الذين وصلوا إلى المغرب قادما من‬
‫الشرق‪ ،‬وأوضح بأن ما كان يدعم هذا الطرح هو عدم وجود وثائق‬
‫تدل على ذلك عدا المغارة المتواجدة قرب ضريحه "مغارة الحواريين"‬
‫قبل أن يحور االسم على لسان العامة "غار الحوريات"‪.‬‬
‫• وفي نفس الوقت بالنسبة إلى اليهود نجد أن هذا الولي الذي كانت له‬
‫مكانة علمية كبيرة في األندلس جاء إلى هاته المنطقة وهو في طريقه‬
‫إلى مصر ولكنه توفي بها‪.‬‬
‫• من جهة أخرى يورد كتاب "طقوس األضرحة واألولياء اليهود‬
‫بالمغرب "لمؤلفه اليهودي "بن عمي"" أن الولي سيدي يحيى بن‬
‫يونس يعتبر من بين ‪ 36‬وليا الذين يتصارعهم اليهود والمسلمون‪،‬‬
‫مشيرا إلى وجود ‪ 126‬وليا يشترك المسلمون واليهود في زيارتهم‪، ،‬‬
‫بين أولياء يهود يزورهم مسلمون وأولياء مسلمون يزوروهم اليهود‪.‬‬
‫وأولياء يتصارعهم اليهود والمسلمون من بينهم سيدي يحيى‪.‬‬
‫• وأضاف الباحث محمد الغرايب أن سيدي يحيى يرفعه اليهود إلى ما‬
‫يسمي "سيدي يحيى بن موسى" بالنسبة إليهم‪ ،‬فيما ينسبه‬
‫النصارى إلى يحيى المعمدان أما بالنسبة للمسلمين فإن سيدي يحيى‬
‫باعتباره وليا صالحا فإنه يدخل ضمن نوع من الثقافة التي كانت‬
‫سائدة لديهم‪ ،‬لهذا نجد سيدي يحيى بن يونس هو الولي الذي‬
‫استطاع أن يحظى بكتابات األوربيين‪ ،‬وكذلك بالنسبة للمسلمين‪.‬‬
‫• وعلى أي فما يمكننا أن نؤكده هو حضور بعض الجاليات اليهودية‬
‫إلى حد اآلن إلى مدينة وجدة لزيارة الضريح وهذا يثيراستياء كبيرا‬
‫لدى الساكنة‪.‬‬
‫• والمهم في األمر أن كل الروايات سواء القديمة منها أو الحديثة‪،‬‬
‫الكتابية أم الشفهية‪ ،‬فإنهم يشتركون في أمر واحد وهو أن سيدي‬
‫يحيى كان رجال مؤمنا صالحا‪ ،‬دعا إلى توحيد هللا وطاعته‪ ،‬وهذا‬
‫جوهر كل الديانات السماوية‪،‬‬
‫ج‪ -‬القيم على‬
‫الضريح‪:‬‬
‫كان يتم اختيار المقدم قديما على الضريح‪ ،‬لكن مع‬
‫بداية القرن ‪20‬م عندما كثرت النزاعات حول‬
‫من يتولى شؤون الضريح تدخلت وزارة األوقاف‬
‫والشؤون اإلسالمية وأصبحت هي من تعين القيم‬
‫على الضريح الذي يتولى استقبال الزيارات‬
‫ويحرص على أمن وسالمة الضريح وكذلك هو‬
‫من يتولى جمع التبرعات والهدايا‪ ،‬ويتقاضى‬
‫أجره من الوزارة‪.‬‬
‫• ‪ -2‬سيدي إدريس القاضي‬
‫• أ‪-‬موقع الضريح‪ :‬يقع ضريح سيدي إدريس القاضي شمال‬
‫مدينة وجدة‪ ،‬يبعد عن مركز المدينة حوالي ‪ 2‬كلم نحو‬
‫الشمال‪.‬‬
‫• ب‪-‬وصف الضريح‪ :‬ضريح سيدي إدريس القاضي اليوم‬
‫عبارة عن غرفة مربعة الشكل ذات سقف مقبب قليل االرتفاع‬
‫تظله شجرة كبيرة من البطم ويقع داخل حوش واسع يحده‬
‫سور قليل االرتفاع‪ ،‬تعلوه شرفات مسننة‪ ،‬ينفتح على الخارج‬
‫عبر باب في اتجاه الجنوب‪ ،‬وأمام الضريح مسجد عتيق بني‬
‫حوالي سنة ‪ 1950‬على يد أحد المحسنين بوجدة يدعى‬
‫"الحاج لزعر" مازال إلى حد اآلن مهمال وهو معرض‬
‫للسقوط‪.‬‬
‫• ج‪-‬صاحب الضريح‪:‬‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫كان يلقب سيدي إدريس القاضي بوجيدة‪ ،‬اعتقد أن أصله من الصحراء‪.‬‬
‫تلقى تعليمه االبتدائي بمساجد مدينة وجدة ومدارسها الدينية‪ ،‬ثم أكمل دراسته بفاس‬
‫وهناك أتقن العلوم الدينية ليصبح بعد ذلك قاضيا وواعظا دينيا بمدينة وجدة‪.‬‬
‫إعتقد فيه سكان مدينة وجدة أنه كانت لديه كرامات من قبيل التحكم في األرواح‬
‫الشريرة وشفاء المرضى بالصرع‪ ،‬وهذا ما جعل ضريحه يستقطب مجموعة من‬
‫الزوار لهذا الغرض‪.‬‬
‫كان لسيدي إدريس القاضي مجموعة من عدوله ومساعديه الذين هم بدورهم لديهم‬
‫أضرحة تزار‪ ،‬كسيدي عبد الوهاب وسيدي محمد بن شقرون وسيدي الجياللي‪.‬‬
‫توفي سيدي إدريس القاضي في أواخر القرن ‪14‬م‪ ،‬ودفن داخل منزله الذي كان‬
‫يسكنه‪ ،‬أوقف قبل وفاته جميع أمالكه لصالح مساجد مدينة وجدة‪.‬‬
‫د‪-‬القيم على الضريح‪:‬‬
‫كان القيم على الضريح في أواخر القرن‪19‬م‬
‫السيد محمد الحاجي التلمساني األصل‪ ،‬ثم جاء‬
‫بعده السيد بنهاشم الميري في أواسط القرن ‪20‬م‬
‫بتعيين من وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‬
‫إلى أن توفي سنة ‪1992‬م لتخلفه إلى حد اآلن‬
‫زوجته السيدة حادة بويي‪.‬‬
‫• خاتمة‬
‫• قدمنا فيما سبق أفكارا عامة لصلحاء مدينة وجدة‪ ،‬حاولنا‬
‫قدر اإلمكان استقصاء كل المعلومات المتعلقة بهم من حيث‬
‫النشأة والتكوين واألصل والمدفن‪ ،‬معتمدين في ذلك على‬
‫بعض الكتابات وهي نادرة وبالخصوص على التقصي‬
‫الميداني وتجميع الروايات الشفوية المتعلقة بهؤالء‬
‫الصالحين‪.،‬‬
‫• والمالحظ من خالل ما ذكرنا أن الولي الصالح وصل إلى‬
‫مدينة وجدة واستقر خارج أسوارها‪ ،‬بعد الوفاة أقبر بعيدا‬
‫عن مركزها وأقيمت عليه أضرحة‪ ،‬وهذا ما يوحي بالخطر‬
‫الذي كان يهدد مدينة وجدة والذي كان يأتي من الشرق‪،‬‬
‫مما جعل األضرحة تتركز في هذه الجهة‪ ،‬حيث كان ضريح‬
‫الصالح يمثل مكانا آمنا بعيدا عن الخطر‪.‬‬