د. سليمان صالح الخطاف - المركز السعودي لكفاءة الطاقة
Download
Report
Transcript د. سليمان صالح الخطاف - المركز السعودي لكفاءة الطاقة
كفاءة استهالك الطاقة وآفاق المستقبل
(لمشاهدة الخبر من موقع الصحيفة إضغط هنا)
د .سليمان صالح الخطاف
بلغت القدرة السعودية الحالية لتوليد الكهرباء حوالى 54الف ميغاوات ،تستهلك كميات كبيرة من الوقود االحفورى من غاز طبيعى وديزل وزيت وقود ونفط
خام يصل بمجملها الى حوالى 1.65مليون برميل نفط مكافئ يومياً .وبهذا فان فاتورة الوقود لتوليد الكهرباء تقترب من 255مليار لاير سنوياً .ولذلك فان
موضوع االستهالك والترشيد للكهرباء والطاقة لم يعد موضوعاً انشائياً او كماليا؛ بل هو موضوع مصيرى يدخل فى اعماق كل شرائح المجتمع الن الجميع
معنى به .والجدير بالذكر ان التسارع الكبير فى استهالك الكهرباء هو موضوع بات يؤرق كل دول الخليج العربى وليس المملكة فقط .وباختصار فان
االمر فى غاية االهمية وقد يؤثر على انماط حياة دول الخليج المستقبلية .ولقد انتبهت لهذا الموضوع كثير من دور االبحاث العالمية ،ووضعت بعضها
سيناريوهات مختلفة لتعامل دول الخليج مع النمو الكبير فى استهالكها للطاقة .ولقد وصفت صحيفة وول ستريت جورنال مؤخراً تزايد استهالك الطاقة
بالصداع المؤرق لدول الخليج العربى .وعلى سبيل المثال لقد كانت قدرة توليد الطاقة الكهربائية فى دولة االمارات فى عام 1999م حوالى 5.8الف
ميغاوات ،ونمت هذه القدرة الى 30الف ميغاوات تقريباً فى الوقت الراهن وهو ما يعادل 5اضعاف فى 15سنة .ولذلك تحاول االمارات جاهدة ان تقلل
من استهالك الوقود االحفورى فى توليد الطاقة ،ويبدو ان مشاريعها فى الطاقة الشمسية والطاقة النووية ستكون االولى فى توليد الكهرباء بالمنطقة من الطاقة
البديلة.
وفى نفس االطار تتوقع الهيئة السعودية لتنظيم الكهرباء واالنتاج المزدوج ان تتضاعف القدرة الحالية لتوليد الكهرباء فى غضون 15سنة؛ لتصل هذه القدرة
الى اكثر من 121الف ميغاوات فى عام 2032م .اى ان حوالى 3.6مليون برميل نفط مكافئ يجب ان يحرق لتوليد هذه الكمية الهائلة من الكهرباء.
والجدير بالذكر ان حوالى نصف االنتاج السعودى للكهرباء يذهب الى القطاع السكنى .ولو قارنا القدرة السعودية الحالية لتوليد الكهرباء لوجدنا انها تساوى
ربع القدرة الهندية تقريباً رغم ان عدد سكان الهند يتجاوز عدد سكان المملكة بأكثر من 30ضعفاً .وبحسب المصادر المختصة فان المملكة تحتاج الى اضافة
3000ميغاوات سنوياً لتلبية الطلب الكبير المتنامى على الكهرباء .وتعد هذه الزيادة السنوية اقل بقليل من القدرة االجمالية لتونس لتوليد الكهرباء وتساوى
نصف قدرة المغرب .اى ان الزيادة السنوية فى قدرة المملكة لتوليد الكهرباء تساوى قدرة دول فى المنطقة.
وبحسب ادارة معلومات الطاقة االمريكية فلقد كانت القدرة االنتاجية للمملكة فى عام 1980م حوالى 7.4الف ميغاوات ،ثم تضاعفت الى حوالى 15الف
ميغاوات فى عام 1985م .ولقد تضاعفت مرة اخرى فى عام 2003م لتصل حوالى 30الف ميغاوات ،ومن المؤكد انها سوف تتضاعف مرة ثالثة فى عام
2016م لتصل الى 60الف ميغاوات .اى ان القدرة السعودية لتوليد الكهرباء قد تضاعفت ما بين 2016-1980م اربع مرات .وقد تكون هذه الحقيقة مخيفة
ومفزعة اذا فكرنا فى المستقبل وماذا لو استمرت وتيرة االستهالك بنفس النمط واستمر مسلسل حرق الطاقة االحفورية الناضبة غير المتجددة بدون اتباع
وسائل وسبل الترشيد الحكيمة.
وال شك ان هذا النمو الكبير والمتسارع فى استهالك الكهرباء له اسبابه وهى النهضة الصناعية والحضارية التى تعيشها المملكة فى كل االتجاهات والنمو
الكبير فى عدد السكان ،باالضافة الى مناخ المملكة الصعب صيفاً وعدم وجود االنهار او مصادر للمياه العذبة ،مما جعل المملكة اكبر بلد فى العالم بتحلية
المياه والتى تتطلب طاقة كبيرة .اضافة الى الهدر وعدم االنتباه الى خفض االستهالك .ولو اخذنا كندا كمثال للمقارنة لوجدنا انها كانت تمتلك قدرة توليد فى
عام 1980م تقدر بحوالى 80الف ميغاوات ،وسوف ترتفع هذه القدرة فى عام 2016م الى حوالى 143الف ميغاوات ،واذ استمر االرتفاع بنفس الوتيرة
فسوف تتضاعف القدرة الكندية فى عام 2026م اى بعد حوالى 46سنة .اما النرويج فهى اكبر منتج للنفط فى اوروبا الغربية فلقد كانت قدرة توليد الكهرباء
لديها فى عام 1980م 20الف ميغاوات ،وتبلغ قدرتها الحالية حوالى 32الف ميغاوات اى ان النمو فى قدرة التوليد لم يتضاعف رغم صعوبة طقس الدول
االسكندنافية.
وتعتبر الواليات المتحدة اكبر مستهلك للطاقة فى العالم ،ويتم توليد الكهرباء من مصادر مختلفة مثل الغاز الطبيعى ( )%30والفحم الحجرى ()%37
والطاقة النووية ( )%19وحوالى % 12من مصادر متجددة ،اهمها طاقة الرياح والمساقط المائية والغريب انه وبحسب ادارة معلومات الطاقة االمريكية،
ال تشكل الطاقة الشمسية من المصادر المتجددة اال %1على الرغم من وجود الصحارى بمناطق شاسعة من الواليات المتحدة .وال تحرق امريكا النفط او
مشتقاته لتوليد الكهرباء ،بل تستهلك معظم النفط كوقود لوسائل النقل وللصناعات البتروكيماوية.
لقد حان الوقت اليجاد وسائل اخرى ناجعة واقل كلفة لتوليد الكهرباء .وتبقى افضل طريقة لذلك اعتماد سلة مصادر وقود يكون فيها الغاز الطبيعى وزيت
الوقود وربما الفحم الحجرى ،باالضافة الى مصادر الطاقة المتجددة .اما ترشيد االستهالك وسن القوانين والتشريعات من اجل حماية المجتمع من هدر الطاقة
فهو امر محتوم وال بد من سلوك هذا الطريق وبقوة القانون .وفى هذا المقام نتوجه بالشكر والتقدير للقائمين على منع االجهزة الرديئة المستهلكة لكميات هائلة
من الكهرباء من مكيفات وغسالت وغيرها من اسواقنا .ونتطلع الى اليوم الذى يبدأ فيه تطبيق انظمة االنارة والتكييف الذكية التى توقف عن العمل عندما ال
يوجد احد فى هذه االماكن.
وكلنا أمل ان يصبح الترشيد واتباع الوسائل االكثر كفاءة ثقافة مجتمع بأسره ،والتى تعتمد على مدى وعى الناس وادراكهم عواقب االستمرار فى حرق
ثرواتنا بأبخس االثمان .فكم هى نسبة الكهرباء التى تولد من حرق الذهب االسود وتهدر بدون فائدة.
اإلنذار الخطير!
(لمشاهدة الخبر من موقع الصحيفة إضغط هنا)
يوسف الكويليت
أرامكو« :النمو في نسبة استهالك الطاقة للفرد في المملكة ينذر بالخطورة في استمراره»..
هذا الخبر المنشور في هذه الجريدة باألمس قد ال يحرك أي ذهنية ترى في خبر فني ورياضي أهم مما ُنشر ،والموضوع ليس جديدا ،تناوله اختصاصيون في
اقتصاد النفط واالقتصاد العام ،حتى إن مؤشرات الخطر أنذرت بأننا خالل عقدين من الزمن سنكون من مستوردي النفط بدالً من تصديره ،ونحن بلد وحيد المصدر
وحالة استنزافه تعني أن أجياالً قادمة ستعيش على ذكراه فقط ،وهذا ليس من باب التشاؤم ،لكن حين تنذر الشركة المكتشفة ،والمصدرة وحافظة خزانة
االحتياطيات ،فإننا أمام موقف ال يقبل التراخي في ترشيد االستهالك غير المنضبط..
فهناك مشروع الطاقة البديلة وقد دخل اإلجراءات البطيئة ،وطالما ال يزال جنيناً فهل رسمنا استراتيجيات عاجلة للتخفيف ،أو إيقاف النزف الالمحدود لنفطنا؟
وال يقتصر األمر في هذا اإلسراف على النفط وحده ،فهناك المياه ،والغذاء وتدمير البيئة الصحراوية والبحرية ،وعلينا أن ندرك أن سنوات السمن والعسل قد ال
تطول ما لم يكن المسؤول والمواطن على نفس الدرجة من حماية ثرواتنا المختلفة..
فالمعروف أننا نستورد كل ما يزيد في استهالك الطاقة من سيارات منتهً عمرها االفتراضي ،وأدوات كهربائية مخالفة للمواصفات حتى إن اعتراف المستوردين
للمكيفات بوجود ( )٨٥٠ألف مكيف مخالفة لكفاءة الطاقة ،عدا ما دمرته الدولة ،وسُرب البعض للبيوت والشركات والمحال األخرى يطرح نفس المشكلة في دور
الرقابة عند الجمارك وحماية المستهلك وغيرهما ،وهذا ينطبق على بقية المستوردات األخرى مما يمارسه التجار في إهدار ثرواتنا المادية والنفطية طالما الرقيب
غائب عن هذه التجاوزات ،أو وضع الجزاءات التي تتوافق مع أضرارها االجتماعية واالقتصادية..
عصابات التهريب للبنزين والديزل ،والمشتقات األخرى ال نرى أو نجد من يفضح هذا السلوك الجائر ،والمجافي ألبسط مفاهيم الوطنية وااللتزام بأخالق المهنة
التجارية ،يضاف إليها دول الجوار التي استغلت رخص الوقود عندنا بالدخول والخروج بمختلف أنواع سياراتها لتضاعف هذا االستهالك ،واألمر ذاته يتجاوز
المألوف في استعمال الوافدين لسيارات ومعدات خارج الخدمة ،ولعل المثار أن أي رفع لألسعار سوف يضر بالمواطن ،وهذا منطقي ولكنه محدود إذ إن األرقام
التي تصدر عن استهالك المواطن في العام هي ( )٤٠برميالً كتقدير عام ،وإذا ما شملنا ما يقال عن تسعة أو عشرة ماليين من الوافدين ،فإننا نصل إلى مشكل
كبير ،وهناك من اقترح رفع األسعار ،وتحويل عائداتها إلى اإلسكان ،والتوظيف ،والمعونات األخرى والتي نراها أكثر جدوى من رخص سعر البترول لعائلة ال
تملك إال سيارة أو اثنتين فقط ،وفي منزل مملوك أو مستأجر ال يتجاوز المئتي متر ،وهم األغلبية الساحقة في مجتمعنا..
النظرة للمستقبل تحتاج رسمً استراتيجية طويلة ،والبحث عن البدائل التي يجب أال تقف عليها القرارات الراكدة أو البيروقراطية؛ ألن سباقنا مع الزمن في
مضاعفات استهالك الطاقة سيضعنا أمام حتمية الخطر األكبر ،وال نعتقد أن صانع القرار ال يدرك المخاطر القادمة ،وإنما نحتاج من يرى الواقع ويعالجه بقرارات
تراعي حدود المعقول؛ ألن اإلنذار جاء من شركة أرامكو والتي تتعامل مع السياسة النفطية بتجربة طويلة ،وتعرف أن خطابها مرسل لمختلف الجهات الحكومية
والوطنية ،وبأننا في السفينة التي يجب أال نكون السبب في غرقها..
استهالك السعودي للطاقة ضعفا البريطاني
(لمشاهدة الخبر من موقع الصحيفة إضغط هنا)
دق معرض كفاءة الطاقة في جدة ناقوس الخطر من تزايد معدالت استهالك الطاقة في المملكة الذي يعد األعلى في العالم .وقال المشرف على معرض الطاقة
الذي يقام ضمن فعاليات برنامج أرامكو السعودية «إثراء المعرفة» وائل المال ،في تصريح أمس« :إن النمو السنوي الستهالك الطاقة في المملكة يعد األعلى
في العالم ،إذ يصل إلى 7في المئة سنويا ،كما يعد استهالك الطاقة للفرد األعلى بأكثر من 40برميل نفط سنويا ،وهو يصل إلى ضعفي استهالك الفرد
للطاقة في بريطانيا».
وأكد أهمية معرفة المواطن والمقيم هذه األرقام ،مشيراً إلى أن المعرض يعرض هذه المعلومات في شكل توعوي ترفيهي خالل المعرض الذي يقام ضمن
برنامج «إثراء المعرفة» في جدة ،الذي يشهد إقباالً كبيراً من األسر والمهتمين يومياً.
ويتضمن المعرض أقساماً لنشر الوعي بأهمية ترشيد الطاقة ،منها القسم التعريفي الذي يتضمن تعريف الزوار باألرقام والحقائق عن ارتفاع نسبة استهالك
الطاقة للفرد في المملكة مقارنة بالدول األخرى ،ما ينذر بالخطورة في حال استمرار هذا المعدل باستهالك 50في المئة من الطاقة المنتجة بعد 17عاماً
فقط.
وأكد أن هذه النسبة تعد عالية جداً بجميع المعايير ،إذ توجد كثير من الدول المتقدمة صناعياً ال تتجاوز نسبة النمو فيها 3في المئة ،ووفق دراسة طويلة المدى
فإن القدرات الحالية للكهرباء في السعودية التي تبلغ 54ألف ميغاواط ستزيد إلى أكثر من 121ألف ميغاواط عام 2032في حال استمرار االستهالك
بالوتيرة نفسها.
وأضاف المال أن المعرض يحوي قسم «منزل الطاقة بشفافية» ،إذ يتم تسليط الضوء على السلوكيات الخاطئة في هدر الطاقة وتوعية الزوار بالسلوكيات
اإليجابية ،وقسم حديقة أجيال الطاقة التي تستهدف توعية األطفال التي تراوح أعمارهم من 5إلى 11عاما ،من خالل مبدأ التعليم بالترفيه على أهمية الطاقة
وترشيدها.
وأشار إلى أنه يمكن توفير 50في المئة من فاتورة الكهرباء في حال تطبيق التوصيات المتاحة في المعرض ،التي يقوم بتقدميها متطوعون أكفاء في قالب
توعوي وبلغة مبسطة جذبت الزوار الذين لفت انتباههم تقنية إحدى تقنيات التلفزيون في ترشيد استهالك الكهرباء ،التي تعمل على الترشيد بنسبه تصل إلى
30في المئة ،كما تم تعريف الزوار ببطاقة كفاءة الطاقة.
وبيّن أن المعرض يتضمن مجموعة من اإلرشادات التي تقدم للزوار في شكل توعوي ترفيهي ،تبيّن لهم بعض النصائح التي لو تم تطبيقها في شكل صحيح
ستسهم في تقليل فاتورة الكهرباء بنسبة 40في المئة شهريا ،ومن هذه النصائح تنظيف فلتر جهاز التكييف مرتين بالشهر الذي يقلل من فاتورة الكهرباء
الشهرية 7في المئة ،وتخفيف الوزن في الغساالت الكهربائية التي اعتبرت من أكثر األجهزة المنزلية استخداماً للطاقة الكهربائية.