المؤتمر الدولي للتنمية اإلدارية : نحو أداء متميز في القطاع الحكومي عنوان الورقة : العوامل المؤثرة في اإلبداع في المنظمات الحكومية وآليات تفعيل أثرها اإليجابي إعداد : د
Download
Report
Transcript المؤتمر الدولي للتنمية اإلدارية : نحو أداء متميز في القطاع الحكومي عنوان الورقة : العوامل المؤثرة في اإلبداع في المنظمات الحكومية وآليات تفعيل أثرها اإليجابي إعداد : د
المؤتمر الدولي للتنمية اإلدارية:
نحو أداء متميز في القطاع الحكومي
عنوان الورقة:
العوامل المؤثرة في اإلبداع في المنظمات الحكومية
وآليات تفعيل أثرها اإليجابي
إعداد :د /السعيد عواشرية
الجهة:
قسم علم النفس وعلوم التربية /جامعة باتنة /الجزائر
مخبر إدارة وتنمية الموارد البشرية /جامعة سطيف /الجزائر
المرتبة العلمية :أستاذ محاضر –أ.
الوظيفة :أستاذ جامعي وعضو مخبر بحث
الـعــــــــــــــــــــــــــرض:
هدفت هذه الورقة إلى تناول موضوع من بين الموضوعات
الهامة في علم النفس التنظيم والعمل ،أال وهو موضوع اإلبداع في
المنظمات الحكومية وتحدياته ،وذلك من خالل التعرف على العوامل
المؤثرة في نظام اإلبداع في المنظمات الحكومية ،وآليات تفعيل األثر
اإليجابي لتلك العوامل ،وذلك انطالقا من اإلجابة على جملة من
التساؤالت والتي تتلخص في:
ما هي مستويات اإلبداع في المنظمات الحكومية ،وما هيمظاهره؟
ما هي أهم مبررات الحاجة إليه في وقتنا الحالي؟ ما هي أهم العوامل المؤثرة فيه في مختلف مستوياته؟ ما هي السبل واآلليات الكفيلة بتفعيل األثر اإليجابي لمختلفتلك العوامل ومواجهة تحديات اإلبداع في المنظمات الحكومية؟
لتصل في األخير إلى استخالص جملة من الدروس والتوصيات
ذات العالقة بالموضوع.
قبل ذلك تعرضت الورقة إلى التعرض لتعريف مفهوم المنظمة
وتحديد أشكالها ومقوماتها؟
وقد تبين أن المنظمة تعرف بعدة تعاريف ،تختلف باختالف
خلفية الدارس للمنظمة ،فاالقتصادي يعرفها تعريفا يختلف عن
السياسي ،ويختلف عن المختص في علم النفس وعلم االجتماع،
وهكذا.
أما علم النفس كعلم لدراسة السلوك البشري فالمالحظ أن
أغلب التعاريف تشير إلى أن المنظمة هي " :نظام من األفراد يعملون
بأسلوب تعاوني ومنسق لتحقيق أهداف محددة ومعروفة مسبقا
ومشتركة بينهم“
وتصنف المنظمات إلى شكلين :منظمات حكومية ،ومنظمات غير
حكومية.
ومهما يكن شكل المنظمة فهي قائمة على جملة من المقومات.
وتتلخص هذه المقومات في ما يلي:
أ -تتكون المنظمة من شخصين أو أكثر ،ومن جماعات عمل رسمية
وغير رسمية.
ب -للمنظمة وجهة أو توجه نحو تحقيق أهداف معينة ،تخدم مصالح
األفراد والجماعات العاملة.
ت -األساليب :تتبنى المنظمة أسلوبا تنظيميا معينا لتحقيق التسيير
الفعال .ويتم بواسطة تمييز الوظائف ،وتقسيم العمل وتجزئته ،وتوزيع
األدوار والمراكز ،والتنظيم الهرمي للسلطة ،وتنظيم االتصال العمودي
واألفقي ،وغيرها من األساليب التي تحقق التسيير الفعال للمنظمة.
ث -التنسيق الواعي للنشاط الذي يقوم به األفراد ،باالعتماد على
العقالنية والعمليات المنطقية في التخطيط والتنفيذ والتقويم.
ج -االستمرارية عبر الزمان لضمان تحقيق األهداف المرجوة من
إنشاء المنظمة ،فضمان االستمرارية يوفر جو الطمأنينة ،واإلحساس باألمن
واالستقرار لألفراد ،مما يدفعهم للعمل أكثر.
كما تعرضت الورقة قبل اإلجابة عن التساؤالت السابقة إضافة
إلى تحديد مفهوم المنظمة وأشكالها ومقوماتها إلى تحديد معنى اإلبداع
ومكوناته
ومن خالل تحليلنا لبعض تعريفات اإلبداع أدركنا وجود اختالف
بين الباحثين والمفكرين حول؛ حيث ال يوجد اتفاق واضح ومحدد ،إذ
ينظر إليه كل واحد منهم من زاوية معينة توافق تخصصه.
فمنهم من ينظر إليه على أنه منتج ،وهو ما يتبناه أنصار
النزعة المادية.
ومنهم من ينظر إليه على أنه عملية ،وهو ما يتبناه أنصار
االتجاه المعرفي.
ومنهم من ينظر إليه على أساس السمات والخصائص التي تميّز
المبدعين ،وهو ما يتبناه علماء نفس الشخصية.
ومنهم من ينظر إليه على أساس المناخ الذي يقع فيه ،وهو ما
يتبناه علماء االجتماع وعلماء النفس.
ومنهم من ينظر إليه على أساس يجمع بين أكثر من أساس من
األسس السابقة.
و تبين أنه هناك اتفاق على أربع قدرات تقف وراء اإلبداع وهي:
أ -الطالقة الفكرية واللفظية :وتعني القدرة على إنتاج عدد كبير
من البدائل أو المترادفات أو األفكار أو االستعماالت عند االستجابة لمثير
معين ،والسرعة في توليدها.
ب -المرونة :ويقصد بها تنوع أو اختالف األفكار التي يأتي بها
الفرد المبدع وقدرته على تغيير أو تحويل مسار تفكيره أو وجهة نظره
تبعا لمتطلبات الموقف.
ت -الحساسية للمشكالت :قدرة الشخص على رؤية المشكالت
في أشياء أو أدوات أو نظم اجتماعية قد ال يراها اآلخرون فيها ،أو
التفكير في تحسينات يمكن إدخالها على هذه النظم أو هذه األشياء،
ث -األصالة :ويقصد بها التجديد أو االنفراد باألفكار ،فالشخص
المبدع ذو تفكير أصيل أي أنه يبتعد عن المألوف أو الشائع ،فهو ال
يكرر أفكار اآلخرين.
وهذا ال يعني أن اإلبداع حكرا على األفراد ،حيث قد تتم
ممارسته عن طريق الجماعات والمنظمات ومن ثمة يمكن القول أن
اإلبداع على مستويات ثالث وهي:
أ -اإلبداع على مستوى الفرد :هو الذي يتم التوصل إليه من قبل
أحد األفراد "المبدعين“
ب -اإلبداع على مستوى الجماعة :هو الذي يتم تقديمه أو
التوصل إليه من قبل الجماعة ،وإبداع الجماعة أكبر من المجموع
الفردي إلبداع أفرادها.
ج -اإلبداع على مستوى المنظمة :هو الذي يتم التوصل إليه عن
طريق الجهد التعاوني لجميع أعضاء المنظمة .ولقد أصبح األسلوب
الجماعي في حل المشكالت مطلبا رئيسيا لضمان نجاح المنظمات
واستمراريتها في أداء الدور المطلوب منها.
ويمكن لإلبداع أن يظهر في بعد أو أكثر من أبعاد الميزة
التنافسية ،وهي :التكلفة ،الجودة ،الوقت والمرونة.
ويمكن تلخيص المظاهر اإلجرائية لإلبداع في عمل المنظمة الحكومية
وغير الحكومية في النقاط اآلتية:
-1اإلتيان بمنتج جديد.
-2العمل وفق آليات جديدة أقل تكلفة وأكثر منفعة.
-3التقليل من المخاطر والمشاكل المعتادة.
-4أن ترى ما ال يراه اآلخرون ،وتحسن تفعيله لتحقيق إنجازات المنظمة.
-5تنظيم األفكار في بناء جديد.
-6أن ترى المألوف بطريقة غير مألوفة.
-7القدرة على حل المشكالت بطريقة جديدة.
-8البحث في السلبيات االيجابيات والتعاطي الجيد معها.
-9محاكاة المنظمات المماثلة في ابتكاراتها واإلضافة الخاصة عليها.
-10العصف الذهني المستمر داخل وحدات المنظمة ،من خالل نشر وتقنين ثقافة
التفكير واإلبداع المستمر للعاملين في المنظمة.
-11النقد الذاتي والمراجعات المستمرة لطرائق التفكير اإلبداعي وإدارة وسير
العمل بالمنظمة.
-12دراسة المنظمة في عيون الخبراء من خارج بيئة وثقافة المنظمة.
وعند هذا الحد تم التمكن من تحديد أهم مبررات حاجة المنظمات
الحكومية لإلبداع وقد تلخصت في ما يلي:
-1أهمية األشخاص المبدعين للمنظمات لرفع كفاءتها وإنتاجيتها.
-2أهمية األساليب الحديثة والمبتكرة للمنظمات الحكومية والتي
تتناسب مع البيئة ،وتساعد تلك المنظمات في إدارة عملياتها وحل
مشكالتها.
-3تلبية احتياجات الرأي العام المتزايدة؛ إذ أن وعي المواطنين
بالمنجزات الحضارية يدفعهم إلى اإللحاح بقوة للحصول على الخدمات
بيسر وسهولة وبتوعية أفضل مما هي عليه.
-4مسايرة اتجاهات الدولة في الخصصة في ظل اتجاهات العولمة
واتفاقيات منظمة التجارة العالمية.
-5تزايد المشكالت التنظيمية واإلنسانية واالحتياجات المتزايدة للعنصر
البشري داخل المنظمات.
-5تزايد المشكالت التنظيمية واإلنسانية واالحتياجات المتزايدة للعنصر
البشري داخل المنظمات.
- 6الحاجة المستمرة إلى نظم وأساليب إدارية مبتكرة نابعة من خصوصيتنا
ومتطلباتنا دون السير خلف نظم منقولة من اآلخرين .
-7التغيير المتالحق والمستمر في كل جزء من أجزاء العمل ،وزيادة تعقيد
بيئة العمل.
-8ظهور التكنولوجيا الحديثة المتقدمة والمتميزة
-9التغيير في مكونات ومزيج قوة العمل بما في ذلك توقعات العاملين
وقيمهم.
-10النقص المتزايد في الموارد بداية من الموارد المائية والطبيعية.
-11تحول االقتصاد العالمي من االعتماد على الصناعة إلى االعتماد على
المعرفة والمعلومات.
-12عدم استقرار الظروف االقتصادية مع تحديات فرصتها االتفاقيات
الثقافية والدولية والعالمية .
العوامل المؤثرة في اإلبداع في المنظمات الحكومية:
لقد أشارت الورقة إلى أنه هناك عوامل كثيرة تؤثر في
اإلبداع في المنظمات الحكومية سلبا أو إيجابا ،مصنفة
إياها على أساس المصدر إلى أربع أصناف:
-1على مستوى الفرد.
-2على مستوى جماعات العمل.
-3على مستوى المنظمة (البيئة الداخلية).
-4على مستوى البيئة الخارجية.
وفي ما يلي سنحاول اإلشارة إلى ذلك معتمدين على
بعض الدراسات السابقة التي تناولت ذلك والموجودة في
حدود علمنا:
-1على مستوى الفرد:
هناك عدة عوامل شخصية تؤثر في القدرات اإلبداعية
يلخصها ”العميان“ محمود في كل من:
أ -عوامل إدراكية :وتتمثل في مدى إدراك األفراد العاملين لجوانب
المشكلة بالشكل الصحيح ،بسبب عزلها عن سياقها ،أو تضييق
نطاقها ،أو صعوبة إدراك العالقات غير المباشرة فيها ،باإلضافة
إلى التفكير غير المتعمق؛ بحيث تعامل األفكار دون تعمق
وينظر لها على أنها مسلمات غير خاضعة للبحث والنقاش
ب -عوامل وجدانية :تتمثل في:
*الخوف من الفشل.
* ضعف الثقة بالنفس.
* غياب الدوافع الداخلية لإلبداع.
* قوة االنتماء والوالء للمنظمة.
* الرضا الوظيفي.
-2على مستوى جماعات العمل:
أ -بناء الجماعة:
* حجم الجماعة :ينبغي أن يكون عددا معقوال بحيث ال يتجاوز ستة إلى
ثمانية أشخاص ويمثلوا عدة وظائف مختلفة.
* تماسك الجماعة :ويعبر عنه أحيانا بالتجانس أو التنافر بين أعضاء
الجماعة أو بمعنى آخر الروح الجماعية
ب -قواعد العمل الجماعي :وتعبر عن األنظمة والقيم التي تحكم
سلوك األفراد داخل المجموعات ،وتحدد لهم ما هو مقبول وما هو مرفوض
أثناء العمل الجماعي.
ت -قيادة الجماعة :حيث تعتبر ضرورية لتوجيه جهود الجماعة
وتنسيقها للوصول إلى أهدافها.
ث -االتصاالت :حيث يعتمد نجاح الجماعة في القيام بدورها بإبداع
على سهولة االتصال بين أعضائها بما يمكنهم من تبادل المعلومات وحرية
المشاركة والتعبير عن آرائهم دون وجود أي عوائق.
-3على مستوى المنظمة (البيئة الداخلية):
أ -طبيعة العمل :فاألعمال الروتينية تفضي إلى السأم والملل
وعدم اإلبداع ،بينما األعمال الحيوية تثير التحدي لدى الفرد
وتدفعه إلى التفكير الخالق،
ب -مقاومة التغيير :يعتبر الخوف من التغيير ومقاومة
المنظمات لـه ،وتفضيل حالة االستقرار وقبول الوضع الراهن .من
العوامل المؤثرة سلبا على اإلبداع في المنظمات ومن األسباب التي
تؤدي إلى ذلك ،وهي ذات ارتباط واضح باإلبداع ما يلي:
* التمسك بالمألوف والخوف من المجهول .حيث يميل اإلنسان إلى المحافظة
على المألوف
* العادات :حيث يشعر الفرد باالرتياح ألنماط السلوك والعادات والتقاليد التي
اعتادها.
* اإلدراك :يختلف األشخاص في إدراكهم لألمور باختالف خبراتهم
وتوقعاتهم ودوافعهم.
* المنافسة :حيث ترفض جهة اإلدارة الفكرة نتيجة تهديدها لعوامل المنافسة
التي التزمت بها المنظمة في التعامل مع غيرها من المنظمات.
* التجربة السابقة و التمويل و الوقت.
* اإلدارة :فتعنت اإلدارة وعدم قدرتها على تقبل الفكرة الجديدة من أسباب
مقاومة التغيير.
ت -أنماط السلطة والقيادة.
ث -المشاركة.
ج -البرامج التدريبية والتأهيلية.
ح -تحديد أهداف المنظمة وتقويمها.
خ -أدوات قياس اإلبداع ومعاييره .
د -الحوافز (الدوافع الخارجية).
ذ -معايير التوظيف والقبول والترقية.
ز -الظروف الفيزيقية.
-4على مستوى البيئة الخارجية:
أ -األسرة:
ب -نظام التعليم /التدريب.
* األهداف التعليمية /التدريبية.
* معارف (محتويات) مناهج التعليم /التدريب.
* طرائق ووسائل التعليم /التدريب.
* أساليب تقويم التعليم /التدريب.
* المعلم وعالقته بالمتعلم:
ت -البيانات والمعلومات.
ث -العوامل الثقافية واالجتماعية.
ج -العوامل البيئية واالقتصادية.
بعده حاولت الورقة عرض آليات تفعيل اإلبداع ومواجهة
تحدياته على مختلف مستوياته:
-1على مستوى الفرد:
أ -التعود على التفكير في المجاالت التي تخلو من التعقيد واألحكام المسبقة.
ب -النقد لألحكام الشخصية ومنهجية التوصل إليه ،مع عدم أخذ األمور
كمسلمات ،واستعمال كافة الوسائل المتاحة لتمحيص األفكار.
ت -تنمية الشخص لمهارات االستفسار والمالحظة والتحليل التي يمتلكها.
ث -ترك المجال للغير وخصوصا أولئك الموثوق بذكائهم الختبار ما تم
التوصل إليه من نتائج ،وإعطاء الفرصة للنفس لمناقشة األفكار الجديدة.
ج -تغيير اإلطار الذي نرى من خالله العالم ،إذا أردنا أن نرى الموضوع من
زوايا متعددة وفي أفاق جديدة ،لذلك على المرء أن يغير طريقة سلوكه أو
رؤيته الداخلية وتفسير األمور بطريقة جديدة.
أ -االهتمام ورعاية المنظمة للرضا واالستقرار الوظيفي ألفرادها.
ب -اهتمام المنظمة ببناء وتعزيز منظومة قيم المنظمة في نفوس أفرادها،
ومن ثمة تنمية والئهم للمنظمة والمهنة والوطن.
-2على مستوى الجماعات:
لتفعيل دور الجماعة في بلوغ اإلبداع في المنظمات الحكومية ال
بد من:
أ -ضبط وترشيد جنوح النفس البشرية نحو الفردية واألنا.
وتغليب المصلحة العامة على الخاصة.
ب -المحافظة على تماسك الجماعة وعملها كوحدة واحدة ،وذلك
من خالل تشجيع العمل الجماعي ونبذ الخالفات وحدة الصراعات بين
األفراد.
ت -دفع األجزاء لالندماج في الهدف العام للمنظمة .وعدم
التركيز على تحقيق مكاسبهم وأهدافهم الشخصية.
ث -التوظيف األمثل لمواهب وطاقات األفراد ،والتنسيق والتكامل
بينهم.
ج -تحفيز الجماعة وتوجيهها نحو إنجاز المهام التي تكونت من
اجلها الجماعة.
-3على مستوى المنظمة (البيئة الداخلية):
أ -طبيعة العمل ،ثقافة التغيير:
* تحسين المناخ العام بالمنظمة وجعله أكثر انفتاحا وتبادال وتقبال للرأي
اآلخر.
* تشجيع األداء االبتكاري ،ودعم المبدعين وتبنّي أفكارهم .
* التخلص من اإلجراءات الروتينية التي تحول دون انطالق اإلبداع.
* وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتكليفه بأعمال تتحدى قدراته
* بث الثقة بالنفس بين العاملين ،والتأكيد على أن كل إنسان قادر على
اإلبداع طالما توافرت لديه عوامل اإلبداع والمناخ المناسب.
* البساطة وعدم التعقيد في الهيكل التنظيمي .
* تشجيع العاملين على طرح األفكار والنقاش الحر والعمل على االهتمام
بآراء اآلخرين .و منح االستقاللية والثقة في اآلخرين.
* تشجيع التنافس بين العاملين لدفعهم نحو التوصل إلى أفكار إبداعية جديدة.
ب -أنماط السلطة والقيادة:
* انتخاب القيادة من طرف العمال وال يتم تعيينها من طرف السلطات العليا.
* تفويض األعمال وإتباع مبدأ ال مركزية العمل.
* العمل وفق فرق العمل في تنفيذ مشاريع المنظمة.
* تحويل السلطة من الشكل الرأسي البروقراطي إلى الشكل األفقي مع
السماح بالتداول على ذلك وتبادل األدوار.
* اإليمان بالمقولة الشهيرة "من ال يتقدم يتقادم ،إن نجاح األمس ليس
ضمانا للنجاح في المستقبل.
ت -مشاركة العاملين:
* إتاحة الفرصة لهم للمساهمة بأفكارهم ومقترحاتهم ،و تشجيعهم على
تحمل المسئولية .
* العمل على تحقيق اندماج الفرد العقلي والعاطفي في عمل الجماعة .
* جعل لكل شخص في المنظمة قسط في العمليات ونصيب من المخرجات.
ث -التدريب والتأهيل:
* تبني سياسات برامج واضحة لتأهيل الموظفين قبل استالم وظائفهم
وأثناء عملهم (التأهيل المستمر).
* االهتمام بتطوير المسار الوظيفي التخصصي ألفرادها.
* تحديد االحتياجات التدريبية على أسس علمية ومنهجية صحيحة.
* رفع واقع االحتياجات التدريبية واستمارات التوصيف الوظيفي.
ج -تحديد أهداف المنظمة وتقويمها:
تقديم إجابات عن األسئلة الخمس اآلتية:
* ما الغرض األساسي من قيام المنظمة؟
* ما األهداف الكبرى التي تسعى المنظمة لتحقيقها؟
* ما النتائج واإلنجازات العامة التي تسعى المنظمة لتحقيقها؟
* ما الصورة المستقبلية التي تسعى لالنتقال إليها؟
* ما معايير قياس وتقييم تحقق هذه األهداف؟
وفي ما يتعلق بهذا األخير تجدر اإلشارة إلى أنه إذا علمنا أنه
هناك اتجاهين رئيسيين في قياس األداء ،اتجاه سيكومتري
واتجاه إيديومتري .فإنه ومن أجل التمكن من بلوغ اإلبداع في
المنظمات الحكومية نقترح االعتماد على كال االتجاهين في قياس
األداء؛ إذ يعتمد على االتجاه السيكومتري في قياس األداء
لمعرفة الفروق بين األفراد والجماعات والمنظمات في ذلك،
ومن ثمة الكشف عن مظاهر اإلبداع على مختلف تلك
المستويات وأبعاده.
ويعتمد على االتجاه االيديومتري لضرورة تحديد أهداف
المنظمة؛ كما تبين سالفا أن تحديد األهداف تحديدا دقيقا من
موجهات أداء المنظمات ومن ثمة اإلبداع ،وتحديد األهداف
واتخاذها كمعيار للتقويم هي من مميزات االتجاه اإليديومتري
في القياس.
كما نقترح العمل على توفير وبناء مقاييس نفسية مقننة
لقياس اإلبداع ،وتقنيين المقاييس العربية واألجنبية المتوفرة
للتمكن من الكشف عن المبدعين ورعايتهم.
ح -الدوافع والحوافز:
إن توفير الغذاء الكافي والملبس المناسب والمسكن الالئق
والرعاية الصحية األساسية وفتح أبواب اكتساب المعارف
والمهارات أمور البد منها قبل الحديث عن اإلبداع.
إن عمل العبيد تميز بأدنى درجات اإلنتاجية واإلبداعية،
وبالمقابل فإن المواطنين األحرار المتمتعين بحقوق اإلنسان والذين
يعيشون في مجتمع يحكمه القانون والعدل ،ويعرفون أن ثمار
جهدهم تعود عليهم وعلى أبنائهم ،وأن أحدا لن يظلمهم شيئا من
حقوقهم ،أولئك يملكون أجود دافع وحافز للعمل والتضحية واإلبداع.
خ -معايير التوظيف واالستقطاب:
البد التزامها بمعايير واضحة لذلك ،ومن ثم قفل الباب أمام أي
فرصة للتعيين العشوائي أو المبني على العالقات االجتماعية
الخاصة ،والمحاباة للبعض على حساب اآلخرين.
وللتمكن من ذلك البد على موظف التوظيف التحلي بأخالقيات
المهنة والتي يمكن تلخيصها في ما يلي:
* المعرفة الكاملة بقوانين ولوائح المنظمة ومتابعة تطوراتها
واحترامها وتطبيقها بكل صدق وأمانة.
* الصراحة والشفافية في نقل صورة الوظيفة بمحاسنها ومعوقاتها
ومتطلباتها ،لكي يتمكن المتقدم من االختيار بين قبولها أو رفضها.
* احترام االختالفات العرقية وعدم جعل االنتماء لعرق معين معيارا
للقبول أو الرفض في وظيفة معينة ،واالبتعاد عن العنصرية في
اختيار الموظف ،وإنما التركيز في ذلك على كفاءته المهنية
واالحترافية.
د -الظروف الفيزيقية:
* يتوجب تقييم الظروف الفيزيقية ووضع حدود لها (حرارة ،إضاءة)....،
* ينبغي مراعاة كل المتغيرات التي لها ارتباط وثيق بعملية تحفيز اإلبداع
كالتصميم الداخلي للمنظمة بما فيه من ديكورات ولوحات جدارية فنية،
فضال عن المالعب والساحات.
-4على مستوى البيئة الخارجية:
أ -على مستوى األسرة:
* تشجيع الطفل على المبادرة واتخاذ القرارات المرتبطة بأموره.
* السماح للطفل بحرية التعبير عن أفكاره بما ال يضر بحرية اآلخرين.
* البعد عن التشدد في عقاب الطفل وتأنيبه .أو تدليله.
* محاولة إحداث توازن بين المستوى االقتصادي واالجتماعي لألسرة
ومتطلبات الطفل المبدع.
* إيمان األسرة بان طفلها المبدع بحاجة ماسة إلى أساليب وطرائق رعاية
خاصة ،وعدم الثقة بقدراته التي قد تؤدي به إلى الغرور.
ب -على مستوى المدرسة:
* األهداف التربوية * .المحتويات * الطرائق والوسائل الديداكتيكية
* تقويم المخرجات التعليمية* .العالقة بين المعلم والمتعلم والتنظيم
اإلداري.
* األهداف التربوية:
تكوين الفرد المتشبع بقيم االستقاللية واالعتماد على النفسوالحرية والمبادرة والتواصل البيداغوجي واالجتماعي والتفاعل
مع متغيرات العصر ،و تدعيم قيم اإلنتاجية والمردودية لدى
األفراد.
االنفتاح على الثقافات األخرى ،وتقبل اآلخر .دون انسالخ. بلوغ أعلى مستويات المعرفة من ومناقشة وتحليل وتقييم ،وتفكيرنقدي وإبداعي متشعب ،و...
البد أن تتجاوز األهداف التربوية تراكم البيانات والمعلوماتوالحقائق إلى خلق المعرفة المتجددة ،أي ال تتوقف عند حد النفاذ
إلى البيانات واكتساب المعلومات وإنما تتعدى إلى توظيف تلك
المعلومات والمعارف في الحياة العملية واستثمارها في إنتاج
معارف جديدة.
أما في ما يتعلق بالوسائل الديداكتيكية فحاجات المبدعين
تعتبر الكتاب أحد الوسائل المعتمدة في تحصيل المعرفة وليس
الوسيلة الوحيدة ،وإضافة إلى ذلك فهناك التجربة واللعب
واالحتكاك والتفاعل مع الواقع .وكذا الوسائل العاملة على
تشويق المتعلم ولفت انتباهه ،وخاصة تقنيات االتصال الحديثة.
* تقويم المخرجات التعليمية:
من األجدر في تقويم تحصيل المبدعين أن يهدف ذلك
إلى تصحيح الفارق بين الهدف المنشود والهدف المتوصل إليه،
والتدخل المستمر للدعم والتقوية قصد تقليص ذلك الفارق عن
طريق أساليب تقويميية من مثل :بيداغوجيا التحكم ،ومختلف
أنماط التقويم :المبدئي ،التكويني ،و ،...والتغذية الراجعة.
* المحتويات:
المعروف أن المناهج التعليمية قد قطعت فترة طويلة من
الزمن وهي تهدف إلى توحيد الثقافة الذهنية للمتعلمين ،ونتج
عن هذا النمط من المناهج التعليمية التفكير النمطي ذو البعد
الواحد وغياب التفكير اإلبداعي المتشعب أو المتباعد أو المتعدد،
مما أدى في كثير من الحاالت إلى قتل اإلبداع ،وحتى ال تقع
اليوم المناهج التعليمية في نفس نوعية المخرجات تَطلب ذلك
التنوع وليس الثبات.
* طرائق التدريسية والوسائل الديداكتيكية:
لكي تلبي طرائق التدريس حاجات المبدعين من األحسن
أن تعمل على احترام اإليقاع الخاص بالمتعلم والتدخل لتصحيح
مساره ،ويتحقق ذلك من خالل طرائق تدريسية يلعب فيها
المتعلم دورا فعاال من مثل المناقشة والحوار وعمل المجموعات
وطريقة التعيينات أو حل المشكالت والتعلم الذاتي ،وإتاحة
فرص التعاون والمشاركة و...
* العالقة البيداغوجية بين المعلم والمتعلم والتنظيم اإلداري :
عالقة المعلم والمتعلم في مساهمتها في تكوين جيل
من المبدعين يجب أن تكون مبنية على مبدأ العقد والتعاقد،
فالمكون يخطط وينظم الفعل التعليمي ثم يطالب المتعلمين
باألهداف ،ويشركهم في العمل على تحقيقها ،والكل يعمل
على تنفيذ العقد والعمل على بلوغ األهداف المتوقعة.
وعلى هذا األساس يغلب على الوسط المدرسي
التنظيم اإلداري المرن الذي يسمح باتخاذ القرارات،
وسيولة المعلومات من أسفل إلى أعلى ومن أعلى إلى أسفل
بصورة تفاعلية .وكل ذلك يتطلب مشاركة الجميع في
الخبرة .وعدم إقصاء أو تهميش أي فرد .
ت -البيانات والمعلومات:
تبني مبدأ أساسي هو الشفافية وتداول وإتاحة البيانات والمعلومات،
وعدم التكتم والتعتيم واحتكار ذلك.
ث -العوامل االجتماعية والثقافية والبيئية واالقتصادية:
تقديم الدعم المادي والمعنوي للمبدعين ومشاريعهم اإلبداعية. تصميم وحدات تنظيمية ذات بيئة تشغيلية مالئمة لمراحل اإلبداع. إنشاء مراكز متخصصة في التكفل برعاية وتعزيز المبدعين عقد ندوات وملتقيات ومؤتمرات علمية لدراسة تحديات اإلبداع. اإليمان بالقاعدة التي تقول العقل السليم في الجسم السليم. فتح المجال للمبدعين وعدم إحباطهم وجعل ذلك ثقافة للمجتمع، اإليمان بأن الجائع والعبد ومسلوب الحرية ال يكر وال يبدع. العمل على تغيير ذهنيات األفراد وتذويب رواسبها الفكرية. اإليمان بأن المجتمع الذي يزدري أبا حنيفة ويمجد أبا نواس مجتمع تافه .اليعرف لإلبداع من سبيل.
ولعل أهم ما يمكن استخالصه مما سبق:
المهارات اإلبداعية يمكن تعلمها أثناء الخدمة وقبل الخدمة فيظل أنظمة تربوية تدريبية إنتاجية غير دمجية.
األسرة هي المدخل األول لتعليم وترسيخ ثقافة اإلبداع. اإلبداع يتأثر بالبيئة المحيطة باألفراد والجماعات والمنظمات. إمكانية تغيير الذهنيات والرواسب الفكرية سبيل لتحقيق اإلبداع. شركاء ال أجراء شعار تحقيقه فعليا يعتبر آلية لتعزيز اإلبداع . الجماعات المتماسكة المنسجمة أكثر فاعلية في تحقيق اإلبداعمن األفراد.
اإلبداع يمكن تنميته وتعزيزه من خالل البيئة المالئمة اعتماداعلى التدريب والدوافع والحوافز،
ال إبداع في المنظمات الحكومية في ظل عدم إتاحة المعلوماتوانعدام الديمقراطية والشفافية ،وغياب العدالة و الموضوعية
في تطبيق القوانين واللوائح.