التعليق

Download Report

Transcript التعليق

‫المملكة العربية السعودية‬
‫وزارة التربية و التعليم‬
‫إدارة التربية و التعليم بمحافظة الزلفي‬
‫أمين مركز مصادر التعلم‬
‫مدرسة الملك عبدهللا بمحافظة الزلفي‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫النص ‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ش َهيد‬
‫وصف‬
‫‪-1‬‬
‫بعوضة البن ُ‬
‫ُ‬
‫ش لَ َها س َواهَا ‪َ ,‬ت ْحق ُرهَا َع ْينُ َمنْ‬
‫ض ُة ُملَ ْي َكة ‪ ,‬لَ َج ْي َ‬
‫(( ال َب ُعو َ‬
‫وحة َداره ب َط ْبل َها ‪,‬‬
‫ب في ُب ْح ُب َ‬
‫ضر ُ‬
‫َي َراهَا ‪َ ,‬ت ْمشي إلَى الملك ب َندْ ب َها ‪َ ,‬و َت ْ‬
‫إرا َقة َدمه َمالَ َها ‪َ ,‬ف ُت ْعج ُز َك َّفه ‪ ,‬و ُت ْرغ ُم أَ ْن َفه‬
‫ُت ْؤذيه بإ ْق َبال َها ‪َ ,‬و ُت َع ِّرفُ ُه ب َ‬
‫جر ُت َها َت ْسلي ُم َها ‪َ ,‬و‬
‫ج َخدَّه ‪ ,‬و َت ْفري لَ ْح َم ُه َو ج ْل َده ‪َ .‬ز ْم َ‬
‫ض ِّر ُ‬
‫‪ ،‬و ُت َ‬
‫ص ْع َب َك إنْ ُك ْن َت َذا قُ َّوة َو َع ْزم ‪َ ,‬و َت ْسف ُك دَ َم َك‬
‫ُر ْم ُح َها ُخ ْر ُطو ُمها ‪ُ ,‬ت َذلِّل ُ َ‬
‫ضة ‪,‬‬
‫هي َم ْنقُو َ‬
‫ض ال َع َزائ َم َو َ‬
‫ض ْخم ‪َ ،‬ت ْنقُ ُ‬
‫و إنْ ُك ْن َت َذا ح ْلف َو َع ْس َكر َ‬
‫ض ْع َف َنا‬
‫ائب قُدْ َرته ‪َ ،‬و َ‬
‫ضة ‪ ,‬ل ُير َي َنا هللا ُ َع َج َ‬
‫ي َو هَي َب ُعو َ‬
‫َو ُت ْعج ُز ال َقو َّ‬
‫أض َعف َخل ْي َقته )) ‪.‬‬
‫َعنْ ْ‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫ٍ‬
‫ش َهيد‬
‫وصف‬
‫‪-1‬‬
‫بعوضة البن ُ‬
‫ُ‬
‫التعريف بالكاتب‬
‫هو أبو عامر أحمد بن أبي مروان بن شهيد ‪ ,‬كاتب و شاعر ‪ ,‬ولد‬
‫في قرطبة عام ‪ 382‬هـ ‪ ,‬و عاش طفولة ناعمة مترفة ‪ ,‬و تهيأت له‬
‫شابا كان على اتصال ببعض‬
‫أسباب العلم و الثقافة ‪ ,‬و حين أصبح ًّ‬
‫ساده حتى‬
‫الخلفاء األندلسيين ‪ ,‬و يقال إنه بلغ مرتبة الوزارة ‪ ,‬فكثر ُح َّ‬
‫دخل السجن ‪ ,‬و لكن سرعان ما أُفرج عنه بسبب التقلُّبات السياسية ‪,‬‬
‫و قد مرض بالفالج في آخر حياته ‪ ,‬و توفي عام ‪ 425‬هـ ‪.‬‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫ٍ‬
‫ش َهيد‬
‫وصف‬
‫‪-1‬‬
‫بعوضة البن ُ‬
‫ُ‬
‫‪ :‬التعليق‬
‫يصف ابن ُ‬
‫ش َه ْيد في هذا النص بعوضة و يبالغ في وصفها ‪ُ ,‬م ْعتمدا‬
‫على عنصر التفخيم و التهويل ‪ ,‬حتى لكأنه يصف حيوانا مفترسا ‪ ,‬أو غول‬
‫تكون جيشا بمفردها ‪ ,‬مع احتقار‬
‫مرعبا ‪ ,‬فهي في نظره ملكة عظيمة الشأن ‪ِّ ,‬‬
‫األعين لها ‪ ,‬لعلَّه يشير هنا إلى قول الشاعر ‪:‬‬
‫الَ تَح ِقر َّن ص ِغي ارً ِ‬
‫اص َم ٍة‬
‫خ‬
‫م‬
‫ي‬
‫ف‬
‫َ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫وض َة تُد ِ‬
‫َس ِد‬
‫أل‬
‫ا‬
‫ة‬
‫ل‬
‫ق‬
‫م‬
‫ي‬
‫م‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫الب ُع َ‬
‫إن َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫و هي كذلك فعلً ‪ ,‬إذ يجب الحذر منها و عدم االستهانة بأمرها ؛ و‬
‫ألنها ال تبالي بأي إنسان ‪ -‬ملكاً كان أو غيره ‪ -‬حيث تلحق به ألواناً من األذى‬
‫ال يستطيع دفعها أو ِ‬
‫الف َكاك منها ‪.‬‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫ٍ‬
‫ش َهيد‬
‫وصف‬
‫‪-1‬‬
‫بعوضة البن ُ‬
‫ُ‬
‫‪ :‬التعليق‬
‫و يستمرُّ ابن شهيد في َس ْرد تلك األلوان إلى أن يصل إلى الغرض الذي‬
‫معرفة عجائب‬
‫صف البعوضة ‪ ,‬أال و هو التفكر في مخلوقات اهلل و ُّ‬
‫من أجله َو َ‬
‫قدرته ‪ ,‬و بالمقابل معرفة َه َوان اإلنسان و عجزه ‪ ,‬و ضعفه عن أضعف تلك‬
‫المخلوقات ‪.‬‬
‫و قد لجأ ابن شهيد إلى األلفاظ الجزلة و التراكيب القوية ‪ ,‬و التي‬
‫شأن البعوضة و تهويل أمرها ‪ ,‬مما ساعده على إيصال‬
‫تتناسب مع تفخيمه َ‬
‫ببعض الصور الموحية كتشبيهه‬
‫فكرته في أحسن صورة ‪ ,‬كما استعان ابن شهيد‬
‫َ‬
‫البعوضة بالملكة ‪ ,‬و تشبيه صوتها بالزمجرة ‪ ,‬و خرطومها بالرمح ‪ ,‬إضافة إلى‬
‫ل من أولها إلى‬
‫أنه صاغ أسلوبه بعبارات قصيرة ‪ ,‬التزم فيها السجع التزاماً كام ً‬
‫آخرها ‪.‬‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫‪ - 1‬جاء ذكر البعوضة في القرآن الكريم ‪ .‬أتلو اآلية ‪ ,‬و أب ِّينُ المراد من ذكر البعوضة فيها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ما ُم َك َّبر ( ُملَ ْي َكة ) ؟ و ماذا أفاد تصغيرها ؟‬
‫‪ - 3‬ب َم ش َّبه ابن شهيد البعوضة ؟ و ب َم ش َّبه خرطومها ؟ أوضح رأيي في التشبيهين ؟‬
‫صور ابن شهيد ألوانا من األذى ُت ْلحقها البعوضة باإلنسان ‪ .‬فما أهم تلك األلوان ؟‬
‫‪َّ - 4‬‬
‫‪ - 5‬ما الفنُّ البديعي الغالب على النص ؟ و هل تجده عفويا أو متكلَّفا ؟‬
‫‪ - 6‬ما غرض ابن شهيد من وصف البعوضة ؟‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫‪ - 2‬من رسالة " التوابع و الزوابع " البن شهيد‬
‫النص ‪:‬‬
‫س ِ‬
‫ت أَنا أَيضاً و ُزَهير َمج ِلساً ِمن َم َج ِال ِ‬
‫الجن ‪ ,‬فَتَ َذا َكرنا َما‬
‫ضر ُ‬
‫" َو َح َ‬
‫ِ‬
‫الشعراء ِ‬
‫ُّ‬
‫صر‬
‫ن‬
‫م‬
‫تَ َع َاوَرت ُه‬
‫س َن األخذ ‪َ ,‬و َمن قَ َّ‬
‫َ‬
‫الم َعاني ‪َ ,‬و َمن َاز َد فَأح َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ضر ‪:‬‬
‫‪ ,‬فَأن َ‬
‫ش َد قَو َل األف َوِه َبع ُ‬
‫ض َمن َح َ‬
‫َو تََرى الطَّي َر َعلَى آثَ ِ‬
‫ارَنا‬
‫أري عي ٍن ِ‬
‫ستُ َمار‬
‫أن‬
‫ة‬
‫ق‬
‫ث‬
‫ً‬
‫َ‬
‫َ َ َ‬
‫َ‬
‫الجي ِ‬
‫ق فَوقَ ُهم‬
‫ش َحلَّ َ‬
‫إذا َما َغ َزوا ِب َ‬
‫أن قَ ِبيلَ ُه‬
‫َج َو ِان َح قَد أَيقَ َّن َّ‬
‫ِ‬
‫ص ِ‬
‫ائب‬
‫ائب َ‬
‫ص ُ‬
‫طي ٍر تَهتَدي ِب َع َ‬
‫َع َ‬
‫شِ‬
‫ان أ ََّو ُل َغ ِال ِب‬
‫الجي َ‬
‫إ َذا َما التَقَى َ‬
‫آخ ُر قَو َل َّ‬
‫النا ِب َغة ‪:‬‬
‫ش َد َ‬
‫َو أَن َ‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫‪ - 2‬من رسالة " التوابع و الزوابع " البن شهيد‬
‫النص ‪:‬‬
‫آخ ُر قَو َل أ ِبي ُن َواس ‪:‬‬
‫ش َد َ‬
‫َو أَن َ‬
‫َو‬
‫َو‬
‫َت َتأ َّيا ال َّط ْي ُر َغدْ َو َت ُه‬
‫ث َقة بال ِّ‬
‫ش ْبع منْ َج َزر ْه‬
‫يع ال َغ َو ِاني‬
‫ص ِر ِ‬
‫ش َد َ‬
‫أَن َ‬
‫آخ ُر قَو َل َ‬
‫اد ٍ‬
‫ات َوِثق َن ِب َها‬
‫قَد َع َّوَد الطَّي َر َع َ‬
‫آخ ُر قَو َل أ ِبي تَ َّمام ‪:‬‬
‫ش َد َ‬
‫قَد أَن َ‬
‫فَ ُه َّن َيت َبع َن ُه ِفي ُكل ُمرتَ َح ِل‬
‫ضحى‬
‫ان أَعلَ ِم ِه‬
‫َو قَد ظُللَت ُعق َب ُ‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫الراي ِ‬
‫ات َحتَّى َكأ ََّن َها‬
‫امت َم َع َّ َ‬
‫أَقَ َ‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫طي ٍر ِفي الدم ِ‬
‫ِب ِ‬
‫اء َنو ِ‬
‫ِ‬
‫ان‬
‫ب‬
‫ق‬
‫ع‬
‫اه ِل‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫الجي ِ‬
‫ش إِالَّ َّأن َها لَم تُقَ ِات ِل‬
‫م َن َ‬
‫‪ - 2‬من رسالة " التوابع و الزوابع " البن شهيد‬
‫النص ‪:‬‬
‫اد ِ‬
‫النا ِب َغة ؛ِ َّ‬
‫ص َر َع ِن َّ‬
‫المع َنى ‪,‬‬
‫ي‬
‫ف‬
‫الس َحا ِبي ‪ُ :‬كلُّ ُهم قَ َّ‬
‫س َمرَد ُل َّ‬
‫فَقَ َ‬
‫ألن ُه َز َ‬
‫ال َ‬
‫َ‬
‫و َد َّل َعلَى َّ َّ‬
‫لم ُهم ُكلُّ ُهم ُمشتَ ِرك َيحتَ ِم ُل‬
‫أن الطي َر َّإن َما أَ َكلَت أَع َد َ‬
‫َ‬
‫المم ُدوح ‪َ ,‬و َك ُ‬
‫اء َ‬
‫اد ِ‬
‫الش ِ‬
‫أن ي ُكو َن ِ‬
‫ان ُأبو تَ َّم ٍ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫المع َنى ‪َ ,‬و َّإن َما‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ز‬
‫د‬
‫ق‬
‫ام‬
‫ك‬
‫إن‬
‫و‬
‫‪,‬‬
‫ر‬
‫اع‬
‫اه‬
‫و‬
‫ن‬
‫ا‬
‫م‬
‫د‬
‫ض‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫المح ِ‬
‫ث َيقُول ‪:‬‬
‫ص‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ت‬
‫الم‬
‫ن‬
‫س‬
‫المتََنبي َحي ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ق إالَّ َجم ِ‬
‫اج ُم ُه‬
‫طي ٍر إ َذا َرَمى‬
‫لَ ُه َعس َك َار َخي ٍل َو َ‬
‫ِب َها َعس َك ارً لَم تَب َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الحض َرِ‬
‫ان ِ‬
‫س َمرَد َل فَقَال ‪ :‬األَم ُر َعلَى‬
‫ف‬
‫ة‬
‫ب‬
‫َ‬
‫َو َك َ‬
‫س ُن َ‬
‫َ‬
‫الب َّزة ‪ ,‬فاحتَ َّد لقَو ِل َ‬
‫تى َح َ‬
‫ً‬
‫أي القَ ِبيلَتَي ِن ال َغ ِالب ؟ و‬
‫ش ِب َعت ُّ‬
‫س َمردل ‪َ ,‬و ِلكن َما تَسأ ُل الطَّي ُر إ َذا َ‬
‫َما َذ َكر َت َيا َ‬
‫اآلخر فَلَ أد ِري ِألَي معنى َعافَ ِت الطَّ‬
‫أما الطَّ‬
‫الجم ِ‬
‫السو ِ‬
‫قو‬
‫ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫ي‬
‫ظ ِام ُّ‬
‫ون ِع َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫اج َم ُد َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ِ َ ً‬
‫الفقَار ِ‬
‫األَذر ِع و ِ‬
‫صاع ِ‬
‫ص؟‬
‫الع‬
‫و‬
‫ات‬
‫َ َ َ َ‬
‫ُ‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫‪ - 2‬من رسالة " التوابع و الزوابع " البن شهيد‬
‫يب َو دَ ل َّ بلَ ْف َظة َواحدَة َعلَى َما‬
‫سنَ ال َّت ْرك َ‬
‫أح َ‬
‫ص ه ََذا ال َم ْع َنى ُك َّل ُه ‪َ ,‬و َزادَ فيه ‪ ,‬و ْ‬
‫َو لَكنَّ الذي َخلَّ َ‬
‫دَ ل َّ َعل ْيه ش ْع ُر ال َّناب َغة َو َب ْي ُ‬
‫ص ْق َعب في‬
‫ت ال ُم َت َن ِّبي منْ أنَّ ال َق ْتلَى التي أَ َكلَ ْت َها ال َّط ْي ُر أَ َعدَا ُء ال َم ْمدُوح َفات ُك ْبنُ ال َّ‬
‫َق ْوله ‪:‬‬
‫أن ُك َماتَ ُه‬
‫َو تَد ِري ِس َباعُ الطَّي ِر َّ‬
‫لَه َّن لُعاب ِفي الهو ِ‬
‫اء و َّ‬
‫هزة‬
‫ََ‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫ُّها‬
‫ير ِج َياعاً فَوقَ ُه َو تَُرد َ‬
‫تَط ُ‬
‫تَ َملَّ َك ِب ِ‬
‫سان ‪ِ -‬ربقَ َة ِرق َها‬
‫اإلح َ‬
‫و ألحم ِمن أَفَر ِ‬
‫طو ُع ُه‬
‫اخ َها فَه َي َ‬
‫َ‬
‫ََ‬
‫تُم ِ‬
‫اها فَ ُيج ِه ُز َنق ُرَها‬
‫اصعُ َجر َح َ‬
‫َ‬
‫فَاهتََّز المجِلس ِلقَوِل ِه و عِلموا ِ‬
‫صدقَه ‪.‬‬
‫َ ُ‬
‫َ َ ُ‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫يد ال ُكم ِ‬
‫إ َذا لَ ِقيت ِ‬
‫ص‬
‫اة ِس َباعُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫إِ َذا َج َّد َبي َن الد ِ‬
‫ين ِق َراعُ‬
‫َّارِع َ‬
‫ظُ َباهُ إلَى األو َك ِ‬
‫ار َو ه َي ِش َباعُ‬
‫فَ ُه َّن َرِقيق ُيشتََرى َو ُي َباعُ‬
‫ٍ‬
‫الملُو ُك تُ َ‬
‫طاعُ‬
‫لَ َدى ُكل َحرب و ُ‬
‫العتَا ِ ِ‬
‫علَي ِهم و ِللطَّي ِر ِ‬
‫صاعُ‬
‫َ‬
‫قم َ‬
‫َ‬
‫‪ - 2‬من رسالة " التوابع و الزوابع " البن شهيد‬
‫َفقُ ْل ُ‬
‫الص ْق َعب ؟‬
‫ت ل ُز َه ْير ‪َ :‬منْ َفات ُك ْبنُ‬
‫َّ‬
‫سه ‪ ,‬قُ ْل ُ‬
‫ت ل ُه ‪َ :‬ف َهلَّ َع َّر ْف َتني‬
‫َقال َ ‪َ :‬ي ْعني َن ْف َ‬
‫َ‬
‫ألرى َن َز َعات َكريمة ‪َ ,‬و‬
‫شأْ َن ُه ُم ْن ُذ حين إ ِّني َ‬
‫ت َف َج َل ْس ُ‬
‫قُ ْم ُ‬
‫س َة ال ُم َع ِّظم َله " ‪.‬‬
‫ت إ َل ْيه ج ْل َ‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫‪ - 2‬من رسالة " التوابع و الزوابع " البن شهيد‬
‫‪ :‬التعليق‬
‫كان ابن ُ‬
‫الحساد ‪ ,‬و كانوا ل‬
‫ش َه ْيد كثير الخصوم و‬
‫َّ‬
‫يعترفون بأدبه و ل بنبوغه ‪ ,‬لذلك أ َّلف رسالته تلك كي‬
‫يناضل فيها عن أدبه ‪ ,‬و يبسط فيها آراءه في الشعر و النثر‬
‫و النقد ‪ ,‬و يردَّ على أنداده و منافسيه ‪ .‬و قد بنى رسالته‬
‫على رحلة خيالية إلى وادي الجن ( وادي َع ْب َقر ) بصحبة‬
‫ج ِّني اسمه زهير بن نمير من بني أشجع الجن ‪ ,‬و هناك‬
‫التقى بشياطين كثير من الشعراء و الك َّتاب ‪ ,‬و عرض عليهم‬
‫بعض إنتاجه األدبي ‪ ,‬فنال منهم إجازة في النظم و النثر ‪.‬‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫‪ - 2‬من رسالة " التوابع و الزوابع " البن شهيد‬
‫‪ :‬التعليق‬
‫و الرسالة م ْبنية على ما كان شائعا عند العرب من أن لكل شاعر ُمعينا‬
‫من الجن ‪َ ,‬ي ْنفُث الشعر على لسانه ‪ .‬و التابع في الرسالة الج ِّني و الزوبعة‬
‫الشيطان ‪ .‬و هي تتكون من مدخل تحدث فيه عن تعلُّمه و تأدُّبه ‪ ,‬و كيف التقى‬
‫بزهير بن نمير ‪ ,‬الذي تراءى له بعد أن أُُُ ْرتج ( ‪ ) 1‬عليه ‪ ,‬و ألقى إليه بتمتمة‬
‫الشعر ‪ ,‬و نقله إلى وادي عبقر ‪ .‬ثم الفصل األول و هو عن توابع الشعراء و‬
‫منهم توابع امرئ القيس و طرفة و أبي تمام و المتنبي ‪ ،‬تله الفصل الثاني و هو‬
‫عن توابع الكتاب ‪ ،‬و منهم توابع عبد الحميد و الجاحظ و بديع الزمان ‪ ,‬فالفصل‬
‫الثالث و هو عن ُن َّقاد الجن ‪ .‬و أخيرا الفصل الرابع و هو عن حيوان الجن ‪.‬‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫‪ - 2‬من رسالة " التوابع و الزوابع " البن شهيد‬
‫‪ :‬التعليق‬
‫و يقع الجزء الذي اخترناه في الفصل الثالث ‪ ,‬حيث يحضر ابن شهيد و‬
‫تابعه مجلس أدب من مجالس الجن ‪ ,‬فيدور الكلم حول بيت للنابغة الذبياني‬
‫تداول الشعراء معناه من بعده و لم َي ْلحقُوه ‪ ,‬و ينظم بعض الجن أبياتا في هذا‬
‫المعنى يتسامى بها على النابغة ‪ ,‬و إنما هي من نظم ابن شهيد ‪ ,‬و األبيات تظهر‬
‫قدرة ابن شهيد النقدية ‪ ,‬و فهمه للشعر القديم و طريقة الشعراء في أخذ المعاني‬
‫و الصور بعضهم عن بعض ‪.‬‬
‫و أسلوب ابن شهيد في الرسالة أسلوب قوي ‪ ,‬يدل على أنه قد جمع‬
‫اإلبداع في الشعر و النثر ‪ ,‬و إن كان فيه شيء من التكلُّف و الصناعة اللفظية‬
‫‪ ,‬مما ال يظهر في الجزء الذي اخترناه ‪.‬‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫‪ - 1‬ما الذي حمل ابن شهيد على تأليف رسالة " التوابع و الزوابع ‪" .‬‬
‫‪ - 2‬علم ُبنيت فكرة هذه الرسالة ؟‬
‫‪ - 3‬تتكون الرسالة من أجزاء ُمتعدِّدة ‪ .‬أذ ُك ُرها بالتفصيل ‪.‬‬
‫سن‬
‫أح َ‬
‫‪ - 4‬في أي أجزاء الرسالة يقع المقطع الذي اخترناه ؟ و ما المعنى الذي تداوله الشعراء فيه ؟ و أ ُّيهم ْ‬
‫؟ و لماذا ؟‬
‫ض ُح ما أقول ‪.‬‬
‫‪ - 5‬هل يمكن أن َن ُع َّد هذه الرسالة من الرسائل النقدية في األدب األندلسي ؟ أو ِّ‬
‫أكتب قطعة أدبية ‪ ,‬أحاكي فيها ابنن شنهيد بحينث أتخينل نفسني فني العصنر العباسني و قند التقينت بنبعض‬
‫‪-6‬‬
‫ُ‬
‫أدبائه ‪ ,‬مع الستعانة بما سبق أن حفظته من أدب ذلك العصر ‪.‬‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫الهز َّلية البن زيدون‬
‫‪ - 3‬من الرسالة َ‬
‫النص ‪:‬‬
‫الفاحش َغ َل ُطه ‪,‬‬
‫بج ْهله ‪ ,‬ال َب ِّينُ س َق ُطه ‪,‬‬
‫ُ‬
‫اب ب َع ْقله ‪ ,‬ا ْل ُم َو َّر ُط َ‬
‫ص ُ‬
‫" أ َّما َب ْع ُد ‪ :‬أَ ُّي َها ال ُم َ‬
‫سقُ َ‬
‫العاثر في َذ ْيل ْ‬
‫وط ال ُّذ َباب َعلَى ال َّ‬
‫األع َمى َعنْ َ‬
‫ش َراب ‪,‬‬
‫اغت َراره ‪,‬‬
‫الساق ُط ُ‬
‫شمس َن َهاره ‪َّ ,‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ت َت َهافُ َت ال َف َراش في ال ِّ‬
‫المت َهاف ُ‬
‫ص َوب ‪. . .‬‬
‫س ُه أَ ْ‬
‫المرء َن ْف َ‬
‫ش َهاب ‪ ,‬فإن ال ُع ْج َب ْأك َذب ‪ ,‬و َم ْعر َف َة ْ‬
‫صف ْ‬
‫رت م ْن ُه أَ ْيدي أَ ْم َثالك ‪ُ ,‬م ْرسل َخليلَ َت َك ُم ْر َتادَ ة و َقدْ‬
‫اس ْل َتني ُم ْس َت ْهديا منْ صلَتي َما َ‬
‫و إن َك َر َ‬
‫وءة ل ْفظ أ ْن َت معناه ‪ ,‬و‬
‫ص َر ْت في ال ِّن َيا َبة َع ْنك ‪َ ,‬زاع َمة أنَّ الم ُر َ‬
‫السفارة لَك ‪ ,‬و َما َق َّ‬
‫أَ ْع َذ َر ْت في ِّ‬
‫اس َتأ َث ْر َت بال َك َمال ‪ ,‬و‬
‫اسم أ ْن َت ج ْس ُم ُه و َه ُيولَه ‪َ ,‬قاط َعة أن َك ا ْن َف َردْ َت‬
‫بالج َمال ‪ ,‬و ْ‬
‫َ‬
‫سان َّي َة ْ‬
‫اإل ْن َ‬
‫العزيز َرأ ْت َك‬
‫ام َرأ َة َ‬
‫اس َت ْولَ ْي َت َعلَى َم َحاسن الخلَل ‪ ,‬ح َّتى ُخ ِّي ْل َت أَنَّ ْ‬
‫الجلَل ‪ ,‬و ْ‬
‫اس َت ْعلَ ْي َت في َم َراتب َ‬
‫ْ‬
‫ضل َما َر َك ْزت ‪َ ,‬و ك ْس َرى‬
‫سلَ ْت َع ْنه ‪ ,‬و أنَّ َقا ُرونَ‬
‫ف َع َث َر َعلَى َف ْ‬
‫ض ما َك َن ْز َت ‪ ,‬و ال َّنط َ‬
‫اب َب ْع َ‬
‫أص َ‬
‫َ‬
‫َف َ‬
‫يس َغا َي َرت‬
‫ص َر َر َعى َماش َي َتك ‪ ,‬و‬
‫اعتك ‪ ,‬و ب ْلق َ‬
‫دَارا في َط َ‬
‫دَر َق َتل َ َ‬
‫اإلس َك ْن َ‬
‫ْ‬
‫َح َمل َ َغاش َي َتك ‪ ,‬و َق ْي َ‬
‫َّ‬
‫ف لَك ‪. . .‬‬
‫اء َعلَ ْيك ‪ ,‬و أنَّ َمال َك ْبنَ ُن َو ْي َر َة إ َّنما ْأردَ َ‬
‫الز َّب َ‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫الهز َّلية البن زيدون‬
‫‪ - 3‬من الرسالة َ‬
‫ساسا إ َّن َما‬
‫و ُكلَ ْي َب ْبنَ َربي َع َة إ َّنما َح َمى ال َم ْر َعى بع َّزتك ‪ ,‬و َج َّ‬
‫س َم ْوأل َ إ َّنما َو َفى‬
‫َق َتلَ ُه بأ َ َن َفتك ‪ ,‬و ُم َهلهل إ َّنما َطلَ َب َثأْ َرهُ به َّمتك ‪ ,‬و ال َّ‬
‫اح َت َبى في ُب ْر َدتك ‪َ ,‬و َحاتما إ َّن َما َجادَ‬
‫ف إ َّنما ْ‬
‫َعنْ َع ْهدك ‪ ,‬و األح َن َ‬
‫اف بب ْ‬
‫شرك ‪ ,‬و َعام َر ْبنَ َمالك إنما ل َع َب األس َّن َة‬
‫ب َو ْفرك ‪ ,‬و لَق َي‬
‫األض َي َ‬
‫ْ‬
‫اس َبنَ ُم َعاو َي َة‬
‫اس َت َعانَ ب َدهَائك ‪ ,‬و إ َي َ‬
‫س ْبنَ ُز َه ْير إ َّنما ْ‬
‫ب َيدَ ْي َك ‪ ,‬و َق ْي َ‬
‫سانك ‪. .‬‬
‫س ْح َبانَ إنما َت َكلَّ َم بل َ‬
‫ص َباح َذ َكائك ‪ ,‬و َ‬
‫ضا َء بم ْ‬
‫اس َت َ‬
‫إ َّنما ْ‬
‫و َّأن َك لَو ِ‬
‫ودات ‪,‬‬
‫ت‬
‫ق‬
‫ت‬
‫ئ‬
‫ش‬
‫ر‬
‫خ‬
‫َ‬
‫ادات ‪ ,‬و َخالَف َت المع ُه َ‬
‫الع َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ص َار‬
‫َعد َت َّ‬
‫َحل َت ال ِب َح َار َعذبة ‪ ,‬و أ َ‬
‫فَأ َ‬
‫السلَ َم َرط َبة ‪ ,‬و َن َقل َت َغ ًدا فَ َ‬
‫أَمسا ‪ ,‬و ِزد َت ِفي الع َن ِ‬
‫سا ‪ ,‬و َّ‬
‫ِ‬
‫المقُو ُل ِفيه ‪ُ :‬ك ُّل‬
‫ك‬
‫أن‬
‫م‬
‫خ‬
‫ت‬
‫ن‬
‫ا‬
‫ك‬
‫ف‬
‫ر‬
‫اص‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ‬
‫الصي ِد ِفي جو ِ‬
‫ف الفََار ‪:‬‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫الهز َّلية البن زيدون‬
‫‪ - 3‬من الرسالة َ‬
‫أن يجمع العالَم ِفي و ِ‬
‫اح ِد‬
‫َ‬
‫َ ََ َ َ‬
‫لَيس علَى ِ‬
‫اهلل ِب ُمستَن َك ٍر‬
‫َ َ‬
‫ني ب َق ْول أبي َت َّمام ‪:‬‬
‫المع ُّ‬
‫و ْ‬
‫باع‬
‫يك ِمن َك َرِم الط ِ‬
‫َعلَى َما ِف َ‬
‫س َك لَم تَ ِزد َها‬
‫ص َّور َت َنف َ‬
‫َفلَو َ‬
‫اد ِبقَو ِل أ ِبي الطَّي ِب ‪:‬‬
‫المر ُ‬
‫و َ‬
‫يع ال َف ْردَ منْ أَ ْب َيات َها‬
‫ُك ْن َت ال َبد َ‬
‫ُذُُ ك َر األ َنا ُم لَ َنا َف َكانَ َقصيدَ ة‬
‫ضرم ‪ ,‬و‬
‫اس َت ْس َم ْن َت َذا َو َرم ‪َ ,‬و َن َف ْخ َت في َغ ْير َ‬
‫َف َكدَ ْم َت في َغ ْير َم ْكدَ م ‪ ,‬و ْ‬
‫لَ ْم َتجدْ لريح َم َه َّزا ‪ ,‬و ل ل َ‬
‫ش ْف َرة َم َحزا ‪َ ,‬بلْ َرض َ‬
‫يت منَ ال َغني َمة باإل َياب ‪َ ,‬و َت َم َّن ْي َت‬
‫ب ‪ ,‬و أَ ْن َ‬
‫شدْ ُ‬
‫وع ب ُخ َّف ْي ُح َن ْين ‪ ,‬ألني قُ ْل ُ‬
‫ت‪:‬‬
‫ت ‪ :‬لَ َقدْ هَانَ َمنْ َبالَ ْت َعلَ ْيه ال َّث َعال ُ‬
‫الر ُج َ‬
‫ُّ‬
‫َعلَى أَ َّن َها األَ َّيا ُم َقدْ ص ْرنَ ُكلُّها‬
‫ب‬
‫س في َها َع َجائ ُ‬
‫ائب َح َّتى لَ ْي َ‬
‫َع َج َ‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫الهز َّلية البن زيدون‬
‫‪ - 3‬من الرسالة َ‬
‫‪ :‬التعليق‬
‫ابن زيدون أحد أكبر األدباء األندلسيين ‪ ,‬و قد سبق الحديث عنه ‪ ,‬إل أن ما يهمنا هنا هو أن‬
‫نذكر أنه أحد األدباء القلئل الذين اجتمعت لهم اإلجادة و اإلحسان في َف َّني األدب الشعر و النثر ‪ ,‬و ل‬
‫يكاد يجاريه في هذا الشأن سوى أبي عامر بن شهيد ‪ ,‬ثم لسان الدين بن الخطيب ‪.‬‬
‫و قد عرفنا أن ابن زيدون كتب هذه الرسالة على لسان ولَّدة إلى ابن َع ْبدُوس منافسه في ُح ِّبها‬
‫اس ْتوحى فكرتها من رسالة " ال َّت ْربيع و ال َّتدْ وير " للجاحظ‬
‫‪ ,‬مته ِّكما به ساخرا منه سخرياتُ لذعة ‪ ,‬و قد ْ‬
‫س َّمى أحمد بن عبد الوهاب كان ُي ْكثر من ذ ِّمه ‪ ,‬فوصفه بأنه ُم َّربع‬
‫‪ ,‬التي سخر فيها من كاتب معاصر له ُي َ‬
‫ُم َد َّور ‪ ,‬خلع عليه صورا ساخرة من الجمال ‪ ,‬و صورا أخرى ساخرة من المعرفة ‪ ,‬على شكل أسئلة في‬
‫التاريخ و العلوم و الفلسفة ‪ . .‬مع سؤاله عن أسماء كثيرين من الرجال عربا و غير عرب في ميادين‬
‫مختلفة ‪ .‬و كأنَّ ابن زيدون أراد أن ُي َجاريه في رسالته ‪ ،‬إذ مضى ‪ -‬على َ‬
‫شاكلَته ‪ -‬يكثر من أسماء الرجال ‪,‬‬
‫و ما ي َّتصل بهم من أخبار ‪ ,‬مع محاولته الواضحة في أن يكون لرسالته س َما ُتها الخاصة ‪ ,‬ل في طريقة‬
‫ض ْرب األمثال و َن ْثر األبيات ‪ ,‬مما جعل الرسالة في حاجة‬
‫َع ْرضه ألسماء الرجال فحسب ‪ ,‬و إنما باإلكثار من َ‬
‫شديدة إلى التعريف بما عدَّد فيها من األعلم و أخبارهم ‪ ,‬و من األمثال و األشعار المنثورة ‪.‬‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫الهز َّلية البن زيدون‬
‫‪ - 3‬من الرسالة َ‬
‫‪ :‬التعليق‬
‫سخرية من ابن‬
‫و قد بلغ ابن زيدون في هذه الرسالة ال ِّذ ْر َوة في ال ُّ‬
‫َع ْبدُوس ‪ ,‬إذ أصبح في يده َكل ُ ْعبة ‪ ,‬تارة َي ْعلُو به فيرفعه إلى السماوات ال ُع ْل َيا في‬
‫القوة و السلطان و العلوم و الفلسفة و البيان ‪ ,‬و تارة يسقط به فيهوي من القمة‬
‫إلى الحضيض و الدرك األسفل ‪.‬‬
‫كثير من األسماء‬
‫و من يطَّلع على الرسالة كاملة يلحظ أنه حشد فيها ًا‬
‫التي يومئ بها إلى حوادث تاريخية و أحداث مختلفة ‪ ,‬و شخصيات لها ذكر في‬
‫التاريخ عند العرب أو غيرهم ‪ .‬و تنبئنا الرسالة بكثرة محفوظ ابن زيدون من‬
‫روائع األدب ‪ ,‬و سعة ثقافته ‪ ,‬و ربما كان هذا هو غرضه الخفي الذي ألف من‬
‫أجله رسالته ‪ .‬و تسيطر على ابن زيدون في قسم كبير منها َنزعة إلى استخدام‬
‫السجع و االزدواج ‪ ,‬و كثرة الصور الخيالية ‪ ,‬و بخاصة أولها ‪.‬‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫‪ - 1‬ما غرض ابن زيدون من هذه الرسالة ؟ و هل بلغ ما أراد ؟‬
‫اس َت ْوحى ابن زيدون فكرته منها ؟ و في َم كان موضوعها ؟ و بم تم َّيز عنها ؟‬
‫‪ - 2‬ما الرسالة التي ْ‬
‫‪ - 3‬ما الطريقة التي اتبعها ابن زيدون في السخرية من ابن عبدوس ؟‬
‫ض ُح األسلوب الغالب على الرسالة ‪ :‬الطبع أو التكلف ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أو ِّ‬
‫‪ - 5‬أكثننر ابننن زينندون فنني رسننالته مننن الجمننل المترادفننة علننى معنننى واحنند ‪ .‬آتنني مننن الرسننالة بمننا يم ِّثننل هنذا‬
‫الترادف ‪.‬‬
‫‪ - 6‬قيل ‪ :‬إن رسالة ابن زيدون الهزلية جمعت أفانين الته ُّكم و ضروب المعرفة ‪ .‬أب ِّينُ ذلك ‪.‬‬
‫ج من النص بعض العبارات التهكمية التي أعجبتني ‪ ,‬و أب ِّينُ سبب إعجابي بها ‪.‬‬
‫‪ - 7‬أستخر ُ‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫‪ - 4‬من الرسالة الجد َّية البن زيدون‬
‫النص ‪:‬‬
‫سي ِدي الذي ِوَد ِادي لَه ‪ ,‬و اع ِت َد ِادي ِبه ‪ ,‬و ام ِت َد ِادي ِمنه‬
‫" َيا َموالَي و َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫سلَبتَِني‬
‫ي َزن ِد‬
‫‪ ,‬أَبقَ َ‬
‫األمل ‪ ,‬ثَا ِب َت َعهد النع َمة ‪ ,‬إن َ‬
‫العزم ‪َ ,‬و ِار َ‬
‫اك اللَّ ُه َماض َي َحد َ‬
‫َ‬
‫ أع َّز َك اهلل ‪ِ -‬لباس َنعمائك ‪ ,‬و عطَّلتَِني من حلي إي َن ِ‬‫اسك ‪ ,‬و أظ َماتَِني إلى‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫ُ‬
‫ود إسع ِ‬
‫افك ‪ ,‬و َنفض َت ِبي َك َّ‬
‫طرف ِح َم َاي ِتك َبع َد‬
‫ضض َت عني َ‬
‫ف ِح َيا َ‬
‫ط ِتك ‪َ ,‬و َغ َ‬
‫َب ُر ِ َ‬
‫ظر األعمى إلى تَأ ِميلي لَك ‪ ,‬و س ِ‬
‫اد‬
‫ع‬
‫م‬
‫أح َّ‬
‫الج َم ُ‬
‫س َ‬
‫األص ُّم ثََنائي َعلَيك ‪ ,‬و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫أن َن َ َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫باستحم ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫اء المستَش ِف َي‬
‫َّو‬
‫الد‬
‫ل‬
‫ت‬
‫يق‬
‫و‬
‫‪,‬‬
‫ه‬
‫ب‬
‫ار‬
‫ش‬
‫بالماء‬
‫ص‬
‫غ‬
‫ي‬
‫د‬
‫ق‬
‫و‬
‫ر‬
‫غ‬
‫فل‬
‫‪,‬‬
‫ك‬
‫ي‬
‫ل‬
‫إ‬
‫ي‬
‫اد‬
‫َ‬
‫ُّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ِبه ‪ ,‬و يؤتَى ِ ِ‬
‫الحي ُن قَد‬
‫ون َم ِن َّي ُة المتَ َمني ِفي َّ‬
‫أم ِنه ‪ ,‬و تَ ُك ُ‬
‫أمنيته ‪ ,‬و َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫الحذ ُر من َم َ‬
‫ق َجه َد ِ‬
‫الحريص ‪.‬‬
‫َيس ِب ُ‬
‫ص ِائ ِب قَد تَ ُم ُّر َعلَى الفَتَى‬
‫الم َ‬
‫ُك ُّل َ‬
‫ون َغير َ ِ‬
‫س ِاد‬
‫الح َّ‬
‫ش َماتَة ُ‬
‫و تَ ُه ُ َ‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫‪ - 4‬من الرسالة الجد َّية البن زيدون‬
‫الش ِ‬
‫و إني ألتَ َجلَّ ُد و أُري َّ‬
‫ضعُ ‪ ,‬فأقُو ُل ‪:‬‬
‫ام َ‬
‫ضع َ‬
‫تين أني ِل َري ِب الدَّه ِر ال أتَ َ‬
‫اها ِسوارَها ‪ ,‬و جبين ع َّ ِ‬
‫إالَّ‬
‫صقَ ُه ِباألَر ِ‬
‫ض‬
‫م‬
‫َد‬
‫أ‬
‫د‬
‫ي‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ض ُه إكليلُه ‪ ,‬و َمش َرِفي أَل َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ض ُه َع َلى َّ‬
‫الن ِ‬
‫سي ُدهُ َم َذ َه َب الذي‬
‫عر َ‬
‫ار ُمثَقفُه‪ ,‬و َعبد َذ َه َب ِبه َ‬
‫‪,‬و َ‬
‫سم َه ِري َ‬
‫َهل أ َنا‬
‫صِ‬
‫اقلُ ُه‬
‫َ‬
‫َيقُول ‪:‬‬
‫فَقَسا ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ا‬
‫ي‬
‫ن‬
‫س أَح َيا ًنا َعلَى َمن َير َح ُم‬
‫م‬
‫از‬
‫ح‬
‫ك‬
‫م‬
‫و‬
‫ا‬
‫و‬
‫ق‬
‫ي‬
‫ل‬
‫ف‬
‫ر‬
‫ج‬
‫د‬
‫ز‬
‫ي‬
‫ل‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫َ‬
‫مح ُمود َع َواق ُبه ‪ ,‬و هَذه ال َّن ْب َوةُ َغ ْم َرة ُث َّم َت ْن َجلي ‪ ,‬و هَذه‬
‫ب ْ‬
‫َه َذا ال َع ْت ُ‬
‫ص ْيف َعنْ َقليل َت َق َّ‬
‫س ْي ُبه ‪ ,‬أو‬
‫س ِّيدي أنْ أ ْب َطأ َ َ‬
‫ش ُع ‪ ,‬و لَنْ َيريبني منْ َ‬
‫س َحا َب ُة َ‬
‫ال َّن ْك َب ُة َ‬
‫الس َحائب َم ْ‬
‫َت َّ‬
‫شيا‬
‫أملَؤُ ها ‪ ,‬و أ ْث َقل ُ َّ‬
‫أخر ‪َ -‬غ ْي َر ضنين ‪َ -‬غ َناؤه ‪َ ،‬فأ ْب َطأ ُ ال ِّدلَء َف ْيضا ْ‬
‫أح ْفل ُ َها ‪ ,‬و أَلَ ُّذ ال َّ‬
‫أجل ك َتاب ‪ ,‬لَ ُه‬
‫اب َغليل ‪ ،‬و َم َع ال َي ْوم َغد ‪ ,‬و ل ُكل ِّ َ‬
‫ص َ‬
‫ش َراب َما أ َ‬
‫َ‬
‫الح ْم ُد على اهْ ت َباله ‪ ,‬و ل َع ْت َب َعلَ ْيه في ْ‬
‫إغ َفاله ‪:‬‬
‫َ‬
‫سا َء َواحدا‬
‫َفإنْ َي ُكن الف ْعل ُ الذي َ‬
‫وف‬
‫س َر ْرنَ أَل ُ ُ‬
‫َفأ ْف َعال ُ ُه الَّلئي َ‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫‪ - 4‬من الرسالة الجد َّية البن زيدون‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫اها لي‬
‫د‬
‫ه‬
‫أ‬
‫ميمة‬
‫ن‬
‫ال‬
‫إ‬
‫ي‬
‫ل‬
‫ف و ال ذن َب‬
‫َ‬
‫فَ َكي َ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ون‬
‫از‬
‫م‬
‫اله‬
‫م‬
‫ه‬
‫و‬
‫‪,‬‬
‫ق‬
‫اس‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ب‬
‫اء‬
‫ج‬
‫نبأ‬
‫و‬
‫‪,‬‬
‫ح‬
‫اش‬
‫َك‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُُ َ ُ َ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫الم َّ‬
‫ون أَن‬
‫ث‬
‫ب‬
‫ل‬
‫ي‬
‫ال‬
‫ين‬
‫الذ‬
‫ون‬
‫ش‬
‫ا‬
‫الو‬
‫و‬
‫‪,‬‬
‫يم‬
‫م‬
‫شاؤون ِب َن‬
‫ُ‬
‫ََ َ‬
‫َ‬
‫َ ُ َ‬
‫َ‬
‫ون ِ‬
‫ِ‬
‫يما‬
‫أد‬
‫ك‬
‫ر‬
‫ت‬
‫ي‬
‫ال‬
‫ين‬
‫الذ‬
‫َ‬
‫صا‪ ,‬و ال ُغ َواةُ‬
‫ُ‬
‫َُ َ‬
‫َ‬
‫َيص ُ‬
‫الع َ‬
‫دعوا َ‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ف ب ُن قَي ٍ‬
‫س‬
‫الذ‬
‫ة‬
‫ا‬
‫ع‬
‫الس‬
‫و‬
‫‪,‬‬
‫ا‬
‫يح‬
‫ح‬
‫ُّ‬
‫ُ‬
‫ين َذ َك َرُه ُم األح َن ُ‬
‫َ‬
‫ص ً‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُّ‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫ق َمح ُمود إال ِمن ُهم ؟‬
‫د‬
‫الص‬
‫م‬
‫و‬
‫ق‬
‫ب‬
‫ك‬
‫ن‬
‫ظ‬
‫ال ‪َ :‬ما َ‬
‫َ‬
‫فَقَ َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ت َفلَم أَترك ِل َنف ِ‬
‫ِ‬
‫يب ًة‬
‫ر‬
‫ك‬
‫س‬
‫َ‬
‫َحلَف ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َب‬
‫س َو َرا َء هللا ل ْل َمرء َم ْذه ُ‬
‫َو لَ ْي َ‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫‪ - 4‬من الرسالة الجد َّية البن زيدون‬
‫‪ :‬التعليق‬
‫األص َفاد رهين‬
‫عرفنا فيما سبق أن ابن زيدون قد أرسل بهذه الرسالة ‪ -‬و هو في‬
‫ْ‬
‫َم ْحبسه ‪ -‬إلى أبي الحزم بن َج ْه َور ‪َ ,‬عل ُه ُيطلق سراحه ‪ ,‬فل عجب أن يسيطر على َن ْفس صاحبها‬
‫ُ‬
‫القلق‬
‫الضطراب و‬
‫أكبر نعمة ُي ْح َرم منها اإلنسان ‪ ,‬ف ُيسط ُر تلك الرسالة و‬
‫ُ‬
‫النفعال الحاد و قد ُحرم َ‬
‫يمس‬
‫َيرينُ على قلبه الجريح ‪ ,‬و لذلك يفتتحها باستعطاف أبي الحزم متأدبا في خطابه ‪َ ,‬عله‬
‫ُّ‬
‫رحمته و عطفه ‪ ,‬و قد أخذ ُي ْثني عليه ‪ ,‬و يعلل نفسه باآلمال في العفو عنه ‪ ,‬ثم انتقل إلى وصف‬
‫ذنبه ُمحاول أن يعدد ذنوبا كثيرة مشهورة ُتع ُّد من كبار الجرائر ‪ ,‬و كأنه َي ْذ ُكرها لكي يدل َّ على‬
‫هَوان خطيئته ‪ ,‬فيغفرها له ‪.‬‬
‫صل من جريرته ‪ ,‬فما هي ‪ -‬في رأيه ‪ -‬إل نميمة نفثها كاشح ‪ ,‬و‬
‫و ما يلبث أن َي َت َن َّ‬
‫وشاية َب َّثها كاذب ‪ ,‬و استطرد فذكره أنه من شيعته ‪ ,‬فم ْثلُه ينبغي أن يدركه أبو الحزم حين تلم به‬
‫حادثة أو تنزل به كارثة ‪ ,‬فهو شاعره الذي َي ْنظم فيه روائع مدحه ‪ ,‬و إنه ليستعيذ به أن يكون‬
‫كال ُّذبالة المنصوبة ُتضي ُء للناس و تحترق ‪.‬‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫‪ - 4‬من الرسالة الجد َّية البن زيدون‬
‫‪ :‬التعليق‬
‫صب ُر على الذل و‬
‫و هنا تثور نفسه ‪ ،‬فيعلن أنه ل َي ْ‬
‫الهوان ‪ ,‬و ُيلمح بأنه يستطيع مفارقة الوطن الذي ينكره إلى‬
‫حيث يجد من يضاحكونه ثم أخذت ثورته تهدأ ‪ ,‬فعاد إلى‬
‫صوابه و محبة وطنه ‪ ,‬و أعلن أنه ل ُي ْؤث ُر عليه وطنا غيره‬
‫‪ ,‬كما أعلن أنه ل يختار على أبي الحزم ملكا آخر من ملوك‬
‫عصره ‪ ,‬و انتقل بعد ذلك إلى استعطافه و المبالغة في تملُّقه‬
‫يعفو عن جنايته ‪ ,‬و ذ َّيل الرسالة بقصيدة في مدحه و‬
‫حتى‬
‫َ‬
‫استذلل نفسه له ‪ ,‬و طلب العفو و الغفران منه ‪.‬‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫‪ - 4‬من الرسالة الجد َّية البن زيدون‬
‫تلك هي الرسالة التي اجتََأز َنا منها هذا القدر الذي قدمناه لك ‪ ,‬فتلحظ أنه لم يترك‬
‫ينال مأربه ‪ ,‬و يصل إلى تحقيق أمله الكبير ‪ ,‬و هو أن يخرج‬
‫ِحيلة يحتال بها إال لجأ إليها لكي َ‬
‫من ظلم السجن إلى نور الحرية ‪.‬‬
‫و الرسالة ‪ -‬كسابقتها ‪ -‬تمتلئ بذكر األحداث و األعلم التاريخية ‪ ,‬كما تمتلئ بذكر األمثال ‪ ,‬تتخلَّل ُ ذلك‬
‫سة من القرآن الكريم ‪ ,‬و يحرص‬
‫عبارات من الشعر و النثر القديم ‪ ,‬و هي تحتوي أيضا على عبارات مقت َب َ‬
‫ابن زيدون على اللفظ الجزل الرصين ‪ ,‬و يميل في بعض أجزاء الرسالة ‪ -‬و بخاصة ُم ْف َت َت ُحها ‪ -‬إلى السجع ‪,‬‬
‫سل ‪,‬‬
‫و إلى التقسيم الموسيقي المتوازن ( الزدواج ) ‪ ,‬و لكنه في أغلبه َي ْن َطلق قلمه فيستخدم األُسلوب ال ُم ْر َ‬
‫ُم َّتكئا على َف ْيض من تلك الجمل التي يقتبسها من غيره في مهارة ‪ ,‬فيمزجها بكلمه مزجا ‪ ,‬و يظهر في‬
‫رسالته تأثره بأسلوب الجاحظ ‪ ,‬من حيث توازن الجمل ‪ ,‬و الميل إلى الترادف ‪ ,‬و استخدام الجمل‬
‫العتراضية ‪.‬‬
‫و قد كشفت لنا هذه الرسالة عن نفسية ابن زيدون ‪ ,‬و أنه لم يضعف في السجن ‪ ,‬بل َظل َّ‬
‫معتزا بمكانته و أدبه ‪ ,‬م َّتسما بما له من كبرياء و َّ‬
‫عزة و أنفة ‪ ,‬كما هو الحال في قصائد المدح و‬
‫الستعطاف ‪ ,‬التي نظمها قبل هذه الرسالة ‪.‬‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫‪ - 1‬ظل َّ ابن زيدون يستعطف أبا الحزم بقصائد عديدة ‪ ,‬ثنم د َّبنج لنه هنذه الرسنالة الرائعنة ‪ .‬فمنا السنبب النذي‬
‫يتحول عنه إلى النثر ؟‬
‫دعاه إلى أن يبدأ استعطافه بالشعر ثم‬
‫َّ‬
‫‪ - 2‬ما الخطوات التي ا َّتبعها ابن زيدون في تكوين رسالته ؟ و هل ُو ِّفق في ترتيب أفكاره أو ل ؟ و لماذا ؟‬
‫‪ - 3‬ما الخصائص األسلوبية التي تتم َّيز بها هذه الرسالة ؟ و فيم يظهر تأ ُّثره بأسلوب الجاحظ ؟ أمثل ُ لما‬
‫أقول ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أيهما أكثر تأثيرا رسالة ابن زيدون الهزلية أم الجدية ؟ و لماذا ؟‬
‫أكتب رسالة إلى أحد أقاربي أعتذر فيها عن خطأ وقعت فيه ‪ ,‬مع محاكاة الرسالة التي أمامي ‪.‬‬
‫‪-5‬‬
‫ُ‬
‫ضرب ‪.‬‬
‫ج من النص بعض األمثال ‪ ,‬و أب ِّينُ لمن ُت ْ‬
‫‪ - 6‬أستخر ُ‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫مجالس ِ‬
‫ِ‬
‫العلم ِ‬
‫البن َحزم‬
‫آداب‬
‫‪ُ -5‬‬
‫النص ‪:‬‬
‫أجرا ‪ ,‬ل‬
‫" َإذا‬
‫ور ُم ْستزيد ع ْلما َو ْ‬
‫ض َ‬
‫ضو ُر َك إلَّ ُح ُ‬
‫س الع ْلم َفل َي ُكنْ ُح ُ‬
‫حض ْر َت َم ْجل َ‬
‫َ‬
‫ور ُم ْس ْ‬
‫تغن ب َما ع ْندَ َك ‪َ ,‬طالبا َع ْث َرة ُتشي ُع َها ‪ْ ,‬أو َغري َبة ُت َ‬
‫ألراذل الذينَ ل‬
‫ش ِّن ُع َها ‪َ ,‬ف َهذُه أ ْف َعال ُ ا َ‬
‫ض َ‬
‫ُح ُ‬
‫ح ل َبدَنك ‪َ ,‬و ْأك َر ُم‬
‫س َك في َم ْنزل َك ْأر َو ُ‬
‫ض ْر َت َها َعلَى هَذه ال ِّن َّية َف ُجلُو ُ‬
‫ُي ْفل ُحونَ في العلم أ َبدا ‪َ ,‬ف َإذا َح َ‬
‫أسلَ ُم لدينك ‪.‬‬
‫ل ُخلُقك ‪َ ,‬و ْ‬
‫َ‬
‫ض ْر َت َها َك َما َذ َك ْر َنا َفا ْل َتز ْم أَ َحدَ َثلَ َثة أَ ْو ُجه لَ َراب َع لَ َها َو ه َي ‪:‬‬
‫فإذا َح َ‬
‫أجر الن َّية في الم َ‬
‫س ُك َ‬
‫شاهَدَ ة ‪ ،‬و َعلَى ال َّث َناء‬
‫صل َ َعلَى ْ‬
‫وت ال ُج َّهال َف َت ْح ُ‬
‫إ َّما أنْ َت ْس ُك َت ُ‬
‫س‪.‬‬
‫ضول ‪ ،‬و َعلَى َك َرم‬
‫سة ‪َ ،‬و َم َودَّ ة َمنْ ُت َجال ُ‬
‫المجالَ َ‬
‫َ‬
‫َعل ْي َك بقلَّة الفُ ُ‬
‫َ‬
‫األر َبع َم َحاسنَ ‪َ ,‬و َعلَى‬
‫صل َ َعلَى هَذه ْ‬
‫المتَُ َع ِّلم ‪َ ,‬ف َت ْح ُ‬
‫اسألْ ُ‬
‫َفإنْ لَ ْم َت َف َعلْ َذل َك َف ْ‬
‫س َؤال َ‬
‫س َؤال الم َت َعلِّم أنْ َت ْسأَل َ َع َّما ل َتدْ ري ‪ ،‬لَ َع َّما َتدْ ري ‪َ ,‬فإنَّ‬
‫است َزادَ ةُ الع ْلم ‪ .‬و ص َف ُة ُ‬
‫سة َو ه َي ْ‬
‫َخام َ‬
‫سأ ْل َت ب َما فيه ك َفا َية لَ َك َفا ْق َطع ال َكلَ َم ‪ ,‬و‬
‫أجا َب َك الذي َ‬
‫س ْخف َو قلَّ ُة َع ْقل ‪ . .‬فإنْ َ‬
‫سؤال َ َع َّما َتدْ ريه ُ‬
‫ال ُّ‬
‫اس َتزدْ هُ ‪َ ,‬فإنْ لَ ْم َيزدْ َك َب َيانا‬
‫أجا َب َك ب َما لَ ْم َت ْف َه ْم َفقُلْ لَ ُه ‪ :‬لَ ْم أَ ْف َه ْم ‪َ ,‬و ْ‬
‫إنْ لَ ْم ُيج ْب َك ب َما فيه ك َفا َية ‪ْ ,‬أو َ‬
‫ص ْل َت َعلَى ال َّ‬
‫داوة ‪,‬‬
‫الع َ‬
‫ش ِّر و َ‬
‫أمس ْك َع ْن ُه ‪ ,‬و إلَّ َح َ‬
‫أعادَ َعلَ ْي َك ال َكلَ َم األَ َّولَ َو لَ َمزيدَ ‪َ ,‬ف ْ‬
‫س َك َت ‪ ,‬أَ ْو َ‬
‫َو َ‬
‫صلْ َعلَى َما ُتري ُد منَ ِّ‬
‫الز َيادَة ‪.‬‬
‫َو لَ ْم َت ْح ُ‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫ث‪:‬‬
‫و الوجه الثَّ ِال ُ‬
‫مجالس ِ‬
‫ِ‬
‫العلم ِ‬
‫البن َحزم‬
‫آداب‬
‫‪ُ -5‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫أن تُر ِ‬
‫ِ‬
‫ض َج َو َاب ُه ِب َما‬
‫ار‬
‫ع‬
‫ت‬
‫َن‬
‫أ‬
‫ك‬
‫ل‬
‫ذ‬
‫ة‬
‫ف‬
‫ص‬
‫و‬
‫‪,‬‬
‫م‬
‫ال‬
‫الع‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ َ‬
‫اج َع ُم َر َ‬
‫َ‬
‫اج َع َة َ‬
‫َ‬
‫ضا َبي ًنا ‪ ,‬فَإن لَم َي ُكن َذ ِل َك ِعن َد َك ‪َ ،‬و لَم َي ُكن ِعن َدك إالَّ تَك َر ُار‬
‫ض ُه َنق ً‬
‫َينقُ ُ‬
‫ض ًة فَأَم ِسك ‪َّ ,‬‬
‫قَوِل َك ‪ِ ,‬‬
‫فإنك الَ‬
‫ضة ِب َما الَ َي َراهُ َخص ُم َك ُم َع َار َ‬
‫المع َار َ‬
‫أو َ‬
‫ص ُل ِبتَك َر ِار َذ ِل َك َعلى أج ِر َذ ِل َك ‪َ ,‬و ال َعلَى تَع ِل ٍيم ‪ ,‬و الَ َعلَى تَ َعلٍُّم ‪,‬‬
‫تح ُ‬
‫ضَّر ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ات‬
‫الم‬
‫ى‬
‫ل‬
‫إ‬
‫َّت‬
‫أد‬
‫ما‬
‫ب‬
‫ر‬
‫ي‬
‫ت‬
‫ال‬
‫ة‬
‫داو‬
‫الع‬
‫و‬
‫‪,‬‬
‫ك‬
‫م‬
‫ص‬
‫خ‬
‫ل‬
‫و‬
‫ك‬
‫ل‬
‫ظ‬
‫َبل َعلَى ال َغي‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ال المع ِن ِت ‪ ,‬و مراجع َة الم َكا ِب ِر ‪ِ ,‬‬
‫ب ال َغلَ َب َة‬
‫ل‬
‫ط‬
‫ي‬
‫ي‬
‫الذ‬
‫ُ‬
‫‪ ,‬و َّإي َ‬
‫َ ُ‬
‫اك َو ُ‬
‫َ َُ َ َ َ‬
‫سؤ َ ُ‬
‫ِب َغي ِر ِعلٍ‬
‫لن َعلَى ِقلَّ ِة الد ِ‬
‫سو ٍء ‪َ ،‬و َد ِلي ِ‬
‫ين ‪َ ,‬و َكث َرِة‬
‫ا‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ا‬
‫م‬
‫ه‬
‫ف‬
‫‪,‬‬
‫م‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َُ‬
‫السخ ِ‬
‫ضع ِ‬
‫ض ِ‬
‫ف‬
‫ف ‪َ ,‬و َحس ُب َنا اللَّ ُه َو ِنع َم‬
‫العق ِل ‪َ ,‬و قَُّوِة ُّ‬
‫الفُ ُ‬
‫ول ‪َ ,‬و َ‬
‫َ‬
‫الو ِكي ُل " ‪.‬‬
‫َ‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫مجالس ِ‬
‫ِ‬
‫العلم ِ‬
‫البن َحزم‬
‫آداب‬
‫‪ُ -5‬‬
‫‪ :‬التعريف بالكاتب‬
‫ابن حزم هو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم‬
‫الظاهري عالم األندلس في عصره ‪ ,‬و أحد أئمة اإلسلم ‪ُ ,‬ولد في‬
‫قرطبة عام ‪ 384‬هـ ‪ .‬كان حافظا عالما بعلوم الدين ‪ ,‬مستنبطا‬
‫لألحكام ‪ ,‬متفننا في علوم كثيرة ‪ .‬كما كان متواضعا ذا فضائل جمة ‪,‬‬
‫و مؤلفات كثيرة ‪ ،‬و هو إلى جانب ذلك أديب شاعر مشهود له‬
‫بالجودة و اإلحسان ‪ ,‬و قد توفي عام ‪ 456‬هـ بعد حياة حافلة بالعلم‬
‫و التأليف ‪ .‬و قد سبق ذكر بعض مؤلفاته ‪.‬‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫مجالس ِ‬
‫ِ‬
‫العلم ِ‬
‫البن َحزم‬
‫آداب‬
‫‪ُ -5‬‬
‫‪ :‬التعليق‬
‫النص الذي أمامنا مأخوذ من كتاب من كتب ابن حزم و هو‬
‫ُّ‬
‫بعنوان " األخلق و السير في مداواة النفوس " ‪ ،‬و هو كما يبدو من‬
‫العنوان يتناول األمور التي فيها تهذيب للنفوس ‪ ,‬وإصلح لألخلق ‪.‬‬
‫سيما‬
‫و هذه الوصية ذات أهمية كبرى لطلب العلم ‪ ,‬و ال َّ‬
‫سم لهم الطريق السليم‬
‫طلب المدارس في الوقت الحاضر إذ إنها تَر ُ‬
‫الذي يجب أن يسلكوه في حضور مجالس العلم ‪ ,‬و في التعامل مع‬
‫س َّنى لهم الحصول على الخير الوفير و‬
‫معلميهم و أساتذتهم ‪ ,‬حتى َيتَ َ‬
‫العلم النافع ‪.‬‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫مجالس ِ‬
‫ِ‬
‫العلم ِ‬
‫البن َحزم‬
‫آداب‬
‫‪ُ -5‬‬
‫‪ :‬التعليق‬
‫و هي وصية في غاية الصدق و التأثير ؛ ألنها صادرة عن‬
‫عالم جليل أفنى عمره في تعليم الناس و إِرشادهم إِلى ما فيه صلح‬
‫دينهم و دنياهم ‪ ,‬و إِذاً فهي وليدة خبر ٍ‬
‫مر بها ابن حزم‬
‫و‬
‫ات‬
‫تجارب َّ‬
‫َ‬
‫في سنوات طويلة ‪.‬‬
‫س َمت‬
‫و أبرز ما يميز هذه الوصية الوضوح المشرق الذي اتَّ َ‬
‫به ؛ ألن ابن حزم يهدف من ورائها إلى التعليم و التوجيه ‪ ,‬و لن‬
‫يبلغ حاجته بغير الوضوح الساطع و اإلشراق الوضيء ‪ ,‬و من ثم‬
‫خاليا من الصعوبة و التعقيد‬
‫جاء أسلوبه‬
‫ناصعا ‪ ,‬متسلسل األفكار ‪ً ,‬‬
‫ً‬
‫و التكلُّف ‪.‬‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬
‫أكتب تعريفا موجزا بابن حزم ‪ ,‬مع ذكر أبرز مؤلفاته ‪.‬‬
‫‪-1‬‬
‫ُ‬
‫‪ - 2‬من أي كتب ابن حزم أخذ هذا النص ؟ و ماذا يتناول هذا الكتاب ؟‬
‫‪ - 3‬ما النصيحة التي ابتدأ بها ابن حزم في توجيهه طلب العلم ؟‬
‫‪ - 4‬ل يخلو طالب العلم ‪ -‬و هو في مجلس العلم ‪ -‬من ثلث حالت ‪ .‬أذك ُرها إجمال ‪.‬‬
‫‪ - 5‬إذا أردت أن أسأل سؤال ؛ فما اآلداب التي يجب أن أتحلى بها ؟‬
‫‪ - 6‬لماذا كانت هذه الوصية غاية في الصدق و قوة التأثير ؟ و ما أبرز ما يتميز به أسلوبها ؟‬
‫عبدالمحسن بن سليمان المنيع‬