2 - Department of Arabic, University College, Thiruvananthapuram

Download Report

Transcript 2 - Department of Arabic, University College, Thiruvananthapuram

‫مبادئ التع ّلم في األحاديث النبوية‬
‫‪Principles of Education in the‬‬
‫‪Prophetic Traditions‬‬
‫ الندوة العالمية حول الحديث والعلم الحديث –‬‫قسم العربية‪ ،‬كلية جمال محمد‪ ،‬ترشينابالي‪ ،‬تامل نادو‬
‫‪ 20 – 19‬فبراير‪2013 ،‬‬
‫د‪ /‬ن‪.‬‬
‫شمناد‪ ،‬أستاذ مساعد ورئيس قسم العربية‪ ،‬كلية الجامعة‪ ،‬تروننتبرم‪ ،‬كيرال‬
‫المقدمة‬
‫• أثبت القرآن الكريم أن رسول هللا ‪ ‬معلم للناس والبشرية جميعا‬
‫اب‬
‫سوالً ِم ْن ُه ْم َي ْتلُو َعلَ ْي ِه ْم آ َياتِ ِه َو ُي َز ِّكي ِه ْم َو ُي َعلِّ ُم ُه ْم ا ْل ِك َت َ‬
‫• ‪‬ه َُو الَّذِي َب َع َث فِي األ ُ ِّم ِّيينَ َر ُ‬
‫َوا ْلح ِْك َمة‪)1(‬‬
‫• أثبتت السنة النبوية أيضا أن رسول هللا ‪ ‬معلم هاد بصير‬
‫• قال رسول هللا ‪" :‬إن هللا لم يبعثني معنـِّتا وال متعنـِّتا‪ ،‬ولكن بعثني معلما‬
‫ميسـِّرا"(‪)2‬‬
‫• إنّ كل واحد من أصحاب النبي ‪ ‬دليل ناطق على عظمة هذا المعلم المربي‬
‫• قال اإلمام القرافي‪" :‬لو لم يكن لرسول هللا معجزة إال أصحابه‪ ،‬لكفوه إلثبات‬
‫نبوته”(‪)3‬‬
‫ّ‬
‫]‪[1‬‬
‫]‪[2‬‬
‫]‪[3‬‬
‫القرآن الكريم‪ .‬سورة الجمعة‪ .‬اآلية ‪2‬‬
‫صحيح مسلم‪ .‬كتاب الطالق ‪81 :10‬‬
‫أبو غدة‪ ،‬عبد الفتاح‪ .‬الرسول المعلم وأساليبه في التعليم‪ .‬دار البشائر اإلسالمية‪ .2003 .‬ص ‪14‬‬
‫المقدمة‬
‫• استطاع رسول هللا ‪ ‬بطرائقه التعليمية أن يحقق األهداف المرجوة للتعلم‬
‫‪ :‬وهي إيجاد جيل صالح يخرج البشرية من الظالم إلى النور(‪)1‬‬
‫• كان الرسول ‪ ‬يختار في تعليمه من األساليب‬
‫‪ ‬أحسنها وأفضلها‬
‫‪ ‬أوقعها في نفس المخاطب‬
‫‪ ‬أقربها إلى فهمه وعقله‬
‫‪ ‬أشدها تثبيتا للعلم في ذهن المخاطب‬
‫‪ ‬أكثرها مساعدة على إيضاحه له‬
‫(‪ )1‬العطار‪ ،‬نايف‪ .‬طرائق النب ّي التعليمية ومميزاتها وأهميتها‪ .‬مجلة جامعة األقصى‪ .‬المجلد ‪ .11‬العدد ‪.2‬‬
‫يونيو ‪ .2007‬ص ‪112‬‬
‫طرائق التع ّلم في األحاديث النبوية‬
Methods of Education in the
Prophetic Traditions
‫‪ .1‬التعليم بالتدرج‬
‫كان الرسول ‪‬‬
‫‪ ‬يراعي التدريج في التعليم‬
‫‪ ‬يقدم األهم فاألهم‬
‫‪ ‬يعلــّم شيئا فشيئا نجما نجما‬
‫ليكون أقرب تناوال‪ ،‬وأثبت على الفؤاد حفظا وفهما‬
‫‪ ‬روى ابن ماجه عن جندب بن عبد هللا‪ ،‬قال‪ :‬كنا مع رسول هللا ‪ ،‬ونحن فتيان‬
‫َحزا ِو َرة‪ ،‬فتعلّمنا اإليمان قبل أن نتعلم القرآن‪ ،‬ثم تعلمنا القرآن‪ ،‬فازددنا به إيمانا (‪.)1‬‬
‫‪ .1‬سنن ابن ماجه‪ .‬باب اإليمان‪23 : 1 .‬‬
‫‪ .2‬التعليم برعاية الفروق الفردية‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫كان رسول هللا ‪ ‬شديد المراعاة للفروق الفردية بين المخاطبين والسائلين‬
‫كان يخاطب كل واحد بقدر فهمه وبما يالئم منزلته (‪)1‬‬
‫كان أجوبة رسول هللا ‪ ‬مختلفة الختالف أحوال السائلين وقدرتهم‬
‫كان رسول هللا ‪ ‬أوصى كل واحد بغير ما أوصى به اآلخر‬
‫‪ ‬عن عبد هللا بن عمرو بن العاص‪ ،‬قال‪ :‬كنا عند رسول هللا ‪ ،‬فجاء شاب فقال‪:‬‬
‫يا رسول هللا‪ ،‬أقبـِّل ُ وأنا صائم؟‪ ،‬قال‪" :‬ال"‪ ،‬فجاء شيخ فقال‪ :‬أقبل وأنا صائم؟‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ُ‬
‫علمت ل َم نظر بعضكم إلى‬
‫"نعم"‪ ،‬فنظر بعضنا إلى بعض‪ .‬فقال رسول هللا‪" :‬قد‬
‫نفسه"(‪.)2‬‬
‫بعض‪ ،‬إن الشيخ يملك َ‬
‫‪.1‬‬
‫‪.2‬‬
‫العطار‪ ،‬نايف‪ .‬مبادئ تعليمية للمدرسين في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية‪.‬‬
‫مجلة الجامعة اإلسالمية‪ .‬المجلد ‪ .12‬العدد ‪ .2‬يونيو ‪ .2004‬ص ‪442-440‬‬
‫مسند أحمد‪180 : 2 .‬‬
‫‪ .3‬التعليم بالحوار والمساءلة‬
‫كان من أبرز مبادئ التعلم عند الرسول ‪ ‬هو استخدام الحوار والمساءلة‪،‬‬
‫ضهم على إعمال الفكر للجواب‬
‫إلثارة انتباه السامعين‪ ،‬وح ِّ‬
‫‪ ‬روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة‪ :‬قال رسول هللا ‪" : ‬أرأيتم لو أنّ نهرا بباب‬
‫أحدكم‪ ،‬يغتسل منه كل يوم خمس مرات‪ ،‬هل يبقى من َد َرنه شيء؟"‪ ،‬قالوا‪ :‬ال يبقى من‬
‫درنه شيء‪ ،‬فقال‪" :‬فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو هللا بهن الخطايا”(‪)1‬‬
‫‪ ‬ومن أشهر أمثلة الحوار حديث جبريل ‪ )2(‬في تعليم أركان اإلسالم على الصحابة‬
‫على شكل حوار بين الرسول ‪ ‬وبين جبريل ‪‬‬
‫‪ .1‬البخاري‪ .‬كتاب مواقيت الصالة‪ 9 : 2 .‬؛ مسلم ‪ .‬كتاب المساجد ‪170 : 5 .‬‬
‫‪ .2‬مسلم‪ .‬كتاب اإليمان‪160-157 : 1 .‬‬
‫‪ .4‬التعليم بالمحادثة والموازنة العقلية‬
‫‪ ‬قال رسول هللا ‪ ‬لبعض النساء‪:‬‬
‫ب الرجل الحازم من إحداكن"‪ ،‬قلن‪ :‬وما‬
‫"ما رأيت ناقصات عقل ودين أذهب للـ ُ ّ‬
‫نقصان ديننا وعقلنا يا رسول هللا ؟‪ ،‬فقال‪" :‬أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة‬
‫الرجل؟"‪ ،‬قلن‪ :‬بلى‪ ،‬فقال‪" :‬فذلك من نقصان عقلها‪ ،‬أليس إذا حاضت لم تـُص ّل وال‬
‫صم؟"‪ ،‬قلن‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪" :‬فذلك من نقصان دينها”(‪)1‬‬
‫ت ُ‬
‫‪ .1‬البخاري‪ .‬كتاب الحيض‪ 345 : 1 .‬؛ مسلم‪ .‬كتاب اإليمان‪67 : 2 .‬‬
‫‪ .5‬التعليم بالمقايسة والتمثيل‬
‫وتارة كان رسول هللا ‪ ‬يقايس ألصحابه األحكام‪ ،‬ويعلـِّلها لهم‪ ،‬إذا اشتبهت عليهم‬
‫ضح لهم ما اشتبه أم ُره‪ ،‬وخفي فهمه‪ ،‬ويكون‬
‫مسالكـُها‪ ،‬وغ ُمض عليهم حكمها‪ ،‬فيتـ ّ ِ‬
‫لهم من تلك المقايسة معرفة بمسالك الشريعة ومقاصدها ومراميها البعيدة‬
‫‪ ‬روى البخاري عن ابن عباس‪ :‬أن امرأة من ُجهينة جاءت إلى رسول هللا ‪،‬‬
‫أفأحج ُ عنها‪ ،‬فقال رسول هللا‬
‫تح ّج‪ ،‬فلم تحج حتى ماتت‪،‬‬
‫ّ‬
‫فقالت‪ :‬إن أمي نذرت أن ُ‬
‫ت قاضيتِه؟"‪ ،‬قالت‪ :‬نعم‪،‬‬
‫ت لو كان على أمك دين أكن ِ‬
‫‪" :‬نعم‪ُ ،‬ح ّجي عنها‪ ،‬أرأي ِ‬
‫ق بالوفاء" (‪.)1‬‬
‫فقال‪" :‬اقضوا هللا الذي له‪ ،‬فإن هللا أح ُ‬
‫‪ .1‬البخاري‪ .‬باب جزاء الصيد‪55 : 4 .‬‬
‫‪ .6‬التعليم بالتشبيه وضرب األمثال‬
‫الناس‬
‫كان رسول هللا ‪ ‬يستعين على توضيح المعاني بضرب المثل‪ ،‬مما يشه ُده‬
‫ُ‬
‫سهم وفي متناول أيديهم‬
‫بأبصارهم‪ ،‬ويقع تحت حوا ّ‬
‫‪ ‬عن النعمان بن بشير‪ :‬قال رسول هللا ‪" :‬مثل القائم على حدود هللا والواقع ِ فيها‬
‫وال ُمد ِه ِن فيها مثل قوم است َه ُموا سفينة‪ ،‬فصار بعضهم في أسفلها‪ ،‬وصار بعضهم في‬
‫أعالها‪ ،‬فكان الذين في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعالها‪ ،‬فتأذ وا به‪ ،‬فأخذ‬
‫فأسا فجعل ينقـُر أسفل السفينة‪ ،‬فأتوه فقالوا‪ :‬ما لك؟‪ ،‬قال‪ :‬تأذ ّيتم بي‪ ،‬والبد لي من‬
‫ونجوا أنفسهم‪ ،‬وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا‬
‫الماء‪ ،‬فإن أخذوا على يديه أنجوه‬
‫ّ‬
‫أنفسهم”(‪.)1‬‬
‫‪ .1‬العسقالني‪ ،‬ابن حجر‪ .‬فتح الباري‪296-295 : 5 .‬‬
‫‪ .7‬التعليم بالوعظ والتذكير‬
‫من أبرز مبادئ رسول هللا ‪ ‬في التعليم هو االعتماد على الوعظ والتذكير‪ ،‬اقتداء‬
‫بالقرآن الكريم‪ ،‬في قوله‪َ  :‬ف َذ ِّك ْر إِ َّن َما أَ ْن َت ُم َذ ِّكر‪)1(‬‬
‫‪ ‬روى ابن ماجه عن عبد الرحمن بن عمر‪ ،‬قال‪ :‬صلـّى بنا رسول هللا ‪ ‬ذات يوم‪،‬‬
‫ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة‪ ،‬ذ َرفت منها العيون‪ ،‬ووجلت منها القلوب‪ .‬ثم قال‪:‬‬
‫ضوا عليها بالنواجد‪ ،‬وإياكم‬
‫"‪...‬فعليكم سنتي وسنة الخلفاء الراشدين‪ ،‬تمسكوا بها وع ّ‬
‫ومحدثات األمور! فإن كل محدثة بدعة‪ ،‬وكل بدعة ضاللة”(‪)2‬‬
‫]‪[1‬‬
‫]‪[2‬‬
‫القرآن الكريم‪ .‬سورة الغاشية‪ .‬اآلية ‪21‬‬
‫ابن ماجه‪ .‬باب اتباع سنة الخلفاء‪15 :1 .‬‬
‫‪ .8‬التعليم بالمما ِزحة والمدا ِعبة‬
‫كان رسول هللا ‪ ‬يداعب أصحابه في بعض األحيان‪ ،‬ولكنه ما كان يقول إال حقا‪،‬‬
‫كان يعلـّم كثيرا من أمور العلم خالل المداعبة والممازحة‬
‫‪ ‬روى أبو داود عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬إن رجال استحمل رسول هللا‪ ،‬فقال له رسول هللا ‪:‬‬
‫"إني حاملك على ولد الناقة"‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬ما أصنع بولد الناقة؟‪ ،‬فقال‬
‫ق ؟”(‪)1‬‬
‫رسول هللا ‪" :‬وهل تلد اإلبل إال النـّـُو ُ‬
‫]‪[1‬‬
‫أبو داود‪ .‬كتاب األدب‪300 : 4 .‬‬
‫‪ .9‬التعليم بالعمل والسيرة الحسنة‬
‫‪ ‬إن التعليم بالعمل هو األسلوب الفطري للتعليم‬
‫‪ ‬أبرز وأعظم أساليب الرسول ‪‬في التعليم‬
‫‪ ‬الجمع بين األسلوب النظري واألسلوب العملي في التعليم‬
‫‪..." ‬إنه ال يأمر بخير إال كان أول آخذ به‪ ،‬وال ينهى عن شر إال كان أول تارك له” (‪)1‬‬
‫‪ ‬قد صلى رسول هللا ‪‬مرة بالناس إماما‪ ،‬وهو على المنبر‪ ،‬ليروا صالته كلهم‪،‬‬
‫وليتعلموها من أفعاله ومشاهدته (‪)2‬‬
‫]‪[1‬‬
‫]‪[2‬‬
‫العسقالني‪ ،‬ابن حجر‪ .‬اإلصابة في تمييز الصحابة‪ .‬ج ‪ .1‬ص ‪538‬‬
‫أبو غدة‪ ،‬ص ‪74‬‬
‫‪ .10‬التعليم بالرسم على األرض والتراب‬
‫كان رسول هللا ‪ ‬يستعين على توضيح بعض المعاني بالرسم على األرض والتراب‬
‫‪ ‬روى أحمد في مسنده (‪ )1‬عن جابر‪ :‬كنا جلوسا عند رسول هللا ‪ ،‬فخط ّ بيده في‬
‫األرض خطا هكذا أمامه‪ ،‬فقال‪ :‬هذا سبيل هللا غز وجل‪ ،‬وخط خطين عن يمينه‪،‬‬
‫سبل الشيطان‪ ،‬ثم وضع يده في الخط األوسط‪ ،‬ثم تال‬
‫وخطين عن شماله‪ ،‬وقال‪ :‬هذه ُ‬
‫ق بِ ُكم َعن‬
‫سبُ َل فَتَفَر َ‬
‫اطي ُمستَقِيما ً فَاتبِ ُعوهُ َوال تَتبِ ُعوا ال ُّ‬
‫ص َر ِ‬
‫هذه اآلية‪َ  :‬وأَن َه َذا ِ‬
‫ون‪.)2(‬‬
‫سبِيلِ ِه َذلِ ُكم َوصا ُكم بِ ِه لَ َعل ُكم تَتقُ َ‬
‫َ‬
‫]‪[1‬‬
‫]‪[2‬‬
‫مسند أحمد‪397 : 3 .‬‬
‫القرآن الكريم‪ .‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية ‪153‬‬
‫‪ .11‬انتهاز المناسبات العارضة في التعليم‬
‫كان رسول هللا ‪ ‬ينتهز المناسبة ال ُمشاكلة لما يريد تعليمه‬
‫فيربط بين المناسبة القائمة‪ ،‬والعلم الذي يريد بثه وإذاعته‬
‫فيكون من ذلك للمخاطبين أبين الوضوح‪ ،‬وأفضل الفهم بما يسمعون‬
‫‪ ‬روى البخاري(‪ )1‬عن جرير بن عبد هللا‪ ،‬قال‪ :‬كنا جلوسا ليلة مع رسول هللا ‪ ،‬إذ‬
‫نظر إلى القمر ليلة البدر‪ ،‬فقال‪ :‬إنكم سترون ربكم يوم القيامة‪ ،‬كما ترون هذا القمر‪ ،‬ال‬
‫تُضا ُمون في رؤيته‪ ،‬فإن استطعتم أن ال تـُغلبوا على صالة قبل طلوع الشمس‪ ،‬وصالة‬
‫وع ال َّ‬
‫قبل غروبها‪ ،‬فافعلوا‪ ،‬ثم قرأ‪َ  :‬و َ‬
‫س َو َق ْبل َ‬
‫ش ْم ِ‬
‫س ِّب ْح ِب َح ْم ِد َر ِّب َك َق ْبلَ ُطلُ ِ‬
‫ا ْل ُغ ُرو ِ‬
‫ب‪.)2(‬‬
‫]‪[1‬‬
‫]‪[2‬‬
‫البخاري‪ .‬مواقيت الصالة‪27 : 2 .‬‬
‫القرآن الكريم‪ .‬سورة ق‪ .‬اآلية ‪39‬‬
‫‪ .12‬السؤال لكشف الذكاء والمعرفة‬
‫كان رسول هللا ‪ ‬يسأل أصحابه عن الشيء وهو يعلمه‬
‫إنما يسألهم ليثير فطنتهم‪ ،‬ويح ّرك ذكاءهم في قالب المحاجاة ليختبر علمهم‬
‫‪ ‬عن عبد هللا بن عمر‪ :‬بينا نحن عند رسول هللا ‪ ‬جلوس‪ ،‬إذ أُ ُتي بِ ُج ّمار نخلة‪،‬‬
‫فقال وهو يأكله‪" ،‬إن من الشجرة شجرةَ خضراء‪ ،‬لـ َ َما بركتـُها كبرك ِة المسلم‪ ،‬ال‬
‫ّ‬
‫يتحاث ُ‪ ،‬وتؤتي أ ُكـلـَها كل حين بإذن ربها‪ ،‬وإنها مث ُل المسلم‪،‬‬
‫يسقط ورقـُها‪ ،‬وال‬
‫فحدّثوني ما هي ؟"‪ .........‬ثم قال رسول هللا ‪" : ‬هي النخلة” (‪)1‬‬
‫‪ .1‬البخاري‪ .‬كتاب العلم‪133 : 1 .‬‬
‫‪ .13‬اإلمساك بيد المخاطب أو منكبه إلثارة االنتباه‬
‫وتارة كان رسول هللا ‪ ‬يثير انتباه المخاطب بأخذ يده أو منكبه ليزداد اهتمامه بما‬
‫يعلّمه‪ ،‬ويلقى إليه سمعه وبصره وقلبه‪ ،‬ليكون أوعى له وأذكر‬
‫‪ ‬روى الترمذي عن عبد هللا بن عمر‪ ،‬قال‪ :‬أخذ رسول هللا ‪ ‬بمنكبي‪ ،‬فقال‪" :‬كن في‬
‫الدنيا كأنك غريب‪ ،‬أو عابر سبيل‪ ،‬أو ع ّد نفسك من أصحاب القبور”(‪)1‬‬
‫]‪[1‬‬
‫الترمذي‪ .‬كتاب الزهد‪567 :4 .‬‬
‫‪ .14‬التعلم برفع المنه ّي عنه بيده تأكيدا لحرمته‬
‫تارة كان رسول هللا ‪ ‬يحمل بيده الشيء الذي ينهى عنه‪ ،‬ويرفعه إلى أنظار‬
‫المخاطبين‪ ،‬فيجمع لهم بين النهي عن الشيء بالقول والمشاهدة للمنه ّي عنه بالعين‪،‬‬
‫فيكون ذلك أوعى للنفوس وأوضح في الداللة‬
‫‪ ‬روى أبو داود في كتاب اللباس كما يلي‪ :‬أخذ رسول هللا ‪ ‬حريرا بشماله‪ ،‬وذهبا‬
‫بيمينه‪ ،‬ثم رفع بهما يديه‪ ،‬فقال‪" :‬إن هذين حرام على ذ ُكور أمتي‪ ،‬ح ّل إلناثهم" (‪.)1‬‬
‫‪ .1‬أبو داود‪ .‬كتاب اللباس‪50 : 4 .‬‬
‫‪ .15‬ابتداء أصحاب النبي باإلفادة دون سؤال منهم‬
‫كان رسول هللا ‪ ‬في كثير من األحيان يبتدئ أصحابه باإلفادة من غير سؤال منهم‬
‫كان النبي ‪ ‬يعلـّم أصحابه جواب الشبهة قبل حدوثها‬
‫‪ ‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪" :‬يأتي الشيطان أحدكم‪ ،‬فيقول‪ :‬من خلق‬
‫كذا وكذا؟ حتى يقول له من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك‪ ،‬فليستعذ باهلل ولينت ِه" (‪)1‬‬
‫]‪[1‬‬
‫البخاري‪240 : 6 .‬‬
‫‪ .16‬إجابة السائل عما يسأل عنه‬
‫حض أصحابه على السؤال عما يه ّمهم‬
‫كان رسول هللا ‪ ‬يجيب السائل عن سؤاله‪ ،‬وقد‬
‫ّ‬
‫من الحوادث والنوائب أو مما يحتاجون إلى معرفته من الفارائض والشرائع‬
‫‪ ‬عن جابر‪ ،‬قال رسول هللا ‪" :‬إنما شفاء الع ّي السؤال”(‪)1‬‬
‫]‪[1‬‬
‫أبو داود‪142 : 1 .‬‬
‫‪ .17‬إجابة السائل بأكثر مما يسأل عنه‬
‫وتارة كان رسول هللا ‪ ‬يجيب السائل بأكثر مما سأل‪ ،‬إذا رأى أن به حاجة إلى معرفة‬
‫الزائد عن سؤاله‬
‫هذا من كمال رأفته ‪ ،‬ومن عظيم رعايته بالمتعلمين‬
‫‪ ‬عن أبي هريرة‪ :‬سأل رجل رسول هللا ‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إنا نركب البحر‪ ،‬ونحمل‬
‫معنا القليل من الماء‪ ،‬فإن توضأنا به عطشنا‪ ،‬أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول هللا‬
‫‪" :‬هو الطهور ماؤه‪ ،‬الحل ميتته”(‪.)1‬‬
‫]‪[1‬‬
‫الموطأ‪ .‬كتاب الطهارة‪22 : 1 .‬‬
‫‪ .18‬لفـتُ السائل إلى غير ما سأل عنه‬
‫كان رسول هللا ‪ ‬تارة يلفِت السائل عن سؤاله لحكمة بالغة‬
‫‪ ‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬إن رجال قال لرسول هللا ‪ :‬متى الساعة يا رسول هللا؟‪ ،‬قال‪” :‬ما‬
‫أعددتّ لها ؟"‪ ،‬قال‪ :‬ما أعددتُ لها من كثير صالة وال صوم وال صدقة‪ ،‬ولكني أحب‬
‫هللا ورسولـَه‪ ،‬قال‪" :‬أنت مع َمن أحببت”(‪)1‬‬
‫هناك لفت النبي ‪ ‬الرجل عن سؤاله عن وقت قيام الساعة إلى شيء آخر هو أحوج‬
‫إليه‪ ،‬وأفضل نفعا عليه‬
‫]‪[1‬‬
‫البخاري‪ .‬كتاب المناقب‪40 : 7 .‬‬
‫سؤل عنه ليدبّر به‬
‫‪ .19‬تفويض الصحابي بالجواب كما ُ‬
‫‪ ‬روى أحمد عن عقبة الجهني‪ ،‬قال‪ :‬جاء خصمان إلى رسول هللا ‪ ‬يختصمان‪،‬‬
‫فقال لي‪" :‬قم يا عقبة اقض ِ بينهما"‪ ،‬قلتُ ‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬أنت أولى بذلك مني‪ ،‬قال‪:‬‬
‫اجتهدت‬
‫"وإن كان‪ ،‬اقـض ِ بينهما‪ ،‬فإن اجتهدت فأصبت فلك عشرة أجور‪ ،‬وإن‬
‫َ‬
‫فأخطأت فلك أجر واحد" (‪.)1‬‬
‫]‪[1‬‬
‫مسند أحمد‪205 : 4 .‬‬
‫‪ .20‬امتحان العالم بشيء من العلم ليقابله بالثناء عليه إذا أصاب‬
‫كان رسول هللا ‪ ‬يمتحن أصحابه‪ ،‬فيسأله عن شيء من العلم ليكشف معرفته‬
‫إذا هو أصاب في جوابه مدحه وأثنى عليه وضرب في صدره‪ ،‬إشعارا باستحقاقه حب‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وتقديرا منه لحسن إجابته‬
‫‪ ‬عن معاد بن جبل‪ ،‬قال‪ :‬لما بعثني رسول هللا إلى اليمن‪ ،‬قال لي‪" :‬كيف تقضي إن‬
‫عرض لك قضاء؟"‪ ،‬قلت‪ :‬أقضي بكتاب هللا‪ ،‬قال‪" :‬فإن لم تجد في كتاب هللا؟"‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫أقضي بسنة رسول هللا‪ ،‬قال‪" :‬فإن لم تجد في سنة رسول هللا؟"‪ ،‬قلت‪ :‬أجتهد برأيي وال‬
‫آلو – أي ال أقصر‪ ،-‬قال‪ :‬فضرب رسول هللا ‪ ‬صدري بيده‪ ،‬وقال‪" :‬الحمد هلل الذي‬
‫وفـّق رسو َل رسول هللا لِما يُرض رسول هللا”(‪)1‬‬
‫]‪[1‬‬
‫أبو داود‪ .‬كتاب األقضية‪303 : 3 .‬‬
‫‪ .21‬تأكيد التعلم بالقسم‬
‫كان رسول هللا ‪ ‬في كثير من األحيان يبدأ حديثه بالقسم باهلل‪ ،‬تنبيها منه إلى‬
‫أهميته ما يقوله وتقوية للحكم وتأكيدا له‬
‫‪ ‬روى مسلم عن أنس‪ ،‬قال رسول هللا ‪" :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬ال يؤمن عبد حتى‬
‫يحب لجاره – أو قال – ألخيه ما يحب لنفسه" (‪)1‬‬
‫]‪[1‬‬
‫مسلم‪ .‬كتاب اإليمان‪17 : 2 .‬‬
‫‪ .22‬تكرار القول ثالثا لتأكيد مضمونه‬
‫إن استخدام أسلوب التكرار في التعليم له فوائد عظيمة النفع‪ ،‬منها‪ :‬التأكيد على‬
‫مسألة مهمة‪ ،‬أو حكم هام‪ ،‬ومنها تنبيه الغافل‪ ،‬وحفظ الشيء المكرر‬
‫كان رسول هللا ‪ ‬يكرر حديثه تأكيدا للمضمون‪ ،‬وتنبيها للمخاطب على أهميته‪،‬‬
‫وليفهمه السامع ويتقنه‬
‫‪ ‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬كان رسول هللا ‪ ‬إذا تكلم بكلمة أعادها ثالثا حتى تفهم‬
‫عنه(‪)1‬‬
‫]‪[1‬‬
‫البخاري‪ .‬كتاب العلم‪ .‬باب من أعاد الحديث ثالثا ليفهم منه‪188 : 1 .‬‬
‫الخاتمة‬
‫‪ ‬حققت مبادئ رسول هللا ‪ ‬التعليمية نتائجها بظهور جيل مثالي‬
‫‪ ‬تعليمه تعليم مثالي ناجح‪ ،‬حيث أن معيار نجاح أي تعليم هو تحقيق األهداف التي‬
‫خطط من أجلها‬
‫‪ ‬كان رسول هللا ‪ ‬راعي في طرائق تدريسه خصائص النم ّو العقلي والنفسي‬
‫والوجداني لدى الدارسين‪ ،‬ومستوى إدراكهم والحوافز المؤثرة فيهم‪ ،‬وتهيئ‬
‫نفوسهم للتعلم‪ ،‬مع احترام مبادراتهم الشخصية‪ ،‬ونشاطهم الذاتي‪ ،‬ومشاركتهم‬
‫الفعالة في عملية التعلم والتربية بفهم ووعي وتبصر‬
‫الخاتمة‬
‫‪ ‬استخدم رسول هللا ‪ ‬طرائق مختلفة في عمليته التعليمية‬
‫‪ ‬استخدم أحيانا طريقة اإللقاء‪ ،‬أو العرض القصصي‬
‫‪ ‬أحيانا أخرى يرى طريقة المناقشة والحوار أنسب للتعليم‬
‫‪ ‬أحيانا يوجه إلى طريقة التعليم الذاتي أو التعلم التعاوني‬
‫‪ ‬أحيانا أخرى يستخدم طريقة ح ّل المشكالت‪ ،‬أو الطريقة االستقرائية أو القياسية‬
‫ليدرب العقول على استخدام األسس العلمية السليمة والمنهج العلمي في التفكير‬
‫لون الحديث ألصحابه ألوانا كثيرة‬
‫• فالرسول ‪‬كان يُ ِّ‬
‫• تارة يكون سائال‬
‫• تارة يكون مجيبا‬
‫• تارة يجيب السائل بقدر سؤاله‬
‫• تارة يزيده على ما سأل‬
‫• تارة يضرب المثل لما يريد تعليمه‬
‫•تارة يصحب كالمه القسم باهلل تعالى‬
‫• تارة يلفت السائل عن سؤاله لحكمة بالغة‬
‫• تارة يُعلم بطريقة الكتابة‬
‫• تارة يُعلم بطريق الرسم‬
‫• تارة يُعلم بطريق التشبيه أو التصريح‬
‫• تارة يُعلم بطريق اإلبهام أو التلويح‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬
‫‪ ‬أرسىىى رسىىول هللا ‪ ‬القواعىىد األساسىىية مىىن حيىىث المضىىمون والممارسىىة‬
‫لطرائق التدريس المختلفة‬
‫‪ ‬إن بعض طرائق رسول هللا ‪ ‬في التعليم تشتمل على عدة أساليب تعليمية‪،‬‬
‫كانت بعض طرائقه تتداخل وتتكامل مع بعضها البعض‬
‫‪ ‬كان رسول هللا ‪ ‬ين ّوع المثيرات التي من شىأنها أن تثيىر دافعيىة الدارسىين‬
‫للتعلم‬
‫المصادر والمراجع‬
‫االبتدائية‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫القرآن الكريم‬
‫البخاري‪ .‬صحيح البخاري‪ .‬بيروت‪ :‬دار الفكر‪1981 .‬‬
‫مسلم‪ .‬صحيح مسلم‪ .‬بيروت‪ :‬دار الفكر‪1993 .‬‬
‫مالك بن أنس‪ .‬الموطأ‪ .‬بيروت‪ :‬دار إحياء التراث‪1985 .‬‬
‫ابن ماجه‪ .‬سنن ابن ماجه‪ .‬بيروت‪ :‬دار إحياء التراث العربي‪1975 .‬‬
‫أحمد بن حنبل‪ .‬مسند أحمد‪ .‬مكة االمكرمة‪ :‬دار الباز‪1978 .‬‬
‫أبو داود‪ .‬سنن أبي داود‪ .‬بيروت‪ :‬دار الحديث‪1969 .‬‬
‫الترمذي‪ .‬جامع الترمذي‪ .‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪1987 .‬‬
‫الدارمي‪ .‬سنن الدارمي‪ .‬القاهرة‪ :‬دار إحياء السنة النبوية‪1994 .‬‬
‫النووي‪ .‬شرح صحيح مسلم‪ .‬بيروت‪ .‬دار الكتاب العربي‪1987 .‬‬
‫العسقالني‪ .‬فتح الباري‪ .‬القاهرة‪ :‬المكتبة السلفية‪1961 .‬‬
‫العسقالني‪ .‬اإلصابة في تمييز الصحابة‪ .‬بيروت‪ :‬دار العلوم الحديثة‪1910 .‬‬
‫الثانوية‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫أبو غدة‪ ،‬عبد الفتاح‪ .‬الرسول المعلم وأساليبه في التعليم‪ .‬دار البشائر اإلسالمية‪.‬‬
‫‪2003‬‬
‫الشحود‪ ،‬علي بن نايف‪ .‬األساليب النبوية في التعلم‪ ،‬موقع ملتقى طالب جامعة‬
‫دمشق‪ .‬يوم االسترجاع ‪ .23/01/2013‬الرابط ‪http://jamaa.net/book15699.html‬‬
‫الشهلوب‪ ،‬فؤاد بن عبد العزيز‪ .‬المعلم األول صلى هللا عليه وسلم‪ .‬الرياض‪ :‬دار‬
‫القاسم للنشر‬
‫الشيباني‪ ،‬عمر محمد‪ .‬فلسفة التربية اإلسالمية‪ .‬طرابلس‪ :‬المنشأة العامة للنشر‪.‬‬
‫‪.1975‬‬
‫العطار‪ ،‬نايف‪ .‬طرائق النبي التعليمية ومميزاتها وأهميتها‪ .‬مجلة جامعة األقصى‪.‬‬
‫المجلد ‪ .11‬العدد ‪ .2‬يونيو ‪2007‬‬
‫العطار‪ ،‬نايف‪ .‬مبادئ تعليمية للمدرسين في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية‪.‬‬
‫مجلة الجامعة اإلسالمية‪ .‬المجلد ‪ .12‬العدد ‪ .2‬يونيو ‪2004‬‬
‫شكرا لمتابعتكم‬
‫والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‬
Dr. N. Shamnad,
Faculty, Dept. of Arabic, University College
Thiruvananthapuram, Kerala
[email protected]
Visit us at :
http://www.arabicuniversitycollege.yolasite.com