ندوة مجتمع ظفار التربوي في الفترة 4

Download Report

Transcript ندوة مجتمع ظفار التربوي في الفترة 4

‫ندوة مجتمع ظفار التربوي‬
‫في الفترة ‪ 6 – 4‬مارس ‪2012 /‬‬
‫قاعة المؤتمرات جامعــــة ظفـــــار‬
‫التعليم من أجل املستقبل‬
‫إعداد الدكتور ‪- :‬‬
‫سالم علي عاطف اليافعى‬
‫مقدمة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫الحمد هلل وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن‬
‫تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد‪.‬‬
‫إذا كان التعليم في الماضي ظاهرة حضارية ووسيلة تطور‬
‫وتقدم فإنه‪ -‬اليوم – أصبح – أمنا قوميا وضرورة للبقاء؛فلم‬
‫يعد هناك خيار إال أن نضع التعليم على قمة أولويات العمل‬
‫الوطني ‪،‬وأن نجند له كل القوى الوطنية‪ ،‬وان نحشد له كل‬
‫إمكاناتنا المجتمعية‪،‬ألن الحقبة القادمة ال تتعلق بإتمام إنجاز‬
‫وطني فحسب‪ ،‬وإنما تتعلق بقضية أخطر بكثير ‪،‬هي أن نكون أو‬
‫ال نكون‪.‬‬
‫‪‬‬
‫فالتعليم يعد من أفضل السبل لالستفادة من الماضي العريق‬
‫لتأسيس حاضر ملئ باالنجازات والعطاء وبناء مستقبل مشرق‬
‫آمن للفرد والمجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬تمثل المعرفة في مختلف العلوم والفنون أبرز مظاهر القوة‬
‫في عالم اليوم ولم يعد مجديا بالنسبة للدول والمجتمعات‬
‫التي تحاول تنمية اقتصادياتها واللحاق بركب التقدم العلمي‬
‫تجاهل هذه الحقائق أو التأخر في أخذها بالحسبان‪ ،‬لهذا البد‬
‫من السعي إلنتاج ونشر المعرفة‪.‬‬
‫التعليم واملستقبل‬
‫إن ظررف ا مستق ر ومع تته ت ررب هاررو تررن مس ر ع مستج تتررتأ ن‬
‫منررب مو ر ر ت ررف م تا ت ر ت رؤهف تؤق رأ ‪،‬تحكررا مسخهرره‬
‫تك تررع مكفكررتن تحرر مكورر ما مسوت ررتأ ‪ ،‬م رر مس قررت ع‬
‫مإلجررفمتمأ‪ ،‬م رري ا ررب مسجت ررب ررؤتن م رب ت نوررب مس رو ف‬
‫مسكم رررف مسحرررتكا مستحكررر ا‪ ،‬قرررخف سرررب كرررع مسهتقرررتأ مستت ررر‬
‫قن ه رن قنت ر كرع مستؤققرتأ مسوهت رتأ مستخ افر‬
‫مسم ف‬
‫‪،‬س أخذ ح ز مك س س ى مستؤققتأ مك فم م ن مق ثنتت‪.‬‬
‫‪‬‬
‫تجتع مس تا ا مستتف ‪ ،‬تس فمم و‬
‫إن تسا مس ا قتمي‬
‫فمم تا ت تتف ‪ ،‬إن خذ تنحب مس فمم مسق تق‬
‫مستقكفي ‪ ،‬كن مستنت ق اب مسوت ال حوي‬
‫مالق ت ي‬
‫سا ع إال تن خالع ه ف إ الح نظا مس تا ا‪.‬‬
‫تطوير نظم التعليم‬
‫طرف المجتمع‬
‫طرف الحكومة‬
‫الطرف اإلقليمي‬
‫والدولي‬
‫‪‬‬
‫أوال‪ :‬طرف املجتمع ‪ :‬وهو عبارة عن مجموعة من الناس تعيش‬
‫سوية بشكل من ّظم وضمن جماعة منظمة‪،‬تربطهم مصالح‬
‫مشتركة ‪،‬فاإلصالح الذي يتم في معزل عن المجتمع ويفرض‬
‫من القمة أو يستجلب من الخارج دون أن تتوافق عليه كل‬
‫الجهات المعنية واألطراف الرئيسة والفاعلة في العملية‬
‫التربوية ال يحقق أهدافه ‪ ،‬على العكس من اإلصالح الذي‬
‫تستحث له قوى المجتمع ويساهم فيه جميع الشركاء الحقيقيين‪.‬‬
‫‪ ‬ثانيا‪ :‬طرف الحكومة‪ :‬مما ال يدع الشك أن كل خطوة‬
‫إصالحية أو تطويرية في أي مجال من مجاالت‬
‫الحياة يتطلب إرادة سياسية وقرار نافذ يتمتع بكل‬
‫القانونية و الفنية‬
‫المقومات والصالحيات‬
‫واإلدارية والمالية والرقابية ‪،‬كل ذلك بيد الحكومة‬
‫‪ ،‬ال يمكن أن تقوم فيه أطراف أخرى نيابة عنها‬
‫ثالثا‪ :‬الطرف اإلقليمي والدولي ‪ :‬يتمتع هذا الطرف بأهمية‬
‫بالغة وخاصة لدى الدول الفقيرة ودول العالم‬
‫الثالث‪ ،‬التي هي بحاجة إلى من يأخذ بيدها بكل‬
‫عناية وإنسانية وبالذات في الجوانب المهنية‬
‫والفنية والتقنية والمالية‪.‬‬
‫مرتكزات التعليم للمستقبل‬
‫تعتمد هذه المرتكزات على الفلسفة التربوية التي تعني بتحديد‬
‫المكونات الرئيسة لشخصية اإلنسان الذي تتط َّلع التربية إلى‬
‫إخراجه‪ ،‬والمجتمع الذي تعمل على تنميته في ضوء عالقات كل‬
‫منهما بالمنشأ والكون والحياة واإلنسان والمصير‪ ،‬ويفترض‬
‫في كل نظام تربوي وتعليمي أن تتكامل برامجه ونظمه‬
‫ومؤسساته إلخراج متعلم يحمل تصورا شامال مفصال حول‬
‫أربعة ميادين رئيسة هي‪ :‬نظرية الوجود‪ ،‬ونظرية المعرفة‪،‬‬
‫ونظرية القِ َيم‪ ،‬وطبيعة اإلنسان‪.‬‬
‫فلسفة التربية الكونية‬
‫و يطلق عليها (فلسفة التربية الكونية أو الدولية)؛ وهي حقيقة واقعة أفرزها التطور الهائل‬
‫في وسائل االتصال والمواصالت‪ ،‬التي أحالت الكرة األرضية إلى قرية يتنقل الناس في‬
‫حاراتها بساعات في أجسادهم‪ ،‬وثوان أو دقائق في أصواتهم وصورهم‪ ،.‬والواقع أن فلسفة‬
‫التربية الكونية تتصف بصفتين‪ :‬األولى‪ :‬أنها تمتلك اإلطار الواقعي الذي ال مجال لتجاهله‬
‫وإنكاره‪ ،‬والثانية‪ :‬أنها تعاني من االفتقار إلى المحتوى ألقيمي والثقافي واالجتماعي ؛‬
‫فالقوى الكبرى ‪ -‬خاصة أوروبا وأمريكا – تسعى بكل قوة لعولمة الكرة األرضية بثقافاتها‬
‫وممارساتها‪.‬‬
‫ما هو البديل األصلح الذي ينتظره العالم؟!!!‬
‫إن ثوت تأ مستتسا مس‬
‫ج أ نفقهت‬
‫إهتف مستتست‬
‫مسك ن‬
‫ق تف فت اهت م هفممهت إسب ن ففز وذم مس فت ع ثوت‬
‫واو‬
‫هت مك كتف مس هم وتأ مسنت ت سإلنقتن‬
‫كاهت‬
‫ق ا‬
‫تست‬
‫ن م متف‬
‫قتن ن‬
‫اك؛ كن وذه مسوام قن ح ت‬
‫ساو ى مس م ت سهذه مسثوت‬
‫ك ن ؛ قتع ‪ -‬تتسب ‪َ { :-‬أَتَّت َّ‬
‫تس‬
‫مسز َم َ َ ْذ َوو ج َفتت َ َتَّت َتت َ ْن َفب مس َّن َ‬
‫َ َ تْكث مكَفْ ض} (مسف ‪. )7(.)17 :‬‬
‫الثقافة اإلسالمية العاملية‬
‫ال م سا ق ا تن مست ست ت قا مسف ض مسقام ؛ إنتت مستها و‬
‫ فم ت إقالت ت ‪ -‬مت تي قاح مسفكف مس فك ف مسحف‪َ ،‬م ْا َ فر‬‫نظف ( فم ‪ -‬ثوت ) ثا مسنز ع إسب قتح مستتفك مسثوت‬
‫هللا‬
‫جت ب ت ت نهت‪ ،‬تهت ن ن إسب‬
‫مستتست مكع قت اهت‬
‫مكفض و مس نفب مسنتس‪ ،‬تت‬
‫ن مسثوت مس تكث‬
‫مسزم ‪ -‬مس ج ج مإل الت ‪ ،‬مس جف مستو ي‪َ ،‬ها مك س‬
‫مإلفوتو مس ك ك مس خ ا مس خ ن ‪ -‬ق ا ذوو كاب‬
‫جفتت‪ ،‬مت ن ف هللا م ت ف مسنتس و سها اب تح تأ‬
‫تت حتع تن تفت مسخ ف سام ف‬
‫مسثوت مإلقالت مستتست‬
‫جتتتت ‪.‬‬
‫مرتكزات التعليم للمستقبل‬
‫سذم إن مس تا ا ساتق ومع هاو خه هت ق وت م فر نت ذر ستت‬
‫ج تسنت هتننت‪ ،‬تن خالع ها‬
‫نف ن ن ع إس ب من نحووب‬
‫مس مقب مس م ف ب‪ ،‬مق فما مستق ومع تتف ت هامت ب‪.‬‬
‫تس جهتأ مس فم مستتت فر فى مأن مس تا ا ك ن ت ى مسح تر‬
‫ت ت اب فمت تف كزمأ قتق ‪ :‬مس تاا ساتتف ‪ ،‬مس تاا‬
‫ساتتع ‪ ،‬مس تاا سا تت ش ‪ ،‬مس تاا س حو ي مسذمأ‪.‬‬
‫ّ‬
‫معنى التعلم‬
‫‪‬‬
‫مس تاا و‬
‫و ف‬
‫ت ع‬
‫مسقا ك مسثتمأ نقم ت نت ج‬
‫مس ف و ‪ ..‬وتسمت تت ك ن ونتك تجت‬
‫ن‬
‫تن مستتتفا مستهتفمأ‬
‫و ا سات تاا ‪ ،‬ك ن مس تاا ن هف ي مذع مست تاا جه م حت ع‬
‫تن خالسب تاا اك مستتتفا‬
‫مك قتمهت‪.‬‬
‫مستهتفمأ‬
‫مال جتوتأ تن ثا‬
‫ويعد التعلّم وظيفة أساسيه لإلنسان ألنه‪:‬‬
‫حع مست كالأ مس‬
‫مجهب‬
‫ مس تاا تنب ت ال سقا ك مسفف قت ه‬‫ع‪.‬‬
‫ح ت ب ت ش ح تر‬
‫ تاا مسفف ت ع قا كب الك قتمب خمفمأ تتف ب ز تن نت ه ‪ ،‬هتب‬‫ساتتسا مستح ه مب ‪ ،‬ؤ ى ذسك إسب ز ت ر ق ف ب اب مسق هفر اب مسم‬
‫قخ فوت سخ ت ب ‪.‬‬
‫مسهم ت‬
‫ تاا مسفف ك ا ت ع تن قا كب س حو ي مستز تن مس ك ا تب م ب مسم تأ‬‫مالج تت مستخ اف ‪.‬‬
‫ تاا مسفف ت ال م جتوتأ ق تت جتاب ت ش قت م تج تب سب خ ت ص‬‫ح تف ب ق تتثع تتب خ اا نب ‪.‬‬
‫ثوت‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬التعلم للمعرفة‪:‬‬
‫‪‬‬
‫يستهدف هذا النوع من التعليم إكساب المتعلم المعارف التي تشكلت من تراكم خبرات‬
‫وتجارب متنوعة دونت وقننت تربويا في مناهج منظمة ومحكمة تتسم بالموضوعية‬
‫والصدق والثبات ‪ ،‬باإلضافة إلى التمكن من إتقان طرق وأدوات المعرفة‪ ،‬أي يتعلم‬
‫المرء كيف يتعلم ‪ .‬ليصل المتعلم إلى فهم الحياة والتأقلم والتكيف والتفاعل مع البيئات‬
‫المحيطة به‪.‬‬
‫‪‬‬
‫يركز هذا النوع من التعلّم على إكساب المتعلم متعة الفهم والمعرفة واالكتشاف‪،‬لتنشأ‬
‫عالقة حب العلم والمعرفة والوالء وااللتزام لدى المتعلم للتعليم مدى الحياة‪ ،‬ألن‬
‫المعارف متجددة وال تنتهي مطلقا‪.‬‬
‫‪‬‬
‫فالتمكن األكاديمي للمتعلم يجب أن يلتحم مع التطورات‬
‫االجتماعية‪ ،‬والعاطفية‪ ،‬واألخالقية والبدنية‪ ،‬وأن يعزز القيم‬
‫الروحية‪ ،‬والخلقية‪ ،‬ويدعم تطور العادات النبيلة في الفرد‬
‫والمجتمع ‪ ،‬فالصحة الجيدة والشخصية القوية‪ ،‬والسلوك‬
‫القويم‪ ،‬واالستقرار العاطفي الجيد‪ ،‬ومهارات التعاون مع‬
‫اآلخرين‪ ،‬واستخدام وقت الفراغ بالشكل األمثل‪ ،‬كلها أجزاء‬
‫مهمة من المعادلة اإلنسانية الضرورية لتحقيق نظام تربوي‬
‫يتناسب مع األلفية الثالثة‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬التعلم للعمل‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫التعلّم للمعرفة والتعلّم للعمل بينهما ترابط إلى حد كبير ال‬
‫ينفصالن؛ ولكن التعلّم للعمل أوثق ارتباطا بمسألة التدريب‬
‫المهني لهذا البد من تكييف التعلّم للعمل ‪.‬‬
‫القدرة على تحويل تقدم المعارف إلى ابتكارات تبعث على إنشاء‬
‫مشروعات جديدة وفرص عمل متعددة ومتنوعة‪.‬‬
‫إن هيمنة الجانب المعرفي والمعلوماتي على نظم اإلنتاج أدى‬
‫إلى تجاوز مفهوم المهارات الفنية والمهنية إلى الكفاءة‬
‫الشخصية‬
‫‪‬‬
‫و تعني الكفاءة الشخصية القدرة على استعمال المهارات والمعارف‬
‫الشخصية في وضعيات جديدة داخل إطار الحقل المهني‪ .‬كما تتضمن‬
‫أيضا تنظيم العمل وتخطيطه وكذا االبتكار والقدرة على التكيف مع‬
‫نشاطات غير عادية ‪.‬كما أن الكفاءة تتضمن المزايا الفردية‬
‫الضرورية للتعامل مع الزمالء‪ ،‬واإلدارة ‪،‬والزبائن بنجاح‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ويركز التعلّم للعمل على تنظيم فرق عمل أو مجموعات عمل أو فرق مشروعات‬
‫بدل تحديد مهام و تقسيم العمل ألجزاء صغيرة وهذا ما تركز عليه نظم التعليم‬
‫المتقدمة كاليابان وغيرها( بناء فريق العمل)‪.‬‬
‫‪‬‬
‫إن تنامي الخدمات وتطورها الكمي والنوعي يفرض تنمية صفات إنسانية قوامها‬
‫القدرة على إقامة عالقة مستقرة وفاعلة بين األفراد والجماعات ( الخدمات المالية‬
‫أو المحاسبية أو اإلدارية‪ ،‬الخدمات االجتماعية والروحية أو التعليمية أو الصحية‬
‫‪...‬وكذلك خدمات الخبراء والمستشارين بكل أنواعها أو خدمات الرصد أو المشورة‬
‫التكنولوجية‪......‬الخ)‪.‬‬
‫‪‬‬
‫إن التعلّم للعمل ال يقتصر على اإلعداد للعمل وحده وخاصة في‬
‫الجوانب المهنية والفنية والمهارية ‪،‬وإنما يتطلب التوسع في‬
‫اإلعداد للمشاركة في التنمية الشاملة للدولة وذلك من خالل‬
‫التأهيل المعرفي‪ ،‬واالجتماعي‪ ،‬والروحي والعاطفي‪ ،‬واألخالقي‬
‫والسلوكي‪ ،‬والبدني والصحي‪ ،‬وذلك لبناء الشخصية المتكاملة‬
‫القوية القادرة على العطاء للوطن‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثالثا‪ :‬التعلم للتعايش‬
‫‪‬‬
‫يمثل هذا التعلّم إحدى القضايا الكبرى للتربية على مستوى‬
‫العالم‪،‬في ظل انتشار العنف ‪ ،‬والصراعات المختلفة والمتنوعة‬
‫والذي يتناقض مع ما وصلت إليه البشرية من تقدم ثقافي و‬
‫علمي وتكنولوجي ورخاء اقتصادي‪.‬‬
‫‪‬‬
‫إن دخول الكثير من العناصر التي تزيد من عملية تضاعف‬
‫المخاطر المحيطة بالبشرية؛ كأسلحة الدمار الشامل و انتشار‬
‫الواسع للمخدرات بأنواعها‪ ،‬وانتشار الجرائم المنظمة ‪ ،‬وتفشي‬
‫الفساد االقتصادي والسياسي والخلقي‪ ،‬وانتشار الظلم ‪،‬‬
‫ومحاربة القيم الروحية والدينية ‪ ،‬وإثارة الفرقة والنزاع بين‬
‫األديان والمذاهب واألعراق واألجناس؛ كل ذلك قنابل موقوتة‬
‫يستخدمها شرار الخلق لبث الفوضى والدمار والهالك بين البشر‬
‫عبر أساليب وطرق كثيرة ومتعددة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫التع ّلم للتعايش يتطلب فكر تربوي قادر على تالفي النزاعات‬
‫وحلها بطرق سلمية من خالل تنمية المعرفة باآلخرين‬
‫وثقافاتهم وقيمهم الروحية والدينية‪ ،‬وبناء ثقافة القبول باآلخر‬
‫واالعتراف بحق اإلنسانية لإلنسان واالختالف في الرأي‬
‫والرؤية واالعتقاد‪ ،‬باإلضافة إلى تنمية القيم الروحية و‬
‫اإلنسانية الفاضلة لدى النشء‪.‬‬
‫‪‬‬
‫على نظم التعليم أن تقود المتعلّم ليكتشف اآلخر تدريجيا ‪،‬‬
‫وتمكنه من بناء عالقة ايجابية‪ ،‬مبنية على التعاون والثقة‬
‫والمحبة لمزيد من الشراكة في تعمير هذا الكون والحفاظ على‬
‫مصالح الجميع بال استثناء ليتمكن المتعلّم من تقديم مصالح‬
‫الوطن على المصالح الشخصية ومصالح المجتمع على‬
‫المصالح الفردية والذاتية‪.‬‬
‫ّ‬
‫التعلم لتحقيق الذات‬
‫‪‬‬
‫على التربية أن تسهم وبقوة في التنمية الشاملة لكل فرد؛‬
‫روحيا ‪،‬وجسديا‪ ،‬وعقليا‪ ،‬وحسيا ‪،‬وجماال‪،‬وأن تولد عنده‬
‫الشعور بالمسئولية الشخصية والروحية ‪،‬ليتحرر من قيود‬
‫التبعية واالمتثال األعمى دون دليل أو منطق ؛ويشعر باالستقالل‬
‫في النقد والتفكير والقدرة على اتخاذ الكثير من القرارات‬
‫المتعلقة بشخصه وحياته ‪،‬وأن يتصرف بمسئولية وإنصاف‪،‬‬
‫دون أن يتعدى على حقوق اآلخرين أو يضر بمصالحهم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫وتمثل المرجعيات الفكرية المنطلقات التي تتيح للمتعلّم فهم‬
‫العالم من حوله والتعاطي االيجابي مع األحداث والمواقف‬
‫والمشكالت التي تعترضه في حياته والسيما عندما يتطابق‬
‫الفكر والثقافة مع العمل و السلوك االجتماعي ‪ ،‬ألن التناقض‬
‫بين الفكر والسلوك ينتج شخصيات مضطربة ومهزوزة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫تتطلب األلفية الثالثة إفصاح المجال للمتع ّلم ‪،‬لينطلق بخياله‬
‫وفكره اإلبداعي‪ ،‬في البحث والتجريب واالكتشاف‪ ،‬في كل‬
‫المجاالت العلمية‪ ،‬والثقافية ‪،‬واالجتماعية ‪،‬لتكتمل نضج‬
‫شخصيته‪.‬‬
‫وفي الختام نشكر لكم حسن االستماع‬
‫والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‬