مصادر الأسبوع 9

Download Report

Transcript مصادر الأسبوع 9

‫عالقة السببية‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ال يكفي وجود الخطأ والضرر لتحقق المسئولية التقصيرية‬
‫بل ال بد من توافر رابطة السببية‪ ،‬أي أن يكون الضرر نتيجة‬
‫طبيعية للخطأ‪.‬‬
‫وفي حال انتفاء عالقة السببية بين الخطأ والضرر ينتفي‬
‫الفعل الضار وتنتفي المسئولية التقصيرية‪ ،‬ألن الضرر في‬
‫هذه الحالة يكون قد نشأ بالسبب األجنبي‪.‬‬
‫ويقع على عاتق المضرور عبء إثبات توافر رابطة السببية‬
‫بين الفعل الضار والضرر الذي لحق به‪ ،‬ويكون للمُدعىُ‬
‫عليه الحق في إثبات العكس(عدم توافر السببية‪،‬لسبب أجنبي)‬
‫عالقة السببية‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫والمضرور هو الذي يقع على كاهله عبء إثبات رابطة السببية بين‬
‫الضار والضرر الذي لحق به‪ ،‬ويكون للمدعى عليه إثبات عدم وجود‬
‫رابطة السببية بين الفعل الضار والضرر الذي لحق بالمضرور‪.‬‬
‫ويكون ذلك بإثبات أن الضرر وقع نتيجة لسبب أجنبي ال يد له فيه أي‬
‫بسبب أخر غير الفعل الضار‪.‬‬
‫وكما ذكرنا يكون السبب األجنبي إما القوة القاهرة أو الحادث المفاجئ أو‬
‫خطأ المضرور أو خطأ الغير‪.‬‬
‫أوالًُ‪ :‬القوةُالقاهرةُأوُالحادثُالفجائي‪:‬‬
‫يذهب الرأي الراجح إلى أن القوة القاهرة والحادث الفجائي‬
‫مترادفان‪،‬خالفا ً لمن يرى أن األولى حدثُخارجي أو غير متصل بمسبب‬
‫الضرر‪ ،‬والثانية أمرُداخلي لمسبب الضرر‪.‬‬
‫القوة القاهرة والحادث الفجائي‬
‫وحتىُتنتفيُعالقةُالسببيةُللقوةُالقاهرةُيجبُتوافرُشروط‪:‬‬
‫‪ -1 ‬يجب أن يكون الضرر من المستحيل توقعه‪ :‬بحيث يستحيل‬
‫استحالة مطلقة توقع حدوثه ولو كان الشخص شديد الحرص‬
‫(والتوقع يقاس بمعيار موضوعي وليس ذاتي)‪.‬‬
‫‪-2 ‬يجب أن يكون الحادث من المستحيل دفعه‪ :‬سواء أكانت‬
‫االستحالة مادية كحرب أو زلزال أم أدبية(كوفاة عزيز للمنشد)‪،‬‬
‫أما لو اشترك المضرور بإنتاج الضرر فيتحمل من المسئولية‬
‫بمقدار مساهمته‪(.‬القيادة بسرعة في جو عاصف)‪.‬‬
‫فعل المضرور‬
‫‪ ‬كما تنتفي عالقة السببية بين الفعل الضار والضرر إذا ما أثبت من‬
‫نسب إليه الفعل أن الضرر قد نتج عن فعلُالمتضرر نفسه(المدعي)‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا كان فعل المضرور هو السبب الوحيد في إحداث الضرر انتفت‬
‫عالقة السببية والمسئولية تباعا ً‪( .‬مثل تضرر أو احتراق يد طالب‬
‫جامعي بمواد خطره نتيجة لدخوله المختبر خلسة وبدون إذن)‬
‫‪ ‬حالةُاشتراكُالمضرورُوالمتسببُ(المدعىُعليهُفيُالضرر‪:‬‬
‫وهنا يجب التفرقة بين حالتينُ‪:‬‬
‫‪ ‬الحالةُاألولى‪ :‬حالة استغراق الفعلين لآلخر‪ :‬وفي هذه الحالة يكون‬
‫التعويل على الفعل الذي استغرق الفعل اآلخر الذي فاقه جسامة‪.‬‬
‫فعل المضرور‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫كأن يقوم سائق مسرع ومتهور بصدم رجل سكران فليس للسائق‬
‫دفع مسئوليته بناء على سكر المتضرر‪.‬‬
‫أما إذا كان فعل المضرور هو الذي أحدث الضرر أو استغرق‬
‫الفعل اآلخر‪ ،‬تنتفي عالقة السببية تبعا ً لذلك‪ .‬كأن يكون الرجل‬
‫السكران في المثال السابق ألقى بنفسه أمام السيارة بقصد‬
‫االنتحار فال يكون السائق هنا مسئوالً‪.‬‬
‫وكذلك الحال إذا كان أحد الفعلين نتيجة لآلخر‪ ،‬فتقوم المسئولية‬
‫على المتسبب بالخطأ (كفزع أحد المارة من سرعة السائق‬
‫الشديدة ونتيجة لخوفه وردة فعله بالهرب تصدمه سيارة أخرى)‪.‬‬
‫فعل المضرور‬
‫‪ ‬الحالةُالثانيةُ‪ :‬حالةُعدمُاستغراقُأحدُالفعلينُلآلخرُ‪:‬‬
‫وهنا نكون بصدد سببين للضرر ‪ ،‬ويتحمل الطرفان نتيجة الضرر‬
‫كل بقدر نصيبه في المساهمة في إحداث الضرر‪.‬‬
‫‪ ‬وإذا لم يستطع القاضي تحديد نسبة كل منهم على حدة يحكم‬
‫بالتساوي فيما بينهم‪ ،‬ويتحمل كل واحد منهم نصف مبلغ‬
‫التعويض‪.‬‬
‫‪ ‬ومثالُذلك‪ ،‬اصطدام مركبتان على الطريق ومساهمة كليهما‬
‫في هذا الخطأ دون أن يستغرق خطأ أحدهما اآلخر فيتحمل‬
‫كالهما المسئولية معا ً‪.‬‬
‫فعل الغير‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫يعتبر خطأ الغير سببا ً أجنبيا ً ينفي عالقة السببية بين خطأ المدعي‬
‫عليه والضرر وعدم قيام مسئولية المدعى عليه‪ ،‬مع اشتراط‬
‫استغراق خطأ الغير لخطأ المدعى عليه‪.‬‬
‫وقد يستقل كال الخطأين عن اآلخر‪ .‬وقد يشترك في إحداث الضرر‬
‫خطأ الغير وخطأ المسئول وخطأ المضرور‪.‬‬
‫فإذا استغرق خطأ المسئول خطأ الغير بقيت مسئوليته كاملة‪ ،‬وال‬
‫عبرة بخطأ الغير‪ .‬وإذا استغرق خطأ الغير خطأ المسئول فالعبرة‬
‫بخطأ الغير وهو الذي يتحمل كامل المسئولية‪.‬‬
‫ويستغرق أحد الخطأين اآلخر إذا كان متعمداً كما ذكرنا أو كان‬
‫التعمد هو الذي دفع إلى ارتكاب الخطأ‪ ،‬ففي هذه الحالة يستغرق‬
‫خطأ الغير خطأ المسئول‪.‬‬
‫فعل الغير‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ومثالُذلكُ‪ :‬قيام الغير بحفر حفرة في الشارع العام ووقوع سائق المركبة‬
‫المسرعة فيها وإصابة أحد المارة‪ ،‬فهنا يكون خطأ الغير استغرق خطأ‬
‫السائق ألن خطأه عمدياً‪ ،‬وال يكون السائق مسئوالً رغم قيادته للسيارة‬
‫بسرعة‪.‬‬
‫وإذا لم يستغرق أي من الخطأين األخر يبقى كل خطأ منهم مستقالً بذاته‪،‬‬
‫ويعتبر سببا ً في إحداث الضرر‪ ،‬فيتعدد المسئولون عن الضرر‪ ،‬ويكون كل‬
‫منهم مسئوالً تجاه المضرور عن الضرر في مجموعه‪ .‬واألصل أن يقسم‬
‫التعويض بينهما بالتساوي إال إذا حدد القاضي نصيب كل واحد منهم بقدر‬
‫جسامة الخطأ الذي وقع منه‪ ،‬وتكون المسئولية بالتضامن كما سبق الذكر‪.‬‬
‫وأخيراَ قد يشترك المضرور والغير والمسئول في الخطأ بحيث يساهم كل‬
‫منهم في الخطأ فتوزعُالمسئولية عليهم كل بحسب دوره‪ .‬وإذا تعذر ذلك‬
‫توزع المسئولية بينهم بالتساوي ك ٌل بقدر خطأه‪.‬‬
‫آثار الفعل الضار‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫يترتب على توافر أركان المسئولية التقصيرية عن األعمال‬
‫الشخصية استحقاق المضرور تعويضا ً عن الضرر الذي‬
‫أصابه من المسئول الذي تسبب في الضرر‪.‬‬
‫وغالبا ً ما ال يعترف المسئول بخطئه ومسئوليته عن التعويض‬
‫فيعمد إلى رفع دعوى قضائية للتعويض بموجب المسئولية‬
‫التقصيرية بهدف جبر الضرر‪.‬‬
‫أوالًُ‪ :‬دعوىُالمسئوليةُالتقصيرية‪ :‬حتى يحصل المضرور‬
‫على التعويض يجب اتباع الوسيلة القانونية المتاحة المتمثلة‬
‫في دعوى المسئولية متى تحققت شروطها‪.‬‬
‫دعوى المسئولية التقصيرية‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫أوالًُ‪ :‬القضاءُالمختصُبدعوىُالمسئوليةُ‪:‬‬
‫األصل أن يختص القضاء المدني في دعوى المسئولية حتى لو‬
‫رفعت ضد الدولة بصفتها متبوع عن األضرار التي يتسبب بها‬
‫تابعوها للغير أثناء تأدية وظائفهم(تضرر مواطن)‬
‫وفي حال كان الضرر وقع بفعل جريمة ورفعت الدعوى أمام‬
‫المحاكم الجزائية‪ ،‬يجوز للمضرور أن يدخل بدعواه المدنية‬
‫مطالبا ً بالحكم له بالتعويض‪ ،‬أو أن يدخل في الدعوى الجزائية‬
‫كمدعي بالحق المدني مطالبا ً بالتعويض‪.‬‬
‫وتوقف الدعوى المدنية في حال رفعها استقالالً لحين الفصل‬
‫في الدعوى الجزائية كما سبق أن ذكرنا‪.‬‬
‫أطراف دعوى المسئولية‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫يكون المدعي في دعوى المسئولية هو الطرف المتضرر‬
‫والمدعى عليه وهو المتسبب في هذا الضرر‪.‬‬
‫أو ُالً‪ -‬المدعيُ‪ :‬ال تقبل دعوى المسئولية إال ممن لحقه ضرر‬
‫من العمل غير المشروع تطبيقا ً للقواعد العامة ال دعوى‬
‫بدون مصلحة‪.‬‬
‫وعليه يكون للمدعي (المضرور) أو من ينوب عنه كالوكيل‬
‫أو الوصي أو القيم ‪ ،‬وإذا تعدد المتضررون يجوز ألي منهم‬
‫رفع دعوى مستقلة للمطالبة بالتعويض عن الضرر الذي‬
‫لحقه‪ .‬ولهم أن يرفعوا دعوى واحدة يقرر لهم القاضي‬
‫بموجبها التعويض الذي يستحقه‪.‬‬
‫أطراف دعوى المسئولية‬
‫‪ ‬وإذا كان الضرر ماديا ً وقد ثبت للمضرور حق في التعويض‬
‫انتقل هذا الحق إلى خلفه العام وخلفه الخاص‪.‬‬
‫‪ ‬كما يستطيع دائنو المضرور المطالبة بالتعويض باسم مدينهم‬
‫عن طريق الدعوى غير المباشرة‪.‬‬
‫‪ ‬أما الضرر األدبي فال ينتقل الحق بالتعويض عنه إلى الخلف‬
‫إال استثنا ًء ووفق الضوابط التي تم شرحها سابقا ً بالتفصيل‪.‬‬
‫‪ ‬ثانياًُ‪ -‬المدعىُعليهُ‪:‬‬
‫المدعى عليه هو من ارتكب الفعل الضار أو من يكون مسئوالً‬
‫عنه كالولي أو الوصي أو القيم أو المتبوع ‪.‬‬
‫أطراف دعوى المسئولية‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫وإذا ارتكب الفعل الضار أكثر من شخص يكونوا مسئولين‬
‫بالتضامن عن التعويض سواء رفعت الدعوى على أحدهم‬
‫منفرداً أم عليهم جميعاً‪ ،‬ومن يوفي بمبلغ التعويض منهم‬
‫يكون له الحق في الرجوع عليهم بما أوفى به عنهم‪.‬‬
‫عبءُاإلثبات‪:‬‬
‫األصل أن عبء اإلثبات يقع على عاتق المدعي ألن البينة‬
‫على من ادعى‪ ،‬وللمدعى حق اإلثبات بكافة طرق اإلثبات‬
‫كالشهود والقرائن والخبرة وغيرها باعتبار أركان المسئولية‬
‫من فعل ضار وضرر وعالقة سببية وقائع مادية ‪.‬‬
‫تقادم دعوى المسئولية‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫تتقادم دعوى المسئولية الناشئة عن الفعل الضار بأقصر‬
‫األجلين وهي ثالث سنوات من وقت علم المضرور بالضرر‬
‫أو ‪ 15‬سنة من يوم وقوع الفعل الضار ‪.‬‬
‫أما إذا ترتب عن الفعل مسئولية مدنية ومسئولية جنائية فإن‬
‫دعوى المسئولية المدنية ال تتقادم إال بتقادم الدعوى الجنائية‬
‫كما سبق شرح ذلك عند التفرقة بين المسئولية المدنية‬
‫والمسئولية الجنائية‪.‬‬
‫التعويضُعنُالضررُ‪ :‬التعويض هو جزاء المسئولية المدنية‬
‫وهو وسيلة القضاء لمحو الضرر أو تخفيف وطأته‪.‬‬
‫التعويض عن الضرر‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ويختلف التعويض عن الضرر عن العقوبة اختالفا ً واضحاً‪،‬‬
‫فاألخيرة تهدف إلى اإليالم والزجر والردع أما التعويض تهدف‬
‫لجبر الضرر و إصالحه‪.‬‬
‫طريقةُالتعويضُ‪ :‬األصل في المسئولية التقصيرية أن يكون‬
‫التعويض نقداً‪ ،‬خالفا ً للمسئولية العقدية التي يكون التعويض فيها‬
‫بالتنفيذ العيني‪ ،‬من خالل إعادة الوضع إلى ما كان كهدم حائط حجب‬
‫الهواء والشمس عن الجار أو نشر حكم في الصحف على نفقة‬
‫المدين‪.‬‬
‫ويستوي أن يتم دفع التعويض النقدي دفعة واحدة أم بالتقسيط أم‬
‫بمرتب مدى الحياة‪ .‬ويختص القاضي بتحديد طريقة أداء التعويض‬
‫وفقا ً لظروف كل حالة‪.‬‬
‫كيفية تقدير التعويض‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ويمكن للمحكمة إلزام المحكوم عليه بتقديم التأمينات (العينية‬
‫أو الشخصية أو النقدية)التي تراها مناسبة وفقا ً لتقديرها‪.‬‬
‫كيفيةُتقديرُالتعويض‪ :‬يتم تقدير التعويض وفق القواعد اآلتية‬
‫‪ -1‬تقدير التعويض بنا ًء على الضرر الذي لحق بالمضرور‬
‫بما يشمل ما فاته من كسب وما لحقه من خسارة(إصابة‬
‫جسمانية وتعجزه عن العمل)‪.‬‬
‫‪ -2‬يكون التعويض عن الضرر المباشر المتوقع وغير‬
‫المتوقع‪.‬‬
‫‪-3‬يراعي القاضي عند تقدير التعويض الظروف الخاصة‬
‫بالمضرور والظروف المالبسة لوقوع الضرر(ثري‪-‬معيل‬
‫ألسرة‪ -‬فقير‪.)...‬‬
‫كيفية تقدير التعويض‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫بينما ال أهمية لظروف المسئول عن الضرر الخاصة‪،‬وال أهمية‬
‫لكون الخطأ عمد أم غير عمد‪ ،‬جسيم أم يسير‪،‬طالما أن الضرر‬
‫متوافر‪،‬باستثناء حالة الحكم بالتعويض على عديمُالتمييز عند‬
‫تقدير الضرر فينظر لغناه وفقره كما سبق الشرح‬
‫‪ -4‬ويكون تقدير التعويض وقتُالنطق بالحكم ال وقت وقوعه وال‬
‫وقت رفع الدعوى‪ ،‬ويكون للمضرور الحق في طلب إعادة النظر‬
‫في تقدير التعويض عند عدم تمكن القاضي تحديد التعويض بشكل‬
‫نهائي(كأن ينتظر قيمة تكاليف العالج)‬
‫‪ -5‬يدخل في تقدير التعويض حساب الضرر األدبي الذي أصاب‬
‫المضرور وال ينتقل الحق في طلب التعويض عنه للغير أو الخلف‬
‫إال بعد اتفاق(تسوية) أو صدور حكم نهائي كما سبق أن ذكرنا‪.‬‬
‫االتفاق على تعديل أحكام المسئولية التقصيرية‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫المسئولية التقصيرية من النظام العام فال يجوز االتفاق على‬
‫االعفاء أو التخفيف من المسئولية التقصيرية إال كان مثل هذا‬
‫االتفاق باطالً إن وجد‪.‬‬
‫إال أنه يجوز االتفاق على تشديدُأحكامُالمسئولية التقصيرية‬
‫ويكون مثل هذا االتفاق صحيحا ً‪(.‬مثل افتراض وقوع الخطأ‬
‫دون إثبات‪،‬أو رغم توافر السبب األجنبي)‪.‬‬
‫اإلثراء بال سبب‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ثانيُا ً ‪ -‬اإلثراء بال سبب‪:‬‬
‫كي يتوافر اإلثراء بال سبب يجب أن يكون شخصين أحدهما‬
‫أثري واآلخر افتقر‪ ،‬ويكون الذي أثري على حساب المفتقر‬
‫دون سبب مشروع(سبب أو مصدر التزام قانوني) فيلتزم‬
‫الذي أثري بتعويض المفتقر إذا توافرت أركان اإلثراء بال‬
‫سببُوهيُ‪:‬‬
‫الركنُاألول‪ -‬إثراءُالمدينُ‪:‬‬
‫حتى نكون بصدد الفعل النافع أو اإلثراء بال سبب يجب أن‬
‫يتحقق إثراء للمدين‪ ،‬وبنا ًء على هذا اإلثراء يتحقق مصدر‬
‫االلتزام الذي يترتب في ذمته‪ ،‬فإذا لم يتحقق اإلثراء فال‬
‫التزام‪.‬‬
‫اإلثراء بال سبب‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫والمقصود باإلثراء بال سبب إضافة قيمة مالية إلى ذمة‬
‫المدين كحق يكسبه منفعة يجنيها‪ ،‬وقد يكون إيجابيا ً أو سلبيا ً‬
‫مباشراً وغير مباشر مادي ومعنوي‪.‬‬
‫اإلثراء اإليجابي واإلثراء السلبي ‪ :‬ويكون اإلثراء إيجابيا ً إذا‬
‫أضاف قيمة ماليه إلى ذمة المدين كأن يقوم حائز العقار‬
‫المرهون في البناء في هذا العقار‪ ،‬أو إجراء المستأجر صيانة‬
‫العين المؤجرة ثم ينفسخ العقد قبل انتهاء مدة اإليجار‪.‬‬
‫واإلثراء السلبي ‪ :‬يتحقق عندما يؤدي عمل المفتقر إلى‬
‫إنقاص ما على المدين من ديون(تقليص ديون آخر) ومثاله‪...‬‬
‫اإلثراء بال سبب‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫أن يوفي شخص دينا ً عن شخص آخر‪ ،‬أو أن يدفع مشتري العقار‬
‫المرهون دين الراهن‪ ،‬أو تجنيب أي شخص خسارة‪.‬‬
‫اإلثراء المباشر واإلثراء غير المباشر‪ :‬ويكون اإلثراء المباشر‬
‫عند انتقال القيمة المالية مباشرة من مال المفتقر إلى مال المثرى‬
‫دون تدخل وسيط‪ ،‬كمن يدفع دين غيره أو يصلح تلفا ً أصاب مال‬
‫جاره‪.‬‬
‫وقد يحدث اإلثراء بفعل الشخص المثرى نفسه كمن يبني على‬
‫أرضه بمواد مملوكة للغير‪.‬‬
‫أما اإلثراء غير المباشر فيتحقق إذا تدخل وسيط نقله من مال‬
‫المفتقر إلى مال المثرى‪ .‬ومثاله‪...‬‬
‫اإلثراء بال سبب‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫إلقاء ربان السفينة بعض ما تحمله من بضائع في البحر عند‬
‫اللزوم لينقذ ما تبقى من البضائع‪ ،‬أو أن يقوم شخص بالبناء على‬
‫أرض ليست مملوكة له بمواد مملوكة لغيره‪.‬‬
‫اإلثراء المادي واإلثراء المعنوي ‪ :‬ويكون اإلثراء ماديا ً إذا تمثل‬
‫في صورة منفعة مادية (أموال‪،‬بضائع‪،‬نقود‪..،‬الخ) ويكون معنويا ً‬
‫إذا كانت قيمته ليست مادية (طالما أمكن تقديره بالنقود) كإثراء‬
‫المدرس للتلميذ(إثراء عقلي) أو ترافع المحامي عن المتهم فقضي‬
‫ببراءته(إثراء أدبي)‪ ،‬وعالج الطبيب لمريضه حتى يشفى فهذا‬
‫إثراء صحي‪.‬‬
‫وال فرق بين اإلثراء المادي أو المعنوي طالما كان باإلمكان‬
‫تقديره بالنقود حتى نكون بصدد الفعل النافع أو اإلثراء بال سبب‪.‬‬
‫أركان اإلثراء بال سبب‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫الركن الثاني‪ :‬افتقار الدائن ‪ :‬يجب لتطبيق قاعدة اإلثراء بال‬
‫سبب أن يتحقق افتقار الشخص اآلخر(الدائن) وإال فال مجال‬
‫لتطبيق قاعدة اإلثراء بال سبب‪.‬‬
‫وال يلتزم المثرى سوى برد أقل القيمتين إما قيمة ما أثري به‬
‫أو قيمة ما افتقر به الشخص اآلخر(الدائن المفتقر)‪ ،‬فإذا لم‬
‫يتحقق االفتقار فال التزام على الشخص الذي أثري‪.‬‬
‫ومثاله أن يبني شخص برج سكني تجاري يترتب عليه ارتفاع‬
‫أسعار األراضي المجاورة فيكون أصحاب األراضي‬
‫المجاورة قد اغتنوا من هذا األمر ولكن لم يصيب صاحب‬
‫البرج افتقار‪.‬‬
‫افتقار الدائن‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫واالفتقار كاإلثراء يكون إيجابيا ً أو سلبيا ً ‪ ،‬مباشراً أو غير‬
‫مباشر ‪ ،‬ماديا ً ومعنويا ً‪.‬‬
‫ومثال االفتقار اإليجابي دفع شخص دين غيره للدائن‪،‬‬
‫واالفتقار السلبي استغالل شخص أرض غيره دون سند قانوني‬
‫ويفوت على صاحب األرض فرصة االنتفاع بها‪.‬‬
‫واالفتقار المباشر عند انتقال القيمة المالية من ذمة المفتقر إلى‬
‫المثرى مباشرة‪ ،‬وغير المباشر يكون عند تدخل شخص ثالث‬
‫واالفتقار المادي يكون عند خروج قيمة مادية من ذمة المفتقر‬
‫واالفتقار المعنوي(كحق المؤلف وحق المخترع) يكون عند‬
‫نشر شخص كتاب آخر وطباعته فيؤدي ذلك إلى افتقار المؤلف‬
‫معنويا ً‪.‬‬
‫الركن الثالث‪ :‬عالقة السببية بين اإلثراء واالفتقار‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫وعالقة السببية تعني أن يكون إثراء المدين نشأ عن افتقار‬
‫الدائن أي أن كسب المدين ما كان ليحدث لوال خسارة الدائن‪،‬‬
‫وإذا تعددت األسباب فالعبرة هنا بالسبب المنتج‪ ،‬أي أن يكون‬
‫االفتقار هو سبب االغتناء(اإلثراء) المنتج أو الفعلي ‪.‬‬
‫الركن الرابع ‪ :‬انعدام السبب‪ :‬ويقصد بالسبب السبب القانوني‬
‫الذي يكسب المثرى بموجبه‪ ،‬أي أن يكون للمثرى الحق في‬
‫كسب اإلثراء الذي حصل عليه سواء بنا ًء على العقد(كمصدر‬
‫التزام) كحق الموهوب له بالموهوب‪ ،‬أم كان استناداً لنص‬
‫القانون كالتقادم‪ ،‬فيمتنع على المفتقر في هذه الحالة الرجوع‬
‫على المثرى بدعوى اإلثراء بال سبب لتوافر المبرر أو السبب‬
‫القانوني لإلثراء‪ ،‬ما لم يكن اإلثراء قد تم بال سبب كما ذكرنا‪.‬‬
‫أحكام اإلثراء بال سبب‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫بتوافر أركان اإلثراء بال سبب يترتب على الشخص المثرى‬
‫الذي تم اغتناؤه تعويض المفتقر‪ ،‬فالتعويض هو حكم اإلثراء‬
‫بال سبب‪ ،‬ووسيلة المفتقر للحصول على التعويض هي ‪...‬‬
‫دعوى اإلثراء بال سبب‪ :‬طرفا دعوى اإلثراء بال سبب هما‬
‫المفتقر والمثرى‪،‬فالمفتقر هو وحده الذي له الحق في المطالبة‬
‫بالتعويض عما لحق به من افتقار‪ ،‬وال يشترط اكتمال أهليته‪.‬‬
‫ويقوم مقام المفتقر خلفه العام والخاص‪ ،‬ولو تعدد المفتقرون‬
‫يكون كل منهم دائنا ً للمثرى بقدر نصيبه في التعويض دون‬
‫تضامن بينهم‪(.‬مثل اإلثراء على حساب الشركاء في الشيوع)‬
‫أحكام اإلثراء بال سبب‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫والطرف اآلخر في دعوى اإلثراء بال سبب هو المثرى‪،‬فهو‬
‫المسئول عن تعويض المفتقر‪ ،‬وال يشترط فيه توافر أهليه‬
‫معينة‪ ،‬فيجوز أن يكون غير مميز‪.‬‬
‫ويراعى عند كون المثرى غير كامل األهلية أال يحاسب إال‬
‫على ما انتفع به فعال‪ ،‬ويقوم مقامه في هذه المسئولية نائبه أو‬
‫خلفه العام أو الخاص ‪ ،‬وإذا تعدد المثرون كان كل منهم‬
‫مسئول بقدر نصيبه دون أن يكون هناك تضامن بينهم‪.‬‬
‫ويستطيع المثرى دفع مسئوليته في دعوى اإلثراء بإثبات عدم‬
‫توافر أحد أركانها أو بإثبات انقضاء التزامه بالوفاء أو اإلبراء‬
‫أو الصلح أو المقاصة أو التقادم‪.‬‬
‫تقادم دعوى اإلثراء‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫تتقادم دعوى اإلثراء بال سبب بأقصر المدتين وهما ‪ 3‬سنوات‬
‫من وقت علم المفتقر بحقه في التعويض أي من يوم علمه‬
‫بافتقاره وبمن أثري على حسابه‪.‬‬
‫أو بمرور‪ 15‬سنة من وقت قيام االلتزام‪ ،‬أي من وقت حدوث‬
‫اإلثراء على حساب الغير‪ ،‬حتى ولو لم يكن المفتقر قد علم‬
‫بافتقاره وبمن أثري على حسابه‪ ،‬فتتقادم الدعوى بأي حال‪.‬‬
‫إثبات دعوى اإلثراء‪ :‬يقع عبء إثبات دعوى اإلثراء على‬
‫المفتقر وهو الدائن‪ ،‬فعليه أن يثبت قيام االلتزام في ذمة‬
‫المثرى وهو المدين بكافة طرق اإلثبات لكونها وقائع مادية‬
‫ويجوز إثباتها بكافة طرق اإلثبات كما ذكرنا‪.‬‬
‫إثبات دعوى اإلثراء‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ويلتزم المثرى بالتعويض في حدود ما أثري به‪ ،‬ولو زال‬
‫اإلثراء فيما بعد‪ ،‬فيكون للمفتقر الرجوع على المثرى في‬
‫حدود ما أثري به‪ ،‬ويلتزم برد أقل القيمتين‪ ،‬قيمة ما أثري به‬
‫أو قيمة ما افتقر به الدائن(المفتقر)‪.‬‬
‫ويكون الحكم بالتعويض كاشفا ً وليس منشئا ً على اعتبار الحق‬
‫في التعويض ينشأ من وقت وجود االلتزام بتحقق مصدره‬
‫وهو اإلثراء بال سبب وبعد توافر شروطه ‪ ،‬ويترتب على‬
‫اعتبار الحكم بالتعويض كاشفا ً وليس منشئا ً ما يلي ‪:‬‬
‫‪-1‬تبدأ مدة التقادم الطويل (‪15‬سنة) بالسريان من وقت نشأة‬
‫الحق بتحقق شروط اإلثراء بال سبب‪.‬‬
‫إثبات دعوى اإلثراء‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -2‬تقدير قيمة اإلثراء يتم وقت نشأة الحق وليس وقت صدور‬
‫الحكم‪.‬‬
‫‪ -3‬يحق للدائن الذي اكتسب الحق في التعويض التصرف‬
‫بهذا الحق بحوالته لشخص من الغير من وقت نشأة هذا الحق‬
‫‪ -4‬تستحق فوائد التأخير للدائن(المفتقر) من وقت اإلعذار‬
‫وليس من وقت المطالبة القضائية‪ ،‬أي تستحق الفوائد من‬
‫وقت مبكر وهي لحظة اإلعذار‪.‬‬
‫المصدر الخامس من مصادر االلتزام ‪ :‬نص القانون‬
‫نص القانون‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫يعتبر القانون مصدر لكل االلتزامات حيث أن االلتزامات التي‬
‫تنشأ عن العقد أو اإلرادة المنفردة أو الفعل النافع أو الفعل‬
‫الضار مصدرها القانون‪.‬‬
‫إال أن القانون يعتبر مصدرها غير المباشر أي المصدر البعيد‬
‫ألن القانون هو الذي نظم تلك المصادر المذكورة‪.‬‬
‫إال أنه توجد التزامات تنشأ مباشر ًة عن نص القانون فيكون‬
‫األخير هو المصدر المباشر لها وال يوجد أي مصدر غيره‬
‫وتسري على هذه االلتزامات النصوص القانونية التي أنشأتها‬
‫وقد نص القانون المدني الفلسطيني (م‪ )220‬على أن‬
‫االلتزامات التي تنشأ عن القانون وحده تسري عليها‬
‫النصوص القانونية التي أنشأتها ‪.‬‬
‫نص القانون‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫وأمثلة االلتزامات القانونية بموجب نص القانون كثيرة منها ‪:‬‬
‫االلتزام بالنفقة الناشئ عن عالقة الزوجية أو عالقة القرابة‪،‬‬
‫والتزامات الولي والوصي والقيم المتعلقة برعاية الصغير‪،‬‬
‫وااللتزامات بين الزوجين‪ ،‬وبين األصول أو الفروع‪،‬‬
‫وااللتزامات المترتبة على الجوار (عدم اإلضرار) وااللتزام‬
‫بدفع الضرائب أو التزام الفضولي وغيرها‪...‬‬
‫وتخضع تلك االلتزامات للقانون التي نص عليها وما لم يرد فيه‬
‫نص خاص يتم الرجوع بشأنه لألحكام الواردة في النظرية‬
‫العامة لاللتزام‪ ،‬وتشمل عنصري المديونية والمسئولية‪ ،‬حيث‬
‫يقوم الدائن بتحريك عنصر المسئولية إلجبار المدين على‬
‫الوفاء بااللتزام عينا ً أم بمقابل‪.‬‬