ورقة عمل عن نظام السوق المالية والئحة سلوكيات السوق الصادر بالمرسوم الملكي رقم م 30/ وتاريخ 2/6/1424 هـ مقدمة من المحامي والمستشار القانوني وائل بن عبدالرحمن العيسى

Download Report

Transcript ورقة عمل عن نظام السوق المالية والئحة سلوكيات السوق الصادر بالمرسوم الملكي رقم م 30/ وتاريخ 2/6/1424 هـ مقدمة من المحامي والمستشار القانوني وائل بن عبدالرحمن العيسى

‫ورقة عمل عن‬
‫نظام السوق المالية والئحة سلوكيات السوق‬
‫الصادر بالمرسوم الملكي رقم م‪ 30/‬وتاريخ‬
‫‪2/6/1424‬هـ‬
‫مقدمة من‬
‫المحامي والمستشار القانوني‬
‫وائل بن عبدالرحمن العيسى‬
‫الحمدهلل والصالة والسالم على من النبي بعده وعلى آله وصحبه وجنده أما بعد ‪ :‬فالسالم عليكم‬
‫ورحمة هللا وبركاته ‪ .‬أما بعد فيطيب لي أن أتكلم في موضوع يهم شريحة عظمى من الناس وله تأثيره‬
‫العظيم في اقتصاديات األفراد والمؤسسات بل والدول أال وهو موضـــوع أســـواق المــــال أو مايسمى‬
‫( بورصة األوراق المالية ) ‪.‬‬
‫أهم أهداف نظام السوق المالية‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫في ‪2/6/1424‬هـ ( الموافق ‪31/7/2003‬م) صدر األمر السامي الكريم‬
‫بالموافقة على نظام السوق المالية والذي تأسست بموجبه هيئة السوق المالية‬
‫مباشرة أعمالها في ‪13/5/1425‬هـ ( الموافق ‪1/7/2004‬م) ‪.‬‬
‫توفير مظلة ومرجعية نظامية متكاملة للسوق توضح الهياكل والمؤسسات‬
‫التنظيمية واالشرافية والتشغيلية للسوق وتحدد صالحياتها ومهامها بكل وضوح ‪.‬‬
‫تعزيز الثقة والجاذبية للسوق والمستثمرين بما يضمن تعزيز االفصاح والشفافية‬
‫فيما يتعلق باألوراق المالية ‪.‬‬
‫توفير العدالة في التعامل وحماية المتعاملين باألوراق المالية‪.‬‬
‫هيكلة سوق المال بالمملكة وفق أحدث األسس والمعايير الدولية المطبقة في هذا‬
‫المجال ‪.‬‬
‫هيئة السوق المالية ‪-:‬‬
‫هي الجهة المسئولة عن تطبيق أحكام نظام السوق المالية‬
‫وإصدار اللوائح والقواعد والتعليمات التي تنظم السوق المالية وتعمل‬
‫على تطويرها ‪ ،‬وترتبط هيئة السوق المالية مباشرة برئيس مجلس‬
‫الوزراء ‪ ،‬كما أنها تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل المالي‬
‫واالداري ‪.‬‬
‫ويقوم بمباشرة جميع الصالحيات المنوطة بالهيئة مجلس يسمى‬
‫(مجلس هيئة السوق المالية ) ويتكون المجلس من خمسة أعضاء ‪،‬‬
‫كما يحدد من بينهم رئيسا ونائبا للرئيس‪.‬‬
‫‪‬‬
‫وتقوم هيئة السوق المالية بأداء المهام التالية ‪-:‬‬
‫‪(1‬‬
‫تنظيم السوق المالية وتطويرها ‪ ،‬والعمل على تنمية وتطوير أساليب عمل‬
‫األجهزة والجهات التي تعمل في تداول األوراق المالية‪.‬‬
‫تطوير االجراءات الكفيلة بالحد من المخاطر المرتبطة بمعامالت األوراق‬
‫المالية ‪.‬‬
‫تنظيم اصدار األوراق المالية ومراقبتها والتعامل بها‬
‫تنظيم ومراقبة أعمال وأنشطة الجهات الخاضعة لرقابة الهيئة واشرافها ‪.‬‬
‫حماية المواطنين والمستثمرين في األوراق المالية من الممارسات غير العادلة‬
‫أو غير السليمة أو التي تنطوي على احتيال أو غش أو تدليس أو تالعب ‪.‬‬
‫العمل على تحقيق العدالة والكفاية والشفافية في معامالت األوراق المالية ‪.‬‬
‫تنظيم ومراقبة االفصاح الكامل عن المعلومات المتعلقة باألوراق المالية‬
‫والجهات المصدرة لها ‪ ،‬وتعامل األشخاص المطلعين وكبار المساهمين‬
‫والمستثمرين فيها‪.‬‬
‫تحديد وتوفير المعلومات التي يجب على المشاركين في السوق االفصاح عنها‬
‫لحاملي األسهم والجمهور ‪.‬‬
‫تنظيم طلبات التوكيل والشراء والعروض العامة لألسهم ‪.‬‬
‫‪(2‬‬
‫‪(3‬‬
‫‪(4‬‬
‫‪(5‬‬
‫‪(6‬‬
‫‪(7‬‬
‫‪(8‬‬
‫‪(9‬‬
‫ويقوم المجلس بتحديد كيفية تنظيم وظائف الهيئة ومهماتها وتوزيعها فيما بين ادارتها‬
‫وأقسامها ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ثم انتشرت هذه األسواق في الدول وتطورت حتى انتهت الى ماهي عليه اليوم وأما‬
‫أنواع المضاربات في أسواق البورصة فهي ثالثة ‪-:‬‬
‫‪ .1‬مضاربة في السلع التجارية ‪.‬‬
‫‪ .2‬مضاربة في العمالت األجنبية ‪.‬‬
‫‪ .3‬ومضاربة في األوراق المالية ( أي في األسهم والسندات ) ‪.‬‬
‫وسوف ينصب كالمنا على القسم الثالث وهو سوق األوراق المالية ‪ ،‬حيث أغلب‬
‫المستثمرين يمارسون هذا النوع من المضاربة ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫وعلى العموم فقد أثار نشاط المضاربة جدال كبيرا حتى في البلدان الغربية بسبب‬
‫صلته الوثيقة بالقمار وبالرغم من أن المضاربة تعتبر نشاطا مشروعا في الغرب‬
‫اال أن هناك عددا من الكتاب الذين يعتبرون المضاربة مرادفا للقمار وأنها تتحمل‬
‫مسئولية عدم االستقرار في أسعار السلع التجارية وأسعار الصرف للعمالت‬
‫الرئيسية وأسعار البورصة ويظهر هذا بشكل أكبر في النوع األول والثاني من‬
‫أنواع المضاربات وهي السلع التجارية والعمالت األجنبية حيث أن المضارب انما‬
‫يستثمر أمواله بتعريضها للخسارة العالية في سبيل تحقيق أرباح عالية لو صدق‬
‫حدسه‬
‫بينما يرى البعض اآلخر أن هناك فرقا بين المضاربة والقمار فينما يعتبر القمار‬
‫مع خلق مخاطر الوجود لها بدون القمار فان المضاربة تعتمد على افتراض وجود‬
‫مخاطر تجارية في عالم الواقع وأن أسواق المال تخدم غرضا اقتصاديا اذ تساعد‬
‫ذوي الحاجة على تغطية المخاطر في أعمالهم باتاحة الفرصة لهم بعزل هذه‬
‫المخاطر وعرضها للبيع في سوق المضاربة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫لقد أصبح مختلف األعمال التجارية في الوقت الحاضر أمرا في غاية التعقيد‬
‫فعملية االنتاج تستغرق وقتا طويال وتتطلب التزامات متشعبة كما أن المسافات‬
‫بين البائع والمشتري قد تكون شاسعة ومع ذلك يمكنهم التفاوض واالتفاق بفضل‬
‫وسائل االتصال الحديثة ‪ ،‬كما أن حجم الصفقات التجارية تضخمت وارتفعت‬
‫قيمتها واضافة لتقلبات أسعار السلع التجارية والمواد األولية فهناك تقلبات أخرى‬
‫في أسعار صرف العمالت األجنبية بشكل كبير ومفاجىء لذلك فان المخاطر‬
‫تعاطي األعمال التجارية بمختلف األنواع قد تزايدت بشكل كبير لجميع أطراف‬
‫العقود وبحيث تدفع صاحب العمل المتمكن من عمله مع اجتهاده وخبرته ومقدرته‬
‫الى االفالس ألسباب خارجة عن مجال تحكمه لوجود مخاطر اليستطيع تحملها ‪.‬‬
‫بل يخضع لعوامل أخرى مفتعلة ولذلك أثره الكبير على شركات األسهم لذا نشأت‬
‫الحاجة الى وضع نظام يحمي تعامالت البيع والشراء والوساطة بينهما في‬
‫األسواق المالية ‪ .‬لذا صدر نظام السوق المالية وجعل هناك جهة لتنظيمها وهي‬
‫هيئة سوق المال ‪ .‬وهذا يؤدي بناء الى العنصر الثاني في هذه المحاضرة وهي‬
‫في الحديث عن نظام هيئة سوق المال ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫وبتأملي الخاص في األقسام التي يمكن تصنيف مواد نظام السوق‬
‫المالية أجدها خمسة أقسام ‪-:‬‬
‫أوال ‪ :‬مواد تتعرض لهيئة سوق المال من حيث الصالحيات واالختصاصات ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مواد تتعرض لتنظيم نشاطات شركات المساهمة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬مواد تتعرض ألفراد المساهمين ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬مواد تتعلق بمنتجين لهيئة سوق المال ان صح التعبير ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬المواد التي تتعرض للجزاءات والعقوبات ‪.‬‬
‫فأما القسم األول وهو هيئة سوق المال فقد حدد الفصل الثاني‬
‫برمته هذه االختصاصات فيما حددت المواد التالية تطبيقات‬
‫وأوجه بعض االختصاصات وهي المواد ‪32-31-25 :‬‬
‫وكذلك الفقرة ج من المادة ‪ 32‬والفقرة ب من المادة ‪33‬‬
‫والمواد ‪ 38-37-36-35-34‬والفقرة أ من المادة ‪43‬‬
‫والفقرة ج من المادة ‪ 46‬والمادة ‪ 37‬والفقرتان أ و ب من‬
‫المادة (‪ )48‬والفقرة ج من المادة (‪ )50‬والمواد ‪-52-51‬‬
‫‪ 59-53‬والفقرة ب من المادة ‪. 61‬‬
‫أما القسم الثاني وهي الشركات المساهمة فقد تعرض لها الفصل‬
‫‪‬‬
‫الثالث من النظام ولكنه استثناء حيث السوق المالية السعودية ستكون‬
‫هي الجهة الوحيدة بصفتها شركة مساهمة في موضوع تداول األوراق‬
‫المالية تحديدا ‪ ،‬مواد الفصل الخامس لتنظيم شركات أعمال الوساطة‬
‫في تداول األوراق المالية وكذا الفصل السادس ‪ ،‬حيث المادة (‪)39‬‬
‫التي نظمت صناديق االستثمار وبرامج االستثمار الجماعي ‪ ،‬وكذا‬
‫الفصل السابع حيث انتظم موضوع االفصاح وكذا المادتان (‪ )60‬و‬
‫(‪. )61‬‬
‫وهناك مواد مشتركة بين شركات المساهمة وأشخاص المساهمين وقد‬
‫تعرضت لهم مواد الفصل الثامن فيما يتعلق باالحتيال والتداول بناء‬
‫على معلومات داخلية ‪ ،‬وكذا الفصل العاشر فيما يتعلق بالعقوبات‬
‫واألحكام الجزائية للمخالفات ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫وأما القسم الثالث ‪ :‬فهي عن المواد المتعلقة بأفراد المساهمين‬
‫باالضافة الى ماذكر في المواد المشتركة فهناك المواد ‪54‬‬
‫والفقرة هـ من المادة ‪ 55‬والمواد ‪ 57 ، 56‬و ‪ 58‬و ‪ 59‬و‬
‫‪ 60‬و ‪. 64‬‬
‫القسم الرابع ‪ :‬منتجات هيئة سوق المال وهما ‪-:‬‬
‫‪ (1‬السوق المالية ( البورصة السعودية ) وتناولتها مواد الفصل الثالث‬
‫والمادة (‪ )35‬والفقرتان ب و ج من المادة (‪ )46‬والفقرات أ و ب و ج‬
‫من المادة ‪ 62‬وجميع الفصل الرابع ‪.‬‬
‫‪ (2‬المنتج الثاني ‪ :‬مركز ايداع األوراق المالية وقد نظمتها مواد الفصل‬
‫الرابع‬
‫‪‬‬
‫القسم الخامس ‪ :‬ويتعلق بالجزاءات والعقوبات ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫بعد ذلك ندلف الى الكالم عن العنصر الثالث وهو المتعلق‬
‫بسلوكيات السوق ‪ ،‬ويقصد به جميع األنشطة المرخصة وهي‬
‫البيانات الصادرة من شركات المساهمة أو شركات الوساطة المالية‬
‫أو المساهمين وكذلك ايداع الورقة المالية بيعا وشراءا وقد صدرت‬
‫الالئحة التنفيذية المتعلقة بسلوكيات السوق غير أن واقع األسواق‬
‫المالية تفتقر الى وجود آلية محددة في كيفية الرقابة على سلوكيات‬
‫السوق وهو ما يجعل السوق المالية عرضة لبعض التالعبات‬
‫والمخالفات حيث اليزال كثير من الشركات التلتزم بمبدأ االفصاح‬
‫والشفافية في قوائمها المالية باالضافة الى وجود بعض البيانات‬
‫المضللة والتي اليزال لها تأثير قوي في السوق السيما من كبار‬
‫المضاربين وهذا يجعل هيئة سوق المال تتحمل عبئا كبيرا في‬
‫االجتهاد في تطبيق النظام واألخذ بأحدث اآلليات المتاحة في‬
‫تطبيقه‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -4‬العنصر الرابع وفيه الكالم عن بعض مسائل الضمان في‬
‫سوق المال ‪ .‬المسألة األولى ‪ :‬الخسارة الكبرى التي تعرض لها‬
‫المستثمرون في شهر مارس وما بعده من هو الضامن فيه ؟‬
‫وهل ينسحب الضمان على ماقبل صدور نظام السوق المالية ؟‬
‫الذي يظهر أن جانبا كبيرا منه تتحمله البنوك ‪ ،‬حيث انها‬
‫باالضافة الى كونها شركات مساهمة فانها تقوم بأعمال الوساطة‬
‫المالية ومعلوم مافي ذلك من تحييد الرقابة على مدة شفافية‬
‫وصدق تعامالتها وبعدها عن األضرار فانها تعرف األسهم‬
‫الرابحة من الخاسرة على الراجح بموجب أوامر البيع والشراء‬
‫باالضافة الى وضع األولية لرأسمال البنك في الربح وتعريض‬
‫المستثمر للخسارة ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫أما مسألة انسحاب الضمان بأثر رجعي فالذي يظهر أن الضمان قائم ‪ ،‬حيث ان الحقوق‬
‫التسقط اال باسقاط أصحابها واال فهي في ذمة الضامن وهذا يجرنا الى الحديث عن‬
‫خطورة األخطاء الواقعة من المصارف وغيرها مما تتعلق به مصالح العموم ‪ .‬وهمنا‬
‫مثل يتعلق بكالمنا وهو ‪ :‬أوامر البيع والشركاء التي يراد تنفيذها من قبل المستثمرين‬
‫أنفسهم بواسطة محافظهم االلكترونية اذا حصل انقطاع وتأخر في التنفيذ بسبب خلل فني‬
‫وبعد زوال الخلل يكون سعرالسهم ارتفع مثال فيضار الذي أراد الشراء أو انخفض فيفوت‬
‫على الذي أراد البيع واألضرار الحقيقية الناشئة عن وقوع الخلل العارض لالتصاالت هل‬
‫يقال ان الضامن فيه هو البنك ؟ أم مزود الخدمة ؟‬
‫‪‬‬
‫الذي يظهر أن البنك هو الضامن ألمرين ‪:-‬‬
‫‪ -1 ‬األمر األول ألنه منشأة تتعلق به مصلحة عامة وهذه المصلحة واقعة في باب‬
‫الضروريات وهي التصرف في أموال الناس بيعا وشراء وفي هذه الحال فان األمر‬
‫يضيق فيه ويسدد حيث ان المتضرر فرد من الناس والمتسبب منشأة ضخمة فان‬
‫الغالب أن هناك صعوبة في أن تقوم المنشأة باالنصاف من نفسها وقد التلقي‬
‫للمتضرر باال ألي سبب من األسباب‪.‬‬
‫‪ -2 ‬األمر الثاني أن في تضمين البنك تفويت للتالعب في تنفيذ أوامر البيع والشراء‬
‫التي قد يرغب أصحابها في اياقف تنفيذها‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫وفي الشرع مايشبه هذا الباب ‪ ،‬حيث ضمن الخليفة الراشد علي بن‬
‫أبي طالب رضي هللا عنه القصارين ( وهو غاسلوا الثياب ) وقال ‪:‬‬
‫اليصلح الناس اال ذلك مع أن األصل في الغسال أن يده يد أمانة ويد‬
‫األمانة التسمح الدعوى عليها اال مع التفريط اال أن عليا رضي هللا‬
‫عنه خالف األصل لوجه أرجح وهو أن هؤالء يتحكمون في ثياب‬
‫الناس فكل تلف يقع في ثيابهم يدعون بأنهم ليسوا السبب فيه ‪ ،‬وفي‬
‫هذا من الفساد شيء عظيم ‪.‬‬
‫لذلك فرجوع شركة على شركة أهون من رجوع فرد على شركة‬
‫ولعل من محاسن دول الغرب أنها تضمن الشركات المتسببة في‬
‫األضرار بفرد تضمنها بمبلغ أكثر من المبلغ الذي يستحقع الضمان‬
‫بكثير ولعل سبب ذلك أن الشركة لديها من المال مليارات فتعويضها‬
‫بالضمان المستحق فعال اليساوي شيئا بازاء ماتملكه من االحتياط‬
‫النقدي بعكس ماذا ألزمت بدفع ضمان كثير فانها تفكر ألف مرة قبل‬
‫خطوة تخطوها ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫* المسألة الثانية ‪ :‬من هو الضامن في األضرار المتعلقة بالجهات‬
‫الغير مرخص لها بالبيانات كمواقع االنترنت ‪ ،‬ورسائل الجوال؟‬
‫اليخرج األمر في هذا منطقيا عن ثالثة أراء متصورة ‪-:‬‬
‫الرأي األول ‪ :‬الضمان على تلك الجهات مطلقا ‪.‬‬
‫الرأي الثاني ‪ :‬الضمان بتحمله المستثمر لكونه قد أخد البيان من مصدر‬
‫غير مشروع ‪.‬‬
‫الرأي الثالث ‪ :‬الضمان تتحمله الجهة المضللة ان أمكن التوصل اليها فان‬
‫يمكن فالضمان على المستثمر ‪.‬‬
‫لم‬
‫ولكن االشكال في التأكد أن هذا المصدر هو سبب الضرر للمستثمر ولذلك‬
‫فلعل الرأي الثاني في أوجه وهو أن المستثمر يتحمله مسئولية تصرفه لكونه‬
‫أخذ البيان من مصدر غير مشروع ‪ .‬ويستحق المستثمر الضمان اذا استثمر‬
‫عن طريق شركة وساطة مالية غير مرخص لها ‪.‬‬
‫‪ * ‬المسألة الثالثة ‪:‬‬
‫مثال تطبيقي على مخالفة لنظام هيئة سوق المال في باب البيانات ‪-:‬‬
‫شخص قام بالتصريح في وسيلة اعالمية رسمية بتحسين االستثمار في‬
‫شركة سعودية محدودة وفد تبين أنه يملك في هذه الشركة نسبة‬
‫ضخمة من أسهمها تعادل الخمس وقد ترتب على ذلك اقبال من سمع‬
‫بيانه على شراء أسهم تلك الشركة وبعد يومين من تصريح ذلك‬
‫المضارب قام ببيع أسهمه كلها بصورة مفاجئة مما ترتب عليه نزول‬
‫السعر في أسهم الشركة التي باع نصيبه فيها باالضافة الى خسارة‬
‫فادحة لحقت بشركات أخرى عديدة ‪ ,‬فهذا المستثمر ضامن بموجب‬
‫المادة التاسعة واألربعين من نظام السوق المالية ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫العنصر الخامس ‪ :‬وفيه يكون الحديث عن اسباب قلة الوعي لدى‬‫المستثمر في أسواق المال وأسباب ذلك ‪-:‬‬
‫‪ -1‬عدم شعور كثيرين بأهمية العلم بالموضوع الذي يتم استثمار المال فيه ‪،‬‬
‫حيث ان أسواق األسهم يتسامع الناس بأن كثير قد أثروا من االستثمار فيها‬
‫فيتوجه كثير منهم وفيهم من اليحسن القراءة والكتابة فيتخبط في األمر خبط‬
‫عشواء فتعود على أم رأسه بالويل والثبور ‪.‬وأحسنهم من يستشير قبله في‬
‫جهله وأمثال هؤالء وما أكثرهم يكونون طعمة تصطادها اشاعات المضاربين‬
‫وأشباههم‪.‬‬
‫‪ -2‬أن األسواق المالية العهد العامة الناس بها اال منذ وقت قريب فقرب العهد‬
‫سبب في قلة الوعي لدى شريحة كبيرة من المثقفين فضال عن العامة ‪.‬‬
‫‪ -3‬قلة المحاضرات التوعوية بأنشطة أسواق المال ومحاسنها ومخاطرها وكيفية‬
‫التعامل معها ‪.‬‬
‫‪ -4‬قلة المستشارين المتخصصين في معرفة أسواق المال وتحليل أرباحها‬
‫صعودا وهبوطا ‪.‬‬
‫‪ -5‬التفريط من قبل المستثمر في قراءة القوائم المالية بحيث ينتقي األوراق‬
‫المالية التي يتمتع مصدرها بمركز مالي واقتصادي قوي ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫خطورة الخسارة في األسواق المالية وتأثيرها على االقتصاد المعيشي واآلثار الناتجة عن ذلك ‪-:‬‬
‫ان االنكسارات السوداء ألسواق المال تكلف ثمنا باهظا وخسارة فادحة من اكتوى بنارها فأحسن‬
‫أحوال الخاسر من خف ظهره من الدين ولكن بعض الذين استغلوا تسهيالت البنوك زاد الحمل‬
‫على ظهره ‪ ،‬حيث أخذ غيره المغنم وبقي عليه المغرم ‪.‬‬
‫ان المضاربة السيما اذا كانت في الفروق ال تختلف عن المقامرة في بعض األوجه ان لم تكن أسوأ‬
‫أحيانا ‪ ،‬حيث انها تسحب الثقة من السوق وتحدث تأثيرا سيئا في أخالق كثيرين ‪ ،‬و يستهويهم‬
‫شيطانهم حتى يقبلوا عليها ومتى أقبلوا أدبرت سمعتهم وأصبحوا معرضين في كل آن الى االفالس‬
‫وان استدرجهم الربح في أول األمر ‪ ،‬وليس ضرر المضاربة مقصورا على األفراد بل ينتاب‬
‫جميع األمة وخصوصا اذا كانت الشركات التي يضاربون فيها من الشركات المهمة ‪ ،‬حيث يكثر‬
‫المطلوب من الصنف عن المعروض فيرتفع سعره ومما يزيد ضررها وجود فئة من مروجي‬
‫االشاعات الكاذبة فان السوق يجمع الصادق والكاذب و الكاذب أغلب ‪ ،‬حيث يذيع أخبارا كاذبة‬
‫عن أهمية بعض الشركات حتى يتهافت الناس الى اقتناء بعض أسهمها فتكون الطامة عندئد وقد‬
‫كانت تلك الفئة سببا في التعجيل باألزمات على بالد كثيرة ‪ ،‬ومن تأثيرات الضرر اختالل التوازن‬
‫في توزيع الثروات ‪.‬‬
‫ومن آثار نقصان الموارد المالية لدى هؤالء الخاسرين ازياد الجريمة وسوء أخالق الناس فان‬
‫الحال اذا ضاقت ساءت األخالق ‪ .‬واآلثار في ذلك يطول الكالم فيها ولكن ينبغي استحضار‬
‫األمانة في مراقبة الخالق وأن تبقى في أموال الناس فالمال عصب الحياة ‪.‬‬
‫أعلم أن هناك كثيرا من المواضيع ال يمكن أن تأتي عليها هذه‬
‫المحاضرة والحديث ذو شجون ولكن ماال يدرك كله ال يترك جله‬
‫والقصور على كل حال واقع فنرجو منكم التجاوز ‪.‬‬
‫نسأل هللا أن ينفعنا بما علمنا وبما سمعنا انه سميع مجيب وآخر‬
‫دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين وسالمه على المرسلين‬
‫والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته ‪.‬‬
‫المحامي والمستشار القانوني‬
‫وائل بن عبدالرحمن العيسى‬