الفصل الرابع

Download Report

Transcript الفصل الرابع

‫اختلف الباحثون فى تحديد مفهوم التفكير الناقد ‪،‬‬
‫وقد يرجع ذلك إلى اختالف مناحى الباحثين‬
‫واهتماماتهم العلمية من جهة‪ ،‬وإلى تعدد جوانب هذه‬
‫الظاهرة وتعقدها من جهة أخرى‪.‬‬
‫في اللغة ‪ :‬ورد الفعل " نقــــد" في لسان العرب بمعنى‬
‫ميز الدراهم وأخرج الزيف منها ‪ .‬فنقد الدراهم أى ميز‬
‫الذهبية منها ‪ ،‬بمعنى اكتشف الزائفة‪ .‬كما ورد تعبير‬
‫"نقد الشعر" في المعجم الوسيط بمعنى أظهر ما فيه‬
‫من عيب أو حسن‪ ،‬ويفهم من ذلك إظهار المحاسن‬
‫والعيوب وتنقية وعزل ما حاد عن الصواب‪.‬‬
‫وتعد القدرة على التفكير الناقد مطلبا هاما لجميع فئات‬
‫المجتمع‪ ،‬فالفرد الذى يمتلك مثل هذه القدرة يكون مستقال في‬
‫تفكيره‪ ،‬ومراقبا له‪ ،‬وقادرا على اتخاذ قرارات صائبة في حياته‪،‬‬
‫وواعيا لألنظمة االجتماعية واالقتصادية والسياسية في بلده‪.‬‬
‫ويرى ماكفرالند (‪ )1985‬أنه برغم النمو والتطور‬
‫الحاصلين عند األفراد فى المجتمع والتكيف الحاصل مع‬
‫المستجدات الثقافية‪ ،‬إال أن األكثر أهمية يكمن في تنمية الرغبة‬
‫والقدرة على التفكير الناقد‪ ،‬من اجل بناء الشخصية‬
‫الموضوعية‪ ،‬وتحقيق المواطنة والمشاركة الديمقراطية ‪.‬‬
‫والتفكير الناقد ليس خيارا تربويا‪ ،‬إنما هو ضرورة تربوية‬
‫ال غنى عنها ويرجع ذلك إلى أن تنمية قدرة التفكير الناقد عند‬
‫الطلبة تؤدى إلى فهم أعمق للمحتوى المعرفى الذي يتعلمونه‪،‬‬
‫ذلك أن التعلم فى أساسه عملية تفكير‪ ،‬وأن توظيف التفكير‬
‫يحول عملية اكتساب المعرفة من عملية خاملة إلى نشاط عقلي‬
‫يفضى إلى إتقان للمحتوى وإلى ربط عناصره ببعضه البعض‪.‬‬
‫ويعتبر التفكير الناقد أحد أهداف التربية المعاصرة‪ ،‬ويجب‬
‫تدريس مهاراته والتدريب عليها ألن أهميته تكمن فى بناء‬
‫شخصية تتسم بالموضوعية‪ ،‬ومواطنة فاعلة ومشاركة فى‬
‫المجتمع الديمقراطى‪.‬‬
‫ويلعب المعلمون دورًا هامًا في عملية تنمية التفكير‬
‫الناقد‪ ،‬حيث يتم التركيز على دور المعلم فى هذا المجال‪،‬‬
‫حيث ال يتعلم الطلبة أن يندمجوا في التفكير الناقد بفعالية‬
‫‪ .‬فالمعلم هو‬
‫وحدهم‪ ،‬بل‬
‫الذي يختار المهارة المراد تنميتها ويخطط لتعليمها‪ ،‬ويقوم‬
‫بتعليمها وفق استراتيجية محددة‪.‬‬
‫وتركز معظم تعريفات التفكير الناقد على أنه عملية‬
‫عقلية ومهارة تفكير عليا تتضمن التحليل والبناء (التركيب)‬
‫وحل المشكالت والتقييم‪ .‬ويؤكد التربويون على ضرورة أن‬
‫يحظى التفكير الناقد باهتمام في أي نظام تعليمي ألنه بحاجة‬
‫إلى متعلمين قادرين على الحوار وتحليل وجهات النظر‬
‫المتفاوتة‪ ،‬واالستنباط واالستنتاج والتقويم ‪.‬‬
‫وتكمن أهمية التفكير الناقد في تحول الطالب من‬
‫التعلم إلى التفكير‪ ،‬حيث يراد من الطلبة أن يفكروا‪ ،‬ال أن‬
‫يتعلموا فقط ما فكر به اآلخرون‪ .‬وإذا كان التفكير الناقد‬
‫سينمي التعلم فذلك ألنه يضاعف كمية ونوعية المعنى الذي‬
‫يستخلصه الطالب مما يقرؤه ويفهمه ويعبر عنه‪.‬‬
‫وقد تم تحديد ثمانى قدرات تساعد الفرد على امتالك‬
‫مهارات التفكير الناقد وهي‪ :‬طرح األسئلة‪ ،‬تحديد المشكلة‪،‬‬
‫فحص األدلة‪ ،‬تحليل االفتراضات‪ ،‬االبتعاد عن التفكير‬
‫العاطفي‪ ،‬تجنب تبسيط األشياء وتشويه صورتها‪ ،‬أخذ‬
‫التفسيرات األخرى بعين االعتبار وتحمل الغموض‪.‬‬
‫تعريف التفكير الناقد‬
‫التفكير الناقد هو ‪ :‬فحص و تقييم الحلول المعروضة ‪.‬‬
‫التفكير الناقد ‪ :‬هو حل المشكالت أو التحقق من الشىء وتقييمه‬
‫باالستناد إلى معايير متفق عليها مسبقا‪.‬‬
‫التفكير الناقد ‪ :‬هو التفكير الذي يتطلب استخدام المستويات‬
‫المعرفية العليا في تصنيف بلوم‪ ،‬وهى التحليل‬
‫والتركيب والتقويم‪.‬‬
‫ويعرفه سميث ‪ :‬بأنه مفهوم عام يعود إلى مهارات مختلفة‬
‫مطلوبة للحكم على صحة المعلومات الواردة فيها و دقتها‪.‬‬
‫ويعرفه جون ديوي في كتابه (كيف نفكر) بالقول ‪ :‬بأنه التمهل‬
‫في إعطاء األحكام و تعليقها لحين التحقق من األمر‪.‬‬
‫تنميةًالتفكيرًالناقدً‬
‫يتطلب تنمية التفكير الناقد مراعاة عدد من العوامل‬
‫المتصلة وهى ‪:‬‬
‫ــ النقد العلمى وعدم االنقياد لآلراء الشائعة التى يتناقلها الناس‪.‬‬
‫ــ البعد عن النظر إلى األمور من وجهة النظر الخاصة والتعصب‬
‫لها‪.‬‬
‫ــ البعد عن أخذ وجهات النظر المتطرفة ‪.‬‬
‫ــ عدم القفز إلى النتائج ‪.‬‬
‫ــ التمسك بالمعانى الموضوعية‪ ،‬وعدم االنقياد للمعانى العاطفية‪.‬‬
‫معايير التفكيرًالناقدً‬
‫مكونات التفكيرًالناقدً‬
‫القاعدةً‬
‫المعرفية‬
‫األحداثً‬
‫الخارجيةً‬
‫النظريةً‬
‫الشخصية‬
‫الشعورً‬
‫بالتناقض‬
‫أوً‬
‫التباعدً‬
‫حلً‬
‫التناقصً‬
‫عناصرًأومكونات التفكيرًالناقدً‬
‫علىًالمعلمًوالمتعلمًمعاًاالهتمامًبعناصرًالتفكيرًالناقدًوالتى تشملًاآلتى ‪:‬‬
‫‪ . 1‬التركيزًعلىًالمشكالتًواألسئلةً‪.‬‬
‫‪ . 2‬تحديدًالمشكالتًالمختلفةً‪.‬‬
‫‪ . 3‬التركيزًعلىًالموضوعاتًذاتًالعالقةً‪.‬‬
‫‪ . 4‬االعتمادًعلىًالدليلًالتجريبيً‪.‬‬
‫‪ . 5‬سهولةًالوصولًإلىًالبياناتًوالمعلوماتًذاتًالصلةً‪.‬‬
‫‪ . 6‬القدرةًعلىًاستخدامًاإلحصائياتًوالبياناتًالمهمةً‪.‬‬
‫‪ . 7‬تجنبًالتفكيرًالقائمًعلىًالذاتيةًوالرغباتً‪.‬‬
‫‪ . 8‬الحكمًعلىًمصداقيةًالمصادرًالمعرفيةًالمختلفةً‪.‬‬
‫‪ . 9‬تحديدًاالفتراضاتًالمتعددةً‪.‬‬
‫‪ . 10‬إصدارًأحكامًقيمية بشكلًصحيحً‪.‬‬
‫مهارات التفكيرًالناقدً‬
‫يختلف علماء النفس التربوى والمربين‬
‫حول عدد المهارات المعرفية المتضمنة في‬
‫التفكير الناقد ‪ ،‬وإن التقديرات لها تتراوح من‬
‫عدة عشرات إلى عدة مئات ‪ ،‬وذلك بناء على‬
‫الطريقة التي يتم بموجبها تعريف كل مهارة‪،‬‬
‫وفيما يلي بعض الطرق لتصنيف مهارات‬
‫التفكير الناقد ‪:‬‬
‫الطريقةًاألولى‪ :‬تصنيفًمهاراتًالتفكيرًالناقد إلى‪:‬‬
‫االستنتاج‬
‫المقارنة‬
‫التحليل‬
‫الترتيبً‬
‫والتصنيف‬
‫اتخاذً‬
‫القرار‬
‫البحثً‬
‫والتقصى‬
‫‪‬االستنتاج ‪ :‬القدرة على إيجاد معلومات جديدة من‬
‫المعلومات المتوافرة باالعتماد على التشابه‪.‬‬
‫‪ ‬المقارنة ‪ :‬إيجاد التشابه واالختالف بين مفهومين أو أكثر‬
‫بعد وصف كل منها وص ًفا شامال‪.‬‬
‫‪ ‬التحليل‪ :‬تجزئة البنود إلى أجزاء مهمة صغيرة ووصف‬
‫كل منها‪.‬‬
‫‪ ‬الترتيب والتصنيف ‪ :‬يتم ترتيب المفاهيم واألحداث‬
‫باالعتماد على معيار معين يتم التصنيف وفقا له‪.‬‬
‫‪ ‬اتخاذ القرار ‪ :‬من خالل التعرف على القضية أو المشكلة‪،‬‬
‫وفرض الفرضيات وتقييم مزايا ومساوئ كل‬
‫منها‪ ،‬بهدف الوصول إلى الخيار األفضل‪.‬‬
‫البحث والتقصي ‪ :‬يبحث الطالب عن معلومات لإلجابة‬
‫عن السؤال المطروح‪ ،‬مع إجراء ترتيب وتنظيم للبيانات‬
‫والمعلومات‪.‬‬
‫الطريقةًالثانية ‪ :‬تمًتصنيفًمهاراتًالتفكيرًالناقدًإلىًفىًالبحثًعنًأسبابًالمشكلةً‪.‬‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫يبحثًعنًتحديدًواضحًللمشكلة‪.‬‬
‫يستخدمًمصادرًمعتمدة‪.‬‬
‫يحاولًأنًيحصلًعلىًالمعلومةًالصحيحة‪.‬‬
‫يحاولًأنًيظلًعلىًصلةًبالنقطةًالرئيسية‪.‬‬
‫يأخذًبالحسابًالموقفًبأكمله‪.‬‬
‫يكونًمفتوحًالذهن‪.‬‬
‫يبحثًعنًالبدائل‪.‬‬
‫يحاولًأنًيكونًدقيقاًماًأمكن‪.‬‬
‫يأخذًموقفاًمعيناً‪.‬‬
‫يكونًحساساًلمشاعرًاآلخرينًوًسويةًمعلوماتهمً‪.‬‬
‫يتعاملًمعًكلًجزءًمنًالموقفًبطريقةًمنتظمة‪.‬‬
‫خصائصًالمفكرًالناقدً‬
‫يمكن استخالص الخصائص والسلوكيات التي أوردها باحثون متخصصون في‬
‫وصف الشخص الذي يفكر تفكيرا ناقدا‪ ،‬وهي أن ‪:‬‬
‫• يفرق بين الرأى والحقيقة‪.‬‬
‫• منفتح على األفكار الجديدة‪.‬‬
‫• يعرف متى يحتاج إلى معلومات جديدة حول شيء ما‪.‬‬
‫• يعرف الفرق بين نتيجة "ربما تكون صحيحة" ونتيجة "البد أن‬
‫تكون صحيحة"‪.‬‬
‫• يستخدم مصادر علمية موثوقة و يشير إليها ‪.‬‬
‫• يعتمد الطريقة المنظمة في التعامل مع المشكالت ‪.‬‬
‫• يعرف بأن لدى الناس أفكارا مختلفة حول معاني المفردات‪.‬‬
‫• يأخذ جميع جوانب الموقف بنفس القدر من األهمية‪.‬‬
‫• حب االستطالع و المرونة‪.‬‬
‫• يتساءل عن أي شيء غير مقبول‪.‬‬
‫• يبحث في األسباب و األدلة و البدائل‪.‬‬
‫• يتخذ موقفا ً و يغيره عند توفر أدلة جديدة‪.‬‬
‫• يعرف المشكلة بوضوح‪.‬‬
‫• يتأنى في إصدار األحكام‪.‬‬
‫• الموضوعية و البعد عن العوامل الذاتية‪.‬‬
‫• يحاول فصل التفكير العاطفي عن التفكير المنطقي‪.‬‬
‫لماذاًنعلمًالطالبًالتفكيرًالناقد؟‬
‫الطلبة عادة ما يكونوا مستقبلين سلبيين‬
‫للمعلومات‪ ،‬وفي ظل التكنولوجيا الحديثة فإن كم‬
‫المعلومات المتوافرة كبير جدا و في تزايد مستمر‬
‫وبالتالي يحتاج الطلبة أن يتعلموا كيفية اختيار‬
‫الالزم والمفيد من المعلومات ال أن يكونوا مستقبلين‬
‫سلبيين‪.‬‬
‫لذا فمن المهم للطالب أن يطور ويطبق بفعالية مهارات التفكير‬
‫الناقد فى دراسته األكاديمية ومشاكله اليومية‪ ،‬ويعرف الخيارات‬
‫الصعبة التي يجب مواجهتها من خالل التفجر المعرفي التكنولوجي‬
‫السريع‪.‬‬
‫إن التفكير الناقد يتضمن إثارة األسئلة و التساؤل و هذا مهم‬
‫بالنسبة للمتعلم حيث يتعلم إثارة األسئلة الجيدة و كيفية التفكير تفكيراً‬
‫ناقداً وذلك من أجل التقدم في مجال التعلم والتعليم و في مجال المعرفة‪،‬‬
‫حيث إن المجال المعرفي يبقى حياً و متجدداً طالما هناك أسئلة تثار‬
‫وتعالج بجدية ‪.‬‬
‫إن تدريس التفكير الناقد يصمم عادة لفهم‬
‫العالقة ما بين اللغة و المنطق ‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى‬
‫إتقان مهارات التحليل والنقد و الدفاع عن القضايا‬
‫و التفكير االستقرائي و االستنباطي و التوصل‬
‫للنتائج الحقيقية و الواقعية من خالل العبارات‬
‫الواضحة للمعرفة و المعتقدات ‪.‬‬
‫دورًالمعلمًفيًتعليمًالتفكير الناقدً‬
‫‪ 1‬ـ المعلم مخطط لعملية التعليم ‪ :‬ينظم المعلم في خطط دروسه اليومية‬
‫والخطط الفصلية أهداف األداء‪ ،‬وعينات األسئلة والمواد التعليمية‬
‫والنشاطات التي من شأنها أن تحدد أهداف التعليم ووسائل تحقيقها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ المعلم مشكل للمناخ الصفي ‪ :‬إن المناخ الصفي المبني على‬
‫ديناميات المجموعة و المشاركة الديمقراطية هو الذي يوطد مناخ‬
‫جماعي متماسك‪ ،‬يقدر فيه التعبير عن الرأي‪ ،‬واالستكشاف الحر‪،‬‬
‫والتعاون‪ ،‬والدعم‪ ،‬والثقة بالنفس‪ ،‬والتشجيع‪.‬‬
‫دورًالمعلمًفيًتعليمًالتفكير الناقدً‬
‫‪ 3‬ـ المعلم مبادر ‪ :‬وذلك عن طريق استخدام عدد من المواد والنشاطات‬
‫وتعريف الطلبة بمواقف تركز على المشكالت الحياتية الحقيقية‬
‫للطلبة‪ ،‬ويستخدم أسلوب طرح األسئلة إلشراك الطلبة بفاعلية‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ المعلم محافظ على التواصل ‪ :‬إن أسهل مهمة يمكن أن يمارسها‬
‫المعلم هي إثارة اهتمام الطلبة بقضايا ممتعة وحقيقية‪ ،‬وإنما‬
‫الصعوبة التي يواجهها هي في الحفاظ على انتباههم‪ ،‬وهذا‬
‫يستدعي من المعلم استخدام مواد ونشاطات وأسئلة مثيرة‬
‫لتحفيز الطلبة‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ المعلم مصدر للمعرفة ‪ :‬يلعب المعلم في كثير من الحاالت دور‬
‫مصدر للمعرفة‪ ،‬إذ يقوم بإعداد المعلومات و توفير األجهزة‬
‫والمواد الالزمة للطلبة الستخدامها‪ ،‬في حين يتجنب تزويد الطلبة‬
‫باإلجابات التي تعوق سعيهم الحثيث للوصول إلى استنتاجات‬
‫يمكنهم التوصل إليها بأنفسهم و تكوينها‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ المعلم يقوم بدور السابر ‪ :‬وذلك من خالل طرح أسئلة عميقة‬
‫متفحصة‪ ،‬تتطلب تبريرا أو دعما ً ألفكارهم وفرضياتهم‬
‫واستنتاجاتهم التي توصلوا إليها‪ .‬والسبر يعني التجربة ‪ ،‬واستخراج‬
‫كنه األمر‪ ،‬التفكير السابر هو التعمق في الدراسة‪.‬‬
‫استراتيجياتًتعليمًالتفكيرًالناقدً‬
‫هناك عدد من استراتيجيات تعلم التفكير الناقد ومنها ‪ :‬استراتيجية‬
‫المهارات الصغيرة‪ ،‬واالستراتيجية العاطفية‪ ،‬استراتيجية القدرات الكبيرة‬
‫وأي ً‬
‫ضا استراتيجية حل المشكالت ‪ ....‬وسنقتصر فى دراستنا على هذه‬
‫استراتيجية حل المشكالت‪.‬‬
‫يمكن استخدام استراتيجية حل المشكالت لتعلم وتعليم التفكير الناقد‪،‬‬
‫ويعرف طريقة حل المشكالت بأنها ‪ :‬طريقة في التفكير العلمي تقوم على‬
‫المالحظة الواعية والتجريب و جمع البيانات والمعلومات من أجل‬
‫الوصول إلى حل معقول‪.‬‬
‫خطواتًحلًالمشكلة‬
‫‪ 1‬ـ الشعور بالمشكلة ‪ :‬يبدأ التفكير العلمى من وجود حافز‬
‫لدى الفرد وهو شعوره بوجود مشكلة ما‪ ،‬فهذا الشعور يدفع‬
‫الشخص إلى البحث عن حل المشكلة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تحديد المشكلة ‪ :‬تتداخل هذه الخطوة مع الخطوة السابقة‪،‬‬
‫فأثناء شعور الطلبة بالمشكلة ورغبتهم في الحصول على‬
‫معلومات عنها‪ ،‬يقوم المعلم بتوجيههم ليقوموا بتحديد المشكلة‬
‫تحديداً يجعلها واضحة أمامهم و تتضمن هذه الخطوة ‪ :‬تحليل‬
‫المشكلة من جميع جوانبها المختلفة التي هي بمثابة مشكالت‬
‫فرعية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ وضع الفرضيات ‪ :‬وهي حلول مقترحة بحيث تكون‬
‫واضحة وواقعية يمكن التحقق من صحتها و أن ال تكون كثيرة‬
‫تشتت أذهان الطلبة وجهدهم ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ جمع البيانات و المعلومات ذات الصلة بالمشكلة ‪ :‬ويكون‬
‫جمع البيانات و المعلومات الالزمة المتعلقة بأحد جوانب المشكلة‬
‫التي تم تحديدها‪ ،‬و تتم هذه الخطوة تحت إشراف و توجيه المعلم‬
‫الذي يوضح كيفية الحصول على البيانات و المعلومات واختيارها‬
‫و أماكن وجودها‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ اختبار الفرضيات ‪ :‬يتم في هذه الخطوة أوالً ‪ :‬التأكد من أن‬
‫المعلومات والبيانات التي جمعها الطالب مرتبطة بالمشكلة موضوع‬
‫الدراسة‪ ،‬ويتم التخلص من تلك المشكلة التي ال عالقة لها بالمشكلة‪ .‬وثانياً ‪:‬‬
‫يتم اختبار كل فرضية أو حل مقترح للمشكلة عن طريق األدلة التي توفرت‬
‫في البيانات والمعلومات التي جمعت‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ الوصول إلى النتائج و تعميمها ‪ :‬و ذلك بقبول الفرضية التي‬
‫دعمتها األدلة التي تم التحقق من صحتها‪ ،‬حينئذ يوجه المعلم طالبه‬
‫ويساعدهم في صياغة النتائج النهائية لدراسة المشكلة التي هي بمثابة حل‬
‫لها على شكل تعميم أو أحكام عامة تصلح لحل بقية المشكالت المشابهة‬
‫لتلك المشكلة‪.‬‬
‫التفكري الناقد على السلم املعرفى عند بلوم‬
‫صنف ”بلوم“ مستويات التفكير‬
‫اإلنسانى إلى ستة مستويات هي ‪:‬‬
‫المعرفة‪ ،‬والفهم‪ ،‬والتطبيق‪ ،‬والتحليل‪،‬‬
‫والتركيب‪ ،‬والتقويم‪.‬‬
‫التفكير الناقد ال يمكن أن ينطلق إذا لم يسبقه تحليل دقيق للموقف المراد نقده ‪،‬‬
‫كما إن إبداء الرأي المؤيد أو المعارض للموقف المحلل هو تقويم ‪ ،‬من هنا نجد أن‬
‫التفكير الناقد هو من مستويات التفكير العليا ويحتل المستويين الرابع والسادس من‬
‫مستويات بلوم‪.‬‬
‫إذن يلزم كمقدمة للتدريب على التفكير الناقد أن ندرب أنفسنا على‬
‫المهارتين الجزئيتين الرئيسيتين من مهارات التفكير الناقد و هما مهارتا‬
‫التحليل و التقويم ‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال ‪ :‬مهارة التحليل ‪:‬‬
‫تعرف هذه المهارة في مجال التحليل المادي‪ ،‬على أنها تجزئة‬
‫الكل إلى مكوناته ‪ ،‬أما في مجال التحليل النوعي‪ ،‬فتعني المهارة من بين‬
‫ما تعني ‪ :‬قيمة ووظيفة وعالقة كل مكون بالنسبة لغيره من المكونات‪،‬‬
‫أو بالنسبة للكل الذي ينتمي إليه ‪ ،‬وكذلك أوجه الشبه‪ ،‬واالختالف بينها‬
‫جميعاً ‪ ،‬ومثال على ذلك تحليل "الدراجة " ‪:‬‬
‫من الناحية المادية ‪ ،‬مكونات الدراجة هي ‪ :‬المقود ‪ ،‬والمقعد ‪،‬‬
‫والبدالتان ‪ ،‬و العجلتان ‪000 ،‬‬
‫من الناحية النوعية ‪ :‬استخدام الدراجة يؤدي إلى توفير في‬
‫الطاقة‪ ،‬وحماية للبيئة من التلوث ‪ ،‬وتحقق استقاللية الفرد‪.‬‬
‫ثانيا مهارة التقويم ‪:‬‬
‫تعرف هذه المهارة ‪ :‬بأنها القدرة على إصدار حكم على فرد‬
‫أو حدث أو ظاهرة استناداً إلى معايير قائمة على القياس أو‬
‫الوصف ‪.‬‬
‫و مثال على ذلك تقويم أداء راكب الدراجة ‪ ،‬فإذا‬
‫قطع مسافة ما في زمن ما بما يتالءم مع هدف ما ‪ ،‬يقال أن‬
‫راكب الدراجة ماهر‪ ،‬وهنا يستند التقويم إلى معايير‬
‫قياسية‪ ،‬وإذا كان راكب الدراجة يجلس على كرسي‬
‫الدراجة‪ ،‬ويتحرك بها في خط مستقيم‪ ،‬ويراعي قواعد‬
‫المرور‪ ،‬فهنا أيضاً نقول أن راكب الدراجة ماهر‪ ،‬ولكن‬
‫التقويم هنا يستند إلى معايير وصفية‪.‬‬
‫إن معرفة مهارتي التحليل والتقويم يساعدنا في‬
‫الحكم على مدى إتقاننا أو إتقان معملينا أو طالبنا‬
‫لهذا التفكير‪ ،‬فالدقة في التحليل كمياً ونوعيا‪،‬‬
‫واالستناد لمعايير التقويم القائمة على القياس أو‬
‫الوصف هي أمور ضرورية للحكم على فعالية‬
‫التفكير الناقد‪.‬‬