فالله السلام
Download
Report
Transcript فالله السلام
المقدمة :-
يعتبر النزوع الي السالم فطرة فى االنسان ،وبدأت الدعوة
الى السالم ببداية التاريخ االنسانى ،وهى دعوة فطرية
مرتبطة باصالة السالم فى هذا الكون ،فاهلل السالم ،وبعث
الرسل للسالم .اال ان الحروب تطورت عبر التاريخ ،وتطور
معها العنف واساليبه .وبدالً من توظيف الطاقة وتطوير
سخرت هذه
العلوم والتقانة لخدمة امن ،وسالمة االنسان ُ ،
االكتشافات فى اتجاه تطوير اسلحة الدمار الشامل ،وتعزيز
قوة العنف .واستيقظ العالم بعد الحربين العالميتين (-14
، )1945-39( ، )1918وإتضح له ضرورة إحياء ثقافة
السالم بدالً من سياسة العنف ،واحست االمم المتحدة بأن
العالم بحاجة الى إحياء ثقافة السالم ،وبحاجة الى آلية فعالة
لتحقيقه فكان ميالد منظمة اليونسكو.
تمهيد:
مر العالم بتحوال فكرية أفضت إلي تحوالت سياسية
وأيدولوجية عقب الحرب الكونية الثالثة حيث راح ضحيتها
ماليين البشر.
برزت الدعوة الملحة إلي النظر في الكثير من المسلمات
الفلسفية التي كانت تنظر للتماسك اإلجتماعي ،
فكانت الحاجة إلي معرفة جديدة قادرة علي تحقيق هذا
التماسك فكانت ثقافة السالم .
دراسات ثقافةالسالم من المعارف الحديثة التي نتجت
من تالقح المعرفة والتجربة اإلنسانية في مجال تسويات
النزاع
عليه سيتم إبراز بعض المجاالت التي تتطرق لدراسات
ثقافة السالم وقبلها نحاول تقديم التعريفات الخاصة
بمفهوم ثقافة السالم ثم نعرض التعريفات الخاصة بهذا
المجال
ثقافة
cultureثقافة كلمة مشتقة من الكلمة الألتينية
و التي تعني colereالمشتقة بدورها من كلمة كولير
(يزرع األرض )
تشمل كلمة ثقافة معنيين -:
األول – المحسوس المادي
الثاني – العنوي
املفهوم الفلسفي لكلمة ثقافة :
إستعمل العرب كلمة ثقافة علي معاني نتعددة منها الحزق ،ومنها
الفطنة ،والذكاء وسرعة التعلم ومنها الضبط والظفر بالشيء ومنها
التقدم والتهذيب .
ويقال ثقف الشيء ثقفاً و ثقافةً إذا حذقه ويقال للرجل ثقف إذا كان
ضابطاً لم يعلم قائماً به قال تعالي في محكم تنزيله ( :وأقتلوهم حيث
ثقفتموهم) وقال عز وجل (:فأما ثقفتهم في الحرب فشردو بهم من
خلفهم ).
ذكر القرطبي في تفسيره إن ثقافة ثقف في اآليتين الكريمتين تدل
علي األسر والظفر بالعدو .
تستعمل كلمة ثقافة إستعماالحسياً مادياً وإستعمال آخر معنوي
المادي نقول تثقيف الرماح أي تسويتها وتقويم إعوجاجها
اما االستعمال المعنوي تقولنا تثقيف العقل
الثقافة هي كلمة مشتقية من الكلمة الالتنية Cultureالمشتقة
بدورها من كلمة " كولير " " " Colerوالتي تعني يزرع االرض
تستعمل كلمة الثقافة في التعبير عن احد املعاني الثالثة
األساسية-:
التذوق المميز للفنون الجملية والعلوم االنسانية وهي
ثقافة عالية المستوى
نمط متكامل من المعرفة البشرية ،االعتماد ،والسلوك
الذي يعتمد علي القدرة علي التفكير الرمزي والتعليم
االحتماعي
مجموعات من االتجاهات المشتركة والقيم زاألهداف
والممارسات التي تميز جماعاة ما.
ظهر مفهوم الثقافة الول مرة في اوربا بالقرن الثامن عشر والتاسع
عشر.
كان يشير إليه الي عملية االستطالع او تحسين المستوى كما هو
الحال في عملية الزراعاة او البستنه
اما في القرن التاسع عشر اصبح بشير بصورة واقيمة الي تحسين او
تعديل المهارات الفردية لالنسان في خالل التلميم
في منتصف القرن التاسع عشر قام بعض العلماء باستخدام مصطلح
الثقافة لالشارة الي قدره االنسان البشرية
بحلول القرن العشرين برز مصطلح الثقافة لبضع مفهوماً اساسياً في
علم االنتروبولوجيا يشمل كل الظواهر البشرية
مصطلح الثقافة يشمل تفسرين في االنثوبولوجيا التفسير االول تبوغ
القدره االنسانية لحد يجعلها نصنف الخبرات والتجارب بطريقة رمزية.
التفسير الثاني بشير الي الطرف المتباينه للعديد من الناس الذين
يعيشون في أرجاء العالم ،التي تصنف خبراتهم.
في اعقاب الحرب العالمية صار لهذا المفهوم قدر االهمية بمعاني
مختلفة مثل علم االبحاث االبحاث ،علم النفس التنظيمي علم
االدارة.
يعرف " ارنست باركر " الثقافة ب " انها خبرة مشتركة ألمة من األمم
تجمعت لها وانتقلت من جيل الي جيل خالل تاريخ طويل وتغلب عليها
عقيدة دينه هي جزء من تلك الزخيرة
بين " ماثيو ارنولو " في كتابة " الثقافة والفوض " أن الثقافة هي "
محاولتنا الوصول الي الكمال الشامل عن طريق العلم مما يؤدي الي
رقى البشرية والذين من العناصر استعان بها االنسان "
تحت المسلمين تنظر الي هذا التعريف بمعنى لنا قد بما يقبل وبما
يدع الن العقيدة االسالمية ليس مجرد عنصر من العناصر التي
يستعين بها االنسان للوصول الي اكمال وانما هي المفتاح للوصول
الي اكمال.
الثقافة تتناول ،العقيدة والنشاط االنساني من شتى مجاالت االدب
والعلوم والفنون والعادات واالدب الشعبي وتنظيم السياسية
واالقتصادية واالجتماعية تنظيم الحكم واالدارة ونظم االسرة.
هنالك تعريفات نوعية يركز فيها ،المختصون علي جوانب تنتمي الي
تخصصهم الدقيق ،قيالً يرى علماء االنسان اي علماء االتنرويولوجيا ان
الثقافة باعتيارها الركن االساس في فهم االنسان والجماعات تمثل
اسلوب الحياة في مجتمع ما.
ان مصطلح الثقافة ينطبيق علي الكائنات تمر البشرية وهنالك تعريف
اكثر دقة لمفهوم لثقافة الذي يتثنى السلوك االجتماعي للحيوانات
من غير البشر والذي في شأن ان يسمح لعلماء االنترويولوجيا
بدارسة كيفية تطور قره البشر.
تعتبر فصيلة " الشمبانزي " قريبة الشبه باالنسان العاقل وهما االقارب
ً
اآلكثر تشبها بعضهما.
مفهوم الثقافة
سلوك مكتسب
-: Acquired Behavior
االهتمام بقدرة االنسان علي اكتساب واألنماط الثقافية
أثارة مشكلة قدرة اإلنسان التي ال حدود لها علي إكتساب السمات الثقافية
الكثير من المناقشات مثل اروين وغيره من العلماء
أشار العلماء أن اإلنسان من أصل حيواني في هيكله الجسمي فإنه يأكل
وينام ويمارس حياته الجنسية في النهاية يموت ويتحلل كبقية الحيوانات
الفرق بين اإلنسان والحيوان يكمن في أن اإلنسان لديه القدرة علي التعلم
ومن ثم إكتساب ثقافته بواسطة التعلم
وهذا ال يؤكد عدم قدرة الحيوان علي التعلم بل أن العلماء أثبتوا أن دوافع
اإلنسان للتعلم أقوي وأوسع مدي من الحيوان
اإلنسان يتميذ بالقدرة علي التصور الذهني والتزكر و رؤية العالقات
قدرة اإلنسان في إستخدام الرموز واللغة من حروف وأعداد وأشكال بالتالي
قدرته علي التخطيط
اإلنسان لديه القدرة علي أن ينقل عاداته المكتسبة إلي ذريته عن طريق
اللغة في حين أن الحيوان لديه القدرة فقط علي نقل الوراثة البيولوجية
وتقترن عملية التعلم عنده بالنموء الفيزيقي .
مفهوم الثقافة يشير إلي السمات السلوكية المكتسبة عن طريق التعلم
لجماعة من الناس من مختلف األجناس
اإلستمرارية Continuity :
بالخاصية االول االكتساب عن
طريق
عقدة الخاصية وثيقة الصلة
التعلم
الثقافة لديها القدره علي البقاء بعد فناء االفراد الحاملين لها
ال ترتبط الثقافة بأفراد معينين لذلك تأتي قدرتها علي اإلستمرارية عبر
األجيال وعلي مر السنين دون تغيير جوهري
اإلستمرارية تؤكد عملية الرواسب الثقافية التي تظل رغم تغيير الواقع
الذي عاشت فيه مثل األفارقة الموجودين في العالم والذين تم
تهجيرهم قسراً إلي أوربا وأمريكا وما زالوا يمارسو ثقافتهم األفريقية
والدليل علي ذلك الكاتب إليكس هيلي وروايه الجزور Rootsوالمغني
بوب مارلي ....الخ
الثقافة تبدور مرتبطة بالبناء العضوي وهي فوق عضوية من حيث كونها
كامنة في الشعور السيكولوجي عند اإلنسان ألن قدرته علي
إستخدام الرموز تمنحه القدرة علي اإلبتكار واإلستمرارية
إن الثقافة متمايزة ولها صفاتاإلستمرارية والدوام أي أنها تمد عبر
مئات السنين فالبد أن لديها القدرة علي اإلستمرارية
التكيف :Adaptability
تستطيع الثقافة أن تفي بحاجات األفراد المتغيرة وتضمن لهم
اإلشباع النفسي
عند تغيير ظروف الحياة فإن األشكال التقليدية تتوقف أو تتغير
أو تتحور وتظهر أشكال جديدة تعني باإلحتياجات الجديدة
إن قدرة الثقافة علي التكيف إنما تتضمن إنها دينامية
هناك سمات ثقافية جديدية تخترعها الجماعة أو تقوم
بتعديلها أو تحويرها
هذه الخاصية في الثقافة هي التي أشار إليها الباحثون
اإلنثروبولوجيون حين تحدثوا عن الخصائص النشوئية
أجدادنا القدماء عاشو في جماعات إجتماعية منذ نحو مليوني
عام وإن األدلة تشير إلي تماه وتطور نموء اإلنسان وإن هناك
زيادة في في التعاون اإلجتماعي وإمكانية صناعة األدوات
المتعددة
إزدياد القدرة علي ممارسة نوع من الصيد الجماعي وإكتساب
مزيد من المعرفة الثقافية لصناعة األدوات في عمليات الصيد
التعقيد Complexity :
كلما إزدادت المحتويات أو العناصر الثقافية في مجتمع ما كلما
مكنه ذلك من القدره علي اختراع سمات ثقافية اخرى.
انتقال السمات بين المجتمعات عن طريق االستهاره لعب دور
هاماً في تحقيق الطبيعة التراكمية وبالتالي تعقدت الثقافات
نظراً التراكم السمات الثقافية وتعقدها فان االنسان ال
يستطيع مهماً طال عمره ان يحيط بكل السمات الثقافية
السائدة في كجتمعه.
ال يقتصر تعقد الثقافة عن كثرة وتشابك السمات الثقافية
التي تدخل في تكوين الثقافة السائدة في اي مكتمع معين
وبالتالي يجب بحث التعقيد ان منظم هذه السمات تتكون من
عدد كبير من العناصر الثقافية.
مثال ذلك ما تجده من القبائل الهنود الحمر ،حيث يغير االرز
البرى من السمات الهامة فرغم بساطة الظاهره لهذه
السمات فانها تتألف من عدد كبير من العناصر الثقافية تمثيل
في الممارسات الطبيعية والعادات كلها لتؤلف هذه السمات
التكيف :Adaptability
تستطيع الثقافة أن تفي بحاجات األفراد المتغيرة وتضمن لهم
اإلشباع النفسي
عند تغيير ظروف الحياة فإن األشكال التقليدية تتوقف أو تتغير
أو تتحور وتظهر أشكال جديدة تعني باإلحتياجات الجديدة
إن قدرة الثقافة علي التكيف إنما تتضمن إنها دينامية
هناك سمات ثقافية جديدية تخترعها الجماعة أو تقوم
بتعديلها أو تحويرها
هذه الخاصية في الثقافة هي التي أشار إليها الباحثون
اإلنثروبولوجيون حين تحدثوا عن الخصائص النشوئية
أجدادنا القدماء عاشو في جماعات إجتماعية منذ نحو مليوني
عام وإن األدلة تشير إلي تماه وتطور نموء اإلنسان وإن هناك
زيادة في في التعاون اإلجتماعي وإمكانية صناعة األدوات
المتعددة
إزدياد القدرة علي ممارسة نوع من الصيد الجماعي وإكتساب
مزيد من المعرفة الثقافية لصناعة األدوات في عمليات الصيد
التعقيد Complexity :
كلما إزدادت المحتويات أو العناصر الثقافية في مجتمع ما كلما
مكنه ذلك من القدره علي اختراع سمات ثقافية اخرى.
انتقال السمات بين المجتمعات عن طريق االستهاره لعب دور
هاماً في تحقيق الطبيعة التراكمية وبالتالي تعقدت الثقافات
نظراً التراكم السمات الثقافية وتعقدها فان االنسان ال
يستطيع مهماً طال عمره ان يحيط بكل السمات الثقافية
السائدة في كجتمعه.
ال يقتصر تعقد الثقافة عن كثرة وتشابك السمات الثقافية
التي تدخل في تكوين الثقافة السائدة في اي مكتمع معين
وبالتالي يجب بحث التعقيد ان منظم هذه السمات تتكون من
عدد كبير من العناصر الثقافية.
مثال ذلك ما تجده من القبائل الهنود الحمر ،حيث يغير االرز
البرى من السمات الهامة فرغم بساطة الظاهره لهذه
السمات فانها تتألف من عدد كبير من العناصر الثقافية تمثيل
في الممارسات الطبيعية والعادات كلها لتؤلف هذه السمات
تكامل الثقافة :culture Integration
الدوافع الحقيقة التي تحقيق تكامل الثقافة تمكن من ان
السمات الثقافية تشكل كما متكامل لحياة مجتمع ما.
تطلق كلمة طوطم علي كل اصل حيواني أو نباتي تتخذه
عشيرة ما رمزاً لها لجميع افرادها وتنزله وتنزل األمور التي
ترمز إليه منزله التقديس.
ليس هنالك تكامل مطلق للثقافة
فكل شىء يرتبط من الواقع الثقافي هنالك بالتالي قدر من ،
التوافق والتكييف والتالؤم بين العناصر والسمات الثقافية .
اللوحة الفنية ليس مجرد الوان دور في خطوط وظالل انما
هي خليط من العناصر المتالفة صيغت بطريقة معينة ،وان
هنالك تداخل وتكامل بين االلوان والظالل ولكن اللوحه ليست
عشوائية انما وفق االهداف التي استهدفها الفنان تعبيراً عن
ذاته ووفقاً كما يميله عليه احساسه وادراكه للموكونات الفنية
للوحه.
Concept of peace مفهوم السالم
Concept of peaceمفهوم السالم
وردتًكلمةًالسالمًلغوياًوتعنيًالبراءةًمنًالعيوبًوالسالم منً
أسماءًهللاًتعاليًوتعنيًسلمًمنًاآلفةًوسلمهًهللاًتعاليًمنهاً
تسليماً.
التسليمًالرضاءًوالسالمًً،وأسلمًإنقادًوصارًمسلماًلتسليمً
العدوً
يتضحًالمعنيًاللغويًلمفردةًالسالمًفيًاللغةًوأولًهذهً
المعانيًأنهاًأحدًأسماءًهللاًالحسنيً)هوًهللاًالذيًالًإلهًإالًهوً
الملكًالقدوسًالسالمً)
أماًإصطالحاًفمفردةًالسالمًالًتختلفًعنالمعنيًاللغويًكثيراً
رغمًالغموضًالذيًيكتنفهاً
فهيًتشملًالترتيباتًالمفضيةًإليًالتصالحًواإلتفاقًورتقً
النسيجًاإلجتماعيًوردمًالهوةًوالجفوةًوتشيرًإليًأوسعً
كالتوافقًأوًاإلتفاق بعدًإنشقاق
درراسات السالم Peace studies
لم تكن معروفة في البالد غير األوربية حتي منتصف
القرن العشرين
األبعاد التاريخية لكلمة السالم توجد في األديان والقيم
الروحية وأفكار الشعوب المختلفة والمتعددة
ظل تاريخ البشرية يعني ويالت الحروب والصراعات
والنزاعات والتي تنتهي بقتل وجرح مالين البشر وتدمر
المدن مثل الحروب الكونية والحروب االهلية وأصبح
عدم التسامح وعدم تحمل اآلخر جزء من حياة اإلنسان
تعتبر الفترة من عام 1945م فترة هامة في تاريخ
البشرية في تطور مفهوم السالم
هناك عامالن سيطرا علي هذه الفترة هما الحرب
الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي والتطور
النوي مهدد للسالم العالمي .
السالمًهوًحالةًمنًالتوافقًتتحققًإذاًتوافرًبينًطرفين
االنسجامًوًعدمًوجودًالعداوةً.
يمكنناًأنًنعتبرًالسالمًأيضاًفيًأنهًطريقً"غيرًعنيف" للحياةً
.كماًأنهًيمكنًأنًيعتبرًحالةًمنًالهدوءًفيًوقتًالًيوجدًفيهً
اضطراباتًأوًإثارةًقالقلً.
يمكنًوصفًالسالمًأيضاًعليًمستويًالشعوبًحيثًيوصفً
للعالقةًبينًأيًشعب منًالشعوبًتتسمًباالحترامًوالعدلً
وحسنًالنواياًً،كذلكًيمكنناًوصفًالسالمًبأنهًنوعًمنًالهدوءً
وًالسكينةًلديًاإلنسان حيثًتؤثرًفيًنفسيتهًأوًنفسيتهاً
بشكلًيدفعهًللتعاملًمعًاآلخرينًبهدوءًوسكينةًمماثلة وهوً
ماًقدًيعرفًبالسالمًالداخليًلإلنسانً.
السالمًهوًالذيًسلمًمنًالنقائصًواآلفاتًوالعيوبًً،فيً
ذاتهًً،وصفاتهًً،وأفعالهًً،وأقوالهً،وقضائهًً،وقدرهًً،وشرعهً،
بلًشرعهًكلهًحكمةً،ورحمةًً،ومصلحةًوعدل .والسالمًهوً
المسلمًعلىًعبادهًفيًالجنةًكماًقالًهللاً( سالمًقوالًمنً
ربًرحيمً) سورةًيس ً، 58والسالمًهوًالذيًسلمًالخلقً
منًظلمه
منذًبدايةًالحياةًالبشريةًوالبشرًينشدونًالسالمً،
فماًهوًالسالمًالذيًيبحثًالناسًعنه؟ًوماًهيً
فلسفته؟ًوكيفًصنع؟ًومنًهمًصانعوه؟ًهلً
يستقيمًالسالمًبينًظالمينًومظلومين؟ًهلًاذاً
قبلًالمظلومونًبالتنازلًعنًحقوقهمًيحصدونً
سالماًامًعبودية؟ًامًانًالسالمًيبدأًبازالةًالظلمً
وتحقيقًالعدالة؟ًهلًالسالمًمجردًالفوزًبالسالمةً
امًهوًأعمقًمنًذلكًبكثير؟
Peace and Jestsالعدل والسالم
يقول السيد المسيح (عليه السالم) في موعظة الجبل« :طوبى
لصانعي السالم فانهم ابناء هللا يدعون» .والسالم ،عند السيد ،ليس
سوى تحقيق العدل ،وتحرير االنسان من العبودية بكافة اشكالها.
فعندما اصطدمت رسالة السالم عنده بمسألة السالمة ،اختار
التضحية بسالمة الجسد لتبقى سالمة الحياة في رسالة السالم،
«فوطئ الموت بالموت وبعث الحياة للذين في القبور».
اما عندما وضعت قريش سيدنا محمد (ص) امام خيار السالمة واغراء
المال والسلطة ،مقابل التخلي عن رسالته ،فانه تمسك بالرسالة
قائالً« :لو وضعوا الشمس في يميني ،والقمر في يساري ،ما تركت
هذا األمر ،حتى يظهره هللا ،او أهلك دونه».
أن صناعة العدل هي بالذات صناعة السالم ،فالمناضلون لتحقيق
العدل ،هم أهل السالم وصانعوه ،اما المعتدون الظالمون فإنهم أعداء
كل سالم ،مهما زينوا كلماتهم بتعابيره ومفرداته .لذلك ،ال يوجد طريق
يحقق السالم الحقيقي سوى جعلهم يرفعون ظلمهم ،فيعترفون
بحقوق اآلخرين.
هل تتفق مفاهيم السالم عندنا مع قواعد السالم
الصهيوني واالمبريالي؟ ال شك أنهما متضادان .نحن
نطمح للتحرر وبناء امة سيدة موحدة ناهضة ،كي تخرج
شعوبنا من حالة الضعف والفاقة ،إلى حالة متطورة ،في
ظالل العدل والحرية .أما هم فيعملون ومنذ زمن على
رسم خريطتنا السياسية وعالقاتنا االجتماعية ،ومنعنا
من النهوض ،عبر اإلمعان في تجزئتنا ،وتكريس أنظمة
متخلفة ،ورعاية الدولة العنصرية الصهيونية التي زرعوها
زوراً في بالدنا.
كان المهاتما غاندي رجل سالم .ولكنه احتقر السالمة
الشخصية .وأمام الجالية الهندية في جنوب أفريقيا،
تحدى االستعمار البريطاني قائالً« :لو القوني في
السجن ،وعذبوني ،وكسروا عظامي ،او قتلوني ،عندئذ
سيكون لهم جسدي الميت ،وليس طاعتي.
مل في وضعنا البشري ،أدرك أنّنا -نحن سكّان األرض
عندما أتأ ّ
همنا
جميعاً -نسبح على كوكب واحد في فضاء ال يحيط تو ّ
بأبعاده ...ويعطيني هذا اإلدراك إحساساً كما لو أنّنا نتشارك
سفينة واحدة تجري في أعالي محيط ال شواطئ له ،أو أنّنا
نركب طائرة واحدة تخترق فضاء وليس من أرض تنزل عليها...
وأتساءل :ألم يأن لجميع القيادات البشريّة على كافّة
ذات متشابكة -حتى الموت-
األصعدة ،أن تعي أ ًّ
ن مصلحة ال ّ
بمصلحة اآلخر ،بعقد سفرً طويل ال فكاك منه قبل نهاية
الزّمان ...وقيامة ،وبعث ،ونشور.
السالم بين البشر خمس َ
ة عناوين كبيرة مؤهّلة؛
أن لفلسفة
ّ
ألن يتفرع عنها تفريعات عديدة؛ وهذه العناوين الخمسة
هي:
-1من المفاهيم إلى الفلسفة ...من مفاهيم
للسالم.
السالم إلى فلسفة
ّ
ّ
هي في
-2من البعد المذهبي إلى البعد اإلل ّ
األديان.
-3أخوّة الرّسل.
-4المساحات المشتركة بين األديان.
-5بناء إنسان اإلنسانية
يقوم مفهوم السالم علي أربعة أركان :
إقرار السالم Enforcement Peace
صناعة السالم Peace making
حفظ السالم Peace keeping
بناء السالم Peace Building
ملحوظة :حقوق اإلنسان والمواثيق الدولية ذات الصلة
مسألة واجبة في األركان األربعة وإن هذا اإللتزام يحقق
السالم العادل
دور القوى الوطنية في نشر ثقافة
السالم
دور القوى الوطنية في نشر ثقافة
السالم-:
يقوم مجتمع المعرفة على إنتاج ونشر المعارف وتوزيعها بكل حرية
الستخدامها في جميع ميادين حركة وسيرورة المجتمع ،في االقتصاد وفي
الحياة المدنية والسياسية والحياة الثقافية واإلجتماعية وحتى في الحياة
الخاصة .ويبقى الهدف األساسي لمجتمع المعرفة التحسين على ماّ أمكن
من ظروف حياة المجموعة واألفراد على حد سواء ونشر ثقافة حقوق
االنسان .وبهذا تصبح المعرفة الوسيلة المثلى لتحقيق األهداف العليا
والنبيلة لإلنسانية وهي الحرية والعدالة والمساواة وكرامة االنسان والسالم،
وشرط أساسي في التنمية االنسانية وفي نشر ثقافة السالم وال يمكن ألي
مجتمع أن يحقق هذا الهدف اإلنساني بدون تمكين قدرات أفراده وشعبه
بكل فئاته نساء ،رجاال وأطفاال وشيوخا على البروز واإلبداع وهذا ال يتحقق
بدون توفير الحرية لكل فئات المجتمع.
وللقوى الوطنية دور أساسي في عملية نشر ثقافة السالم في المجتمع
وعلى كافة مستوياته الخاصة والعامة ،وهذا األمر يتطلب شرطا حتميا
يتمركز في عملية قبول إعطاء القوى الوطنية لعب دور الشريك
األساسي في هذه العملية .إال أنه وألسباب متعددة سنأتي على ذكرها
ال تعطى القوى الوطنية دور الشراكة في عملية البناء هذه ويقتصر
دورها أساسا على معالجة مفاعيل ونتائج العنف والحروف من مآس
إنسانية وإجتماعية التي تقوم بها المجتمع الذكوري السلطوي صاحب
القرار في البدء بالحروب والعنف وفي توقيفها وإنهائها.
ويذكر التقرير العربي للتنمية البشرية لسنة 2003الصادر عن برنامج األمم
المتحدة للتنمية أن المجتمعات العربية تعاني من عجز ثالثي األبعاد :
عجز عن استيعاب المعرفة
عجر عن الحريات
عجز عن تحرر القوى الوطنية.
فكيف يمكن للمرأة أن تكون شريكة أساسية في نشر ثقافة السالم وهي من
أشد فئات المجتمع حرمانا وانتهاكا لحقوقها المشروعة.
يرتكز دور القوى الوطنية في
ثالثة مرتكزات أساسية ،تشكل مجتمعة اإلطار الذي تتفاعل القوى
الوطنية داخله ،سلباً أو إيجاباً ،مع قضية السالم .وهذه المرتكزات
هي:
ـ السالم الذاتي أو الشخصي
ـ السالم األُسري أو العائلي
ـ السالم الوطني و اإلقليمي و الدولي
وهذه المرتكزات تشكل وحدة متكاملة ،ال يمكن فصل أحدها عن
اآلخر ،بل قد يشكل كل منها منطلقاً لوجود اآلخر.
أولا :المرتكزات التي يستند عليها دور القوى
الوطنية
1ـ السالم الذاتي أو الشخصي
أ ـ عناصر السالم الذاتي
لن تستطيع القوى الوطنية أن تلعب دوراً في نشر ثقافة السالم إذا
كانت تشعر بأنها ال تعيش أجواء سالم ذاتي ،وبأن عالقتها مع ذاتها ال
تسودها مشاعر الرضى والطمأنينة واألمان وعدم الخوف واإلطمئنان
على المستقبل.
إن توافر العوامل والضمانات اإليجابية يقيم حالة استقرار داخلي لدى
القوى الوطنية ،ويجعلها مؤهلة لإلضطالع بدور ما على صعيد السالم
في محيطها وفي العالم.
ب ـ العوامل المؤثرة سلباا
الشعور بعدم القدرة على إثبات الذات ،بسبب:
عدم المساواة مجراء المعتقدات والعادات اإلجتماعية التي تؤدي إلى
شيوع النظرة الدونية ،وعدم التعامل معها كإنسان كامل الحقوق.
عدم الحصول على المكتسبات اإلنسانية واإلجتماعية والعلمية
(اإلحترام ،التعلم ،العمل ،حرية التعبير ،التصويت .)...
الشعور باإلجحاف جراء قوانين األحوال الشخصية (سن الزواج،
اإلرث ،الطالق ،تعدد الزوجات ،حضانة األطفال ،الزواج باإلكراه،
التبعية ،التمييز.)...
عوامل تجعل القوى الوطنية تشعر
إلى حد ما بأنها عاجزة
2ـ السالم األُسري والعائلي
أ ـ عناصر هذا السالم
ال يمكن للقوى الوطنية أن تنشر السالم داخل أسرتها ومجتمعها إذا كانت
تعيش في داخلها حرباً لم تحسم نتيجتها بعد ،لجهة اإلقرار بحقوقها
المعنوية واإلجتماعية والسياسية .وسيكون من الصعب على األسرة التي
تعول على دور إيجابي للمرأة في نشر ثقافة
تنتمي إليها القوى الوطنية أن ِّ
السالم بين أفرادها إذا كانت مقومات السالم الداخلي لدى هذه القوى
الوطنية غير ثابتة األسس وواضحة المعالم.
ودور القوى الوطنية الفطري يقوم على نشر ثقافة السالم بين أبنائها
انطالقاً من األسس التي تقوم عليها األسرة (المحبة ،التعاون ،التفاعل،
التماسك )...مما يؤهلها إلعداد أفراد سلميين ،كما يتيح لها نجاحها ضمن
األسرة إلى اإلنطالق إلى آفاق أكثر اتساعاً.
العوامل المؤثرة سلباا
ـ غلبة الذكورية داخل األسرة لجهة مركزية السلطة ووحدانية اإلعالة.
ـ النظر إلى القوى الوطنية على أنها عنصر استهالكي غير منتج ،وحصر
اإلنتاجية بالرجل (القوى الوطنية العاملة والقوى الوطنية الجارية).
ـ العنف المنزلي وسوء المعاملة (اإليذاء الجسدي ،اإليذاء الجنسي)...
ـ النظر إلى مؤسسة الزواج على أنها وضعت لخدمة الرجل.
ـ التبعية :شعور القوى الوطنية بأنها تفقد مكانتها اإلجتماعية والمادية إذا
انفصلت عن زوجها ،بينما ال يفقد الرجل هذه المكانة بانفصاله عن زوجته.
ـ اإلجحاف الناتج عن عدم الرعاية الصحية ،وعدم الحماية من األمراض
واألوبئة ،والحرمان من حق التعلم.
ـ اإلجحاف الناتج عن انخفاض أجور النساء والتمييز بينهن وبين الرجال،
والتفرقة في مجال العمل.
السالم الوطني واإلقليمي والدولي
أ ـ عناصر هذا السالم
إن تجهيل نصف المجتمع ،وتغييبه ،وحرمانه من المشاركة واإلنتاج،
من شأنه أن يؤدي إلى اإلخالل باستقرار هذا المجتمع ،وتعريض
السالم العالمي للخطر .في حين أن إصالح وضع القوى الوطنية من
خالل إصالح التشريعات المتعلقة بهذا الوضع ،يتيح للمرأة لعب دور
في نشر ثقافة السالم ،سواء بين أبنائها أو على صعيد البشرية عموماً.
العوامل المؤثرة سلباا
ـ عدم احترام القوانين التي تكفل حماية النساء خالل المنازعات المسلحة.
ـ عدم تطبيق التشريعات الدولية الكفيلة بضمان الحقوق السياسية واإلجتماعية
واإلنسانية للمرأة ،فضالً عن غياب التشريعات المحلية ذات الصلة.
ـ قصور المؤسسات األهلية الناشطة في مجال حقوق القوى الوطنية عن تحقيق إنجازات
بارزة على هذا الصعيد ،إما بسبب عدم المبادرة إلى ذلك ،وإما بسبب القوانين
الوضعية.
ـ إقصاء القوى الوطنية عن ميادين الخدمة العامة ،اإلجتماعية والسياسية ،بسبب النظرة
الدونية لها في بعض المجتمعات.
ـ تغييب كامل لدور القوى الوطنية في حل النزاعات القطرية أو اإلقليمية أو الدولية وفي
مفاوضات السالم ،بحيث ال توكل إليها مهام رئيسية في هذا اإلطار ،إنما يقتصر دورها،
إذا وجد ،على بعض األمور اإلدارية المحدودة .وال تشهد طاوالت المفاوضات
المخصصة لحل النزاعات أي مقعد تحتله إمرأة ،على الرغم من أن القوى الوطنية هي
في األغلب أبرز ضحايا هذه النزاعات.
إن تحقيق هذه المرتكزات ال بد أن ينطلق من الحد من تدخل العوامل المشار إليها،
ومعالجتها ،والحؤول دون حصولها .عندها يمكن الحديث عن دور فاعل للمرأة في نشر