هل الخالف وارد؟ • من قدوتنا؟ -: *النبى -: • اختلف مع قومه 0 • اختلف مع زوجاته 0 • *أمهات المؤمنين -: • قصة المغافير • لقاءالنبى  ومارية 0 •

Download Report

Transcript هل الخالف وارد؟ • من قدوتنا؟ -: *النبى -: • اختلف مع قومه 0 • اختلف مع زوجاته 0 • *أمهات المؤمنين -: • قصة المغافير • لقاءالنبى  ومارية 0 •

‫هل الخالف وارد؟‬
‫• من قدوتنا؟‪-:‬‬
‫*النبى ‪-:‬‬
‫•‬
‫اختلف مع قومه‪0‬‬‫•‬
‫اختلف مع زوجاته‪0‬‬‫•‬
‫*أمهات المؤمنين‪-:‬‬
‫•‬
‫ قصة المغافير‬‫•‬
‫لقاءالنبى‪‬ومارية‪0‬‬‫•‬
‫أبوذر وبالل ‪‬‬
‫• *ماسبب الخالف‪.‬‬
‫• *ماذا فعل أبو ذر‪‬؟‬
‫• *كيف رد بالل‪‬؟‬
‫• *بماذا استجاب رسول هللا‪‬؟‬
‫• ماذا فعل أبوذر‪‬؟‬
‫• كيف استجاب بالل‪‬؟‬
‫• من منا مثل أبو ذر وبالل‪‬؟‬
‫أبو بكر وعمر‪‬‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫اختلفا فى أمر حروب الردة‪0‬‬
‫أنكر عمر على أبو بكر رأيه وأنكر أبوبكر على عمر رأيه‪00‬فهل اتهم‬
‫أحدهم اآلخرفى نيته؟!‬
‫رغم أن رأى أبوبكرلم يكن موافقا لسمته الذى عهده منه عمر‪00‬‬
‫فهل اتهمه أو ظن به عمر أنه يريد لنفسه زعامة بعد رسول هللا‪0‬‬
‫ورغم أن رأى عمر لم يكن موافقا لسمته الذى عرفه عنه أبوبكر‪00‬‬
‫فهل اتهمه أو ظن به أبو بكر أنه يريد ألبى بكر فشال أو يريد لنفسه‬
‫زعامة؟!!‬
‫وكيف انتهى بهم ‪‬الخالف فى الرأى؟‬
‫أليسوا نجومنا التى نهتدى باالقتداء بها؟!!‬
‫موس ى وهارون‪‬‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫ملاذا اختار موس ى ‪‬هارون‪ ‬وزيرا؟‬
‫هل زكى هللا سبحانه وتعالى هذا االختيار وأجابه إليه؟‬
‫عاد موس ى‪ ‬من لقاء ربه فوجد قومه أشركوا وعبدوا العجل‬
‫فكيف عاتب أخاه؟‬
‫بماذا اعتذر هارون‪‬؟‬
‫هل عاتبه موس ى ‪‬على اختياره؟‬
‫هل أنكر عليه ربه‪ ‬مافعل؟‬
‫هل وحدة األمة أهم من السكوت عن ذنب كبير؟‬
‫هل السكوت يعنى أال نعالج؟!!‬
‫اإلصالح بين املتخاصمين‬
‫• ‪ -1‬تنفيذ ألمر هللا تعالى‪ ،‬لتحقيق معنى ّ‬
‫األخوة واألسرة الواحدة في املجتمع‬
‫املسلم‪ ،‬قال تعالى‪ {:‬إنما املؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم‪}..‬‬
‫(الحجرات‪.)10:‬‬
‫• ‪ّ -2‬‬
‫فض للخصومات بين املتخاصمين‪ ،‬وقطع دابر الخالف املؤدي الى الشقاق‪،‬‬
‫قال تعالى‪{:‬وأطيعوا هللا ورسوله وال تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم‪(}..‬األنفال‪:‬‬
‫‪.)49‬‬
‫• ‪ --3‬املحافظة على املجتمع املسلم نظيفا من الخصومات والنزاعات وقطعها‪،‬‬
‫والحرص على التماسك اإلجتماعي‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم‪«:‬مثل املؤمنين في‬
‫ّ‬
‫توادهم وتراحمهم وتعاطفهم‪ ،‬مثل الجسد‪ ،‬إذا اشتكى منه عضو تداعى له‬
‫ّ‬
‫والحمى» (مسلم‪2586 :‬البخاري‪)5665 :‬‬
‫سائر الجسد بالسهر‬
‫‪-4‬قطع دابر الشيطان والتحريش بين املؤمنين‪ ،‬قال صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪«:‬إن الشيطان قد أيس أن يعبده املصلون ولكن في التحريش‬
‫بينهم»‬
‫• ‪-5‬دعوة الى دين هللا تعالى في املجتمع‪ ،‬قال تعالى‪ {:‬ادع الى سبيل‬
‫ّ‬
‫ربك بالحكمة واملوعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي‬
‫أحسن‪(}...‬النحل‪125 :‬‬
‫• ‪-6‬أمر باملعروف ونهي عن املنكر‪ ،‬ملا يحدث أثناء الخصام‬
‫واستمراره‪ ،‬واإلنتصار للذات ومحاولة اإلنتقام‪ ،‬فيكون اإلصالح‬
‫قطعا لكل هذا املنكر‪ ،‬قال تعالى‪{:‬كنتم خير أمة أخرجت للناس‬
‫تأمرون باملعروف وتنهون عن املنكر وتؤمنون باهلل}(آل عمران‪11:‬‬
‫‪-7‬قطع لدابر الظلم‪ ،‬وهو إعانة املظلوم وإرجاع الحق ألصحابه‪ ،‬قال صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪«:‬انصر أخاك ظاملا أو مظلوما‪ .‬فقال رجل‪:‬يا رسول هللا‪ :‬أنصره إذا‬
‫كان مظلوما‪ ،‬أرأيت إن كان ظاملا‪ ،‬كيف أنصره؟ قال‪ :‬تحجزه أو تمنعه من‬
‫الظلم‪ ،‬فإن ذلك نصره»‬
‫• ‪- 8‬تحقيق مبدأ التعاون على البر والتقوى الذي أمر به هللا تعالى في‬
‫الب ّر والتقوى( }‪..‬املائدة‪). 20:‬‬
‫قوله‪{:‬وتعاونوا على ِ‬
‫‪ -9‬تحقيق معنى الشفاعة الحسنة في املجتمع‪ ،‬لقوله تعالى‪{:‬ومن‬
‫يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها}(النساء‪ ،)85:‬وقال صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪«:‬اشفعوا تؤجروا( »مسلم‪). 2627:‬‬
‫كذلك‬
‫• ‪ -10‬تحقيق معنى النصيحة‪ ،‬وهي إرادة الخير لآلخرين‪ ،‬من خالل‬
‫اإلصالح بين املتخاصمين‪ ،‬وقد أمر رسول هللا ‪‬بذل النصح ألئمة‬
‫ّ‬
‫املسلمين وعامتهم‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم ‪« :‬الدين النصيحة‪،‬‬
‫قلنا‪ :‬ملن‪ ،‬قال‪ :‬هلل وكتابه ولرسوله وألئمة املسلمين وعا ّمتهم» ‪.‬‬
‫• ‪-11‬تحقيق معنى روح العفو بين املتخاصمين في املجتمع املسلم‪،‬‬
‫حيث أن منزلة العفو كبيرة‪ ،‬وأجره عظيم‪ ،‬بل أجره مفتوح ال حد‬
‫له‪ ،‬حيث جعل األجر على هللا تعالى‪ {:‬فمن عفا وأصلح فأجره على‬
‫هللا}‬
‫والننس ى‬
‫• ‪-12‬تنفيس للكربات وتفريج للهموم وستر للعورات والعيوب‪ ،‬قال‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫‪«:‬من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس هللا عنه كربة‬
‫من كرب يوم القيامة‬
‫• ‪ -13‬حقن لدماء املسلمين‪ ،‬والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم‪ ،‬ملا‬
‫يصلها من دمار من جراء استمرار النزاع والخصام‪ ،‬فكان اإلصالح‬
‫حقنا لهذه الدماء التي تسيل في غير طاعة هللا وأرواح تزهق حمية‬
‫جاهلية وانتقاما وثأرا باطال‪ ،‬وحفاظا على املمتلكات من التخريب‬
‫والتكسير وحرق للبيوت واملحال التجارية واملحاصيل الزراعية‬
‫وغيرها مما نهى عنه هللا تعالى‪-‬‬
‫للمحبة في هللا ثمرات طيبة يجنيها املتحابون من ربهم في‬
‫الدنيا و اآلخرة منها‪:‬‬
‫• ‪ )1‬محبة هللا تعالى ‪:‬‬
‫عن معاذ ‪‬قال ‪ :‬سمعت رسول هللا ‪ ‬يقول ‪" :‬قال‬
‫هللا تبارك و تعالى ‪ :‬وجبت محبتي للمتحابين ف ّي ‪ ،‬و‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ر‬
‫املتجالسين في و املتزاو ين في ‪ ،‬و املتباذلين في ‪0‬‬
‫ّ‬
‫• ‪ )2‬أحبهما إلى هللا أشدهما حبا لصاحبه ‪:‬‬
‫عن أبي الدرداء ‪‬يرفعه قال ّ ‪ ":‬ما من رجلين تحابا في‬
‫هللا إال كان ّ‬
‫أحبهما إلى هللا أشدهما حبا لصاحبه "‬
‫كذلك‬
‫• ‪)3‬الكرامة من هللا ‪:‬‬
‫عن أبي أمامة ‪‬قال ‪ :‬قال رسول هللا ‪ " :‬ما من عبد ّ‬
‫أحب عبدا‬
‫هلل إال أكرمه هللا عز وجل "‬
‫وإكرام هللا للمرء يشمل إكرامه له باإليمان ‪ ،‬والعلم النافع ‪ ،‬والعمل‬
‫ّ‬
‫النعم‪0‬‬
‫الصالح ‪ ،‬و سائر صنوف ِّ‬
‫• ‪ )4‬االستظالل في ّ‬
‫ظل عرش الرحمن ‪:‬‬
‫ّ‬
‫عن أبي هريرة ‪‬قال ‪ :‬قال رسول هللا ‪" :ّ ‬إن هللا ّتعالى يقول‬
‫يوم‬
‫ّ ّ‬
‫القيامة ‪ :‬أين املتحابون بجاللي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم ال ظل إال‬
‫ّ‬
‫ظلي‪0‬‬
‫كما أنه‬
‫• ‪ )5‬وجد طعم اإليمان ‪:‬‬
‫ّ‬
‫قال‪ " :‬من ّ‬
‫فليحب املرء‬
‫أحب أن يجد طعم اإليمان‬
‫ال يحبه إال هلل‪”.‬‬
‫• ‪ )6‬وجد حالوة اإليمان‪:‬‬
‫ّ‬
‫قال رسول هللا ‪ " :‬ثالث من كن فيه وجد حالوة‬
‫اإليمان ‪ :‬أن يكون هللا و رسوله ّ‬
‫أحب إليه مما سواهما‬
‫ّ‬
‫‪ ،‬و أن يحب املرء ال يحبه إال هلل ‪ ،‬و أن يكره أ يعود في‬
‫الكفر بعد إذ أنقذه هللا منه ‪ ،‬كما يكره أن يلقى في‬
‫النار "‬
‫واليخفى‬
‫• ‪ )7‬استكمال اإليمان ‪:‬‬
‫عن أبي أمامة ‪‬قال ‪ :‬قال رسول هللا ‪ " :‬من ّ‬
‫أحب‬
‫هلل ‪ ،‬و أبغض هلل ‪ ،‬و أعطى هلل ‪ ،‬و منع هلل ‪ ،‬فقد‬
‫استكمل اإليمان " ‪.‬‬
‫• ‪ )8‬دخول الجنة‪:‬‬
‫تدخلون‬
‫ل‬
‫ال‬
‫"‬
‫‪:‬‬
‫‪‬‬
‫هللا‬
‫عن أبي هريرة ‪‬قال ‪ :‬قال رسو‬
‫ّ‬
‫الجنة حتى تؤمنوا و ال تؤمنوا حتى تحابوا ‪ ،‬أوال أدلكم‬
‫على ش يء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السالم بينكم "‬
‫كذلك‬
‫• ‪ )9‬قربهم من هللا تعالى و مجلسهم منه يوم القيامة ‪:‬‬
‫ّ‬
‫قال النبى‪:‬إن هلل عبادا ليسوا بأنبياء و ال شهداء ‪ ،‬يغبطهم‬
‫النبيون و الشهداء بقربهم و مقعدهم من هللا يوم القيامة " هم عباد‬
‫من عباد هللا من بلدان شتى ‪ ،‬و قبائل شتى من شعوب القبائل لم‬
‫تكن بينهم أرحام يتواصلون بها ‪ ،‬و ال دنيا يتباذلون بها ‪ ،‬يتحابون‬
‫بروح هللا ‪ ،‬يجعل هللا وجوههم نورا و يجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام‬
‫الناس ‪ ،‬و ال يفزعون ‪ ،‬و يخاف الناس و ال يخافون "‬
‫• ‪ )10‬وجوههم نورا يوم القيامة ‪:‬‬
‫من الحديث السابق في قوله ‪ ":‬يجعل هللا وجوههم نورا"‬
‫•‬
‫ماذا لهم؟‬
‫• ‪ )11‬لهم منابر من لؤلؤ‪:‬‬
‫نفس الحديث السابق في قوله ‪ ":‬يجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام‬
‫الناس "‬
‫•‬
‫‪ )12‬لهم منابر من نور ‪:‬‬
‫ّ‬
‫• قال رسول هللا ‪ " :‬إن هلل عبادا ليسوا بأنبياء و ال شهداء يغبطهم الشهداء و‬
‫النبيون يوم القيامة لقربهم من هللا تعالى ‪ ،‬و ّمجلسهم منه " ‪ ،‬فجثا أعرابي‬
‫جلهم لنا ؟قال‪ ":‬قوم من أقناء‬
‫على ركبتيه فقال ‪ :‬يا رسول هللا صفهم لنا و‬
‫ِّ‬
‫تحابوا فيه ‪ ،‬يضع هللا ّ‬
‫الناس من ّنزاع القبائل ‪ ،‬تصادقوا في هللا و ّ‬
‫عز و ّ‬
‫جل‬
‫لهم يوم القيامة منابر من نور ‪ ،‬يخاف الناس و ال يخافون ‪ ،‬هم أولياء هللا ّ‬
‫عز‬
‫و ّ‬
‫جل الذين ال خوف عليهم و ال هم يحزنون "‬
‫ولهم أيضا‬
‫• ‪ )13‬يغبطهم األنبياء و الشهداء يوم القيامة‪:‬‬
‫من الحديثين السابقين ‪ :‬حديث األشعري و ابن عمر ‪‬في قوله‬
‫‪ ":‬يغبطهم الشهداء و النبيون يوم القيامة لقربهم من هللا تعالى ‪،‬و‬
‫مجلسهم منه ‪0‬‬
‫‪ )14‬تسميتهم بأولياء هللا ‪:‬‬
‫من حديث ابن عمر السابق في قوله ‪ ":‬هم أولياء هللا عز و جل "‬
‫‪ )15‬انتفاء الخوف و الحزن عنهم يوم القيامة ‪:‬‬
‫من الحديثين السابقين ‪ :‬حديث األشعري و ابن عمر ‪ " :‬ال خوف‬
‫عليهم و ال هم يحزنون " و قوله " و ال يفزعون ‪ ،‬و يخاف الناس و ال‬
‫يخافون "‬
‫وليس آخرا‪00‬ففضل هللا واسع‬
‫ّ‬
‫• ‪ )16‬أن املرء بمحبته ألهل الخير لصالحهم و استقامتهم‬
‫يلتحق بهم و يصل إلى مراتبهم ‪ ،‬و إن لم يكن عمله بالغ‬
‫مبلغهم ‪ :‬عن ابن مسعود ‪‬قال‪:‬جاء رجل إلى رسول‬
‫هللا ‪‬فقال‪ :‬يا رسول هللا ‪،‬كيف تقول في رجل ّ‬
‫أحب‬
‫قوما ولم يلحق بهم ؟ قال ‪" :‬املرء مع من ّ‬
‫أحب"‬
‫(الصحيحان)‬
‫وعن علي ‪‬مرفوعا‪":‬ال يحب رجل قوما إال حشر‬
‫معهم"( الطبراني في الصغير)‬
‫من أختار؟‬
‫• قال القرافي ‪ ":‬ما كل أحد يستحق أن يعاشر و ال يصاحب و ال يسارر ‪"0‬‬
‫• و قال علقمة ‪ :‬اصحب من إن صحبته زانك ‪ ،‬و إن أصابتك خصاصة عانك و‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫إن قلت سدد مقالك ‪ ،‬و إن رأى منك حسنة عدها ‪ ،‬و إن بدت منك ثلمة‬
‫ّ‬
‫سدها ‪ ،‬و إن سألته أعطاك ‪ ،‬و إذا نزلت بك مهمة واساك ‪ ،‬و أدناهم من ال‬
‫تأتيك منه البوائق ‪ ،‬و ال تختلف عليك منه الطرائق ‪0‬‬
‫• و يقول الشيخ أحمد بن عطاء ‪ :‬مجالسة األضداد ذوبان الروح ‪ ،‬و مجالسة‬
‫األشكال تلقيح العقول ‪ ،‬و ليس كل من يصلح للمجالسة يصلح للمؤانسة ‪ ،‬و‬
‫ال كل من يصلح للمؤانسة يؤمن على األسرار ‪ ،‬و ال يؤمن على األسرار إال األمناء‬
‫فقط ‪0‬‬
‫ُ‬
‫فيمن تؤثر صحبته و محبته خمس خصال‬
‫• أن يكون عاقال ‪ ،‬حسن الخلق ‪ ،‬غير فاسق ‪ ،‬و ال مبتدع ‪ ،‬و‬
‫ال حريص على الدنيا ‪0‬‬
‫• ‪ )1‬أما العقل ‪ :‬فهو رأس املال و هو األصل فال خير في صحبة‬
‫األحمق‬
‫قال علي ‪:‬‬
‫فال تصحب أخا الجهل *** و إياك و إياه‬
‫فكم من جاهل أردى *** حليما حين آخاه‬
‫• و العاقل الذي يفهم األمور على ما هي عليه ‪ ،‬إما بنفسه و‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫إما إذا ف ِّهم ‪0‬‬
‫لنعلم‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫• ‪ )2‬أما حسن الخلق ‪ :‬فال بد منه إذ رب عاقل يدرك األشياء على ماهي‬
‫عليه ‪ ،‬و لكن إذا غلبه غضب أو شهوة أو ُبخل أو جبن أطاع هواه ‪ ،‬و‬
‫خالف ما هو املعلوم عنده ‪ ،‬لعجزه عن قهر صفاته ‪ ،‬و تقويم‬
‫أخالقه ‪ ،‬فال خير في صحبته ‪0‬‬
‫• ‪0‬‬
‫‪ )3‬أما الفاسق ‪ :‬فال فائدة في صحبته ‪ ،‬فمن ال يخاف هللا ال‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫تؤمن غائلته و ال يوثق بصداقته ‪ ،‬بل يتغير بتغير األعرا‬
‫ّ‬
‫قال تعالى ‪ ":‬و ال تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه “و‬
‫قال النبي ‪":‬ال تصاحب إال مؤمنا و ال يأكل طعامك إال تقي‬
‫"‬
‫•‬
‫ولنعلم‬
‫•‬
‫) أما املبتدع ‪ :‬ففي صحبته خطر سراية البدعة و تعدي‬
‫شؤمها إليه ‪ ،‬فاملبتدع مستحق للهجر و املقاطعة ‪ ،‬فكيف‬
‫تؤثر صحبته ‪0‬‬
‫‪4‬‬
‫ّ ّ‬
‫• ‪ )5‬أما الحريص على الدنيا ‪ :‬فصحبته ّ‬
‫سم قاتل ‪ ،‬ألن الطباع‬
‫ّ‬
‫الحريصّ على‬
‫فمجالسة‬
‫‪،‬‬
‫االقتداء‬
‫و‬
‫ه‬
‫التشب‬
‫على‬
‫مجبولة‬
‫ّ‬
‫الدنيا ّ‬
‫تحرك الحرص ‪ ،‬و مجالسة الزاهد تزهد في الدنيا ‪،‬‬
‫فلذلك تكره صحبة طالب الدنيا ‪ ،‬و يستحب صحبة‬
‫الراغبين في اآلخرة ‪0‬‬
‫من عالماته‬
‫• ‪ )1‬أنه ال يزيد ّ‬
‫بالبر وال ينقص بالجفاء ‪:‬‬
‫‪ ،‬قال يحيى ابن معاذ الرازي ‪:‬‬
‫حقيقة املحبة أنها ال تزيد بالبر و ال تنقص بالجفاء ‪0‬‬
‫• ‪ )2‬املوافقة ‪:‬‬
‫و من عالمات الحب في هللا املوافقة ‪ ،‬قال بعضهم ‪:‬‬
‫يقول للش يء ال إن قلت ال *** و يقول للش يء نعم إن قلت نعم‬
‫• ‪ )3‬ال يحسد أخاه ‪:‬‬
‫ّ‬
‫املحب أخاه في دين و ال دنيا‬
‫و من عالماته أن ال يحسد‬
‫و قد وصف هللا تعالى املتحابين في قوله ‪ ":‬و ال يجدون في صدورهم‬
‫حاجة مما أوتوا و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة " (‬
‫الحشر ‪) ٩‬‬
‫ومن عالماته‬
‫‪ )4‬أن يحب ألخيه ما يحب لنفسه ‪:‬‬
‫قال رسول هللا ‪ " :‬ال يؤمن أحدكم حتى يحبّ‬
‫ّ‬
‫ألخيه ما يحب لنفسه "‬
‫‪ )5‬أن يكون معيار املحبة الطاعة ‪:‬‬
‫ومن عالماته أن يزداد إذا رأى أخاه في طاعة‬
‫ّ‬
‫هللا‪،‬وينقص إذا رأى منه معصية هللا عز وجل ‪0‬‬
‫حقوق األخوة‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫لكل مسلم على أخيه املسلم حقوقا‪0‬‬
‫و هذه الحقوق أوجبها عقد اإلسالم‪0‬‬
‫ينتهكها‪0‬فمن‬
‫و صارت لكل مسلم ّ بهذا العقد حرمة ‪ ،‬ال ّيحل ألحد أن ّ‬
‫ذلك قوله ‪ " :‬حق املسلم على املسلم ست ‪ :‬إذا لقيته فسلم عليه‬
‫‪ ،‬و إذا دعاك فأجبه ‪ ،‬و إذا استنصحك فانصح له ‪ ،‬و إذا عطس‬
‫فحمد هللا فشمته ‪ ،‬و إذا مر فعده ‪ ،‬و إذا مات فاتبعه "‬
‫ّإن عقد األخوة رابطة بين الشخصين كعقد النكاح بين الزوجين ‪ ،‬و‬
‫يترتب على هذا العقد حقوق املال و البدن و اللسان و القلب‪0‬‬
‫و بمراعاة هذه الحقوق تدوم املودة و تزداد األلفة ‪ ،‬و يدخل‬
‫املتعاقدين في زمرة املتحابين في هللا ‪0‬‬
‫حقوق األخوة في املال‬
‫•‬
‫ فمن حقوق املال الواجبة إنظاره إلى ميسرة إن كان غريما ‪،‬‬‫قال تعالى ‪ ":‬و إن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة”‬
‫ و من حقوق األخوة املواساة باملال ‪ :‬و هي كما قال العلماء على‬‫ثالث مراتب ‪:‬‬
‫‪ )1‬أدناها أن تقوم بحاجته من فضل مالك‪،‬فإذا سنحت له‬
‫ً‬
‫ابتداء ولم تحوجه إلى‬
‫حاجة‪،‬وكان عندك فضل‪ ،‬أعطيته‬
‫السؤال‪،‬فإن أحوجته إلى السؤال‪،‬فهو غاية التقصير في حقّ‬
‫األخوة‪0‬‬
‫• ‪ )2‬الثانية‪ :‬أن تنزله منزلة نفسك ‪ ،‬و ترض ى بمشاركته إياك في‬
‫مالك‬
‫ّ‬
‫قال الحسن ‪ :‬كان أحدهم يشق إزاره بينه و بين أخيه ‪ ،‬و جاء‬
‫رجل إلى أبي هريرة ‪‬و قال ‪ :‬إني أريد أن أواخيك في هللا ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬أتدري ما حق اإلخاء ؟ قال ‪ّ :‬‬
‫عرفني ‪ ،‬قال أن ال تكون‬
‫ّ‬
‫أحق بدينارك و درهمك مني ‪ ،‬قال ‪ :‬لم أبلغ هذه املنزلة بعد ‪،‬‬
‫‪0‬‬
‫عني‬
‫اذهب‬
‫قال‬
‫ّ‬
‫‪ )3‬الثالثة ‪ :‬و هي العليا ‪ ،‬أن تؤثره على نفسك ‪ ،‬و تقدم‬
‫حاجته على حاجتك ‪ ،‬و هذه رتبة الصديقين ‪ ،‬و منتهى‬
‫درجات املحبين‪0‬‬
‫مراتب‬
‫• فهذه مراتب املواساة باملال ‪ ،‬فإن لم توافق نفسك‬
‫ّ‬
‫رتبة من هذه الرتب مع أخيك فاعلم أن عقد األخوة‬
‫لم ينعقد بعد في الباطن ‪ ،‬و إنما الجاري بينكما‬
‫مخالطة رسمية ال وقع لها في العقل و الدين ‪ ،‬قال‬
‫ميمون بن مهران ‪" :‬من رض ي من اإلخوان بترك‬
‫األفضال ‪ ،‬فليؤاخ أهل القبور‪" 0‬‬
‫حقوق األخوة في البدن‬
‫• و يقصد بها اإلعانة بالنفس في قضاء الحاجات ‪ ،‬و القيام بها قبل‬
‫السؤال ‪ ،‬و تقديمها على الحاجات الخاصة ‪ ،‬و هذه أيضا لها درجات‬
‫كاملواساة باملال ‪0‬‬
‫•‬
‫‪ )1‬أدناها القيام بالحاجة عند السؤال و القدرة مع البشاشة و‬
‫االستبشار و إظهار الفرح و قبول املنة ‪:‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫قال النبي ‪":‬من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس هللا‬
‫معسر ّ‬
‫يسر على ّ‬
‫عنه كربة من كرب يوم القيامة ‪،‬ومن ّ‬
‫يسر هللا عليه‬
‫في الدنيا واآلخرة ‪،‬و من ستر مسلما ستره هللا في الدنيا و اآلخرة ‪،‬و هللا‬
‫في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه "‬
‫أما‬
‫• ‪ )2‬الدرجة الثانية ‪ :‬أن تكون حاجة أخيك مثل حاجتك ‪:‬‬
‫ّ‬
‫كان بعض السلف يتفقد عيال أخيه بعد موته أربعين سنة ‪ ،‬يقوم بحاجتهم ‪،‬‬
‫و ّ‬
‫يتردد كل يوم إليهم و يمونهم من ماله ‪ ،‬فكانوا ال يفقدون من أبيهم إال عينه‪0‬‬
‫• ‪ )3‬أن ّ‬
‫تقدم حاجة أخيك على حاجتك ‪ ،‬و تبادر إلى قضائها و لو تأخرت‬
‫حاجتك‬
‫قض ى ابن شبرمة لبعض إخوانه حاجة كبيرة ‪ ،‬فجاء بهدية ‪ ،‬قال ‪ :‬ماهذا؟ قال‬
‫‪ :‬ملا أسديته ّ‬
‫إلي ‪ ،‬قال ‪ :‬خذ مالك عافاك هللا ‪ ،‬إذا سألت أخاك حاجة ّفلم‬
‫يجهد نفسه في قضائها ‪ ،‬فتوضأ للصالة و ّكبر عليه أربع تكبيرات ‪ ،‬و عده من‬
‫املوتى ‪0‬‬
‫حقوق األخوة في اللسان‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫و هي بالسكوت تارة و بالنطق أخرى ‪:‬‬
‫‪ )1‬السكوت على املكاره ‪:‬‬
‫‪ -1‬ال يذكر عيوبه‪-:‬‬
‫*(يسكت عن ذكر عيوبه في غيبته و حضرته‪،‬بل‬
‫يتجاهل عنه )‬
‫*أماذكر عيوبه و مساويه في غيبته فهو من الغيبة‬
‫املحرمة ‪ ،‬و ذلك حرام في حق كل مسلم ‪ ،‬و يزجرك عنه‬
‫أمران باإلضافة إلى زجر الشرع‬
‫• أحدهما ‪ :‬أن تطالع أحوال نفسك ‪ ،‬فإن وجدت فيها شيئا واحدا‬
‫مذموما ‪ّ ،‬‬
‫فهون على نفسك ما تراه من أخيك ‪ ،‬و قدر أنه عاجز عن‬
‫ِّ‬
‫قهر نفسه في تلك الخصلة الواحدة ‪ ،‬كما أنت عاجز عن قهر نفسك‬
‫في تلك الخصلة الواحدة ‪0‬‬
‫• و األمر الثاني ‪ :‬أنك تعلم أنك لو طلبت منزها عن كل عيب اعتزلت‬
‫عن الخلق كافة ‪ ،‬و لم تجد من تصاحبه أصال‬
‫كما قال النابغة الذبياني ‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫و لست بمستبق أخا ال تل ُّمه *** على شعث ّ‬
‫أي الرجال املهذب‬
‫• ‪ -2‬أن ال يفش ي أسراره ‪:‬‬
‫و من ذلك أن يسكت عن إفشاء أسراره و ال إلى أخصّ‬
‫أصدقائه ‪ ،‬و لو بعد القطيعة و الوحشة ‪ ،‬فإن ذلك من لؤم‬
‫الطبع و خبث النفس‪0‬‬
‫‪ -3‬أن ال يجادله و ال يماريه ‪:‬‬
‫و من ذلك أن يسكت عن مماراته و جداله ‪:‬‬
‫ّ‬
‫قال بعض السلف ‪ :‬من الحى اإلخوان و ماراهم ‪ ،‬قلت‬
‫مروءته ‪ ،‬و ذهبت كرامته ‪0‬‬
‫ّ‬
‫• فال باعث على املماراة إال إظهار التميز بمزيد العقل و الفضل ‪،‬‬
‫واحتقار املردود عليه بإظهار جهله و بالغ بعضهم في ترك املراء و‬
‫الجدال فقال ‪ :‬إذا قلت ألخيك قم ‪ ،‬فقال ‪ :‬إلى أين؟ فال تصحبه ‪،‬‬
‫بل ينبغي أن يقوم و ال يسأل‪0‬‬
‫• واملراء ينبت الضغينة ويقس ى القلب ويقلل الورع في املنطق و الفعل‬
‫‪0‬‬
‫عن أبي أمامة ‪‬قال ‪ ":‬قال رسول هللا ‪" :‬من ترك امل ّراء و هو‬
‫مبطل بنى له بيت في ربض الجنة ‪ ،‬و من تركه و هو محق بنى له في‬
‫وسطها ‪ ،‬و من حسن خلقه بنى له في أعالها" (رواه أبو داود و غيره)‬
‫‪)2‬النطق باملحاب‬
‫•‬
‫•‬
‫و كما تقتض ي األخوة السكوت عن املكاره ‪ ،‬تقتض ي أيضا‬
‫النطق باملحاب ‪ ،‬بل هو أخص باألخوة ‪ ،‬ألن من قنع‬
‫بالسكوت صحب أهل القبور‪0‬‬
‫‪ -1‬التودد باللسان ‪:‬‬
‫فمن ذلك أن يتودد إليه بلسانه ‪ ،‬و يتفقده في األحوال التي‬
‫يحب أن يتفقد فيها ‪ ،‬و كذا جملة أحواله التي يسر بها ينبغي‬
‫أن يظهر بلسانه مشاركته له في السرور بها ‪ ،‬فمعنى األخوة‬
‫املساهمة في السراء و الضراء ‪0‬‬
‫• ‪ -2‬إخباره بمحبته ‪:‬‬
‫و من ذلك أن يخبره بمحبته له ‪ :‬عن أنس بن مالك قال ‪ :‬مر‬
‫رجل بالنبي ‪‬و عنده ناس ‪ ،‬فقال رجل ممن عنده ‪ :‬إني‬
‫ألحب هذا هلل ‪ ،‬فقال النبي ‪":‬أعلمته؟" قال ‪ :‬ال ‪ ،‬قال ‪" :‬‬
‫ّ‬
‫قم إليه فأعلمه " فقام إليه فأعلمه ‪ ،‬فقال ‪ :‬أحبك الذي‬
‫أحببتني له ثم قال ‪ ،‬ثم رجع فسأله النبي ‪‬فأخبره بما قال‬
‫فقال النبي ‪":‬أنت مع من أحببت ‪ ،‬و لك ما احتسبت "‬
‫•‬
‫• و إنما أمر النبي صلى هللا عليه و سلم باإلخبار ‪ ،‬ألن ذلك يوجب زيادة‬
‫حب ‪ ،‬فإن عرف أنك تحبه أحبك بالطبع ال محالة‪ ،‬فإذا عرفت أنه‬
‫أيضا يحبك زاد حبك ال محالة ‪ ،‬فال يزال الحب يتزايد من الجانبين‬
‫و يتضاعف ‪ ،‬و التحابب بين املسلمين مطلوب في الشرع محبوب في‬
‫الدين ‪ ،‬قال النبي ‪ " :‬ال تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ‪ ،‬و ال تؤمنوا‬
‫حتى تحابوا ‪ ،‬أال أدلكم على ش يء إذا فعلتموه تحاببتم ‪ ،‬أفشوا‬
‫السالم بينكم " ( رواه مسلم ‪ ،‬و قال النووي ‪ :‬قوله ‪ ":‬ال تؤمنوا حتى‬
‫تحابوا " معناه ال يكمل إيمانكم ‪ ،‬و ال يصلح حالكم في اإليمان إال‬
‫بالتحاب "‬
‫ّ‬
‫بأحب األسماء إليه ‪:‬‬
‫• ‪ -3‬دعوته‬
‫ّ‬
‫بأحب أسمائه إليه في غيبته و حضوره ‪ ،‬قال‬
‫و من ذلك أن يدعوه‬
‫ّ‬
‫عمر بن الخطاب ‪ :‬ثالث يصفين لك ّ‬
‫ود أخيك ‪ :‬أن تسلم عليه إذا‬
‫لقيته أوال ‪ ،‬و ّ‬
‫توسع له في املجلس ‪ ،‬و تدعوه بأحب األسماء إليه ‪0‬‬
‫• ‪ -4‬الثناء عليه ‪:‬‬
‫و من ذلك ‪ :‬أن تثني عليه بما تعرف من محاسن أحواله و آكد من‬
‫ذلك أن تبلغه ثناء من أثنى عليه ‪ ،‬مع إظهار الفرح ‪ ،‬فإن إخفاء ذلك‬
‫محض الحسد ‪ ،‬و ذلك من غير كذب و ال إفراط ‪ ،‬فإن ذلك من‬
‫أعظم األسباب في جلب املحبة ‪0‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫• ‪ -5‬الذب عنه في غيبته ‪:‬‬
‫و أعظم من ذلك تأثيرا في جلب املحبة ‪ّ ،‬‬
‫الذب عنه في غيبته‬
‫مهما قصد بسوء أو ّ‬
‫تعر لعرضه بكالم صريح ‪ ،‬أو تعريض‬
‫‪ ،‬فحق األخوة التشمير في الحماية و النصرة و تبكيت املتعنت‬
‫و تغليظ القول عليه ‪ ،‬و السكوت عن ذلك موغر للصدر و‬
‫منفر للقلب ‪ ،‬و تقصير في حق األخوة‪0‬‬
‫• قال رسول هللا ‪ " :‬املسلم أخو املسلم ‪ ،‬ال يظلمه و ال‬
‫يحرمه و ال يخذله "‬
‫• ‪ -6‬التعليم و النصيحة ‪:‬‬
‫قال رسول هللا ‪ ":‬الدين النصيحة قالوا ملن يا رسول‬
‫هللا ‪ ،‬قال ‪ " :‬هلل و لكتابه ‪ ،‬و لرسوله ‪ ،‬و ألئمة املسلمين‬
‫و عامتهم " (رواه مسلم) ‪،‬‬
‫• و بخاصة إذا استنصح األخ أخاه وجب عليه أن‬
‫يخلص له النصيحة‪ ،‬و ينبغي أن تكون النصيحة في ّ‬
‫سر‬
‫ال يطلع عليه أحد فما كان على املإل فهو توبيخ و‬
‫فضيحة ‪ ،‬و ما كان في السر ‪ ،‬فهو شفقة و نصيحة ‪0‬‬
‫• قال الشافعي رحمه هللا ‪ :‬من وعظ أخاه سرا فقد نصحه و زانه ‪ ،‬و‬
‫من وعظه عالنية فقد فضحه و شانه و قال رحمه هللا ‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫تعمدني بنصحك في انفرادي *** و جنبني النصيحة في الجماعة‬
‫ّ‬
‫• فإن النصح بين الناس نوع *** من التوبيخ ال أرض ى استماعه‬
‫و إن خالفتني و عصيت قولي *** فال تجزع إذا لم تعط طاعة‬
‫ّ‬
‫• و تتأكد النصيحة كذلك إذا تغير أخوك عما كان عليه من‬
‫العمل الصالح‬
‫قال أبو الدرداء ‪ :‬إذا ّ‬
‫تغير أخوك ‪ ،‬و حال عما كان عليه ‪ ،‬فال‬
‫تدعه ألجل ذلك ‪ ،‬فإن أخاك يعوج مرة و يستقيم مرة ‪ ،‬و‬
‫حكى عن أخوين من السلف انقلب أحدهما عن االستقامة ‪،‬‬
‫فقيل ألخيه ‪ :‬أال تقطعه و تهجره؟ فقال‪ :‬أحوج ما كان إل ّي في‬
‫هذا الوقت ملا وقع في عثرته أن آخذ بيده ‪،‬و أتلطف له في‬
‫املعاتبة‪ ،‬و أدعو له بالعود إلى ما كان عليه ‪0‬‬
‫• و األخوة عقد ينزل منزلة القرابة ‪ ،‬فإذا انعقد تأكد الحق ووجب‬
‫الوفاء بموجب العقد ‪ ،‬و ّمن الوفاء به أن ال يهمل أخاه أيام حاجته‬
‫و فقره ‪ ،‬و فقر الدين أشد من ّفقر املال ‪ ،‬و األخوة عند النائبات و‬
‫حوادث الزمان ‪ ،‬و هذا من أشد النوائب ‪0‬‬
‫• و القريب ينبغي أن ال يهجر من أجل معصيته ‪ ،‬حتى يقام له بواجب‬
‫النصيحة ‪ ،‬و ذلك ألجل قرابته ‪ ،‬قال هللا تعالى لنبيه ‪‬في عشيرته ‪:‬‬
‫" فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون " ( الشعراء ‪)216‬‬
‫و لم يقل ‪ :‬إني برئ منكم ‪ ،‬مراعاة لحق القرابة و لحمة النسب ‪،‬‬
‫• و لهذا أشار أبو الدرداء ملا قيل له ‪ :‬أال تبغض أخاك و‬
‫قد فعل كذا؟ فقال ‪ :‬إنما أبغض عمله و إال فهو أخي ‪0‬‬
‫• و كذا التفريق بين األحباب من محاب الشيطان ‪ ،‬كما‬
‫أن مقارفة العصيان من محابه ‪ ،‬فإذا حصل للشيطان‬
‫أحد غرضيه ‪ ،‬فال ينبغي أن يضاف إليه الثاني ‪0‬‬
‫• ‪ -7‬الدعاء له في حياته و بعد مماته ‪:‬‬
‫عن أبي الدرداء قال ‪ :‬قال رسول هللا ‪ " :‬ما من عبد مسلم يدعو‬
‫ألخيه بظهر الغيب إال قال امللك ‪ :‬و لك بمثل (رواه مسلم)‬
‫قال النووي رحمه هللا ‪ :‬في هذا فضل الدعاء ألخيه املسلم بظهر‬
‫الغيب ‪ ،‬و لو دعا لجماعة من املسلمين حصلت هذه الفضيلة ‪ ،‬و لو‬
‫دعا لجملة من املسلمين فالظاهر حصولها أيضا ‪ ،‬و كان بعض‬
‫السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو ألخيه املسلم بتلك الدعوة ‪،‬‬
‫ألنها تستجاب و يحصل له مثلها ‪0‬‬
‫حقوق األخوة في القلب‬
‫• من حق املسلم على أخيه في هللا عز و جل‬
‫الوفاء و اإلخالص في محبته و صحبته ‪ ،‬و‬
‫عالمة ذلك أن تدوم املحبة ‪ ،‬و أن يجزع من‬
‫الفراق ‪ ،‬و من حقه أن تحسن به الظن ‪ ،‬و‬
‫أن تحمل كالمه و تصرفاته على أطيب ما‬
‫يكون ‪ ،‬و من ذلك أن ال يكلف أخاه التواضع‬
‫له ‪ ،‬و التفقد ألحواله ‪ ،‬و القيام بحقوقه‬
‫•‬
‫‪ )1‬الوفاء و اإلخالص ‪:‬‬
‫و معنى الوفاء الثبات على الحب و إدامته إلى‬
‫املوت معه ‪ ،‬و ّبعد املوت مع أوالده و‬
‫ّ‬
‫أصدقائه ‪ ،‬فإن الحب في هللا إنما يراد به ما‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫عند هللا عز و جل ‪ ،‬فال ينتهي بموت أخيه‬
‫قال بعضهم ‪ :‬قليل الوفاء بعد الوفاة ‪ ،‬خير‬
‫من كثيره في حال الحياة ‪..‬‬
‫‪1‬‬
‫ّ‬
‫• و قد جاء أن رسول هللا ‪‬أكرم عجوزا أدخلت عليه فقيل‬
‫ّ‬
‫له في ذلك ‪ ،‬فقال ‪":‬إنها كانت تأتينا أيام خديجة ‪ ،‬و إن‬
‫حسن العهد من اإليمان”‬
‫• ‪ -‬و من الوفاء لألخ مراعاة جميع أصدقائه و أقاربه و‬
‫املتعلقين به ‪0‬‬
‫ّ‬
‫و ّ من الوفاء‪:‬أن ال يتغير حاله مع أخيه ‪ ،‬و إن ارتفع شأنه‬‫واتسعت واليته و عظم جاهه‬
‫قال بعضهم ‪:‬‬
‫ّ‬
‫إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا *** من كان يألفهم في املنزل‬
‫الخشن‬
‫• و أوص ى بعض السلف ابنه فقال له ‪ :‬يا ّ‬
‫بني ال تصحب من الناس ‪،‬‬
‫إال من إذا افتقرت إليه قرب منك ‪ ،‬و إذا استغنيت عنه لم يطمع‬
‫فيك ‪ ،‬و إن علت مرتبته لم يرتفع عليك‪0‬‬
‫• و مهما انقطع الوفاء بدوام املحبة ‪ ،‬شمت به الشيطان ‪ ،‬فإنه ال‬
‫يحسد متعاونين على بر ‪،‬كما يحسد متواخيين في هللا و متحابين فيه‬
‫‪ ،‬فإنه يجهد نفسه إلفساد ما بينهما ‪ ،‬قال تعالى ‪ ":‬و قل لعبادي‬
‫ّ‬
‫يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم "اإلسراء‪53‬‬
‫قال بعضهم ‪ :‬ما تواخى اثنان في هللا ّ‬
‫فتفرق بينهما ‪ ،‬إال بذنب يرتكبه‬
‫أحدهما ‪0‬‬
‫• و كان بشر يقول ‪ :‬إذا قصر العبد في طاعة هللا ‪ ،‬سلبه‬
‫ّ‬
‫هللا من يؤنسه ‪ ،‬و ذلك ألن اإلخوان مسالة الهموم و‬
‫عون على الدين‪0‬‬
‫• و من آثار الصدق و اإلخالص و تمام الوفاء ‪ ،‬أن تكون‬
‫شديد الجزع من املفارقة ‪،‬و نفور الطبع عن أسبابها ‪،‬‬
‫كما قيل ‪:‬‬
‫فرقة‬
‫وجدت مصيبات‬
‫الزمان جميعها *** سوى ِّ‬
‫ّ َ َ ْ‬
‫األحباب هينة الخطب‬
‫ِّ‬
‫ُ‬
‫• و أنشد ابن عيينة هذا البيت و قال ‪ :‬لقد عهدت أقواما‬
‫فارقتهم منذ ثالثين سنة ‪ ،‬ما ّ‬
‫يخيل ّ‬
‫إلي أن حسرتهم‬
‫ذهبت من قلبي‬
‫• ‪ -‬و من الوفاء أن ال يسمع بالغات عن صديقه‬
‫• ‪ -‬و من الوفاء أن ال يصادق عدو صديقه ‪ :‬قال‬
‫الشافعي رحمه هللا ‪ :‬إذا أطاع صديقك عدوك ‪ ،‬فقد‬
‫اشتركا في عداوتك‬
‫ّ‬
‫• ‪ )2‬حسن الظن ‪:‬‬
‫قال هللا ّ تعالى"يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الظن إن بعد الظن إثم"‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫و قال النبي ‪" :‬إياكم و الظن فإن الظن أكذب‬
‫الحديث “‬
‫إذا كان هذا مطلوب في املسلمين عامة ‪،‬‬
‫و‬
‫•‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫فيتأكد ذلك بين املتآخين في هللا عز و جل ‪0‬‬
‫• و من مناقب اإلمام الشافعي ما قاله أحد تالمذته عنه الربيع‬
‫بن سليمان قال ‪ " :‬دخلت على الشافعي و هو مريض فقلت‬
‫له ‪:‬قوى هللا ضعفك ‪ ،‬فقال ‪ :‬لو قوى ضعفي قتلني ‪ ،‬فقلت ‪:‬‬
‫وهللا ما أردت إال الخير ‪ ،‬قال ‪ :‬أعلم أنك لو شتمتني لم ترد إال‬
‫الخير "‬
‫فينبغي أن يحمل كالم اإلخوان على أحسن معانيه ‪ ،‬و أن ال‬
‫يظن باإلخوان إال خيرا ‪ ،‬فإن سوء الظن غيبة القلب ‪0‬‬
‫• ‪ )3‬التواضع ‪:‬‬
‫و من حقوق األخوة القلبية أن يتواضع إلخوانه ‪ ،‬و يس يء‬
‫الظن بنفسه فإذا رآهم خيرا من نفسه يكون هو خيرا منهم ‪0‬‬
‫• قال أبو معاوية األسود ‪ :‬إخواني كلهم خير مني ‪ ،‬قيل و كيف‬
‫ذلك؟ قال ‪ :‬كلهم يرى لي الفضل عليه ‪ ،‬و من فضلني على‬
‫نفسه فهو خير مني‪0‬‬
‫• و من رأى الفضل لنفسه فقد احتقر أخاه ‪ ،‬و هذا في عموم‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫املسلمين مذموم ‪ ،‬قال ‪ " :‬بحسب امرئ من الشر أن يحقر‬
‫أخاه املسلم "‬
‫لطائف و نوادر في املحبة و اإلخاء‬
‫• يوم أحد واملسلمون يدفنون الشهداء كل إثنين‬
‫معا من كثرة العدد وشدة التعب … يأمر النبى‬
‫فجأة بالتوقف عن الدفن والبحث عن رجلين ‪:‬‬
‫عمرو بن الجموح و عبد هللا بن حرام…‪ .‬ملاذا‬
‫يا رسول هللا ؟ إدفناهما سويا فلقد كانا‬
‫متحابين فى الدنيا !!!!‬
‫وأيضا‬
‫• فى غزوة بدر يأسر أحد األنصار شقيق مصعب بن‬
‫عمير وكان يحكم وثاقه فلما مر بهم مصعب خفف‬
‫من حدة القيد محبة له وإكراما له فى أخيه …‬
‫فماذا قال مصعب ‪ :‬اشدد عليه فإن له أما غنية‬
‫ستعطيك امواال كثيرة …‪ !!!!!.‬أخوة الدين أعلى من‬
‫أخوة الدم إذا كان أحد األخوة كافر‪0‬‬
‫• حين جاءت الفتنة الكبرى وقف الزبير بن العوام‬
‫وطلحة بن عبيد هللا‪ ‬فى مقابلة على بن ابى‬
‫طالب‪ .. ‬وذكر على رض ى هللا عنه الزبير بمقولة‬
‫الرسول‪ ‬اليهما ‪ :‬ستقاتله وانت له ظالم فصاح‬
‫الزبير وهللا كنت قد نسيتها وتعانقا ولكن اليهود‬
‫قتلوه لتظل الفتنة مشتعلة ‪..‬‬
‫• ويموت طلحة ‪‬ويضمه سيدنا على بن ابى طالب‪‬‬
‫الى صدره ويبكى ويقول ليتنى مت قبل هذا بعشرين‬
‫سنة أسأل هللا ان أكون أنا وانت فى الجنة يا طلحة‪0‬‬
‫• لم يسمى سيدنا على بن ابى طالب‪ ‬الجيش الذى‬
‫يقاتله باألعداء بل كان يقول هم إخواننا بغوا علينا‬
‫‪0‬‬
‫ما ضاق مكان بمتحابين‬
‫• عن األثرم قال ‪ :‬دخل اليزيدي يوما على الخليل‬
‫بن أحمد ‪ ،‬و هو جالس على وسادة ‪ ،‬فأوسع له‬
‫فجلس معه اليزيدي على وسادته ‪ ،‬فقال له‬
‫ّ‬
‫اليزيدي ‪ :‬أحسبني قد ضيقت عليك ‪ ،‬فقال‬
‫الخليل ‪ :‬ما ضاق مكان على اثنين متحابين ‪ ،‬و‬
‫الدنيا ال تسع اثنين متباغضين ‪0‬‬
‫ليس من الوفاء‬
‫• ليس من الوفاء موافقة األخ فيما يخالف الحق في أمر يتعلق‬
‫بالدين ‪ ،‬بل من الوفاء له املخالفة ‪ ،‬كان الشافعي رحمه هللا‬
‫آخى محمد بن الحكم ‪ ،‬و كان ّ‬
‫يقربه و يقبل عليه و يقول ‪ :‬ما‬
‫ّ‬
‫فاعتل محمد فعاده الشافعي فقال‬
‫يقيمني بمصر غيره ‪،‬‬
‫مر الحبيب فعدته *** فمرضت من حذري عليه‬
‫و أتى الحبيب يعودني *** فبرئت من نظري إليه‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫• وظن الناس لصدق مودتهما أنه يفو أمر حلقته إليه‬
‫بعد وفاته‪،‬فقيل للشافعي في علته التي مات منها إلى‬
‫من نجلس بعدك يا أبا عبد هللا‪،‬فاستشرف له محمد‬
‫بن الحكم وهو عند رأسه ليومئ إليه‪،‬فقال‬
‫ّ‬
‫الشافعي‪:‬سبحان هللا أيشك في هذا؟أبويعقوب‬
‫البويطي‪،‬فانكسر لها محمد ‪ ،‬ومال أصحابه إلى‬
‫البويطي‪0‬‬
‫• و قد كان محمد حمل عنه مذهبه كله‪،‬لكن كان‬
‫البويطي أفضل وأقرب إلى الزهد والورع ‪ ،‬فنصح‬
‫الشافعي هلل وللمسلمين ‪ ،‬وترك املداهنة‪ ،‬ولم يؤثر رضا‬
‫ّ‬
‫الخلق على رضا هللا تعالى ‪ ،‬و املقصود أن الوفاء‬
‫باملحبة من تمامها النصح هلل‬
‫ّ‬
‫فالنصح هلل مقدم على الوفاء بمحبة اإلخوان ‪0‬‬