هل الخالف وارد؟ • من قدوتنا؟ -: *النبى -: • اختلف مع قومه 0 • اختلف مع زوجاته 0 • *أمهات المؤمنين -: • قصة المغافير • لقاءالنبى ومارية 0 •
Download
Report
Transcript هل الخالف وارد؟ • من قدوتنا؟ -: *النبى -: • اختلف مع قومه 0 • اختلف مع زوجاته 0 • *أمهات المؤمنين -: • قصة المغافير • لقاءالنبى ومارية 0 •
هل الخالف وارد؟
• من قدوتنا؟-:
*النبى -:
•
اختلف مع قومه0•
اختلف مع زوجاته0•
*أمهات المؤمنين-:
•
قصة المغافير•
لقاءالنبىومارية0•
أبوذر وبالل
• *ماسبب الخالف.
• *ماذا فعل أبو ذر؟
• *كيف رد بالل؟
• *بماذا استجاب رسول هللا؟
• ماذا فعل أبوذر؟
• كيف استجاب بالل؟
• من منا مثل أبو ذر وبالل؟
أبو بكر وعمر
•
•
•
•
•
•
اختلفا فى أمر حروب الردة0
أنكر عمر على أبو بكر رأيه وأنكر أبوبكر على عمر رأيه00فهل اتهم
أحدهم اآلخرفى نيته؟!
رغم أن رأى أبوبكرلم يكن موافقا لسمته الذى عهده منه عمر00
فهل اتهمه أو ظن به عمر أنه يريد لنفسه زعامة بعد رسول هللا0
ورغم أن رأى عمر لم يكن موافقا لسمته الذى عرفه عنه أبوبكر00
فهل اتهمه أو ظن به أبو بكر أنه يريد ألبى بكر فشال أو يريد لنفسه
زعامة؟!!
وكيف انتهى بهم الخالف فى الرأى؟
أليسوا نجومنا التى نهتدى باالقتداء بها؟!!
موس ى وهارون
•
•
•
•
•
•
•
•
ملاذا اختار موس ى هارون وزيرا؟
هل زكى هللا سبحانه وتعالى هذا االختيار وأجابه إليه؟
عاد موس ى من لقاء ربه فوجد قومه أشركوا وعبدوا العجل
فكيف عاتب أخاه؟
بماذا اعتذر هارون؟
هل عاتبه موس ى على اختياره؟
هل أنكر عليه ربه مافعل؟
هل وحدة األمة أهم من السكوت عن ذنب كبير؟
هل السكوت يعنى أال نعالج؟!!
اإلصالح بين املتخاصمين
• -1تنفيذ ألمر هللا تعالى ،لتحقيق معنى ّ
األخوة واألسرة الواحدة في املجتمع
املسلم ،قال تعالى {:إنما املؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم}..
(الحجرات.)10:
• ّ -2
فض للخصومات بين املتخاصمين ،وقطع دابر الخالف املؤدي الى الشقاق،
قال تعالى{:وأطيعوا هللا ورسوله وال تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم(}..األنفال:
.)49
• --3املحافظة على املجتمع املسلم نظيفا من الخصومات والنزاعات وقطعها،
والحرص على التماسك اإلجتماعي ،قال صلى هللا عليه وسلم«:مثل املؤمنين في
ّ
توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ،مثل الجسد ،إذا اشتكى منه عضو تداعى له
ّ
والحمى» (مسلم2586 :البخاري)5665 :
سائر الجسد بالسهر
-4قطع دابر الشيطان والتحريش بين املؤمنين ،قال صلى هللا عليه
وسلم«:إن الشيطان قد أيس أن يعبده املصلون ولكن في التحريش
بينهم»
• -5دعوة الى دين هللا تعالى في املجتمع ،قال تعالى {:ادع الى سبيل
ّ
ربك بالحكمة واملوعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي
أحسن(}...النحل125 :
• -6أمر باملعروف ونهي عن املنكر ،ملا يحدث أثناء الخصام
واستمراره ،واإلنتصار للذات ومحاولة اإلنتقام ،فيكون اإلصالح
قطعا لكل هذا املنكر ،قال تعالى{:كنتم خير أمة أخرجت للناس
تأمرون باملعروف وتنهون عن املنكر وتؤمنون باهلل}(آل عمران11:
-7قطع لدابر الظلم ،وهو إعانة املظلوم وإرجاع الحق ألصحابه ،قال صلى هللا
عليه وسلم «:انصر أخاك ظاملا أو مظلوما .فقال رجل:يا رسول هللا :أنصره إذا
كان مظلوما ،أرأيت إن كان ظاملا ،كيف أنصره؟ قال :تحجزه أو تمنعه من
الظلم ،فإن ذلك نصره»
• - 8تحقيق مبدأ التعاون على البر والتقوى الذي أمر به هللا تعالى في
الب ّر والتقوى( }..املائدة). 20:
قوله{:وتعاونوا على ِ
-9تحقيق معنى الشفاعة الحسنة في املجتمع ،لقوله تعالى{:ومن
يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها}(النساء ،)85:وقال صلى
هللا عليه وسلم«:اشفعوا تؤجروا( »مسلم). 2627:
كذلك
• -10تحقيق معنى النصيحة ،وهي إرادة الخير لآلخرين ،من خالل
اإلصالح بين املتخاصمين ،وقد أمر رسول هللا بذل النصح ألئمة
ّ
املسلمين وعامتهم ،قال صلى هللا عليه وسلم « :الدين النصيحة،
قلنا :ملن ،قال :هلل وكتابه ولرسوله وألئمة املسلمين وعا ّمتهم» .
• -11تحقيق معنى روح العفو بين املتخاصمين في املجتمع املسلم،
حيث أن منزلة العفو كبيرة ،وأجره عظيم ،بل أجره مفتوح ال حد
له ،حيث جعل األجر على هللا تعالى {:فمن عفا وأصلح فأجره على
هللا}
والننس ى
• -12تنفيس للكربات وتفريج للهموم وستر للعورات والعيوب ،قال
ّ
ّ
«:من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس هللا عنه كربة
من كرب يوم القيامة
• -13حقن لدماء املسلمين ،والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم ،ملا
يصلها من دمار من جراء استمرار النزاع والخصام ،فكان اإلصالح
حقنا لهذه الدماء التي تسيل في غير طاعة هللا وأرواح تزهق حمية
جاهلية وانتقاما وثأرا باطال ،وحفاظا على املمتلكات من التخريب
والتكسير وحرق للبيوت واملحال التجارية واملحاصيل الزراعية
وغيرها مما نهى عنه هللا تعالى-
للمحبة في هللا ثمرات طيبة يجنيها املتحابون من ربهم في
الدنيا و اآلخرة منها:
• )1محبة هللا تعالى :
عن معاذ قال :سمعت رسول هللا يقول " :قال
هللا تبارك و تعالى :وجبت محبتي للمتحابين ف ّي ،و
ّ
ّ
ّ
ر
املتجالسين في و املتزاو ين في ،و املتباذلين في 0
ّ
• )2أحبهما إلى هللا أشدهما حبا لصاحبه :
عن أبي الدرداء يرفعه قال ّ ":ما من رجلين تحابا في
هللا إال كان ّ
أحبهما إلى هللا أشدهما حبا لصاحبه "
كذلك
• )3الكرامة من هللا :
عن أبي أمامة قال :قال رسول هللا " :ما من عبد ّ
أحب عبدا
هلل إال أكرمه هللا عز وجل "
وإكرام هللا للمرء يشمل إكرامه له باإليمان ،والعلم النافع ،والعمل
ّ
النعم0
الصالح ،و سائر صنوف ِّ
• )4االستظالل في ّ
ظل عرش الرحمن :
ّ
عن أبي هريرة قال :قال رسول هللا " :ّ إن هللا ّتعالى يقول
يوم
ّ ّ
القيامة :أين املتحابون بجاللي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم ال ظل إال
ّ
ظلي0
كما أنه
• )5وجد طعم اإليمان :
ّ
قال " :من ّ
فليحب املرء
أحب أن يجد طعم اإليمان
ال يحبه إال هلل”.
• )6وجد حالوة اإليمان:
ّ
قال رسول هللا " :ثالث من كن فيه وجد حالوة
اإليمان :أن يكون هللا و رسوله ّ
أحب إليه مما سواهما
ّ
،و أن يحب املرء ال يحبه إال هلل ،و أن يكره أ يعود في
الكفر بعد إذ أنقذه هللا منه ،كما يكره أن يلقى في
النار "
واليخفى
• )7استكمال اإليمان :
عن أبي أمامة قال :قال رسول هللا " :من ّ
أحب
هلل ،و أبغض هلل ،و أعطى هلل ،و منع هلل ،فقد
استكمل اإليمان " .
• )8دخول الجنة:
تدخلون
ل
ال
"
:
هللا
عن أبي هريرة قال :قال رسو
ّ
الجنة حتى تؤمنوا و ال تؤمنوا حتى تحابوا ،أوال أدلكم
على ش يء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السالم بينكم "
كذلك
• )9قربهم من هللا تعالى و مجلسهم منه يوم القيامة :
ّ
قال النبى:إن هلل عبادا ليسوا بأنبياء و ال شهداء ،يغبطهم
النبيون و الشهداء بقربهم و مقعدهم من هللا يوم القيامة " هم عباد
من عباد هللا من بلدان شتى ،و قبائل شتى من شعوب القبائل لم
تكن بينهم أرحام يتواصلون بها ،و ال دنيا يتباذلون بها ،يتحابون
بروح هللا ،يجعل هللا وجوههم نورا و يجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام
الناس ،و ال يفزعون ،و يخاف الناس و ال يخافون "
• )10وجوههم نورا يوم القيامة :
من الحديث السابق في قوله ":يجعل هللا وجوههم نورا"
•
ماذا لهم؟
• )11لهم منابر من لؤلؤ:
نفس الحديث السابق في قوله ":يجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام
الناس "
•
)12لهم منابر من نور :
ّ
• قال رسول هللا " :إن هلل عبادا ليسوا بأنبياء و ال شهداء يغبطهم الشهداء و
النبيون يوم القيامة لقربهم من هللا تعالى ،و ّمجلسهم منه " ،فجثا أعرابي
جلهم لنا ؟قال ":قوم من أقناء
على ركبتيه فقال :يا رسول هللا صفهم لنا و
ِّ
تحابوا فيه ،يضع هللا ّ
الناس من ّنزاع القبائل ،تصادقوا في هللا و ّ
عز و ّ
جل
لهم يوم القيامة منابر من نور ،يخاف الناس و ال يخافون ،هم أولياء هللا ّ
عز
و ّ
جل الذين ال خوف عليهم و ال هم يحزنون "
ولهم أيضا
• )13يغبطهم األنبياء و الشهداء يوم القيامة:
من الحديثين السابقين :حديث األشعري و ابن عمر في قوله
":يغبطهم الشهداء و النبيون يوم القيامة لقربهم من هللا تعالى ،و
مجلسهم منه 0
)14تسميتهم بأولياء هللا :
من حديث ابن عمر السابق في قوله ":هم أولياء هللا عز و جل "
)15انتفاء الخوف و الحزن عنهم يوم القيامة :
من الحديثين السابقين :حديث األشعري و ابن عمر " :ال خوف
عليهم و ال هم يحزنون " و قوله " و ال يفزعون ،و يخاف الناس و ال
يخافون "
وليس آخرا00ففضل هللا واسع
ّ
• )16أن املرء بمحبته ألهل الخير لصالحهم و استقامتهم
يلتحق بهم و يصل إلى مراتبهم ،و إن لم يكن عمله بالغ
مبلغهم :عن ابن مسعود قال:جاء رجل إلى رسول
هللا فقال :يا رسول هللا ،كيف تقول في رجل ّ
أحب
قوما ولم يلحق بهم ؟ قال " :املرء مع من ّ
أحب"
(الصحيحان)
وعن علي مرفوعا":ال يحب رجل قوما إال حشر
معهم"( الطبراني في الصغير)
من أختار؟
• قال القرافي ":ما كل أحد يستحق أن يعاشر و ال يصاحب و ال يسارر "0
• و قال علقمة :اصحب من إن صحبته زانك ،و إن أصابتك خصاصة عانك و
ُ
ّ
ّ
إن قلت سدد مقالك ،و إن رأى منك حسنة عدها ،و إن بدت منك ثلمة
ّ
سدها ،و إن سألته أعطاك ،و إذا نزلت بك مهمة واساك ،و أدناهم من ال
تأتيك منه البوائق ،و ال تختلف عليك منه الطرائق 0
• و يقول الشيخ أحمد بن عطاء :مجالسة األضداد ذوبان الروح ،و مجالسة
األشكال تلقيح العقول ،و ليس كل من يصلح للمجالسة يصلح للمؤانسة ،و
ال كل من يصلح للمؤانسة يؤمن على األسرار ،و ال يؤمن على األسرار إال األمناء
فقط 0
ُ
فيمن تؤثر صحبته و محبته خمس خصال
• أن يكون عاقال ،حسن الخلق ،غير فاسق ،و ال مبتدع ،و
ال حريص على الدنيا 0
• )1أما العقل :فهو رأس املال و هو األصل فال خير في صحبة
األحمق
قال علي :
فال تصحب أخا الجهل *** و إياك و إياه
فكم من جاهل أردى *** حليما حين آخاه
• و العاقل الذي يفهم األمور على ما هي عليه ،إما بنفسه و
ُ
ّ
إما إذا ف ِّهم 0
لنعلم
ّ
ّ
• )2أما حسن الخلق :فال بد منه إذ رب عاقل يدرك األشياء على ماهي
عليه ،و لكن إذا غلبه غضب أو شهوة أو ُبخل أو جبن أطاع هواه ،و
خالف ما هو املعلوم عنده ،لعجزه عن قهر صفاته ،و تقويم
أخالقه ،فال خير في صحبته 0
• 0
)3أما الفاسق :فال فائدة في صحبته ،فمن ال يخاف هللا ال
ّ
ّ
تؤمن غائلته و ال يوثق بصداقته ،بل يتغير بتغير األعرا
ّ
قال تعالى ":و ال تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه “و
قال النبي ":ال تصاحب إال مؤمنا و ال يأكل طعامك إال تقي
"
•
ولنعلم
•
) أما املبتدع :ففي صحبته خطر سراية البدعة و تعدي
شؤمها إليه ،فاملبتدع مستحق للهجر و املقاطعة ،فكيف
تؤثر صحبته 0
4
ّ ّ
• )5أما الحريص على الدنيا :فصحبته ّ
سم قاتل ،ألن الطباع
ّ
الحريصّ على
فمجالسة
،
االقتداء
و
ه
التشب
على
مجبولة
ّ
الدنيا ّ
تحرك الحرص ،و مجالسة الزاهد تزهد في الدنيا ،
فلذلك تكره صحبة طالب الدنيا ،و يستحب صحبة
الراغبين في اآلخرة 0
من عالماته
• )1أنه ال يزيد ّ
بالبر وال ينقص بالجفاء :
،قال يحيى ابن معاذ الرازي :
حقيقة املحبة أنها ال تزيد بالبر و ال تنقص بالجفاء 0
• )2املوافقة :
و من عالمات الحب في هللا املوافقة ،قال بعضهم :
يقول للش يء ال إن قلت ال *** و يقول للش يء نعم إن قلت نعم
• )3ال يحسد أخاه :
ّ
املحب أخاه في دين و ال دنيا
و من عالماته أن ال يحسد
و قد وصف هللا تعالى املتحابين في قوله ":و ال يجدون في صدورهم
حاجة مما أوتوا و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة " (
الحشر ) ٩
ومن عالماته
)4أن يحب ألخيه ما يحب لنفسه :
قال رسول هللا " :ال يؤمن أحدكم حتى يحبّ
ّ
ألخيه ما يحب لنفسه "
)5أن يكون معيار املحبة الطاعة :
ومن عالماته أن يزداد إذا رأى أخاه في طاعة
ّ
هللا،وينقص إذا رأى منه معصية هللا عز وجل 0
حقوق األخوة
•
•
•
•
•
•
لكل مسلم على أخيه املسلم حقوقا0
و هذه الحقوق أوجبها عقد اإلسالم0
ينتهكها0فمن
و صارت لكل مسلم ّ بهذا العقد حرمة ،ال ّيحل ألحد أن ّ
ذلك قوله " :حق املسلم على املسلم ست :إذا لقيته فسلم عليه
،و إذا دعاك فأجبه ،و إذا استنصحك فانصح له ،و إذا عطس
فحمد هللا فشمته ،و إذا مر فعده ،و إذا مات فاتبعه "
ّإن عقد األخوة رابطة بين الشخصين كعقد النكاح بين الزوجين ،و
يترتب على هذا العقد حقوق املال و البدن و اللسان و القلب0
و بمراعاة هذه الحقوق تدوم املودة و تزداد األلفة ،و يدخل
املتعاقدين في زمرة املتحابين في هللا 0
حقوق األخوة في املال
•
فمن حقوق املال الواجبة إنظاره إلى ميسرة إن كان غريما ،قال تعالى ":و إن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة”
و من حقوق األخوة املواساة باملال :و هي كما قال العلماء علىثالث مراتب :
)1أدناها أن تقوم بحاجته من فضل مالك،فإذا سنحت له
ً
ابتداء ولم تحوجه إلى
حاجة،وكان عندك فضل ،أعطيته
السؤال،فإن أحوجته إلى السؤال،فهو غاية التقصير في حقّ
األخوة0
• )2الثانية :أن تنزله منزلة نفسك ،و ترض ى بمشاركته إياك في
مالك
ّ
قال الحسن :كان أحدهم يشق إزاره بينه و بين أخيه ،و جاء
رجل إلى أبي هريرة و قال :إني أريد أن أواخيك في هللا ،
فقال :أتدري ما حق اإلخاء ؟ قال ّ :
عرفني ،قال أن ال تكون
ّ
أحق بدينارك و درهمك مني ،قال :لم أبلغ هذه املنزلة بعد ،
0
عني
اذهب
قال
ّ
)3الثالثة :و هي العليا ،أن تؤثره على نفسك ،و تقدم
حاجته على حاجتك ،و هذه رتبة الصديقين ،و منتهى
درجات املحبين0
مراتب
• فهذه مراتب املواساة باملال ،فإن لم توافق نفسك
ّ
رتبة من هذه الرتب مع أخيك فاعلم أن عقد األخوة
لم ينعقد بعد في الباطن ،و إنما الجاري بينكما
مخالطة رسمية ال وقع لها في العقل و الدين ،قال
ميمون بن مهران " :من رض ي من اإلخوان بترك
األفضال ،فليؤاخ أهل القبور" 0
حقوق األخوة في البدن
• و يقصد بها اإلعانة بالنفس في قضاء الحاجات ،و القيام بها قبل
السؤال ،و تقديمها على الحاجات الخاصة ،و هذه أيضا لها درجات
كاملواساة باملال 0
•
)1أدناها القيام بالحاجة عند السؤال و القدرة مع البشاشة و
االستبشار و إظهار الفرح و قبول املنة :
ّ
ّ
قال النبي ":من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس هللا
معسر ّ
يسر على ّ
عنه كربة من كرب يوم القيامة ،ومن ّ
يسر هللا عليه
في الدنيا واآلخرة ،و من ستر مسلما ستره هللا في الدنيا و اآلخرة ،و هللا
في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه "
أما
• )2الدرجة الثانية :أن تكون حاجة أخيك مثل حاجتك :
ّ
كان بعض السلف يتفقد عيال أخيه بعد موته أربعين سنة ،يقوم بحاجتهم ،
و ّ
يتردد كل يوم إليهم و يمونهم من ماله ،فكانوا ال يفقدون من أبيهم إال عينه0
• )3أن ّ
تقدم حاجة أخيك على حاجتك ،و تبادر إلى قضائها و لو تأخرت
حاجتك
قض ى ابن شبرمة لبعض إخوانه حاجة كبيرة ،فجاء بهدية ،قال :ماهذا؟ قال
:ملا أسديته ّ
إلي ،قال :خذ مالك عافاك هللا ،إذا سألت أخاك حاجة ّفلم
يجهد نفسه في قضائها ،فتوضأ للصالة و ّكبر عليه أربع تكبيرات ،و عده من
املوتى 0
حقوق األخوة في اللسان
•
•
•
•
و هي بالسكوت تارة و بالنطق أخرى :
)1السكوت على املكاره :
-1ال يذكر عيوبه-:
*(يسكت عن ذكر عيوبه في غيبته و حضرته،بل
يتجاهل عنه )
*أماذكر عيوبه و مساويه في غيبته فهو من الغيبة
املحرمة ،و ذلك حرام في حق كل مسلم ،و يزجرك عنه
أمران باإلضافة إلى زجر الشرع
• أحدهما :أن تطالع أحوال نفسك ،فإن وجدت فيها شيئا واحدا
مذموما ّ ،
فهون على نفسك ما تراه من أخيك ،و قدر أنه عاجز عن
ِّ
قهر نفسه في تلك الخصلة الواحدة ،كما أنت عاجز عن قهر نفسك
في تلك الخصلة الواحدة 0
• و األمر الثاني :أنك تعلم أنك لو طلبت منزها عن كل عيب اعتزلت
عن الخلق كافة ،و لم تجد من تصاحبه أصال
كما قال النابغة الذبياني :
:
ُ
ّ
و لست بمستبق أخا ال تل ُّمه *** على شعث ّ
أي الرجال املهذب
• -2أن ال يفش ي أسراره :
و من ذلك أن يسكت عن إفشاء أسراره و ال إلى أخصّ
أصدقائه ،و لو بعد القطيعة و الوحشة ،فإن ذلك من لؤم
الطبع و خبث النفس0
-3أن ال يجادله و ال يماريه :
و من ذلك أن يسكت عن مماراته و جداله :
ّ
قال بعض السلف :من الحى اإلخوان و ماراهم ،قلت
مروءته ،و ذهبت كرامته 0
ّ
• فال باعث على املماراة إال إظهار التميز بمزيد العقل و الفضل ،
واحتقار املردود عليه بإظهار جهله و بالغ بعضهم في ترك املراء و
الجدال فقال :إذا قلت ألخيك قم ،فقال :إلى أين؟ فال تصحبه ،
بل ينبغي أن يقوم و ال يسأل0
• واملراء ينبت الضغينة ويقس ى القلب ويقلل الورع في املنطق و الفعل
0
عن أبي أمامة قال ":قال رسول هللا " :من ترك امل ّراء و هو
مبطل بنى له بيت في ربض الجنة ،و من تركه و هو محق بنى له في
وسطها ،و من حسن خلقه بنى له في أعالها" (رواه أبو داود و غيره)
)2النطق باملحاب
•
•
و كما تقتض ي األخوة السكوت عن املكاره ،تقتض ي أيضا
النطق باملحاب ،بل هو أخص باألخوة ،ألن من قنع
بالسكوت صحب أهل القبور0
-1التودد باللسان :
فمن ذلك أن يتودد إليه بلسانه ،و يتفقده في األحوال التي
يحب أن يتفقد فيها ،و كذا جملة أحواله التي يسر بها ينبغي
أن يظهر بلسانه مشاركته له في السرور بها ،فمعنى األخوة
املساهمة في السراء و الضراء 0
• -2إخباره بمحبته :
و من ذلك أن يخبره بمحبته له :عن أنس بن مالك قال :مر
رجل بالنبي و عنده ناس ،فقال رجل ممن عنده :إني
ألحب هذا هلل ،فقال النبي ":أعلمته؟" قال :ال ،قال " :
ّ
قم إليه فأعلمه " فقام إليه فأعلمه ،فقال :أحبك الذي
أحببتني له ثم قال ،ثم رجع فسأله النبي فأخبره بما قال
فقال النبي ":أنت مع من أحببت ،و لك ما احتسبت "
•
• و إنما أمر النبي صلى هللا عليه و سلم باإلخبار ،ألن ذلك يوجب زيادة
حب ،فإن عرف أنك تحبه أحبك بالطبع ال محالة ،فإذا عرفت أنه
أيضا يحبك زاد حبك ال محالة ،فال يزال الحب يتزايد من الجانبين
و يتضاعف ،و التحابب بين املسلمين مطلوب في الشرع محبوب في
الدين ،قال النبي " :ال تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ،و ال تؤمنوا
حتى تحابوا ،أال أدلكم على ش يء إذا فعلتموه تحاببتم ،أفشوا
السالم بينكم " ( رواه مسلم ،و قال النووي :قوله ":ال تؤمنوا حتى
تحابوا " معناه ال يكمل إيمانكم ،و ال يصلح حالكم في اإليمان إال
بالتحاب "
ّ
بأحب األسماء إليه :
• -3دعوته
ّ
بأحب أسمائه إليه في غيبته و حضوره ،قال
و من ذلك أن يدعوه
ّ
عمر بن الخطاب :ثالث يصفين لك ّ
ود أخيك :أن تسلم عليه إذا
لقيته أوال ،و ّ
توسع له في املجلس ،و تدعوه بأحب األسماء إليه 0
• -4الثناء عليه :
و من ذلك :أن تثني عليه بما تعرف من محاسن أحواله و آكد من
ذلك أن تبلغه ثناء من أثنى عليه ،مع إظهار الفرح ،فإن إخفاء ذلك
محض الحسد ،و ذلك من غير كذب و ال إفراط ،فإن ذلك من
أعظم األسباب في جلب املحبة 0
ّ
ّ
• -5الذب عنه في غيبته :
و أعظم من ذلك تأثيرا في جلب املحبة ّ ،
الذب عنه في غيبته
مهما قصد بسوء أو ّ
تعر لعرضه بكالم صريح ،أو تعريض
،فحق األخوة التشمير في الحماية و النصرة و تبكيت املتعنت
و تغليظ القول عليه ،و السكوت عن ذلك موغر للصدر و
منفر للقلب ،و تقصير في حق األخوة0
• قال رسول هللا " :املسلم أخو املسلم ،ال يظلمه و ال
يحرمه و ال يخذله "
• -6التعليم و النصيحة :
قال رسول هللا ":الدين النصيحة قالوا ملن يا رسول
هللا ،قال " :هلل و لكتابه ،و لرسوله ،و ألئمة املسلمين
و عامتهم " (رواه مسلم) ،
• و بخاصة إذا استنصح األخ أخاه وجب عليه أن
يخلص له النصيحة ،و ينبغي أن تكون النصيحة في ّ
سر
ال يطلع عليه أحد فما كان على املإل فهو توبيخ و
فضيحة ،و ما كان في السر ،فهو شفقة و نصيحة 0
• قال الشافعي رحمه هللا :من وعظ أخاه سرا فقد نصحه و زانه ،و
من وعظه عالنية فقد فضحه و شانه و قال رحمه هللا :
:
ّ
ّ
تعمدني بنصحك في انفرادي *** و جنبني النصيحة في الجماعة
ّ
• فإن النصح بين الناس نوع *** من التوبيخ ال أرض ى استماعه
و إن خالفتني و عصيت قولي *** فال تجزع إذا لم تعط طاعة
ّ
• و تتأكد النصيحة كذلك إذا تغير أخوك عما كان عليه من
العمل الصالح
قال أبو الدرداء :إذا ّ
تغير أخوك ،و حال عما كان عليه ،فال
تدعه ألجل ذلك ،فإن أخاك يعوج مرة و يستقيم مرة ،و
حكى عن أخوين من السلف انقلب أحدهما عن االستقامة ،
فقيل ألخيه :أال تقطعه و تهجره؟ فقال :أحوج ما كان إل ّي في
هذا الوقت ملا وقع في عثرته أن آخذ بيده ،و أتلطف له في
املعاتبة ،و أدعو له بالعود إلى ما كان عليه 0
• و األخوة عقد ينزل منزلة القرابة ،فإذا انعقد تأكد الحق ووجب
الوفاء بموجب العقد ،و ّمن الوفاء به أن ال يهمل أخاه أيام حاجته
و فقره ،و فقر الدين أشد من ّفقر املال ،و األخوة عند النائبات و
حوادث الزمان ،و هذا من أشد النوائب 0
• و القريب ينبغي أن ال يهجر من أجل معصيته ،حتى يقام له بواجب
النصيحة ،و ذلك ألجل قرابته ،قال هللا تعالى لنبيه في عشيرته :
" فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون " ( الشعراء )216
و لم يقل :إني برئ منكم ،مراعاة لحق القرابة و لحمة النسب ،
• و لهذا أشار أبو الدرداء ملا قيل له :أال تبغض أخاك و
قد فعل كذا؟ فقال :إنما أبغض عمله و إال فهو أخي 0
• و كذا التفريق بين األحباب من محاب الشيطان ،كما
أن مقارفة العصيان من محابه ،فإذا حصل للشيطان
أحد غرضيه ،فال ينبغي أن يضاف إليه الثاني 0
• -7الدعاء له في حياته و بعد مماته :
عن أبي الدرداء قال :قال رسول هللا " :ما من عبد مسلم يدعو
ألخيه بظهر الغيب إال قال امللك :و لك بمثل (رواه مسلم)
قال النووي رحمه هللا :في هذا فضل الدعاء ألخيه املسلم بظهر
الغيب ،و لو دعا لجماعة من املسلمين حصلت هذه الفضيلة ،و لو
دعا لجملة من املسلمين فالظاهر حصولها أيضا ،و كان بعض
السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو ألخيه املسلم بتلك الدعوة ،
ألنها تستجاب و يحصل له مثلها 0
حقوق األخوة في القلب
• من حق املسلم على أخيه في هللا عز و جل
الوفاء و اإلخالص في محبته و صحبته ،و
عالمة ذلك أن تدوم املحبة ،و أن يجزع من
الفراق ،و من حقه أن تحسن به الظن ،و
أن تحمل كالمه و تصرفاته على أطيب ما
يكون ،و من ذلك أن ال يكلف أخاه التواضع
له ،و التفقد ألحواله ،و القيام بحقوقه
•
)1الوفاء و اإلخالص :
و معنى الوفاء الثبات على الحب و إدامته إلى
املوت معه ،و ّبعد املوت مع أوالده و
ّ
أصدقائه ،فإن الحب في هللا إنما يراد به ما
ّ
ّ
عند هللا عز و جل ،فال ينتهي بموت أخيه
قال بعضهم :قليل الوفاء بعد الوفاة ،خير
من كثيره في حال الحياة ..
1
ّ
• و قد جاء أن رسول هللا أكرم عجوزا أدخلت عليه فقيل
ّ
له في ذلك ،فقال ":إنها كانت تأتينا أيام خديجة ،و إن
حسن العهد من اإليمان”
• -و من الوفاء لألخ مراعاة جميع أصدقائه و أقاربه و
املتعلقين به 0
ّ
و ّ من الوفاء:أن ال يتغير حاله مع أخيه ،و إن ارتفع شأنهواتسعت واليته و عظم جاهه
قال بعضهم :
ّ
إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا *** من كان يألفهم في املنزل
الخشن
• و أوص ى بعض السلف ابنه فقال له :يا ّ
بني ال تصحب من الناس ،
إال من إذا افتقرت إليه قرب منك ،و إذا استغنيت عنه لم يطمع
فيك ،و إن علت مرتبته لم يرتفع عليك0
• و مهما انقطع الوفاء بدوام املحبة ،شمت به الشيطان ،فإنه ال
يحسد متعاونين على بر ،كما يحسد متواخيين في هللا و متحابين فيه
،فإنه يجهد نفسه إلفساد ما بينهما ،قال تعالى ":و قل لعبادي
ّ
يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم "اإلسراء53
قال بعضهم :ما تواخى اثنان في هللا ّ
فتفرق بينهما ،إال بذنب يرتكبه
أحدهما 0
• و كان بشر يقول :إذا قصر العبد في طاعة هللا ،سلبه
ّ
هللا من يؤنسه ،و ذلك ألن اإلخوان مسالة الهموم و
عون على الدين0
• و من آثار الصدق و اإلخالص و تمام الوفاء ،أن تكون
شديد الجزع من املفارقة ،و نفور الطبع عن أسبابها ،
كما قيل :
فرقة
وجدت مصيبات
الزمان جميعها *** سوى ِّ
ّ َ َ ْ
األحباب هينة الخطب
ِّ
ُ
• و أنشد ابن عيينة هذا البيت و قال :لقد عهدت أقواما
فارقتهم منذ ثالثين سنة ،ما ّ
يخيل ّ
إلي أن حسرتهم
ذهبت من قلبي
• -و من الوفاء أن ال يسمع بالغات عن صديقه
• -و من الوفاء أن ال يصادق عدو صديقه :قال
الشافعي رحمه هللا :إذا أطاع صديقك عدوك ،فقد
اشتركا في عداوتك
ّ
• )2حسن الظن :
قال هللا ّ تعالى"يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من
ّ
ّ
الظن إن بعد الظن إثم"
ّ
ّ
ّ
و قال النبي " :إياكم و الظن فإن الظن أكذب
الحديث “
إذا كان هذا مطلوب في املسلمين عامة ،
و
•
ّ
ّ
ّ
فيتأكد ذلك بين املتآخين في هللا عز و جل 0
• و من مناقب اإلمام الشافعي ما قاله أحد تالمذته عنه الربيع
بن سليمان قال " :دخلت على الشافعي و هو مريض فقلت
له :قوى هللا ضعفك ،فقال :لو قوى ضعفي قتلني ،فقلت :
وهللا ما أردت إال الخير ،قال :أعلم أنك لو شتمتني لم ترد إال
الخير "
فينبغي أن يحمل كالم اإلخوان على أحسن معانيه ،و أن ال
يظن باإلخوان إال خيرا ،فإن سوء الظن غيبة القلب 0
• )3التواضع :
و من حقوق األخوة القلبية أن يتواضع إلخوانه ،و يس يء
الظن بنفسه فإذا رآهم خيرا من نفسه يكون هو خيرا منهم 0
• قال أبو معاوية األسود :إخواني كلهم خير مني ،قيل و كيف
ذلك؟ قال :كلهم يرى لي الفضل عليه ،و من فضلني على
نفسه فهو خير مني0
• و من رأى الفضل لنفسه فقد احتقر أخاه ،و هذا في عموم
ّ
ّ
املسلمين مذموم ،قال " :بحسب امرئ من الشر أن يحقر
أخاه املسلم "
لطائف و نوادر في املحبة و اإلخاء
• يوم أحد واملسلمون يدفنون الشهداء كل إثنين
معا من كثرة العدد وشدة التعب … يأمر النبى
فجأة بالتوقف عن الدفن والبحث عن رجلين :
عمرو بن الجموح و عبد هللا بن حرام… .ملاذا
يا رسول هللا ؟ إدفناهما سويا فلقد كانا
متحابين فى الدنيا !!!!
وأيضا
• فى غزوة بدر يأسر أحد األنصار شقيق مصعب بن
عمير وكان يحكم وثاقه فلما مر بهم مصعب خفف
من حدة القيد محبة له وإكراما له فى أخيه …
فماذا قال مصعب :اشدد عليه فإن له أما غنية
ستعطيك امواال كثيرة … !!!!!.أخوة الدين أعلى من
أخوة الدم إذا كان أحد األخوة كافر0
• حين جاءت الفتنة الكبرى وقف الزبير بن العوام
وطلحة بن عبيد هللا فى مقابلة على بن ابى
طالب .. وذكر على رض ى هللا عنه الزبير بمقولة
الرسول اليهما :ستقاتله وانت له ظالم فصاح
الزبير وهللا كنت قد نسيتها وتعانقا ولكن اليهود
قتلوه لتظل الفتنة مشتعلة ..
• ويموت طلحة ويضمه سيدنا على بن ابى طالب
الى صدره ويبكى ويقول ليتنى مت قبل هذا بعشرين
سنة أسأل هللا ان أكون أنا وانت فى الجنة يا طلحة0
• لم يسمى سيدنا على بن ابى طالب الجيش الذى
يقاتله باألعداء بل كان يقول هم إخواننا بغوا علينا
0
ما ضاق مكان بمتحابين
• عن األثرم قال :دخل اليزيدي يوما على الخليل
بن أحمد ،و هو جالس على وسادة ،فأوسع له
فجلس معه اليزيدي على وسادته ،فقال له
ّ
اليزيدي :أحسبني قد ضيقت عليك ،فقال
الخليل :ما ضاق مكان على اثنين متحابين ،و
الدنيا ال تسع اثنين متباغضين 0
ليس من الوفاء
• ليس من الوفاء موافقة األخ فيما يخالف الحق في أمر يتعلق
بالدين ،بل من الوفاء له املخالفة ،كان الشافعي رحمه هللا
آخى محمد بن الحكم ،و كان ّ
يقربه و يقبل عليه و يقول :ما
ّ
فاعتل محمد فعاده الشافعي فقال
يقيمني بمصر غيره ،
مر الحبيب فعدته *** فمرضت من حذري عليه
و أتى الحبيب يعودني *** فبرئت من نظري إليه
ّ
ّ
ّ
• وظن الناس لصدق مودتهما أنه يفو أمر حلقته إليه
بعد وفاته،فقيل للشافعي في علته التي مات منها إلى
من نجلس بعدك يا أبا عبد هللا،فاستشرف له محمد
بن الحكم وهو عند رأسه ليومئ إليه،فقال
ّ
الشافعي:سبحان هللا أيشك في هذا؟أبويعقوب
البويطي،فانكسر لها محمد ،ومال أصحابه إلى
البويطي0
• و قد كان محمد حمل عنه مذهبه كله،لكن كان
البويطي أفضل وأقرب إلى الزهد والورع ،فنصح
الشافعي هلل وللمسلمين ،وترك املداهنة ،ولم يؤثر رضا
ّ
الخلق على رضا هللا تعالى ،و املقصود أن الوفاء
باملحبة من تمامها النصح هلل
ّ
فالنصح هلل مقدم على الوفاء بمحبة اإلخوان 0