للتحميـــل - ملتقى تنظيم الأوقاف
Download
Report
Transcript للتحميـــل - ملتقى تنظيم الأوقاف
ورقة علمية
مقدمة للملتقى الثاني لتنظيم األوقاف
الرياض /4-3محرم1435 /هـ
إعداد /حمد بن محمد الرزين
القاضي بالمحكمة العامة بالرياض
0
عناصر الورقة
دور المحكمة في تطوير األوقاف عند إثباتها .
-1
دور المحكمة في تطوير األوقاف عند تحديد مصارفها و مستحقيها.
-2
دور المحكمة في تطوير األوقاف عند تعيين الناظر و اإلشراف عليه و
-3
محاسبته و عزله.
دور المحكمة في تطوير األوقاف عند تحديد أجرة الناظر.
-4
دور المحكمة في متابعة الوقف و أثر ذلك في تطويره .
-5
إجراءات المحكمة في حال بيع الوقف النقطاع ريعه أو اختزال عقاره
-6
للصالح العام ،و اثر ذلك في استبداله و تطويره.
الضوابط الشرعية العامة التي تراعيها المحاكم الستثمار أموال الوقف.
-7
دور هيئة النظر في تطوير األوقاف.
-8
دور المحكمة في تطوير األوقاف عند إنشائها و
طرق ذلك.
- 1يولي القضاء الشرعي األوقاف رعاية و اهتماما ً كبيرين ،بداية من إثباتها ،و
بالنظر إلى أمر تعميرها ،و ترميمها و استثمارها و تخليصها من أيدي الظلمة ،و
إشهار أحكامها إشهاراً يمنع االستيالء عليها يوما ً ما ،و تضبط أمور غلتها و تصرف
وفق شرط واقفها ،و تحمى من كل مؤ ٍذ و مفسد ،نظراً ألن األوقاف أموال هللا تعالى
،قال عز وجل ( و من يعظم حرمات هللا فهو خير لها عند ربه) .
و يترجم قضاء المملكة هذه الرعاية و االهتمام بسرعة البت في طلبات إثبات
األوقاف و استثنائها من جداول المواعيد اليومية ،و تعطى األولوية ،و يعتنى بما
صدر من تعليمات بشأن األوقاف و المساجد
.
-2يبدأ إثبات الوقف بأن يتقدم طالب الوقفية للمحكمة
بطلب كتابي مسجل يذكر فيها رغبته في وقفية عقاره ،و
يذكر مصرف غلته و مستحقيها (م)247
-3تتأكد المحكمة من توافر الشروط الشرعية في
الواقف و العين الموقوفة ،و الموقوف عليهم ..
عدم تسجيل أي وقف ال.يستند في ملكيته إلى صك ملكية
-4
مستو ٍ
ف لإلجراءات الشرعية و النظامية و التأكد من خلو سجله
مما يمنع من إجراء التسجيل ( .م .)246ألن أثر هذا اإلجراء
يسري على أصل الملكية إذ يؤدي إلى زوال ملكية الواقف للعين
الموقوفة و صيرورتها الن تكون في حكم ملك هللا تعالى.
-5هذا و قد راعى النظام تلك الحاالت التي تكون ألوقاف
قديمة لم تثبت ملكياتها ،فجعل ترتيب ذلك بأن تثبت المحكمة
الملكية و الوقفية و النظارة في إجراء واحد تسهيالً
لإلجراء()248
دور المحكمة في تطوير األوقاف عند تحديد
مصارفها و مستحقيها.
بعد تجاوز مرحلة االشتراطات الشرعية و النظامية في اإلنهاء ،تأتي مرحلة تحديد المصارف ،و
هي تنطلق ابتداء من ذهن الواقف ،و ما في مخيلته من مصارف جديرة بالنظر و مستحقين يرى
أنهم أولى من غيرهم ،و هنا يكون الجلوس مع القاضي الذي يبدأ في مناقشة المصارف و
المستحقين مع الواقف ،و يقترح عليه ما يراه أجدر و أولى ،و يناقش معه نسب التوزيع لكل
مستحق إذا تعددت المصارف ،كما يناقش معه سبل الصرف للمستحقين بما يضمن العدالة و
الديمومة في الصرف و عدم انقطاعه.
و ترجع أهمية إثبات شروط الواقف لكونها محل النزاعات بين
المستحقين و النظار ،إذ يكون فض النزاع بالرجوع إلى شرط
الواقف و إمضائه ،و هذا ما أراده الفقهاء من قولهم" :
ُيرجع عند التنازع في شيء من أمر الوقف إلى شرط واقف ،
كقوله شرطت لزيد كذا ولعمرو كذا ،ألن عمر شرط في وقفه
شروطا ولو لم يجب اتباع شرطه لم يكن في اشتراطه فائدة
وألن ابن الزبير وقف على ولده وجعل للمردودة من بناته أن
تسكن غير مضرة وال مضر بها"
دور المحكمة في تطوير األوقاف عند تعيين
الناظر و اإلشراف عليه و محاسبته و عزله.
من المعلوم أنه ال بد للوقف من ناظر ،و هذا الناظر إما أن يكون هو نفس الموقف
فيجعل النظارة لنفسه ،و قد يكون غيره ،و دور المحكمة هنا هو تثبيت النظارة
للموقف إذا رغبها ،و إرشاده بأنه ال بد أن يجعل ناظراً للوقف بعد مماته أو حين
عجزه ،و كذا إذا أراد تسليم النظارة ابتداء لغيره فيفهم بما يلزم أن يكون في
الناظر من صفات تعود على الوقف بالنفع ،و يبين له القاضي تلك الصفات و يرشده
إلى ما في الناظر المختار من مالحظ شرعية أو حسية قد تضر بالوقف ،كأن يكون
الناظر المختار كفيفا ً او ثقيل سمع أو مقعدا و نحو ذلك.
وعليه فإن القاضي ال تكون له والية على الوقف في خصوص إقامته الناظر
إذا اشترطه الواقف غير أنه إذا كان الناظر غير الواقف فال بد من الشرط في
الناظر أن يكون أمينا ً وال يجوز أن يولى على األوقاف من ال ثقه فيه وال
أمانة عنده وقد كان عمر رضي هللا عنه جعل وقفه إلى حفصة زوج النبي -
صلى هللا عليه وسلم -ثم صار بعدها إلى عبدهللا بن عمر رضي هللا عنهما .و
مرد أن والية الناظر مقدمة على والية القاضي أن مصرف الوقف يتبع فيه
شرط الواقف فكذلك النظر.
فإن لم يشترط الواقف ناظراً أو شرطه فمات أو عزل فالنظر للقاضي وهو
المذهب عند الحنابلة و جمهور الفقهاء .و في هذا نصت الفقرة ()4 /246
من الئحة نظام المرافعات على أنه ( :إذا عزل القاضي ناظراً على وقف أو
ناظر بدال عنه).
قبل عزله لنفسه تعين على القاضي إقامة
ٍ
كما نصت الفقرة ( )246/3من الئحة نظام المرافعات على أن ( :األوقاف
التي أنقرض مستحقوها وآلت إلى جهات خيرية تتولى نظارتها وزارة
الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد ).لكن هذا التنصيب للنظارة
قاض به..
ال يكون تلقائيا بل ال بد من حكم ٍ
وكذلك يكون القاضي متوليا ً للوقف إذا شرط الواقف أنَّ النظر إليه .
ومتى آلت والية الوقف للقاضي فقد اتفق الفقهاء على أن له أن يستنيب فيه
من يراه ؛ ألنه ال يمكنه تولي النظر بنفسه لكثرة األعمال والمهام المناطة به
في العادة.
وعليه فإنه يمكن إجمال الحاالت التي يرجع فيها نظر الوقف للقاضي فيما
يلي-:
-1إذا لم يشترط الواقف ناظراً – على تفصيل سبق . -
-2إذا مات الناظر المشترط أو عزل .
-3إذا أسند الواقف النظر للقاضي .
ففى هذه الحاالت يرجع النظر للقاضي فيسنده لمن يراه صالحا ً .
وعلى هذا جرى العمل القضائي اآلن.
دور المحكمة في تطوير األوقاف عند تحديد أجرة الناظر
يثور جدل كبير بين النظار و القضاة حول أجرة الناظر التي يأخذها مقابل نظارته،
فقد تكون األجرة قليلة يطالب الناظر بزيادتها ،و العكس قد تكون األجرة باهظة و
تسعى المحكمة لتقليصها و رد الفائض على مستحقي الوقف .و هذا الجدل ال يقطعه
إال إذا أدرك الواقف مقدار ريع الوقف و استشار القاضي و ذوي الخبرة في مقدار
األجرة ،ذلك أن القاضي ال يلزم الناظر بأجرة معينه ،لكن من حق الواقف و الموقف
على القاضي أن يرشده إلى ما يراه عادالً و خادما للوقف ،فاألجرة الضئيلة تؤدي
إلى ضياع الوقف ،و األجرة الباهظة فيها شيء من الجور على المستحقين.
قضاء أن الواقف إن كان قدر شيئا ً
و من المقرر فقها ً و
َ
فإنه يجوز أخذه ،و إن لم يقدر شيئا ً و كان الناظر غنيا ً
و رغب في التبرع بالنظارة فله ذلك ،و إن لم يرغب
في النظارة إال بأجرة كان له ذلك و على القاضي أن
يحدد تلك األجرة بما يناسب عمل الناظر و ال يضر
بالوقف
دور المحكمة في متابعة الوقف و أثر ذلك في
تطويره
عادة يكون أمر متابعة الوقف من مهام الناظر إال أن للمحكمة دور في ضبط بعض
إجراءات الناظر التي يكون لها عواقب بعيدة المدى على الوقف مما ال يصح معه أن
يكون اتخاذ القرار فيها راجعا للناظر وحده ،بل تلزمه المحكمة أن يكون ذلك بإذن
من القاضي ..
و من ذلك :اإلذن باالستدانة للوقف ،و اإلذن باستثمار الوقف مدة طويلة األجل كأن
يكون الوقف أرضا ً فيؤجرها الناظر لمدة عشرين سنة على مستثمر يعمرها و
يؤجرها ثم يعود المبنى للوقف بعد نهاية المدة ،و من ذلك اإلذن بالمضاربة في
أرباح الوقف و نحو ذلك مما له مكاسب مجزية و يحوطه خطر محتمل ؛ كل ذلك و
ُّ
البت فيه إال بإذن المحكمة.
امثاله ال يجوز للناظر
إجراءات المحكمة في حال بيع الوقف النقطاع ريعه أو اختزال
عقاره للصالح العام ،و اثر ذلك في استبداله و تطويره
للمحكمة دور بارز فيما إذا قل ّ ريع الوقف أو انقطع بالكلية ،أو حدث على الوقف أمر طارئ كاختزال
بعض أراضيه او كلها للصالح العام و كان ال بد من إزالته؛ فهنا يكون اإلذن باستبدال الوقف الذي
ضعف ريعه أو انقطع بإذن من المحكمة ،و تحفظ قيمته في حساب خاص يشرف عليه بيت المال
لحين شراء البدل ،و كذا تحفظ أقيام العقارات المختزلة للصالح العام في نفس الحساب لحين شراء
البدل ،و باإلمكان اإلذن بإشراك األموال القليلة المتحصلة من عدة اوقاف في وقف واحد ،إذا كان كل
مبلغ ال يكفي لشراء بدل ،و باإلمكان اإلذن للناظر باستثمار المال و المضاربة فيه في عمليات آمنة
تأذن بها المحكمة ،في جملة أحوال يؤخذ منها أن نظر المحكمة للوقف و امواله نظرة رعاية و
اهتمام بالغين.
الضوابط الشرعية العامة التي تراعيها المحاكم الستثمار
أموال الوقف
تراعي المحاكم ِعظم المسؤولية الملقاة عليها فيما يتعلق باألوقاف إثباتا ً و
رعاية و متابعة ،و يشمل ذلك مراقبة النظار و محاسبتهم و النظر فيما يصلح
أمر األوقاف على مر السنين..
و في الحقيقة ال توجد آلية مكتوبة و محددة تستعملها المحاكم في تطوير
األوقاف و استثمارها ،لكن يمكن القول بأن ثمة ضوابط عامة هي التي تؤطر
للمراقب عمل المحاكم في هذا الصدد ،و هي ضوابط شرعية مصلحية قد تستعمل
كلها و قد ي ّطرح منها ما ال تدعو الحاجة إليه ،و هذه المجموعة من الضوابط
العامة مستنبطة من مصادر الشريعة و نصوص الفقهاء..
و أهم هذه الضوابط ما يلي:
– 1أساس المشروعية :ويقصد أن تكون عمليات استثمار أموال الوقف
مطابقة ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية والتي تعتبر المرجعية األولى في
هذا النشاط،
– 2أساس الطيبات :ويقصد به أن توجه أموال الوقف نحو المصارف
االستثمارية التي تعمل في مجال الطيبات وتجنب مجاالت االستثمار في
الخبائث .
– 3أساس األولويات :ويقصد به إرشاد الموقف إلى ترتيب مصارفه التي
يريد تمويلها من أموال الوقف وفقا ً لسلم األولويات ؛الضروريات ثم
الحاجيات فالتحسينات
– 4أساس التنمية اإلقليمية :ويقصد به أن توجه األموال للمشروعات
اإلقليمية البيئية المحيطة بالمؤسسة الوقفية ثم األقرب فاألقرب وال
يجوز توجيهها إلى خارج المملكة ()249
– 5أساس تحقيق النفع األكبر للجهات الموقوف عليهم وال سيما
الطبقات الفقيرة منهم :ويقصد به أن يوجه جزء من االستثمارات نحو
المشروعات التي تحقق نفعا ً للطبقة الفقيرة.
– 6أساس تحقيق العائد االقتصادي ال ُمرضي لينفق منه على الجهات
الموقوف عليها :ويقصد بذلك اتخاذ الوسائل الممكنة لتحقيق عائد مجز
مناسب يمكن اإلنفاق منه على الجهات الموقوف عليها أو تعمير
وصيانة األصول الوقفية.
– 4أساس التنمية اإلقليمية :ويقصد به أن توجه األموال للمشروعات
اإلقليمية البيئية المحيطة بالمؤسسة الوقفية ثم األقرب فاألقرب وال يجوز
توجيهها إلى خارج المملكة (م 249مرافعات)
– 5أساس تحقيق النفع األكبر للجهات الموقوف عليهم وال سيما الطبقات
الفقيرة منهم :ويقصد به أن يوجه جزء من االستثمارات نحو المشروعات
التي تحقق نفعا ً للطبقة الفقيرة.
– 6أساس تحقيق العائد االقتصادي ال ُمرضي لينفق منه على الجهات
الموقوف عليها :ويقصد بذلك اتخاذ الوسائل الممكنة لتحقيق عائد مجز
مناسب يمكن اإلنفاق منه على الجهات الموقوف عليها أو تعمير وصيانة
األصول الوقفية.
– 7أساس المحافظة على األموال وتنميتها :يقصد به عدم تعريض األموال
الوقفية لدرجة عالية من المخاطر والحصول على الضمانات الالزمة
المشروعة للتقليل من تلك المخاطر ،وإجراء التوازن بين العوائد واألماكن،
كما يجب تجنب اكتناز األموال ألن ذلك مخالف ألحكام ومبادئ الشريعة
اإلسالمية.
– 8أساس التوازن :ويقصد بذلك تحقيق التوازن من حيث اآلجال والصيغ
واألنشطة والمجاالت لتقليل المخاطر وزيادة العوائد ،فال يجوز التركيز على
منطقة أو مدينة وحرمان أخرى ،أو التركيز على االستثمارات القصيرة األجل
وإهمال المتوسطة والطويلة ،أو التركيز على صيغة تمويلية دون الصيغ
األخرى ،ويحقق التوازن والتنوع للمؤسسات الوقفية تقليل المخاطر وهو أمر
مطلوب في هذا المجال.
-9توثيق العقود :ويقصد بذلك أن يعلم كل طرف من أطراف
العملية االستثمارية مقدار ما سوف يحصل عليه من عائد أو
كسب ،ومقدار ما سوف يتحمل من خسارة إذا حدثت ،وأن
يكتب ذلك في عقود موثقة حتى ال يحدث جهالة أو غرراً أو
يؤدي إلى شك وريبة ونزاع...
وتأسيسا ً على ذلك يجب على إدارة استثمار أموال الوقف إبرام
عقود االستثمار ومراجعتها من الناحية الشرعية والقانونية
واالستثمارية بمعاونة أهل االختصاص وفي ذلك محافظة على
المال من االعتداء عليه.
– 10المتابعة والمراقبة وتقويم األداء :ويقصد بذلك أن يقوم
المسؤول عن استثمار المال سواء كان ناظراً أو مديراً أو
مؤسسة أو هيئة أو أي صفة أخرى بمتابعة عمليات االستثمار
لالطمئنان من أنها تسير وفقا ً للخطط والسياسات والبرامج
المحددة مسبقاً ،وبيان أهم االنحرافات ،وبيان أسبابها
وعالجها أوالً بأول ،وهذا يدخل في نطاق المحافظة على
االستثمارات وتنميتها بالحق.
دور هيئة النظر في تطوير األوقاف
نصت ( ) 136/3من الئحة نظام المرافعات على أن ( :يشكل في المحاكم العامة
قسم يسمى (قسم الخبراء ) يضم أعضاء هيئة النظر والمهندسين والمساحين
والمترجمين ونحوهم تحت إشراف رئيس المحكمة ).
و هيئة النظر تتكون مجموعة من الرجال المعروفين والمشهود لهم بالخير ولديهم
خبرة في أمور القضاء ،ويناط بهذه الهيئة العمليات التقديرية بشكل عام
و فيما يتعلق باألوقاف فإن أعضاء هيئة النظر لهم دور في تقدير أقيام األمالك
والعقارات المعروضة للشراء لصالح األوقاف أو للبيع فيما يتعلق باألوقاف التي
يراد استبدالها والنظر في تحقق الغبطة والمصلحة بالبيع او الشراء بالقيمة
المقترحة..
و فيما يتعلق بأعضاء الهيئة فإنهم غالبا ً من المتعاقدين السعوديين من
الموظفين المتقاعدين من كبار السن و نحوهم ،و ال يوجد لهم أي مزايا مالية
توازي العمل الشاق الذي يمارسونه إذ إن جزءاً ال يستهان به من عملهم
يقوم على الجوالت الميدانية بالشخوص إلى أماكن النزاع أو ما يطلب
القاضي تقدير قيمته و نحو ذلك ،و ال بد من االعتراف ألولئك األعضاء
الكرام بما يبذلونه من أعمال في حدود قدراتهم.
إال أن هيئة النظر تحتاج في الجملة إلى إعادة نظر ..
و ذلك في تشكيلها و اختصاصاتها في كل فروع عملها ،و في
االوقاف بشكل خاص ،نظراً ألن تكوينها الحالي ال يوفر الحد
األدنى من متطلبات العدالة وال تبرأ بها الذمة ،فعالوة على أن
كثيراً من أعضاء هيئة النظر يحملون مؤهالت تعليمية متدنية
اللهم إال نسبة يسيرة منهم تحمل مؤهالت جامعية -نجد أنتعيين هئوالء األعضاء ال يخضع ألي معايير علمية و ال
مهنية ،و متابعتهم داخل المحكمة ال تخضع لنظام مؤسسي ،و
في قراراتها كثير من التخبط و ال يمكن استنتاج مبادئ عامة
ألعمال هيئات النظر من خالل فحص تلك القرارات.
.
و رغم أن هذه الهيئة تعتبر حجر الزاوية في كثير من القضايا
إال أن الفوضى العارمة التي تطغى عليها و سوء الخدمات
المقدمة و تأخير البت في كثير من طلبات القضاة يجر كثيراً
من السلبيات المنسحبة على الشكل العام للعدالة ،و ال يليق
بوجه العدالة الشرعي أن تشكل مالمحه مثل هذه الهيئة.
و المطلوب في هيئة مهمة كهذه ، ،أن يعاد تشكيلها و وضع
تنظيم خاص بها ،و تفريعها إلى اقسام متخصصة بحسب
أنواع القضايا ،و دعمها بالكوادر المدربة من ذوي
االختصاص والخبرة والتأهيل,
0
الخالصة و التوصيات
0
عالقة المحكمة بإثبات األوقاف تنبع من عموم الوالية التي تكون للمحكمة
-1
في فض الخصومات و منع أسباب النزاع ،و هو اختصاص حصري للمحاكم فقط.
مرد ضرورة إثبات الوقفية هو أن ترك الوقف بال إثبات قضائي يفضي-
-2
في الغالب -إلى تنازع بين الورثة حول ملكية العين الموقوفة ،و االعتداء على ما
ليس بملك لهم ،و يؤدي إلى حرمان المستحقين من ريعها .فثمرة اإلثبات؛ صيانة
الحقوق ،صرف االرتياب عنها ،وقطع المنازعة بين المتعاملين ،والتحيز عن العقود
الفاسدة.
إثبات األوقاف في المحاكم هو إجراء رسمي مستمد من مشروعية إثبات
-3
األوقاف واإلجراءات الالزمة لها في الكتاب الكريم ،والسنة النبوية المشرفة،
وعمل المسلمين منذ عهد النبي -صلى هللا عليه وسلم -حتى يومنا هذا ،وكان
للقضاء اإلسالمي عناية بذلك .و يجوز توثيق األوقاف باألوراق العادية ،لكنها ال
تكون حجة بذاتها ،بل وسيلة لإلثبات أمام القضاء متى كانت الكتابة مستبينة
ومرسومة على الوجه المعتاد وثبتت نسبتها إلى كاتبها على وجه يوثق بها خالية
من التزوير والتغيير الذي يخل بالثقة فيها ونسبتها إلى كاتبها .كما يجري تسجيل
إثبات عقار الوقف إذا لم يكن عليه حجة مسجلة عن طريق تسجيله بحجة استحكام
طبقا ً لإلجراءات المقررة في حجج االستحكام.
من المهم جداً إثبات شروط الواقف لكونها محل النزاعات بين
-4
المستحقين و النظار ،إذ يكون فض النزاع بالرجوع إلى شرط الواقف و إمضائه.
.
تعين الناظر ابتداء حق مستقل للواقف يعين من يشاء ،لكن إن لم
-5
يشترط الواقف ناظراً أو شرطه فمات أو عزل فالنظر للقاضي كما أن األوقاف
التي أنقرض مستحقوها وآلت إلى جهات خيرية تتولى نظارتها وزارة الشؤون
اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد بإذن من القاضي.
فيما يتعلق بأجرة الناظر :إن كان الواقف قدر شيئا ً فإنه يجوز أخذه،
-6
و إن لم يقدر شيئا ً و كان الناظر غنيا ً و رغب في التبرع بالنظارة فله ذلك ،و
إن لم يرغب في النظارة إال بأجرة كان له ذلك و على القاضي أن يحدد تلك
األجرة بما يناسب عمل الناظر و ال يضر بالوقف.
.
يتمثل دور المحكمة فيما بمتابعة األوقاف في تلقي شكايات المستحقين و
-7
محاسبة النظار ،و التأكد من صرف ريع الوقف في مصارفه الشرعية .كما أن للمحكمة
دور في متابعة األوقاف يتمثل في إصدار األذونات الخاصة بالوقف و من أبرزها:
اإلذن باالقتراض للوقف ،اإلذن برهن مباني الوقف دون رقبته ،اإلذن باستثمار الوقف،
اإلذن بالمضاربة بأموال الوقف.
.
للمحكمة دور بارز فيما إذا ق ّل ريع الوقف أو انقطع بالكلية ،أو حدث على
-8
الوقف أمر طارئ كاختزال بعض أراضيه او كلها للصالح العام و كان ال بد من إزالته؛
فهنا يكون اإلذن باستبدال الوقف الذي ضعف ريعه أو انقطع بإذن من المحكمة ،و تحفظ
قيمته في حساب خاص يشرف عليه بيت المال لحين شراء البدل ،و كذا تحفظ أقيام
العقارات المختزلة للصالح العام في نفس الحساب لحين شراء البدل ،و باإلمكان اإلذن
بإشراك األموال القليلة المتحصلة من عدة اوقاف في وقف واحد ،إذا كان كل مبلغ ال
يكفي لشراء بدل.
تراعي المحاكم عِ ظم المسؤولية الملقاة عليها فيما يتعلق
-9
باألوقاف إثباتا ً و رعاية و متابعة ،و يشمل ذلك مراقبة النظار و
محاسبتهم و النظر فيما يصلح أمر األوقاف على مر السنين ،و في هذا
الصدد هناك ضوابط عامة تؤطر عمل المحاكم ،و هي ضوابط شرعية
مصلحية قد تستعمل كلها و قد ّ
يطرح منها ما ال تدعو الحاجة إليه ،و هذه
المجموعة من الضوابط العامة مستنبطة من مصادر الشريعة و نصوص
الفقهاء.
.
-10هيئة النظر تعتبر حجر الزاوية في كثير من القضايا المتعلقة
باألوقاف و غيرها ،إال أن الفوضى العارمة التي تطغى عليها و سوء
الخدمات المقدمة و تأخير البت في كثير من طلبات القضاة يجر كثيراً من
السلبيات المنسحبة على الشكل العام للعدالة ،و ال يليق بوجه العدالة
الشرعي أن تشكل مالمحه مثل هذه الهيئة .المطلوب في هيئة مهمة
كهذه ، ،أن يعاد تشكيلها و وضع تنظيم خاص بها ،و تفريعها إلى اقسام
متخصصة بحسب أنواع القضايا ،و دعمها بالكوادر المدربة من ذوي
االختصاص والخبرة والتأهيل.
.
تم ـ ــت بحمـد اهلل،،