اضغط هنا

Download Report

Transcript اضغط هنا

‫حوار أصحاب الجنة وأصحاب النار‬
‫وأصحاب األعراف‬
‫من اآلية (‪ )44‬إلى (‪)51‬‬
‫ابٰ‬
‫ابٰا ْل َٰ‬
‫جنَّ ِةٰأ َ ْ‬
‫َونَادَىٰٰأ َ ْ‬
‫ص َح َ‬
‫ص َح ُ‬
‫اٰربُّنَاٰ‬
‫ع َدنَ َٰ‬
‫اٰو َ‬
‫ٰو َج ْدٰنَاٰ َم َ‬
‫النَّ ِارٰأ َ ْنٰقَ ْد َ‬
‫َحقًّاٰفَ َه ْٰل‬
‫َٰربُّ ُك ْمٰ َحقًّاٰٰۖ‬
‫اٰو َ‬
‫ْٰو َج ْدت ُ ْمٰ َم َ‬
‫فَ َهل َ‬
‫عد َ‬
‫قَالُواٰنَعَ ْمٰ‬
‫ن لَ ْعنَةُٰ‬
‫فَأَذَّ َنٰ ُم َؤ ِذ ٌنٰٰبَ ْينَ ُه ْمٰأ َ ْٰ‬
‫علَىٰال َّ‬
‫ين(‪)44‬‬
‫ظاِٰل ِم َٰ‬
‫َّللاٰ َ‬
‫َّ ِ‬
‫الَّ ِذ َ‬
‫َّٰللاٰ‬
‫صد َٰ‬
‫س ِبي ِل َّ ِ‬
‫ينٰيَ ُ‬
‫ُّون ع َْنٰ َ‬
‫خ َر ِةٰ‬
‫اٰو ُه ْمٰ ِب ْاْل ِٰ‬
‫َويَ ْبغُونَ َها ِع َوجٰ َ‬
‫َكافِ ُر َ‬
‫ونٰ(‪)45‬‬
‫عل َ ْ‬
‫افٰ‬
‫ٰۚو َ‬
‫ابٰ َٰ‬
‫َوبَ ْينَ ُه َم ِ‬
‫ىٰاْل َ ْع َٰر ِ‬
‫اٰح َج ٌ‬
‫ِر َجا ٌلٰيَ ْع ِرفُ َ‬
‫سي َما ُه ْٰمٰۚ‬
‫ونٰك ًّٰ‬
‫ُّل ِب ِ‬
‫ّل ٌمٰ‬
‫س َٰ‬
‫ابٰا ْل َٰ‬
‫َونَاد َْواٰأ َ ْ‬
‫جنَّ ِةٰأ َ ْنٰ َ‬
‫ص َح َ‬
‫اٰو ُه ْمٰيَ ْط َٰمعُ َ‬
‫ونٰ‬
‫علَ ْي ُك ْمٰٰۚلَ ْمٰيَ ْد ُٰ‬
‫َ‬
‫خلُو َه َ‬
‫(‪)46‬‬
‫ار ُه ْمٰتِْٰلقَا َءٰ‬
‫ص ِرفَ ْتٰأ َْٰب َ‬
‫َو ِإذَاٰ ُ‬
‫ص ُ‬
‫واٰربَّنَ َٰ‬
‫اٰل‬
‫أَ ْ‬
‫بٰالنَّ ِارٰقَاٰلُ َ‬
‫ص َحا ِ‬
‫ت َ ْجعَ ْلنَاٰ َم َعٰا ْل ٰقَ ْو ِمٰال َّظا ِل ِم َٰ‬
‫ين‬
‫(‪)47‬‬
‫اب ْ‬
‫سي َما ُه ْمٰ‬
‫َونَادَىٰٰأَ ْ‬
‫ٰر َجالٰٰيَ ْع ِرفُونَ ُه ْمٰبِ ِ‬
‫ٰاْلَع َْر ِ‬
‫ص َح ُ‬
‫اف ِ‬
‫ستَ ْكبِٰ ُر َ‬
‫ونٰ(‪)48‬‬
‫قَالُواٰ َماٰأَ ْغنَىٰ َ‬
‫ع ْن ُك ْمٰ َج ْمعُ ُك ْٰم َو َماٰ ُك ْنت ُ ْمٰتَ ْ‬
‫س ْمت ُ ْم َ‬
‫أ َ َٰه ُؤ َل ِٰء الَّ ِذ َ‬
‫َّٰللاُٰ‬
‫ينٰأ َ ْق َٰ‬
‫ٰلٰيَنَالُ ُه ُٰم َّ‬
‫ِب َر ْح َم ٍةٰٰۚا ْد ُخلُواٰا ْل َجٰنَّةَ َ‬
‫عٰلَ ْي ُك ْمٰ‬
‫فٰ َ‬
‫ٰلٰ َخ ْو ٌ‬
‫ون(‪)49‬‬
‫َو َلٰأ َ ْنت ُ ْمٰت َ ْح َزنُ َٰ‬
‫ابٰ‬
‫ص َٰ‬
‫َونَاد ٰ‬
‫ابٰالنَّ ِارٰأ َ ْ‬
‫َىٰأ َ ْ‬
‫ح َ‬
‫ص َح ُ‬
‫اٰم َنٰ‬
‫علَ ْينَ ِٰ‬
‫ضواٰ َ‬
‫ا ْل َجنَّ ِةٰأ َ ْنٰأ َ ِفي ُٰ‬
‫َّٰللاُٰۚ قَالُواٰ‬
‫ا ْل َم ِ‬
‫اءٰأ َ ْو ِ‬
‫اٰر َٰزقَ ُك ُم َّ‬
‫ٰم َّم َ‬
‫علَىٰا ْل َكافِٰ ِر َ‬
‫ينٰ‬
‫َّٰللاٰ َح َّر َم ُٰه َماٰ َ‬
‫ِإ َّن َّ َ‬
‫(‪)50‬‬
‫الَّ ِذ َ‬
‫ينٰات َّ َخذُواٰ ِٰدينَ ُه ْمٰلَ ْٰهواٰ‬
‫اٰو َ‬
‫غ َّرٰتْ ُه ُمٰا ْل َحيَا ٰةُ ال ُّد ْنيَاٰٰۚ‬
‫َولَ ِعب َ‬
‫سواٰ‬
‫سا ُه ْمٰ َك َماٰنَ ُٰ‬
‫فَا ْليَ ْو َمٰنَ ْن َٰ‬
‫اٰو َماٰ َكاٰنُواٰ‬
‫ِلقَا َءٰيَ ْو ِم ِه ْمٰ َٰهذَ َ‬
‫ون(‪)51‬‬
‫ِبآيَا ِتنَاٰيَ ْج َح ُٰد َٰ‬
‫وهذه النداءات هي ‪:‬‬
‫• النداء األول‪ :‬نداء أصحاب الجنة ألصحاب النار ‪.‬‬
‫• والنداء الثاني‪ :‬نداء أصحاب األعراف ألصحاب الجنة‪.‬‬
‫• النداء الثالث ‪ :‬ونداء أصحاب األعراف ألصحاب النار‪.‬‬
‫• النداء الرابع ‪ :‬ونداء أصحاب النار ألصحاب الجنة‪.‬‬
‫اإليضاح والشرح‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ار أ َ ْن قَ ْد‬
‫ن‬
‫ال‬
‫حاب‬
‫ص‬
‫أ‬
‫ة‬
‫ن‬
‫ج‬
‫ال‬
‫حاب‬
‫ص‬
‫( َونادى أ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫عدَ‬
‫عدَنا َربُّنا َحقًّا فَ َه ْل َو َج ْدت ُ ْم ما َو َ‬
‫َو َج ْدنا ما َو َ‬
‫َربُّ ُك ْم َحقًّا؟)‬
‫أي إن أصحاب الجنة حين استقرارهم في الجنة واستقرار أهل‬
‫النار في النار ‪ -‬إذا ما وجهوا أبصارهم إليهم يسألونهم سؤال‬
‫افتخار على حسن حالهم وسؤال تهكم وتذكير بجناية أهل النار‬
‫على أنفسهم بتكذيب الرسل‪ ،‬وسؤال تقرير لهم بصدق ما بلّغهم‬
‫الرسل من وعد ربهم لمن آمن واتقى بجنات النعيم قائلين لهم‪ :‬قد‬
‫وجدنا ما وعدنا ربنا على ألسنة رسله من النعيم والكرامة حقا ال‬
‫شبهة فيه‪ ،‬وها نحن أوالء‪ :‬نستمتع بما ال عين رأت وال أذن‬
‫سمعت وال خطر على قلب بشر‪.‬‬
‫وبغي الظالمين وطلبهم اعوجاج السبيل يجىء على‬
‫ضروب شتى‪:‬‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫(‪ )1‬تدسية أنفسهم بالظلم العظيم وهو الشرك فيشوبون التوحيد بشوائب الوثنية في العبادة‬
‫والدعاء ويشركون مع هللا غيره على أنه شفيع عنده ووسيلة إليه‪ ،‬وهو ما نهى هللا عنه‬
‫صينَ لَهُ ال ِ ّدينَ ُحنَفا َء » وقوله تعالى « ُحنَفا َء ِ ا ِ‬
‫لِل‬
‫َّللا ُم ْخ ِل ِ‬
‫بقوله‪َ « :‬وما أ ُ ِم ُروا ِإ اال ِليَ ْعبُدُوا ا َ‬
‫َغي َْر ُم ْش ِر ِكينَ ِب ِه »‪.‬‬
‫(‪ )2‬ظلمهم لها باالبتداع‪ ،‬إذ يبغونها عوجا بما يزيدون في الدين من البدع المحدثات التي‬
‫لم يرد بها كتاب وال سنة‪ ،‬ومستندهم في ذلك تأويالت جدلية ومحاوالت للتوفيق بين الدين‬
‫والفلسفة في االعتقاديات‪ ،‬أو زيادات في العبادات والشعائر كحفل الموالد وترتيالت‬
‫الجنائز وأذكار المآذن‪ ،‬أو تحريم ما لم يحرمه هللا من الطيبات من الرزق‪ ،‬أو تحليل ما‬
‫حرم هللا كبناء المساجد على القبور وإيقاد المصابيح والشموع وغيرها عليها‪.‬‬
‫(‪ )3‬ظلمهم لها بالزندقة والنفاق‪ ،‬إذ يبغونها عوجا بالتشكيك فيها بضروب من التأويل‬
‫يقصد بها بطالن الثقة بها والصد عنها‪.‬‬
‫(‪ )4‬ظلمهم لها في األحكام فيبغونها عوجا بترك الحق‪ ،‬وإقامة ميزان العدل‪ ،‬والمساواة‬
‫بين الناس بالقسط‪.‬‬
‫بالغلو فيها بجعل يسرها عسرا وسعتها ضيقا بزيادتهم على ما شرعه هللا‬
‫(‪ )5‬ظلمهم لها‬
‫ّ‬
‫من أحكام العبادات والمحظورات والمباحات‪ ،‬مما نزل في كتابه وصح من سنة رسوله‪.‬‬
‫ون)‬
‫( َو ُه ْم ِب ْاْل ِخ َر ِة كا ِف ُر َ‬
‫وهم على ضاللهم وإضاللهم كافرون باآلخرة كفرا‬
‫متأصال في نفوسهم‪ ،‬فال يخافون عقابا على جرمهم‪،‬‬
‫وال ذما ولو ما على إنكارهم يوم البعث والجزاء‪.‬‬
‫والخالصة ‪ -‬إنهم جمعوا بين الصد عن سبيل هللا‬
‫وبغيها عوجا‪ ،‬وإنكار البعث والجزاء‪.‬‬
‫األعراف‬
‫‪ :‬واألعراف جمع عرف وكل مرتفع من‬
‫األرض عند العرب يسمى عرفا ‪ ,‬وإنما قيل‬
‫علَى َما ِس َواهُ ِم ْن‬
‫لعرف الديك عرفا الرتفاعه‪َ .‬‬
‫سده‪.‬‬
‫َج َ‬
‫فقد اختلفت أقوال أهل التفسير في المراد بأصحاب‬
‫األعراف‪.‬‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•قيل ‪ :‬أنهم من ذهبـوا إلى الجهاد دون رضى والديهم فـحجبهم‬
‫جهادهم بعد فضل هللا عن ‪ " ..‬النــار"‬
‫وحجبهم عقوقهم لوالديهم عن ‪ " ..‬الجنــة "‬
‫•وقيل إنهم أنبياء ‪.‬‬
‫• وقيل إنهم مالئكة‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬إنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم وهذا القول اختاره‬
‫أكثر المفسرين‬
‫ولٰيوجدٰنصٰنجزمٰبه ونفيءٰإليهٰٰفيٰتحديدٰالمرادٰبأصحابٰ‬
‫اْلعراف‪.‬‬
‫يقول فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه هللا "الناس إذا كان يوم القيامة‬
‫انقسموا إلى ثالثة أقسام‪ :‬قسم ترجح حسناتهم على سيئاتهم فهؤالء ال‬
‫يعذبون ويدخلون الجنة‪ ،‬وقسم آخر ترجح سيئاتهم على حسناتهم فهؤالء‬
‫مستحقون للعذاب بقدر سيئاتهم ثم ينجون إلى الجنة‪ ،‬وقسم ثالث سيئاتهم‬
‫وحسناتهم سواء ‪ ،‬فهؤالء هم أهل األعراف ‪ ،‬ليسوا من أهل الجنة ‪ ،‬وال‬
‫من أهل النار ‪ ،‬بل هم في مكان برزخ عا ٍل مرتفع يرون النار ويرون‬
‫الجنة‪ ،‬يبقون فيه ما شاء هللا وفي النهاية يدخلون الجنة‪ ،‬وهذا من تمام عدل‬
‫هللا سبحانه وتعالى أن أعطى كل إنسان ما يستحق‪ ،‬فمن ترجحت حسناته‬
‫فهو من أهل الجنة‪ ،‬ومن ترجحت سيئاته عذب في النار إلى ما شاء هللا‪،‬‬
‫ومن كانت حسناته وسيئاته متساوية فهو من أهل األعراف لكنها ‪-‬أي‬
‫األعراف‪ -‬ليست مستقرا ً دائماً‪ ،‬وإنما المستقر‪ :‬إما إلى الجنة‪ ،‬وإما إلى‬
‫النار‪ ،‬جعلني هللا وإياكم من أهل الجنة" انتهى‪.‬‬
‫فقد أخذ العلماء من هذه اْلية أن من أفضل القربات‬
‫إلى هللا سقي الماء‪ ،‬وقد قال العلماء إنه ثبت في‬
‫الصحيح‪ (:‬أن هللا جل وعال غفر لرجل ألنه سقى‬
‫كلبا ) فكيف بمن سقى مؤمنا يقول أشهد أن ال إله إال‬
‫هللا وأشهد أن محمدا رسول هللا ولما قيل البن عباس‬
‫رضي هللا تعالى عنهما‪" :‬يا ابن عم رسول ما أفضل‬
‫الصدقة ؟ قال ‪ :‬أن تسقي الماء " ‪.‬‬
‫فيا أيها اإلنسان‪ ،‬مهما عشت وجمعت فإنك ميت راحل‪ ،‬وما في‬
‫يديك زائل‪ ،‬وال يبقى لك إال عملُك‪ ،‬إنك خرجت إلى الدنيا من‬
‫بطن أمك ليس معك شيء‪ ،‬وستخرج منها إلى القبر ليس معك‬
‫منها إال ما عملت قال تعالى ‪َ ﴿:‬ولَقَ ْد ِجئْت ُ ُمونَا فُ َرادَى كما خلقناكم‬
‫ماخولناكم وراء ظهوركم ﴾‪ ،‬إنك مررت بالدنيا‬
‫أول مرة وتركتم‬
‫َّ‬
‫في طريقك إلى اْلخرة‪ ،‬وأتيحت لك الفرصة لتأخذ منها زادا ً‬
‫لسفرك‪ ،‬فأنت بمنزلة المسافر الذي هبط إلى السوق ليأخذ منه‬
‫زادا ً يبلغه في سفره ومسيره‪ ،‬فليس لك من هذه الدنيا إال ما‬
‫تزودت به لآلخرة‪ ﴿ ،‬وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ﴾‪.‬‬
‫والحمد هلل رب العالمين‬
‫وصلى هللا وسلم على‬
‫نبينا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه وسلم‬
‫االختبار النهائي في خمس محاضرات هي ‪:‬‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫‪ .1‬أوصاف المهاجرين واألنصار من آية ‪8‬ـ ‪10‬‬
‫‪ .2‬الوحدة الموضوعية لسور البقرة وآل عمران والنساء‪.‬‬
‫‪ .3‬مفردة اإلحصان في القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ .4‬قصة أصحاب الجنة في سورة القلم من آية ‪17‬ـ ‪33‬‬
‫‪ .5‬حوار أصحاب الجنة وأصحاب النار وأصحاب األعراف‬
‫من اآلية (‪ )44‬إلى (‪.)51‬‬