وزارة التربية منطقة العاصمة التعليمية مدرسة زيد بن الخطاب االبتدائية للبنين مديرة المدرسة : هيالء التنيب ”أيتها الفوضى 00 وداعا“ اعداد المديرة المساعدة : زمزم مروح الشمري

Download Report

Transcript وزارة التربية منطقة العاصمة التعليمية مدرسة زيد بن الخطاب االبتدائية للبنين مديرة المدرسة : هيالء التنيب ”أيتها الفوضى 00 وداعا“ اعداد المديرة المساعدة : زمزم مروح الشمري

‫وزارة التربية‬
‫منطقة العاصمة التعليمية‬
‫مدرسة زيد بن الخطاب االبتدائية للبنين‬
‫مديرة المدرسة ‪ :‬هيالء التنيب‬
‫”أيتها الفوضى‪ 00‬وداعا“‬
‫اعداد المديرة المساعدة ‪:‬‬
‫زمزم مروح الشمري‬
‫أيتها الفوضى … ودا ًعا‬
‫إن المتأمل في هذا الكون الفسيح يرى جل ًيا كيف أن‬
‫الخالق سبحانه وتعالى أبدعه وسيره في نظام دقيق مذهل‬
‫ال مكان فيه لفوضى أو اضطراب‪،‬‬
‫قال تعالى‪َ { :‬و َخلَ َق ُك َّل َشيْ ٍء َف َق َّد َرهُ َت ْق ِديراً} [الفرقان‪.]2:‬‬
‫نعمة الحرية‬
‫ولقد أعطى هللا ـ سبحانه وتعالى ـ لإلنسان الحرية في أن يتصرف في‬
‫ً‬
‫واختبارا له‪ ،‬فمن الناس من يوفق لتنظيم وقته‬
‫وقته كما يشاء‪ ،‬ابتال ًء‬
‫وتحقيق أهدافه عل نور الوحي وضوء الشريعة‪ ،‬فيكون بذلك مواف ًقا‬
‫لنظام هذا الكون‪ ،‬ومنهم ـ وهو األكثر ـ من يعيش في فوضى عارمة‬
‫مخال ًفا بذلك ناموس الكون‪ ،‬مما يؤدي به إلى الفشل والضياع‬
‫واالضطراب وقلة اإلنتاج وضآلة العطاء في عمله‪ ،‬ثم يكون اليأس‬
‫واإلحباط والتوتر والقلق حين يرى الفوضوي الناجحين من حوله وقد‬
‫تقدموا نحو أهدافهم بينما ما زال هو يراوح مكانه‪ ،‬ومن أجل أن تنجو‬
‫من معاثر الفوضوية ال بد لنا من معرفة أسباب الفوضى في حياتنا‬
‫أوالً ثم بعد ذلك ال بد أن نتعرف على فن تنظيم اليوم‪.‬‬
‫أو ًال‪ :‬أسباب الفوضى في حياتنا‬
‫‪1‬ـ التهاون في استغالل الوقت‪:‬‬
‫وذلك بتضييعه في توافه األمور‪ ،‬فأهل الفوضى والبطالة ليس‬
‫في حياتهم أرخص من األوقات‪ ،‬يبدونها في لهو ولعب‪ ،‬وال‬
‫يفكرون أب ًدا في استغاللها‪ ،‬بل إنهم يتنادون فيما بينهم لقتلها‪،‬‬
‫وما علم هؤالء المساكين أنهم بهذا يقتلون أنفسهم‪ ،‬كما قال‬
‫الحسن البصري ـ رحمه هللا ـ‪:‬‬
‫'إنما أنت أيام مجموعة فكلما ذهب يومك‪ ،‬ذهب بعضك'‪.‬‬
‫أهل الجد والنظام‬
‫أما أهل الجد والنظام فيدركون أن الوقت هو الحياة ولذلك‬
‫يحرص كل منهم على استثمار كل لحظة من لحظات حياته‬
‫في عمارة دينه ودنياه لعلمه أن هللا عز وجل سائله عن عمره‬
‫فيما أفناه وعن شبابه فيما أباله‪ ،‬وإذا عود اإلنسان نفسه على‬
‫االنتفاع بوقته‪ ،‬فإن ذلك سيدفعه إلى إتقان تنظيم حياته واض ًعا‬
‫نصب عينيه قول الشاعر‪:‬‬
‫إن الحياة دقائق وثوان‬
‫دقات قلب المرء قائلة له‬
‫‪2‬ـ عدم ترتيب األولويات‪:‬‬
‫خلط الفوضوي بين األهم واألقل أهمية‪ ،‬فيشغل نفسه‬
‫بالكماليات والثانويات أو المندوبات والمباحات‪ ،‬ويفرط في‬
‫الضروريات والكليات والفرائض والواجبات‪ ،‬فهو كمن بذل‬
‫جهده في اختيار ألوان منزله وفرط في قواعد وأعمدة‬
‫وجدران ذلك المنزل‪ ،‬فانهدم على من فيه ولم ينفع صاحبه‬
‫تزو يق األلوان وال بهارج األصباغ‪.‬‬
‫‪3‬ـ سوء التوقيت في إنجاز العمل‪:‬‬
‫إما بتقديمه عن وقته المناسب أو بتأخيره عنه وكال طرفي قصد األمور ذميم‪ ،‬وما‬
‫أجمل قول الصديق في وصيته للفاروق رضي هللا عنهما‪' :‬واعلم أن هلل عمالً في‬
‫الليل ال يقبله في النهار‪ ،‬وأن هلل عمالً في النهار ال يقبله في الليل'‪.‬‬
‫وهللا جل وعال بحكمته قد جعل لكل شيء في الكون وق ًتا محد ًدا ال يتقدم عنه وال‬
‫يتأخر‪ ،‬والفوضوي كعادته يأبى إال أن يخالف ناموس الكون في دقته ونظامه‪،‬‬
‫فتراه ال يجعل الشيء في موعده إما بتقديم أو بتأخير‪ ،‬جريًا وراء كسله وهواه‪،‬‬
‫فتكون النتيجة إما أعماالً ال فائدة منها‪ ،‬كمن يرجو الثمرة قبل وقت نضوجها‪ ،‬أو‬
‫أعماالً قليلة الفائدة حيث انتهى وقت فائدتها الحقيقية كمن يقطف الثمرة بعد وقت‬
‫نضجها بزمن طويل فتكون قد أصابها التلف والعطب‪ ،‬وهكذا ربما تعب‬
‫الفوضوي وكدح وعمل‪ ،‬ولكن الفوضى في عدم ضبط األعمال بأوقاتها أفقدته‬
‫ثمرة عمله‬
‫‪4‬ـ عدم اكتمال العمل‪:‬‬
‫فالفوضوي تمضي حياته في أعمال ومشاريع يخطو فيها‬
‫خطواته األولى ثم يتركها إلى غيرها قبل أن تكتمل‪ ،‬فكم من‬
‫مرة بدء عمالً وما إن يمضي فيه قليالً حتى تحدثه نفسه‬
‫بتركه إلى غيره‪ ،‬وكم من مرة يبدأ في قراءة كتاب‪ ،‬وبعد أن‬
‫يجاوز ربعه إذ بيديه تقفز إلى غيره من الكتب ليبدأ في‬
‫قراءته وهكذا‪ ،‬حتى ينقضي عمره في بذر ال يرى له‬
‫حصا ًدا‪ ،‬وتتراكم عليه األعمال وتكثر األعباء‪ ،‬والحياة‬
‫محدودة واإلمكانات كذلك‪ ،‬وإذ باأليام تولت والفوضوي ما‬
‫زال يجري وراء السراب‪.‬‬
‫‪5‬ـ تكرار العمل الواحد أكثر من مرة‪:‬‬
‫ظ ًنا منه أنه لم ينفذه من قبل‪ ،‬فمثالً الذي يعد ً‬
‫بحثا علم ًيا ثم‬
‫يمر به حديث نبوي فيخرجه‪ ،‬ثم يمر به نفس الحديث‬
‫فيخرجه مرة أخرى ثم ثالثة‪ ،‬فيضيع وقته ويهدر جهده وال‬
‫جديد في العمل‪ ،‬فالتعود على تكرار العمل بعد الفراغ منه‬
‫دون حاجة لذلك يقلل إنتاج اإلنسان في الحياة ويضيع عليه‬
‫ً‬
‫كثيرا من الفرص التي كان يمكن أن يفعل فيها الكثير لدنياه‬
‫وأخراه‪.‬‬
‫‪6‬ـ عدم ترتيب العمل [عند تنفيذه وإنجازه] منطق ًيا‬
‫منظ ًما‪:‬‬
‫فالفوضوي ينطلق إلى إنجاز عمله وسواء عنده بدء بالمقدمة‬
‫أو الخاتمة‪ ،‬كمن يبني منزالً فبدأ بشراء مستلزمات الطالء‬
‫للحوائط قبل أن يعد مستلزمات القواعد واألساسيات‪ ،‬فاإلعداد‬
‫لألمور قبل مفاجأتها مطلوب‪ ،‬ولكن بعد أن تفرغ من اإلعداد‬
‫ً‬
‫كثيرا‬
‫والعمل لما ينبغي أن يسبقها‪ ،‬وإال فربما قضى اإلنسان‬
‫ً‬
‫كثيرا من جهده وإمكاناته في عمل ال ينتفع‬
‫من وقته‪ ،‬وبذل‬
‫ت في وقته ومكانه‪ ،‬فيضطر إلى تكراره مرة‬
‫به؛ ألنه لم يأ ِ‬
‫أخرى‪ ،‬ولو تريث قليالً ونظم عمله ورتب جهده لما خسر كل‬
‫هذا من حياته وجهده وإمكانياته‪.‬‬
‫‪7‬ـ تنفيذ العمل بصورة ارتجالية وعدم التخطيط له‬
‫قبل إنجازه بوقت كاف‪:‬‬
‫ويعد هذا من أهم أسباب الفوضى في الحياة‪ ،‬إذ بالتخطيط‬
‫يحدد اإلنسان أهدافه من كل عمل يقوم به ووسائله لتحقيق‬
‫تلك األهداف وكيفية استغالل تلك الوسائل ومكان كل شيء‬
‫من العمل‪ .‬وبدون ذلك فإنما هو الكدح واالضطراب الفشل‬
‫والفوضوية والتخبط‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬كيف تنظم يومك؟‬
‫إذا نجح اإلنسان في تنظيم يومه نجح في تنظيم حياته‪ ،‬وقبل‬
‫أن أحدثك عن قواعد تنظيم اليوم‪ ،‬فال بد أن تعلم‪ ،‬أن الوقت‬
‫المتوافر لديك خالل يومك يمكن تنظيمه طب ًقا للكيفية التي‬
‫تستخدمه بها‪ ،‬وعلى ذلك يمكن تقسيم الوقت إلى قسمين‬
‫أساسيين‪:‬‬
‫[‪ ]1‬وقت الفراغ‪:‬‬
‫هو الوقت الذي تتمتع خالله بحرية التصرف في العمل دون‬
‫قيود ويمكن تقسيمه بدوره إلى قسمين‪:‬‬
‫أـ وقت شخصي‪ :‬وهو الذي تحتاجه للعناية بمتطلبات بقائك‬
‫على قيد الحياة مثل األكل والشرب والعناية بالصحة‪.‬‬
‫ب ـ وقت االسترخاء‪ :‬فهو الوقت غير المخصص تحدي ًدا ألي‬
‫نشاط وهدف‪ ،‬فهو وقت فراغ غير مستغل‬
‫[‪ ]2‬وقت العمل‪:‬‬
‫وهو الفترة التي نكون فيها ملتزمين طو ًعا أو بناء على أوامر بالقيام‬
‫بنشاط معين‪ ،‬ويمكن تقسيمه كذلك إلى قسمين‪:‬‬
‫أـ وقت اإلنتاج‪ :‬هو الوقت الذي ينقضي في اإلنجاز الفعلي ألهدافنا‬
‫التي نحن ملتزمون بتحقيقها سواء في حياتنا الخاصة أو حياتنا العملية‪.‬‬
‫ب ـ الوقت الضائع‪ :‬هو الوقت الذي ينقضي دون أي إسهام في إنجاز‬
‫الغرض الذي تعهدنا بتحقيق‪ ،‬فهو في األصل وقت مخصص لهدف إال‬
‫أن عائ ًقا منع من التقدم فيه حيال الهدف‪ ،‬وهو يضيع بنفس الطريقة‬
‫التي تبدد بها بنزين السيارة إذا ما تركت سيارتك تدور وأنت تنتظر‬
‫زميلك للذهاب إلى مكان ما‪.‬‬
‫والقاعدة العامة في حسن استغالل اليوم وتنظيمه‬
‫هي أنه‪:‬‬
‫بقدر ما نخصص من وقت فراغنا للنشاطات المنتجة‪ ،‬وبقدر‬
‫ما نقلل من الوقت الذي نضيعه بقدر ما يكون استخدامنا‬
‫للوقت أكثر إنتاجية‪ ،‬فالبراعة هنا تكمن في كيفية زيادة وقت‬
‫العمل وتقليل الوقت الضائع وذلك عن طريق تنظيمه تنظي ًما‬
‫جي ًدا لتحقيق االستغالل األمثل له‪.‬‬
‫وإليك اآلن أيها القارئ الكريم بعض األفكار‬
‫والتوجيهات العملية التي تساعدك في تنظيم يومك‪:‬‬
‫‪1‬ـ أعد قائمة بأعمالك اليومية في مساء اليوم الذي قبله أو في‬
‫صباح اليوم نفسه واحتفظ بهذه القائمة في جيبك وكلما‬
‫أنجزت عمالً فأشر عليه بالقلم‪.‬‬
‫‪,‬‬
‫‪2‬ـ أوجز عبارات األعمال في الورقة بما يذكرك بها فقط‪.‬‬
‫‪3‬ـ قدر لكل عمل وق ًتا مناس ًبا ألدائه من غير إفراط وال‬
‫و‬
‫‪4‬ـ قسم األعمال تقسي ًما جغراف ًيا بمعنى أن كل مجموعة‬
‫أعمال في مكان واحد أو في أماكن متقاربة تنجز متتالية‬
‫ً‬
‫حفظا للوقت‪.‬‬
‫‪5‬ـ افعل األشياء الثقيلة على النفس عندما تكون في كامل‬
‫طاقتك وحيويتك‪.‬‬
‫و‬
‫‪6‬ـ إذا شعرت بالتعب قم بأحب األعمال إلى نفسك في هذه‬
‫القائمة وسوف تستعيد نشاطك مرة أخرى‪.‬‬
‫‪7‬ـ اجعل قائمتك مرنة بحيث يمكن الحذف منها أو اإلضافة‬
‫إليها إذا استدعى األمر ذلك‪.‬‬
‫و‬
‫‪8‬ـ اترك وق ًتا في برنامجك للطوارئ التي ال تتوقعها‪ :‬مثل‬
‫ضيف يزورك بدون موعد أو طفل يصاب بمرض طارئ‪،‬‬
‫أو سيارة تتعطل عليك في الطريق ونحو ذلك‪.‬‬
‫‪9‬ـ بادر باستغالل هوامش األعمال الطويلة إلنجاز أعمال‬
‫قصيرة مثالً‪:‬عند االنتظار في عيادة الطبيب اقرأ في كتاب أو‬
‫أكتب رسالة أو اتصل بالهاتف إلنجاز بعض األعمال وهكذا‪.‬‬
‫و‬
‫‪10‬ـ عندما يكون وضع برنامجك اليومي اختيار ًيا نوع‬
‫أعمالك لئال تصاب بالملل‪ ،‬فاجعل جز ًءا منها شخص ًيا وآخر‬
‫ً‬
‫وثالثا خارج البيت وهكذا‪.‬‬
‫عائل ًيا‬
‫‪11‬ـ اجعل جز ًءا من برنامجك اليومي لتطوير ذاتك وزيادة‬
‫ثقافتك وتفكيرك في مشاريعك المستقبلية‪.‬‬
‫‪12‬ـ حبذا لو صممت استمارة مناسبة لكتابة برنامجك اليومي‬
‫عليها ثم صورت منها ً‬
‫نسخا ووضعها في ملف لديك وجعلت‬
‫لكل يوم منها واحدة‪.‬‬
‫المراجع‬
‫‪1‬ـ حتى ال تكون كالً‬
‫‪2‬ـ كيف تكون عمليا أكثر‬
‫‪3‬ـ إدارة الوقت‪ :‬الدليل غير الرسمي‬
‫د‪ .‬عوض القرني‬
‫ترجمة سامي سليمان‬
‫دون رينو‬
‫وختاما‬
‫أقول كما قال المصطفى صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬
‫اللهم انفعنا بما علمتنا وزدنا علما ‪0000‬‬
‫آمين ‪0‬‬
‫أختكم ‪ :‬زمزم مروح الشمري‬