التصحر والأمن الغذائي العربي متغيران متنافسان
Download
Report
Transcript التصحر والأمن الغذائي العربي متغيران متنافسان
التصحر واألمن الغذائي العربي متغيران
متنافسان
Desertitication and Arab food
security variables competing
أ.د .سالم يونس النعيمي
Prof. Dr. Salim Y. Al-Niaamy
جامعة الموصل
كلية الزراعة والغابات
قسم االقتصاد الزراعي
مقدمة البد منها...
•
األمن الغذائي العربي هدف الدول والمؤسسات والمنظمات العربية وهو
متغير تحكمه قيود اقتصادية (اسعار السلع والموارد محليا ً وعالميا ً) وطبيعية
(المناخ والبيئة ونوعية الموارد) وعلى الرغم من توافر الموارد الطبيعية
وتنوعها لالنسان العربي اال انها تتميز بهشاشتها كنتيجة للظروف البيئية
القاسية من حيث المناخ الجاف والتربة غير الخصبة الناتج عن االستغالل
العشوائي والجائر عبر حقب طويلة ادى الى تدهور االرض الزراعية
وتملحها وتدهور الغابات والمراعي وتقلص التنوع الحيوي وانجراف التربة
وتعريتها ونشوب ظاهرة التصحر التي تعد من اهم المشاكل التي ظهرت في
العقدين االخيرين وذلك للتأثير السلبي الذي خلفته على كافة االصعدة
االجتماعية واالقتصادية والبيئية .
وبدا متغير التصحر منافس شديد لمتغير االمن الغذائي العربي حيث بشدة
االول يتناقص تحقق الثاني والعكس صحيح .فكلما استشرت مشكلة التصحر
كلما قلت فرص تحقيق امن غذائي عربي مستقل ،وامراً كهذا دفعنا الى
دعوة العرب وانتقاد جهودهم في وقف هذا التدهور الذي تصل كلفته
االقتصادية في الدول العربية مابين %7.4 ،%2.7من الناتج المحلي لهذه
الدول (اكساد).
مفهوم التصحر:
• تعرف اتفاقية االمم المتحدة لمكافحة التصحر (االمم المتحدة )1995 ،التصحر
بانه تدهور االراضي في المناطق الجافة وشبه الجافة والجافة شبه الرطبة الناتج
عن االنشطة البشرية واالختالفات المناخية ،وتشمل االرض في هذا المفهوم
التربة وموارد المياه وسطح التربة والغطاء النباتي.
• وينص مفهوم منظمة االغذية والزراعة (الفاو) الذي مازال يحظى بالتقدير على
ان التصحر ينبغي ان ينظر اليه كانهيار في الميزان الهش الذي سمح لحياة النبات
واالنسان والحيوان بان تنمو في المناطق الجافة وشبه الجافة وتلك الجافة شبه
الرطبة" ويمثل هذا االنهيار في التوازن وفي العمليات الفيزيائية والكيميائية
والبيولوجية كبداية لعملية من التدمير الذاتي لجميع العناصر في نظام الحياة .ومن
ثم كان ضعف التربة ازاء التآكل بسبب الرياح والماء ،وانخفاض منسوب المياه،
واالضرار بعملية التجدد الطبيعي للنبات ،والتدهور الكيميائي للتربة ،وهذه
جميعها نتائج مباشرة للتصحر
اسباب التصحر:
•
•
•
ومن اهم اسباب مشكلة التصحر هي عوامل مناخية اوالً متمثلة
بانحباس االمطار وهبوب العواصف الترابية وسنوات جفاف متكررة
وتعرية التربة بسبب جريان المياه ،واالستخدام المفرط لالرض بشكل
يؤدي الى استنزاف التربة ،واساليب الري الرديئة.
ايضا بسبب تدهور المراعي والقطع الجائر للغابات وتدني انتاجية
االرض وزيادة سحب المياه الجوفية وعدم ترشيد استخدامها و ماهي
اال انعكاس لالستغالل غير الرشيد للموارد واستخدام تطبيقات زراعية
غير مناسبة،
الى جانب عدم الوعي باالثار الضارة للتلوث البيئي نتيجة استخدام
المبيدات واالسمدة الكيميائية ،وما تسببه من تلوث للتربة والمياه بل
وللنظام البيئي ككل.
آثار التصحر
• ولهذا التصحر آثار تنعكس بشكل انخفاض انتاجية االنظمة البيئية المتصحرة سواء كانت مراعي
طبيعية او غابات او اراضي زراعية وقد دلت الدراسات الى ان انتاج الهكتار من الحبوب في المناطق
الجافة والهامشية التي تعرضت لمخاطر التصحر قد انخفض بشكل واضح وازدادت اعداد الحيوانات
بالنسبة للحمولة الرعوية (طاقة المراعي) وانخفاض انتاجية قطعان الماشية
• .
• وهناك من االثار االجتماعية للتصحر متمثلة بتسارع هجرة سكان الريف والرعاة والبدو الى المدن
طلبا للرزق بعد ان انخفض انتاج اراضيهم وتحول جزء منها الى صحراء او شبه صحراء .
• ويؤدي التصحر الى مجموعة من االثار البيئية المحيطة باالنسان متمثلة بتلوث الجو بالغبار والتربة
والتغير في المناخ المحلي على المدى البعيد حيث االرتفاع في درجات الحرارة وتقلص التنوع الحيوي
.
• وهذه االثار البيئية واالجتماعية السيئة للتصحر تتماشى طرديا ً مع آثار اقتصادية سلبية هي في صورة
انخفاض في انتاجية المزارع وتناقص مستمر في دخله وضعف في قدرته على االدخار ومحاولة
الولوج الى اساليب االنتاج الحديثة وهذا يؤثر بدوره على الناتج المحلي الزراعي ومساهمته في
الناتج المحلي على مستوى االقتصاد القومي وتحميل الدول اعباء سد العجز في الغذاء عن طريق
االستيراد والذي ال يخلو من ضغوط سياسية قد تهدد االمن الستراتيجي لدول المنطقة وبدون تدارك
االمر لتخفيف اثار الجفاف والتصحر اليمكن تحقيق االمن الغذائي المستقل عن التبعية وفقدان التحكم
بكل من المصير االقتصادي واالستقالل السياسي .
حجم التصحر:
•
مما الشك فيه ان الموارد الطبيعية معرضة لخطر التدهور بعدة مناطق
في كل من افريقيا والشرق االوسط حيث تتواجد الدول العربية وحيث
يتسم النظام البيئي بها بالهشاشة وتعاني من ظاهرة تراجع الموارد
الطبيعية بصورة تبعث على القلق ،اذ سجل تراجع الموراد االرضية
بافريقيا اعلى نسبة في العالم ( %73من االراضي المنزرعة متدهورة
كليا ً او جزئيا ً).
•
وفي الوطن العربي فان المناطق الجافة تشغل جانبا ً كبيراً او مؤثراً
يقارب حوالي %60من مساحة الوطن العربي ،فيما تشغل الصحاري
ثلثي المساحة الكلية ،وواقع االمر ان ما تعاني منه المنطقة العربية في
الوقت الحاضر من مشاكل بيئية متمثلة بالتصحر والزحف الصحراوي
والتغيرات المناخية والجفاف.
•
ويبدو ذلك جليا ً من خالل استعراض المساحات المتصحرة والمهددة
بالتصحر في الوطن العربي ،جدول( )1والتي يستخلص منها اجمالي
المساحات المتصحرة حوالي ( %68.4من مساحة الوطن العربي)
تتركز معظمها في اقليم شبه الجزيرة العربية اذ تمثل ( %89.6من
اجمالي المساحة بينما تقل نوعا لتصل الى %77.7في المغرب العربي
والى %65.6في حوض النيل والقرن االفريقي وتبلغ ادناها في المشرق
العربي% 44حيث تمثل من مساحة االقليم.
•
اما المساحات المهددة بالتصحر فتمثل حوالي ( %20من المساحة الكلية
للوطن العربي) ويتركز معظمها في اقليم المشرق العربي %48.6يليه
حوض النيل والقرن االفريقي %28.6ثم المغرب العربي %16.5
وتبلغ ادناها في شبه الجزيرة العربي حيث ال تتجاوز المساحة المهددة
بالتصحر %9من اجمالي مساحة االقليم شكل()1
شكل ( )1النسبة المئوية للمساحات المتصحرة والمهددة بالتصحر كنسبة من
المساحة الكلية ألقاليم الوطن العربي
•
األمن الغذائي العربي:
تعتبر قضية االمن الغذائي وعدم كفاية االنتاج الزراعي للحاجات االستهالكية من اهم
القضايا التي تواجه الوطن العربي لما لها من تأثيرات مباشرة على االوضاع
االقتصادية واالجتماعية والسياسية والبيئية وما يرتبط بها من قرارات ومسارات
تنموية ،وقد انتهجت الدول العربية سياسات زراعية استهدفت تطوير القطاعات
الزراعية المختلفة وتعزيز مسارات االمن الغذائي فيها ،اضافة الى قيامها بتبني اتجاه
متزايد نحو تحرير اقتصادياتها وخصخصة القطاعات االنتاجية وتحرير تجارة وتسويق
المنتجات الزراعية اال ان السياسات االنتاجية الزراعية لم تواكبها سياسات داعمة
النظمتها البيئية الطبيعية أو الزراعية تتماشى معها وتؤازرها خاصة فيما يتعلق
باصالح االراضي الزراعية المتدهورة وادامة مناطق المراعي الطبيعية وتنمية وحماية
الغابات بشكل يدعم هدف تحقيق امن غذائي مستقر ،ويمثل استهالك السلع الغذائية
واشباع رغبات المستهلكين الهدف النهائي لمختلف االنشطة االقتصادية وفي مقدمتها
االنشطة االنتاجية الزراعية كما يمثل احد المكونات االساسية لمفهوم االمن الغذائي،
ويعتبر االستهالك الغذائي من المتغيرات التي تتزايد بمعدالت عالية نسبيا ً وذلك لتأثرها
بمعدالت النمو السكاني المرتفعة الى جانب تأثرها بتطورات مستويات المعيشة
ومستويات الدخول.
• وسوف نحاول الربط بين تفاقم مشكلة التصحر وتدهور
االراضي الزراعية والمراعي والغابات وبين تفاقم مشكلة
االمن الغذائي متمثلة بانحسار نسبة:
• كفاية االمدادات الغذائية
• المتاح لألستهالك
• االكتفاء الذاتي
• الفجوة الغذائية من المجاميع السلعية الغذائية.
كفاية االمدادات الغذائية:
•
للتعرف على مدى كفاية االمدادات الغذائية والتطور الحقيقي لمعدل
نصيب الفرد العربي من المجموعات الرئيسية خالل المدة (-1990
)2004فقد تم قياس االتجاه الزمني للتعرف على معدالت التغير في
نصيب الفرد ومدى معنوياتها ،وقد تم تثبيت النتائج في جدول(،)2
ومنه يتضح بان الزيادات السنوية في متوسط نصيب الفرد في
المجموعات الغذائية كانت معنوية في محاصيل الخضر والفاكهة
واللحوم بصفة خاصة وكذلك االسماك والبيض وااللبان اي مجموعة
البروتينات في حين زاد معدل نصيب الفرد في بقية المجموعات ولو
انها زيادات غير معنوية من الناحية االحصائية
جدول ( )2االتجاه الزمني لمعدل نصيب الفرد من المجموعات الغذائية الرئيسية
خالل المدة ()2004-1990
المجموعة الغذائية
دالة االتجاه الزمني للمجموعة
المجموعة الغذائية
دالة االتجاه الزمني للمجموعة
الحبوب
Y= 299.11 + 1.176 X
t= 0.76
القمح
Y= 135.79 + 1.079 X
t= 1.09
البقوليات
Y= 6.960 + 0.032 X
t= 0.50
الخضر
Y= 112.39 + 1.80 X
t= 3.6
الفاكهة
Y= 79.66 + 1.13 X
t= 3.4
الزيوت
Y= 15.0 – 0.033 X
t= 0.6
جملة اللحوم
Y= 11.65+0.469 X
t= 8.6
اللحوم الحمراء
Y= 11.65.0.192 X
t= 1.57
اللحوم البيضاء
Y= 6.02 + 0.325 X
t= 3.2
االسماك
Y= 6.02 + 0.355 X
t= 4.5
البيض
Y= 3.52 + 0.050 X
t= 2.5
االلبان
Y= 91.86 + 0.58 X
t= 2.6
المتاح لالستهالك :
•
تشير االحصاءات الى ان الكميات المستهلكة من مجموعة سلع
محاصيل الحبوب تمثل ما يزيد على %40من المجموع الكلي
لمختلف السلع الغذائية التي يستهلكها المواطنون العرب ،وهي بذلك
تشكل الثقل الوزني االكبر لسلة الغذاء في الوطن العربي ،ويشير
المتاح لالستهالك منها انه قد تطور في الفترة ()1999-1995
مقارنة بالفترة ( )94-90حوالي %19وبنحو حوالي %12للفترة
( )2004-2000عما كان عليه في الفترة الثانية ،ويأتي هذا التطور
كنتيجة طبيعية لزيادة انتاج الحبوب من جهة وزيادة الواردات من
جهة اخرى
االكتفاء الذاتي:
• يعرف االكتفاء الذاتي الغذائي "بقدرة المجتمع على تحقيق
االعتماد الكامل على النفس وعلى الموارد واالمكانات الذاتية
في انتاج كل احتياجاته الغذائية محليا ً .ويالحظ من جدول()3
ان نسب االكتفاء الذاتي من مجموعة الحبوب انخفضت من
حوالي ( )%60كمتوسط للفترة االولى الى حوالي %52
كمتوسط للفترتين الثانية والثالثة وبمعدل تناقص بلغ ()%13.3
وكذلك الحال بالنسبة لسلعة القمح وعلى الرغم من زيادة المتاح
لالستهالك من البقوليات ،فان نسبة االكتفاء الذاتي منها
انخفضت من %72.2كمتوسط للفترة االولى الى %69.7
كمتوسط للفترة الثانية ثم عاودت وانخفضت الى %62.4
كمتوسط للفترة الثالثة (شكل.)2
شكل ( )2معدالت األكتفاء الذاتي من المجموعات الغذائية الرئيسية في الوطن
العربي 2006
الفجوة الغذائية :
•
•
مصطلح يقصد به الفرق بين ماهو متوفر من كمية غذاء في بلد معين
وما هو مطلوب لالستهالك الكلي.
ويشير جدول ( )3الى ان كمية الفجوة الغذائية الجمالي الحبوب
ارتفعت من حوالي ( )28مليون طن كمتوسط للفترة االولى الى نحو
( )39.5مليون طن كمتوسط للفترة الثانية وبنسبة زيادة ()%41.1
ثم الى حوالي 44مليون طن كمتوسط للفترة الثالثة وبنسبة زيادة
ايضا ً بلغت ( )%11.4عن الفترة الثانية .وارتفعت نسب الفجوة
الغذائية الى حوالي ( )%20 ، %37في الفترة الثالثة مقارنة باالولى
والثانية على التوالي.
شكل ( )3مساهمة المجموعات الغذائية الرئيسية في القيمة الكلية للفجوة الغذائية
في الوطن العربي عام 2006
مؤشرات التغيير ذات الصلة بالقطاع الزراعي في الوطن العربي:
• يشير جدول ( )4الى معالم التغيرات التي طرأت على انظمة االنتاج الزراعي
العربي فيما بين الفترتين ( )1994-1985و ( )2004-1995والتراكيب
المحصولية بغض النظر عن االسباب والعوامل الكامنة وراء كل تلك التغيرات،
ولعل ما يلفت النظر عند متابعة مؤشرات القطاع الزراعي هي معدالت النمو السالبة
في الفترة الثانية خاصة الناتج المحلي الزراعي ونصيب الفرد من الناتج الزراعي
ومساحات المحاصيل المطرية والمروية وبخاصة محاصيل الحبوب ومن االهمية
بمكان التوقف عند مسألة مهمة وهي ان القطاع الزراعي العربي على الرغم من كل
ما يجري من تطورات في القطاعات االنتاجية والخدمية االخرى ،اليزال من
القطاعات الرئيسية التي تتحمل عبء استيعاب قدر كبير ونسبة هامة من القوى
العاملة الزراعية حيث ان نسبة زيادة اعداد القوى العاملة الزراعية بين الفترتين قد
بلغت %25وهي تبدو اعلى بكثير من نسبة زيادة المساحات المزروعة ،%13
وايضا ً ان معدل النمو السنوي في اعداد القوى العاملة الزراعية والذي يقترب من
%4.2لكال الفترتين يفوق معدل النمو السنوي للسكان على مستوى الوطن العربي
ومن ثم لقوة العمل.
جدول ( )4مؤشرات التغير المطلق واالتجاهي ذات الصلة بالقطاع الزراعي بالوطن العربي فيما بين
الفترتين ( )1994-1985و ()2004-1995
-بالنظر الى العواقب الخطيرة المترتبة على اثار الجفاف والتصحر
•
•
•
•
•
•
•
على المجتمعات المحلية فان حكومات البلدان العربية مدعوة بان:
-1تتخذ التدابير الضرورية لصياغة خطط عمل قطرية وعربية لتخفيف اثار الجفاف
في اطار البرامج العامة للتنمية للمجتمعات المحلية في المناطق المعرض للتصحر.
-2دراسة مسببات وتحديد ميكانيكية وشدة التصحر في دول المنطقة للوقوف على
حجم المشكلة.
-3توفير الموارد الضرورية النشاء نظام لمراقبة الجفاف واالنذار المبكر حتى يتحقق
في البلد المعني المعلومات المسبقة واالستعداد في الوقت المناسب.
-4حماية االراضي الزراعية من خطر التصحر وايجاد افضل السبل الستغالل المياه
ورفع كفاءة استخدامها في تحسين خصوبة التربة ووقف تدهور الغطاء النباتي.
-5تطوير قدرة المراعي على االنتاج عن طريق حماية النباتات الرعوية وتكثيرها.
-6حماية الغابات وتطويرها خاصة في المناطق الجبلية التي تكون اكثر عرضة
لعملية التعرية واالنجراف ،وتوفير التدريب المناسب والتكنولوجيا المناسبة الستغالل
مصادر الطاقة البديلة للتقليل من استخدام الخشب كمصدر للوقود.
-7زيادة الوعي البيئي للمجتمعات العربية لالخطار الناجمة عن الممارسات الخاطئة
التي تؤدي الى تسارع عملية التصحر وذلك باصدار النشرات والدراسات واالبحاث
وعقد الندوات وتطوير مناهج الدراسة والتركيز على حسن ادارة الموارد الطبيعية.
•شكرا ألصغائكم