التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات د. يونس
Download
Report
Transcript التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات د. يونس
المعهد العالي إلدارة األعمال
نظريات االدارة
د .يونس إبراهيم حيدر
السنة األولى
2006-2005
د .يونس إبراهيم حيدر
1
عناوين
•
•
•
•
•
•
•
•
•
•
مقدمة عامة حول نظريات اإلدارة وتكاملها
أوال -المدرسة التقليدية
ثانيا -مدرسة العالقات االنسانية والمدرسة االجتماعية
ثالثا -المدرسة الشرطية
رابعا -مدرسة النظم
خامسا -مدرسة القرارات
سادسا -المدرسة الكمية
سابعا -مدرسة عملية اإلدارة
ثامنا -مدرسة اإلدارة اإلستراتيجية
تاسعا -مدارس أخرى
د .يونس إبراهيم حيدر
2
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
oاكتشفت االقتصاديات األوروبية بعد الحرب العالمية الثانية
أهمية السوق بالنسبة للمؤسسة ،وشكلت جراء ذلك آثار البيئة
االجتماعية-االقتصادية وتأثيراتها على حياة المؤسسات نموذجا
جديدا لالهتمام.
oتتخلى النظريات الشرطية عن فكرة وجود حل جيد .فالحل
يمكن أن يختلف وفقا لها حسب الحالة أو الظروف.
oيمكن تفسير وجود الخواص والمواصفات التنظيمية وتباينها
من خالل محاولة اإلجابة على سؤال بسيط:
oعالم تتوقف أو تعتمد خواص ومواصفات بنية تنظيمية
معينة؟!
oما هي العوامل المحددة بينها؟
د .يونس إبراهيم حيدر
3
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
وتوجد مجموعتان من النظريات الشرطية تفسر وجود
هذه التباينات:
تلك التي تربط هذه التغيرات التنظيمية بالتغيرات
الخارجية.
تلك التي تربط تغيرات البنى التنظيمية بمتغيرات
داخلية.
د .يونس إبراهيم حيدر
4
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
المتغيرات الخارجية :يتأثر تنظيم المؤسسة بمتغيرات بيئية خارجية.
يمكن النظر إلى بيئة المؤسسة من زوايا مكوناتها المتباينة :التكنولوجية
واالقتصادية واالجتماعية والسياسية .ويمكن وصفها بطرق مختلفة فقد ينظر إليها
على أنها :بيئة مستقرة/غير مستقرة ،معادية/غير معادية ،معقدة/بسيطة...،الخ.
الفكرة العامة لهذه المقولة هي أنه ستجري محاولة توضيح العالقات الموجودة بين
الخواص والمواصفات التنظيمية وبين عناصر السياق الذي توجد المؤسسة فيه.
حيث يتعلق األمر بتفسير العملية التي يصار من خاللها إلى أخذ قيود البيئة
ومحدداتها باالعتبار من قبل الشخصيات الفاعلة في المؤسسة وترجمتها على شكل
خيارات تنظيمية.
النقطة الجوهرية لهذه المقاربة هي عدم وجود بنية تنظيمية مثالية تناسب كل
الحاالت واألوضاع.من روادها:
بيرنز واستالكر.
لورانس ولورش.
شاندلير ):(Chandler
د .يونس إبراهيم حيدر
5
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
المتغيرات الخارجية :بيرنز واستالكر ).(Burns+Stalker
انطلقا من مالحظة المؤسسات وفقا لكون البيئة مستقرة أو متحركة.
يميزان بين البنى التنظيمية وفق خواصها األساسية أي وفقا لـدرجة
المرونة التي تفرضها البيئة فتكون البنى :إما ميكانيكية أو عضوية.
ففي بيئة مستقرة ،سوف يكون تنظيم المؤسسة ميكانيكيا (معقدا،
مركزيا ،مؤطرا بالقواعد المكتوبة)،
في حين أنه في بيئة ديناميكية ،سيكون تنظيم المؤسسة تنظيما عضويا
( تعريف مرن وضبابي وفضفاض للوظائف ،اتصاالت جانبية ،ومزيد
من المسؤوليات) وأقل رسمية أو أقل تأطيرا بالقواعد المكتوبة.
د .يونس إبراهيم حيدر
6
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
المتغيرات الخارجية :لورانس ولورش (1)Lawrence+ Lorsch
oدرسا العالقة بين المؤسسة والبيئة ضمن إطار النظرية الشرطية كي
يوضحا مسألة التكيف والتأقلم الحادثة بين تنظيم المؤسسة ودرجة
استقرار بيئتها .منطلقين من دراسة البنية التنظيمية لمؤسسات
صناعية في ثالثة قطاعات متباينة الخواص والمواصفات من حيث
السوق والبيئة االقتصادية والتكنولوجية:
oقطاع صناعة التعبئة والتغليف،
oالبالستيك،
oوقطاع الصناعات الغذائية.
oوضحا أن بعض القطاعات أكثر استقرارا من القطاعات
األخرى؛ وأن الخواص والمواصفات التنظيمية للمؤسسات
العاملة فيها تتباين فيما بينها تبعا لدرجة استقرار بيئتها.
د .يونس إبراهيم حيدر
7
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
المتغيرات الخارجية :لورانس ولورش (2)Lawrence+ Lorsch
o
o
o
o
o
توصال إلى النتائج التالية:
لالستجابة إلى ما يجري في بيئتها؛ تقوم المؤسسة بتجزئة بنيتها التنظيمية إلى
وحدات تتعامل كل منها مع جزء من البيئة (مثل :مديري المنتجات لكل نوع من
المنتجات) إذ يتعلق األمر عندئذ بما يدعى "التباين العضوي".
وبالطريقة نفسها ،تتباين أيضا التصرفات في داخل المؤسسة ( مراكز ربح أو
مراكز اهتمام ،أشكال العالقات بين األفراد )..حيث يتعلق األمر في هذه الحالة
بما يدعى "التباين المعرفي والمؤسساتي".
بناءا عليه ،بتزايد عدم استقرار البيئة ،يزداد ميل المؤسسات إلى التباين.
تتوقف فاعلية المؤسسات (نجاحها) على نوعية أو جودة التعاون بين وحداتها.
فالتكامل إذا ضروري ،وتزداد ضرورته بازدياد وجود التباين.
د .يونس إبراهيم حيدر
8
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
المتغيرات الخارجية :لورانس ولورش(3)Lawrence+ Lorsch
قاما أيضا بدراسة العالقة بين عدم التأكد أو بين درجة الشك في ما يجري في
البيئة من تغيرات وبين درجة التباين والتكامل في المؤسسة.
التباين :ويعني الدرجة التي تنشطر فيها المؤسسة إلى أنظمة جزئية أو تحتية
مختلفة ،ودرجة تغير خواص تصرفات األعضاء ومواصفاتها بين جزء وآخر.
التكامل :التعاون والتنسيق بين وحدات المؤسسة.
ففي بيئة معادية أو غير مالئمة ،سوف تقوم المؤسسة بمركزة مؤقتة لبنيتها
التنظيمية (لقراراتها) من أجل مواجهة االعتداءات (التغيرات) والرد عليها
بسرعة ،لكنها ستتبنى الالمركزية أيضا من أجل تمكين مديري الوحدات
والفعاليات من اتخاذ القرارات المتعلقة بالمنافسة انطالقا من معرفتهم بالزبائن
والمنافسين...أي انطالقا من ظروفها وأوضاعها الخاصة .وسوف يكون لدينا
بالتالي قرارات متباينة ومختلفة في أماكن متباينة ومختلفة من المؤسسة.
د .يونس إبراهيم حيدر
9
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
المتغيرات الخارجية :لورانس ولورش(4)Lawrence+ Lorsch
بمقدار ما تتعامل المؤسسة مع أسواق متنوعة؛ بمقدار ما
تزداد نزعتها إلى االنقسام واالنشقاق إلى وحدات صغيرة
منظمة أو مؤسسة على قاعدة األسواق التي تتعامل معها.
لمواجهة هذا الوضع ،ونتيجة االهتمام بالتنسيق ،وبتحقيق
االنسجام بين المجموع؛ فإن درجة عالية من التكامل تصبح
ال بد منها كي تستجيب أو تتناسب مع درجة التباين العالية
التي تفرضها أسواق المؤسسة.
د .يونس إبراهيم حيدر
10
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
المتغيرات الخارجية :لورانس ولورش(5)Lawrence+ Lorsch
استخلص المؤلفان أفكارا ما تزال مناسبة حتى أيامنا هذه:
التباين الداخلي من حيث البنية التنظيمية والتصرفات مطلوب ومرجو.
عمليات التكامل ضرورية وأساسية ،وال يكفي الهرمية وخطوط السلطة لتحقيق
ذلك ،وتلزمنا طرق تنسيق أخرى :كاللجان ،وظائف معينة وخاصة معنية
بالتكامل مثل :المديرين المسؤولين عن المنتجات ،المديرين المسؤولين عن
األسواق ،المديرين المسئولين عن المشاريع أيضا ،التي تعتبر صيغا تجسّد
الحاجة إلى تحقيق التكامل بين المنطلقات والمفاهيم والمقاربات المتباينة
الموجودة في المؤسسة.
توجد في كل قطاع وفقا لهما وظيفة مركزية أو نشاط أساسي يتحقق التكامل
حوله أو في إطاره :ففي قطاع البالستيك سريع التقلبات وغير المستقر على
سبيل المثال وحيث يكون االبتكار التكنولوجي هاما جدا ،فإن التكامل يجري حول
فعالية البحث والتطوير.
د .يونس إبراهيم حيدر
11
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
المتغيرات الخارجية :لورانس ولورش(6)Lawrence+ Lorsch
تعتبر فكرة النشاط الرئيسي وألنها في قلب قطاع غير مستقر وغير مؤكد
خالصة على غاية من األهمية.
بناءا على ما تقدمت االشارة إليه يمكن استخالص أن المؤسسات الناجحة أو
الفاعلة قد تكون تنظيماتها مختلفة أوقد تكون طرق تنظيمها متباينة :نحن هنا
في موقع مناقض للبحث عن الطريقة المثلى الوحيدة.
توصال إلى خالصة بيرنز واستالكر ) :(Burns+Stalkerحيث ميزا خواص
البنى التنظيمية للمؤسسات وفق الدرجة التي يمكن من خاللها استطالع
تطورات بيئاتها ( مؤسسات ميكانيكية متكيفة مع استقرار البيئة وقابليتها
االستطالعية ،مؤسسات عضوية متكيفة مع عدم االستقرار).
فعلى إدارة المؤسسة تقع مهمة ضمان التكيف بين التنظيم وشروط البيئة أو
حالتها ،والوصول إلى تحقيق التوازن المناسب بين التباين والتكامل.
د .يونس إبراهيم حيدر
12
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
المتغيرات الخارجية :شاندلير ))1((Chandler
وفقا لمالحظاته التي استندت على دراسة تطورات /70/مؤسسة كبيرة أمريكية
من 1948-1909مبينا تغير األشكال التنظيمية التي تبنتها وفقا للعالقة مع
بيئتها في تلك الفترة ،إذ تتأثر الخيارات اإلستراتيجية التي تتبناها المؤسسات
وتتقيد بحالة البيئة أو بوضعها ،وكما بين في أعمال أخرى ،فإن دور المديرين
هو دور جوهري:
المديرون يحددون استراتيجيات مؤسساتهم ،والخيارات التنظيمية التي تنتج
عنها؛ حيث ظهرت فكرة أن البنية التنظيمية تتبع اإلستراتيجية .ويبين في
حاالت خاصة محددة أن مؤسسي اإلمبراطوريات نادرا ما يكونوا من المنظمين،
وأن تبني بنية تنظيمية متعددة األقسام أو اإلدارات هو من فعل المديرين
الممتهنين.
وقد وصف شاندلير أيضا كيف تقود سياسة تنوع المنتجات المديرين إلى تبني
بنية تنظيمية متعددة األقسام أو اإلدارات ،حيث تدار كل مجموعة أو كل عائلة
من المنتجات بطريقة ال مركزية من قبل وحدة مسؤولة عنها.
د .يونس إبراهيم حيدر
13
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
المتغيرات الخارجية :شاندلير ))2((Chandler
•
•
•
•
•
•
•
انطالقا من أعمال قام بها لدراسة التطور التاريخي للمؤسسات ،استطاع أن يبين
أن المؤسسة تمر بعدة مراحل:
تتطور المؤسسة الصغيرة وحيدة المنتج بجوار ميدان نشاطها األساسي أو
األصلي.
ومع نمو السوق فسوف تقاد باتجاه التنوع.
ومع ارتفاع الطلب ،سوف تتاح للمؤسسة إمكانيات وفرص جديدة ،ولالستفادة
من هذه الفرص المتاحة؛ سوف تبحث المؤسسة عن موارد جديدة ،وقد يدفعها
هذا البحث للتوجه نحو شركاء خارجيين.
ومع توسعها أو كنتيجة لهذا التوسع ،فسوف تتوجب عليها المركزية بعض
سلطاتها اإلدارية؛ مما يستدعي تأطير هيكلها التنظيمي بصياغة القواعد
المناسبة.
ومن أجل بلوغ غاياتها ،يتوجب على المؤسسة أن تخطط ،وعليها أن تتبنى
هيكال تنظيميا وظيفيا.
وعلى المؤسسة في المرحلة الالحقة أن توسع من تشكيلتها السلعية ،وأن تقتحم
مجددا،
أسواقا جديدة ،وأن تنوع إذا
وسيكون عليها حتما تبني هيكال تنظيميا 14
يونس إبراهيم حيدر
د.
أكثر مرونة أو أقل صالبة ( مصفوفاتي ،مع مراكز قرارات مستقلة).
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
المتغيرات الخارجية :شاندلير ))3((Chandler
بين شاندلير أن عملية تكيف البنية التنظيمية مع اإلستراتيجية ليست تلقائية .بل
عندما ينخفض أداء المؤسسة يؤخذ باالعتبار عدم مالءمة البنية التنظيمية
لإلستراتيجية .وعندما يتقرر إحداث التغيرات التنظيمية نتيجة لذلك فإنه يضع
موضع االستفهام اإلدارة نفسها ويصبح الالعبون الفاعلون في البنية الجديدة
عاملون جدد.
أثارت مالحظات شاندلير مناقشات كثيرة قادت البعض لمالحظة تبني
استراتيجيات متماثلة من قبل مؤسسات ذات بنى تنظيمية مختلفة جدا.
و قد أشار البعض إلى مفهوم معاكس حيث تؤثر البنية التنظيمية على لحظ ما
يجري في بيئة المؤسسة من قبل مديريها ،ويؤثر بالتالي على اإلستراتيجية التي
تنتج عن ذلك.
وبالطريقة نفسها يؤثر توزع السلطة في المؤسسة الناتج عن بنيتها التنظيمية
على اإلستراتيجية .وكذلك فإن عمليات اتخاذ القرارات وعملية نقل المعلومات
الناجمة عن بنية تنظيمية معينة تؤثر على صياغة اإلستراتيجية.
د .يونس إبراهيم حيدر
15
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
المتغيرات الداخلية:
الحجم:
العمر:
التكنولوجيا.
د .يونس إبراهيم حيدر
16
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
الحجم1-:
o
o
o
o
تتعلق بحجم تنظيمي متباين مشاكل أو مسائل متباينة.
فبالنسبة للمؤسسات ذات األحجام الصغيرة ،فإن المشاكل التي
تواجهها تتعلق بمسألة تقسيم العمل،
في حين أن المسائل التي تتجلى في المؤسسات ذات الحجم الكبير
تتعلق على نحو كبير بمسألة التنسيق بين الوظائف ،وبمسألة
الالمركزية وبتحقيق االنسجام بين القرارات.
عندما يصبح الحجم كبيرا فإن المؤسسة تتوزع على وظائف ،فتتعدد
مستوياتها الهرمية ،مما يقود إلى تخصص الفعاليات ،فتبرز الحاجة
إلى التنسيق باالستعانة بأنظمة تأطير مكتوبة القواعد .وتبرز الحاجة
أيضا إلى تخطيط نظامي ورقابة نظامية.
د .يونس إبراهيم حيدر
17
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
الحجم2-:
• عندما يزداد الحجم ويكبر تزداد بازدياده الحاجات اإلدارية،
ويزداد معها أيضا حجم مكونات المؤسسة ،ويتناقص بفعل
ذلك االنسجام المتحقق داخل كل مكون من المكونات؛ ويزداد
بالتالي التباين البنيوي التنظيمي.
• فالحجم المتنامي لمؤسسة يخلق أو يحدث تباينا في تنظيمها
( مضاعفة األجزاء أو القطاعات التي تتعامل معها ،تباين
واختالف في هذه األجزاء ،تصاعد في الحجم الوسطي
للمكونات) .ومن خالل التباين أو التغير فإن البنية المتباينة
تخلق أو تحدث طلبا متزايدا على األطر اإلدارية.
د .يونس إبراهيم حيدر
18
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
العمر1-
بمقدار ما تصبح المؤسسة معمرة؛ بمقدار ما تصبح
التصرفات مقولبة ومؤطرة؛ وبمقدار ما يصبح العمل
تكراريا ،أي أن هناك إذا عالقة بين حجم المؤسسة وعمرها
وبيروقراطيتها.
وفقا لـ ) ( GREINERتوجد عالقة بين ازدياد الحجم
ومرور الزمن .وتمر المؤسسة بسلسلة من المراحل .وكل
مرحلة ناجمة عن المرحلة التي سبقتها وتحدد المرحلة التي
تعقبها أو تليها ،حيث تتصف كل مرحلة منها بأزمة يجب
التغلب عليها تمهيدا لالنتقال إلى المرحلة الالحقة.
د .يونس إبراهيم حيدر
19
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
العمر2-
المرحلة األولى :مرحلة إحداث المؤسسة أو مرحلة التأسيس:
عضوية المؤسسة غير نظامية ،أي االنتماء للمؤسسة غير نظامي ،حيث تكون العالقات
بين العاملين عالقات رفاقية أو ودية ،وكل منهم يكرس نفسه للمؤسسة ويتفانى في
خدمتها .والمؤسسة إما أن تموت منذ بدايتها وإما أن تنجح في عملية اإلقالع وتنمو نموا
معتدال إذا ما نجحت في البقاء.
األزمة األولى التي تعيشها المؤسسة في هذه المرحلة هي أزمة قيادة؛ وذلك ألنه حتى لو
تأكدت مقدرة المؤسسين على المبادرة واإلبداع ولمست في هذه المرحلة ،فإن استطاعتهم
ومقدراتهم اإلدارية تكون موضع شك وتساؤل.
المرحلة الثانية :إدارة المؤسسة:
تمر المؤسسة بحالة تنظيمية ،وبصياغة نظامية لألدوار ،وبتحديد الهرمية اإلدارية،
وبوضع المعايير وتنميط اإلجراءات،
تواجه جراء ذلك أزمة ثانية هي أزمة االستقاللية ،وذلك بفعل تثاقل الهرمية اإلدارية
وصالبتها.
د .يونس إبراهيم حيدر
20
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
العمر3-
المرحلة الثالثة:مرحلة التفويض:
سوف تتتابع عملية التوسع في التنوع ،أي أن المؤسسة ستستمر في تنويع أسواقها
ومنتجاتها ،وسوف يظهر نتيجة لهذا التنوع التنظيم باألقسام أو اإلدارات المستقلة التي
ستترافق بظهور مديري األقسام المستقلة،
الذين سوف يطرحون بدورهم أزمة رقابية.
المرحلة الرابعة مرحلة التنسيق:
سوف تتبنى المؤسسة آلية تخطيطية معينة ،وسوف يظهر فيها ما يطلق عليه مراكز
الربح ،وتنتشر المركزية ،وتجري معالجة المعلومات...
وسوف تمر المؤسسة والحالة هذه بأزمة تتعلق بمراكمة إجراءات معقدة تطرح بدورها
أزمة تتعلق بالسلطة.
المرحلة الخامسة :التعاون بين األفراد:
تنتشر اإلدارة بواسطة فرق العمل ،وتمارس رقابة اجتماعية على المؤسسة ،وتفضل عندئذ
البنى التنظيمية المصفوفاتية أو الشبكية.
د .يونس إبراهيم حيدر
21
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
التكنولوجيا1-
التكنولوجيا :توجد عالقة جرى برهانها إحصائيا من قبل) (Woodwardبين
التكنولوجيا المستخدمة في المؤسسة وبين خيارها التنظيمي.
تعتبر التكنولوجيا أساسية لتوضيح الصيغ التنظيمية التي تتبناها المؤسسات:
فاإلنتاج بالقطعة ،أو وفق سلسلة صغيرة أو اإلنتاج وفق الطلب ،التي تتصف بها الصناعات
الحرفية ،تختزل إلى أبعد الحدود المستويات الهرمية في المؤسسة ،وتستدعي تبني رقابة
طفيفة على النشاطات المنفذة.
بينما اإلنتاج الصناعي بحجم كبير ،ووفق سلسلة كبيرة ،الخاص بالفوردية (نظرية فورد)
أو بصناعة السيارات بشكل عام أو بصناعة األدوات المنزلية الكهربائية أو بصناعة
األغذية ،يسعى إلى تحقيق اقتصاديات الحجم وتخفيض تكاليف الوحدة المنتجة ،ويولد شكال
تنظيما صارما يستخدم صياغة قواعد مكتوبة.
واإلنتاج الصناعي المستمر كما في الصناعات الكيميائية وعلى قاعدة استخدام /3/
ورديات مثال ،المستند على خطوط سلطة أفقية ،يستدعي تبني إدارة المشاريع وتنشيط
فرق العمل.
د .يونس إبراهيم حيدر
22
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
التكنولوجيا2-
•
•
•
•
•
وقد تطرق ) (Woodwardإلى أربعة أنواع من العالقات:
بمقدار ما تزداد التعقيدات التكنولوجية أو تكون عالية؛ بمقدار ما يزداد كل
من :نطاق إشراف اإلدارة ،ومعدل األطر ،وعدد المستويات اإلدارية الهرمية.
بمقدار ما تزداد التعقيدات التكنولوجية أو تكون عالية؛ بمقدار ما يقل معدل
اليد العاملة الموجودة في اإلنتاج على اليد العاملة الموجودة خارج اإلنتاج؛
وبمقدار ما يقل ما تمثله التعويضات والمكافآت (الدخول) من التكاليف الكلية.
بمقدار ما تزداد التعقيدات التكنولوجية؛ بمقدار ما يزداد الفصل ويتسع بين
اإلدارة واإلنتاج ويكون واضحا؛ وبمقدار ما تزداد االتصاالت الكتابية كما
تكون عليه أيضا حالة إجراءات الرقابة.
وبدءا من درجة تعقيد معينة ،فإن هذه العالقات قد تصبح عالقات عكسية.
د .يونس إبراهيم حيدر
23
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
البنية التنظيمية وتبعية الموارد:
نظرية تأسست على التحكم والرقابة التي تمارس على المؤسسة من قبل بيئتها،
لكنها تترك مكانا لرد الفعل الذي قد تمارسه هذه المؤسسة.
حسب نظرية تبعية الموارد تتبع المؤسسة لبيئتها ألنها تحتاج الموارد التي سوف
تستعملها (رأس المال ،مواد أولية ،موردو التجهيزات ،أفراد )...فالموارد تتحكم
فيها بيئة المؤسسة ،وبتحديد أكبر تتحكم فيها شبكة من المؤسسات التي تنشئ
المؤسسة عالقات معها( شبكة الموردين ،الموزعين ،عالقات مصرفية.)..
وتكون بعض الموارد أكثر أهمية من سواها ،وعلى المؤسسة أن تجري عملية
تحليل خاصة لألطراف التي تتحكم بهذه الموارد ،بغية التأثير عليها.
يصبح الهدف عندئذ إدارة االمداد بالموارد لتجنب االعتماد الكبير عليها ،حيث تتبنى
المؤسسة سياسة مضاعفة مصادر التوريد ،أو ضم الموردين ،أو التحالف ،أو
تشكيل مجموعات ضغط...الخ.
اعتماد المؤسسة على بيئتها يؤثر كذلك على درجة المركزية فيها .وبازدياد اعتماد
المؤسسة على بيئتها تزداد الحاجة إلى مركزة القرارات ورقابة تنفيذها.
وفي مواجهة طلب ال يمكن استطالعه أو التنبؤ فيه ،أو عند وجود مصادر توريد
غير مؤكدة؛ فإن التنسيق يجب أن يكون مرنا.
د .يونس إبراهيم حيدر
24
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
البنية التنظيمية واالصطفاء الطبيعي":البيئة الطبيعية التنظيمية"
)1-:(ecologie
ال تعتقد هذه المقاربة بالتكيف .ويوجد وفقا لها الكثير من الكسل
والتراخي أو الجمود التنظيمي ،كما يوجد أيضا في البيئة الكثير من
القوى المتضاربة والمتعارضة التي لن يكون باستطاعة المؤسسة
أن تتكيف معها.
فالبيئة والحالة هذه هي التي تصطفي المؤسسات التي تستمر
بالوجود .وفي هذه الحالة يكون ما يجري في مؤسسة معينة قليل
األهمية :فمستوى التحليل المناسب عندئذ لن يكون المؤسسة وإنما
المجتمع اإلحصائي الذي تنتمي إليه مؤسسات متماثلة.
فالصيغ أو األشكال التنظيمية ،هي كاألنواع أو األصناف خاضعة
لالصطفاء الطبيعي من قبل البيئة التي توجد فيها .ومن هنا تستخدم
عبارة "البيئة الطبيعية التنظيمية" التي ال تمت بصلة هنا إلى حماية
البيئة
د .يونس إبراهيم حيدر
25
سابعا -نظريات التنظيمات الشرطية:
البنية التنظيمية واالصطفاء الطبيعي":البيئة الطبيعية التنظيمية"
)2-:(ecologie
ولهذه األسباب ،تدرس مجموعات من المؤسسات في قطاعات عمل معينة بقصد
فهم كيفية والدة هذه المجموعة من المؤسسات ،وكيفية نموها وتوسعها
وانحدارها ثم موتها.
وقد أغنت هذه المقاربة عملية تحليل آلية تطور المؤسسات :شروط النمو
وحاالته ،تنافس من أجل الحصول على الموارد ،دورة حياة المؤسسات ،تحليل
االنحدار التنظيمي...
تبتعد هذه المقاربة عن البعد االستراتيجي الداخلي للمؤسسة وتترك المجال
الصطفاء طبيعي صرف .وتتناسى أو تتجاهل أيضا واقعة أن مجموعة من
المؤسسات في قطاع ما معين ليست تجميعا بسيطا (لملمة) ،بل هي مجموعة
منظمة بواسطة عالقات من طبيعة تجارية أو اجتماعية أو سياسية .و ليس
لمفهوم شبكة المؤسسات ،ذائع الصيت في هذه األيام أو الرائج اآلن مقامه أو
مكانه في هذه المقاربة المفرطة في الحتمية؛ ألنه يتعلق بحقيقة واقعية حالية.
د .يونس إبراهيم حيدر
26