الدورة التدريبية الثالثة الخاصة بضباط الشرطة السورية في مجال حقوق اإلنسان كلية الشرطة ـ دمشق 1515 –10 تشرين األول 2010 م الرائد د . ياسر حسن كلزي القانون.

Download Report

Transcript الدورة التدريبية الثالثة الخاصة بضباط الشرطة السورية في مجال حقوق اإلنسان كلية الشرطة ـ دمشق 1515 –10 تشرين األول 2010 م الرائد د . ياسر حسن كلزي القانون.

‫الدورة التدريبية الثالثة الخاصة بضباط الشرطة السورية في مجال‬
‫حقوق اإلنسان‬
‫كلية الشرطة ـ دمشق‬
‫‪ 1515 –10‬تشرين األول‪2010‬م‬
‫الرائد د‪ .‬ياسر حسن كلزي‬
‫القانون الدولي اإلنساني وعالقته بقانون حقوق اإلنسان‬
‫محاور الموضوع‬
‫♦‬
‫تعريف القانون الدولي اإلنساني ومبادئه وتطوره‪،‬‬
‫♦‬
‫نطاق تطبيق القانون الدولي اإلنساني‪،‬‬
‫♦ عالقة القانون الدولي اإلنساني بقانون حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫حقوق اإلنسان‬
‫زمن السلم‬
‫زمن النزاعات‬
‫المسلحة‬
‫القانون الدولي‬
‫لحقوق اإلنسان‬
‫القانون الدولي‬
‫اإلنساني‬
‫خسائر الحروب‬
‫‪4‬‬
‫خسائر الحرب العالمية األولى على مستوى‬
‫أوروبا‬
‫خسائر الحرب العالمية الثانية‬
‫حوالي ثمانية ماليين ونصف مليون قتيل‬
‫قتل أكثر من ‪ 54‬مليون نسمة‬
‫وجرح حوالي ‪ 90‬مليون نسمة‬
‫فيما أصبح ‪ 28‬مليون إنسان‬
‫معاقا‬
‫فرنسا ( ‪ ) 1.530.000‬قتيل‪،‬‬
‫بريطانيا ( ‪ )770.000‬قتيل‪،‬‬
‫إيطاليا (‪ )530.000‬قتيل‪،‬‬
‫صربيا ( ‪ ) 400.000‬قتيل‪،‬‬
‫بلجيكا ( ‪ ) 44.000‬قتيل‪،‬‬
‫فيما بلغت خسائر ألمانية البشرية‬
‫(‪)1.950.000‬‬
‫بلغت أعداد مشوهي الحرب الدائمين مئات‬
‫اآلالف‬
5
‫التسمية‬
‫القانون الدولي‬
‫اإلنساني‬
‫‪ 1952‬ماكس هوبر‬
‫‪ 1971‬الصليب األحمر‬
‫قانون النزاعات‬
‫المسلحة‬
‫عصر األمم المتحدة‬
‫قانون الحرب‬
‫عصر الحروب‬
‫استقالل قانون الحرب عن قانون اللجوء إلى الحرب‬
‫قانون اللجوء إلى الحرب‬
‫‪Jus ad bellum‬‬
‫قانون الحرب‬
‫‪Jus in bello‬‬
‫القواعد القانونية الدولية‬
‫التي تنظم اللجوء للقوة‬
‫القواعد القانونية التي تحكم‬
‫العالقة بين المتحاربين‬
‫تطبق قواعد قانون الحرب بصرف النظر عن‬
‫مدى مشروعية الحرب‬
‫تعريف القانون الدولي اإلنساني‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫تعريف موسع ‪ :‬يقصد باصطالح القانون الدولي اإلنساني بالمعنى‬
‫الواسع «مجموعة القواعد القانونية الدولية المكتوبة أو العرفية‬
‫التي تكفل احترام الفرد ورفاهيته»‪.‬‬
‫أي أن القانون الدولي اإلنساني يتكون من شقين‪:‬‬
‫قانون الحرب أو قانون النزاعات المسلحة‪ ،‬باعتباره يسعى إلى‬
‫تنظيم العمليات الحربية وتقليل الخسائر الناتجة عنها إلى أقل قدر‬
‫ممكن‪.‬‬
‫وقانون حقوق اإلنسان باعتباره‪ ،‬القانون الذي يضمن حماية‬
‫حقوق اإلنسان وتمتعه بالحقوق والحريات األساسية‬
‫تعريف القانون الدولي اإلنساني‬
‫التعريف الضيق للقانون الدولي اإلنساني‪:‬‬
‫يحدد أصحاب هذا االتجاه القانون الدولي اإلنساني بالقواعد‬
‫القانونية والعرفية التي تحمي اإلنسان في أوقات الحرب أو‬
‫النزاعات المسلحة‪.‬‬
‫عرف أصحاب هذا الرأي القانون الدولي اإلنساني بأنه‪:‬‬
‫وقد ِّ‬
‫«مجموعة القواعد الدولية ال ُمستمدة من االتفاقيات أو العرف‪،‬‬
‫الرامية ـ على وجه التحديد ـ إلى حل المشكالت اإلنسانية الناشئة‬
‫بصورة مباشرة من النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية والتي‬
‫ُتقيد ـ ألسباب إنسانية ـ حق أطراف النزاع في استخدام طرق‬
‫وأساليب الحرب التي تروق لهم‪ ،‬أو تحمي األعيان واألشخاص‬
‫الذين تضرروا أو قد يتضررون بسبب النزاعات المسلحة»‬
‫التعريف المختار‬
‫‪‬‬
‫فرع من فروع القانون الدولي المكون من القواعد الدولية‬
‫المكتوبة والعرفية الملزمة‪ ،‬التي تهدف إلى أنسنة النزاعات‬
‫المسلحة دولية كانت أم غير دولية‪ ،‬والحد من آثارها وحماية‬
‫األشخاص واألعيان والممتلكات التي ال عالقة لها بالعمليات‬
‫العسكرية‪ ،‬وتقييد األساليب والوسائل المستخدمة في القتال بما‬
‫يتناسب مع ما تقتضيه طبيعة النزاع‪.‬‬
‫نشأة القانون الدولي اإلنساني‬
‫في عام ‪ 1782‬ذكر جون جاك روسو قاعدة‬
‫اجتماعية في العقد االجتماعي مؤداها‬
‫أن الحرب ليست عالقة بين إنسان وإنسان‪ ،‬وإنما هي عالقة‬
‫دولة بدولة أخرى‪ ،‬واألفراد فيها أعداء بشكل عرضي فقط‪.‬‬
‫هنري دونان والقانون الدولي اإلنساني‬
‫‪ ‬جون هنري دونان (‪ 1828‬ـ ‪1910‬م) مؤسس اللجنة الدولية للصليب األحمر‪ ،‬ولد في‬
‫جنيف بسويسرا ألسرة ثرية‪ ،‬وكان تاجرا يجوب البالد‪ ،‬ساقته األقدار أثناء رحلته إلى‬
‫مقاطعة لومبارديا بإيطاليا‪ ،‬التي وقعت فيها معركة سولفرينو عام ‪1858‬م‪ ،‬التي انتصرت‬
‫فيها فرنسا وسردينيا على النمسا‪ ،‬وقد تأثر هنري دونان أيما تأثر بما شاهده من عدد‬
‫الضحايا والجرحى الذين ُتركوا دون عناية طبية‪ ،‬فكان عدد المتوفين جراء نقص الخدمات‬
‫الطبية أكثر من الذين سقطوا في المعركة‪ ،‬وقد غيرت هذه األحداث مسار حياته‪ ،‬فمنذ ذلك‬
‫الوقت سعى إلى إيجاد وسيلة يمكن بها منع تلك المعاناة بشكل ما أو على األقل التخفيف‬
‫منها في الحروب القادمة‪ ،‬ووضع كتابه «تذكار سولفرينو» عام ‪1862‬م‪ ،‬و َّثق فيه ما‬
‫شاهده‪ ،‬ودعا فيه إلى عقد معاهدة دولية بين األمم لضمان تقديم رعاية إنسانية أفضل‬
‫للجرحى‪ ،‬وعلى إثر ذلك ُ‬
‫شكلت «الجنة الدولية إلغاثة الجرحى»‪ ،‬تحولت فيما بعد إلى‬
‫اللجنة الدولية للصليب األحمر‪ ،‬وساهمت جهوده في عقد مؤتمر دبلوماسي في جنيف تم‬
‫في نهايته التوقيع على االتفاقية المتعلقة بتحسين حال الجرحى من العسكريين التابعين‬
‫للقوات المسلحة في الميدان عام ‪1864‬م‪ .‬وحصل هنري دونان على جائزة نوبل األولى‬
‫للسالم باالشتراك مع فردريك باسي الفرنسي عام ‪1901‬م‪.‬‬
13
14
15
16
17
18
19
‫الجذور األولى للقانون الدولي اإلنساني‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫تصريح باريس ‪1856‬م‪ :‬قنن قواعد معاملة المحاربين‬
‫في الحروب البحرية‪.‬‬
‫البالغ األمريكي حول قواعد الحرب البرية ‪1863‬م‬
‫«تعليمات إلدارة جيوش الواليات المتحدة في الميدان»‬
‫(فرانسيس ليبر)‪.‬‬
‫اتفاقية جنيف لتحسين أوضاع جرحى الجيوش في‬
‫الميدان عام ‪1864‬م‬
‫إعالن سان بترسبورغ «تحريم استخدام قذائف معينة‬
‫في وقت الحرب» عام ‪1868‬م‬
‫مشروع إعالن بروكسل‪1874‬م للبحث في قواعد‬
‫وأعراف الحرب البرية‬
‫مؤتمر الهاي األول للسالم ‪1899‬م‪ :‬نجح المؤتمر في‬
‫اعتماد عدد من االتفاقيات بشأن قوانين الحرب البرية‬
‫وأعرافها‪ ،‬والحرب البحرية مع تطبيق مبادئ اتفاقية‬
‫جنيف لسنة ‪1864‬م عليها‪،‬‬
‫االتفاقيات األولى للقانون الدولي اإلنساني‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫اتفاقية جنيف لعام ‪ 1864‬بشأن تحسين حال الجرحى العسكريين‬
‫في الميدان‬
‫اتفاقية الهاي لسنة ‪1899‬‬
‫اتفاقية جنيف لعام ‪ 1906‬الخاصة بتحسين حال الجرحى والمرضى‬
‫العسكريين في الميدان‬
‫اتفاقيات الهاي لعام ‪1907‬‬
‫اتفاقيتا جنيف لعام ‪ 1929‬األولى الخاصة بتحسين حال الجرحى‬
‫والمرضى العسكريين في الميدان‪ ،‬والثانية خاصة بأسرى الحرب‬
‫االتفاقيات األساسية للقانون الدولي اإلنساني‬
‫اتفاقيات جنيف األربع لعام ‪1949‬‬
‫األولى‪ :‬الجرحى والمرضى في الميدان‬
‫الثانية‪ :‬الجرحى والمرضى والغرقى في الحرب البحرية‬
‫الثالثة‪ :‬حماية أسرى الحرب‬
‫الرابعة‪ :‬حماية المدنيين‬
‫البروتوكوالن اإلضافيان لعام ‪ 1977‬األول للنزاعات الدولية والثاني لغير‬
‫الدولية‬
‫البروتوكول الثالث اإلضافي إلى اتفاقيات جنيف المتعلق بإضافة شارة إضافية‬
‫مميزة لعام ‪2006‬م‬
‫اتفاقيات وبروتوكوالت أخرى للقانون الدولي اإلنساني‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫شهد عالمنا المعاصر عقد اتفاقيات وبروتوكوالت عدة تساهم في‬
‫تعزيز القانون الدولي اإلنساني وتطويره‪ ،‬منها‪:‬‬
‫اتفاقية حظر أو تقييد استخدام أسلحة تقليدية معينة يمكن اعتبارها‬
‫مفرطة الضرر أو عشوائية األثر لعام ‪1980‬م‪ ،‬وألحق بها‬
‫البروتوكوالت التالية‪:‬‬
‫البروتوكول األول بشأن الشظايا التي ال يمكن كشفها لعام‪1980‬م‪.‬‬
‫البروتوكول الثاني بشأن حظر أو تقييد استخدام األلغام والشراك‬
‫الخداعية والنبائط لعام ‪1980‬م‪.‬‬
‫البروتوكول الثالث بشأن حظر أو تقييد استخدام األسلحة الحارقة‬
‫لعام‪1980‬م‪.‬‬
‫البروتوكول الرابع بشأن أسلحة الليزر المسببة للعمى لعام‪1995‬م‪.‬‬
‫اتفاقيات وبروتوكوالت أخرى للقانون الدولي اإلنساني‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫اتفاقية حظر تطوير وإنتاج وتخزين واستخدام األسلحة الكيماوية‬
‫وتدمير تلك األسلحة لعام ‪1993‬م‪.‬‬
‫دليل سان ريمو بشأن القانون الدولي المطبق في النزاعات‬
‫المسلحة في البحار لعام‪1994‬م‪.‬‬
‫اتفاقية حظر استخدام وتخزين وإنتاج ونقل األلغام المضادة‬
‫لألفراد وتدمير تلك األسلحة لعام ‪1997‬م‪.‬‬
‫هـ‪ -‬نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام ‪1998‬م‪،‬‬
‫ودخل حيز التنفيذ في عام ‪2002‬م‪.‬‬
‫البروتوكول الخاص بمخلفات الحرب القابلة لالنفجار لعام‬
‫‪2003‬م‪.‬‬
‫المبادئ التي يقوم عليها القانون الدولي اإلنساني‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫يقوم القانون الدولي اإلنساني على عدد من المبادئ المستمدة من‬
‫القيم األخالقية والمبادئ اإلنسانية‪ ،‬أثرت على طبيعته القانونية‪،‬‬
‫فقد تطورت هذه المبادئ مع الزمن إلى أن أضحت مبادئ أساسية‬
‫لها أهميتها ومكانتها على نطاق واسع‪:‬‬
‫مبدأ المعاملة اإلنسانية‬
‫مبدأ الضرورة العسكرية‬
‫مبدأ التناسب‬
‫مبدأ التمييز بين المقاتلين والمدنيين‬
‫مبدأ التمييز بين األهداف العسكرية واألهداف المدنية‬
‫خصائص القانون الدولي اإلنساني‬
‫‪(1‬‬
‫‪(2‬‬
‫‪(3‬‬
‫‪(4‬‬
‫القانون الدولي اإلنساني فرع من فروع القانون الدولي العام‪ :‬فقواعد القانون‬
‫الدولي اإلنساني ومصادره مستقاة من القانون الدولي العام‪ ،‬كما تحكمه األعراف‬
‫واالتفاقيات والمعاهدات الدولية الموقع عليها من قبل الدول باعتبارها أشخاص‬
‫القانون الدولي العام‪.‬‬
‫يتميز القانون الدولي اإلنساني بتعدد مصادره‪ :‬حيث يستوي أن تكون عرفية أو‬
‫تعاهدية أو اتفاقية‪ ،‬أو أي قواعد أخرى قد ُتسن لتحكم النزاعات المسلحة‪ ،‬وتنبع‬
‫من مبادئ اإلنسانية ‪.‬‬
‫إن قواعد القانون الدولي اإلنساني قواعد آمرة تتسم بالعموم والتجرد‪ :‬وتأتي هذه‬
‫الصفة من أن مصدر هذه القواعد هو العرف الدولي الملزم بطبيعته‪ ،‬والمعاهدات‬
‫الدولية الملزمة للموقعين عليها‪.‬‬
‫يبدأ عمل القانون الدولي اإلنساني بمجرد وقوع نزاع مسلح‪ :‬ألن الغرض منه‬
‫إقرار حماية دولية معترف بها لألشخاص واألعيان والممتلكات أثناء النزاعات‬
‫المسلحة‪« ،‬وهذه الحماية تمتد لألشخاص الذين ال يشتركون فعليا في القتال‪،‬‬
‫سواء أكانوا مدنيين أم من العسكريين‪ ،‬إال أنهم أصبحوا عاجزين عن القتال‬
‫لمرض أو إللقاء السالح أو األسر»‪ ،‬وال بد من «التفرقة بين وجود القانون‬
‫وفاعلية القانون‪ ،‬فالقانون قائم قبل النزاع المسلح ‪.‬‬
‫خصائص القانون الدولي اإلنساني‬
‫‪(5‬‬
‫القانون الدولي اإلنساني قانون وقائي يهدف إلى الحيلولة دون وقوع آثار ضارة للنزاع‬
‫المسلح الدولي وغير الدولي‪ :‬فال يقتصر دوره على إقرار الحماية بعد وقوع النزاع أو‬
‫عندما يصبح الفرد ضحية للنزاع المسلح‪ ،‬ذلك أن الطابع اإلنساني لهذا القانون يجعله‬
‫ينشط قبل وقوع الفعل‪ ،‬وذلك من خالل تقييد وسائل وأساليب القتال‪ ،‬والحد من الحرية‬
‫المطلقة ألطراف النزاع في اختيار نوعية وكيفية استخدام األسلحة‪.‬‬
‫‪(6‬‬
‫ُيطبق القانون الدولي اإلنساني على الدول وشعوبها بغض النظر عن تحديد من هي الدولة‬
‫المعتدية‪ :‬فالقانون الدولي اإلنساني ال ينظر إلى أصل الحق المتنازع عليه؛ بل إلى اآلثار‬
‫المترتبة من جراء استخدام القوة المسلحة‪ ،‬و ُيطبق على الدول بشكل متساو‪.‬‬
‫‪(7‬‬
‫قانون مرن ويتطور بسرعة فائقة‪ ،‬ويشمل هذا التطور مجاالت عدة‪ ،‬سواء فيما يتعلق‬
‫بنوعية األسلحة المحظورة أو بكيفية إضفاء الحماية أو أماكن الحماية‪ ،‬أو وسائل‬
‫الحماية‪ ،‬فقد ظهرت في السنوات األخيرة اتفاقيات وبروتوكوالت عدة تعالج هذه األمور‪.‬‬
‫نطاق تطبيق القانون الدولي اإلنساني‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫النطاق النوعي‪ :‬نوع النزاع الذي‬
‫ينطبق عليه القانون الدولي اإلنساني‬
‫هل هو نزاع مسلح دولي أم نزاع‬
‫مسلح غير دولي‪.‬‬
‫النطاق الشخصي‪ :‬تحديد األشخاص‬
‫والفئات المشمولة بالحماية‪.‬‬
‫النطاق المادي‪ :‬الممتلكات واألعيان‬
‫واألماكن واألشياء التي تعد محال‬
‫لحماية القانون الدولي اإلنساني‪.‬‬
‫النطاق النوعي‬
‫ال يطبق القانون الدولي اإلنساني إال في حالة النزاع المسلح‬
‫نزاع مسلح دولي‬
‫نزاع مسلح غير دولي‬
‫تعريف النزاع المسلح الدولي‬
‫دولة (ب)‬
‫الدولة (أ)‬
‫االحتــالل‬
‫دولة (أ)‬
‫دولة (ب)‬
‫تعد حاالت االحتالل الكلي أو الجزئي إلقليم دولة ما من قبيل النزاعات‬
‫المسلحة الدولية حتى ولو لم يواجه االحتالل أية مقاومة مسلحة‬
‫حروب التحرير الوطنية‬
‫الدولــــــة أ‬
‫النزاعات المسلحة التي تناضل بها الشعوب ضد التسلط‬
‫االستعماري واالحتالل األجنبي وضد األنظمة العنصرية‪ ،‬وذلك في‬
‫ممارستها لحق الشعوب في تقرير‬
‫النزاعات المسلحة غير الدولية‬
‫منطقة‬
‫الثوار‬
‫النزاعات المسلحة التي تدور على إقليم إحدى الدول بين قواتها‬
‫المسلحة وقوات مسلحة منشقة أو جماعات نظامية مسلحة أخرى‬
‫تعمل تحت قيادة مسئولة وتسيطر على جزء من اإلقليم‬
‫ال تسري أحكام القانون الدولي اإلنساني‬
‫على حاالت االضطرابات‬
‫والتوترات الداخلية مثل الشغب وأعمال العنف العرضية‬
‫القوانين المنطبقة على حاالت النزاع‬
‫النزاعات المسلحة‬
‫الدولية‬
‫النزاعات المسلحة‬
‫غير الدولية‬
‫اتفاقيات جنيف‬
‫المادة ‪ 3‬المشتركة‬
‫االضطرابات والتوترات‬
‫الداخلية‪:‬‬
‫البروتوكول اإلضافي الثاني‬
‫القانون الدولي لحقوق‬
‫اإلنسان‬
‫البروتوكول اإلضافي األول‬
‫اتفاقيات الهاي‬
‫القوانين الوطنية‬
‫اتفاقيات األسلحة‬
‫اتفاقيات األسلحة‬
‫العرف الدولي‬
‫العرف الدولي‬
‫النطاق الشخصي للقانون الدولي اإلنساني‬
‫إن هذا القانون يهدف إلى حماية ضحايا النزاعات‬
‫المسلحة ممن ال يشترك فيها‪ ،‬أو لم يعد يشترك فيها‪،‬‬
‫أي أن حمايته األساسية تنصرف إلى‪:‬‬
‫‪ ‬حماية المدنيين بالدرجة األولى‪،‬‬
‫‪ ‬ومن ثم كل من لم يعد يشترك في هذه النزاعات من‬
‫جرحى ومرضى‪ ،‬سواء كانوا مقاتلين أو مدنيين‪،‬‬
‫‪ ‬كما تشمل الحماية أسرى الحرب‬
‫‪ ‬وإضافة إلى وجود حماية خاصة لبعض الفئات‬
‫كالنساء واألطفال والمسنين وأفراد الخدمات اإلنسانية‬
‫والصحفيين والالجئين وعمال االغاثة وغيرهم‪،‬‬
‫وأساس هذه الحماية يرتكز على مبدأ التمييز بين‬
‫المقاتلين والمدنيين‪ ،‬الذي رسخته أعراف الحرب‬
‫وقوانينها‪.‬‬
‫النطاق المادي للقانون الدولي اإلنساني‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪.1‬‬
‫‪.2‬‬
‫يقصد بالنطاق المادي‪ ،‬الممتلكات واألعيان واألماكن واألشياء التي تعد محال‬
‫لحماية القانون الدولي اإلنساني‪،‬‬
‫وتستند الحماية المقررة لهذه الممتلكات واألعيان واألماكن واألشياء إلى‬
‫مبدأين أساسيين‪:‬‬
‫األول التمييز بين المدنيين والعسكريين من جهة وبين األعيان المدنية‬
‫واألهداف العسكرية من جهة ثانية‪ ،‬أي قصر الهجمات ضد األهداف‬
‫العسكرية فقط دون غيرها‪ ،‬والتي يراد منها تدمير أو إضعاف القوة‬
‫العسكرية للعدو‪،‬‬
‫أما المبدأ الثاني فهو تحريم توجيه العمليات العسكرية ضد المدنيين‬
‫واألعيان المدنية‪ ،‬طالما أنها ال تشارك في العمليات العسكري‬
‫ذلك أن حماية السكان المدنيين تستتبع حماية ممتلكاتهم واألماكن التي‬
‫يقيمون ويعملون فيها‪ ،‬وما يستعملون من أعيان مدنية‪ ،‬لذلك فإن االعتداء‬
‫على هذه الممتلكات واألماكن واألعيان يعني اعتداء مباشرا على السكان‬
‫المدنيين‪،‬‬
‫أنواع الحماية المقررة للممتلكات واألعيان المدنية‬
‫‪‬‬
‫الحماية العامة للممتلكات واألعيان‬
‫المدنية‪ :‬وهي الحماية المنصوص عليه‬
‫في المادة (‪ )52‬من البروتوكول األول‬
‫اإلضافي (‪1977‬م)‪ ،‬وتشمل األموال‬
‫والممتلكات التي ال يكون لها أي دور فعال‬
‫في العمليات العسكرية‪ ،‬وترتبط بحياة‬
‫السكان المدنيين‪ ،‬فكل ما ال يدخل ضمن‬
‫مفهوم الهدف العسكري يكون محميا‬
‫بموجب هذه المادة‪ ،‬وبالتالي يجب تجنب‬
‫المساس بها عند شن العمليات الحربية‪،‬‬
‫ويجب أن يتخذ األطراف إجراءات وقائية‬
‫تتمثل في مراعاة كافة االحتياطات أثناء‬
‫الهجوم وضد آثاره‬
‫أنواع الحماية المقررة للممتلكات واألعيان المدنية‬
‫‪‬‬
‫الحماية الخاصة لبعض الممتلكات واألعيان المدنية‪:‬‬
‫يضفي القانون الدولي اإلنساني حماية خاصة لبعض‬
‫الممتلكات واألعيان المدنية أثناء النزاعات المسلحة‪،‬‬
‫لما لها من أهمية خاصة لحياة السكان المدنيين‪،‬‬
‫«وترتكز فكرة الحماية الخاصة لبعض األهداف غير‬
‫العسكرية على حماية السكان المدنيين‪ ،‬ذلك أن‬
‫الحماية ال تمنح لتلك األهداف بصفتها هذه‪ ،‬وإنما‬
‫يكون الهدف األساسي منها هو توفير أكبر قدر ممكن‬
‫من الحماية للسكان المدنيين»)‪ ،‬وتشمل الحماية‬
‫الخاصة‪ ،‬األعيان والمواد التي ال غنى عنها لبقاء‬
‫السكان المدنيين‪ ،‬واألعيان الطبية‪ ،‬واألشغال‬
‫الهندسية والمنشآت التي تحوي على مواد وقوى‬
‫وطاقات خطرة‪ ،‬والبيئة الطبيعية‪ ،‬واألعيان الثقافية‬
‫وأماكن العبادة‬
‫التمييز بين االنتهاكات واالنتهاكات الجسيمة‬
‫‪40‬‬
‫ُعنيت اتفاقيات جنيف بالتمييز ما بين " االنتهاكات‬
‫" و " االنتهاكات الجسيمة ” ‪:‬‬
‫األول من "االنتهاكات" كل األفعال‬
‫‪ ‬يشمل النوع ّ‬
‫األول‬
‫المنافية لالتفاقيات أو البروتوكول اإلضافي ّ‬
‫ويجب على األطراف المتعاقدة اتخاذ اإلجراءات‬
‫اإلدارية أو التأديبية ‪ ،‬أو الجزائية بشأنها ‪.‬‬
‫‪ ‬أ ّما "االنتهاكات الجسيمة " فقد تم النص عليها‬
‫بصورة واضحة ودقيقة وتم ترتيب أثر معين‬
‫يتعين على الدول المعنية اتخاذه في حال ارتكاب‬
‫أي منها‪.‬‬
‫تعد االنتهاكات الجسيمة لالتفاقيات و"البروتوكول"‬
‫بمثابة جرائم حرب‬
‫آليات القانون الدولي اإلنساني‬
‫▪‬
‫▪ اآلليات الرقابية‪.‬‬
‫▪ آلية عقابية‪.‬‬
‫اآلليات الوقائية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اآلليات الوقائية الحترام القانون الدولي اإلنساني‬
‫التعهد باحترام وكفالة احترام االتفاقيات‬
‫نشر االتفاقيات على أوسع نطاق‬
‫العاملون المؤهلون‬
‫المستشارون القانونيون‬
‫‪ -١‬التعهد باحترام وكفالة احترام االتفاقيات‬
‫♦‬
‫تنص المادة األولى المشتركة بين اتفاقيات جنيف علىى أن‬
‫األطراف المتعاقىدة تتعهىد بىأن تحتىرم هىذه االتفاقيىات وأن‬
‫تكفل احترامها‪.‬‬
‫♦‬
‫اسىىىتنادا إلىىىى االلتىىىزام بكفالىىىة االحتىىىرام يجىىىوز أليىىىة دولىىىة‬
‫متعاقىىىىدة أن تطالىىىىب أخىىىىرى بىىىىالكف عىىىىن انتهىىىىاك أحكىىىىام‬
‫االتفاقيات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اآلليات الرقابية الحترام القانون الدولي اإلنساني‬
‫نظام الدول الحامية‬
‫التحقيق‬
‫اللجنة الدولية لتقصي الحقائق‬
‫‪ -1‬نظام الدول الحامية‬
‫♦‬
‫♦‬
‫♦‬
‫الدولة الحامية هى الدولة التى تلجأ إليها الدولة المتحاربة‬
‫لرعاية مصالحها ومصالح رعاياها لدى دولة العدو وال يتم‬
‫ذلك إال بموافقة الدول الثالث‪.‬‬
‫تطبىق اتفاقيىات جنيىف بمعاونىة وتحىت إشىراف الىدول الحاميىة‬
‫التى تكلف برعاية مصالح أطراف النزاع‪.‬‬
‫إذا لم يتم التوصل إلى مثل هذا االتفاق فعلى الدولة الحاجزة أن‬
‫تطلب إلى هيئة إنسانية كاللجنة الدولية للصليب األحمر‬
‫االضطالع بالمهام‬
‫اإلنسانية التى تؤديها الدول الحامية‪.‬‬
‫‪ -2‬التحقيق‬
‫♦‬
‫بناء على طلب أي طىرف فىي النىزاع‪ ،‬وبطريقىة تتقىرر فيمىا‬
‫بىىىين األطىىىراف المعنيىىىة‪ ،‬يجىىىرى تحقيىىىق بصىىىدد أي ادعىىىاء‬
‫بانتهاك أحكام االتفاقيات‪.‬‬
‫وما أن يتبىين انتهىاك االتفاقيىة‪ ،‬يتعىين علىى أطىراف النىزاع‬
‫وضع حد له وقمعه بأسرع ما يمكن‪.‬‬
‫♦‬
‫ونظىىرا العتمىىاد هىىذا اإلجىىراء علىىى اتفىىاق األطىىراف المعنيىىة‬
‫ونظرا لكون وضع النزاع المسلح ال يالئم هذا اإلجىراء فىإن‬
‫هذا اإلجراء لم يفعل حتى اآلن‪.‬‬
‫‪ -٣‬اللجنة الدولية لتقصي الحقائق‬
‫▪‬
‫وفقىىا لىىنص المىىادة ‪ ٩٠‬مىىن البروتوكىىول فإنىىه لىىدى موافقىىة مىىا ال‬
‫يقىىل عىىن عشىىرين مىىن الىىدول األطىىراف تتشىىكل لجنىىة مىىن خمسىىة‬
‫عشىىر عضىىوا تنتخىىبهم الىىدول التىىى تعتىىرف باختصىىاص اللجنىىة‬
‫وتختص بــ ‪:‬‬
‫أ‬
‫ التحقيىىق فىىى كىىل واقعىىة يىىزعم أنهىىا تمثىىل انتهاك ىا‬‫جسيما ألحكام قانون جنيف‪.‬‬
‫ب ‪ -‬العمىىىىل علىىىىى إعىىىىادة احتىىىىرام أحكىىىىام االتفاقيىىىىات‬
‫والبروتوكول من خالل مساعيها الحميدة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬آلية عقابية ‪ -‬نظام االنتهاكات الجسيمة‬
‫♦‬
‫♦‬
‫الزمىىت اتفاقيىىات جنيىىف لعىىام ‪ ١٩٤٩‬الىىدول األطىىراف بىىأن‬
‫تجىىرم وفقىىىا لتشىىريعاتها الوطنيىىىة مىىا وصىىىفته باالنتهاكىىىات‬
‫الجسيمة‪.‬‬
‫وأن تحاكم مرتكبي هذه االنتهاكات الجسيمة أو تسلمهم إلى‬
‫دولة ترغب في محاكمتهم بصرف النظىر عىن مكىان ارتكىاب‬
‫االنتهاك‪.‬‬
‫ما هي أوجه االلتقاء والتمايز بين القانون الدولي‬
‫اإلنساني والقانون الدولي لحقوق اإلنسان‬
‫القانون الدولي اإلنساني والقانون الدولي لحقوق اإلنسان‬
‫‪‬‬
‫يعد كل من القانون الدولي اإلنساني‬
‫والقانون الدولي لحقوق اإلنسان من‬
‫فروع القانون الدولي‪ ،‬وقد نشأ كل‬
‫منهما على حدة‪ ،‬منفصلين عن بعضهما‪،‬‬
‫إال أنهما تطورا معا‪ ،‬وتقاربت قواعدهما‬
‫بالتدريج إلى أن أصبحت متداخلة إلى حد‬
‫كبير‪ ،‬وذلك لوجود هدف مشترك يجمع‬
‫بينهما‪ ،‬وهو حماية اإلنسان من أي خطر‬
‫محدق به سواء في زمن السلم أو‬
‫الحرب‪،‬‬
‫القانون الدولي اإلنساني‬
‫القانون الدولي لحقوق اإلنسان‬
‫«القانون الدولي اإلنساني هو جملة من‬
‫القواعد الدولية التعاهدية أو العرفية‬
‫الرامية تحديدا إلى حل المشكالت الناشئة‬
‫مباشرة عن النزاعات المسلحة الدولية‬
‫وغير الدولية‪ ،‬ويحمي هذا القانون‬
‫األشخاص الذين يتأثرون أو قد يتأثرون‪،‬‬
‫والممتلكات التي تتأثر أو قد تتأثر بالنزاع‬
‫المسلح‪ ،‬كما يق ّيد حق أطراف النزاع في‬
‫اختيار أساليب ووسائل القتال»‬
‫فرع من فروع القانون الدولي المكون من‬
‫القواعد الدولية المكتوبة والعرفية الملزمة‪،‬‬
‫التي تهدف إلى أنسنة النزاعات المسلحة‬
‫دولية كانت أم غير دولية‪ ،‬والحد من آثارها‬
‫وحماية األشخاص واألعيان والممتلكات‬
‫التي ال عالقة لها بالعمليات العسكرية‪،‬‬
‫وتقييد األساليب والوسائل المستخدمة في‬
‫القتال بما يتناسب مع ما تقتضيه طبيعة‬
‫النزاع‪.‬‬
‫مجموعة القواعد القانونية الدولية التي‬
‫ُتقر لألفراد بعدد من الحقوق والرخص‬
‫الهادفة لحماية حريتهم‪ ،‬وكرامتهم‪ ،‬دون‬
‫تمييز بينهم‪ ،‬وبالضمانات المؤسسية‬
‫الالزمة للرقابة على تمتعهم بهذه‬
‫الحقوق والرخص‬
‫واألعراف‬
‫االتفاقيات‬
‫مجموعة‬
‫واإلعالنات والمواثيق الدولية التي‬
‫تعترف بحقوق اإلنسان في كل زمان‬
‫ومكان‪ ،‬عالمية كانت أم إقليمية‪ ،‬تتضمن‬
‫حقوقا عامة لكل البشر‪ ،‬أو حقوق‬
‫خاصة لفئات معينة‪ ،‬وتلزم الدول على‬
‫توفيرها وحمايتها واحترامها‪.‬‬
‫أوجه االلتقاء‬
‫‪ ‬يتفق القانون الدولي اإلنساني والقانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬في أنهما ينبعان من‬
‫مصدر واحد‪ ،‬ويهدفان إلى تحقيق رسالة واحدة‪ ،‬أال وهي تأمين حد أدنى من‬
‫الضمانات القانونية واإلنسانية لجميع البشر في وقت السلم ووقت الحرب على حد‬
‫سواء‪ ،‬فكالهما يسعى إلى حماية أرواح البشر وصحتهم وكرامتهم وإن كان من‬
‫زاويتين مختلفتين ‪ ،‬فاألول يسعى للحد من شرور الحرب‪ ،‬والثاني يسعى للدفاع عن‬
‫اإلنسان وحقوقه ضد تعسف السلطة‪،‬‬
‫‪ ‬نشأ القانون الدولي اإلنساني من الناحية التاريخية نشأة مستقلة وسابقة على‬
‫القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬حيث ُيعد القانون الدولي اإلنساني من نتائج اتفاقية‬
‫جنيف التي عقدت عام ‪1864‬م‪ ،‬بينما بدأت مظاهر التدوين األولى لقانون حقوق‬
‫اإلنسان في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان عام ‪1948‬م‪ ،‬كرد فعل على االنتهاكات‬
‫الخطيرة التي شهدتها البشرية في أعقاب حربيين عالميتين راح ضحيتها الماليين‪،‬‬
‫أما من الناحية الواقعية يتضافر القانونان في حماية اإلنسان بصرف النظر عن‬
‫االتجاه االنفصالي بينهما‬
‫أوجه االلتقاء‬
‫‪ ‬تضمنت اتفاقيات حقوق اإلنسان أحكاما تطبق في أثناء النزاعات المسلحة‪ ،‬عند وجود‬
‫ما يهدد الحقوق المحمية بموجب هذه االتفاقيات‪ ،‬فالمادة (‪ )15‬من االتفاقية األوربية‬
‫لحقوق اإلنسان لعام‪1950‬م‪ ،‬نصت على أنه في زمن الحرب أو في حاالت الطوارئ‬
‫الشاملة التي تهدد حياة األمة‪ ،‬يمكن اتخاذ تدابير تخالف التزاماته الموضحة باالتفاقية‬
‫في أضيق حدود تحتمها مقتضيات الحال‪ ،‬وبشرط أال تتعارض هذه التدابير مع‬
‫التزاماته األخرى في إطار القانون الدولي‪.‬‬
‫‪ ‬اتفاقيات القانون الدولي اإلنساني تؤكد دائما على ضرورة احترام حقوق اإلنسان أثناء‬
‫النزاعات المسلحة‪ ،‬وتشكل المادة الثالثة المشتركة من اتفاقيات جنيف األربع لعام‬
‫‪1949‬م‪ ،‬األساس الذي يستند إليه في إقرار الحماية لحقوق اإلنسان األساسية‬
‫«الحقوق المصونة» أثناء النزاعات المسلحة غير الدولية‪ ،‬حيث تلزم األطراف أن‬
‫تراعي كحد أدنى األشخاص الذين ليس لهم دور ايجابي في األعمال العدائية بمعاملتهم‬
‫في جميع األحوال معاملة إنسانية دون تمييز بسبب العنصر أو اللون أو الدين أو‬
‫الجنس أو النسب أو غير ذلك‪،‬‬
‫ثالثا ـ أوجه االستقالل والتمايز‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫من حيث المصدر‪ :‬إن معظم قواعد القانون الدولي اإلنساني مستمدة قواعد العرف‬
‫الدولي‪ ،‬فمن المسلم به أن االتفاقيات الدولية ذات الصلة ومنها اتفاقيات جنيف‬
‫لعام‪1949‬م‪ ،‬تتضمن قواعد مقررة وليست منشئة اللتزامات دولية‪ ،‬بينما معظم قواعد‬
‫القانون الدولي لحقوق اإلنسان مصدرها اتفاقي‪.‬‬
‫من حيث نطاق الحماية‪ :‬إن القانون الدولي اإلنساني «يقدم حماية ظرفية لإلنسان‪،‬‬
‫بينما يقدم القانون الدولي لحقوق اإلنسان حماية شاملة لكل الحقوق السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية والثقافية»‪ .‬فالقانون الدولي اإلنساني ُيعنى بحماية حقوق‬
‫اإلنسان في النزاعات المسلحة‪ ،‬وهو قانون خاص يسبغ الحماية على أنواع محددة من‬
‫الحقوق في ظرف استثنائي خاص‪ ،‬هو وجود نزاع مسلح سواء كان هذا النزاع دول‬
‫أو غير دولي‪ ،‬فهو ال يدخل حيز النفاذ إال عند اندالع النزاع المسلح الذي يحول دون‬
‫ممارسة حقوق اإلنسان أو تقييدها‪ .‬أما منظومة القانون الدولي لحقوق اإلنسان فتعمل‬
‫على ضمان حق الفرد في أن ُتحترم حقوقه وحرياته المدنية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬واالقتصادية‪،‬‬
‫واالجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬في زمن السلم والحرب‪ ،‬كما تحتوي صكوكها على أحكام‬
‫استثنائية تنطبق في حاالت النزاع المسلح‪ ،‬فهو قانون عام وشامل لكافة أنواع‬
‫الحقوق‪ ،‬وفي كافة الظروف‪ ،‬ويترتب على ذلك أن قواعد القانون الدولي لحقوق‬
‫اإلنسان «معنية بضمان حقوق الفرد وحرياته ضد أي تعسف لسلطات دولته‪ .‬تلك‬
‫الحقوق والحريات وردت في معظم دساتير الدول على مختلف األصعدة الوطنية لوضع‬
‫قواعد تحكم عالقة الفرد بالدولة‬
‫ثالثا ـ أوجه االستقالل والتمايز‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫من حيث الغاية‪ :‬يسعى القانون الدولي اإلنساني إلى حماية األشخاص الذين ال يشاركون أو‬
‫يتوقفون عن المشاركة في األعمال القتالية‪ ،‬وتفرض القواعد الواردة فيه واجبات على جميع‬
‫أطراف النزاع‪ .‬أما القانون الدولي لحقوق اإلنسان ُوضِ ع أساسا لوقت السلم‪ ،‬فهو ينطبق على‬
‫الجميع‪ ،‬وهدفه الرئيس هو حماية األفراد من السلوك التعسفي لدولته‪ ،‬فالقانون الدولي لحقوق‬
‫اإلنسان يسعى إلى حماية األشخاص ضد تجاوزات الدولة الذين هم من رعاياها كقاعدة عامة‪،‬‬
‫في حين يهدف القانون الدولي اإلنساني إلى حماية رعايا دولة العدو‪ ،‬أي أن «حقوق اإلنسان‬
‫تنظم العالقة بين الدولة ورعاياها‪ ،‬بينما يهتم القانون الدولي اإلنساني بالعالقات بين الدولة‬
‫ورعايا األعداء»‪.‬‬
‫من حيث الطبيعة القانونية‪ :‬هناك اختالفات عميقة في درجة ُنضج القانونين وفي إجراءات‬
‫تطبيقهما‪ ،‬فاتفاقيات جنيف عالمية النطاق‪ ،‬ولها طبيعة ملزمة ومن المؤكد أن األمر ليس كذلك‬
‫فيما يتعلق بصكوك حقوق اإلنسان‪ ،‬إذ إن قواعد القانون الدولي اإلنساني ُتلزم جميع الدول‬
‫دون استثناء‪ ،‬بينما االلتزام بحماية حقوق اإلنسان المختلفة هو التزام نسبي‪ ،‬ألنه ينصرف إلى‬
‫الدول األطراف في االتفاقيات الدولية ذات الصلة‪ ،‬وعلى ذلك فإن القانون الدولي اإلنساني‬
‫يسعى إلى تحقيق غايات أكثر تعقيدا‪ ،‬وأكثر تحديدا‪ ،‬بالمقارنة مع القانون الدولي لحقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬ألن أحكامه تتميز بطابعها اإللزامي‪ ،‬وألنه من المفترض تطبيق قانون حقوق اإلنسان‬
‫في كل وقت‪ ،‬بما فيها أوقات النزاع المسلح‪ ،‬إال أن هذا التطبيق يظل مقيدا من قبل الهيئات‬
‫المكلفة بالقيام به‪.‬‬
‫ثالثا ـ أوجه االستقالل والتمايز‬
‫‪‬‬
‫من حيث التأثر بمخاطر التسييس‪ :‬إن القانون الدولي اإلنساني أقل تأثرا من القانون الدولي‬
‫لحقوق اإلنسان بمخاطر التسييس والتغيرات المتباينة‪ ،‬كونه يتضمن قواعد أكثر تفصيال‬
‫لحماية اإلنسان في حالة النزاع المسلح‪ ،‬فااللتزام بقواعد القانون الدولي اإلنساني يجب أن‬
‫يتم بالحيدة التامة بعيدا عن أي نزعة تسييس‪ .‬وعلى العكس من ذلك؛ فإن حقوق اإلنسان‬
‫تتأثر على المستوى التطبيقي باالعتبارات السياسية‪ .‬ذلك أن اتفاقيات حقوق اإلنسان‬
‫تتضمن عادة نصوصا تبيح للدول األطراف رخصة تعطيل حقوق اإلنسان في حالة الحرب‪،‬‬
‫وفي أوقات الطوارئ العامة التي تهدد حياة األمة‪ ،‬بينما ال يجوز التحلل من قواعد القانون‬
‫الدولي اإلنساني بحجة الضرورة العسكرية‪ ،‬والشاهد على ذلك المادة الرابعة من العهد‬
‫الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬فقد استثنت رخصة تعطيل حقوق اإلنسان في‬
‫الظروف االستثنائية‪ ،‬حقوقا ال يجوز المساس بها بأي حال من األحوال‪ ،‬وجميع هذه‬
‫الحقوق المستثناة تجرمها قواعد القانون الدولي اإلنساني‪.‬‬
‫ثالثا ـ أوجه االستقالل والتمايز‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫من حيث اآلليات‪ :‬يوفر القانون الدولي اإلنساني آليات عدة محددة تساعد في‬
‫تنفيذه‪ ،‬وهناك نوعان من آليات التنفيذ واإلشراف والرقابة على تطبيق القانون‬
‫الدولي اإلنساني)‪:‬‬
‫األولى تتمثل في األجهزة الرئيسة لتطبيق القانون الدولي اإلنساني وهي احترام‬
‫الدول األطراف ذاتها لتطبيق القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬ونظام الدولية الحامية()‪،‬‬
‫واللجنة الدولية للصليب األحمر‪.‬‬
‫أما اآللية الثانية فتتمثل في وسائل التحقيق والتقصي‪ ،‬سواء بطلب التحقيق في‬
‫انتهاك قواعد القانون الدولي اإلنساني بناء على طلب أحد أطراف النزاع()‪ ،‬أو عن‬
‫طريق اللجنة الدولية لتقصي الحقائق‬
‫وبالمقابل «تشتمل معاهدات حقوق اإلنسان على آليات تنفيذ متطورة من شأنها‬
‫استكمال اآلليات األقل تطورا لتنفيذ القانون اإلنساني والتي ترتكز في األساس على‬
‫النهج الوقائي المتجه نحو الدولة»‪ ،‬وتتسم آليات تنفيذ حقوق اإلنسان بالتعقيد‬
‫وتتضمن على خالف القانون الدولي اإلنساني نظما إقليمية‪ ،‬تتضمن هيئات إشرافية‬
‫من قبل لجنة األمم المتحدة لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫صور‬
‫‪58‬‬
‫صور‬
‫‪59‬‬
‫غزة‬
‫‪60‬‬