د . عائشة الحاجي بحثا عن إطار داعم ومؤدي لسالمة مسيرة المؤسسات المالية وتأكيداً على تواصل استقرارها الذي ينبثق عنه ظهور نظام.

Download Report

Transcript د . عائشة الحاجي بحثا عن إطار داعم ومؤدي لسالمة مسيرة المؤسسات المالية وتأكيداً على تواصل استقرارها الذي ينبثق عنه ظهور نظام.

‫د ‪ .‬عائشة الحاجي‬
‫بحثا عن إطار داعم ومؤدي لسالمة مسيرة المؤسسات المالية وتأكيداً على تواصل‬
‫استقرارها الذي ينبثق عنه ظهور نظام ونسق مالي متوازن ومصدر نمو مستدام‬
‫القتصاد يتسم بديمومة التوسع فقد قررت لجنة بازل الثانية حزمة من المعايير‬
‫اعتبرت وسائل تحسين نظم قياس المخاطر وكيفية مثلى إلداراتها ‪ ،‬فتحديد حجم‬
‫رأس المال الالزم ( الحد األدنى لرأس مال المنشآت المصرفية ) وازن بين حماية‬
‫كافية مقابل الخسائر غير المتوقعة وأداة المتصاص الخسائر بمستوى عال ومدافع‬
‫على المركز المالي في الوقت ذاته محفزاً أفضل الستخدام الموارد وإتاحة فرص‬
‫االئتمان بما يساعد المصارف في توظيف أموالها إذا ما تنامت وتزايدت ويؤكد‬
‫الركن الثاني لإلطار األدني لرأس المال أهمية المراجعة اإلشرافية الدقيقة لمجمل‬
‫المخاطر التي خصص لها رأس مال كاف أما الركن الثالث فقد عزز مفهوم انضباط‬
‫السوق فحث على تبني منهجا ً داعما ً لتبني مزيداً من الشفافية للتقارير المالية‬
‫الدورية للمصارف ‪.‬‬
‫‪ _1‬تلعب بيئة األعمال دوراً رئيسيا ً في زيادة المسافات بين مقررات بازل‬
‫وإمكانية تطبيقها بيسر لدى المصارف العربية فهذه البيئة تغلب عليها‬
‫سمات تفردت بها دون غيرها حيث عدم الوضوح في نمط الملكية_‬
‫غموضا ً وارتباك في المستهدفات _ ضعف كفاءة في توظيف الموارد ‪.‬‬
‫لقد أفرزت هذه الصفات انساق ونظم إدارة تؤكد على مركزية القرار بدالً من إدارة قائمة‬
‫على تثمين وتقييم األداء فمركزية القرار منحت سلطات غير محددة لعدد من األفراد من‬
‫الذين لهم سلطات ومواقع مسئولية مؤثرة في هذه المصارف فاعتمدوا على التقييم الذاتي‬
‫لمعظم النشاطات التي تقوم بها المؤسسات المالية بما في ذلك قرارات منح االئتمان الذي‬
‫يعتبر أحد ركائز النشاطات المصرفية في الوطن العربي بدال من االعتماد على التحليل‬
‫ً‬
‫مجنبة هذه‬
‫والتقييم الدقيق للمخاطر حيث التوازن بين مستوى الوصول إلى مخاطر تقبل و‬
‫المؤسسات من ضعف مركزها المالي وإفالسها في الوقت ذاته تلبي حاجيات التمويل‬
‫الدقيقة المحققة لعائد مجز وآمن ‪.‬‬
‫لم يساعد هذا النسق اإلداري من مواكبة التغيرات الجوهرية التي شهدتها بيئة أعمال‬
‫المصارف التي أتسمت بأكثر تنافسية وأعمق في تبني تقنيات تكنولوجية في إتمام‬
‫أعمالها وتواصلها المتسارع مع العمالء والمؤسسات الشبيهة وكذلك ابتكار أدوات‬
‫استثمارية طبقتها المصارف فابتعدت عن تركيز نشاطها في عمليات اقراضية تقليدية‬
‫كما هو الحال لدى معظم المصارف العربية ‪.‬‬
‫‪ _2‬يشكل ضعف التنوع في االقتصاديات العربية عامالً جوهريا ً حيث يظهر ذلك‬
‫جليا ً في بنية إنتاج واستعمال الناتج المحلي اإلجمالي والتفاوت الكبير في توزيع‬
‫المداخيل الضائعة بين األجور واألرباح ‪.‬‬
‫‪_3‬تعتمد مؤسسات الدولة بشكل واضح على المصارف في كافة إنجاز مشاريعها‬
‫من خالل عمليات إقراضية موسعة التي تراكمت عبر الزمن دون اإللمام الكامل‬
‫بمصادر البيانات الموضحة للضمانات ونشاطات المؤسسات المقترضة مما الحق‬
‫خسائر كبيرة وحجم مديونية عالية ‪.‬‬
‫‪ _4‬اقتصار العمليات االقراضية على السوق المحلي والمتمثل في المصارف كنتيجة‬
‫لدرجات التصنيفات المتدنية التي تتحصل عليها معظم المؤسسات والبلدان العربية‬
‫فمعظم هذه البلدان يخضع عائداتها المالية للطلب العالمي على الموارد األولية في‬
‫األسواق العالمية والتي تتسم بتذبذب قيمها من سنة إلى أخرى كل ذلك زاد من ثقل‬
‫األعباء على المصارف المحلية كمصدر رئيسي للتمويل دون التركيز على تمويالت‬
‫يتبناها وتسهم فيها أسواق المال التي تعتبر أحد المؤسسات المساندة للمصارف‬
‫فاألسواق العربية تعاني من تدني عدد من الشركات المدرجة في اهذه األسواق‬
‫وتدني قيمتها السوقية وهذا ما يجعل عمليات إصدار وترويج أدوات الحماية تفتقر‬
‫إلى ما يعرف باألصول األساسية ‪. UNDERLYING ASSETS‬‬
‫‪_5‬افتقار البيئة االقتصادية إلى صيغ ادخار ومنتجات طويلة األجل وثابتة‬
‫محققة استقرار لقاعدة الودائع ومحدودية لمخاطر السيولة وتنوع فترات‬
‫وآجال االستحقاقات ‪.‬‬
‫كل ذلك يحول دون انفتاح المصارف العربية على األسواق العالمية‬
‫فباإلضافة إلى انتمائها إلى اقتصاديات موجهة مغلقة محدودة العائد‬
‫فهي مؤسسات تتبع وتنتمي إلى مؤسسات هذا االقتصاد الموجه الذي‬
‫يبتعد بمسافات شاسعة على ما تتطلبه متغيرات ومتطلبات‬
‫االقتصاديات المعاصرة حيث استقاللية المؤسسات المالية اتساع‬
‫نشاطاتها بما تتطلبه مرحلة التقدم العلمي والتقني المتناهي في‬
‫التسارع والمؤيد إلى اتساع في القاعدة الرأسمالية لهذه المؤسسات‬
‫حيث تستند على هذه المتانة والمالءة الرأسمالية في تنوع منتجاتها‬
‫بما يحقق أعال عائد وأقل مخاطر تقف المصارف العربية هنا مفتقرة‬
‫لكل هذه الميزات حيث محدودية قاعدتها الرأسمالية ومحدودية‬
‫منتجاتها وضعف قدراتها في انضمامها إلى بوتقة األسواق العالمية‬
‫مما ترتب عن ذلك محدودية حجم توظيفاتها ‪.‬‬
‫تتعدد الصعوبات التي تواجه المصارف العربية حيث ضعف القدرة على االلتزام بما تتطلبه‬
‫مقررات بازل الثانية لألسباب التالية ‪_:‬‬
‫‪ _1‬نظراً لضخامة واتساع المطلوب تنفيذه في فترة زمنية محددة فلم تتمكن معظم‬
‫المصارف العربية من تبني سياسات واضحة تؤهلها من التعرف والتطبيق التدريجي‬
‫لمقررات بازل الثانية ففي إطار ورشة العمل عن ترتيبات اإلعداد لتطبيق مقررات بازل‬
‫الثانية التي نظمها صندوق النقد العربي ( اللجنة العربية للرقابة على المصارف من ‪28‬‬
‫‪ ، )2006.03.27‬أظهرت أحد نتائج ورقات العمل الستبيان شمل خمسة عشر دولة عربية‬
‫حول إمكانية تطبيق كفاءة رأس المال للمصارف فقد تم اإلعالن عن التطبيق من قبل عشرة‬
‫مصارف مركزية أو مؤسسات نقد من إصدار قراراً صريحا ً بذلك في الوقت ذاته تم إعالن‬
‫عديد المؤسسات والمصارف المركزية لمجموعة من الدول العربية بأن مؤسساتها‬
‫المصرفية مستعدة جزئيا ً أو غير مستعدة باستثناء السعودية والكويت اللتان أعلنتا أن‬
‫لمؤسساتهم المصرفية كوادر قادرة ومؤهلة لتطبيق مقررات بازل الثانية ‪،‬‬
‫وإن وجدت الكوادر فإن األوضاع االقتصادية والبنية الهيكلية لمؤسسات االقتصاد‬
‫المساندة والمتعاملة مع المؤسسات المالية ستكون حائال أمام سالسة التطبيق ‪ ،‬كما‬
‫قدرت الرسملة اإلضافية المطلوبة من المصارف العربية حتى تتأهل وتكون قادرة على‬
‫االلتزام بمعايير بازل فإنها تحتاج إلى ما ال يقل عن ‪ % 30‬دعما ً لرؤوس األموال غير‬
‫معتمدين على األدوات التقليدية ( إصدارات األسهم _ تراكم االحتياطيات القانونية‬
‫واألرباح غير الموزعة )* ولكن تجدر اإلشارة إلى الحاجة إلى توفير أدوات استثمارية‬
‫جديدة ظهرت بكثافة وغزارة في األسواق العالمية مثال هذه األدوات( _ األسهم‬
‫التفضيلية _ السندات القابلة للتحويل إلى أسهم _ قروض الدعم ذات اآلجال الطويلة‬
‫إضافة إلى األدوات التي تسمى باألدوات الهجينة) وقد صنفتها لجنة بازل الثانية ضمن‬
‫األموال المساندة والخاصة لدعم رؤوس األموال والتعامل بأدوات كهذه ليس من‬
‫اليسير تداولها في البيئة المصرفية العربية التي تحتاج إلى أسواق مالية نشطة متسمة‬
‫بالتأقلم مع ما هو جديد إضافة إلى تطبيق تقنيات المشتقات المالية المعقدة والمتطورة‬
‫يحتاج ذلك إلى سلطات رقابية بمؤهالت غاية في الكفاءة وقادرة على تطبيق هذه‬
‫التقنيات من خالل معارف ومهارات للكوادر البشرية وبنى صلبة ألسواق ومؤسسات‬
‫مالية ‪ ،‬قادرة على إقناع المستثمر والمتعامل بأنه في بيئة مصرفية ومالية قادرة‬
‫ومتمكنة من العمل على تحديد درجات المخاطرة والسيطرة على درجات عدم اليقين ‪.‬‬
‫*‪ .‬مجلة اتحاد المصارف العربية مايو ‪ 2006‬ص ‪. 39‬‬
‫_لقد أكدت معايير لجنة بازل الثانية أنها ليست مجرد تغيير أو استبدال‬
‫حزمة من القواعد بأخرى ولكن هو تحول جوهري مؤثر في أداء‬
‫المؤسسات المصرفية حيث التحول الكامل في ما يسمى بإدارة المخاطر‬
‫مما يستوجب توفير العديد من عوامل نجاح وكفاءة البنية األساسية للقطاع‬
‫المصرفي فانتقال كهذا يتطلب تبني سياسات وأساليب غاية في الدقة‬
‫والتقدم حيث العمل الجاد على تطبيق نظم محاسبية قابلة للتطبيق من قبل‬
‫أفراد لهم مهارات وقدرات متفردة تؤهلهم من الوصول بمقررات لجنة‬
‫بازل الثانية لبرنامج متكامل له عالقة مباشرة بما يمليه السوق ويشير إليه‬
‫من مخاطر وتقديره لها ‪.‬‬
‫وبذلك يصبح توفير البيانات المالية المناسبة هو أساس التعامل لترجمة‬
‫اتجاهات السوق إلى معايير وقواعد تعتمدها إدارة المصارف فاالرتباط‬
‫الشديد بين ما تتطلبه معايير بازل الثانية وما تفرضه القواعد والمعايير‬
‫الدولية والمحلية للنظم المحاسبية من ناحية أخرى أحد أهم الركائز التي‬
‫يجب اإللمام بها والقدرة على تطبيقها وكال الشرطين سواء مقررات بازل‬
‫الثانية أو المعايير المحاسبية الدولية لم تتمكن كوادرنا المصرفية في‬
‫الساحة العربية من استيعابها بدقة ومن تم القدرة على تطبيقها ‪ ،‬كل ذلك‬
‫يستند إلى اإلفصاح والشفافية المالية ( فاإلفصاح المالي في الكثير من‬
‫المصارف العربية ال يتناسب بالشكل الكافي مع معايير بازل الثانية‬
‫ومعايير المحاسبة المطبقة عالميا )* وفيما يتعلق بالصعوبات المرتبطة‬
‫بالمخاطر التشغيلية التي تظهر نتيجة خسائر تسببها عدم كفاءة أو فشل‬
‫العمليات الداخلية واألفراد والنظم أو تظهر نتيجة أحداث خارجية تحتاج‬
‫هي األخرى إدارات مساندة ذات دراية كافية بنمط العمليات والنشاطات‬
‫المصرفية بدقة وكفاءة ‪.‬‬
‫* مجلة اتحاد المصارف العربية ‪ 2006-6‬ص ‪.41‬‬
‫لقد اتفق على أن برنامج إدارة المخاطر التشغيلية يوفر قدراً كبيراً من األمان‬
‫للمؤسسة المالية ( المصرف ) لذلك قامت المصارف بتبني سياسات متعددة من‬
‫أجل تقدم وتطور يرتبط ببرنامج إدارة المخاطر التشغيلية باعتبارها فئة متميزة‬
‫من المخاطر حيث تعاملها مع مخاطر االئتمان والسوق وتوجد عدة عوامل‬
‫الختيار الرؤية الصحيحة إلدارة المخاطر لتشغيلها ومنها‪_:‬‬
‫_طبيعة األنشطة‪.‬‬
‫_ التطور ‪.‬‬
‫_ مستوى تعقد العمليات ‪.‬‬
‫_ توفر االستراتيجيات الواضحة ‪.‬‬
‫_ مدى كفاءة مجلس اإلدارة ‪.‬‬
‫_ وجود أسس راسخة للرقابة الداخلية الفعالة إضافة إلى كفاءة إعداد‬
‫التقارير الداخلية وخطط الطوارئ ‪.‬‬
‫وإذا ما أرادت المصارف العربية أن يكون إلدارة المخاطر‬
‫التشغيلية دوراً تلعبه يجب أن تعمل هذه المصارف على‬
‫التركيز على كفاءة أو فاعلية هذه اإلدارة من خالل‬
‫االعتماد المتزايد على استخدام التقنية وعولمة الخدمات‬
‫المصرفية وتعتبر إدارة المخاطر التشغيلية عملية ليست‬
‫بالميسرة فهي تحتاج إلى مجموعة من اإلجراءات‬
‫والتدابير المتكاملة على مستوى المصرف ككل إضافة إلى‬
‫توفر البني التحتية الداخلية األساسية لضمان فاعلية‬
‫تطبيق نظام ومؤسسات إدارة المخاطر التشغيلية ‪.‬‬
‫ليس من اليسير على المصارف الصغيرة والمتوسطة االستناد إلى نظم‬
‫ونماذج تقدير المخاطر الداخلية مما يدعوها إلى االعتماد في جل‬
‫األوقات على مؤسسات تقييم الجدارة االئتمانية لذلك تلجأ أحيانا ً‬
‫لمؤسسات التقييم المحلية والتي تتسم بأقل دقة إذا ما قورنت بمؤسسات‬
‫الجدارة االئتمانية العالمية ويفتقر الوطن العربي إلى انتشار مؤسسات‬
‫تقييم ائتماني بصورة عميقة في الوطن العربي كي تعمل على مساعدة‬
‫المصارف العربية من تصنيف وتقييم عمالئها ائتمانيا ‪،‬‬
‫كذلك العديد من المصارف العربية وخاصة الصغيرة والمتوسطة منها‬
‫ال تمتلك مقدرات أو إمكانيات مناسبة لتصنيف الجدارة االئتمانية‬
‫لعمالئها وزبائنها بأساليب متطورة حديثة ‪ ،‬إضافة إلى ارتفاع تكاليف‬
‫التقييم االئتماني الخارجي حيث يتعذر على كثير من هذه المصارف‬
‫تحملها مما يستدعي بقاؤها خارج التصنيف االئتماني ‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بمنهج التقييم الداخلي للمخاطر االئتمانية فهو منهجا ً معقداً‬
‫يحتاج إلى الوقت والمال وقدرات محددة ومعنية لكيفية استيعابه لدى‬
‫الكثير من المصارف العربية ‪.‬‬