كرب ما بعد الصدمة Post-Traumatic Stress Disorder (PTSD)

Download Report

Transcript كرب ما بعد الصدمة Post-Traumatic Stress Disorder (PTSD)

‫كرب ما بعد الصدمة‬
Post-Traumatic Stress Disorder (PTSD)
‫تعريف‪:‬‬
‫‪ ‬وتعرف على أنها الحدث الخارجي المفاجئ و الغير متوقع و‬
‫الشديد و الذي يترك الفرد مشدوها َ و يكون هذا العمل خارجا َ‬
‫عن نطاق عمل الكائن البشري‪.‬‬
‫‪ ‬وتطلق الخبرة الصادمة على نوع الخبرة المفرطة للفرد‪،‬‬
‫بحيث ال يستطيع احتمالها فيتداعى باألعراض المرضية‪ ،‬و‬
‫يأتي تأثيرها من الفجائية التي تحدث أثناء الصدمة‪.‬‬
‫أنواع الصدمة النفسية‪:‬‬
‫يمكن تقسيم الصدمة النفسية أو الخبرة الصادمة إلى نوعين‬
‫أساسيين‪:‬‬
‫‪ .1‬صدمات تنتج عن كوارث طبيعية‪ :‬بمعنى أنه ال يكون‬
‫لإلنسان دخل فيها كالزالزل والبراكين والفيضانات‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫‪ .2‬صدمات تنتج عن كوارث بشرية‪ :‬بمعني أن تكون من صنع‬
‫اإلنسان كالحروب والنزاعات والقتل والحرائق وحوادث‬
‫السيارات والطائرات والقطارات وغيرها‪.‬‬
‫الخصائص التشخيصيه الضطراب كرب ما بعد الصدمة‪:‬‬
‫‪ ‬هناك أعراض نفسية محددة وردت في الدليل التشخيصي واإلحصائي‬
‫الرابع لألمراض النفسية (‪ )DSM IV 1994‬كالتالي‪:‬‬
‫أ) تعرض الشخص لحادث صدمي (أذوى)‪.‬‬
‫ب) تتم إعادة معايشة الحدث الصدمي‪.‬‬
‫ج) التفادي المستمر ألي مثيرات مرتبطة بالحدث إضافة إلى خدر عام في االستجابات ‪.‬‬
‫د) أعراض زيادة االستثارة بشكل دائم ‪.‬‬
‫هـ) األعراض مستمرة لمدة شهر على األقل (أما إذا كانت أقل من شهر فيطلق عليها اضطراب‬
‫الكرب الحاد)‪.‬‬
‫و) هذا االضطراب – يسبب إنضغاطا ً إكلينيكيا واضحا ً أو يؤدى إلى تدهور في األنشطة االجتماعية‬
‫أو الوظيفية أو جوانب أخرى هامة ‪.‬‬
‫العوامل المسببة للصدمة النفسية‪:‬‬
‫‪ ‬وفاة أحد أفراد األسرة أو أي شخص مقرب نتيجة ألحد أشكال العنف‪.‬‬
‫‪ ‬مشاهدة أحد أشكال العنف من تخويف أو إرهاب أو قتل شخص مقرب‬
‫أو تعذيبه‪.‬‬
‫‪ ‬المشاركة في األعمال العدائية كالقتال و حمل األسلحة‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل عن الوالدين خصوصا َ خالل السنوات الست األولى من العمر‪.‬‬
‫‪ ‬التهجير القسري للعائالت من وطنهم إلي أماكن أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬الوقوع كضحية ألحد أشكال العنف مثل االعتقال و التعذيب و‬
‫التوقيف‪.‬‬
‫‪‬‬
‫التعرض للقصف و األعمال الحربية الخطيرة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫المعاناة من اإلصابة الجسدية أو اإلعاقة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫الفقر الشديد و الحرمان األسر‪.‬‬
‫* وهناك العديد من الصدمات التي تعرض لها األطفال الفلسطينيين مثل‪:‬‬
‫( القتل والتدمير‪ -‬هدم المنازل – المداهمات الليلية – استنشاق الغاز –‬
‫القصف – الغارات الوهمية – االنفجارات والقذائف – الضرب –‬
‫االعتقال – مشاهدة أعمال العنف وغيرها‪)...‬‬
‫ردود الفعل الناتجة عن الخبرات الصادمة‪:‬‬
‫‪ * ‬القسم األول‪ :‬وهو ردود الفعل قريبة المدى‬
‫والمقصود بها ردود الفعل الفورية والسريعة للحدث الصادم والتي تظهر كالغثيان‬
‫واإلغماء وفقدان الوعي أو أعراض فسيولوجية كارتفاع ضغط الدم وسرعة‬
‫ضربات القلب واحمرار الوجه كذلك البكاء والصراخ واإلحساس بالعجز أو التبلد‬
‫االنفعالي أحيانا ً واألحالم المزعجة والكوابيس وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ * ‬القسم الثاني‪ :‬وهو ردود الفعل بعيدة المدى‬
‫وهي التي تظهر بعد مرور فترة زمنية معنية على الحدث الصادم ومنها تجنب‬
‫المواجهة واالنطواء واستعادة الحدث الصادم وغيرها‪.‬‬
‫وبشكل عام يمكننا الحدث عن الردود التي تظهر بشكل ملحوظ على أي‬
‫فرد مر بحدث صادم شديد كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬استعادة الذكريات المؤلمة للحدث الصادم‪.‬‬
‫‪ .2‬تجنب المواجهة‪.‬‬
‫‪ .3‬الخوف الزائد‪.‬‬
‫‪ .4‬النظرة التشاؤمية للمستقبل والحياة‪.‬‬
‫‪ .5‬النكوص إلى أنماط سلوكية مختلفة‪.‬‬
‫‪ .6‬تدني التحصيل الدراسي‪.‬‬
‫‪ .7‬تقلبات المزاج والعواطف‪.‬‬
‫‪ .8‬ردود الفعل النفسجسمية‪.‬‬
‫‪.9‬اضطرابات الكالم‪.‬‬
‫‪ .10‬اإلنزواء االجتماعي‪.‬‬
‫‪.11‬كثرة الحركة و عدم االستقرار‪.‬‬
‫‪ .12‬العنف و العدوان‪.‬‬
‫‪.13‬ازدياد التنبه للمؤثرات الخارجية‪.‬‬
‫‪ .14‬اللوازم الحركية ‪.‬‬
‫العوامل التي تؤثر على استجابات األفراد للخبرة‬
‫الصادمة‬
‫‪ ‬شدة الخبرة الصادمة و القرب منها ‪proximity to the traumatic‬‬
‫‪‬‬
‫الشخصية السابقة المزاج عند األطفال‪.‬‬
‫‪ ‬وجود أمراض أخرى‪concurrent psychiatric disorders‬‬
‫‪‬‬
‫العمر ‪age‬‬
‫‪‬‬
‫الجنس ‪gender‬‬
‫‪‬‬
‫استراتيجيات التأقلم ‪coping strategies‬‬
‫العـــالج‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬احتياجات الزمة للعالج ‪:‬‬
‫‪ -1‬استعادة األمان ‪ :‬وذلك بنقل الطفل إلى مكان يشعر فيه باألمان‬
‫والطمأنينة بعيداً عن مكان الحادث ‪.‬‬
‫‪ -2‬استعادة القدرة على التعامل مع عواقب الحدث الصادم ‪ :‬من خالل‬
‫مساعدته على معرفة ما حدث له وألسرته بشكل يحتمله ويعيه مع‬
‫إيجاد بدائل مناسبة ألقامته ورعايته وعودته إلى مدرسته ‪.‬‬
‫‪ -3‬استعادة شبكة الدعم والمساندة ‪ :‬وذلك من خالل أحاطته بمن تبقى‬
‫من أفراد أسرته وأقاربه ‪ ،‬وجمعيات الدعم والمساندة في المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -4‬إمكانية استيعاب الخبرة الصادمة ‪ :‬وذلك في البناء المعرفي البسيط‬
‫للطفل من خالل إعطاء تفسيراً ومعنى لما حدث ‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬العالج النفسي‪:‬‬
‫الفكرة األساسية في العالج النفسي تتلخص في إزالة‬
‫الضغط النفسي الواقع على الطفل وذلك بإبعاده عن مصادر‬
‫الخطر والتهديد ثم مساعدته على التنفيس عما تراكم بداخله‬
‫من مشاعر وذكريات أثناء وقوع الحدث‪ ،‬وهذا يتم بشكل‬
‫تدريجي في جو آمن ومدعم حتى يستطيع الطفل في النهاية‬
‫استيعاب آثار الصدمة وتجاوزها‪ .‬ويلي ذلك تعليم الطفل‬
‫مهارات مواجهة األحداث حتى تزداد مناعته في مواجهة‬
‫أحداث مماثلة وهناك طريقتين‪:‬‬
‫‪ .1‬استخدام إعادة التجربة‪:‬‬
‫‪ .2‬العالج الجماعي‪:‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬العالج االجتماعي والديني‪:‬‬
‫وذلك بتنشيط شبكة الدعم االجتماعي وذلك بدءاً باألسرة أو بعض أفرادها ثم العائلة‬
‫ثم المدرسة ثم المسجد أو الكنيسة ثم جمعيات المساندة األهلية ‪ .‬وقد ثبت دور‬
‫الرموز والقيادات الدينية في مساعدة الصغار والكبار على استيعاب األحداث‬
‫الدامية والتعامل معها بشكل تكيفي من خالل إعطاء المعنى اإليجابي لها من‬
‫وجهة النظر الدينية إضافة إلى أثر المفاهيم واألخالقيات والممارسات الدينية على‬
‫تماسك األسرة والعائلة والمجتمع تحت مظلة التكافل االجتماعي والتراحم‬
‫والتالحم ‪.‬‬
‫رابعا ً‪ :‬العالج الدوائي‪:‬‬
‫هناك بعض األدوية التي ثبتت فاعليتها في عالج هذا االضطراب ومنها مضادات‬
‫االكتئاب ثالثية الحلقات مثل اإلميبرامين (تفرانيل) واألميتريبتيلين (تريبتزول)‬
‫ونبدأ بجرعات صغيرة منها لألطفال ‪1‬مجم‪/‬كجم من وزن الطفل ونزيد بالتدريج‬
‫حتى تتحسن الحالة مع مراعاة أن ال نتجاوز ‪3‬مجم‪/‬كجم من وزن الطفل يوميا ً ‪.‬‬
‫ويراعى في استخدام هذه األدوية االطمئنان على قلب الطفل بواسطة الفحص‬
‫اإلكلينيكي وعمل رسم القلب خاصة إذا زادت الجرعة‬
‫النصائح و اإلرشادات للتعامل مع األطفال في المواقف الصادمة‬
‫توصل بعض العاملين في المجال النفسي لعدد من النصائح و اإلرشادات في هذه‬
‫الظروف ثم وضعوها في دليل خاص باليونيسيف و قد كانت إرشادات التعامل‬
‫مع األطفال كالتالي‪-:‬‬
‫‪.1‬‬
‫تحمل التغيرات الحاصله في سلوكهم ‪،‬و و ال تعاقبهم‪،‬و أظهر لهم الصبر و‬
‫المثابرة و رعايتك لهم‪.‬‬
‫‪ .2‬زودهم بوجبات طعام جيدة و منظمة و بمكان آمن يعيشون فيه‪.‬‬
‫‪ .3‬شجع الطفل المنسحب ليكون نشيطا ً و أوكل له القيام بأشياء بسيطة‪.‬‬
‫‪ .4‬دع األطفال األكبر سننا ً يشاركون في أنشطة إبداعية مثل الرسم و سرد القصص و‬
‫الغناء و الرسم فهذا يساعد في التعبير عن أنفسهم و التشارك بذكرياتهم عن‬
‫الحوادث‪.‬‬
‫‪ .5‬كن مستمعا ً متعاطفا ً – إذا أراد الشخص الذي مرّ بالصدمة أن يتحدث عمّا جرى له‪،‬‬
‫فاستمع إليه وأشعره بأنك هنا لمؤازرته‪ ...‬فدعم العائلة واألصدقاء له اثر هائل على‬
‫القدرة في التصدي للصدمة وهنا يمكن أن تكون ذا نفع عظيم‪ .‬ففي الغالب يود‬
‫المصابون بالصدمة تكرار حكايتهم‪ ...‬ولهذا فمن المهم جداً إتاحة الفرصة لهم لسرد‬
‫حكاياتهم‪ ،‬حتى لو كنت قد عرفت كل تفاصيل الحدث‪ ،‬وبدا بأنهم قد تمادوا في سرد‬
‫القصة‪ .‬أن تكرار القصة هو احد أهم السبل التي يبدأ الناجون من الصدمة إدراك ما‬
‫مّر بهم‪.‬‬
‫‪ .6‬توفير بيئة آمنة وهادئة– حاول أن أمكن توفير بيئة آمنة وهادئة مع تقديم وجبات‬
‫منتظمة وصحية ورياضة بدنية كافيه‪ ،‬فالعودة إلى الرتابة المنتظمة ومنها الذهاب إلى‬
‫العمل أو إلى المدرسة مهمة جداً في عملية التعافي‪.‬‬
‫‪ .7‬تجنب أن تكون مصدرا لألحكام – من المهم أن ال تغضب من الشخص الذي مرّ‬
‫بالصدمة وان ال تلقي بالالئمة عليهم أو على سلوكهم في أعقاب الصدمة‪ ،‬إذ يتعين‬
‫عليك أن تدرك بان مشاعر الغضب أو القلق أو االكتئاب ال يمكن السيطرة عليها‪ ،‬ولذا‬
‫ال فائدة ترجّ ى من إلقاء اللوم عليهم خاصة عندما يكون الوضع صعبا ً عليهم‪.‬‬
‫‪ .8‬انتبه للتصرفات غير السويّة – فمثالً الحظ إشارات التحدث عن‬
‫االنتحار أو اإلقدام على تصرف انتحاري‪ .‬وفي أي من هذه‬
‫الحاالت‪،‬اطلب مساعدة مهنية فوراً‪.‬‬
‫‪ .9‬راقب مستويات الكرب – أن األعراض المتنوعة كالمخاوف‬
‫والكوابيس واألفكار عن الحدث الصادم والشكاوى من الم عضوي‬
‫فهي أعراض سوّ ية تظهر خالل األسابيع التي تعقب الحدث‪ .‬غير انه‬
‫إذا استمرت هذه األعراض ألكثر من بضعة أسابيع بعد الصدمة‬
‫وبدأت في التفاقم أو عرقلة أداء الوظائف اليومية للشخص‪ ،‬فتوجه إلى‬
‫مساعدة مهنية‪.‬‬
‫تم بحم ــد هللا‬