تنمية التفكير الابداعي والذكاء لدى الاطفال

Download Report

Transcript تنمية التفكير الابداعي والذكاء لدى الاطفال

‫تنمية مهارات التفكير‬
‫للطفل‬
‫المحاضرة السادسة‬
‫التفكير اإلبداعي‬
‫مفهوم التفكير اإلبداعي‪.‬‬
‫لماذا التفكير اإلبداعي‪.‬‬
‫مهارات التفكير اإلبداعي‪.‬‬
‫مراحل التفكير اإلبداعي‪.‬‬
‫العالقة بين التفكير اإلبداعي والذكاء‪.‬‬
‫العالقة بين التفكير اإلبداعي‪ ،‬وبين الوراثة‬
‫والذكاء‪.‬‬
‫تربية اإلبداع‪.‬‬
‫مفهوم التفكير اإلبداعى‪:‬‬
‫ومن تعريفات التفكير اإلبداعى المتعددة اخترنا ما يلى‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف روشكا (‪ :)1989‬يعرف التفكير اإلبداعى بأنه‬
‫االستعداد والقدرة على إنتاج شئ جديد‪ .‬أو أنه عملية يتحقق النتاج‬
‫من خالله‪ .‬أو أنه حل جديد لمشكلة ما‪ ،‬أو أنه تحقيق إنتاج جديد‬
‫وذى قيمة من أجل المجتمع‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف وايمننج (‪ :‬التفكير اإلبداعى هو نوع من التفكير‪ ،‬يؤدى‬
‫إلى إنتاج يتصف بالجدة‪ ،‬واألصالة‪ ،‬والمرونة‪ ،‬والحساسية‬
‫للمشكالت‪ ،‬والقدرات التحليلية والتركيبية‪ ،‬والقدرة على ربط‬
‫وتوصيل األشياء المألوفة‪.‬‬
‫‪ -3‬تعريف ليفين )‪ :(Livin‬التفكير اإلبداعى هو القدرة على حل‬
‫المشكالت فى أى موقف يتعرض له الفرد‪ ،‬بحيث يكون سلوكه‬
‫دون تصنع‪ ،‬وإنما متوقع منه‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫لماذا التفكير اإلبداعى؟‬
‫يقول الباحثون‪ :‬أن ‪ %95‬من لجهد المبذول للقراءة‪ ،‬يقوم به العقل‪،‬‬
‫أو ما يحصل داخله (أى عملية التفكير)‪ .‬أما الباقى‪ ،%5 ،‬فتقوم به‬
‫إحدى الحواس التى زودها هللا سبحاه لعباده‪ .‬وسواء اعتمدت القراءة‬
‫على أى حاسة من الحواس الخمس‪ ،‬فإن الجهد األكبر لعملية القراءة‬
‫يقوم به العقل‪ ،‬الذى هو مركز التفكير‪ .‬وإذا أردنا أن ننشئ جيالً‬
‫مفكراً‪ ،‬علينا أن ننشئ جيالً قارئا ً ومحلالً وناقداً منذ السنوات األولى‬
‫لذلك الجيل (الحاج خليل‪)1988 ،‬‬
‫مهارات التفكير اإلبداعى‪:‬‬
‫لإلبداع ثالث مهارات رئيسية هى‪ :‬الطالقة‪ ،‬والمرونة‪ ،‬واألصالة‪.‬‬
‫وردت هذه المهارات الثالث فى مقياس تورنس للتفكير اإلبداعى‪،‬‬
‫كما أن للتفكير اإلبداعى مهارتان فرعيتان هما‪ :‬الحساسية‬
‫للمشكالت‪ ،‬والتفاصيل‪ .‬وهذه المهارات هى‪:‬‬
‫أولا‪ :‬الطالقة‪:‬‬
‫أى القدرة على إنتاج أكبر عدد من األفكار اإلبداعية الصحيحة فى وقت‬
‫قصير نسبيا ً‪ .‬فالشخص المبدع لديه درجة عالية من القدرة على سيولة‬
‫األفكار‪ ،‬وسهولة توليدها‪ ،‬وانسيابها بحرية تامة فى ضوء عدد من األفكار‬
‫ذات العالقة‪ .‬وتمثل الطالقة الجانب الكمى لإلبداع‪ .‬وللطالقة ثالثة أنواع‬
‫هى‪:‬‬
‫‪ .1‬الطالقة اللغوية‪ :‬وتمثل القدرة على إنتاج أكبر عدد من األلفاظ فى مجال‬
‫معين‪ ،‬مثل أن يذكر أكبر عدد من الكلمات التى تبدأ بحرف معين‪ ،‬أو ذكر‬
‫أكبر عدد من االستخدامات لشئ ما فى نفس االتجاه خالل فترة زمنية‬
‫محددة‪.‬‬
‫‪ -2‬الطالقة الفكرية (المعانى)‪ :‬وهى تعر عن القدرة على إنتاج أكبر عدد‬
‫ممكن من األفكار المرتبطة بموقف معين خالل فترة زمنية محددة‪ .‬مثل أن‬
‫يذكر أكبر عدد من االفتراضات المتضمنة فى مشكلة أو قضية ما‪.‬‬
‫‪ -3‬الطالقة الشكلية (طالقة األشكال)‪ :‬مثل القدرة على الرسم الهندسى‬
‫السريع لشكل ما‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬المرونة‪:‬‬
‫ويقصدًبهاًالقدرةًعلىًتغيرًالحالةًالذهنيةًبتغييرًالموقف‪ .‬وهذه تتجلىًلدىً‬
‫ُ‬
‫ة‪ً،‬الذينًيبدعونًفىًأكثرًمنًمجالًأوًشكل‪ً،‬خاصةًلدىًالفنانينً‬
‫العباقر‬
‫ُ‬
‫واألدباءًالذينًينجحونًفىًمجاالتًإبداعيةًمتنوعة‪ً،‬والًيقتصرًعلىًإطارً‬
‫كالشاعرًالذىًيبدعًفىًكتابهًالروايةًوالمسرحيةًأوًالفنًالتشكيلى‪ .‬وهىً‬
‫واحد‪.‬‬
‫ُ‬
‫تلكًالمهارةًالتىًيتمًاستخدامهاًلتوليدًأنماطًأوًأصنافًمتنوعةًمنًالتفكير‪ً،‬‬
‫وتنميةًالقدرةًعلىًنقلًهذهًاألنماط‪ً،‬وتغييرًاتجاهًالتفكير‪ً،‬وطرحًحلولًمتعددة‪ً،‬‬
‫واالنتقالًمنًعملياتًالتفكيرًالعادىًإلىًاالستجابة‪ً،‬وردًالفعل‪ً،‬وادراك األمورً‬
‫بطرقًمتفاوتةًأوًمتنوعة‪ .‬والمرونةًهىًعكسًالجمودًالذهنىًوهىًتمثل‬
‫الجانبًالنوعىًلإلبداع‪ .‬ولهاًشكالنًهما‪:‬‬
‫‪ .1‬المرونةًالتلقائية‪ :‬وهىًالقدرةًعلىًإنتاجًأكبرًعددًمنًاألفكارًالمتنوعةًفىً‬
‫نفسًالموضوع‪ً،‬أوًذكرًأكبرًعددًمنًاالستخداماتًالمتنوعةًلشئًما‪ً،‬وكذلكً‬
‫تمثلًالقدرةًعلىًاالنتقالًمنًفكرةًإلىًفكرةًأخرىًبسهولةًوسرعة‪.‬‬
‫‪ -2‬المرونةًالتكيفية‪ :‬وهىًالقدرةًعلىًالتكيفًالسريعًمعًالظروف‪ً،‬‬
‫والمستجدات‪ً،‬والمواقفًالجديدةًالتىًيواجههاًالفرد‪.‬‬
‫ثالثا ا‪ :‬األصالة‪:‬‬
‫يمكن تعريف مهارة األصالة كإحدى مهارات التفكير اإلبداعى‪ ،‬بأنها تلك‬
‫المهارة التى تستخدم من أجل التفكير بطرق واستجابات غير عادية‪ ،‬أو‬
‫فريدة من نوعها‪ ،‬أى أن المبدع ل يكرر أفكار اآلخرين‪ ،‬فتكون أفكاره‬
‫جديدة‪ ،‬وخارجه عما هو شائع أو تقليدى‪ .‬أى أن األصالة هى القدرة على‬
‫التعبير الفريد من نوعه من خالل إنتاج األفكار الماهرة والغريبة أكثر من‬
‫األفكار المألوفة‪ .‬وهناك مهارتين فرعيتين‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫رابعا ا‪ :‬الحساسية للمشكالت‪:‬‬
‫فالشخص المبدع لديه القدرة على رؤية الكثير من المشكالت فى الموقف‬
‫الواحد‪ .‬فهو يحس بالمشكالت إحساسا ا مرهفا‪ .‬وهو بالتالى أكثر حساسية‬
‫لبيئته من المعتاد‪ ،‬فهو يرى ما ل يراه غيره‪ ،‬ويرقب األشياء التى ل‬
‫ُيالحظها غيره‪ ،‬كمنظر غروب الشمس أو شروقها‪ ،‬على سبيل المثال‪.‬‬
‫وتتمثل هذه المهارة من خالل وعى الفرد بوجود مشكلة والشعور بها‪.‬‬
‫خامسا ا‪ :‬التفاصيل‪:‬‬
‫وتمثل قدرة الفرد على تقديم تفاصيل وإضافات جديدة من شأنها أن‬
‫تثرى الموضوع‪ ،‬وتقود إلى المزيد من المعلومات األخرى‪.‬‬
‫والواقع أن مهارات ومهام التفكير مترابطة ومتداخله‪ .‬فالمبدع الذى‬
‫يهدف إلى إنتاج شئ أصيل ومتميز‪ ،‬كقصيدة مثال‪ ،‬يحتاج إلى‬
‫التأمل‪ ،‬وإلى مهارات التفكير الناقد للحكم على جودة ما أنتجه‪ .‬ولكى‬
‫تنجز عمالا إبداعياا‪ ،‬لبد من أن تكون ناقداا بدرجة أو بأخرى‪ .‬ولبد‬
‫لنا كمربين‪ ،‬من التركيز على التفكير اإلبداعى والتفكير الناقد فى أن‬
‫واحد‪ .‬فالتفكير اإلبداعى‪ ،‬كما أوضح جان بياجيه‪ ،‬يهدف إلى تربية‬
‫أفراد قادرين على القيام بأعمال جديدة ومبادرة‪ ،‬ول يكتفون بإعادة‬
‫ما توص إليه من سبقهم أو بتقليدهم أى أفراد مبدعين ومخترعين‬
‫ومكتشفين‪ .‬أما التفكير الناقد‪ ،‬فهو الذى يهدف إلى الرتقاء بالتفكير‬
‫إلى التساؤل وتفحص كل شئ قبل قبوله والتسليم به‬
‫مراحل التفكير اإلبداعى‪:‬‬
‫اهتم والتش وكوجان )‪ (Wallach & Kogan, 1965‬بالتفكير‬
‫اإلبداعى‪ ،‬ودراسة وتحليل المراحل التى تمر بها عملية اإلبداع‪ ،‬وقد‬
‫حددا أربع مراحل تمر بها هذه العملية‪ ،‬هى‪:‬‬
‫أولا‪ :‬مرحلة اإلعداد أو التهيء والتحضير‪:‬‬
‫وفيها يقوم الفرد المبدع باستحضار خبراته السابقة المتجمعة لديه‬
‫عندما يريد أن يحل مشكلة أو يخطط للوصول إلى شئ جديد‪ .‬فيقوم‬
‫باستدعاء هذه الخبرات والمعلومات المتجمعة لديه‪ ،‬وتنظيمها‪،‬‬
‫وترتيبها ليصل إلى تصور دقيق للمشكلة‪ ،‬أو الموقف‪ ،‬أو الظاهرة‪.‬‬
‫حيث تعتبر هذه المرحلة إعداد واستعداد وتعرف على المشكلة‬
‫وعناصرها‪ .‬وتفترض هذه المرحلة أن يكون الفرد فى حالة وعى‬
‫وإدراك قويين بالموقف‪ .‬ويقوم الفرد فى هذه المرحلة أيضا ببناء‬
‫استنتاجات أولية حول الموقف‪.‬‬
‫ثانيا ا‪ :‬مرحلة الحتضان‪:‬‬
‫حيث يمكن أن تدوم هذه المرحلة لفترة زمنية قصيرة أو طويلة‪ ،‬وقد يظهر الحل‬
‫بشكل مفاجئ‪ ،‬وتتطلب هذه المرحلة العمل الذهنى الجاد الذى يتضمن تنظيم‬
‫المعلومات والخبرات واألفكار‪ .‬وتمتاز هذه المرحلة أيضا ا بأنها فترة قلق وخوف‬
‫وتردد نحو الموقف‪ ،‬وقدرة الفرد على التغلب على المشكلة والتوصل إلى الحل‪.‬‬
‫وقد يقوم الفرد خالل هذه المرحلة بتحويل انتباهه عن الموقف‪ ،‬كأن يقوم بممارسة‬
‫نشاط خارج كليا عن لموقف‪ ،‬كممارسة نشاط رياضى‪ ،‬أو ترفيهى‪ ،‬أو تناول‬
‫الطعام‪ ،‬ويقوم الفرد بهذه األعمال ليسمح للمعلومات بالكمون والستقرار فى ذهنه‪.‬‬
‫ثالثا ا‪ :‬مرحلة اإلشراف أو اإللهام‪:‬‬
‫وتسمى هذه المرحلة بـ (شرارة اإلبداع)‪ ،‬أو اللحظة اإلبداعية فتظهر فيها الفكرة‬
‫اإلبداعية الجديدة التى تقود إلى الحل‪ .‬وتظهر هذه الفكرة فجأة‪ ،‬حيث تدو‬
‫المعلومات والخبرات وكأنها نظمت نفسها بنفسها تلقائيا ا دون تخطيط‪ .‬وبالتالى‬
‫يتضح الغموض واإلبهام‪ ،‬وتصبح األمور واضحة وجليه فى مرحلة اإلشراق هذه‪،‬‬
‫تماما كما تفعل الشمس عندما تشرق فينقشع الظالم وتنجلى األمور بشكل واضح‪.‬‬
‫ويرى بعض الباحثين أن عملية اإلشراق تشبه عملية البحث عن سم ضائع تم‬
‫نسينه‪ ،‬وبعد فترة من إهماله يحضر فجأة إلى الذهن‪.‬‬
‫رابعا ا‪ :‬مرحلة التحقق والبرهان‪:‬‬
‫وتتضمن تجريب الحل واختباره‪ ،‬والتحقق من فائدته‪ .‬ويكون هذا التحقق‬
‫بطريقة علمية منظمة للتأكد من مدى فائدة ونجاعة الحل اإلبداعي‬
‫وخصائصه‪ .‬وهنا تظهر العالقة الوطيدة بين التفكير اإلبداعى والتفكير الناقد‪،‬‬
‫ألن عملية التحقق هذه تتطلب استخدام مهارات التفكير الناقد للتأكد من صحة‬
‫الحل ومصداقيته تمهيداا لقبوله أو رفضه‪.‬‬
‫خصائص الطفل المبدع‪:‬‬
‫ويذكر تايلور )‪ (Taylor, 1978‬مجموعة من الخصائص المميزة للطفل‬
‫المبدع وهى‪:‬‬
‫المرونة‪.‬الستقالل والمثابرة‪ - .‬العتماد على النفس‪.‬‬
‫األنطواء والنعزالية (ليس دائما)‪.‬‬
‫المغامرة والتفكير المغامر‪ -.‬الهتمامات المتنوعة‪.‬‬
‫تنوع طرق التعبير عن النفعالت‪.‬‬
‫الندفاعية‪ - .‬التنافس‪.‬‬
‫العالقة بين التفكير اإلبداعى والذكاء‪:‬‬
‫خالل بحثها عن العالقة ما بين التفكير اإلبداعى والذكاء‪ ،‬أشارت حبش‬
‫(‪ )2005‬إلى أنه مما ل شك فيه أن العالقة بينهما عميقة‪ ،‬وتكاد أن تكون‬
‫ملتحمة‪ .‬فالمبدع مفكر وذكى‪ .‬إل أن اإلبداع يتصف كذلك بالمثابرة والعمل‬
‫الجاد لشخص نشيط ومرن وذى فعالية عالية‪ ،‬وكذلك لبد من وجود‬
‫دافعية كشرط أساسى للقيام بأى نشاط عقلى مبدع‪ ،‬كالحماس‪،‬‬
‫والحساسية‪ ،‬والنجذاب لما هو غامض‪ ،‬وحب السؤال‪ ،‬والرغبة فى‬
‫التميز‪ ،‬والخلق‪.‬‬
‫أن اإلبداع ليس صفة وراثية أو حكرا على فئة محددة من المجتمع سواء‬‫من حيث الجنس أو العرق أو العمرية‪ .‬ويرتبط اإلبداع بالذكاء‪ ،‬إل أنه‬
‫ليس حكراا على األذكياء‪ .‬فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن اإلبداع يتزايد‬
‫مع زيادة الذكاء حتى يصل الذكاء إلى حوالى (‪ )120‬درجة‪ ،‬حيث يبدأ‬
‫الذكاء واإلبداع يتباعدان‪ ،‬مما يعنى أن الذكاء المرتفع ل يضمن مستوى‬
‫مرتفع من اإلبداع‪ .‬لذلك فإن الذكاء يساعد على اإلبداع‪ ،‬ولكن الذكاء‬
‫العالى ل يعتبر شرطا لإلبداع العالى‪.‬‬
‫العالقة بين التفكير اإلبداعى‪ ،‬وبين الوراثة والبيئة‪:‬‬
‫يعتقد بعض الباحثين أن األثر الكبير على الذكاء يكمن فى البيئة‪،‬‬
‫أى التربية‪ .‬وبما أن العالقة بين الذكاء واإلبداع عالقة متينة‪ ،‬إذن‬
‫فما ينطبق على الذكاء ينطبق على اإلبداع‪ .‬وهناك من يعتقد أن‬
‫للوراثة أثر كبير على اإلبداع‪ ،‬بدليل أن هناك العديد من األطفال‬
‫ُيبدعون فى المجالت التى يبدع فيها آباؤهم وأمهاتهم‪ .‬وسواء‬
‫كان للوراثة أن للبيئة تأثير على اإلبداع‪ ،‬فإن ما يهمنا هو ما‬
‫نستطيع أن نوفره للشخص لكى يصبح ُمبدعاا‪ ،‬أو ليطور إبداعاته‬
‫ومما ل شك فيه أن التفكير اإلبداعى يحتاج إلى بيئة مشجعة‬
‫ومحفزة‪ ،‬سواء ورث الطفل ذلك أم لم يرثه‪ .‬وهناك مقولة‪ ،‬تؤكد‪،‬‬
‫بأن فى قلب كل فرد روحا ا مبدعة‪ .‬فإذا ما توفرت البيئة المالئمة‪،‬‬
‫والمشجعة على اإلبداع‪ ،‬فإن تلك الروح تتألق وتزدهر‬
‫تربية اإلبداع‪:‬‬
‫يرى قطامى (‪ )2007‬أن تربية اإلبداع عند‬
‫األطفال هى عملية تسير وفق نمو الطفل‪ ،‬ووفق‬
‫إشباع حاجاته األساسية فى الجوانب‬
‫السيكولوجية‪ ،‬والمعرفية‪ ،‬والجتماعية‪ .‬لذلك‬
‫يجب أن تعنى عدة مؤسسات بتربية اإلبداع عند‬
‫األطفال‪ ،‬وأول مؤسسة تساهم فى هذا األمر هى‬
‫األسرة‪ ،‬ومن ثم المدرسة‪ ،‬فكالهما معنى بتربية‬
‫اإلبداع‪ ،‬وتهيئة الظروف المناسبة التى تعزز‬
‫وتسهم فى تطويره‪ .‬وتاليا شرح موجز عن‬
‫هاتين المؤسستين التربويتين‪:‬‬
‫أولا‪ :‬األسرة‪:‬‬
‫األسرة هى المكان الذى يطور فيه الطفل أساليب تفكيره‪ ،‬واتجاهاته‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق تفاعله مع العناصر المحيطة به (الوالدان‪ ،‬واألخوة‪ ،‬واألخوات)‪ .‬يجب‬
‫أن يتحلى أفرادها بمجموعة من الخصائص الهامة‪ .‬منها‪:‬‬
‫يجب أن يمتاز آباء وأمهات األطفال المبدعين بالتسامح‪ ،‬والمبادئ األخالقية‬
‫العالية‪ ،‬والبعد عن العقاب‪ ،‬والميل إلى األساليب األقل تسلطا فى تعاملهم مع‬
‫أبنائهم‪.‬‬
‫يجب أن يعمل الوالدين على تشجيع أطفالهم على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم‪.‬‬
‫على الوالدين أن يحترموا ميول أطفالهم ألن ذلك يسهم فى تطوير قدراتهم‬
‫اإلبداعية‪.‬‬
‫تشجيع األبناء على استقاللية الشخصية‪ ،‬وحرية اكتشاف البيئة والعالم من‬
‫حولهم‪.‬‬
‫تقبل أنماط تفكير األطفال الغامضة‪ ،‬وأسئلتهم المتشعبة دون تذمر‪.‬‬
‫تعويد األطفال على تحمل المسؤولية منذ الصغر‪ ،‬واختيار مجال اهتماماتهم‪.‬‬
‫عدم المغالة فى النقد والتفريع للطفل ألن ذلك يؤثر سلبا ا فى قدرات الطفل‬
‫اإلبداعية‪.‬‬
‫ثانيا ا‪ :‬المدرسة‪:‬‬
‫تمثل المدرسة امتداداا لألسرة من حيث تكامل األدوار ودعم اإلبداع لدى الطلبة‪ ،‬حيث‬
‫تعمل المدرسة بشكل مكمل لدور األسرة فى اكتشاف قدرات الطفل اإلبداعية بسبب توافر‬
‫الفرص التى تمكن من اكتشاف قدرات الطفل اإلبداعية عن طريق األنشطة‪ ،‬واأللعاب‪،‬‬
‫واألدوار المختلفة المتوافرة‪ ،‬باإلضافة إلى فرص التفاعل مع األطفال الخرين‪ .‬إعداد‬
‫برامج لتنمية القدرة اإلبداعية عند األطفال‪.‬‬
‫تدريب األطفال على التفكير اإلبداعى من خالل تعليمهم أسلوب حل المشكلة‪.‬‬
‫أن يقوم المعلمين بطرح األسئلة التى تشجع اإلبداع عند الطفل‪ ،‬حيث تعمل هذه األسئلة‬
‫على استثارة دافعية األطفال نحو اإلبداع‪.‬‬
‫أن يتمتع المعلم بالمرونة فى التعامل مع هذه الفئة من الطلبة‪.‬‬
‫ويذكر ميتشالكو )‪ (Michalco, 2002‬أنه باإلمكان تدريب وتعليم الطلبة مهاراتا‬
‫لتفكير اإلبداعى‪ ،‬ومن هنا تعددت البرامج العالمية لتنمية هذا النوع من التفكير‪ ،‬حيث‬
‫هدفت هذه البرامج التدريبية إلى تعليم التفكير اإلبداعى لمختلف األعمار والمستويات‪.‬‬
‫ومن أشهر هذه البرامج وأكثرها انتشاراا برنامج كورت‪ ،(CORT) ،‬وبرنامج الماستر‬
‫ثنكر )‪ (Master Thinker‬وبرنامج قبعات التفكير الست ‪(The Six thinking‬‬
‫(‪ Hat’s‬وجميع هذه البرامج الثالثة من تصميم دى بونو )‪.(De bono‬‬
‫أولا‪ :‬برنامج كورت )‪:(CORT‬‬
‫ويتألف من ست وحدات تحتوى كل واحدة منها على عشرة دروس‪،‬‬
‫وبذلك يتكون البرنامج الكلى من (‪ )60‬درس للتدريب على مهارات‬
‫التفكير اإلبداعى‪ .‬وتحتاج هذه الدروس لفترة زمنية تقارب ثالث‬
‫سنوات‪ ،‬ويمكن تطبيقه على الطلبة من مرحلة التعليم البتدائى وحتى‬
‫التعليم الجامعى‪ .‬ومصمم هذا البرنامج هو العالم الكبير إدوارد دى بونو‬
‫)‪ (De Bono‬حيث يهدف البرنامج إلى تعليم األطفال التفكير بطريقة‬
‫مجردة ومباشرة‪ .‬أما وحدات البرنامج الست فهى‪:‬‬
‫الوحدة األولى )‪ :(CORT 1‬توسعه مجال اإلدراك‪.‬‬
‫الوحدة الثانية )‪ :(CORT 2‬التنظيم‪.‬‬
‫الوحدة الثالثة)‪ :(CORT 3‬التفاعل‪.‬‬
‫الوحدة الرابعة )‪ :(CORT 4‬اإلبداع‪.‬‬
‫الوحدة الخامسة )‪ :(CORT 5‬المعلومات والحس‪.‬‬
‫الوحدة السادسة )‪ :(CORT 6‬الفعل‪.‬‬
‫ثانيا ا‪ :‬برنامج الماستر ثنكر )‪(Master Thinker‬‬
‫ويهدف إلى تعليم األطفال كيفية التفكير‪ ،‬وتدريبهم على استراتيجيات‬
‫تفكيرية تجعل منهم مفكرين جيدين‪ ،‬وقام دى بونو ببناء هذا البرنامج‬
‫عام ‪ .1988‬ويأتى هذا البرنامج فى حقيبة تحتوى على أربعة أشرطة‬
‫مسجلة‪ ،‬حيث تدرب المدرب كيف يقوم بعملية التدريب‪ ،‬ويحتوى‬
‫البرنامج أيضاص على كتابين رئيسين وكتاب ملحق‪ ،‬ويدور محتوى‬
‫البرنامج فى الكتابين األول والثانى‪ ،‬أما الكتاب الملحق فيحتوى على‬
‫تمارين عامة وشاملة‪ ،‬بعضها ل يتم حله باستخدام الورقة والقلم‪ ،‬بل‬
‫يحتاج إلى مواد كالعلب‪ ،‬وكاسات الماء‪ ،‬والسكاكين‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫ثالثا ا‪ :‬برنامج قبعات التفكير الست‪:‬‬
‫يعمل هذا البرنامج على مساعدة الفرد على تغيير نمط تفكيره من خالل‬
‫إستخدام القبعات الست الملونة كوسائل مساعدة‪ ،‬ليصبح تفكير الفرد أكثر‬
‫مرونة وإبداعاا‪ ،‬حيث يتطلب كل لون من األلوان الست (األبيض‪،‬‬
‫األخضر‪ ،‬األصفر‪ ،‬األزرق‪ ،‬األسود‪ ،‬األحمر) من الطالب القيام بأنشطة‬
‫محددة وذلك كما يلى‪:‬‬
‫القبعة البيضاء‪ :‬وترمز إلى التفكير بالحقائق والبيانات واألشكال‪.‬‬
‫القبعة الخضراء‪ :‬ترمز إلى التفكير بقضايا اإلبداع والنمو واألفكار‪.‬‬
‫القبعة الصفراء‪ :‬وترمز إلى التفكير بقضايا المنطق والتفاؤل‪.‬‬
‫القبعة الزرقاء‪ :‬وترمز إلى التفكير بالقرارات والقضايا الشاملة‬
‫والعموميات‪.‬‬
‫القبعة السوداء‪ :‬وترمز إلى التفكير بقضايا التحليل والمنطق‪.‬‬
‫القبعة الحمراء‪ :‬وترمز إلى التفكير بالقضايا النفعالية والمشاعر الداخلية‬
‫التى يشعر بها الفرد‪.‬‬
‫ويقوم التدريب على مهارات التفكير اإلبداعى باستخدام هذا البرنامج على‬
‫أنه وعند ارتداء أى قبعة من هذه القبعات الست‪ ،‬يجب على األطفال أن‬
‫يبدأوا بالتفكير بالقضايا والجوانب المتعلقة بلون هذه القبعة‪ ،‬والتى تم‬
‫ذكرها قبل قليل‪ .‬وعملية النتقال بالتفكير وتغييره من نمط إلى نمط آخر‪،‬‬
‫تبعا ا لتغيير لون القبعة‪ ،‬تساعد األطفال على أن يكتسبوا مهارة المرونة فى‬
‫التفكير من خالل تنقلهم بين هذه األنماط المختلفة‪ ،‬حيث تعتبر مهارة‬
‫المرونة من المهارات الرئيسة فى التفكير اإلبداعى‪.‬‬