ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني في المنطقة العربية حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاما مداخلة رئيسة لجنة.

Download Report

Transcript ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني في المنطقة العربية حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاما مداخلة رئيسة لجنة.

Slide 1

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 2

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 3

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 4

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 5

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 6

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 7

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 8

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 9

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 10

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 11

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 12

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 13

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 14

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 15

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 16

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 17

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 18

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 19

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 20

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 21

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 22

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 23

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 24

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 25

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 26

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 27

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 28

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 29

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 30

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 31

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 32

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 33

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 34

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 35

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 36

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 37

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 38

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 39

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 40

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 41

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 42

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 43

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 44

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 45

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 46

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 47

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 48

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 49

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬


Slide 50

‫ورشة العمل التشاورية لمنظمات المجتمع المدني‬
‫في المنطقة العربية‬
‫حول التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل‬
‫بيجين بعد عشرين عاما‬
‫مداخلة رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية‬
‫السيدة عزة الحر مروة‬

‫مقدمة‬
‫إن الحديث عن " التقدم المحرز في تنفيذ إعالن ومنهاج عمل بيجين بعد عشرين عاماً" ال‬
‫يمكن حصره في هذا اإلناء الزمني الوامض‪ .‬لذلك سأتناول في هذه المداخلة خمسة محاور‬
‫من محاور مؤتمر بيجين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العنفًضدًالمرأة‬
‫إن العنف الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪.‬‬

‫الرابع المنعقد في‬
‫لقد ناضلنا – ونناضل ‪ -‬بهدف مناهضة العنف ضد المرأة‪ .‬وعشية المؤتمر النسائي العالمي ً‬
‫العام ‪ 1995‬في بيجين‪ ،‬شاركنا في الفعالية التي نظمتها النجدة الشعبية اللبنانية في بيروت‪ ،‬حيث تم انعقاد‬
‫المحكمة العربية حول هذا المحور‪ ،‬بمشاركة نساء عربيات معنفات قدمنً شهادات‪ .‬وانسجاماً مع التوصيات‬
‫الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬تم في العام ‪ 1996‬تأسيس "محكمة النساء ‪ :‬المحكمة العربية الدائمة لمناهضة‬
‫العنف ضد النساء"‪ ،‬حيث انتخبت زميلة لنا منسقة لهذه المحكمة‪ ،‬وكان مقرها لعدة سنوات في مركز لجنة‬
‫حقوق المرأة اللبنانية‪ .‬وفي العام ‪ – 1997‬وبمشاركة هيئات وفعاليات نجلها ‪ -‬تم إطالق "الهيئة اللبنانية‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬واآلن‪،‬‬
‫لمناهضة العنف ضد المرأة"‪ ،‬واحتضنت اللجنة أيضاً هذه الهيئة في مركزها الرئيسي ً‬
‫واضافة لما ذكرناه أعاله‪ ،‬فنحن نقدر وجود أطر وجمعيات عديدة معنية بهذا الموضوع مباشرة (منظمة "كفى‬
‫عنف واستغالل" وغيرها من االطر التي نقدر دورها)‪.‬‬
‫عندما نطرح قضية العنف ضد المرأة‪ ،‬نعني به العنف بمختلف أشكاله ‪ :‬العنف األسري ‪ -‬العنف االقتصادي‬
‫‪ -‬العنف القانوني ‪ -‬العنف السياسي‪ .‬ساتناول في هذه المداخلة ‪ :‬العنف األسري والعنف القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬العنف األسري‬
‫لالسف ‪ -‬وفي الفترة األخيرة – شهدنا ونشهد المزيد من العنف القاتل الذي ذهبت ضحيته مواطنات لم‬
‫تتوفر لهن حقوق المواطنة ومقوماتها‪ ..‬من روال يعقوب (ومن سبقها) إلى منال عاصي وك ًريستال ابو‬
‫شق ار و‪ ...‬ومن أتى وسياتي بعدهن‪ ،‬هذا في الوقت الذي يتم تبرئة هذا الزوج او ذاك دون وجود‬
‫رادع‪ .‬وهنا تجدر االشارة إلى القانون الصادر بتاريخ ‪ 1‬نيسان ‪ 2014‬حول ‪ " :‬قانون حماية‬
‫النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري"‪ ،‬حيث تم التغاضي عن كون النساء هنً من يتعرضن‬
‫للعنف والقتل في هذا المجتمع الذكوري بثقافته وقوانينه‪ ،‬خاصة ان المجلس النيابي قد ربط هذا‬
‫القانون بقوانين االحوال الشخصية القائمة‪ ،‬ومنع المرأة من حماية أطفالها إال إذا كانوا في سن‬
‫حضانتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تقع النساء مرة جديدة ضحايا النظام السياسي الطائفي في لبنان ًوضحايا‬
‫التسويات السياسية‪ .‬وما يؤلمنا أيضاً ان هذا القانون يشرع االغتصاب الزوجي الغير مجرم في‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫لكل هذه األسباب والحيثيات‪ ،‬أعلنا رفضنا لهذا القانون‪ ،‬وسنتابع الضغط بهدف إدخال التعديالت‬
‫الجوهرية الضرورية عليه‪ ،‬ليصار إلى إقرار"قانون حماية النساء من العنف األسري" كما قدمته‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف القانوني‬
‫• قانون العقوبات‬

‫يشكل قانون العقوبات تميي اًز صارخاً ضد المرأة‪ .‬وعندما تقدمنا باقتراح القانون إللغاء أو‬
‫تعديل المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬تجاوبت لجنة تحديث القوانين مع بعض اقتراحاتنا‪،‬‬
‫وحولتها إلى لجنة االدارة والعدل‪ ،‬حيث شاركنا بعدد من اجتماعات هذه اللجنة‪ .‬ورغم‬
‫إلغاء المادة ‪( 562‬بما يسمى جرائم الشرف) إال ان مواداً عديدة تتطلب تعديالً عاجالً‪.‬‬
‫ونحن عندما نطالب بهذه التعديالت‪ ،‬نؤكد تمسكنا بقانون عادل ال يميز بين الجنسين‬
‫ويركز على عدم تجزئة الجرم وبالتالي عدم تجزئة العقوبة‪.‬‬

‫• قانون الجنسية‬

‫أن الفقرة االولى من‬
‫تعاني المرأة اللبنانية إجحافاً بحقها في قانون الجنسية‪ .‬حيث ً‬
‫المادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬تنص على‬
‫ما يلي‪ " :‬يعد لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني"‪.‬‬

‫إن هذه المادة‪ ،‬التي اعطت االبن الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم‬
‫من جهة االب‪ ،‬تكرس التمييز بين الرجل والمرأة‪ ،‬وتتعارض مع مقدمة الدستور‬
‫اللبناني‪ ،‬وجوهر المادة السابعة منه‪ .‬كما تتناقض الفقرة مع ديباجة ًوبنود االتفاقية‬
‫الدولية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬وخاصة المادتين األولى‬
‫والثانية من االتفاقية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪ :‬إن المادة الثانية تنص على ان ‪:‬‬
‫" يتخذ الولد غير الشرعي الذي تثبت بنوته وهو قاصر التابعية اللبنانية اذا كان أحد والديه الذي تثبت‬
‫البنوة اوالً بالنظر اليه ‪ ،‬لبنانيا ‪ ،‬واذا كان برهان ثبوت البنوة بالنظر الى االب واالم ‪ ،‬ناتجاً عن عقد واحد ‪،‬‬
‫أو حكم واحد ‪ ،‬اتخذ االبن تابعية االب اذا كان هذا االب لبنانياً"‪ .‬أي انً هذه المادة اعطت االبن غير‬
‫الشرعي الجنسية اللبنانية استناداً الى رابطة الدم من جهة االم في حال اعترفت ببنوة القاصر قبل االب ‪.‬‬

‫إن هذا القانون قد فرق بين االبن الشرعي واالبن غير الشرعي‪ ،‬أي أن المشرع إعتمد رابطة أو حق الدم‬
‫لجهة األب اساساً الكتساب اإلبن الشرعي الجنسية اللبنانية‪ .‬بينما اعتمد المشرع رابطة أو حق الدم لجهة‬
‫األم أساساً الكتساب الولد غير الشرعي التابعية اللبنانية‪.‬‬
‫وكذلك نظر المشرع اللبناني في حالة من أثنين ‪:‬‬

‫االولى ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من أحد الوالدين قبل اآلخر وكان هذا الوالد (األب أو األم ) لبنانياً‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬اذا ثبتت البنوة من الوالدين معاً في سند قانوني واحد ‪ ،‬وكان األب لبنانياً‪.‬‬

‫ المادة الرابعة ( الفقرة االخيرة) اعطت االبناء القصر حق االلتحاق بجنسية امهم التي‬‫دخلت في التابعية اللبنانية ( اي تجنست بالجنسية اللبنانية )‪ ،‬وبقيت على قيد الحياة بعد وفاة‬
‫زوجها ( أي أب االطفال)‪ .‬إنً هذه المادة تمثل تميي اًز صارخاً حيث اغلق القانون كلياً اعطاء‬
‫هذا الحق البناء المرأة اللبنانية‪ ،‬أو من ذات االصول اللبنانية‬
‫وقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬الذي ينص‬
‫صراحة عن ضرورة أن "تمنح الدول األطراف المرأة حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها‬
‫ألوالدها إذا كانت متزوجة من أجنبي"‪،‬‬
‫وهنا نود لفت النظر الى نقطتين ‪ :‬األولى‪ ،‬أننا اذا غصنا في التوزيع الطائفي لصاحبات‬
‫القضية لوجدنا أن عدد المسيحيات المتزوجات من أجانب يوازي تقريبا عدد المسلمات‪ ،‬مما‬
‫يعني أن "التخويف بكسر التوازن الطائفي من جراء تطبيق حق الجنسية" غير واقعي وغير‬
‫صحيح؛ أما الثانية‪ ،‬والمتعلقة بما يثار حول " خطر توطين الالجئين الفلسطينيين "‪ ،‬فال‬
‫عالقة لها بالواقع‪ ،‬اذ أن النسبة األكبرألزواج اللبنانيات ال ‪18500‬هي من الجنسيات التالية‪:‬‬
‫السورية فالعراقية فالمصرية‪ ،‬بالنسبة للعرب‪ ،‬عدا عن الفرنسيين وااللمان واألميركيين‬
‫والبريطانيين وغيرهم‪...‬‬

‫وال بد من االشارة إلى مرسومين صد ار مؤخ اًر ‪:‬‬

‫• المرسوم الصادر في ‪ 22‬آذار ‪ ( 2013‬هذا المرسوم ‪ -‬الذي لم ينشر في‬
‫الجريدة الرسمية ‪ -‬صدر قبل ساعات من استقالة الحكومة)‪ ،‬والذي اعطى‬
‫الجنسية اللبنانية للقليل من المستحقين فقط‪ ،‬سنداً إلى القانون الذي يحدد شروط‬
‫منح الجنسية‪.‬‬
‫• المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 19‬أيار ‪ ،2014‬قضى بتجنيس ‪ 644‬شخصا‪ ،‬بينهم‬
‫عدد ال بأس به من الفلسطينيين ( علماً أن اقتراح القانون الذي تقدمنا به لمنح‬
‫المراة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها ألوالدها‪ ،‬لم تتم الموافقة عليه‪ .‬وأحد االسباب‬
‫التي ادعوا مخاطرها هي انه "يمهد لتوطين الفلسطينيين في لبنان"‪.‬‬

‫• وهكذا‪ ،‬تم تجنيس عدد من األشخاص في الوقت الذي تعاني فيه ‪ 18‬الف امراة لبنانية ‪-‬‬
‫متزوجات من غير لبنانيين ومقيمات في لبنان مع عائالتهن ‪ -‬األمرين لتأمين شروط الحفاظ‬
‫على وحدة العائلة نتيجة الرفض الذي يواجهن به بالنسبة إلقرار حقهن في إعطاء جنسيتهن‬
‫ألوالدهن‪.‬‬

‫• وال بد من اإلشارة أن "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" (الذي يضم ممثالت‬
‫وممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع اللبناني وهيئاته‪ ،‬نساءً ورجاالً)‪ ،‬قد بادر في ‪ 24‬آب‬
‫‪ ،2005‬إلى إطالق حملة وطنية من أجل المساواة بين الجنسين في حق إعطاء الجنسية‪،‬‬
‫وشعار هذه الحملة‪ " :‬ألنهم اوالدي جنسيتي حق لهم"‪ .‬وقدم اللقاء الوطني اقتراح التعديل‬
‫للمادة االولى من القرار رقم ‪ 15‬الصادر في ‪ 19‬كانون الثاني ‪ 1925‬لتصبح ‪ " :‬يعد‬
‫لبنانياً كل شخص مولود من أب لبناني أو من أم لبنانية" ‪.‬‬

‫• قوانين االحوال الشخصية القائمة‬
‫• ال بد من االقرار بأنه لدينا في لبنان ‪ 15‬نموذجا للمرأة ومثلها للرجل‪ ،‬حيث وجود ‪ 18‬طائفة‬
‫يتحكم بها ‪ 15‬قانونا لالحوال الشخصية‪ .‬ولكل من هذه القوانين اتباعه‪ ،‬حيث يتحكم بمصائر الناس‬
‫ويتدخل في أدق تفاصيل حياتهم حسب رؤية واستنساب وتفسير رجال الطائفة وزعمائها‪.‬‬
‫• وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى المادتين ‪ 9‬و ‪ 10‬من الدستور اللبناني‪ ،‬اللتين أقرتا بحق‬
‫العائالت الروحية اللبنانية على اختالفها بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية‪ ،‬وكذلك بإنشاء‬
‫مدارسها وبحرية التعليم فيها‪ ،‬وبتطبيق تشريعات االحوال الشخصية الخاصة بكل منها على أبناء‬
‫الطائفة الخاضعين ألحكام قانونية متفاوتة في احوالهم الشخصية‪ .‬لكنها كلها تعكس تمييزاً بين‬
‫الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الشخصية الخاصة‪ ،‬وتكرس الصور النمطية للرجل وللمرأة‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الدولة اللبنانية واقعة تحت نظام السيادة المشتركة للطوائف‪ .‬فكل مواطن‪/‬ة‬
‫من الطوائف الى ‪ 18‬ال يشبه اآلخر‪ ،‬ال في المواقع السياسية الرسمية وال في الوظائف العامة وال‬
‫في أحكام االحوال الشخصية‪.‬‬

‫فكيف باألحرى حال التمييز ضد المرأة في ظل مجتمع ذكوري‪ ،‬وقوانين تميز بين رجل‬
‫وامرأة‪ ،‬وبين امرأة وأخرى‪ .‬ويوجد طوائف في لبنان ال تتمتع بحقوقها الشخصية‪ ،‬حيث ميز‬
‫المشترع اللبناني بين الطوائف التقليدية والطوائف غير التقليدية‪ ،‬فأعطى الطوائف التقليدية‬
‫الحق بإيجاد تشريعات خاصة بأحوالها الشخصية‪ ،‬فيما الطوائف االخرى ال تتمتع بقانون احوال‬
‫شخصية كان من المفترض ان تخضع للقانون المدني‪ ،‬لكن القانون المدني لم يقر‪ ،‬وبالتالي‬
‫بقيت طوائف محرومة من أي تشريع يتعلق بأحوالها الشخصية‪ .‬لذلك نناضل من اجل رفع‬
‫التحفظ عن المادة ‪ 16‬من اتفاقية ‪ ،CEDAW‬واستحداث قانون مدني موحد لالحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬يشكل خطوة اساسية لترسيخ االنصهار الوطني‪ ،‬وتكريس االنتماء للوطن أوالً‪ .‬إن‬
‫هذا القانون يسهم في تثبيت السلم االهلي‪ ،‬من خالل وحدة الشعب ومؤسساته التشريعية‪،‬‬
‫ويعيد إلى الدولة صالحيات انتزعتها الطوائف منها‪ ،‬ويؤكد سيادة الدولة على كامل أراضيها‪،‬‬
‫عبر تطبيق مبدأ وحدة القانون (‪ .)Unité du droit‬كما انه يساوي بين المرأة والرجل‪ ،‬على‬
‫الصعيد االجتماعي خاصة‪ ،‬ويؤكد المساواة بين امرأة واخرى‪ ،‬من خالل توحيد حقوق كل نساء‬
‫لبنان وواجباتهن تجاه قانون موحد ينطلق من ان الشعب هو مصدر السلطات وأن المرأة جزء‬
‫ال يتج أز من الشعب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المرأة في التربية والتعليم‬
‫‪ -1‬واقع التعليم في لبنان‬

‫إن الحق في التعليم مثبت في الدستور اللبناني‪ .‬والدولة اللبنانية ملزمة بضمان حصول المواطنين‬
‫اللبنانيين على التعليم االساسي بكامله‪ .‬كما انها تتحمل مسؤولية توفير مستوى جيد في التعلم‪ ،‬ليس‬
‫بسن قوانين محلية متعددة حول التعليم فحسب‪ ،‬بل أيضاً عبر التزامها بشرعة االمم المتحدة واالعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان واالتفاقيات الدولية والعربية المتعددة المتعلقة بشؤون التعليم‪.‬‬

‫لقد اعتمد لبنان في العام ‪" 1994‬خطة النهوض التربوي" التي استكملت في العامين ‪ 1996‬و‬
‫‪ 1997‬بهيكلية تنظيمية وآلية للتطبيق‪ .‬وتشكل خطة النهوض ‪ -‬إذا نفذت بالكامل – قاعدة اساسية‬
‫لتطوير التعليم وتعزيزه‪.‬‬
‫لقد أقر الدستور المعدل بوثيقة الطائف إلزامية التعليم المجاني الرسمي حتى نهاية مرحلة التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬فأقر قانون بهذا الخصوص‪ .‬وفي العام ‪ ،2011‬تم تعديل القانون ليشمل مرحلة التعليم‬
‫االساسي بكاملها (من ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫على ان يصدر مرسوم تطبيقي يلزم االهل والمسؤولين بتعليم الجميع ( لقد تم اعداد مسودة‬
‫المرسوم التطبيقي في و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬نأمل إق ارره في مجلس الوزراء)‪ .‬وهذا‬
‫يستدعي تعديل سن عمالة االطفال إلى ما بعد سن ‪ 15‬سنة (اي بعد نهاية مرحلة التعليم‬
‫االساسي)‪.‬‬
‫في العام ‪ ،2007‬وضعت استراتيجية وطنية للتعليم تهدف الى ضمان نوعية جيدة للتعليم‬
‫وتسهم في بناء مجتمع معلومات وتكامل اجتماعي وتنمية اقتصادية‪ .‬غير ان الواقع – خاصة‬
‫واقع النزاعات – قد ادى الى تصعيب تنفيذ هذه االستراتيجية‪ ،‬او تأخيره‪.‬‬
‫وفي العام ‪ ،2010‬وضعت وزارة التربية والتعليم العالي "خطة تطوير التعليم العام (‪2010‬‬
‫– ‪ ،")2015‬بهدف تحقيق "جودة التعليم من اجل التنمية "‪ ،‬طارحة في هذه الخطة "االطار‬
‫العام الستراتيجية التربية والتعليم"‪ .‬لكن هذه الخطة لم تلحظ منظور النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬التوازن الجنساني في التعليم ‪:‬‬
‫لقد أحرز لبنان تقدماً كبي اًر نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الذكور واالناث في الوصول إلى‬
‫التعليم واالنجازات التعليمية في جميع المراحل أو معظمها‪ .‬فالفجوة الجنسانية التي كانت ماثلة‬
‫للعيان في السبعينات ردمت تقريبا‪ ،‬بل جرى تخطيها لصالح االناث في مختلف المراحل‬
‫التعليمية‪ .‬ومع هبوط نسبة االمية االجمالية من ‪ % 11 ,6‬إلى ‪ ، %8 ,8‬تراجعت نسبة‬
‫االمية االنثوية من ‪ %16‬إلى ‪. % 11 ,8‬‬
‫بالنسبة للجامعة الوطنية‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من الجامعات والمعاهد الخاصة‪ ،‬فإن هذه‬
‫الجامعة اللبنانية تضم نحو ‪ %45‬من إجمالي عدد الطالب اللبنانيين‪ .‬بيد أنها تعاني سلسلة‬
‫من االشكاالت خاصة من ناحية إنشاء فروع متعددة لها لتلبية المطالبة المناطقية‪ /‬الطائفية‬
‫الموجودة لدى مختلف المجموعات‪ ،‬خاصة أن عدد االختصاصات النظرية ال تتفق وحاجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫نسبةًالتحاقًاالناثًفيًمختلفًمراحلًالتعليم‬

‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجاني‬

‫التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫التعليمًالعالي‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫اناث‬

‫ذكور‬

‫‪% 53 ,3‬‬

‫‪%46 ,7‬‬

‫‪% 48 ,1‬‬

‫‪%51 ,9‬‬

‫‪% 48 ,5‬‬

‫‪%51 ,5‬‬

‫‪%44 ,53‬‬

‫‪%55 ,47‬‬

‫‪%54 ,34‬‬

‫‪%45ً،66‬‬

‫نسبة االناث في الهيئات االدارية والتعليمية في مختلف‬
‫مراحل وقطاعات التعليم‬
‫العامًالدراسيًًً التعليمًالرسمي‬

‫اناث‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪%73 ,6‬‬

‫التعليمًالخاصًالمجانيًً التعليمًالخاصًغيرً‬
‫المجاني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%26 ,4‬‬

‫ذكور اناث‬

‫‪%11 ,5 % 88 ,5‬‬

‫‪% 78 ,2‬‬

‫التعليمًالمهنيًوالتقني‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%21 ,8‬‬

‫‪%51 ,1‬‬

‫التعليمًالعالي‬

‫ذكور اناث‬
‫‪%48 ,9‬‬

‫ذكور‬

‫‪%62 ,12 %37 ,88‬‬

‫نسبةًوجودًالمعلماتًفيًالهيئاتًالقياديةًلروابطًالمعلمينً‬
‫واالساتذةًونقابة موظفي االدارةًالعامة‬

‫الهيئة االدارية في رابطة المعلمين االبتدائيين‬
‫‪ 6‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 33 ,33‬‬
‫الهيئة االدارية في رابطة أساتذة التعليم الثانوي‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية في المجلس التنفيذي لنقابة‬
‫المعلمين في لبنان‬
‫‪%0‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة االساتذة المتفرغين في‬
‫الجامعة اللبنانية‬
‫امرأة من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫الهيئة االدارية لرابطة اساتذة التعليم المهني‬
‫والتقني‬
‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 18 ,75‬‬
‫الهيئة االدارية لنقابة موظفي اإلدارة العامة‬

‫‪ 3‬نساء من أصل ‪ 18‬عضواً أي بنسبة ‪% 16 ,66‬‬

‫‪ -3‬لجنة منظور النوع االجتماعي‬
‫أجد من الضرورة االشارة إلى إنجاز حققناه في وزارة التربية والتعليم العالي‪ .‬فبعد مشاركتنا في و ازرة التربية في‬
‫الدورات التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول النوع االجتماعي‪ ،‬وبعد سلسلة‬
‫لقاءات مع مسؤولة شبكة النوع االجتماعي في الهيئة الوطنية‪ ،‬أصدر معالي وزير التربية والتعليم العالي القرار‬
‫رقم ‪/810‬م‪ ،2013/‬القاضي بتشكيل لجنة تختص بـ "منظور النوع االجتماعي"‪ ،‬تضم مندوبين ًومندوبات‬
‫عن مختلف المديريات العامة في الو ازرة‪.‬‬

‫وقد وضعت هذه اللجنة خطة عمل تركز على إعداد دراسات واحصاءات وتنظيم دورات تدريبية حول ‪ :‬مفهوم‬
‫النوع االجتماعي (‪ )Gender‬وماهيته وآلية إدماجه في خطة الوزارة – االعالن العالمي لحقوق االنسان –‬
‫اتفاقية ‪ – CEDAW‬شرعة حقوق الطفل – التعليم االلزامي المجاني وغيرها من المواضيع الهامة‪ً ...‬وتهدف‬
‫هذه الخطة إلى إدماج المحاور المطروحة اعاله في المناهج التربوية والكتب المدرسية‪ .‬نأمل ان تنجح هذه‬
‫اللجنة في عملها وأن يتم تعميمها في مختلف الو ازرات واالدارات العامة في لبنان‪ .‬كما نأمل إدماج المحاور‬
‫المذكورة أعاله ضمن المناهج التعليمية المعتمدة في الجامعات‪ ،‬وباألخص في معاهد وكليات االعالم والحقوق‬
‫والتربية واآلداب واالنسانيات وفي معهد القضاء‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار‬
‫رغم الموقع الذي تحتله المرأة في الحياة العامة‪ ،‬ال يزال التمييز القائم على أساس الجنس عائقاً أمامها في‬
‫مواقع اتخاذ وصنع القرار والمشاركة في السلطة‪ ،‬حيث نرى ضعف تمثيلها أو انعدامه في هذه المواقع على‬
‫اختالفها‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجدر بنا تسليط الضوء على موقع وواقع المرأة وفق بعض االحصاءات المتوفرة‬
‫لدينا ‪:‬‬

‫• وجود المرأة في المجلس النيابي‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1992‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 1996‬نساء من أصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 3 : 2000‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 6 : 2005‬نساء من اصل ‪128‬‬
‫• الدورة االنتخابية العام ‪ 4 : 2009‬نساء من اصل ‪128‬‬

‫• الدورة االنتخابية العام ‪ : 2013‬لم تجر االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫• وجود المرأة في مجلس الوزراء‬
‫• العام ‪ : 2004‬للمرة األولى‪ ،‬ضمت الحكومة وزيرتين ‪ -‬العام ‪ : 2005‬ضمت الحكومة‬
‫وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2008‬ضمت الحكومة وزيرة واحدة ‪ -‬العام ‪ : 2009‬ضمت‬
‫الحكومة وزيرتين ‪ -‬في العام ‪ : 2011‬لم تشارك اية امراة ‪ -‬العام ‪ : 2014‬تضم‬
‫الحكومة الحالية وزيرة واحدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس البلدية‬
‫• العام ‪ 520 : 2010‬امرأة من اصل ‪ 11 ,425‬عضواً (أي بنسبة ‪.) % 4 ,55‬‬
‫• وجود المرأة في المجالس االختيارية‬
‫• العام ‪ 148 : 2010‬سيدة من اصل ‪ 2 ,570‬عضواً (أي بنسبة ‪.)% 3 ,6‬‬

‫• وجود المرأة في االحزاب السياسية ‪ % 16 ← % 12 :‬في المكاتب السياسية والتنفيذية‪.‬‬

‫• وجود المراة في القضاء اللبناني ‪ 221 :‬قاضية من اصل ‪ 543‬قاضياً (اي بنسبة ‪41‬‬
‫‪.)%‬‬
‫• وجود المرأة في القطاع العام ‪ :‬فئة أولى (المدراء العامون)‪ 9 :‬نساء من أصل ‪ 69‬مدي اًر‬
‫عاما‪ ،‬اي بنسبة ‪.% 13 ,04‬‬
‫• وجود المرأة في السلك الخارجي ‪ :‬فئة اولى ‪ - % 13 ,3 :‬فئة ثانية ‪- % 22 ,2 :‬‬
‫فئة ثالثة ‪. % 27 ,7 :‬‬
‫• وجود المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‬
‫• وأخي ار‪ ،‬أصبحت المرأة في قوى االمن الداخلي واالمن العام‪ ،‬ففي العام ‪ ، 2012‬تم تعيين‬
‫دفعة اولى من االناث ‪ .570‬وفي العام ‪ ،2013‬تم تعيين ‪ 423‬امرأة جديدة‪.‬‬
‫• وجود المرأة في المجلس التنفيذي لالتحاد العمالي العام ‪.% 0 :‬‬

‫• نسبة وجود المرأة في قيادة مجالس نقابات المهن‬
‫الحرة‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬
‫مجلس‬

‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬
‫نقابة‬

‫النقابة‬
‫المحامين ‪ -‬بيروت‬
‫المحامين – الشمال‬
‫المهندسين ‪ -‬بيروت‬
‫المهندسين ‪ -‬الشمال‬
‫األطباء ‪ -‬بيروت‬
‫األطباء ‪ -‬الشمال‬
‫أطباء األسنان‬
‫الصيادلة‬
‫الصحافة‬
‫المحررين‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬
‫‪%‬‬
‫‪%‬‬
‫من‬
‫من‬
‫من‬

‫نسبةًوجودًالمرأة‬
‫اصل ‪ 15‬عضواً أي بنسبة ‪% 13 ,33‬‬
‫أصل ‪ 16‬عضواً أي بنسبة ‪% 6 ,25‬‬
‫أصل ‪ 16‬أي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫اصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 25‬‬
‫أصل ‪ 16‬اي بنسبة ‪% 12 ,5‬‬
‫أصل ‪ 12‬عضواً أي بنسبة ‪% 8 ,33‬‬

‫انطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬وبهدف تحقيق الهدف المتمثل في اشتراك المراة والرجل (المواطنة‬
‫والمواطن) على قدم المساواة في العملية السياسية وصنع القرار الذي من شأنه ان يؤدي الى‬
‫التوازن الذي يعكس بصورة ادق تكوين المجتمع وهو يهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتشجيع‬
‫الممارسة السليمة لها‪ ،‬وانسجاماً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر بيجين‪ ،‬عملنا ًونعمل من‬
‫اجل تحقيق حق الحصة للمرأة "الكوتا"‪.‬‬
‫والكوتا هي تدبير مرحلي للوصول الى نوع من عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص‪ ،‬وهي اداة‬
‫وليست هدفا‪ ،‬وهي وسيلة اثبتت فاعليتها في العديد من الدول العربية والغربية واسهمت في‬
‫تعزيز وضع المرأة في مواقع صنع القرار‪.‬‬

‫وفي هذا االطار‪ ،‬تجدر االشارة إلى مسألتين ‪:‬‬

‫• لقد نظم "المجلس النسائي اللبناني" مؤتمرين في بيروت حول "الكوتا" ‪:‬‬

‫• األول ‪ :‬عقد في شهر تموز ‪ /‬يوليو ‪ ،1998‬شعاره ‪" :‬المراة العربية في السلطة السياسية‪،‬‬
‫الكوتا وامكانية تطبيقها"‪ .‬الثاني ‪ :‬عقد في شهر شباط ‪ /‬فبراير ‪ ،2000‬شعاره ‪" :‬المراة في‬
‫السلطة السياسية‪ ،‬الكوتا ‪."2‬‬
‫• لقد بادر "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" في العام ‪ ،2005‬وقدم اقتراح‬
‫قانون إلى "الهيئة الوطنية الخاصة بتعديل قانون االنتخاب" حول قانون االنتخاب الذي‬
‫نريده ‪ :‬قانون انتخابات ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس النسبية‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬ليتسنى للعناصر الشابة‬
‫االسهام في صنع القرار وبناء الدولة‪ .‬ان هذا االقتراح يدعو أيضاً إلى اعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) بنسبة ‪( %30‬على االقل) كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المراة واالقتصاد‬
‫لقد بلغ االقتصاد اللبناني ما يمكن أن يكون مأزقاً حقيقيا‪ ،‬وتحولت األزمة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الحادة إلى أزمة عامة شاملة تهدد الوطن بأسسه وكيانه‪ ،‬وتعاني منها معظم الفئات االجتماعية‬
‫بأشكال مختلفة وبنسب متفاوتة‪ ،‬وقد انعكست سمات هذه االزمة على أوضاع المرأة اللبنانية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى ارتباط األزمة االقتصادية واالجتماعية باألزمة السياسية التي عاشها لبنان‪ ،‬وخاصة‬
‫في السنوات األخيرة إثر العدوان اإلسرائيلي المتواصل‪ ،‬وخاصة عدوان تموز ‪ 2006‬الذي دمر البنى‬
‫التحتية واالقتصادية‪ ،‬وانعكست تداعياته وآثاره السلبية على الشعب اللبناني عامة وعلى المرأة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونحن على قناعة بأن العوامل األساسية التي حالت وتحول دون تحقيق معدالت نمو اقتصادي أعلى‬
‫ترتبط بعوامل هيكلية تتصل بطبيعة االقتصاد اللبناني‪ ،‬وهي ناتجة عن عدم وجود رؤيا اقتصادية تعيد‬
‫بناء وظائف االقتصاد اللبناني‪ ،‬وتعتمد استراتيجية شاملة لمعالجة جذرية لألزمة‪.‬‬

‫خالل العقد المنصرم‪ ،‬شهد االقتصاد اللبناني نموا‪ ،‬دون ان يترافق ذلك مع وجود فرص عمل كافية‬
‫خاصة بين فئات النساء والشباب‪ ،‬حيث ازداد النائج المحلي العام بين ‪ 2009 – 1997‬بنسبة‬
‫وسطية ‪ %3 ,7‬سنوياً‪ .‬ومع ذلك ارتفعت نسبة العمالة فقط ‪ .%1 ,1‬وقد نمت أعداد النساء‬
‫المنخرطات في مختلف قطاعات العمل المجدي اقتصاديا‪ ،‬وفتحت أمام النساءاللبنانيات أبواب العمل‬
‫في مختلف ميادينه‪.‬‬

‫تبلغ نسبة المشاركة في القوى العاملة حالياً ‪ % 70 :‬من الذكور وفقط ‪ % 24‬من اإلناث‪ .‬وقد‬
‫ارتفعت نسبة القوى العاملة نسبياً بسرعة مع ازدياد نسبة االعمار العاملة الشابة بين السكان‪ ،‬وارتفعت‬
‫نسبة القوى العاملة بين العامين ‪ 2004‬و ‪2010‬بـ ‪ ،%2 ,2‬حيث ازدادت االعمار العاملة بـ‬
‫‪.%1,1‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى ان مستوى التعليم له االثر في ارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة ‪ ،‬حيث أن‬
‫زيادة نسبة االناث الحاصلة على شهادات ثانوية او جامعية تعكس زيادة بنسبة مشاركتهن في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وبالرغم من ان نسبة المشاركة بين االناث والذكور منخفضة نسبة الى البلدان االخرى في المنطقة‪،‬‬
‫لكنها في ارتفاع ملحوظ في نسب االناث‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ ،1997‬تركز العمل في لبنان على قطاعات البناء والتجارة والخدمات‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫قطاعي الصناعة والزراعة المنتجين‪.‬‬

‫تغادر لبنان اليوم العمالة ذات الخبرة ليستقبل مكانها العمالة القليلة الخبرة‪ ،‬حيث تقدر بـ ‪200000‬‬
‫إلى ‪ 400000‬عمالة خبيرة مهاجرة بين ‪ .2009 – 1991‬كما نشهد طغيان العمالة غير الرسمية‬
‫على حساب العمالة الرسمية‪ ،‬حيث تبلغ نسبة القوى العاملة غير الرسمية حوالي ‪ % 20‬من القوى‬
‫العاملة‪ ،‬وهي تفتقد لتقديمات الضمان االجتماعي واالجراءات القانونية للعمل‪.‬‬
‫تقدر الدراسات خالل العقد القادم دخول ‪ 23000‬طالب عمل جديد سنويا‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد‬
‫الستيعابها مضاعفة فرص العمل ‪ 6‬مرات عن الرقم الوسطي الذي يبلغ ‪ 3400‬فرصة عمل جديدة‬
‫بين ‪.2007 – 2004‬‬

‫ترتفع نسبة البطالة لدى االناث عن الذكور بما يعادل (‪ % 18‬مقابل ‪ .)% 9‬ويعود احد االسباب في‬
‫ذلك الى اضطرار النساء لترك العمل بسبب الحمل والوالدة واالوالد ( الغالبية العظمى من البطالة هي‬
‫تحت ‪ 35‬سنة من العمر)‪.‬‬

‫نسبة البطالة حسب النوع الجندري والعمر والتعليم‬
‫النوعًالجندري‬

‫العمر‬

‫التعليم‬

‫ذكور‬
‫إناث‬
‫‪24 – 15‬‬
‫‪34 – 25‬‬
‫‪44 – 35‬‬
‫‪54 – 45‬‬
‫‪64 – 55‬‬
‫‪65 +‬‬
‫بدون تعليم رسمي‬
‫التعليم االبتدائي‬
‫التعليم الثانوي‬
‫الدراسات العليا‬

‫‪%9‬‬
‫‪% 18‬‬
‫‪% 34‬‬
‫‪% 11‬‬
‫‪%6‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪% 10‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪% 15‬‬
‫‪% 14‬‬

‫إنًالخسارةًببعدهاًاالقتصاديًتكمنًفيًغيابًنحوًخمسًالقوىًالعاملةًمنًالنساءًاللواتيًالًيعملنًمقابلً‬
‫اجر‪ً،‬وهذاًيعنيًعدمًتمكنًاالقتصادًالوطنيًمنًاالفادةًمنًكافةًالطاقاتًالبشريةًالمتوافرة‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المرأةًوالنزاعاتًالمسلحة‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬
‫نحن اليوم أمام استحقاقات خطيرة‪ ،‬حيث تعيش المنطقة العربية مخاضا عسيرا‪ ،‬وتتجه‬
‫االوضاع فيها نحو المزيد من التصعيد والعنف من سوريا ولبنان الى العراق ومصر وتونس‪،‬‬
‫مرو ار بليبيا واليمن والبحرين والسودان‪ ...‬وما بين هذه الساحات ترتسم خارطة التآمر على‬
‫فلسطين‪ ،‬حيث تشن إسرائيل عدواناً همجياً على غزة‪ ،‬بهدف ضرب المقاومة وإبادة الشعب‬
‫الفلسطيني واقتالعه من أرضه وشطب حقوقه المشروعة‪ ،‬وأبرزها ‪ :‬حق تقرير المصير وحق‬
‫العودة وبناء دولته المستقلة على أرضه‪ ،‬وذلك في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫ان هذا الصراع هو إعادة انتاج لصراع سياسي واجتماعي بأشكال وأوجه جديدة‪ ،‬خص ًوصا بعد‬
‫"حراكات" الشعوب العربية ‪ -‬والمرأة في مركز القلب منها ‪( -‬نعني بها الحراكات التي رفعت‬
‫شعارات الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة الوطنية والتغيير الديمقراطي‪ ،‬ورفضت أي‬
‫تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدانها)‪ .‬انه مخاض لوالدة مشروع يهدف الى إعادة رسم‬
‫خارطة المنطقة وتفتيتها الى كيانات متناحرة عرقيا ودينيا ومذهبيا‪ ،‬وبالتالي السيطرة على‬
‫ثروات المنطقة‪.‬‬
‫عوامل عدة تداخلت في هذا الصراع‪ ،‬وصوال الى البدائل األصولية المشوهة والمشبوهة‪ ،‬والتي‬
‫قدمت أبشع صور القتل والذبح في مختلف الدول العربية‪ ،‬وما يجري في "الموصل" خير مثال‬
‫على السياسة االرهابية لهذه الحركات األصولية‪ .‬وال ننسى موقف تلك الجماعات من المرأة‬
‫ومحاوالتها الهادفة الى استعبادها وتشويه دورها‪ .‬وكل هذا يجري على الساحة العربية في ظلً‬
‫غياب المشروع الوطني القومي الذي يستطيع مواجهة هذا المخطط‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫إذا أردنا استعراض واقع المرأة اللبنانية ودورها في النزاعات المسلحة‪ ،‬نرى ضرورة لإلشارة إلى عدة‬
‫محطات أساسية مرً ويمر بها وطننا ‪:‬‬
‫• األولى ‪ :‬العدوان االسرائيلي المتواصل‪ ،‬وأشرس تداعياته كان عدوان العام ‪ ،2006‬الذي استهدف‬
‫تدمير البنى التحتية وركز على قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية‪ .‬هذا إضافة إلى سقوط‬
‫عدد كبير من الضحايا وتهجير وتشريد ونزوح عدد كبير من العائالت‪ .‬وقد انعكس ذلك بشكل‬
‫اساسي على المرأة اللبنانية‪ ،‬التي كان لها دور هام في توفير مقومات الصمود والمقا ًومة‪.‬‬
‫• الثانية ‪ :‬الحرب األهلية التي كان للمرأة اللبنانية دور اساسي في مواجهة تداعياتها‪.‬‬
‫• الثالثة ‪ :‬ما مررنا ونمر به من شحن طائفي ومذهبي واثارة الفتن‪ .‬هذا إضافة إلى التفجيرات المتنقلة‬
‫التي تحصد المواطنين المدنيين االبرياء واالطفال وااليتام‪ .‬كما تستهدف الجيش اللبناني ‪ -‬خاصة‬
‫خالل االعمال االرهابية التي طالته في جرود بلدة عرسال منذ اسبوع تقريباً – وذلك الضعاف الدور‬
‫الوطني لهذه المؤسسة العسكرية‪ ،‬التي سقط لها عدد من الشهداء والجرحى‪ .‬ان هذه الجريمة‬
‫تعتبر جريمة ارهابية بحق الوطن برمته‪.‬‬

‫إنً هذا الوضع المتفجر يضع وطننا في قلب العاصفة‪ ،‬هذا عدا عن المخاطر الناجمة عن‬
‫الفوضى وحاالت التسيب المتفشية في طول البالد وعرضها‪ ،‬إضافة إلى األزمة السياسية‬
‫واالقتصادية ‪ -‬االجتماعية المتفاقمة‪.‬‬
‫رغم الدور الهام الذي قامت وتقوم به المرأة اللبنانية بمواجهة هذه التحديات‪ ،‬ورغم اسهامها‬
‫في مقاومة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬ورغم نضالها الدؤوب من أجل ترسيخ السلم‬
‫االستقرار (مؤتمر سان‬
‫ً‬
‫األهلي‪ ،‬فقد تم تغييبها عن كل المفاوضات الداعية الى تحقيق األمن و‬
‫الجمهوري‪،‬‬
‫ً‬
‫كلو – مؤتمر الدوحة ‪ – 2008‬طاوالت الحوار في المجلس النيابي وفي القصر‬
‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث ال اعتراف بدور المرأة وجدارتها في حل النزاعات المسلحة وترسيخ السلم‬
‫االهلي‪ .‬علماً ان القرار ‪ 1325‬الصادر عن مجلس االمن الدولي في تشرين االول ‪،2000‬‬
‫طالب بضرورة إتاحة المجال أمام المرأة لتسهم في حل النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬أبرز العوائق والتحديات‬
‫‪ )1‬النظام الطائفي في لبنان‬

‫إن مقدمة الدستور اللبناني تؤكد ‪" :‬ان جميع اللبنانيين سواء لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق بينهم"‪ .‬هذا من حيث المبدأ‪ ،‬اما الواقع‬
‫فهو مختلف تماما‪ ،‬وهذا االختالف ال ينال من حق المرأة وحدها‪ ،‬بل ينال ايضاً من حق الرجل مما يتعارض‬
‫مع مفهوم المواطنة الحقيقية‪ ،‬كما يتعارض مع الديمقراطية التي "نتغنى بها"‪ .‬وفي رأينا ان هذا التعارض نابع‬
‫من طبيعة النظام السياسي الطائفي الذي اعتمد في لبنان منذ استقالله العام ‪ 1943‬وما زال قائما‪ ،‬بل ال يزال‬
‫هذا النظام يؤسس لعالقات متوترة بين ابناء الشعب اللبناني‪ ،‬النه قائم على تقديم المصالح الطائفية على‬
‫المصلحة الوطنية‪ ،‬فالكل في خدمة الطائفة وحتى المذهب‪ .‬إن تشابك االدوار بين السلطة والم ًؤسسة الطائفية‬
‫في إنتاج وتوزيع الخدمات العامة يؤكد على تقاطع مصالح الطبقة المسيطرة سياسياً واقتصادياً وأعيان‬
‫الطوائف‪ ،‬حيث خضع النظام لمنطق اقتسام الدولة على قواعد المصالح الطائفية والمذهبية‪ ،‬وذلك على حساب‬
‫المؤسسات‪ .‬وقد استطاع النظام السياسي الطائفي سلب حقوق المواطن بحجة الحماية الطائفية‪ً ،‬وأقام ‪ -‬وما‬
‫يزال ‪ -‬تميي اًز واضحاً بين مواطن وآخر‪ ،‬وبين مواطنة وأخرى‪ ،‬تحت صيغ دستورية وقانونية ًوتشريعية تكرس‬
‫االمتيازات الطبقية والطائفية الخاصة على حساب تأسيس وترسيخ الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة‪.‬‬

‫ففي ظل هذا النظام الطائفي الفئوي ضمن مجتمع تتجذر فيه العقلية الذكورية‪ ،‬ال مجال لحقوق‬
‫المرأة وآمالها في المساواة في ان تكون هماً وطنياً عاما‪ ،‬وكذلك ال مجال للوصول الى تحقيق ما‬
‫نصبو إليه وبناء دولة مدنية ووطن ديمقراطي‪ .‬فقانون انتخاب مبني اساساً على المحاصصة‬
‫الطائفية والمذهبية ال مكان للمرأة فيه‪ ،‬إذ ال يمكن لطائفة ما أو مذهب ما ان يقدما امراة على‬
‫حساب رجل للندوة البرلمانية إال فيما ندر‪ .‬وهذا بحد ذاته يشكل عائقاً اساسياً امام وصول المرأة‬
‫الى مواقع القرار‪ .‬إن النظام السياسي المستند الى المحاصصة الطائفية يشكل المرجع االساس لقوانين‬
‫االنتخاب التي اقرت في لبنان ومنها قانون ‪ 1960‬الذي استحضر في العام ‪ ،2009‬وهو اسوأ قانون‬
‫انتخابي حتى اآلن‪ ،‬النه يعمق الفرز الطائفي والمذهبي وينعكس سلباً على المرأة‪.‬‬
‫ويؤلمنا أنه عندما يصطدم المطلب النسوي في لبنان بجدار الطائفية‪ ،‬نرى بعض النساء يدافعن عن‬
‫العضوي بين حقوق‬
‫ً‬
‫نظام المحاصصة الطائفية الذي يسبب اجحافاً بحقهن‪ .‬وال شك في ان االرتباط‬
‫االنسان وحقوق المرأة ما زال أم اًر مرفوضاً في وطننا لبنان‪ ،‬والصراع بين التيارات العلمانية‬
‫والديمقراطية والمدنية من جهة وبين السلطة المدعومة من التيارات الطائفية المحافظة من جهة أخرى‪،‬‬
‫ما زال على حاله من التناقض‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من التنويه بالتحركات الشبابية من اجل إلغاء النظام الطائفي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينسجم مع طروحات لجنتنا ونهجها وخطة عملها بإقامة دولة مدنية علمانية قائمة على‬
‫الديمقراطية والوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬العادات والتقاليد واالعراف التي تكرس النظرة الدونية للمرأة ضمن المجتمع الذكوري‪.‬‬

‫‪ )3‬عدم (أو ضآلة) التنسيق بين مختلف الجهات المتدخلة من و ازرات ومؤسسات رسمية‬
‫ومنظمات غير حكومية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم التمكن من تنفيذ البرامج أو عدم استمراريتها بفترات تتعدى المدى القصير‪ ،‬بسبب‬
‫عدم وجود التمويل أو توقفه‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬ما تم تحقيقه حتى اآلن‬
‫إن واقع الحال‪ ،‬الذي نمر به في لبنان‪ ،‬يعكسه تقرير حديث صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي‬
‫العام ‪ ،2013‬حيث يكشف هذا التقرير عن اتساع الفجوة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في لبنان‪،‬‬
‫موضحاً تراجع لبنان من المرتبة ‪ 116‬عالمياً في العام ‪ 2010‬الى المرتبة ‪.123‬‬

‫ورغم الواقع الذي مرت وتمر به المرأة اللبنانية‪ ،‬إال أن الحركة النسائية اللبنانية ناضلت وتناضل من‬
‫أجل إلغاء التمييز ضد المرأة في القوانين وفي الممارسة والتطبيق‪ .‬ففي العام ‪ ،1953‬تم انتزاع‬
‫الحقوق السياسية للمرأة (المساواة في االقتراع والترشح)‪ .‬واثر اعتماد الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫اتفاقية ‪ CEDAW‬في كانون األول‪ -1979‬وبعد سنوات من النضال الدؤوب ‪ -‬أبرم لبنان اتفاقية‬
‫سيداو بموجب القانون رقم ‪ 572‬تاريخ ‪ 24/7/96‬وتحفظ على ‪:‬‬
‫المادة ‪ 9‬البند ‪ : 2‬المتعلق بمنح المرأة حقاً مساوياً لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالها‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬البند ‪ ،1‬الفقرات ج – د – و – ز المتعلقة بالمساواة في العالقات االسرية‪.‬‬

‫وبالتعاون مع الهيئات والمؤسسات والفعاليات الحريصة على حقوق المرأة‬
‫اإلنسان‪ ،‬تمكننا من تحقيق تعديل عدد كبير من القوانين المجحفة بحق المرأة‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫قانون التقاعد والصرف من الخدمة – مواد في قانون العمل – نظام المنافع‬
‫والخدمات في تعاونية موظفي الدولة – المادة ‪ 14‬من قانون الضمان االجتماعي‬
‫– التنزيل الضريبي – التعويض العائلي‪ .‬كما تم إلغاء المادة ‪ 562‬من قانون‬
‫العقوبات (ما يسمى "جرائم الشرف")‪ .‬ومؤخ اًر صدر قانون تمديد إجازة األمومة‬
‫إلى عشرة أسابيع (في القطاعين العام والخاص)‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬األولويات والرؤى المستقبلية‬
‫انطالقاً مما أوجزناه في هذه المداخلة‪ ،‬وتأكيداً على ان التمييز الممارس ضد المرأة يشكل انتهاكاً لجوهر‬
‫المواطنة ومبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة اإلنسان‪ً ،‬وان قضية المرأة مترابطة ترابطاً ًوثيقاً مع العوامل‬
‫االجتماعية – االقتصادية والسياسية والقانونية؛‬
‫وحيث ان النظام السياسي الطائفي وقوانين احواله الشخصية المتعددة تحمل من الفجوات الكبيرة ما يجعل‬
‫مسألة االصالحات السياسية والقانونية واالجتماعية ضرورة وطنية؛‬

‫وقناعة منا أن حقوق المرأة هي حقوق اإلنسان‪ ،‬وأن الدولة تعتبر متقدمة في مجال احترام حقوق االنسان أو‬
‫غير ذلك بحسب ما تكون مؤشرات تمتع المرأة في هذه الدولة – فعلياً ‪ -‬بمختلف مبادئ حقوق االنسان دون‬
‫استثناء؛‬

‫ومواجهة للتحديات التي تواجهنا على مختلف الصعد ؛‬

‫تؤكد لجنة حقوق المرأة اللبنانية التزامها العمل المستمر من اجل قضايا المرأة والوطن‪ ،‬وترفع اللجنة‬
‫صوتها مطالبة بـالدفع بحركة جماهيرية ضاغطة تعمل من اجل تغيير جذري في المجتمع‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تضافر الجهود وتوحيد القوى من أجل تحقيق‪:‬‬

‫أوال ) على الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫‪ -I‬على الصعيد العربي‬

‫في إطار التحديات التي تواجهنا في لبنان‪ ،‬نجد انفسنا أمام استحقاقات كبيرة يفرضها علينا‬
‫واقع أمتنا العربية التي تشهد تطورات دراماتيكية‪ ،‬تحت شعار "القضاء على اإلًرهاب"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬ندعو الى ‪:‬‬

‫ إدانة االرهاب بمفهومه الفعلي (وخاصة ارهاب الدولة )‪ ،‬والتأكيد على حق الشع ًوب في‬‫المقاومة من أجل التحرر واالستقالل ورد العدوان‪.‬‬

‫ قيام الشعوب العربية بدورها القومي‪ .‬وهذا يتطلب من مختلف القوى الديمقراطية العربية –‬‫والنساء عنصر أساسي من هذه القوى ‪ -‬استنفار كل الطاقات وتجنيدها واالستعداد بمختلف‬
‫السبل لرفض التدخل الخارجي ومواجهة المشروع المتمثل بالحركات االصولية (داعش وغيرها)‬
‫التي تدعي النطق باسم الدين‪ ،‬والدين منها براء‪.‬‬

‫ مطالبة هيئة االمم المتحدة ومجلس االمن الدولي والمجتمع الدولي إدانة العدوان‬‫االسرائيلي الهمجي على غزة‪ ،‬خاصة ان هذا العدوان يخرق كل الق اررات والمواثيق الدولية‪،‬‬
‫ومطالبة إسرائيل االلتزام بتطبيق هذه الق اررات الدولية‪.‬‬

‫ مطالبة مجلس األمن الدولي بالعمل على تحقيق السالم العادل المرتكز على الحق والعدالة‬‫ومواثيق االمم المتحدة وقرارتها‪ ،‬مع التركيز على أهمية النظر إلى القضايا األساسية واتخاذ‬
‫الموقف من هذه القضية او تلك بموضوعية وتجرد دون ازدواجية‪.‬‬

‫‪ -II‬على الصعيد اللبناني‬
‫ العمل والتنسيق بين األطراف السياسية اللبنانية من أجل حماية لبنان في ظل الوضع‬‫االقليمي والعربي المتدهور‪ ،‬ووضع المصلحة الوطنية قبل كل اعتبار‪.‬‬

‫ التيقظ والحذر مما يخطط للوطن‪ ،‬ويدفعنا الى مواجهة خطر الموت المتنقل الذي يفتك‬‫الديمقراطية للتحرك‬
‫ً‬
‫بأطفالنا ومواطنينا وجيشنا‪ .‬مما يستدعي تجميع كافة القوى الوطنية و‬
‫باتجاه منع القوى ذات المصلحة في تأجيج األوضاع الداخلية من تنفيذ مخططها‪.‬‬

‫ النضال من أجل تحقيق السلم االهلي واعتباره قضية أساسية‪ ،‬حيث أنه يرسًخ االستقرار‬‫واألمان ويحصن المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة االحتالل والعدوان االسرائيلي‪ ،‬وذلك‬
‫استناداً إلى المواثيق الدولية التي تقر حق الشعوب بالدفاع عن نفسها‪.‬‬

‫ إقرار االصالح السياسي الذي يتطلب ‪:‬‬‫• استحداث قانون انتخاب ديمقراطي عصري‪ ،‬خارج القيد الطائفي‪ ،‬يعتمد لبنان دائرة انتخابية‬
‫واحدة على اساس التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض سن االقتراع إلى ‪ 18‬سنة‪ ،‬واعتماد حق الحصة‬
‫للمرأة (الكوتا) في مواقع صنع القرار (بالنسبة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬كخطوة مرحلية ومؤقتة‪.‬‬
‫• العمل لتحويل الوعي الجماهيري من االنتماء الطائفي والمذهبي الى االنتماء ال ًوطني‬
‫الكامل‪ ،‬ذلك بهدف إلغاء النظام الطائفي وتحقيق التغيير الديمقراطي وتكريس الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬وبناء الدولة المدنية ‪.‬‬
‫ تنشيط الحياة السياسية وتوسيع مروحة المشاركة‪ .‬وهذا يتطلب تفعيل دور القوى واألحزاب‬‫السياسية الوطنية‪ ،‬صاحبة المصلحة بإعادة بناء الدولة المدنية والديمقراطية‪ .‬إن هذه األحزاب‬
‫السياسية مطالبة بضرورة االلتزام بالممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال لوجود العناصر‬
‫الكفوءة من الجنسين في هيئاتها القيادية‪.‬‬

‫ حثً المرأة على االنخراط الحقيقي في األحزاب السياسية‪ ،‬وتوسيع مشاركتها في العمل‬‫السياسي‪.‬‬

‫ الدعوة الى مؤتمر وطني يضم – الى جانب القوى السياسية – كافة ممثلي الرأي العام‬‫اللبناني (نساءً ورجاالً) من أجل إنقاذ الوطن ووضع األسس للبنان الوطن الحر المستقل السيد‬
‫المدني والديمقراطي‪.‬‬
‫وأخي ار‪ ،‬أجد ضرورة للتأكيد على أن لجنة حقوق المرأة اللبنانية‪ ،‬إذ تنشد السالم لجميع سكان‬
‫االرض‪ ،‬تؤكد على حق الشعوب بالدفاع عن نفسها ومقاومة العدوان‪ .‬كما تؤكد اللجنة على‬
‫الترابط والتواصل بين مهمة انجاز التحرير ومهمة التغيير الديمقراطي‪ ،‬وبالطبع تبقى قضية‬
‫المرأة قضية وطنية بامتياز‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬على الصعيد االقتصادي ‪ -‬االجتماعي‬
‫التنسيق مع مختلف الهيئات الشعبية واالتحادات النقابية والقوى الديمقراطية‪ ،‬والدفع باتجاه قيام تيار ضاغط من أجل‬
‫وضع خطة وطنية لالصالح االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وهذا يتطلب ‪:‬‬

‫• وضع آلية لتعزيز االقتصاد الوطني عبر تطوير القطاعات المنتجة‪ ،‬واعتماد سياسة لمعالجة جذرية للًزمة‬
‫االقتصادية الحادة‪.‬‬
‫• حل أزمة البطالة وايجاد فرص عمل‪ ،‬بما يساعد على الحدً من الهجرة‪ ،‬خاصة في أوساط الشباب‪.‬‬

‫• قيام الدولة بمهامها كدولة الرعاية االجتماعية وتوفير الخدمات األساسية والتقديمات االجتماعية (وخاصة ‪ :‬البطاقة‬
‫الصحية للمواطنين وضمان الشيخوخة)‪.‬‬
‫• دعم الحركة النقابية ذات البعد الديمقراطي في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ومكتسباتها باألساليب الديمقراطية‪،‬‬
‫والعمل من أجل إقرار حق التنظيم النقابي في القطاع العام‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬نؤكد دعمنا للتحرك المطلبي لهيئة‬
‫التنسيق النقابية التي أثبتت قدرتها على توحيد الحركة النقابية‪.‬‬
‫• برمجة اآلليات التي تؤسس للتنمية الشاملة على الصعد كافة‪ ،‬وهذا يستدعي تعزيز الرقابة ومحاربة الفساد واجراء‬
‫إصالحات إدارية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والمذهبية‪.‬‬
‫• تحفيز المرأة على ضرورة االنخراط في العمل النقابي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬على صعيد قضية المراة‬
‫• متابعة النضال من أجل تحقيق المواطنة الكاملة دون تمييز بين الجنسين‪ ،‬وهذا يتطلب استكمال تعديل القوانين‬
‫واألنظمة المجحفة بالحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وابرزها ‪:‬‬

‫• استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المرأة‪.‬‬

‫• تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد األسرة من العنف األسري الصادر في شهر نيسان ‪ 2014‬ليصبح ‪" :‬قانون‬
‫حماية المرأة من العنف األسري"‪ ،‬كما قدمته منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫• استكمال تنزيه قانون الضمان االجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة‪ ،‬والعمل على إصدار مرسوم تطبيقي‬
‫لوضع تعويض األمومة في قانون الضمان االجتماعي موضع التطبيق‪ ،‬واستفادة المضمونة من التعويض العائلي‬
‫عن زوجها الذي ال يعمل وغير المضمون‪ ،‬والغاء شرط انضمام المرأة الى صندوق الضمان االجتماعي قبل عشرة‬
‫اشهر لالستفادة من تقديمات االمومة دون شروط‪.‬‬
‫• ضرورة استحداث قوانين ومراسيم تهدف الى إضافة فئة المزارعات (المزارعين) وخادمات (خدم ) المنازل إلى قانون‬
‫العمل وقانون الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫• منح المرأة اللبنانية حقاً مساوياً للرجل بإعطاء جنسيتها ألوالدها إذا كانت متزوجة من غير‬
‫لبناني‪ ،‬وهذا يتطلب تعديل المادة االولى من قانون الجنسية ‪ " :‬يصبح لبنانياً كل شخص مولود من‬
‫أب لبناني أو من أم لبنانية"‪.‬‬
‫• استحداث قانون مدني موحد لالحوال الشخصية‪.‬‬

‫• إصدار مراسيم تطبيقية لوضع التعديالت موضع التنفيذ‪.‬‬

‫• إدماج منظور النوع االجتماعي (الجندر) في السياسات العامة‪.‬‬

‫• توعية مجتمعية‪ ،‬بدءاً بنشر ثقافة الحقوق االنسانية للمرأة‪ ،‬وصوالً الى ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫الكاملة وموجباتها (المساواة في الحقوق والواجبات)‪ ،‬والتشديد على نهج أكثر تكامالً ًوشمولية‬
‫يعترف بالمرأة كشريكة مساوية للرجل في المواطنة وكعنصر أساسي في المجتمع‪ ،‬الذي أصبح‬
‫يزداد وعياً للنوع االجتماعي ولألدوار والوظائف المختلفة التي يقوم بها المواطنون ‪ -‬أفراد المجتمع‬
‫ (ذكو اًر واناثاً)‪ ،‬الذين ينظر إليهم بصورة متزايدة كشركاء في عملية إنقاذ الوطن ًوتحقيق التنمية‬‫الشاملة وبناء الدولة المدنية والديمقراطية‪.‬‬
‫• ضرورة رفع التحفظات عن "اتفاقية سيداو"‪ ،‬والمصادقة على البروتوكول االختياري لالًتفاقية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬على الصعيد االعالمي ‪:‬‬
‫• تفعيل المجلس الوطني لالعالم‪ ،‬ومطالبة وسائل االعالم (المرئي والمسموع والمق ًروء)‬
‫اإلبتعاد عن كل ما من شانه زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي‪ ،‬انطالقاً من مسًؤولية‬
‫االعالم في التنمية البشرية والفكرية وحفاظاً على السلم االهلي‪.‬‬
‫• العمل على تغيير الصورة السلبية عن المرأة اللبنانية في اإلعالم‪ ،‬وابراز صًورتها الحقيقية‪،‬‬
‫واظهارها كمواطنة منتجة مساهمة أساسية في بناء الدولة وتطوير المجتمع‪.‬‬
‫• إعداد دراسات ميدانية لظاهرة العنف‪ ،‬ال سيما االنتهاكات لحقوق المرأة‪ ،‬ومناهضة العنف‬
‫ضد المرأة بكل أشكاله‪ ،‬وخاصة ‪ :‬العنف القانوني والعنف األسري‪.‬‬
‫• إيالء مساحة في وسائل اإلعالم لطرح قضية المرأة من مختلف جوانبها‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫إنً الحركة النسائية ليست ظاهرة قائمة بذاتها ومنفصلة عن مجتمعها‪ ،‬بل هي متفاعلة مع الواقع‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي تؤثر فيه وتتأثر به‪ .‬وفي هذه المناسبة‪ ،‬نود دعوة الحركة النسائية‬
‫إلى االلتحام بجماهير النساء وبحركتها‪ ،‬كي ال تتحول إلى مجموعة منعزلة عديمة التأثير على هذه‬
‫الجماهير‪ .‬واألساس في القدرة على تحقيق هذا التفاعل يتمثل في التعبير عن هموم النساء ومطامحهن‬
‫وتطلعاتهن‪ ،‬والعمل لتطوير الوعي عندهن بأشكال متعددة‪ .‬والنضال الديمقراطي هو الحقل الطبيعي‬
‫لهذه الحركة‪.‬‬

‫فلتتوحد جهودنا ولتتكاتف ايدينا ولنعمل جميعاً من أجل ترسيخ السلم االهلي وتحقيق الوحدة الوطنية‬
‫الطريق ما زلنا‬
‫وبناء الدولة المدنية العصرية الديمقراطية الالطائفية‪ .‬فالهدف واضح‪ ،‬وعلى هذا ً‬
‫وسنبقى نسير مع كل القوى والفعاليات التي تهمها مصلحة الوطن ومستقبله‪ .‬فمعاً نسير‪ ،‬معاً نعمل‪،‬‬
‫معاً من أجل كرامة المرأة اللبنانية ومعاً من أجل كرامة المواطن والوطن‪.‬‬

‫المراجع‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬

‫وثائق مؤتمرات وورش عمل لجنة حقوق المراة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق ورش عمل "اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المراة"‪.‬‬
‫األهداف االنمائية لأللفية ‪ –undp‬تقرير لبنان‪.‬‬
‫التقرير الوطني للجمهورية اللبنانية بيجين ‪.15 +‬‬
‫وثائق وتقارير الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية‪.‬‬
‫وثائق و ازرة التربية والتعليم العالي (الخطط والق اررات)‪.‬‬

‫• النشرات االحصائية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث واالنماء‬
‫• نشرة دائرة االحصاء المركزي – ‪.2007‬‬
‫• دراسة للبنك الدولي ‪ -‬كانون االول ‪ 2012‬بعنوان ‪Republic of Lebanon ، Good jobs needed :‬‬