اكتساب القراءة وتذويتها في اللغة العربية ومشكلة الازدواجية
Download
Report
Transcript اكتساب القراءة وتذويتها في اللغة العربية ومشكلة الازدواجية
القراءة عملية فكرية عقلية تهدف إلى فهم املقروء أي ترجمة
الرموز املقروءة إلى دالالتها .فهي نشاط ذهني يتناول أبعاد
الفهم املختلفة ،من فهم املعنى الصريح والخفي إلى التفسير
والتطبيق والتقييم بأنواعه وليست مجرد نشاط بصري
ينتهي بفك الرموز املطبوعة وفهم دالالتها.
ال تزال القراءة أهم الوسائل التي يتعلم بواسطتها التالميذ
ويكتسبون املعرفة ويتعرفون على موروثهم الثقافي وعلى
املوروث الثقافي للشعوب األخرى.
والقراءة في املدرسة تتيح للتالميذ أن يكونوا قراء،
متلقين إيجابيين يتفاعلون ويتحاورون مع نصوص من
أنواع مختلفة ويشرك التالميذ زمالءهم في انطباعاتهم
عما يقرؤون ،ويربطون بين نصوص مختلفة،
يتفهمون نصوصا تتناول حضارات شعوب مختلفة ،
يفحصون التفسيرات والتأويالت املمكنة للنص
املقروء موافقين أو معارضين وغير ذلك.
كل هذا من شأنه توسيع دائرة خبرة التالميذ
وتطورهم وإثراء تفكيرهم وإشباع حب االستطالع
واملتعة لديهم.
القراءة من حيث األداء نوعان :
جهرية
صامتة
ولكل منهما أهدافها.
تعتبر القراءة الجهرية مهارة اتصال ووسيلة
لتوصيل املعلومات إلى السامع فهي تتيح له تتبع
األفكار ووجهات النظر وتساعد في تحقيق
أهداف االستماع وإشراك اآلخرين في املعلومات
ّ
والقصص واملحاجات والتعليمات.
تدل القراءة املعبرة لألعمال األدبية من نثر وشعر
على فهم القارئ للنص األدبي.
قراءة التصفح
القراءة الصامتة
القراءة القافزة
القراءة الفاحصة
سيرورة القراءة الصامتة أسرع من الجهرية وأدعى إلى الفهم
والتفكير وتحتاج إلى جهد أقل من القراءة الجهرية وتتم في
جو ذاتي حميمي يمكن التلميذ من التركيز واالنتباه لتحقيق
غايته سواء كانت :
قراءة التصفح السريعة وغايتها أخذ انطباع عن املضمون
دون الدخول إلى التفاصيل .
القراءة الفاحصة املتمعنة وغايتها الحصول على معلومات .
القراءة القافزة وغايتها البحث عن كلمات محددة .
الفهم الصريح
المستوى الحرفي
الفهم الخفي
المستوى التحليلي
ما بين السطور
أبعاد فهم
املقروء
تفسير ،دمج وتطبيق
أفكار ومعلومات
ما وراء السطور
تقييم المضمون
ووظيفة المركبات
اللغوية والنصية
القراءة هي أحد مجاالت اللغة األربعة ( القراءة ،الكتابة االستماع
والتكلم ) وهي نتاج قدرتين أساسيتين هما:
-1قراءة كلمات ،وهي عملية ذهنية يمكن تحويلها ،من خالل
املمارسة إلى قدرة آلية أوتوماتيكية ،أي انها تنفذ بشكل تلقائي دون
جهد ذهني كبير .وهي شرط ضروري لفهم املقروء ،إذ بها يربط
القارئ بين شكل الكلمة وصوتها من أجل الوصول إلى داللتها
بواسطة تحويل األحرف والحركات إلى أصوات ومن ثم تجميعها.
-2القدرة على الفهم ،أي ربط الكلمات مع بعضها في وحدة لغوية لها
معنى ،وهي القدرة ذاتها التي يوظفها التلميذ في فهم املسموع.
تدل االبحاث على وجود عاملين يؤثران على قدرة األطفال
على قراءة الكلمات في لغات مختلفة هما:
-1العمق األورتوغرافي :وهو العالقة بين شكل الكلمة وصوتها،
واملبنى املقطعي .وهناك نوعان من األورتوغرافيا:
أ ) شفافة \غير عميقة :تكون العالقة فيها بين شكل
الكلمة(الحروف والحركات) وصوتها ،عالقة ثابتة كما في اللغة
املشكولة.
ب ) أورتوغرافيا عميقة :تكون العالقة فيها بين شكل الكلمة
وصوتها غير ثابتة ،فيمثل الحرف الواحد أصواتا مختلفة
والصوت الواحد رموزا مختلفة ،كما في اللغة االنجليزية.
يؤثر العمق األورتوغرافي تأثيرا كبيرا في الدقة والسرعة،
أي الطالقة في قراءة الكلمات .فمن املفروض أن تكون
عملية قراءة الكلمات في لغة ذات اورتوغرافيا شفافة
كاللغة العربية أسهل وتتطور بوتيرة أسرع منها في لغات
ذات اورتوغرافيا عميقة كاللغة االنجليزية ،ذلك ألن
القارئ في قراءته لكلمة يستطيع أن يعتمد على األحرف
والحركات في التوصل ،أغلب األحيان ،إلى قراءة دقيقة.
بعكس اللغة االنجليزية حيث يعتمد القارئ على شكل
الكلمة ككل كي يصل إلى مبناها.
-2املبنى املقطعي :وهو الذي يؤثر على قدرة االطفال
على القراءة ،حيث أن هناك نوعين من املقاطع:
أ ) مقاطع بسيطة\ غير مركبة كما في اللغة العربية
فاملقاطع اغلبها مقاطع ذات مبنى غير مركب.
ب ) مقاطع مركبة كما في اللغة االنجليزية التي تسمح
بوجود عدد من الصوامت في بداية ونهاية مقاطعها.
القراءة في لغات ذات مبنى مقطعي بسيط نسبيا
كاللغة العربية تتطور بشكل أسرع منها في لغات ذات
مبنى مقطعي مركب كاللغة االنجليزية.
تدل األبحاث أن القراءة في لغات مختلفة تتطلب تطوير استراتيجيات
قراءة مختلفة تبعا لنوع املبنى األورتوغرافي واملبنى املقطعي للكلمات.
عندما يكون املبنى املقطعي بسيطا نسبيا ويتمثل أورتوغرافيا بشكل
شفاف يطور القارئ استراتيجية قراءة مبنية على ترجمة الحروف
والحركات اذا وجدت إلى أصواتها ومن ثم إلى داللتها .تعتبر هذه القدرة
أساسا مهما لفهم املقروء ولذلك يجب ان تتحول إلى قدرة أوتوماتيكية
يستعملها القارئ بعد ذلك لقراءة أي كلمة(.) Share, 1995
أما إذا كان املبنى األورتوغرافي عميقا فباإلضافة إلى تطوير هذه القدرة
األساسية يطور القارئ إستراتيجيات قراءة مبنية على الكلمة كوحدة
أورتوغرافية واحدة ،ويستعمل هذه اإلستراتيجيات لدى قراءة الكلمات
غير الشفافة أورتوغرافيا والتي ال ينجح في قراءتها باستعمال اإلستراتيجية
املبنية على التحويل الصوتي(من الرموز إلى األصوات) والتركيب الصوتي.
بما أن اللغة العربية تتميز بميزتي املبنى
املقطعي البسيط واالورتوغرافيا الشفافة،
فإن القدرة على قراءة الكلمات من
املفروض أن تكون سهلة نسبيا بحيث تصل
إلى مستويات عالية من الدقة والسرعة
أي الطالقة مع نهاية الصف األول.
يوص ي املنهج في املرحلة األولى:
أوال :التركيز على معرفة الحروف وعلى تمكين التالميذ من
ترجمتها الدقيقة والسريعة إلى أصواتها وتحويلها الى مهارة
أوتوماتيكية.
ثانيا :تعليم الكلمة كوحدات اورتوغرافية صغيرة( احرف
وحركات) تترجم إلى أصوات وليس كقالب واحد.
وتحويل العملية إلى قدرة أوتوماتيكية.
ثالثا :عدم التركيز الزائد على تعليم التالميذ القواعد املعتمدة
للغة املعيارية.
تؤثر االزدواجية في قدرة القراء على فهم املقروء وذلك بسبب البعد
اللغوي بين اللغتين ،املحكية واملعيارية في املباني الصوتية والنحوية
والصرفية والداللية.
ينحصر تأثير االزدواجية بشكل أساس ي في تلك الحروف التي تمثل
اصواتا غير موجودة في لغة القارئ (مثل :ث ،ذ ،ظ ،ق في بعض
اللهجات).
وقد يؤدي التمثيل الصوتي املتدني لهذه األصوات في ترجمة هذه
الحروف إلى أصواتها وفي التركيب الصوتي للكلمات حتى عندما تكون
مألوفة بشكلها املحكي ،بحيث تصبح اقل مألوفية بمبناها الصوتي
املكتوب.
هذا االحتمال يؤكد ثانية أهمية التشديد على تعليم أصوات الحروف
والتركيب الصوتي ألنه يعزز قدرة التلميذ على تمثيل األصوات غير
املألوفة وتذويتها كمهارة أوتوماتيكية.
أوال :بالرغم من أن الهدف من تعليم القراءة هو
تطوير القدرة على فهم النص املكتوب فقد دلت
األبحاث على وجود عالقة وثيقة بين قدرة األطفال على
القراءة الدقيقة والسريعة للكلمات وبين فهم املقروء.
لذلك هناك حاجة ماسة إلى العمل على تطويرها أوال
ثم العمل على تطوير قدرات لغوية أخرى.
ثانيا :إن أهمية تطوير القدرة على التعرف األوتوماتيكي
على الكلمات املكتوبة كشرط أساس ي للفهم ينبع من
كون القراءة عملية ذهنية تحدث في الذاكرة الفعالة
وتتأثر بكمية الكلمات والوقت املستغرق لقراءتها.
ثالثا :تتم القراءة عن طريق تحويل الكلمات املكتوبة
إلى أصواتها وإبقائها في الذاكرة الفعالة حتى يتمكن
القارئ أن يربطها ببعض كوحدة ذات معنى .بما أن
الذاكرة تسمح لعدد قليل من الكلمات فقط بالبقاء
وملدة قصيرة جدا (بضع ثوان) لذلك يجب على القارئ
أن يربط الكلمات ببعض ويحولها إلى وحدة معنى قبل
أن تفقد من الذاكرة .هذا ما ال يستطيع القارئ
الضعيف أن يفعله ،فيبذل كل طاقته في قراءة
الكلمات وال يصل إلى الفهم.
بعكس االعتقاد السائد سنوات عديدة وبسبب النموذجالذي هيمن على تعليم القراءة مدة أكثر من 30سنة ،فإن
القارئ الضعيف هو الذي يعتمد على السياق لقراءة الكلمات
بينما ال يعتمد القارئ الجيد على السياق للتعرف على
الكلمات بل يستغله للفهم ،لكي نفهم يجب أن نكون قادرين
على قراءة % 97-%95من كلمات النص وعندئذ فقط يمكن
أن نستعمل السياق للتعرف على بعض الكلمات( )%5-3التي
ال نعرفها وهذا ش يء طبيعي ال يعرقل عملية الفهم .أما إن زاد
عدد تلك الكلمات عن %5-3فهذا يؤثر سلبا في فهم
املقروء.
أشكركم على حسن
إصغائكم