عرض تقديمي من PowerPoint
Download
Report
Transcript عرض تقديمي من PowerPoint
مقدمة عن العقود الدولية
دور العقود الدولية فى توحيد قانون التجارة الدولية
مجال العقود الدولية
المقصود بالعقد الدولى
موقف االتفاقيات الدولية من التعريف القانوني التقليدي
موقف االتفاقيات الدولية من المعيار االقتصادي الحديث
صور للبيوع التجارية الدولية
-1غرفة التجارة الدولية
-2قواعد االنكوترمز
تكوين العقود الدولية
مضمون العقود الدولية
آثار العقود الدولية
يعتبر العقد أهم صور التصرف القانونى ،وهو التعبير القانونى
إلجراء المعامالت سواء على المستوى الداخلى أو على
المستوى الدولى.
لذلك يمكن القول أن العقد إما أن يكون داخليا وإما أن يكون
دولياً ولم تهتم الهيئات والمنظمات الدولية بموضوع العقود
الدولية إال بمناسبة المعامالت التجارية .
قد بذلت هذه الهيئات جهوداً كبيرة لتوحيد أحكام التجارة الدولية
،حتى برزت مالمح فرع جديد من فروع القانون هو " قانون
التجارة الدولية " الذى يتضمن االتفاقيات الدولية التى تم
إنجازها فى مجال التجارة الدولية والعقود النموذجية والشروط
العامة التى وضعت فى هذا المجال .
يُعبّر العقد عموماً عن توافق إرادتين أو أكثر
بقصد إحداث أثر قانونيّ ،
يتمثل في التزام شخص
أو أكثر مواجهة شخص آخر أو أكثر ،بإعطاء شيء
أو القيام بعمل أو االمتناع عن عمل ،مقابل تعويض
مادي أو عيني.
ينطبق هذا التعريف أيضاً على العقود الدولية
international contractsالتي تتميّز
بخصوصية عدم التكافؤ في المركز القانوني بين
أطراف العقد وفي إمكاناتهم الفعلية.
إذ تبرم العقود الدولية بين الدولة بشخصيتها االعتبارية
أو بوساطة إحدى هيئاتها العامة أو التي تعمل لحسابها،
وبين شخص أجنبي ،طبيعي أو اعتباري.
وغالباً ما يكون شركة خاصة أو متعددة الجنسيات،
بقصد القيام بعملية تجارية محددة تتعلق بالبيع والشراء،
وباالستيراد والتصدير ،أو باستغالل ثروة طبيعية عبر
إنشاء مشروع استثماري ،في مقابل يتم االتفاق عليه بين
الطرفين سواء أكان مبلغاً من المال ،أم حصة من الثروة
المستخرجة ،أو نسبة من األرباح المتحصلة.
و ُتستخدم عادة تعابير متعارف عليها في األوساط االقتصادية
والتجارية لتحديد مصطلح الطرف في العقد الدولي كالمستورد
والمورد والمصدر والمستثمر والبائع والمشتري والمؤجر
والمستأجر.
ومن األشكال السائدة للعقود الدولية تلك المتعلقة بعقود
المبادالت التقليدية كالبيع والشراء ،وعقود االقتراض والتأمين،
وكذلك عقود التنمية االقتصادية كعقود االستثمار واألشغال
العامة والخدمات والتوريد والتعاون الصناعي والمساعدة الفنية
واالستشارات والمشروعات المشتركة والمقاوالت والتنقيب عن
البترول واستغالله وتسويقه وبناء المصانع ونقل التكنولوجيا
والمعرفة العلمية.
وتتميّز العقود الدولية بطول مدة تنفيذها؛
ألنها تتعلق غالباً باستثمار الموارد
الطبيعية ،كما تمنح أحياناً الطرف
األجنبي الخاص بعض الحقوق
واالمتيازات القانونية كحريته في
االستيراد والتصدير والحصول على
بعض المزايا الضريبية والجمركية.
وتتسم العقود الدولية بعدد من الخصائص
التي تميّزها من غيرها من التصرفات
القانونية ،ولها أثرً مهمً في تطور
االقتصاد الوطني للدولة المتعاقدة ،وفي
العالقات الدولية االقتصادية
التمييز من العقود الداخلية internal contracts:
تختلف العقود الدولية بطبيعتها القانونية عن تلك
المبرمة بين أفراد القانون الداخلي للدولة ،بما في ذلك
العقود المسمَّاة أو الشائعة كعقد البيع واإليجار والوكالة.
وعلى الرغم من أن العقود الدولية تخضع مبدئياً للقواعد
الّ أنها ُتبرم
العامة التي تحكم العقود الرضائية كافة ،إ ً
عادة بين طرفين غير متكافئين؛ إذ تتمتع الدولة المتعاقدة
بمزايا سيادية ال يتمتع بها الطرف المتعاقد اآلخر ،والذي
هو شخص أجنبي خاص.
هذا التفاوت في المراكز القانونية يضفي على
العقود الدولية استقاللية تميّزها من غيرها من
التصرفات التعاقدية األخرى ،و من ث ًَّم تخضع لنظام
قانوني ذاتي مستمدً من مبدأ سلطان اإلرادة.
فبينما يحكم القانون الوطني العقود التي ت َّ
نظم في
ظله ،تبقى مشكلة تحديد النظام القانوني الواجب
التطبيق على العقود الدولية مسألة شائكة ال يمكن
تسويتها تسوية حاسمة وقطعية؛ ألنها تثير كثيراً من
المسائل المتعلقة بتحديد القانون الذي يحكم التفاوض
بشأنها وإبرامها وتسوية النزاعات الناجمة عن
تفسيرها وتنفيذها.
ويطبّق بشأنها أيضاً فكرة الحماية الدبلوماسية
للدولة التي يتبع لها الطرف المتعاقد مع الدولة
األخرى.
ولم تهتم الهيئات والمنظمات الدولية
بموضوع العقود الدولية إال بمناسبة
المعامالت التجارية .
قد بذلت هذه الهيئات جهوداً كبيرة
لتوحيد أحكام التجارة الدولية ،حتى
برزت مالمح فرع جديد من فروع
القانون هو " قانون التجارة الدولية "
الذى يتضمن االتفاقيات الدولية التى تم
إنجازها فى مجال التجارة الدولية
والعقود النموذجية والشروط العامة
التى وضعت فى هذا المجال
المقصودًبالعقدًالدولى
تتجه المعامالت التجارية الدولية إلى خلق الشكل النموذجى للعقد
الدولى بحيث أصبح العقد الدولى يوصف بأنه عقد نموذجى ،وان
أمكن تعدد نماذج العقود التى تعالج بيع سلعة واحدة بحيث يتبنى
المتعاقدون الشكل الذي يروق لهم ويتفق مع ظروف تعاقدهم .
أن العقود الدولية تتبنى عادة شروطاً عامة لبيع السلعة محل العقد
بحيث أن هذه الشروط أصبحت توصف بأنها عقود نموذجية .
هناك فارق بين الشروط العامة والعقود النموذجية ،إذ أن الشروط
العامة التى يشير إليها العقد الدولى بشأن التعامل على سلعة معينة
تضم مجموعة من البنود أو القواعد العامة التى يستعين بها المتعاقدون
فى إتمام تعاقدهم فيشيرون إليها ويضمنونها عقدهم ثم يكملونها بعد
ذلك بما يتفقون عليه من كمية وثمن وميعاد للتسليم ومكان هذا التسليم
اقترح الفقه معياران ،معيار قانوني يعتد بعناصر الرابطة العقدية
ومدى تطرق الصفة األجنبية لهذا العناصر كلها أو بعضها ،ومعيار
اقتصادي يعبر عن مدى اتصال الرابطة العقد بمصالح التجارة الدولية.
موقف االتفاقيات الدولية من التعريف القانوني التقليدي:
يقوم التعريف القانوني التقليدي على فكرة أساسية مفادها إن العقد يعد
دوليا فيما لو اتصلت عناصره القانونية بأكثر من نظام قانوني واحد،
وعلى ذلك فانه يتعين الكشف عن مدى تطرق الصفة األجنبية إلى
العناصر القانونية المختلفة للعقد وهو في هذا يميل إلى التسوية بين
العناصر القانونية للرابطة العقدية ،بحيث يترتب على تطرق الصفة
األجنبية إلى أي منها اكتساب العقد للطابع الدولي ،وبين العناصر
الفاعلة أو المؤثرة والعناصر غير الفاعلة أو المحايدة.
فاالتفاقيات تكاد تتفق جميعها على اعتبار عنصر الجنسية
عنصر قانوني محايد في العقود التجارية الدولية ،ال يصلح
كأساس إلضفاء الطابع الدولي على هذه العقود ،ومن
االتفاقيات التي أشارت لذلك صراحة نذكر اتفاقية األمم المتحدة
بشأن عقود البيع الدولي للبضائع.
اتفاقية العربية للتحكم التجاري عمان ،1978اتفاقية
هامبورج بشأن عقود النقل البحري ،اتفاقية الهاي 1964
بشان البيع الدولي األشياء المنقولة المادية ،اتفاقية جنيف
1983بشان التمثيل في البيع الدولي للبضائع ،اتفاقية بشان
فترة التقادم في البيع الدولي للبضائع ،وما قيل عن عنصر
الجنسية يقال عن عنصر محل إبرام العقد ضمنيا من خالل
إهمال االتفاقيات الدولية.
موقف االتفاقيات الدولية من المعيار االقتصادي الحديث
يعتبر هذا الفقه بان العقد الدولي هو العقد الذي يربط
بين مصالح اقتصاد أكثر من دولة ،أو هو العقد الذي من
آثاره انتقال األموال والخدمات عبر الحدود ،وهو العقد
الذي بمقتضاه تتجاوز العملية المجال االقتصادي لدولة
واحدة ،أو هو العقد الذي يمس المصالح التجارية الدولية
عموما .باستطالع االتفاقيات الدولية نجدها ال تأخذ بهذا
التعريف أعاله ،كضابط مستقل وقائم الذات لتحديد دولية
العقد كشرط مسبق لتطبيق مقتضياتها ،والعلة في ذلك أن
االتفاقيات تعتبر ما يسمى المعيار االقتصادي .
حيث أن انتقاء االتفاقيات الدولية للعنصر القانونية الحاسمة مثل
عنصر اختالف مؤسسات األطراف وجريان تنفيذ العقد في الخارج،
واختالف نقطة الوصول عن دولة القيام ،واختالف مكان الشحن عن
مكان التفريغ ،فهذه وغيرها تؤدي ال محالة إلى انتقال األموال
والخدمات عبر الحدود ،وتجاوز المجال االقتصادي لدولة واحدة .ومن
االتفاقيات الدولية النادرة التي خرجت عن القاعدة وذكرت معاني
المعيار االقتصادي.
نجد االتفاقية الدولية حول التحكم التجاري الدولي المؤرخة
21ابريل 1961والتي نصت في مادتها األولى" :إن
االتفاقية تطبق على اتفاقيات التحكيم المبرمة لتنظيم نزاعات
تمس عمليات التجارة الدولية بين أشخاص طبيعة أو معنوية
لها في وقت إبرام االتفاق محل إقامة اعتيادي أو مقر اجتماعي
في دول متعاقدة مختلفة
أن المعيار الذى أتى به القانون الموحد للبيع الدولى
الذى وضع بموجب اتفاقية الهاى سنة ، 1964فالبيع
الدولى وفقا لهذا المعيار ال يرتبط باختالف جنسية
المتعاقدين إذ قد يعد البيع دوليا ولو كان كل من البائع
والمشترى من جنسية واحدة وإنما العبرة باختالف
مراكز أعمال األطراف المتعاقدة أو محال إقامتهم العادية
وباإلضافة إلى هذا المعيار الشخصى أضاف القانون
الموحد أحد معايير موضوعية ثالثة.
المعايير موضوعية الثالثة .
( أ ) وقوع البيع على سلع تكون عند إبرام البيع محالً لنقل من
دولة إلى أخرى ( بيع البضاعة فى الطريق ) أو ستكون بعد
إبرام البيع محالً لمثل هذا النقل .
(ب) صدور اإليجاب والقبول فى دولتين مختلفتين وال يشترط
أن تكون الدولتين اللتين يقع فيهما مركز أعمال المتعاقدين أو
محل إقامتهما العادية إذ العبرة باختالف دولة اإليجاب عن دولة
.
القبول
(جـ) تسليم المبيع فى دولة غير التى صدر فيها اإليجاب
والقبول ويعتبر البيع دولياً فى هذا الفرض ولو لم يقتض انتقال
المبيع من دولة إلى أخرى .
غرفة التجارة الدولية :
تلعب هذه الغرفة دورا هاما فى مجال التجارة الدولية عامة ،
وفى نطاق العقود التجارية الدولية على وجه الخصوص ،
سواء من حيث تحديد المقصود باالصطالحات التى تستعمل
فى هذا المجال ،أو تحديد التزامات أطراف هذه العقود .
ومن ناحية أخرى فإن لهذه الغرفة دورا بارزا فى مجال
تسوية المنازعات الناشئة عن تنفيذ العقود التجارية الدولية
وفقا لنظام التحكيم التجارى الدولى الذى وضعت الغرفة
القواعد الخاصة به ،يتبعها المتعاقدون عندما يشيرون إليها
فى عقودهم .
وقد أنشئت غرفة التجارة الدولية فى عام 1919ومقرها باريس،
وكانت الحاجة إلى إنشائها الشعور بضرورة وجود منظمة تجمع فى
مجال التجارة الدولية بين األشخاص الذين يزاولون األعمال التجارية
على اختالف أنواعها فتجمع مندوبين لما يقرب من تسعين دولة ،إذ
أن لها لجانا وطنية “ ” National Committeesفى أكثر
من خمسين دولة فضال عن أعضاء فى أكثر من أربعين دولة أخرى
وتجمع بين خبرات مختلفة من منتجين ومستهلكين وأصحاب مصانع
وبنوك وشركات تأمين وناقلين وخبراء فى علم االقتصاد والقانون
وتشمل هذه المجموعة من الخبرات المختلفة لكى تضع قواعد تنبع
حقيقة من حاجة التجارة الدولية ،فهى منظمة رجال األعمال فى
العالم ،لتحقق وتحافظ على مبدأ حرية التجارة الدولية ولتنسيق
وتيسير النشاط التجارى ولتمثيل مجتمع رجال األعمال على المستوى
.
الدولى
ولما كانت المصطلحات التجارية المستعملة في مختلف
دول العالم ،قد يختلف تفسيرها من دولة إلى أخرى
لتباين األنظمة القانونية ،فقد شعر المجتمع التجارى
الدولى بالحاجة إلى توحيد هذه المصطلحات المستعملة
في التجارة الدولية ،ومن بين هذه المصطلحات ما
يتعلق بالبيوع التجارية الدولية ،وعرفت القواعد التى
وضعتها الغرفة فى هذا المجال باسم االنكوترمز “
” Incotermsكذلك أصدرت الغرفة قواعد خاصة
بالتحكيم التجارى الدولى ،وكذلك قواعد تحكم
االعتمادات المستندية ،وقواعد تتعلق بنقل البضائع.
وضعت هذه القواعد أوال سنة 1936واستمرت فى العمل
حتى عدلت سنة ،1953وروجعت وعدلت سنة 1967ثم
مرة أخرى سنة ، 1976ثم أضيف إليها نوعان من البيوع
التجارية الدولية سنة ، 1980كما عدلت القواعد األخيرة
بعض القواعد المعمول بها من قبل ذلك .ومن البديهى أن
قواعد االنكوترمز ،ال تعد ملزمة فى مجال البيوع التجارية
الدولية ،على عكس النصوص التشريعية واالتفاقيات الدولية
التى تلزم الدول المنضمة إليها ،على أنه متى أشار
المتعاقدان إليها فى عقودهم ،فإنها تستمد إلزامها فى هذه
الحالة من اتفاق األطراف على تبنيها ،ويفضل أطراف التعاقد
عادة تبنى هذه القواعد عندما ينتمون إلى دول تتشابه
أنظمتها القانونية بقصد توحيد تفسير االصطالحات الواردة
وتهدف هذه القواعد وتعديالتها الى تحقيق غرضين - :
األول :تحديد التزامات األطراف فى عقود التجارة الدولية
تحديدا واضحا و دقيقا.
الثاني :وضع وتعديل هذه القواعد على ضوء ما يجرى عليه
العمل وفقا للعرف السائد فى المعامالت التجارية الدولية ،
فهى قواعد ال توضع وال تعدل من فراغ ،ولكن من واقع
العرف التجارى الدولى ،أو العرف التجارى السائد فى دولة
معينة اشتهرت بنوع معين من أنواع النشاط التجارى
المختلفة ،فإنجلترا مثال اشتهرت بأعرافها فى مجال التأمين
البحرى ،وساد نظامها مختلف دول العالم ،حتى الدول التى
تأخذ بنظام قانونى مغاير عدلت تشريعاتها لتأخذ بما استقر
عليه العرف اإلنجليزى فى مجال التأمين البحرى.
المصطلحات التجارية الدولية اإلنكوترمز 2000
مع تزايد المعامالت التجارية بين الدول واختالف القواعد القانونية
والمصطلحات التجارية المطبقة فى دول العالم نشأت الحاجة إلى
وضع قانون تجارى دولى يوحد القواعد القانونية التى تحكم
المعامالت التجارية بين الدول .لذلك أصدرت الغرفة التجارية الدولية
International Chamber of Commerceفى 1936
مجموعة من المصطلحات والتعاريف لتجنب اختالف تفسيرها فى
مختلف دول العالم على أساس تشجيع وتيسير التجارة الدولية.
وهذه المصطلحات هى المصطلحات التجارية الدولية أو
International Commercial Terms (INCO
) .Termsوقد أدخلت الغرفة التجارية الدولية عدة تعديالت على
هذه االصطالحات فى 1990ثم فى عام .2000
يمكن ألطراف العالقة التجارية الدولية أن يشيروا فى
عقودهم إلى األخذ بقواعد االنكوترمز كما هى ،أو
يقوموا بتعديل معين يتفقون عليه أو يضيفوا شروط
أخرى تتجسد فى قواعد دولية أو وطنية أو صادرة
من منظمة أخرى .ويالحظ أن أكثر البيوع التجارية
التى عالجتها قواعد االنكوترمز بيوع بحرية ،أى
يرتبط تنفيذها بعملية نقل بحرى للبضائع محل البيع،
إال أن هذه القواعد قد عالجت أيضا البيوع الجوية
التى ترتبط بعملية نقل جوى للبضائع محل التعاقد،
كما عالجت بعض البيوع التى ترتبط بعملية نقل برى
،بالشاحنات أو بالسكك الحديدية .
Group E
أوال :البيع تسليم مكان المنتج “ ” Ex Works
– التزامات البائع :
– 1االلتزام بتوريد البضاعة المتفق عليها فى عقد البيع ،وعلى
البائع أن يقدم شهادة بمطابقة البضاعة للشروط والمواصفات الواردة
فى عقد البيع إذا اتفق بين طرفى البيع على ذلك .ويعد هذا االلتزام ،
التزاما عاما فى جميع أنواع البيوع التجارية ،
ويلتزم البائع بتوريد البضاعة حسب المواصفات المتفق عليها بين
طرفى التعاقد ،وإذا اتفق بينهما على التزام البائع بأن يقدم شهادة
تتضمن أوصاف البضاعة ويقر فيها بأنها مطابقة ألوصاف البضاعة
المبيعة ،فعلى البائع أن ينفذ هذا االلتزام وتقدم هذه الشهادة عادة من
شركات متخصصة تسمى شركات المعاينة أو المراجعة.
-2االلتزام بوضع البضاعة تحت تصرف المشترى فى الوقت المتفق
عليه فى العقد ،وفى مكان التسليم المحدد فى العقد أو فى المكان
المعتاد تسليم مثل هذه البضاعة فيه ،ولشحنها على وسيلة النقل
التى يقدمها المشترى
وهذا هو االلتزام بتسليم البضاعة ،ويتم التسليم فى هذا النوع من
البيوع فى محل المنتج أو البائع إما فى المصنع “ Ex Factory
”أو مخازن البائع “ ” Ex Warehouseأو فى المزرعة “
” Ex Plantationوعلى ذلك يقوم المشترى بتقديم وسيلة النقل
إلى البائع لكى يتم شحن البضاعة عليها .ولما كان المشترى عادة ال
يقيم فى ذات الجهة التى يوجد فيها البائع ،فإن المتبع فى مثل هذا
النوع من البيوع ،أن يفوض المشترى شخصا يتواجد فى مكان
البائع الستالم البضاعة المبيعة نيابة عنه ،
والغالب فى البيوع الدولية أن يفوض المشترى شركة معاينة
أو شركة مراجعة تقوم بالتحقق من مطابقة البضاعة
لألوصاف المتفق عليها ،وقد يقتضى هذا التحقق فحص
البضاعة أو تحليل عينة منها وتصدر شهادة بنتيجة هذا
الفحص أو التحليل ترسل إلى المشترى ،وبالتالى تقوم شركة
المراجعة باستالم البضاعة نيابة عن المشترى على أن يقوم
المشترى بتدبير وسيلة النقل التى يتم شحن البضاعة عليها
بمعرفة المشترى أو من يفوضه فى ذلك فى مكان البائع .أى
أن شحن البضاعة على وسيلة النقل فى هذا البيع ،يقع على
عاتق المشترى وتحت مسئوليته ما لم يتفق الطرفان على
.
ذلك
غير
– 3يتحمل البائع نفقات حزم البضاعة أو تغليفها أو تعبئتها إذا
اقتضت ذلك طبيعة البضاعة ،أو كان ذلك ضروريا إلمكان تسليم
البضاعة للمشترى .أى أنه متى كانت طبيعة البضاعة ال تسمح
بتسليمها صبا ( )3إلى المشترى وإنما يتعين تعبئتها أو حزمها أو
تغليفها ،فإن نفقات ذلك تكون على عاتق البائع .
– 4يلتزم البائع بإخطار المشترى بالميعاد الذى تكون فيه البضاعة
جاهزة للتسليم ويجب أن يتم اإلخطار بوسيلة معقولة “
” ،Reasonable noticeوقد تكون هذه الوسيلة ،البريد أو
البرق أو التليفون أو التلكس حسب الظروف .
– 5يتحمل البائع مصاريف معاينة البضاعة ،كمصاريف فحص نوع
البضاعة أو قياسها أو تحليلها أو وزنها أو عدها ،إذا كان ذلك
ضروريا لتسليم البضاعة إلى المشترى .
– 6يتحمل البائع كافة األخطار والنفقات المتعلقة بالبضاعة
حتى يتم وضع البضاعة تحت تصرف المشترى فى الوقت
المنصوص عليه فى العقد بشرط أن تكون هذه البضاعة
مطابقة للعقد ،بما يعنى أنها مفرزة أو تم تعيينها باعتبارها
البضاعة المتعاقد عليها ويعنى هذا االلتزام أن البائع يتحمل
تبعة هالك البضاعة إلى الوقت الذى تكون فيه البضاعة تحت
تصرف المشترى فى الميعاد المحدد فى العقد وليس إلى وقت
استالم المشترى للبضاعة فعال ،وال حتى يتم شحنها على
وسيلة النقل التى يقدمها المشترى ،بل يكفى أن يخطر البائع
المشترى بأنه يمكنه استالم البضاعة محل البيع فى الوقت
الذى يحدد فى اإلخطار ،على أن يتم اإلخطار وتحديد ميعاد
االستالم فى وقت مناسب أو معقول ،وبعد ذلك تنتقل تبعة
يقدم البائع ،بناء على طلب المشترى وتحت مسئوليته
وعلى نفقته ،أية مساهمة ،للحصول على أية مستندات
تصدر فى دولة التسليم أو دولة المصدر ( المنشأ) والتى قد
يطلبها المشترى ألغراض التصدير أو االستيراد أو إذا كانت
هذه المستندات مطلوبة لمرور البضاعة عبر دولة أخرى .
ويتعلق هذا االلتزام بما تتطلبه بعض الدول من مستندات
الستيراد بضاعة من دولة أخرى ،مثل شهادة المصدر أو
المنشأ التى تصدر عادة من الغرفة التجارية فى بلد التصدير
ويصدق عليها قنصل الدولة المستوردة فى البلد المصدرة ،
فهذه شهادة ان طلبها المشترى فإن البائع يعاونه فى
استصدارها ويتحمل المشترى نفقات استصدارها والتصديق
.
عليها
التزامات المشترى
يلتزم المشترى باستالم البضاعة بمجرد وضعها تحت تصرفه
فى المكان والزمان المنصوص عليهما فى العقد ،وأن يدفع
ثمن البضاعة المحدد فى عقد البيع .يتحمل المشترى كافة
النفقات واألخطار المتعلقة بالبضاعة من الوقت التى توضع
فيه تحت تصرفه ،بشرط أن تكون هذه البضاعة مطابقة للعقد
وتم تعيينها على وجه التحديد باعتبارها البضاعة محل البيع
.ويحدد هذا االلتزام وقت انتقال تبعة هالك البضاعة إلى
المشترى ،وهو الوقت الذى تصبح فيه البضاعة جاهزة
لتسليمها إلى المشترى ووضعها تحت تصرفه بعد إخطار
المشترى بذلك خالل مدة معقولة ،
.
ولما كان المشترى هو الملزم بشحن البضاعة
على وسيلة نقلها ،فإنه يلتزم بداهة بمخاطر
الشحن .يتحمل المشترى أية رسوم جمركية أو
ضرائب تتعلق بالبضاعة بسبب تصديرها .
ويعنى هذا االلتزام أن المشترى يلتزم بسداد كل
ما يفرض على البضاعة من رسوم جمركية أو
ضرائب فى دولة التصدير وبسبب عملية التصدير،
فإذا قام البائع بدفعها فإنه يطالب بها المشترى.
ثانيا :البيع بشرط التسليم على القاطرة أو الشاحنة
“ ” Free carrier
التزامات البائع :
– 1يلتزم البائع بتوريد البضاعة ،كما هو شأن جميع البيوع
التجارية الدولية ،مطابقة لما تم االتفاق عليه فى العقد مع
تقديم ما يثبت هذه المطابقة ،بالوسيلة التى ينص عليها العقد
.
– 2فى حالة ما إذا كانت البضاعة المتفق على بيعها تبلغ
حمولة عربة سكة حديد ( أو حملة عربة نقل أو حمولة لورى
) أو كان االتفاق على تقديم قدر من البضاعة كاف لمعدالت
،
الوسائل
هذه
بمثل
الشحن
فإن البائع يلتزم بشحن البضاعة المتفق عليها على عربة
السكة الحديد ( أو عربة النقل أو اللورى ) وذلك على نفقته
وخالل الموعد المتفق عليه ،بشرط أن تكون وسيلة النقل
هذه من طراز مناسب وحجم معقول ومجهزة بمشمع للتغطية
إن لزم األمر .ويتم تجهيز وسيلة النقل هذه وشحنها
بالبضاعة طبقا للوائح المعمول بها فى محطة تصدير
البضاعة ويتبين من ذلك أن البائع فى هذا البيع ملزم بتسليم
البضاعة على ظهر عربة السكة الحديد أو الشاحنة التى
ستنقل البضاعة ،ومن ثم فإنه يظل مسئوال عن البضاعة
حتى يتم شحنها ،ولذلك يلتزم البائع فى هذا البيع بشحن
شحنها
نفقات
وبدفع
،
البضاعة
– 3أما إذا كانت البضاعة المتفق عليها أقل من حمولة
عربة سكة حديد (أو حمولة عربة نقل أو حمولة لورى ) أو
كان االتفاق على تقديم قدر من البضاعة أقل من القدر الكافى
لمعدالت الشحن بمثل هذه الوسائل ،فعلى البائع أن يودع هذه
البضاعة فى مخازن السكة الحديد ،سواء فى محطة التصدير
أو إذا كانت هذه الوسائل تشملها أجرة النقل ،فى عربة
تقدمها السكة الحديد فى التاريخ أو المهلة المتفق عليها ،ما
لم تقض اللوائح فى محطة التصدير بإلزام البائع بشحن
البضاعة على عربة السكة الحديد ( أو على عربة نقل لورى
) مباشرة
طبقا لما ينص عليه البند ( )5من التزامات المشترى ،فإن البائع
يلتزم بدفع كافة النفقات والمخاطر المتعلقة بالبضاعة حتى الوقت
الذى توجد فيه عربة السكة الحديد ( أو عربة النقل أو اللورى ) التى
يتم شحن البضاعة عليها ،وبالنسبة لما ورد فى البند ( )3من
التزامات البائع حتى وقت تسليم البضاعة إلى مخازن السكة الحديد
- 5يتحمل البائع نفقة المصاريف المعتادة لحزم البضاعة أو تعبئتها
ما لم يقض العرف التجارى بتصدير هذه البضاعة دون أن يتم حزمها
أو تغليفها أو تعبئتها – .يتحمل البائع كافة نفقات معاينة البضاعة (
مصاريف فحصها أو قياسها أو وزنها أو عدها ) متى اقتضت ذلك
عملية شحن البضاعة أو إيداعها بمخازن السكة الحديد.
– 7على البائع أن يخطر المشترى بدون أى تأخير ،بأن البضاعة قد
تم شحنها أو تم إيداعها بمخازن السكة الحديد .
– 8على البائع أن يزود المشترى بعقد النقل العادى إذا جرى العرف
.
ذلك
نفقات
البائع
ويتحمل
،
ذلك
على
:
المشترى
التزامات
– 1يلتزم المشترى بأن يصدر تعليماته إلى البائع فى الوقت
المناسب ،لتصدير البضاعة إلى المكان المتفق عليه .
– 2يلتزم المشترى باستالم البضاعة منذ وقت دخولها فى حراسة
السكة الحديد ،ويلتزم بدفع ثمنها المتفق عليه فى العقد .
– 3يتحمل المشترى كافة النفقات والمخاطر المتعلقة بالبضاعة (
ويشمل ذلك نفقات استئجار مشمع إذا لزم األمر ) من الوقت الذى
يتم فيه تواجد عربة السكة الحديد ( أو عربة النقل أو اللورى )
الذى {يتم شحن البضاعة عليه ،أو من الوقت الذى ستسلم فيه
البضاعة إلى مخازن السكة الحديد فى الحالة المنصوص عليها فى
.
البائع
التزامات
من
()2
البند
– 4يتحمل المشترى أية رسوم جمركية أو ضرائب تفرض على
.
إليه
تصديرها
بسبب
البضاعة
ثالثا :البيع بشرط التسليم على رصيف ميناء الشحن
Free
Alongside
Ship
(
)F.A.S.
يقصد به البيع الذى ينتهى فيه التزام البائع بوضع البضاعة
على رصيف الميناء الذى تقف عليه السفينة الناقلة أو توضع
البضاعة فى الصنادل التى تنقلها إلى السفينة الناقلة إذا كانت
تقف بعيدا عن رصيف الميناء .ويعنى ذلك أن المشترى
يتحمل جميع النفقات ومخاطر هالك أو تلف البضاعة منذ هذه
اللحظة .
وهذا يعنى أنه على المشترى فى هذا البيع ،على خالف البيع
فوب “ ” ” Fobأن يخلص على البضاعة جمركيا حتى يتم
تصديرها .ويحدد فى هذا البيع ميناء الشحن .
التزامات البائع :
– 1يلتزم البائع بتوريد البضاعة مطابقة لما اتفق عليه فى عقد البيع
،مع تقديم ما يثبت هذه المطابقة اذا كان ذلك مشروطا بمقتضى
العقد.
– 2يلتزم البائع بتسليم البضاعة بجانب السفينة الناقلة على مرسى
الشحن الذى يحدده المشترى فى ميناء الشحن المسمى فى عقد البيع
بالطريقة المعتادة فى هذا الميناء وفى التاريخ أو خالل المدة المتفق
عليها ،وأن يعلن المشترى بدون تأخير ،بأن البضاعة قد تم تسليمها
بجانب السفينة الناقلة .ويعنى هذا أن التزام البائع بالتسليم يتم
بوضع البضاعة على رصيف الميناء الذى تقف عليه السفينة الناقلة
ويتحمل المشترى تبعة الهالك منذ هذا الوقت
يلتزم البائع بأن يقدم إلى المشترى بناء على طلبه وتحت مسئوليته
وعلى نفقته ،كل معونة فى الحصول على ترخيص التصدير أو أى
إذن يصدر من جهة حكومية ويكون الزما إلتمام تصدير البضاعة .
– 4يتحمل البائع ،طبقا للبندين ( )4( ، )3من التزامات المشترى ،
ووفقا لما سنراه ،جميع نفقات ومخاطر البضاعة حتى وقت تسليمها
بجانب السفينة الناقلة فى ميناء الشحن المحدد فى العقد بما فى ذلك
نفقات أية إجراءات يقوم بها فى سبيل تنفيذ التزامه بتسليم البضاعة
بجانب السفينة الناقلة .
– 5يقوم البائع على نفقته بعملية حزم أو تعبئة البضاعة ما لم يقض
العرف التجارى بشحن البضاعة صبا أو غير معبأة {.صفحة
– 6يلتزم البائع بدفع نفقات عمليات فحص البضاعة ( نفقات فحص
نوع البضاعة أو قياسها أو وزنها أو عدها ) متى كانت هذه العمليات
الزمة لتسليم البضاعة بجانب السفينة الناقلة .
– 7يلتزم البائع بأن يقدم – على نفقته – للمشترى وثيقة
نظيفة ( أى بدون تحفظات ) تثبت تسليم البضاعة بجانب
السفينة الناقلة المسماة فى هذه الوثيقة .
– 8يلتزم البائع ،بأن يقدم إلى المشترى بناء على طلبه
وعلى نفقته شهادة المنشأ ( شهادة تثبت مكان إنتاج أو
تصدير البضاعة محل البيع ) .
– 9يلتزم البائع بأن يزود المشترى بناء على طلبه وتحت
مسئوليته وعلى نفقته كل مساعدة للحصول على مستندات
أخرى غير المشار إليها فى البند ( )8تصدر فى دولة الشحن
أو مصدر البضاعة ( ويستبعد من ذلك سند الشحن وأية وثيقة
قنصلية) والتى قد يطلبها المشترى لدخول البضاعة إلى
الوصول.
ميناء
فيها
يقع
التى
الدولة
:
المشترى
التزامات
– 1يلتزم المشترى بأن يخطر البائع باسم السفينة والرصيف الذى
سيتم منه الشحن ومواعيد تسليم البضاعة بجانب السفينة .
– 2يتحمل المشترى جميع نفقات ومخاطر البضاعة من وقت
تسليمها بجانب السفينة الناقلة فى ميناء الشحن المتفق عليه وفى
الميعاد أو خالل المهلة المتفق عليها ،كما يلتزم بدفع الثمن
.
البيع
عقد
فى
عليه
المنصوص
– 3يتحمل المشترى أية نفقات إضافية بسبب عدم وصول السفينة
المتفق عليها لنقل البضاعة فى الميعاد المحدد أو بسبب أن هذه
السفينة لن يمكنها نقل البضاعة أو أنهت عملية شحن البضاعة عليها
قبل الميعاد المتفق عليه .كما يتحمل المشترى جميع المخاطر
المتعلقة بالبضاعة من وقت قيام البائع بوضعها تحت تصرف
المشترى ،بشرط أن تكون البضاعة مطابقة للعقد ومفرزة بوضوح
.
البيع
محل
البضاعة
باعتبارها
ومعينة
رابعا :البيع بشرط التسليم على ظهر السفينة
Free
on
Board
(F.O.
B
(
:يقصد بهذا النوع ،أن البضاعة محل البيع توضع بمعرفة البائع
على ظهر السفينة الناقلة لها فى ميناء الشحن المحدد فى عقد البيع ،
وتنتقل مخاطر هالك أو تلف البضاعة إلى عاتق المشترى من اللحظة
التى تعبر فيها البضاعة حاجز السفينة الناقلة .
– التزامات البائع :يلتزم البائع بتوريد البضاعة إلى المشترى
مطابقة لعقد البيع ،مع تقديم ما يثبت هذا التطابق إذا تطلب العقد
ذلك – .يلتزم البائع بتسليم البضاعة على ظهر السفينة التى يحددها
المشترى فى الميناء المحدد لشحن البضاعة وبالطريقة المتعارف
عليها فى هذا الميناء وفى التاريخ أو خالل المهلة المحددة فى العقد ،
ويخطر المشترى بدون تأخير ،بأن البضاعة قد تم تسليمها على ظهر
السفينة – 3.يحصل البائع على نفقته وتحت مسئوليته ،على أى
تصريح تصدير أو أى إذن حكومى يكون الزما لتصدير البضاعة
:
المشترى
التزامات
– 1يلتزم المشترى بأن يقوم على نفقته باستئجار
سفينة أو حجز الفراغ الالزم على ظهر إحدى السفن ،
مع إخطار البائع فى الوقت المناسب باسم السفينة
الناقلة والمرسى الذى يتم الشحن منه وتواريخ تسليم
.
الناقلة
للسفينة
البضاعة
– 2يتحمل المشترى جميع النفقات والمخاطر المتعلقة
بالبضاعة منذ اللحظة التى تعبر فيها البضاعة فعال
حاجز السفينة التى يتم الشحن عليها فى الميناء المحدد
للشحن ،ويلتزم بدفع الثمن المتفق عليه فى العقد .
– 3يتحمل المشترى أية نفقات إضافية نتيجة عدم وصول السفينة
التى حددها للبائع إلى ميناء الشحن فى الميعاد المتفق عليه أو حتى
نهاية المهلة المحددة لذلك ،أو إذا لم تتمكن السفينة من استالم
البضاعة أو إذا أنهت السفينة عملية شحن البضائع قبل استالم
البضاعة محل البيع فى موعد سابق على الميعاد المتفق عليه أو قبل
نهاية المهلة المحددة للشحن ،ويتحمل كذلك جميع مخاطر البضاعة
منذ تاريخ انتهاء المهلة المحددة بشرط أن تكون البضاعة مطابقة
للعقد وتم فرزها بحيث أصبحت معينة باعتبارها البضاعة المتعاقد
عليها
خامسا :البيع مع االلتزام بنفقات البضاعة وأجرة النقل
)Cost and Freight ( C.& F.
يعنى هذا النوع من البيوع أن يلتزم البائع بدفع نفقات وأجرة النقل
التى تلزم إلحضار البضاعة إلى المشترى فى ميناء الوصول المحدد
فى هذا البيع ،على أن تنتهى مسئولية البائع عن مخاطر الهالك
والتلف وكذلك عن زيادة أية نفقات تتعلق بالبضاعة منذ أن تعبر
البضاعة حاجز السفينة فى ميناء الشحن ويتحمل المشترى هذه
المخاطر والنفقات .أى يتفق هذا النوع مع البيع فوب “ ”F.O.B.
فى انتهاء التزام البائع بالتسليم بعبور البضاعة المبيعة حاجز
,
الناقلة
السفينة
بينما يختلفان من حيث أن البيع فوب يتحدد فيه ميناء
الشحن ويتعاقد المشترى على نقل البضاعة ويختار
السفينة الناقلة ،بينما فى البيع “ ” C & Fيدخل
ضمن التزامات البائع ويراعى فى تقدير ثمن البضاعة
محل البيع ،التعاقد على نقل هذه البضاعة وبالتالى
اختيار السفينة الناقلة ،لذلك يقال عادة ،أن الدولة
التى تريد تشجيع أسطولها التجارى عليها أن تشترى
أى تستورد فوب وتبيع أى تصدر “ C & F ” .
التزامات البائع :
– 1يلتزم البائع بتوريد البضاعة مطابقة للعقد ،مع تقديم ما يثبت
.
ذلك
البيع
عقد
تطلب
متى
المطابقة
هذه
– 2يلتزم البائع بأن يتعاقد على نفقته ووفقا للشروط المعتادة على
نقل البضاعة محل البيع إلى ميناء الوصول المتفق عليه وفقا للطريق
المعتاد على سفينة تقوم بالمالحة الخارجية ( وليست سفينة شراعية
) وذلك من الطراز الذى يستخدم عادة فى نقل بضاعة مماثلة
للبضاعة المتفق عليها فى العقد وأن يدفع أجرة النقل وأية نفقات
أخرى يقتضيها تفريغ البضاعة فى ميناء التفريغ والتى تقوم
بتحصيلها عادة الخطوط المالحية المنتظمة وقت الشحن فى ميناء
الشحن .
يقوم البائع تحت مسئوليته وعلى نفقته ،بالحصول
على ترخيص التصدير ،أو أى إذن حكومى آخر الزم
.
البضاعة
لتصدير
– 4يلتزم البائع بشحن البضاعة على نفقته على ظهر
السفينة فى ميناء الشحن وفى تاريخ أو خالل المهلة
المحددة ،فإذا لم يحدد تاريخ أو مهلة لذلك ،يتم الشحن
خالل المدة المعقولة ،على أن يخطر المشترى بدون
تأخير ،بأن البضاعة تم شحنها على ظهر السفينة
.
الناقلة
- CPT "Carriage paid to
تسليم البضاعة خالصة أجرة النقل فى مكان الوصول
يستخدم هذا المصطلح فى كافة أنواع النقل .ويعنى هذا المصطلح أن
البائع يعد قد أوفى بالتزامه بتسليم البضاعة للناقل الذى يحدده هو
ولكنه يتحمل أى مصروفات إضافية تكون الزمة لوصول البضاعة إلى
المكان المتفق عليه .ويدل ذلك على أن المشترى يتحمل كافة المخاطر
والنفقات التى قد تنجم بعد تسلمه للبضاعة.
والمقصود بالناقل هنا هو أى شخص فى عقد النقل يتعهد بنقل
البضاعة أو يقوم بتنفيذ اجراءات نقل البضاعة سواء بالسكك
الحديدية أو بالنقل البرى أو بالنقل البحرى أو بالنقل الجوى أو بالنقل
عبر القنوات المائية الداخلية أو بالنقل المختلط .وإذا كان هناك عدة
ناقلين متتابعين يقومون بنقل البضاعة بالتتابع حتى مكان الوصول
المتفق عليه فإن مسئولية مخاطر البضاعة تنتقل من وقت تسليم
CIP "Carriage and Insurance Paid to
تسليم البضاعة خالصة أجرة النقل والتأمين فى مكان الوصول
أن البائع يعد قد أوفى بالتزامه بتسليم البضاعة فى المكان الذى يحدد
هو ولكنه يتحمل أية مصروفات إضافية تكون الزمة لوصول البضاعة
إلى المكان المتفق عليه .كما يلتزم البائع بإجراء التأمين على
البضاعة لمصلحة المشترى ضد مخاطر الفقد والتلف التى قد تلحق
بالبضاعة أثناء النقل .وعلى هذا يلتزم البائع بالتعاقد على هذا التأمين
ويتحمل دفع قسط التأمين.
ويجب على المشترى أن يضع فى اعتباره أنه وفقا لمصطلح CIP
فإن البائع يكون ملزما فقط بإجراء الحد األدنى من التأمين عن
المخاطر المطلوب .فإذا ما رغب المشترى فى الحصول على تأمين ذو
تغطية أكبر فإنه يجب عليه أن يتفق صراحة مع البائع على ذلك أوأن
يقوم بترتيب هذا التأمين بنفسه.
)Group D (Delivered at Frontier
تشير المجموعة ( Dالتسليم عند الحاجز) إلى الحاالت التى
يتحمل فيها البائع كافة النفقات والمخاطر المرتبطة بوصول
البضاعة إلى مكان الوصول.
التزام البائع بتسليم البضاعة ينقضى عند قيام البائع
بتسليمها للمشترى وهى مشحونة على وسيلة النقل -
المستخدمة لوصولها -وخالصة من إجراءات التصدير
ورسومه عند نقطة معينة على حدود الدولة المتفق عليها فى
العقد وقبل دخول البضاعة إلى المنطقة الجمركية للدولة
األخرى .وال يشمل التزام البائع أن يتولى استيفاء اجراءات
استيراد البضاعة لدى دولة الوصول .وكلمة "الحدود" يمكن
أن تستخدم لتحديد أية حدود بما فى ذلك حدود دولة التصدير.
“DES "Delivered Ex Ship
تسليم البضاعة من على ظهر السفينة فى ميناء الوصول
أن التزام البائع بتسليم البضاعة ينقضى عند قيام البائع بوضعها تحت
تصرف المشترى على ظهر السفينة فى ميناء الوصول ودون أن
يلتزم بالقيام باجراءات استيراد البضاعة فى ميناء الوصول .ويلتزم
البائع بكافة النفقات والمخاطر المتعلقة بنقل البضاعة حتى ميناء
الوصول قبل عملية التفريغ .وإذا رغب طرفى عقد البيع أن يتحمل
البائع نفقات ومخاطر تفريغ البضاعة ،فإن األفضل استخدام المصطلح
.DEQالتزام البائع بتسليم البضاعة ينقضى عند قيامه بوضعها
تحت تصرف المشترى على ظهر السفينة فى ميناء الوصول دون أن
يلتزم بالقيام بإجراءات استيراد البضاعة فى ميناء الوصول .يلتزم
البائع بكافة النفقات والمخاطر المتعلقة بنقل البضاعة حتى ميناء
الوصول قبل عملية التفريغ.
DEQ “Delivered Ex Quay
تسليم البضاعة على رصيف ميناء الوصول خالصة الرسوم
التزام البائع بتسليم البضاعة ينقضى عند قيامه بوضعها تحت تصرف
المشترى على رصيف ميناء الوصول دون أن يلتزم بالقيام باجراءات
استيراد البضاعة .ويلتزم البائع بكافة النفقات والمخاطر المتعلقة بنقل
البضاعة حتى ميناء الوصول ونفقات تفريغ البضاعة على رصيف
الميناء .ويتطلب هذا المصطلح ان يقوم المشترى بإجراءات تخليص
البضاعة المتعلقة باستيرادها وأن يدفع كافة نفقات استيراد البضاعة
من ضرائب ورسوم مختلفة.
DDU "Delivered duty unpaid
تسليم البضاعة غير خالصة النولون
البائع يسلم المشترى البضاعة دون تخليصها من أجل
استيرادها ودون تفريغها من على أية وسيلة نقل فى ميناء
الوصول .ويتحمل البائع النفقات والمخاطر المتعلقة بالبضاعة
حتى وصولها إلى المكان المتفق عليه (فيما عدا الرسوم
الخاصة بمسئولية ومخاطر استيفاء االجراءات الجمركية،
ودفع رسوم هذه االجراءات ،ورسوم الجمارك ،والضرائب
وأية مصروفات رسمية أخرى) خاصة باالستيراد فى مكان
الوصول .فهذه الرسوم يتحملها المشترى باالضافة إلى أية
نفقات ومخاطر تنجم عن فشله فى تخليص البضاعة
الستيرادها فى الوقت المناسب.
DDP "Delivered duty paidتسليم البضاعة خالصة الرسوم فى مكان الوصول -يقوم البائع بتسليم المشترى البضاعة خالصة لالستيراد ولكن دون
أن يتم تفريغها على أية وسيلة نقل فى ميناء الوصول.
-يتحمل البائع جميع المخاطر والمصاريف المتعلقة بالبضاعة حتى
وصولها إلى المكان المتفق عليه بما فى ذلك تحمل جميع الرسوم
والضرائب وأية مصروفات رسمية أخرى تكون مفروضة على عملية
استيراد البضاعة.
-وإذا كان مصطلح EXWيفرض على البائع أدنى حد من
االلتزامات فإن مصطلح DDPيفرض عليه أقصى حد من هذه
االلتزامات.
-ال يستعمل هذا المصطلح إذا كان البائع ال يستطيع بطريق مباشر
أو غير مباشر استصدار ترخيص أو اذن االستيراد.
قواعد البيع الدولى للبضائع
أوال :نطاق تطبيق االتفاقية:
نتناول فيما يلى تحديد المقصود بدولية البيع ،ثم نعرض للبيوع
المستبعدة من االتفاقية.
-1المقصود بدولية البيع:
نصت المادة األولى من االتفاقية على تطبيق أحكامها على بيع
البضائع الذى يتم بين أطراف توجد مراكز أعمالهم فى دول مختلفة
وذلك - :
(أ ) متى كانت هذه الدول دوال طرف فى االتفاقية ،أو؛ (ب) متى
أشارت قواعد القانون الدولى الخاص إلى تطبيق قانون دولة طرف
فى االتفاقية .ويتضح من ذلك أن اتفاقية فيينا ال تكتفى العتبار البيع
دوليا ،أن تقع مراكز أعمال أطراف البيع فى دول مختلفة ،وإنما
تطلبت توافر أحد أمرين:
األول :أن تكون مراكز أعمال أطراف البيع فى دول مختلفة طرف فى
اتفاقية فيينا ،وال يكفى أن تكون إحدى أو بعض هذه الدول من الدول
طرف بها بل يجب أن تكون جميعها كذلك .
الثانى :إذا أشارت قواعد القانون الدولى الخاص فى الدولة التى
يعرض عليها النزاع إلى تطبيق قانون دولة معينة وكانت دولة طرف
فى االتفاقية .ويعنى ذلك أن االتفاقية ال تكون واجبة التطبيق إال إذا
تبين للقاضى فى الدولة المعروض عليها النزاع أن قانون دولة طرف
فى االتفاقية هو الواجب التطبيق على النزاع ،عندئذ فإنه يطبق قواعد
اتفاقية فيينا على النزاع ،وذلك سواء أكانت دولة القاضى المعروض
عليه النزاع دولة طرف أم دولة غير طرف فيها.
كذلك فإن اتفاقية فيينا اكتفت بأن تكون مراكز أعمال أطراف عقدالبيع فى دول مختلفة ،ولو تم تكوين العقد وتنفيذه فى دولة واحدة بل
ولو كانت هذه الدولة التى تم فيها تكوين العقد وتنفيذه دولة ليست
ولم تعتد االتفاقية فى -الفقرة الثانية من المادة األولىمنها -بتحقق واقعة وجود مراكز أعمال أطراف البيع
فى دول مختلفة كلما كانت هذه الواقعة غير ظاهرة من
العقد أو من المعامالت السابقة بين أطراف البيع أو من
المعلومات التى صرح بها أطراف البيع فى أى وقت قبل
أو عند إبرام عقد البيع .وهذا األمر يعنى أنه لكى يمكن
تطبيق االتفاقية فإن واقعة وجود مراكز أعمال طرفى
العقد فى دول مختلفة ،يجب أن تكون ظاهرة عند إبرام
العقد وليس بعد ذلك سواء من نصوص العقد أو من
المعامالت السابقة بين طرفيه أو من أية معلومات أدلى
بها طرفا البيع.
-كما لم تعتد اتفاقية فيينا فى -الفقرة الثالثة من المادة األولى منها
بجنسية أطراف عقد البيع فى تحديد نطاق تطبيق االتفاقية .ويعنىذلك أنه ال يمنع من اعتبار البيع دوليا أن يقع بين شخصين من
جنسية واحدة مادام أن معيار الدولية الذى حددته اتفاقية فيينا يتوافر
فى عقد البيع .
-أيضا لم تعتد االتفاقية فى -الفقرة الثالثة من المادة األولى منها -
بصفة أطراف عقد البيع أى بما إذا كانوا تجارا أو غير تجار ،وكذلك
بعدم االعتداد بالطبيعة المدنية أو الطبيعة التجارية لعقد البيع ذاته فى
تحديد نطاق تطبيق أحكام االتفاقية.
-اعتبرت االتفاقية فى الفقرة األولى من المادة 10منها أنه متى
كان لطرف من أطراف البيع أكثر من مركز أعمال ،كما لو كان شركة
متعددة الجنسيات ولها أكثر من مركز أعمال فى أكثر من دولة ،فإنه
يعتد بمركز األعمال األوثق صلة بالعقد أو بمكان تنفيذه مع أخذ
البيوع المستبعدة من نطاق تطبيق االتفاقية:
أ -البيوع المستبعدة صراحة :
نصت المادة الثانية من اتفاقية فيينا على أال تطبق أحكامها
على البيوع اآلتية -:
(أ ) السلع التى يتم شراؤها لالستعمال الشخصى أو العائلى
أو المنزلي ما لم يتبين أن البائع لم يكن يعلم فى أى وقت قبل
إبرام البيع أو عند إبرامه أو لم يكن من المفروض فيه أن يعلم
أن هذه السلع قد تم شراؤها ألحد هذه األغراض المذكورة .
(ب) البيع بالمزاد :وهو البيع الذي يتم اختيارا بالمزاد
العلني .والسبب فى االستبعاد تعلق تنظيمه بالقوانين الوطنية
أكثر من تعلقه بالتجارة الدولية.
(جـ) البيع الذى يتم تنفيذا ألمر صادر من سلطة يخولها القانون
إصدار هذا األمر :وهو نوع من البيوع الجبرية والسبب فى استبعادها
هو عدم صلتها بالتجارة الدولية باإلضافة إلى وقوعها بمقتضى
إجراءات إدارية أو قضائية تختلف فى كل دولة عن األخرى.
( د ) بيع القيم المنقولة واألوراق التجارية والنقود :وهذا يعنى
استبعاد األوراق المالية مثل األسهم والسندات وسندات االستثمار,
واألوراق التجارية كالكمبياالت والسندات االذنية والشيكات من
االتفاقية ,وكذلك بيع النقود أى عمليات الصرف األجنبى .والسبب فى
االستبعاد هو خضوع التعامالت فى هذه القيم ألحكام قانونية خاصة
ووطنية يصعب توحيدها.
(هـ) بيع السفن والمراكب والطائرات .
( و ) بيع الكهرباء :يشمل هذا االستبعاد الكهرباء فقط دون أنواع
الطاقة األخرى مثل البترول والغاز.
ب -البيوع المستبعدة ضمنا:
هناك بعض البيوع لم تنص االتفاقية على استبعادها
صراحة ،ولكن يمكن استخالص استبعادها ضمنا من
مجموع نصوص اتفاقية فيينا وذلك على النحو التالى-:
( أ ) بيع العقارات.
(ب) بيع المنقول المعنوى :ال تخضع لنصوص االتفاقية
بيع المنقوالت المعنوية كحقوق الدائنية وبيع المحل
التجارى ،وبيع حقوق الملكية الصناعية والتجارية،
وحقوق الملكية األدبية والفنية.
جـ -استبعاد عقدى االستصناع والمقاولة:
نصت الفقرة األولى من المادة 3من االتفاقية على أن
" تعتبر من قبيل عقود البيع ،العقود التى يتم
بمقتضاها توريد سلع يتم صنعها أو إنتاجها ،ما لم يقدم
الطرف الذى يطلب هذه السلع جزءا جوهريا من المواد
الالزمة لتصنيعها أو إنتاجها" .وبمقتضى هذا النص
فإن بيع السلع المصنوعة أو المنتجة أو التى يتعهد فيها
البائع بصنعها أو بإنتاجها ،كبيع صفقة من اآلالت سيتم
تصنيعها بمعرفة البائع ،أو بيع كمية من القمح سيتم
زراعتها بواسطة البائع ،فإن العقد هنا يعتبر عقد بيع
ويخضع ألحكام االتفاقية.
أما إذا قدم الطرف الذى يطلب هذه السلع جزءا جوهريا من
المواد التى تدخل فى صناعة أو إنتاج السلعة محل البيع ،فإن
العقد ال يعتبر فى هذا الفرض من عقود البيع الخاضعة
لالتفاقية وإنما يعد عقد استصناع أو عقد مقاولة .وعلى
الطرف الذى يتمسك بأن العقد ليس بيعا وإنما من عقود
االستصناع التى ال تخضع لالتفاقية ،عبء إثبات ذلك.
د .كذلك وبعد أن استبعدت االتفاقية عقد االستصناع من
الخضوع لها ،نصت المادة 3أيضا فى فقرتها الثانية على
أنه " ال تسرى االتفاقية على العقود التى يكون فيها الجزء
الغالب من التزامات الطرف الذى يورد السلع إلى طالبها
عبارة عن تقديم عمل أو أى نوع آخر من أنواع الخدمات".
والسبب فى استبعاد هذا العقد أنه يعتبر فى جوهره من عقود
المقاولة ألنه يتمثل فى القيام بعمل أو تقديم خدمة إلى الطرف اآلخر
مثل عقود اإلنشاءات وأهم صورة لهذه العقود عقد تسليم المفتاح
الذى يتفق فيه رب العمل مع المقاول على أن يقوم لحسابه بإنشاء
مبنى أو مصنع أو فندق أو مطار أو إحدى المنشآت المتصلة بمرفق
عام كمحطات الصرف الصحى أو مترو األنفاق .كذلك قد يتعهد
المقاول بتوريد بعض السلع لحساب رب العمل ولكنه يتعهد بتركيبها
فى إحدى المنشآت التابعة لألخير ،من ذلك المقاول الذى يورد آالت
ميكانيكية أو أجهزة كهربائية إلحدى المنشآت ويلتزم بالقيام بتركيبها
وتشغيلها ،كالقيام بتركيب آالت يوردها المقاول إلى رب العمل أو
القيام بتوريد وتركيب أجهزة تكييف لحساب رب العمل ،فالعقد هنا
وان اشتمل فى جزء منه على بيع بعض السلع ،إال أن جزءا هاما منه
يتمثل فى القيام بتركيب وتشغيل اآلالت واألجهزة التى يوردها
المقاول ،ولذلك يعتبر العقد هنا من العقود غير الخاضعة التفاقية فيينا
ثانيا :تكوين عقد البيع الدولى للبضائع
ينعقد العقد بإيجاب وقبول يصدران عن طرفى العقد،
دون أن يشترط فى ذلك أن يصدر اإليجاب عن المشترى
والقبول عن البائع أو العكس ،إذ العبرة باتصال القبول
باإليجاب الذى يوجهه أحد طرفى العقد إلى الطرف
اآلخر .على أن األمر ال يتم بهذه الصورة البسيطة فى
نطاق عقد البيع الدولى ،ألن هذا العقد تسبقه عادة إما
مفاوضات بين طرفى البيع ،أو معامالت سابقة بين
الطرفين ،بحيث يعتبر سلوك الطرفين كافيا النعقاد العقد
دون حاجة إلى تميز أو تجسيد كل من اإليجاب والقبول.
– 1المفاوضات Negotiations
تعتبر المفاوضات المرحلة السابقة على التعاقد ،وال يصدر
عن أحد المتعاقدين إيجابا نهائيا إال بعد مفاوضات مع الطرف
اآلخر .لذلك فإن اإليجاب هو نتيجة المفاوضات.
وال يرتب القانون على المفاوضات أى أثر قانونى ،فمن حق
المتفاوض أن يقطع المفاوضة فى أى وقت ،وال مسئولية
عليه فى هذا المسلك إال إذا اقترن العدول عن التفاوض بخطأ
ممن قطع المفاوضات وتعد المسئولية هنا تقصيرية أساسها
الخطأ وليست تعاقدية ترتكز على العدول عن التفاوض .وعلى
من يدعى الضرر من العدول أن يثبت خطأ المتفاوض فى قطع
المفاوضات.
وقد تنتهى المفاوضات إما إلى إيجاب معلق
أو إيجاب نهائى ،فاإليجاب المعلق على شرط
هو إيجاب ال مفاوضة ،ولكنه ال ينعقد إال إذا
تحقق الشرط الذى علق عليه ،كما لو عرض
شخص التعاقد بثمن معين مع االحتفاظ بحقه
فى تعديل الثمن طبقا لتغير األسعار .فاإليجاب
هنا معلق على شرط عدم تغير األسعار .وفى
حالة إذا ما خرج اإليجاب من دور المفاوضة
ودور التعليق ،أصبح اإليجابا نهائيا.
-2اإليجاب )(Offer
تنص المادة 14من اتفاقية فيينا فى فقرتها األولى على أن اإليجاب
يعتبر عرضا محددا بطريقة كافية ،ويعبر عن إرادة الموجب فى أن
يلتزم فى حالة صدور القبول من الطرف الموجه إليه اإليجاب .وهذا
يعنى أمرين -1 :أن اإليجاب البد أن يتضمن عرضا محددا من الطرف
الذى يصدر عنه إلى الطرف الذى يوجه إليه -2 ،التعبير عن التزام
الموجب بالبقاء على ايجابه متى صدر القبول من الطرف الذى وجه
إليه الموجب إيجابه .ويعتبر اإليجاب فى القانون المصرى تعبيرا عن
إرادة الموجب ،يصدر بقصد إحداث أثر قانونى هو إنشاء االلتزام،
لذلك ال عبرة باإلرادة التى لم تتجه إلحداث أثر قانونى.
وفى الغالب يبدأ أحد المتعاقدين باإليجاب يتلوه قبول المتعاقد اآلخر،
ولكن ليس من الضرورى أن يأتى اإليجاب سابقا على القبول ،فقد يتم
العقد بتالقى تعبيرين متعاصرين عن إرادتين متطابقتين .
– التفرقة بين اإليجاب والدعوة إلى اإليجاب:
تقضى الفقرة الثانية من المادة 14من اتفاقية فيينا ،بأن توجيه
العرض إلى مجموعة غير محددة من األشخاص يعتبر مجرد دعوة
إلى توجيه إيجاب أى مجرد دعوة إلى التعاقد ،ما لم يتبين أن الموجب
قد أفصح بوضوح عن العكس ،أى ما لم يكن الموجب قد قرر صراحة
أن يوجه إيجابا إلى الجمهور .واإليجاب الموجه إلى الجمهور يحدث
عندما تعرض البضائع على الجمهور من البائع مع تحديد ثمنها ،أما
النشر واإلعالن وبيان األسعار الجارى التعامل بها وكل بيان آخر
متعلق بعروض أو طلبات موجهة للجمهور أو لألفراد فال يعتبر عند
الشك ايجابا وإنما يكون دعوة إلى التفاوض .وبعبارة أخرى فإن
العرض المقدم بإبرام عقد والموجه إلى شخص أو أشخاص معينين
يعتبر ايجابا ،إذا كان العرض محددا بطريقة كافية ويعبر عن إرادة
الموجب.
وفى هذه الحالة فإن الموجب يلتزم بالعقد فى حالة صدور
القبول من الطرف الموجه إليه اإليجاب .ولقد أوضحت المادة
14من االتفاقية المقصود بالعرض المحدد بطريقة كافية،
فإعتبرته العرض الذى يتم فيه تعيين البضائع التى ستكون
محال للبيع ،وتحديد ثمنها وكميتها صراحة أو ضمنا أو النص
على طريقة تحديدهما .ويمكن تحديد الثمن بصورة ضمنية
باإلشارة إلى قائمة أسعار أو أسعار واردة فى كتالوج خاص
بالسلعة محل اإليجاب ويمكن أيضا أن يحدد الثمن صراحة أو
ضمنا باإلشارة إلى سعر السوق عند التسليم أو فى أى وقت
يحدده الموجب فى عرضه .ومتى تضمن اإليجاب عرضا
محددا بطريقة كافية ،فإنه ينتج أثره متى وصل إلى الموجب
له أى الموجه إليه اإليجاب
وفى هذا تنص الفقرة األولى من المادة 15من اتفاقية فيينا
على أن ينتج اإليجاب أثره متى وصل إلى الموجب له ،أى
المتعاقد اآلخر الذى يوجه إليه اإليجاب .واإليجاب متى
استكمل وجوده القانونى يلزم الموجب بالتعاقد فى حالة قبول
الموجه إليه ولكن هذا ال يعنى أن اإليجاب يعتبر
irrevocableمنذ صدوره إذ يظل الرجوع
باتا
withdrawalفيه جائزا قبل أن يستكمل اإليجاب وجوده
القانونى .واإليجاب يستكمل وجوده القانونى متى تضمن
عرضا محددا ومتى وصل إلى الموجه إليه العرض .وينبنى
على ما سبق أنه يجوز الرجوع فى اإليجاب متى لم يتضمن
عرضا محددا أو لم يصل إلى علم الموجب له.
وقد نصت المادة 16من االتفاقية على اآلتى -:
" – 1يمكن العدول عن اإليجاب إلى الوقت الذى يبرم
فيه العقد ،إذا وصل هذا العدول إلى الموجه إليه
اإليجاب قبل أن يرسل هذا األخير قبوله".
ومفاد هذا النص أن اإليجاب متى صدر من الموجب
متضمنا عرضا محددا ووصل إلى الموجب له يعتبر
قائما منتجا ألثره ،ولكن يمكن للموجب العدول عنه حتى
إبرام العقد أى مادام لم يقترن القبول باإليجاب ،أى متى
وصل العدول إلى الموجه إليه اإليجاب قبل أن يقوم هذا
األخير بإرسال أو تصدير قبوله إلى الموجب.
فعلى سبيل المثال يمكن تصور الحالة التى يرسل فيها الموجب
إيجابه عبر البريد الدولى ولكنه يقرر العدول عن إيجابه قبل وصول
اإليجاب للموجه إليه فيرسل له عدوله عبر رسالة بالبريد اإللكترونى
أو الفاكس أو كذلك أن يرسل ايجابه عبر البريد االلكترونى أو
الفاكس ولكنه يقرر العدول عنه فيبعث برسالة أخرى تعلن عدوله
شريطة أن يتلقى المرسل إليه رسالة العدول قبل أن يكون قد أرسل
قبوله للموجب .ومع ذلك فإن الفقرة الثانية من المادة 16من
االتفاقية نصت على اآلتى – 2" :ومع ذلك ،ال يجوز العدول عن
اإليجاب فى الحالتين اآلتيتين
(أ) إذا تبين أنه غير قابل للعدول عنه ،سواء بتحديد ميعاد ثابت
للقبول أو بأى طريق آخر ( .ب) إذا وجد ما يبرر أن يعتمد الموجب له
على اإليجاب باعتباره غير قابل للعدول عنه ،وتصرف هذا األخير
اعتمادا على بقاء اإليجاب ".
–سقوط اإليجاب:
نصت المادة 17من اتفاقية فيينا على أن يسقط
اإليجاب ولو كان غير قابل للعدول عنه ،عندما يصل إلى
الموجب رفض الموجه إليه اإليجاب .ويسقط اإليجاب
منذ اللحظة التى يصل فيها إلى الموجب رفض اإليجاب
من الموجه إليه .وقد يقع هذا الرفض بصورة قاطعة ال
لبس فيها ،وقد يتضمن تعديال فى اإليجاب فال يعد هذا
قبوال ينعقد به العقد بل يعد ايجابا جديدا ،وقد يتضمن
الرفض عرضا إليجاب جديد يختلف تماما عن اإليجاب
األول.
-3القبول Acceptance
القبول هو التعبير الذى يصدر عن الموجه إليه اإليجاب ،معلنا
عن إرادته بالرضاء بالعرض الذى وجهه إليه الموجب دون
تعديل فيه .وقد نصت المادة 18من اتفاقية فيينا فى فقرتها
األولى على أن "يعتبر قبوال ،التعبير أو السلوك الذى يصدر
عن الموجه إليه اإليجاب والذى يدل على موافقته على هذا
اإليجاب .وال يعتبر السكوت أو الموقف السلبى فى ذاتهما
قبوال " .ومفاد ذلك أن القبول كما يكون صريحا بصدور
تعبير محدد يدل عليه ،من الموجب له ،فإنه قد يكون ضمنيا
باتخاذ الموجب له سلوكا يعبر عن موافقته على اإليجاب
الموجه إليه كما لو قام المشترى بدفع الثمن أو قام البائع
بتسليم المبيع.
وقد أكدت الفقرة الثانية من المادة 18أن السكوت ال يعد فى ذاته
قبوال ،كذلك فإن الموقف السلبى من جانب الموجب له ال يصل إلى
درجة القبول .فسكوت الموجه إليه اإليجاب ال يرقى إلى درجة القبول
الضمنى.
وينبغي اإلشارة إلى أن المادة 98من القانون المدني المصرى تنص
على أنه إذا كانت طبيعة المعاملة أو العرف التجاري أو غير ذلك من
الظروف تدل على أن الموجب لم يكن لينتظر تصريحا بالقبول ،فإن
العقد يعتبر قد تم إذا لم يرفض اإليجاب فى وقت مناسب .ويعتبر
السكوت عن الرد فى هذه الحالة قبوال ،إذا كان هناك تعامل سابق بين
المتعاقدين واتصل اإليجاب بهذا التعامل ،أو إذا تمخض اإليجاب
لمنفعة من وجه إليه .وقدم المشرع المصري بعض األمثلة التى تحيط
فيها بالسكوت ظروف مالبسة ،كما لو جرى العرف التجارى على أن
يعتبر السكوت رضاء ،أو كان هناك تعامل سابق بين المتعاقدين أو
تمخض اإليجاب لمنفعة من وجه إليه ،وسكت هذا فيعد سكوته رضاء.
وبالرغم من أن اتفاقية فيينا لم يرد فيها نص صريح يؤدى إلى اعتبار
السكوت المالبس قبوال ،فإنه يمكن أن يستخلص هذا الحكم من عبارة
الجملة الثانية من الفقرة األولى من المادة 18التى تقضى بأن
السكوت أو الموقف السلبى ال يعتبران فى ذاتهما قبوال .ومفاد ذلك أنه
متى ارتبط بالسكوت ظرف من الظروف فإنه يمكن اعتباره قبوال.
انعقاد القبول:األصل أن القبول ال ينتج أثره وفقا ألحكام الفقرة الثانية من المادة
18من اتفاقية فيينا إال متى وصل إلى الموجب .ويمكن سحب القبول
أو الرجوع فيه متى وصل هذا الرجوع إلى الموجب قبل أو على األقل
فى نفس وقت وصول القبول طبقا لنص المادة 22من اتفاقية فيينا .
وال يعتبر القبول منتجا ألثره إذا لم يصل إلى الموجب خالل الميعاد
الذى حدده فى إيجابه أو خالل ميعاد معقول ،إذا لم يحدد الموجب
ميعادا للقبول .وفى هذا الصدد يجب أن يؤخذ فى االعتبار فى تحديد
وطبقا للفقرة الثالثة من االتفاقية فإنه متى تضمن
اإليجاب أو دل التعامل السابق بين المتعاقدين أو قضى
العرف بأن الموجه إليه اإليجاب ،عليه أن يعبر عن
قبوله بالقيام بعمل معين كإرسال البضاعة المبيعة أو
دفع الثمن ،دون إخطار الموجب ،فإن القبول ينتج أثره
منذ اللحظة التى يقوم فيها الموجه إليه اإليجاب بهذا
العمل ،بشرط أن يتم هذا العمل خالل الميعاد المحدد فى
اإليجاب لصدور القبول أو خالل الميعاد المعقول إذا لم
يحدد الموجب ميعادا للقبول.
عدم تطابق القبول مع اإليجاب:
طبقا ألحكام المادة 96من القانون المدنى فإن القبول الذى
يؤدى إلى إبرام العقد ،هو القبول المطابق لإليجاب بحيث إذا
اقترن به ،يؤدى هذا إلى تطابق إرادتى الموجب والقابل فينعقد
العقد .أما إذا تضمن القبول ما يغير فى اإليجاب زيادة أو
بوضع قيد عليه أو بتعديل لما تضمنه ،فإنه ال يعد قبوال بل
بمثابة إيجابا جديدا ومن ثم ال يؤدى إلى تكوين العقد .لذلك
يعتبر التعبير الصادر عن الموجب له متى تضمن تغييرا فى
اإليجاب بالزيادة أو التقييد أو التعديل ،رفضا يتضمن ايجابا
جديدا أى يحتاج إلى قبول من الموجب لكى ينعقد العقد.
ويسمى التعبير الصادر من الموجب له المتضمن تقييدا لإليجاب "
بالقبول الموصوف" ,ومتى قبله الموجب ،فان العقد يتم بالشروط
الجديدة ،كما لو أرسل المشترى ايجابا الى البائع يطلب منه شراء
كمية معينة من الغالل بثمن التزم به في العرض ،فيقبل البائع هذا
العرض مع زيادة الثمن او بشرط التزام المشترى بمصاريف التعبئة
أو بمصاريف نقلها أو اذا تضمن القبول الموافقة على الصفقة على
أن يدفع الثمن فورا مع أن عرض المشترى الشراء كان على أساس
دفع الثمن على دفعات .
وقد تضمنت اتفاقية فيينا نصا مماثال هو نص المادة 19/1الذى
يقضى بأنه " متى تضمن الرد بقبول العرض الموجه الى الموجب له
بعض اإلضافات additionأو القيود limitationأو أية
تعديالت modificationأخرى ،فانه يعتبر رفضا لإليجاب
ويشكل ايجابا جديدا." counter- offer
وتنص الفقرة الثانية من المادة 19من اتفاقية فيينا على أنه ":
ومع ذلك فان الرد على اإليجاب بقصد القبول ،متى تضمن عبارات
إضافية أو مختلفة ،ال تغير من جوهر اإليجاب ،يعتبر قبوال مالم
يبادر الموجب دون تأخير له ما يبرره ،باالعتراض شفويا على
التعديل المقترح أو بإرسال إخطار بذلك ،فإذا لم يعترض الموجب
على هذا النحو ،فان العقد يتم بالشروط التى تضمنها اإليجاب مع
التعديالت الواردة في القبول ".
ومفاد ذلك أنه متى كانت هناك تعديالت في اإليجاب التغير في جوهر
شروطه ،فان العقد يتم طبقا لهذه الشروط التى يتضمنها اإليجاب
والمعدلة وفقا للتغييرات غير الجوهرية الواردة في القبول ،ما لم
يعترض الموجب على هذه التغييرات شفاهة أو بإرسال إخطار فورى
الى الموجب له بحل هذا االعتراض .
وألهمية هذا األمر قدمت الفقرة الثالثة من المادة 19
من االتفاقية بعض الشروط – على سبيل المثال وليس
الحصر -التى تعتبر من المسائل الجوهرية فى العقد
والتى يعتبر التغيير فيها من قبيل التغييرات الجوهرية
حيث نصت على أن:
" تعتبر من قبيل التغييرات الجوهرية لإليجاب ،أية
إضافات أو تغييرات تتصل بصفة خاصة ،بالثمن
والوفاء به ،وبالكمية ونوع البضائع ،أو بمكان وزمان
التسليم ،أو بنطاق مسئولية أحد الطرفين فى مواجهة
اآلخر ،أو بتسوية المنازعات الناشئة عن العقد ".
تحديد بداية الميعاد المحدد للقبول:
نصت الفقرة األولى من المادة 20من االتفاقية
على أن " يبدأ الميعاد المحدد للقبول من الموجب
فى برقية أو خطاب منذ اللحظة التى تسلم فيها
البرقية إلرسالها أو من التاريخ المذكور فى
الخطاب ،فإن لم يذكر مثل هذا التاريخ فى الخطاب،
فمن التاريخ الذى يظهر على المظروف .ويبدأ
الميعاد المحدد للقبول من الموجب تليفونيا أو
بالتلكس أو بأية وسيلة لالتصال الفورى منذ
اللحظة التى يصل فيها اإليجاب إلى الموجب له".
وينبنى على ذلك أنه يبدأ الميعاد الذى يحدده الموجب للقبول منذ
تاريخ تسليم البرقية إلرسالها إلى الموجب له ،فإذا حدد الميعاد فى
خطاب فالعبرة بالتاريخ المذكور فى الخطاب ،أو على المظروف إذا لم
يذكر تاريخ فى الخطاب .كذلك فإنه متى تم تحديد الميعاد من الموجب
تليفونيا أو بالتلكس أو بأية وسيلة أخرى لالتصال الفورى كالفاكسميل
،فيبدأ الميعاد منذ وصول اإليجاب إلى الموجب له .و يدخل فى حساب
الميعاد المحدد للقبول أيام اإلجازات الرسمية أو األيام التى يتعطل فيها
العمل إذا وقعت هذه األيام خالل الميعاد .
وفى الحالة التى لم يمكن فيها تسليم اإلخطار بالقبول فى عنوان
الموجب فى اليوم األخير للميعاد المحدد للقبول ألنه يقع فى يوم إجازة
رسمية أو فى يوم يتعطل فيه العمل فى المكان الذى يوجد فيه مركز
أعمال الموجب فإن الميعاد يمتد إلى أول يوم عمل تال.
–الرجوع فى القبول:
يعتبر أثر القبول أكثر وضوحاً من أثر اإليجاب ،ألن القبول
إذا أنتج أثره ،كان هذا األثر هو تمام العقد .والقبول متى صدر
من الموجب له ال يتم به العقد إال من وقت وصوله إلى
الموجب .واألصل أنه متى صدر القبول فال يجوز الرجوع فيه
أو سحبه من القابل ،على أن المادة 22من اتفاقية فيينا نصت
على أنه " :يمكن سحب القبول إذا وصل السحب إلى الموجب
قبل أو فى نفس الوقت الذى يعتبر فيه القبول منتجاً ألثره".
ويعنى هذا النص أنه يجوز الرجوع فى القبول متى وصل
الرجوع إلى الموجب قبل وصول القبول أو متى وصل الرجوع
إلى الموجب فى نفس وقت وصول القبول ،ألن القبول يعتبر
منتجاً ألثره بوصوله إلى الموجب.
- اقتران اإليجاب بالقبول:
كما ذكرنا سابقاً فإن البيع الدولى للبضائع عادة ما تسبق
مفاوضات بين طرفيه إذا نجحت قد تنتهى بتوجيه ايجاب
من أحد الطرفين إلى اآلخر ،فإذا صدر القبول من
الموجب له وكان تعبيراً مطابقاً لإليجاب ,فال يحول شئ
دون تكوين عقد البيع الدولى .ولكى يتم العقد كان البد
من تحديد اللحظة التى يقترن فيها اإليجاب بالقبول
– متى يتم عقد البيع الدولى؟
نصت المادة 23من اتفاقية فيينا على أن " العقد يتم
فى اللحظة التى يعتبر فيها القبول منتجاً ألثره طبقاً
كما نصت المادة 24من االتفاقية على أنه بالنسبة للقسم الثانى من
االتفاقية المتعلق بأحكام تكوين عقد البيع الدولى للبضائع فإن اإليجاب
أو إعالن القبول أو أى تعبير آخر عن اإلرادة يصل إلى الموجه إليه،
متى وجه التعبير شفاهه إلى الطرف اآلخر أو سلم إليه بأية وسيلة
أخرى شخصيا أو إلى مركز أعماله أو أرسل بالبريد إلى عنوانه ،أو
إذا أرسل إلى محل إقامته المعتاد عند عدم وجود مركز أعمال له أو
عنوان بريدى .ولقد حددت المادة 24من االتفاقية الصور التى يصل
reachمن خاللها التعبير عن اإلرادة إلى الطرف اآلخر وهى:
– 1إذا وجه شفاهة إلى الموجه إليه التعبير ( الطرف اآلخر ) .
– 2إذا سلم من صاحب التعبير إلى الموجه إليه بأية وسيلة أخرى :
( أ ) شخصيا ( .ب) أو إلى مركز أعماله ( .ج) أو إلى محل
إقامته المعتادة إذا لم يكن له مركز أعمال أو عنوان بريدى .
ويستفاد من ذلك أن نص المادة 24من االتفاقية
حدد اللحظة التى يتم فيها عقد البيع أو يقترن فيها
اإليجاب بالقبول وهو ما يستفاد منه حرص
االتفاقية على بيان الحاالت التى يمكن القول فيها
أن التعبير عن اإلرادة وصل إلى الموجه إليه هذا
التعبير وهم الحاالت األربع السابقة.
أوال :التزامات البائع:
تتمثل التزامات البائع وفقاً التفاقية فيينا في االلتزامات اآلتية)1 :
االلتزام بتسليم البضاعة )2 ،االلتزام بتسليم المستندات )3 ,االلتزام
بالمطابقة.
ماهية التسليم:
يعتبر التسليم من االلتزامات األولية الملقاة على عاتق البائع فى العقد
الدولي لبيع البضائع .والسؤال الذي يثور هو ما هو المقصود بالتسليم
خاصة وأن االتفاقية لم تفسر بصورة واضحة المقصود به .وفى هذا
الصدد يمكننا الرجوع إلى أحكام المادة 435من القانون المدنى
المصري حيث تناولت نوعين من التسليم ،وهما التسليم الفعلى والتسليم
الحكمى.
وعرف التسليم الفعلى بأنه " :وضع المبيع تحت تصرف المشترى
بحيث يتمكن من حيازته واالنتفاع به دون عائق ولو لم يستول عليه
استيالء مادياً مادام البائع قد أعلمه بذلك .ويحصل هذا التسليم على
النحو الذى يتفق مع طبيعة الشئ المبيع" .ويتضح من ذلك أن التسليم
الفعلى يتركب من عنصرين:
األول :وضع المبيع تحت تصرف المشترى بحيث يستطيع االنتفاع به
بالكيفية المقصودة دون عائق .وال يستلزم ذلك أن تنتقل الحيازة المادية
فعالً إلى المشترى ،وإنما يكفى أن يمكن من الحصول على هذه
الحيازة.
والثانى :أن يخطر البائع المشترى بوضع المبيع تحت تصرفه،
ويكون ذلك بأى وسيلة لالتصال .واألصل فى المنقول المادى أن يكون
تسليمه بالمناولة ،أى بحيازة المشترى له حيازة فعلية ،ولكن إذا أبى
تسليمه فإن التسليم يتم من جانب البائع بوضع الشئ تحت تصرف
واألصل أن تقع الحيازة على الشئ المبيع ،ولكن قد تقع بتسليم مفاتيح
المخازن التى يوجد بها هذا الشئ أو بتسليم سند شحنة أو بفرزه فى
حضور المشترى ودعوته لتسلمه إن كان معينا بنوعه فقط.
أما التسليم الحكمي فيكون بمجرد تراضى المتعاقدين على أن المبيع
قد تم تسليمه .فهو اتفاق وليس عمالً مادياً كما هو الحال فى التسليم
الفعلى وله صورتان:
األولى :أن يكون المبيع فى حيازة المشترى قبل البيع بوصفه
مستأجراً أو مودعاً لديه أو مرتهناً مثال ،ولم يقع البيع فيكون المشترى
حائزاً ،فعالً للمبيع وقت إبرام البيع وال يحتاج إلى استيالء مادى جديد
ليتم التسليم ،وإنما يحتاج إلى اتفاق مع البائع تتغير به صفته فى
الحيازة فيصير مالكاً بعد أن كان مستأجراً مودعاً لديه أو مرتهناً.
والثانية :أن يبقى المبيع فى حيازة البائع بعد البيع بوصف آخر ،كما
إذا بقى عنده بوصفه مستأجراً أو مودعاً أو مرتهنا ،أى بمقتضى اتفاق
جديد بين المشترى والبائع يذكر فيه أن التسليم قد تم وأن الشئ قد أجر
إلى البائع أو أودع عنده أو سلم إليه كرهن وأنه صار حائزاً له بهذه
الصفة الجديدة .والواقع أن االتفاقية وإن لم تضع تعريفاً عاماً للتسليم،
فقد حرصت فى مواضع متفرقة على بيان المعنى المقصود منه ،وهى
تقصد به أحياناً مجرد وضع البضاعة تحت تصرف المشترى،
وتستعمل للداللة على هذا المعنى عبارة " Placing the goods at
"the buyer’s disposalوتقصد به أحياناً أخرى "المناولة" أى
الحيازة المادية الفعلية للبضاعة ،وتستعمل للداللة على ذلك عبارة
" "Handing overوبهذا الفهم يكون فى االتفاقية فرق بين لفظ
Deliveryوعبارة " "handing overفيكفى لتمام التسليم فى األول
مجرد وضع البضاعة تحت تصرف المشترى وأخطاره بذلك ،وفى
الثانية تشترط الحيازة المادية الفعلية.
وفى األحوال التى يقتضى فيها تنفيذ عقد البيع تصدير البضاعة إلى
المشترى وكان البائع ملزماً بموجب العقد أو العرف أو نص فى
االتفاقية بتسليمها إلى ناقل ،فإن هذا االلتزام المكمل لاللتزام بالتسليم
يضع على عاتق البائع واجبات فصلتها المادة 32كما يلى:
أ -إذا كانت البضاعة التى سلمت إلى الناقل غير معينة بوضوح
بأن كانت ال تحمل بيانات تعين على تعيين ذاتيتها كعالمات خاصة أو
اسم المشترى أو عنوانه ،وجب أن يرسل البائع إخطاراً إلى المشترى
يعلمه فيه بشحن البضاعة ويزوده ببيانات تساعد على التعرف عليها.
ب -إذا كان البائع ملتزماً باتخاذ ما يلزم لتنفيذ عملية نقل البضاعة
(كما فى البيع "سيف" مثالً) وجب أن يقوم بإبرام عقود النقل الالزمة
لتصدير البضاعة إلى المكان المتفق عليه ،وذلك باستعمال وسائل النقل
المناسبة الظروف وبالشروط المتبعة عادة فى هذا النقل.
ج -إذا لم يكن البائع ملتزماً بالتأمين على نقل البضاعة
،فأنه مع ذلك يكون ملتزماً بتزويد المشترى بناء على
طلبه بالمعلومات الضرورية إلبرام التأمين ،وهذا من
أمثلة أخالقيات االتفاقية ،إذا على الرغم من أن البائع
غير ملزم بإبرام التأمين ،فإن النص يطلب منه التعاون
مع المشترى بتلبية طلبه بشأن المعلومات الخاصة
بإجراء التامين فى دولته أو فى مدينته ،كإعالمه بأسماء
وشركات التأمين وعناوينها وأسعار التامين وشروطه.
مكان التسليم:
األصل أن يسلم البائع البضاعة فى المكان المعين فى العقد أو فى أى
وثيقة أخرى تكون سارية على العقد ،كمجموعة المصطلحات التجارية
الدولية Incotermsمثالً .والغالب فى التجارة الدولية أن يتضمن
العقد أو الوثيقة السارية على العقد شروطاً تتعلق بتعيين مكان التسليم
نظراً لما لهذا األمر من أهمية عملية .وعلى الرغم من هذا الوضع
الغالب فقد وضعت االتفاقية فى المادة 31حلوالً احتياطية لمواجهة
الفروض التى ال يشتمل فيها العقد أو الوثيقة السارية على العقد تعييناً
لمكان التسليم .ومجمل هذه الفروض كما يلى:
الفرض األول :وفيه يقتضى تنفيذ عقد البيع نقل البضاعة ويكون البائع
هو الملزم بإبرام عقد النقل .ويقع التسليم فى هذا الفرض فى المكان
الذى تتم فيه مناولة البضاعة handing overإلى الناقل األول بقصد
إرسالها إلى المشترى (المادة 31فقرة أولى).
ويقصد النص بقوله "الناقل األول" مواجهة حالة تعدد الناقلين،
كما إذا اقتضى األمر بنقل البضاعة بالبحر من ميناء
اإلسكندرية إلى ميناء مرسيليا ومنها بالبر إلى باريس .فيبرأ
البائع من التزامه بتسليم البضاعة بمجرد مناولتها إلى الناقل
األول (الناقل البحرى فى مثالنا) وال شأن له بعد ذلك بما يجرى
بين هذا الناقل والناقل الذى يليه (الناقل البرى فى مثالنا).
أما النص على أنه "بقصد إرسالها إلى المشترى" فالمقصود
منه التنبيه إلى أنه ال براءة من االلتزام بالتسليم إال إذا سلم
البائع البضاعة إلى الناقل تنفيذاً لعقد البيع ال لغرض آخر.
ترد على النص المالحظات اآلتية:
أ -أنه استعمل للتعبير عن تسليم البضاعة عبارة handing over
فال يتم التسليم والحال كذلك إال إذا حاز الناقل البضاعة حيازة مادية،
وال يكفى مجرد وضعها تحت تصرفه كنقلها إلى رصيف الميناء مثالً
وإخطاره بوجودها على الرصيف.
ب -أن تسليم بضاعة من جنس البضاعة محل البيع إلى الناقل يبرئ
البائع من التزامه بالتسليم ولكنه ال يبرئه من التزامه بالمطابقة إذا تبين
أن البضاعة التى سلمت ال تطابق شروط العقد .فعلى سبيل المثال إذا
كان التزام البائع يتمثل فى تسليم عشرة آالف قنطار من القطن من
مرتبة معينة ,فإنه إذا سلم قمحاً بدالً من القطن ،فال يكون قد نفذ التزامه
بالتسليم ألن البضاعة التى سلمها ليست من جنس البضاعة محل البيع.
أما إذا سلم قطناً ولكن من مرتبة أدنى أو بكمية أقل فقد نفذ التزامه
بالتسليم ولكنه لم ينفذ التزامه بالمطابقة.
ج -إذا كان البائع ملتزماً بتسليم البضاعة وتسليم المستندات
المتعلقة فقام بتسليم البضاعة ولم يسلم المستندات ،فإنه يبرأ من
التزامه بتسليم البضاعة ولكنه يظل ملتزماً بتنفيذ التزامه بتسليم
المستندات.
الفرض الثانى :وفيه ال يوجب عقد البيع على البائع إبرام عقد
نقل البضاعة .ويتعلق فيه البيع ببضاعة معينة بذاتها أو معينة
بنوعها فقط ستفرز من مخزون معين أو ستصنع أو سيتم
إنتاجها ويعلم كل من البائع والمشترى وقت إبرام عقد البيع أن
البضاعة موجودة فى مكان معين أو أنها ستصنع أو سيتم
إنتاجها فى مكان معين ويقع التسليم فى هذا الفرض "بوضع
البضاعة تحت تصرف المشترى فى ذلك المكان (المادة 31
فقرة ثانية).
الفرض الثالث :وفيه يعمم النص األمر المفروض فينص على أنه
"وفى الحاالت األخرى" أى فى غير الحاالت التى تنطبق عليها
الفقرتان األولى والثانية السالف ذكرهما .وواضح أن النص من نوع
النصوص االحتياطية التى يقصد بها تغطية كل حالة أخرى قد يظهرها
التطبيق .ويتم التسليم فى هذه الحاالت "بوضع البضاعة تحت تصرف
المشترى فى المكان الذى توجد به منشأة البائع وقت إبرام العقد"
(المادة 31فقرة ثالثة).
ومعنى هذا أن األصل عند االتفاقية أن يكون البيع من النوع الذى
تطلق عليه مجموعة المصطلحات اإلنكوترمز ،Exworksأى البيع
الذى يتم فيه التسليم فى منشأة البائع ،فإذا لم تكن له منشأة ،فالعبرة
بمحل إقامته المعتاد .وإذا كانت له جملة منشآت ،فالعبرة بالمنشأة التى
يوجد بينها وبين العقد وتنفيذه أوثق صلة ،كل ذلك وفقاً ألحكام المادة
.10
ثم أن العبرة بمكان المنشأة وقت إبرام عقد
البيع .فإذا تغير هذا المكان بعد ذلك ،فال يبرأ
البائع من االلتزام بالتسليم إال بوضع البضاعة
تحت تصرف المشترى فى المكان القديم ،إال
إذا وافق المشترى على تسلم البضاعة فى
المكان الجديد.
ميعاد التسليم:
إذا نص فى العقد على ميعاد معين للتسليم أو على كيفية تعيين هذا
الميعاد ،وجب على البائع مراعاته (المادة 33فقرة أولى) وإذا لم
يشتمل العقد على مثل هذا التعيين،
وجب التسليم فى الميعاد الذى يحدده العرف .ويقوم البائع بتنفيذ
التزامه بالتسليم عند حلول الميعاد المعين أو الذى يقضى به العرف
دون حاجة إلى إجراء من جانب المشترى كاإلعذار مثالً.
وقد يكون التسليم واجباً بموجب العقد أو العرف خالل فترة معينة أو
قابلة للتعيين .كأن يقال مثالً "خالل شهر يناير من سنة كذا" أو "خالل
فصل الصيف القادم" .واألصل فى هذا الفرض أن يكون اختيار اليوم
الذى يقع فيه التسليم للبائع بشرط أن يقع خالل الفترة المعينة .فله أن
يختار مثالً يوم " 10يناير" فى المثال األول أو يوم " 15يونيو" فى
المثال الثانى ،ويجوز االتفاق على أن يكون اختيار يوم التسليم
بل أن هذا االتفاق يمكن استخالصه من ظروف الحال
(المادة 33فقرة ثانية) .وإذا كان االختيار للمشترى،
وجب أن يخطر البائع باليوم الذى يختاره ليقوم البائع
بتجهيزه البضاعة وإعدادها للتسليم .هذا الواجب لم
يستلزمه النص ،ولكن حسن النية يستوجبه لكى ال يفاجأ
البائع باختيار يوم يستحيل عليه فيه إعداد البضاعة
للتسليم .وعادة ما يرجع احتفاظ المشترى بحق االختيار
ليتمكن من إبرام عقد التأمين إذا كان هذا األمر على
عاتقه ،أو إلعداد المخازن أو الثالجات أو الصوامع
الالزمة لتشوين البضاعة أو لحفظها عند وصولها.
وإذا لم يعين العقد ميعادا للتسليم وال يوجد عرف يعينه ،كان
البائع ملزماً بالتسليم في وقت معقول بعد إبرام البيع (المادة 33
فقرة ثالثة) وضابط "المعقولية" فى هذا المجال هو ظروف
الحال ،وتقديرها متروك للقاضى ،ويمكن أن يقال بوجه عام أنه
يجب أن يترك للبائع الوقت الكافى فى الظروف القائمة وقت
إبرام البيع إلعداد البضاعة وتحضيرها للتسليم.
ُبرم في شهر أغسطس تتعهد فيه
فعلى سبيل المثال البيع الذي ي َ
منشأة مصرية بتصدير عشرة آالف قنطار من القطن إلى
مصنع نسيج بانجلترا دون أن يعين العقد ميعاداً للتسليم .يكون
على القاضي في هذه الحالة أن يراعى فى تقدير الوقت
(المعقول) للتسليم أن محصول القطن المصرى ال يكون عادة
جاهزاً للتصدير إال ابتداء من شهر أكتوبر على األقل.
االلتزام بتسليم المستندات:
إذا اقتضى البيع الدولى نقل البضاعة من دولة إلى أخرى ،فالغالب
أن يكون على البائع تسليم مستندات متعلقة بها ،كسند الشحن وسند
التخزين ووثيقة التأمين وشهادة المنشأ والشهادة الصحية والشهادة
القنصلية وغير ذلك من المستندات التى قد تتطلبها الجهات اإلدارية.
واهتمت االتفاقية بهذا االلتزام ألن تنفيذه على وجه سليم ييسر مرور
البضاعة عبر الدول ويمكن المشترى من تسلمها عند وصولها أو
مطالبة المؤمن بالتعويض إن هلكت في الطريق.
ولم يكن فى اإلمكان وضع بيان بالمستندات التي يجب على البائع
تسليمها ،ألن األمر يتوقف على نوع البضاعة وعلى ما تتطلبه
الجهات اإلدارية والجمركية فى الدول التي تمر بها ،ولهذا اقتصرت
االتفاقية على تأكيد هذا االلتزام ومعالجة بعض المسائل المتصلة به.
فنصوا فى المادة 34على أنه "إذا كان على البائع التزام
بتسليم مستندات متعلقة بالبضاعة ،وجب أن يسلمها فى
الميعاد وفى المكان المنصوص عليهما فى العقد وعلى
النحو الذى يتطلبه" .والتعبير الذى استعمله النص
اإلنجليزى للداللة على التسليم فى هذا المجال هو عبارة
handing overفالمقصود إذن تسليم المستندات إلى
المشترى تسليما فعليا إما بمناولتها إياه وإما بتسليمها إلى
إدارة البريد إلرسالها إليه .أما قول النص "وعلى النحو
الذى يتطلبه (أى العقد)" فيقصد به أمران )1 :أن تكون
المستندات مطابقة لالتفاق أو لما يقضى به العرف )2 ،وأن
يقع تسليمها بالكيفية المنصوص عليها فى العقد أو التى
يجرى عليها العرف ،فتتسلم يدا بيد أو عن طريق البريد.
وإذا سلم البائع المستندات قبل انقضاء الميعاد المعين لتسليمها ،كان
من حقه حتى انقضاء هذا الميعاد إصالح أى نقص فى مطابقتها
للمستندات المطلوبة "بشرط أال يترتب على استعمال هذا الحق
مضايقات غير معقولة للمشترى أو تحميله نفقات غير معقولة".
واألمر متروك لتقدير المحكمة ،وللمشترى على أى حال المطالبة
بتعويض لضرر الذى الحقه بسبب نقص المستندات وفقا ألحكام
االتفاقية.
االلتزام بالمطابقة وضمان ادعاء الغير :جمعت االتفاقية تحت هذا
العنوان أمرين يدخل كل منهما فى االلتزام العام بضمان المطابقة،
األول :مطابقة البضاعة من حيث كميتها وصنفها وصفاتها للشروط
المذكورة فى العقد .والثانى :خلو البضاعة من كل حق يدعيه الغير.
والبائع ضامن كال األمرين .فهو ضامن مخالفة البضاعة لشروط العقد
والعيوب التى قد تظهر فيها فتجعلها غير صالحة لالستعمال المعدة له
أو لالستعمال الخاص الذى يقصده المشترى.
والبائع ضامن كال األمرين .فهو ضامن مخالفة
البضاعة لشروط العقد والعيوب التى قد تظهر فيها
فتجعلها غير صالحة لالستعمال المعدة له أو لالستعمال
الخاص الذى يقصده المشترى .كذلك يضمن البائع ما
نطلق عليه فى تشريعنا باسم (ضمان التعرض
واالستحقاق) وقد تم تسميته فى االتفاقية بـ (إدعاء
الشخص الثالث )Third party claimsألن هذا
االدعاء يقلل المشترى فى انتفاعه بالبضاعة ويؤدى إلى
حرمانه منها إذا كلل بالنجاح وسنتناول كالً من األمرين
على حدة.
-1 االلتزام بمطابقة البضاعة:
أ -ماهية المطابقة:
الغالب فى البيوع الدولية أال يرى المشترى البضاعة محل البيع قبل
التعاقد ،وإنما يبرم البيع بموجب أوصاف فى البضاعة تذكر فى العقد
وتؤخذ عادة من عينات أو كتالوجات أو نماذج يرسلها البائع ليختار
منها المشترى السلعة التى يطلبها.
والقاعدة أن البائع ضامن مطابقة البضاعة لشروط العقد من حيث
كميتها ومواصفاتها وطريقة حزمها أو تغليفها أو غير ذلك من الصفات
التى يشتمل عليها العقد.
فالعقد والحال كذلك هو ضابط المطابقة ،فكل ما يشترطه فى
البضاعة من صفات يكون عنصراً فى ذاتيتها ويجب أن تتضمنه عند
تسليمها إلى المشترى ،وإال فإن البائع يكون قد تخلف عن تنفيذ التزامه
بضمان المطابقة.
وهذا المبدأ أكدته الفقرة األولى من المادة 35
حيث نصت على أنه "على البائع أن يسلم بضائع
تكون من حيث كميتها وصفتها وأوصافها وكيفية
تغليفها أو تعبئتها مطابقة لما يشترطه العقد" .وكان
من الممكن أن تكتفى االتفاقية بهذا القدر ولكنها
أضافت فى الفقرتين الثانية والثالثة من المادة 35
قواعد تكميلية تطبق فى األحوال التى ال يشتمل فيها
العقد على شروط تتعلق بالمطابقة ومجمل هذه
القواعد أن البضاعة ال تكون مطابقة للعقد – رغم
جهالته –
إال إذا توافرت فيها الشروط اآلتية:
-1أن تكون صالحة لالستعمال فى األغراض التى
تستعمل فيها عادة بضائع من نفس وصفها .ويواجه
هذا النص الفرض الذى ال يقصد فيه المشترى
استعمال السلعة فى غرض خاص ،وإنما هو يريدها
صالحة لالستعمال فى جميع األغراض إلى تعد لها
عادة من نوعها.
-2أن تكون البضاعة صالحة لالستعمال الخاص
الذى يقصده المشترى ،بشرط أن يكون البائع على
علم به وقت إبرام البيع ليمتنع عن إتمام الصفقة إذا
تبين له أنه غير قادر على تلبية طلب المشترى.
ومثال ذلك أن يتعهد البائع لبعثة للبحث عن
البترول فى الصحراء بتسليم عشرين سيارة من طراز
(جيب) تكون صالحة لالستعمال فى الصحراء من حيث
احتمال حرارة الشمس والقدرة على السير على الرمال،
فإذا سلم البائع العدد المطلوب من السيارات ومن نفس
الطراز ولكنها غير صالحة لالستعمال فى الصحراء،
فإنه يكون قد تخلف عن تنفيذ التزامه بالمطابقة.
وقد يكون علم البائع بالغرض الخاص الذى يقصده
المشترى صريحا ،كما إذا ذكر فى العقد أن السيارات
معدة لالستعمال فى مناطق صحراوية رملية شديدة
الحرارة.
-3أن تكون البضاعة مشتملة على الصفات التى سبق للبائع
عرضها على المشترى كعينة Sampleأو نموذج Model
فإذا تعلق البيع بأقمشة صوفية مثال اختارها المشترى من
عينات أرسلها إليه البائع ،وجب أن تكون البضاعة التى
يصدرها البائع إلى المشترى من نفس صوف العينة ورسمه
ووزنه ،بل ولونه إن كان للون اعتبار خاص عند المشترى،
وذلك ألن إرسال العينات إلى المشترين يعتبر من جانب البائع
"سلوكا "Conductيجب طبقا للمادة 8أن يفسر وفقا
"لما يفهمه الشخص السوى اإلدراك إذا وجد فى نفس
الظروف" وغنى عن البيان أن هذا الشخص كان يفهم من
سلوك البائع بإرسال العينات إليه أنه سيرسل بضاعة من
نفس نوع وصنف العينة التى يختارها.
أن تكون البضاعة معبأة أو مغلفة بالكيفية المستعملة عادة فى
تعبئة أو تغليف بضائع من نوعها ،كالزهور تغلف بورق
السلوفان لحفظها من الذبول السريع ،وكاألجهزة االلكترونية
توضع فى صناديق من الخشب أو الورق المقوى تحيطها وسائد
من األسفنج الصناعى لحماتها من الكسر .فإذا لم تجر العادة فى
شأن البضاعة على كيفية معينة للتعبئة أو التغليف ،كان ضابط
األمر اختيار "الكيفية المناسبة لحفظ البضاعة وحمايتها من
التلف".
وفى جميع الحاالت السالف ذكرها ،ال يضمن البائع عيبا فى
المطابقة كان المشترى على علم به أو كان ال يمكن أن يجهله
وقت إبرام العقد .خذ مثال بيع كمية ضخمة من الغالل ظلت
مخزونة فى صوامع البائع لفترة طويلة حتى دب السوس فيها.
فهذا عيب ظاهر يمكن رؤيته بمجرد النظر وما كان ينبغى
للمشترى أن يجهله ولو لم يعلمه به البائع صراحة.
وقت توافر المطابقة
وقت توافر المطابقة هو وفقا لنص الفقرة األولى من المادة
36من االتفاقية هو "وقت انتقال تبعة الهالك إلى المشترى".
وسنعرض وقت انتقال تبعة الهالك إلى المشترى فيما بعد.
ولكن مجمل القول فيه أنه فيما عدا الحالة التى يعين فيها
العقد هذا الوقت ،فإن االتفاقية تربط بين انتقال التبعة
والتسليم ،فتبقيها عند البائع طالما أنه لم يسلم البضاعة،
وتنقلها إلى المشترى مع التسليم .وهو حل منطقى ألن وقت
التسليم هو الوقت الحاسم فى تقدير المطابقة ،قبله يحتمل أن
يصلح البائع العيب ،وبعده يحتمل أن ينشأ العيب بسبب غير
منسوب إلى البائع.
وعبرت عن ذلك الفقرة األولى من المادة 36بعد أن اشترطت
توافر المطابقة وقت انتقال تبعة الهالك بقولها "ولو لم يظهر
نقص المطابقة إال بعد هذا الوقت" .فالمطلوب إثباته وفقا التفاقية
فينا هو مجرد قدم العيب ،أى وجود عناصره وقت انتقال تبعة
الهالك ولو لم يكن سبب العيب خطأ من البائع أو من تابعيه ،وهو
ضابط مادى .ويرجع ذلك إلى أن العبرة ليست بسبب العيب وإنما
بالعيب نفسه .فإذا ثبت وجوده وقت انتقال التبعة ،فالبضاعة غير
مطابقة وينبغى أن يسأل البائع عن عدم مطابقتها سواء أكان سبب
العيب مردودا أم غير مردود إلى فعله أو إلى فعل تابعيه .ومع ذلك
فقد نصت الفقرة الثانية من المادة 36على أن البائع مسئول أيضا
عن هذا العيب إذا أمكن نسبته إلى "تخلفه عن تنفيذ أى التزام من
التزاماته" ثم أضافت "بما فى ذلك اإلخالل بأى ضمان صريح
يقضى ببقاء البضاعة خالل مدة معينة صالحة لالستعمال العادى
أو لالستعمال الخاص أو محتفظة بصفات أو خصائص معينة"
واجبات المشترى فى حالة عدم المطابقة:
وضعت االتفاقية على عاتق المشترى إن أراد االحتفاظ بالحقوق
المقررة له فى حالة عدم المطابقة واجبين نصت عليهما المادتان 38
و ،39وهما :فحص البضاعة وإخطار البائع بعدم مطابقة البضاعة لما
تم االتفاق عليه.
واألمر الذى تريد االتفاقية تحقيقه فى هذا المجال هو حث المشترى
على كشف العيب وإعالم البائع به واتخاذ موقف حاسم فى شأنه ،كل
هذا فى وقت قصير لكى ال تبقى المراكز القانونية التى أنشأها العقد
غير مستقرة لفترة طويلة .ولما كانت العلة فى هذا الضغط على
المشترى هى تأمين البائع من المطالبات المتأخرة ،فال يستحق هذه
العناية إال البائع حسن النية غير المخادع .فإذا ساءت نيته فأخفى
العيب فى المطابقة على المشترى مع علمه به ,وجب حرمانه من
الميزات التى تهيئها له النصوص.
فحص البضاعة
يعد فحص البضاعة هو الخطوة األولى للتأكد من خلوها من
النقائص التى تجعلها غير مطابقة للعقد .ويقتضى الفحص
القيام بجملة عمليات مادية تختلف باختالف جنس البضاعة،
كوزنها أو كيلها أو قياسها أو اختبار مذاقها أو إجراء فحوص
كيمائية على عينات منها أو تشغيلها .والغالب عمال أن يتفق
الطرفان على كيفية إجراء هذه العمليات .وقد توجد أعراف
دولية بخصوصها ،وقد ينص قانون المحل الذى يجرى فيه
الفحص على قواعد بشأنها ،ولذا لم تنشأ االتفاقية التعرض
لهذه الناحية من الموضوع وتركتها لالتفاق أو العرف أو
القانون المحلى
اإلخطار بعدم المطابقة:
إذا كشف الفحص عن عدم المطابقة .كان على المشترى أن يبادر
إلى إخطار البائع بوجوده وبطبيعة العيب الذى ظهر ليتأهب البائع
إلصالحه أو مناقشة المشترى فيه وجمع األدلة على سالمة
البضاعة من العيب تحسبا للدخول فى نزاع مع المشترى حول هذا
األمر .ويكفى أن يذكر المشترى فى اإلخطار بيانات عن العيب
تمكن البائع من تكوين فكرة عامة عنه ،وال يلزم إعطاء وصف
مفصل للعيب ،إذا قد ال تكون عناصره قد تجمعت بصورة نهائية
وقت الفحص وعمل اإلخطار .ويجب عمل اإلخطار وفقا للفقرة
األولى من المادة " 39خالل فترة معقولة من اللحظة التى اكتشف
فيها المشترى العيب أو كان من واجبه اكتشافه" .أى أن "الفترة
المعقولة" فى السريان من إحدى نقطتين زمانيتين )1 :اللحظة
التى يكتشف فيها المشترى العيب )2 .اللحظة التى كان من واجبه
أن يكتشف فيها العيب.
وجزاء إهمال عمل الفحص أو عمل األخطار فى
المواعيد المعقولة السالفة اإلشارة إليها هو سقوط حق
المشترى فى التمسك بعدم المطابقة (المادة 39فقرة
أولى) .فإذا طالب البائع بضمان عدم المطابقة رغم
هذا اإلهمال ،كان من حق البائع الدفع بعدم قبول هذه
المطالبة لفوات مواعيد الفحص أو األخطار .وعلة
سقوط الحق فى هذا المجال هى أن المشترى الذى ال
يبادر إلى فحص البضاعة التى اشتراها أو إلى أخطار
البائع بالعيوب التى تظهر فيها هو إما مشترى غافل ال
يستحق رعاية القانون .وإما مشترى قرر قبول
البضاعة رغم ما قد يظهر فيها من عيوب.
وقد خففت المادة 44من أثر هذا الجزاء حيث نصت على
أنه فى حالة أذ كان هناك عذر معقول للمشترى تأخر بسببه
فى عمل اإلخطار فإنه يكون بالخيار بين المطالبة بتخفيض
الثمن وبين المطالبة بالتعويض على أال يغطى هذا التعويض
إال الخسارة التى الحقته بسبب العيب فى البضاعة دون الكسب
الذى فاته .ومع ذلك فإن هذا األمر مشروط بأن يتم االخطار
المتأخر خالل مدة السقوط الحاسمة التى تنص عليها الفقرة
الثانية من المادة 39وهى سنتان من تاريخ تسيلم البضاعة
للمشترى تسليما فعليا .ومدة السنتان المحسوبة من تاريخ
تسلم البضاعة هى مدة حاسمة باترة ال يستطيع بعدها
المشترى أن يتمسك بخيار عدم المطابقة حرصا على استقرار
المراكز القانونية ونفاذ العقد.
فى جميع األحوال يفقد المشترى حق التمسك بعدم المطابقة
– وفقا للفقرة 2من المادة سالفة الذكر -إذا لم يخطر البائع
خالل فترة أقصاها سنتان من تاريخ تسليم البضاعة إلى
المشترى تسليما تصير به فى حيازته الفعلية .وترد على هذا
النص مالحظتان:
األولى :ال عمل للنص إال فى الحالة التى ال يتلقى فيها البائع
خالل مدة السنتين أى إخطار من المشترى بوجود عيب فى
البضاعة.
والثانية :تسرى مدة السنتين من تاريخ التسليم الفعلى بمعنى
المناولة ،handing overألنه وحده الذى يهيئ للمشترى
الفرصة إلجراء الفحص الجدى ثم عمل اإلخطار إن أظهر هذا
الفحص عيبا فى البضاعة
ويستثنى النص الحالة التى يتضمن فيها العقد "شرط
ضمان" يقضى بضمان البائع لكل عيب أو لعيوب معينة لمدة
قد تزيد على مدة السنتين أو تنقص عنها .وهو فرض ليس
بنادر الوقوع فى التجارة الدولية ،ويكثر وقوعه فى بعض
أنواع من السلع ،كالعقاقير الطبية والمأكوالت المحفوظة
والساعات والسيارات.
فإذا وجد الشرط صريحا ،ظل البائع ضامنا للعيب للمدة
المنصوص عليها فى العقد .وتقول فى ذلك العبارة األخيرة من
الفقرة الثانية من المادة ..." 39إال إذا كانت هذه المدة (مدة
السنتين) ال تتفق مع مدة ضمان ينص عليها العقد".
أن االتفاقية أرادت دفع المشترى إلى اإلسراع فى
إجراء الفحص وإخطار البائع بالعيب فى ميعاد معقول
وغلق الباب دون أى منازعة تتعلق بعدم المطابقة بعد
انقضاء سنتين من وقت التسليم ،فهدفها من كل ذلك
وقاية البائع من القلق على مصير البضاعة وتجنبه
الدخول فى المنازعات بشأنها بعد مرور مدة طويلة قد
تضيع معها معالم إثبات خلوها من العيوب عند
تسليمها .وغنى عن البيان أن البائع الذى يستحق هذه
الرعاية هو البائع حسن النية الذى يبيع وهو يجهل
وجود العيب أو يعلم بوجوده ويكشفه للمشترى.
ضمان إدعاء الغير:
ال جدال فى أن أية ملكية ينقلها البائع إلى المشترى يجب أن
تكون هادئة بحيث تمكنه من االنتفاع بالمبيع دون أن يقلقه
تعرض صادر من البائع نفسه أو من شخص أخر من الغير
يدعى بحق على المبيع كمشترى أخر بعقد سابق أو مالك
يدعى ملكية المبيع ويطالب باسترداده أو دائن للبائع يتمسك
بحق رهن أو امتياز على المبيع .وقد أسقطت اتفاقية فيينا من
حسابها ضمان التعرض الصادر من البائع نفسه لندرة وقوعه
فى مجال البيع الدولى .فإذا حدث ووقع ،وجب إخضاعه
ألحكام القانون الوطنى الواجب التطبيق .أما ضمان التعرض
الصادر من الغير ،فقد تناولته االتفاقية فى المواد من 41إلى
،44ألن وقوعه أقل ندرة من وقوع التعرض من البائع
ووضعت المادة 41مبدأ هذا الضمان بقولها "على البائع
أن يسلم بضائع خالصة من أى حق أو ادعاء للغير ،إال إذا
وافق المشترى على أخذ المبيع رغم وجود مثل هذا الحق أو
االدعاء" .ومعنى هذا أن البائع ضامن للمشترى كل تعرض
يصدر من الغير ،سواء أكان هذا التعرض يستند إلى مجرد
"ادعاء "Claimلم يثبت بعد ،أم إلى "حق "Rightكامل
األركان .فالقلق الذى يساور المشترى على مصير العقد
متوفر فى الفرضين ،ويتمثل فى حتمية الدخول فى منازعة
قضائية إن كان حقا ،وفى التهديد بالدخول فى منازعة
قضائية إن كان مجرد إدعاء.
ونصت االتفاقية على استثناء يضيق من نطاق تطبيق هذا الضمان
وهو ما إذا وافق المشترى على أخذ البضاعة رغم وجود الحق أو
االدعاء الصادر من الغير .والموافقة تقتضى العلم بالحق أو االدعاء
ثم الرضا بتسليم البضاعة رغم وجودهما .والعلم وحده ال يكفى
إلسقاط الضمان وال يعتبر بذاته دليالً على الرضا ،وإنما يلزم إثبات
هذا الرضا.
اإلخطار:
إذا وقع التعرض من الغير وجب أن يبادر المشترى إلى إخطار
البائع بوقوعه مبيناً له طبيعة الحق أو االدعاء الذى يتمسك به الغير،
وذلك ليكون البائع على بينة من أمره وليتخذ التدابير المناسبة
لمواجهته (المادة .)43
ويجب أن يقع اإلخطار "فى ميعاد معقول" يسرى من وقت علم
المشترى بوقوع التعرض .وفى حالة إذا إدعى عدم العلم بوقوعه،
سرى الميعاد من "الوقت الذى كان ينبغى أن يعلم به" .والعبرة بما
كان يفعله شخص معقول اإلدراك من صفة المشترى إذا وجد نفس
الظروف أما "معقولية" الميعاد ،فأمرها متروك للقاضى .وإذا أهمل
المشترى عمل اإلخطار فى الميعاد المعقول سقط حقه فى الضمان.
ويجوز للبائع أن يتمسك فى مواجهته بهذا السقوط إذا طالبه بالضمان
بعد فواته (المادة 43فقرة أولى) ومع ذلك يمتنع على البائع التمسك
بسقوط حق المشترى المهمل فى الضمان إذا كان (أى البائع) يعلم
بالتعرض الذى وقع من الغير وبطبيعة الحق الذى يدعيه هذا الغير
(المادة 43فقرة ثانية) وذلك ألن سبب عمل اإلخطار هى إعالم البائع
بوقوع التعرض ليبادر إلى رده ،فإذا كان يعلم بوقوعه فعال ،زال
السبب ويزول معه االلتزام برده .والعبرة بعلم البائع فعال بوقوع
التعرض وبطبيعة الحق الذى يدعيه الغير،
ثانيا :جزاء مخالفة التزامات البائع:
إذا قام كل من البائع والمشترى بتنفيذ ما يفرضه العقد عليهما أو
توجيه االتفاقية من التزامات بأمانة وحسن النية ،سار العقد فى هدوء
وسالم إلى نهايته دون أن يثير منازعة بينهما .غير أن وجهات النظر
قد تختلف فى تفسير شروط العقد أو نصوص القانون فيقع النزاع بين
طرفى البيع ،يدعى كل منهما أن اآلخر قد أساء الفهم أو التفسير فجاد
عن التنفيذ السليم .وإذا كان صحيحا أن هذه المنازعات تقع فى كثير
من الفروض عن غير سوء قصد فتكون نتيجة خالف حول التفسير أو
ظروف سياسية أو اقتصادية طارئة تقلق السوق وترغم أكثر التجار
أمانة على التوقف عن التنفيذ أو اإلخالل به ،فإن سوء النية اليزال
أمرا غير مستبعد ،وهو احتمال كان ال مناص من أن تدخله االتفاقية
فى حسابها بتشديد الجزاء على المخالفات فى تنفيذ االلتزامات التى
ينشئها العقد أو تنص عليها أحكامها.
ثانيا :جزاء مخالفة التزامات البائع:
إذا قام كل من البائع والمشترى بتنفيذ ما يفرضه العقد عليهما أو
توجيه االتفاقية من التزامات بأمانة وحسن النية ،سار العقد فى هدوء
وسالم إلى نهايته دون أن يثير منازعة بينهما .غير أن وجهات النظر
قد تختلف فى تفسير شروط العقد أو نصوص القانون فيقع النزاع بين
طرفى البيع ،يدعى كل منهما أن اآلخر قد أساء الفهم أو التفسير فجاد
عن التنفيذ السليم .وإذا كان صحيحا أن هذه المنازعات تقع فى كثير
من الفروض عن غير سوء قصد فتكون نتيجة خالف حول التفسير أو
ظروف سياسية أو اقتصادية طارئة تقلق السوق وترغم أكثر التجار
أمانة على التوقف عن التنفيذ أو اإلخالل به ،فإن سوء النية اليزال
أمرا غير مستبعد ،وهو احتمال كان ال مناص من أن تدخله االتفاقية
فى حسابها بتشديد الجزاء على المخالفات فى تنفيذ االلتزامات التى
ينشئها العقد أو تنص عليها أحكامها.
حقوق المشترى عند تخلف البائع عن التنفيذ:
افتتحت الفقرة األولى من المادة 45أحكام الجزاءات التى
تترتب على مخالفة البائع تنفيذ ما ينشئه عليه العقد أو ما
توجبه االتفاقية من التزامات بقولها أن هذه المخالفة تنشئ
للمشترى الحقوق اآلتية:
-1الحقوق المذكورة فى المواد من 46إلى ،52وهى
التنفيذ العينى والفسخ وتخفيض الثمن ،وتلك هى الحقوق
األصلية لرجوع المشترى على البائع.
-2الحق فى المطالبة بالتعويض ،وهو حق تكميلى يضاف
عند توافر شروطه إلى الحقوق األصلية لتغطية الضرر الذى
قد يصيب المشترى نتيجة الخلل الذى وقع من البائع فى
التنفيذ.
فيجوز للمشترى مثال أن يطالب بالتنفيذ العينى والتعويض ،أو أن
يعلن الفسخ ويطالب بالتعويض أو أن يخفض الثمن ويطالب
بالتعويض .وحرصت الفقرة الثانية من المادة 45على اظهار الصفة
التكميلية للتعويض بنصها على أنه "ال يفقد المشترى حقه فى طلب
التعويض إذا استعمل حقا من حقوقه األخرى فى الرجوع على
البائع".
وشرط استحقاق التعويض فى إطار االتفاقية هو وقوع ضرر
للمشترى نتيجة تخلف البائع عن تنفيذ التزاماته .وال تتطلب االتفاقية
شرطا غيره ،ولو كان القانون الوطنى يضع شروطا أخرى ،كإثبات
خطأ أو سوء نية من جانب البائع ،أو كان يقيم استحقاق التعويض
على افتراض الخطأ أو سوء النية .ويبنى على ذلك أنه ال سبيل للبائع
لرد مطالبة المشترى بالتعويض إال إثبات انعدام الضرر أو نفى
السببية بين الضرر الذى وقع والتخلف عن التنفيذ
اختيار طريق الرجوع على البائع:
يتمتعًالمشترىًبحقًاختيارًالطريقًالذى يناسبهًللرجوع علىًالبائعً
المتخلفًعنًالتنفيذ .فإذاًأصرًالمشترىًعلىًاإلبقاءًعلى العقدًرغمً
تخلفًالبائعًعنًالتنفيذًفإنهًيطلبًالحكمًبالتنفيذًالعينى إذاًكانً
قانونًالمحكمةًيجيزًإتباعًهذاًالطريق .وقدًيرضىًالمشترى بنقصً
البضاعةًأوًبعينهاًفيستبقيهاًويقنعًبتخفيضًالثمن.
وإذاًصارًالعقدًبعدًتخلفًالبائعًعنًالتنفيذًعديمًالنفعًأوًقليلهاً
للمشترىً،فإنهًقدًيفضلًفسخًالعقدًوهوًأصعبًالحلولًألنه ينهىً
العقدًوماًترتبًعليهًمنًأثارًومراكزًأنشأهاًبينًالطرفينًوإعادتهماً
إلىًوضعهماًقبلًالتعاقد .ويزيدًأثرًالفسخًكلماًتراخىًوقوعهًإلىً
وقتًيكونًفيهًالمتعاقدانًقدًقطعاًشوطاًبعيداًفى تنفيذه .والًيخفىًماً
يصحبًهذاًكلهًمنًنفقاتًومشقاتًالسيماًفى إطارًالتجارةًالدولية.
وللمشترىًكماًقدمناًالحقًفىًالمطالبةًبالتعويضًكجزاءًتكميلىً
لطريقًالرجوعًالذىًيختارهً،وذلكًلتغطيةًماًيلحقهًمنًضررًبسببً
تخلفًالبائعًعنًتنفيذًالعقد .وليسًهناكًماًيحولًدونًالمشترىً
واألعراضًعنًالجزاءاتًاألصليةً،واالكتفاءًبالمطالبةًبالتعويضً
كجزاءًوحيدًعنًالمخالفةًالتىًوقعتًفىًالتنفيذ.
وللمشترىًأنًيغيرًالطريقًالذىًاختارهًللرجوعًعلىًالبائع المتخلفً
عنًالتنفيذ .فقدًيبدأًبطلبًالتنفيذًالعينىًثمًيعدلًعنهًإلىًالفسخ .وقدً
يقتصرًعلىًطلبًالتعويضًوحدهًثمًيقررًأنًيضيفًإليهًطلبًالتنفيذً
العينى .ومعًذلكًالًيجوزًللمشترىًاستعمالًحقًيتعارضًمعًحقً
سبقًلهًاستعماله .فإذاًفسخًالعقدًمثالً،فالًحقًلهًبعدًذلك فىًالتنفيذً
العينىًأوًتخفيضًالثمنً،
إذا يصير هذا الطلب بعد أن سقط العقد بالفسخ غير ذى موضوع.
وإذا أقام الدعوى بطلب التنفيذ العينى ثم فسخ العقد قبل الفصل فى
الدعوى ،صارت الدعوى بدورها غير ذات موضوع .وأجملت الفقرة
األولى من المادة 46هذه القاعدة بنصها على أنه "يجوز" للمشترى أن
يطلب من البائع تنفيذ التزاماته إال إذا كان المشترى قد استعمل حقاً
يتعارض مع هذا الطلب.
المهلة اإلضافية:
ليس من الحكمة أن يبادر المشترى فى كل الفروض إلى استعمال
حقوقه بمجرد تخلف البائع عن تنفيذ العقد .فقد يكون من األفضل
التروى خاصة إذا كانت المعامالت التجارية بين الطرفين تستند إلى
ماض ال تشوبه منازعات
.فإذا كان المشترى حريصاً على اإلبقاء على العقد،
راغباً فى بلوغ هذا الهدف فإن المادة 47من االتفاقية
أجازت له أن "يحدد للبائع مهلة إضافية تكون مدتها
معقولة لتنفيذ التزاماته" .وإعماالً لمبدأ التوازن بين
طرفى البيع ،أجازت الفقرة األولى من المادة 63نفس
الحق للبائع عند تخلف المشترى عن التنفيذ.
ومنح المهلة اإلضافية حق اختيارى للمشترى أو للبائع
على حسب األحوال ،يمنحها إن قدر أن منحها سيدفع
الطرف اآلخر إلى التنفيذ .وال يمنحها إن قدر أن ال نفع
من ورائها إلصرار البائع أو المشترى على عناده أو
لعجزه عن التنفيذ.
فإذا لم يمنح المشترى المهلة ،كان له بطبيعة الحال استعمال
كل الحقوق المقررة له بمجرد تخلف البائع عن التنفيذ .وإذا
منح المهلة ،فقد التزم بما وعد .وال يخلو الحال عندئذ من
أحد الفرضين )1 :أن يرد البائع على إخطار منح المهلة
ويعلن فى رده إصراره على اإلمتناع عن التنفيذ أو عجزه
عنه ،وفى هذه الحالة يستعيد المشترى حقه فى الرجوع على
البائع بمجرد وصول هذا اإلعالن ولو كانت المهلة اإلضافية
ال تزال سارية لم تنقضى بعد )2 .أن يستجيب البائع فيعلن
المشترى بعزمه على التنفيذ خالل المهلة التى عينها أو يظل
ساكنا ال يرد بقبول أو برفض .وفى حالتى الفرض الثانى ال
يجوز للمشترى قبل انقضاء المهلة اإلضافية استعمال أى حق
من الحقوق المقررة له ،ما عدا حق المطالبة بالتعويض عن
وفى هذا السياق تنص الفقرة الثانية من المادة " 47فيما عدا
الحاالت التى يتلقى فيها المشترى إخطارا من البائع بأنه سوف ال ينفذ
التزاماته فى الفترة اإلضافية المحددة ،ال يجوز المشترى قبل انقضاء
هذه الفترة أن يستعمل أى حق من الحقوق المقررة له فى حالة
مخالفة العقد ،غير أن المشترى ال يفقد بسبب ذلك حقه فى طلب
تعويضات عن التأخير فى التنفيذ".
ولم تضع االتفاقية حدودا للمهلة اإلضافية ،واكتفت بالتوصية بأن
تكون "مدتها معقولة "Of reasonable lengthوهو متروك
لتقدير المشترى ،فقد يعين شهرا أو أقل من ذلك أو أكثر تبعا لظروف
الحال .وهو وضع منطقى ألنه صاحب الخيار فى منح المهلة أو عدم
منحها ،فمن المنطقى أن يكون أيضا صاحب األمر فى تحديد مدتها أن
منحها .وغنى عن البيان أن هذه المهل ال يجوز للقاضى أو للمحكم
منحها كما سلف القول.
ويجوز منح المهل اإلضافية بمناسبة التخلف عن تنفيذ أى التزام من
التزامات البائع .فال يقتصر النظام على التزام معين ،كااللتزام بالتسليم
مثال .كما يجوز منحها سواء أكانت مخالفة جوهرية أم مخالفة غير
جوهرية .فإذا كانت المخالفة جوهرية ولم يقم البائع بتنفيذها خالل
المهلة االضافية جاز للمشترى فسخ العقد.
أما إذا كانت المخالفة غير جوهرية ولم يقم البائع بالتنفيذ خالل
المهلة اإلضافية ،فإن االتفاقية أجازت للمشترى الفسخ فى حالة اخالل
البائع بالتزامه بالتسليم فقط .ونستطيع أن نستشف من ذلك أن
االتفاقية ال تسمح بالفسخ إال فى المخالفات الجوهرية وهو ما سيلى
شرحه تفصيال فى الجزء الخاص بالفسخ .تلك هى القواعد األصولية
فى موضوع الجزاءات التى تترتب على البائع عندما يتخلف عن تنفيذ
التزاماته .وفى األمر تفصيل يدور حول تطبيقات لتلك القواعد على
الجزاءات الثالثة )1 :التنفيذ العينى و )2الفسخ و )3تخفيض الثمن.
أوال :التنفيذ العينى:
ويكون بإجبار البائع على تنفيذ التزامه كما يعينه العقد
أو نصوص االتفاقية .ولم تبين االتفاقية الوسائل التى
يجوز للمحكمة االلتجاء إليها إلجبار البائع على التنفيذ.
فمرجع األمر إذن هو القانون الوطنى الواجب التطبيق،
وغالبا ما يكون قانون القاضى على اعتبار أن األمر
يتعلق بقواعد المرافعات .والوسائل التى تأخذ بها
القوانين الوطنية إلجبار المدين على التنفيذ العينى
متعددة .ومن ضمن طرق التنفيذ العينى التى نصت
عليها االتفاقية:
استبدال البضاعة وإصالح العيب:
يجوز للمشترى فى حالة عدم مطابقة البضاعة للعقد أن
يحصل على التنفيذ العينى بإحدى وسيلتين:
األولى :أن يطلب استبدال بضاعة مطابقة بالبضاعة غير
المطابقة واشترطت الفقرة الثانية من المادة 46الستعمال
هذا الحق ما يأتى:
أ -أن يشكل العيب فى البضاعة مخالفة جوهرية للعقد،
وذلك ألن االستبدال يستلزم إرسال بضاعة مطابقة إلى
المشترى وإعادة البضاعة غير المطابقة إلى البائع ،وهو أمر
يقتضى نفقات على البائع تفوق عادة المنفعة التى يحصل
عليها المشترى من االستبدال إذا كانت المخالفة غير
الجوهرية.
أن يقدم المشترى طلب االستبدال إما فى نفس الوقت الذى يخطر فيه
البائع بعدم المطابقة وفقا للمادة ،39وإما فى ميعاد معقول من تاريخ
هذا اإلخطار .وأضيف هذا الميعاد "المعقول" لتمكين المشترى من
التفكير فى الحل المناسب له ،هل يطلب التنفيذ العينى أم يعلن فسخ
العقد وإذا قرر طلب التنفيذ العينى هل يستبدل البضاعة أو يطلب
إصالح العيب.
والثانية :أن يطلب المشترى إصالح العيب فى البضاعة .وال يشترط
فى هذه الحالة أن يشكل العيب مخالفة جوهرية ،ولكن المشروط
أمران (المادة 46فقرة ثالثة):
أ -أال يشكل إصالح العيب عبئا "غير معقول" على البائع مع
مراعاة ظروف الحال .ومثال هذا العبء أن يقتضى اإلصالح إرسال
أخصائيين من دولة البائع إلى دولة المشترى بينما يستطيع المشترى
االستعانة بخبراء من دولته يقومون بنفس العمل وبنفقات أقل.
حق البائع فى إصالح الخلل فى التنفيذ بعد ميعاد
التسليم:
تقرر المادة 48للبائع الذى يتخلف عن تنفيذ التزامه
حقا إذا هو عرض إصالح الخلل الذى وقع فى التنفيذ
وإجبار المشترى على قبول هذا العرض .وجاءت عبارة
الفقرة األولى من المادة 48من العموم بحيث تعطى
"ألى خلل " any failureيقع فى التنفيذ بمناسبة
"أى التزام من التزامات البائع" أى االلتزام بالتسليم
وااللتزام بالمطابقة .ومع ذلك فإن المنطق يقضى بأنه ال
مجال الصالح الخلل فى التنفيذ إذا كان مما ال يمكن
اصالحه.
باستبدالهاًأوًبتغييرًالقطعًالتالفةًفيهاًأوًبتكملةًنقص كميتها.
ومعًذلكًفإنًهناكًشروطًمعينةًوضعتهاًالفقرةًاألولىًمنًالمادةً
48لكى تحدًمنًنطاقهاًتتمثلًفى:
-1 أنًيتحملًالبائعًنفقاتًإصالحًالخللًالذى وقعًفى تنفيذً
االلتزامً،كمصاريفًإصالحًالعيبًأوًمصاريفًإرسالًقطعًالغيار.
-2أنًيبادرًالبائعًإلىًإعالمًالمشترىًبرغبتهًفى إصالحًالخللًفى
التنفيذً"دونًتأخيرًغيرًمعقولً"Without unreasonable Delay
فإذاًأخطرهًالمشترىًباكتشافًعيبًاآللةًمثالً،وجبًأنًيسرع فى
الردًعليهًليخطرهًبعزمهًعلىًإصالحًالعيبًويحددًميعادًإجراءًهذاً
اإلصالح.
-3أال يترتب على إصالح الخلل فى التنفيذ "مضايقة
Unreasonable
معقولة
غير
"inconvenienceللمشترى ،كما إذا اقتضى
إصالح عيب اآللة أو الجهاز مثال تعطيل العمل فى
منشأة المشترى لمدة طويلة.
-4أن يرد البائع المصاريف التى أنفقها المشترى
لمواجهة الخلل فى التنفيذ ،كالنفقات التى تحملها فى
المحاوالت األولية إلصالح عيب اآللة قبل أن يتولى
البائع هذا اإلصالح ،وكنفقات إخالء المكان
الذى يجرى فيه اإلصالح .وكل شك جدى يساور
المشترى فى مقدرة البائع على أداء هذه المصاريف
يبرر المشترى رفض طلب إجراء اإلصالح.
وللبائع أن يعرض إصالح الخلل الذى وقع فى التنفيذ
بمناسبة كل مخالفة ولو كانت جوهرية .ولكن يشترط
لقبول عرضه فى حالة المخالفة الجوهرية أال يكون
المشترى قد سبقه إلى فسخ العقد ،أو متى وقع الفسخ
فال مكان لإلصالح ولهذا بدأت المادة 48أحكامها
بتحفظ قالت فيه "مع عدم اإلخالل بأحكام المادة "49
وهى المادة التى تتكلم فى حق المشترى فى الفسخ.
وإذا أخطر البائع المشترى بعزمه على إصالح الخلل
فى التنفيذ قبل أن يستعمل المشترى حقه فى الفسخ،
إمتنع على المشترى استعمال حقوقه كلها بما فى ذلك
حقه فى الفسخ ،مع استثناء حق المطالبة بالتعويض.
ويظل الحال على هذا الوضع حتى ينقضى الميعاد الذى
حدده البائع إلجراء اإلصالح .فإذا أصلح الخلل خالل
هذا الميعاد فقد أنقذ العقد ،وال يبقى عليه إال التعويض.
وإذا لم يصلح الخلل ،استعاد المشترى حقه فى طلب
التنفيذ العينى أو الفسخ أو تخفيض الثمن باإلضافة إلى
التعويض فى جميع األحوال.
ونظمت المادة 48إجراءات وكيفية االتصال بين الطرفين
فى هذا الشأن كاآلتى:
ارسال المشترى للبائع اخطارا يطلعه باكتشاف العيب أو
التأخير فى التسليم.
إذا قرر البائع إصالح هذا الخلل ،فإنه يبادر إلى إخطار
المشترى بقراره ويحدد مدة معينة إلجراء اإلصالح ويطلب
منه إعالن رأيه فى هذا العرض .كأن يرسل برقية أو رسالة
مفادها "نأسف لتأخير تسليم البضاعة فى أول سبتمبر وفقا
للعقد وسنرسلها يوم 15سبتمبر مع رجاء أفادتنا بموافقتكم"
أو يقول "نأسف للعطل الذى وقع فى الجهاز وسنرسل خالل
أسبوع من تاريخه خبيرا من طرفنا إلصالحه مع رجاء إفادتنا
بموافقتكم" .وال يخلو الحال عندئذ من أحد فروض ثالثة:
األول :أن يسرع المشترى إلى استعمال حقه فى الفسخ
(بفرض أن المخالفة جوهرية) ليغلق على البائع طريق
إصالح الخلل فى التنفيذ .وينشب النزاع عندئذ بين الطرفين،
وال تكون كفة المشترى فيه هى الرابحة دائما ،إذا يحتمل أن
تقرر المحكمة حرمانه من حق الفسخ على أساس أن عرض
البائع إصالح الخلل فى التنفيذ قد أسقط عن المخالفة صفة
الجوهرية فصارت غير صالحة إلحداث هذا األثر.
الثانى :أال يرد المشترى على عرض البائع "فى ميعاد
معقول" فيكون من حق البائع تنفيذ إصالح الخلل فى الميعاد
الذى حدده فى طلبه .وال يجوز للمشترى قبل إنقضاء هذا
الميعاد استعمال أى حق يتعارض مع حق البائع فى إجراء
اإلصالح ،كحقه فى الفسخ أو حقه فى تخفيض الثمن المادة
الثالث :أن يرد المشترى برفض عرض البائع ،ويثور
عندئذ النزاع بين الطرفين ،ويكون الخاسر فيه هو
المشترى إن توافرت شروط العرض ،حيث ال يجوز له
رفضه مع توافر شروطه.
وال يحدث الطلب الذى يوجهه البائع إلى المشترى
بإصالح الخلل فى التنفيذ أثره إال إذا وصل فعال إلى
المشترى فمخاطر ضياع الرسالة فى الطريق أو تأخر
وصولها تكون على البائع.
ثانيا :الفسخ
حق الفسخ من الحقوق المقررة للمشترى عندما يتخلف
البائع عن تنفيذ التزاماته وأقرت هذا الحق الفقرة األولى من
المادة 49بقولها "يجوز للمشترى فسخ العقد".
وبالرغم من أن المادة وضعت قيودا على استعمال هذا
الحق ،فإن هذه القيود ال تقدح فى وجود المبدأ بوصفه أصال
وكل ما يرد عليه من قيود هو استثناء ال يتقرر إال بنص
صريح .وإذا قرر المشترى استعمال حق الفسخ ،فال يشترط
أن يطلبه من القضاء ،وإنما يكفيه أن يعلن فسخ العقد يخطر
بذلك البائع.
حاالت الفسخ المتاحة للمشترى
هذه الحاالت مذكورة فى المادة 49على سبيل الحصر ،فال يجوز
للمشترى استعمال حقه فى الفسخ إال إذا توافرت حالة منها ،وهذا
يرجع إلى رغبة واضعى االتفاقية فى الحد من استعمال هذا الحق.
وتدور حاالت الفسخ المنصوص عليها حول فكرتين )1 :خطورة
المخالفة ،و )2إصرار البائع على عدم التنفيذ أو عجزه عنه رغم
إعذاره.
وتتمثل الفكرة األولى "خطورة المخالفة" فى عبارة الفقرة األولى
(أ) من المادة 49التى تجيز للمشترى فسخ العقد إذا كان عدم تنفيذ
البائع ألى التزام من االلتزامات التى يرتبها عليه العقد أو هذه
االتفاقية يشكل مخالفة جوهرية.
ولكى تعتبر المخالفة مخالفة جوهرية فإنها يجب أن تتوافر فيها
العناصر اآلتية التى نصت عليها المادة 25من االتفاقية:
)1 وقوع مخالفة للعقد :وهذا يتعلق بأى خلل فى تنفيذ أحد أطراف
العقد اللتزامته.
)2حدوث ضرر ينتج عن المخالفة للطرف اآلخر :ويجب أن يكون
الضرر هاما ويترتب عليه حرمان الطرف المضرور من الحصول
على المنفعة االساسية التى كان من حقه أن يتوقع الحصول عليها
من العقد.
)3 أن يكون الضرر الذى ينتج عن المخالفة متوقعا من الطرف
االخر.
وتبرر المخالفة الجوهرية الفسخ أيا كان االلتزام الذى تخلف عنه
البائع ،كااللتزام بتسليم البضاعة أو االلتزام بتسليم المستندات أو
االلتزام بالمطابقة.
وتتمثل الفكرة الثانية "عدم قيام البائع بالتنفيذ رغم إعذاره"
فى عبارة الفقرة األولى (ب) من المادة 49التى تجيز
للمشترى الفسخ "فى حالة عدم التسليم إذا لم يقم البائع
بتسليم البضائع خالل المهلة اإلضافية التى حددها المشترى
وفقا للفقرة األولى من المادة 47أو إذا أعلن أنه سوف ال
يسلمها خالل تلك المهلة".
ومن سبيل األمثلة التى توضح هذه الحالة أن يتعلق العقد
ببيع آلة وينص فيه على أن يكون التسليم فى أول سبتمبر،
ويحل هذا الميعاد دون أن يسلم البائع اآللة فيرسل إليه
المشترى رسالة يقول فيها "لم تسلموا اآللة فى الميعاد
المنصوص عليها فى العقد ،إذا لم يتم التسليم حتى 20
سبتمبر سنضطر إلى اتخاذ اإلجراءات القانونية".
قيود استعمال حق الفسخ من حيث الوقت:
بعد أن فرغت االتفاقية من الحد من استعمال حق الفسخ بتحديد
حاالت جوازه فى الفقرة األولى من المادة ،49أضافت فى الفقرة
الثانية من المادة نفسها قيودا على استعمال هذا الحق امعانا منها فى
الحد من استعماله فافترضت ان أن تسليم البضاعة قد تم وال يزال
تنفيذ العقد معيبا ،إما بسبب عيب فى التسليم ،كما إذا وقع متأخرا،
وإما بسبب عيب فى المطابقة ،كما إذا كانت البضاعة ناقصة أو تالفة
أو ال تشتمل على المواصفات المنصوص عليها فى العقد.
واألمر الذى وجهت إليه االتفاقية عنايتها هنا هو حث المشترى على
اإلسراع إلى تقرير مصير العقد ،ألن بقاءه معلقا بين اإللغاء واإلبقاء
لمدة طويلة قد يعرض البضاعة للتلف أو الهالك ،وقد يستوجب نفقات
ال مبرر لها كمصاريف تخزين البضاعة وحراستها ،وقد يلحق الضرر
بالبائع إذا تقلب السوق فهبطت األسعار.
ولهذا تطلب النص من المشترى اإلسراع إلى استعمال حق
الفسخ ورتب على التراخى فى استعماله سقوط الحق .إال أن
النص لم يحدد ميعادا معينا الستعمال حق الفسخ واكتفى
باشتراط استعماله فى "وقت معقول" ليكون التحديد مرنا
يتغير باختالف ظروف الحال وطبيعة البضاعة .واقتصر
النص على تعيين نقطة بداية سريان هذا الميعاد ،وأقام لهذا
الغرض التفرقة اآلتية:
أ -فى حالة التسليم المتأخر ،يبدأ الميعاد من الوقت الذى
يعلم فيه المشترى بأن التسليم قد وقع.
ب -فى حالة المخالفات األخرى غير التسليم المتأخر (كعدم
المطابقة مثال ،يبدأ الميعاد على الوجه التالى):
من الوقت الذى يعلم فيه المشترى ،أو كان من واجبه
أن يعلم ،بالمخالفة.
من وقت انقضاء أى مهلة إضافية يكون قد حددها
المشترى للبائع أو من الوقت الذى يعلن فيه البائع أنه سوف
ال ينفذ التزاماته خالل تلك المهلة.
من وقت انقضاء أى مهلة إضافية يحددها البائع ولم
يكن المشترى قد رد عليها فى ميعاد معقول أو من الوقت
الذى يعلن فيه المشترى أنه سوف ال يقبل التنفيذ.
الخلل الجزئى فى التنفيذ:
الفرض هنا أن المخالفة فى التنفيذ ال تشمل إال جزء من العقد ،كما
إذا سلم البائع جزءا من البضاعة وتخلف عن تسليم الجزء الباقى ،أو
كما إذا وقع عدم المطابقة فى جزء من البضاعة دون األجزاء
األخرى.
وفى هذا الصدد اعتبرت الفقرة االولى من المادة 51أن الحال ال
يخلو من أحد فرضين )1 :فإما أن يشكل الخلل الجزئى فى التنفيذ
مخالفة جوهرية فيكون للمشترى عندئذ حق فسخ العقد برمته .حيث
تناولت الفقرة الثانية من المادة 51تحديد متى يكون للمشترى الحق
فى فسخ العقد برمته .فإعتبرت أنه إذا كان نقص البضاعة أو عدم
مطابقة جزء منها يشكل منذ البداية مخالفة جوهرية ينبسط أثرها
على العقد برمته بحيث تسبب ضررا للمشترى يحرمه مما كان يتوقع
الحصول عليه بموجب العقد ،فله فى هذه الحالة فقط أن يفسخ العقد
)2 وإما أن تكون المخالفة غير جوهرية ،فال فسخ بالنسبة إلى
العقد برمته وال بالنظر إلى الجزء الذى وقع فيه الخلل فى التنفيذ.
ولكن يجوز للمشترى بالنسبة إلى هذا الجزء األخير أن يحدد للبائع
مهلة إضافية ويعذره بتسليم الجزء الناقص من البضاعة أو بإصالح
الجزء غير المطابق خالل تلك المهلة ،فإذا ظل البائع على عناده أو
عجزه عن التنفيذ حتى انقضائها وكانت المخالفة تتعلق بااللتزام
بالتسليم ،تحولت إلى مخالفة جوهرية بالنظر إلى الجزء الذى وقعت
فيه وحده،
فيجوز عندئذ للمشترى فسخ العقد فيما يتعلق بهذا الجزء فقط دون
أجزاء العقد التى تم فيها التسليم سليما .ومن الجائز فى هذه الحالة
للمشترى أن يطلب تخفيض الثمن والتعويض عن االضرار التى لحقته
من ذلك.
حق المشترى فى رفض البضاعة:
البائع ملزم بتنفيذ العقد وفقا للشروط المبينة فيه دون تراخ أو
اندفاع ،ودون نقص أو زيادة .وكنا نفترض حتى هذه المرحلة من
الحديث أن الخلل فى التنفيذ ينشأ عن سلبيات من جانب البائع ،كعدم
تسليم البضاعة فى الميعاد المعين فى العقد ،أو تسليم كمية من
البضاعة أقل من المبينة فى العقد .والواقع أن وقوع الخلل فى التنفيذ
على هذه الصورة هو الوضع األكثر حدوثا فى العمل وهو األشد
ضررا للمشترى.
ولكن قد يقع الخلل فى التنفيذ على وجه إيجابى ،وقد يحدث هذا
الخلل بدوره حرجا للمشترى .فعلى سبيل المثال أن يسرع البائع إلى
تصدير البضاعة إلى المشترى قبل الميعاد المعين فى العقد ،فإن هذا
التصدير المبتسر يمكن أن يفاجئ المشترى فى وقت ال يكون فيه
مستعدا الستقبال البضاعة فتظل على أرصفة الموانى أو محطات
وقد يرسل البائع بضائع تزيد كميتها على المقدار المعين فى
العقد وال تتسع مخازن المشترى الستيعاب الجزء الزائد
فيضطر إلى استئجار مخازن بمصاريف إضافية .وقد ال تتحمل
السوق تصريف الكمية الزائدة فتظل معطلة عند المشترى.
وقد ال تسمح مالية المشترى بدفع ثمن الكمية الزائدة فتحدث
اضطرابا فى حساباته .لهذا كان من الضرورى تمكين
المشترى بطريقة ما من رد كل هذه االحتماالت عن نفسه.
واألمر ال يحتاج إلى عالج الفسخ ،ألن الخلل الذى يقع فى
التنفيذ على هذه الصورة ال يرقى غالبا إلى مرتبة المخالفة
الجوهرية التى تبرر الفسخ .وأبسط الحلول هو إعطاء
المشترى حق الخيار بين قبول البضاعة الزائدة أو المسلمة
قبل الميعاد أو رفضها.
وهذا هو ما فعلته المادة 52فأجازت للمشترى
فى حالة التسليم المبتسر قبول التسليم أو رفضه.
فإذا رفضه تحمل البائع نفقات إعادة البضاعة أو
تخزينها حتى يحل ميعاد التسليم .وإذا قبله
المشترى ،فإنه متى سبب له ذلك أية مضايقات أو
تكاليف فإنه يجوز له أن يرجع على البائع
بالتعويض.
وكذلك فى تسليم كمية من البضاعة تزيد على المقدار المعين فى
العقد ،يكون للمشترى الخيار بين قبول الجزء الزائد أو رفضه حيث
يقتصر الخيار على الجزء الزائد وحده .أما المقدار المطابق للعقد
فيقع على المشترى التزام بتسلمه .فإذا رفض المشترى الجزء الزائد
من البضاعة ،تحمل البائع نفقات حفظه وإعادته .وإذا قبله المشترى
أو قبل بعضه التزم بأداء ثمن الجزء الذى قبله وبالسعر المبين فى
العقد.
حق الفسخ من الحقوق المقررة للمشترى عندما يتخلف البائع عن
تنفيذ التزاماته وأقرت هذا الحق الفقرة األولى من المادة 49بقولها
"يجوز للمشترى فسخ العقد" .وبالرغم من أن المادة وضعت قيودا
على استعمال هذا الحق ،فإن هذه القيود ال تقدح فى وجود المبدأ
بوصفه أصال وكل ما يرد عليه من قيود هو استثناء ال يتقرر إال بنص
صريح .وإذا قرر المشترى استعمال حق الفسخ ،فال يشترط أن يطلبه
من القضاء ،وإنما يكفيه أن يعلن فسخ العقد يخطر بذلك البائع.
حاالت الفسخ المتاحة للمشترى:
هذه الحاالت مذكورة فى المادة 49على سبيل الحصر ،فال يجوز
للمشترى استعمال حقه فى الفسخ إال إذا توافرت حالة منها ،وهذا
يرجع إلى رغبة واضعى االتفاقية فى الحد من استعمال هذا الحق.
وتدور حاالت الفسخ المنصوص عليها حول فكرتين )1 :خطورة
المخالفة ،و )2إصرار البائع على عدم التنفيذ أو عجزه عنه رغم
إعذاره.
وتتمثل الفكرة األولى "خطورة المخالفة" فى عبارة الفقرة األولى
(أ) من المادة 49التى تجيز للمشترى فسخ العقد إذا كان عدم تنفيذ
البائع ألى التزام من االلتزامات التى يرتبها عليه العقد أو هذه
االتفاقية يشكل مخالفة جوهرية .وتبرر المخالفة الجوهرية الفسخ أيا
كان االلتزام الذى تخلف عنه البائع ،كااللتزام بتسليم البضاعة أو
االلتزام بتسليم المستندات أو االلتزام بالمطابقة .كما أنها تبرر الفسخ
) (ولكى تعتبر المخالفة مخالفة جوهرية فإنها يجب أن تتوافر فيها
العناصر اآلتية التى نصت عليها المادة 25من االتفاقية:
)1وقوع مخالفة للعقد :وهذا يتعلق بأى خلل فى تنفيذ أحد أطراف
العقد اللتزامته )2 .حدوث ضرر ينتج عن المخالفة للطرف اآلخر:
ويجب أن يكون الضرر هاما ويترتب عليه حرمان الطرف المضرور
من الحصول على المنفعة االساسية التى كان من حقه أن يتوقع
الحصول عليها من العقد )3 .أن يكون الضرر الذى ينتج عن المخالفة
متوقعا من الطرف االخر" .لم تسلموا اآللة فى الميعاد المنصوص
عليها فى العقد ،إذا لم يتم التسليم حتى 20سبتمبر سنضطر إلى
اتخاذ اإلجراءات القانونية" .وتمد هذه المهلة دون أن يسلم البائع
اآللة سواء أكان عنادا أم عجزا.
والسؤال هو :هل يجوز للمشترى بعد انقضاء المهلة اإلضافية التى
حددها للتنفيذ أن يعلن فسخ العقد .بالتأكيد نعم فمن حقه إعالن الفسخ
إذا كان عدم التسليم يشكل من بدايته مخالفة جوهرية .فإذا كان من
حق المشترى أن يعلن الفسخ قبل منح المهلة اإلضافية ،فإنه يعود
إليه نفس هذا الحق بعد انقضائها .أما إذا كانت المخالفة من بدايتها
غير جوهرية ،فهل تظل محتفظة بصفتها هذه بعد انقضاء المهلة
اإلضافية فال تبرر للمشترى استعمال حق الفسخ؟ أم تتحول المخالفة
بسبب إصرار البائع على عدم التسليم أو عجزه عنه إلى مخالفة
جوهرية تتيح للمشترى الفسخ؟ هذا ما أجابت عليه الفقرة األولى (ب)
من المادة 49بمنحها المشترى حق الفسخ ،األمر الذى يفهم منه أنها
اعتبرت أن المخالفة قد تحولت إلى مخالفة جوهرية.
وينبغى اعادة االشارة إلى أن الحالة الثانية من حاالت الفسخ ترتبط
فقط بتخلف البائع عن التزامه بتسليم البضاعة فال يشمل ذلك االلتزام
بالمطابقة مثال.
قيود استعمال حق الفسخ من حيث الوقت:
بعد أن فرغت االتفاقية من الحد من استعمال حق الفسخ بتحديد
حاالت جوازه فى الفقرة األولى من المادة ،49أضافت فى الفقرة
الثانية من المادة نفسها قيودا على استعمال هذا الحق امعانا منها فى
الحد من استعماله فافترضت ان أن تسليم البضاعة قد تم وال يزال
تنفيذ العقد معيبا ،إما بسبب عيب فى التسليم ،كما إذا وقع متأخرا،
وإما بسبب عيب فى المطابقة ،كما إذا كانت البضاعة ناقصة أو تالفة
أو ال تشتمل على المواصفات المنصوص عليها فى العقد.
هو حث المشترى على اإلسراع إلى تقرير مصير العقد ،ألن بقاءه
معلقا بين اإللغاء واإلبقاء لمدة طويلة قد يعرض البضاعة للتلف أو
الهالك ،وقد يستوجب نفقات ال مبرر لها كمصاريف تخزين البضاعة
وحراستها ،وقد يلحق الضرر بالبائع إذا تقلب السوق فهبطت
األسعار .ولهذا تطلب النص من المشترى اإلسراع إلى استعمال حق
بيد أن النص لم يعين ميعادا محددا الستعمال حق الفسخ
واكتفى باشتراط استعماله فى "وقت معقول" ليكون التحديد
مرنا يتغير باختالف ظروف الحال وطبيعة البضاعة .واقتصر
النص على تعيين نقطة بداية سريان هذا الميعاد ،وأقام لهذا
الغرض التفرقة اآلتية:
أ -فى حالة التسليم المتأخر ،يبدأ الميعاد من الوقت الذى
يعلم فيه المشترى بأن التسليم قد وقع.
ب -فى حالة المخالفات األخرى غير التسليم المتأخر (كعدم
المطابقة مثال ،يبدأ الميعاد على الوجه التالى):
من الوقت الذى يعلم فيه المشترى ،أو كان منواجبه أن يعلم ،بالمخالفة.
من وقت انقضاء أى مهلة إضافية يكون قد حددهاالمشترى للبائع أو من الوقت الذى يعلن فيه البائع
أنه سوف ال ينفذ التزاماته خالل تلك المهلة.
من وقت انقضاء أى مهلة إضافية يحددها البائع ولميكن المشترى قد رد عليها فى ميعاد معقول أو من
الوقت الذى يعلن فيه المشترى أنه سوف ال يقبل
التنفيذ.
الخلل الجزئى فى التنفيذ:
الفرض هنا أن المخالفة فى التنفيذ ال تشمل إال جزء من العقد ،كما إذا
سلم البائع جزءا من البضاعة وتخلف عن تسليم الجزء الباقى ،أو كما
إذا وقع عدم المطابقة فى جزء من البضاعة دون األجزاء األخرى.
وفى هذا الصدد اعتبرت الفقرة االولى من المادة 51أن الحال ال
يخلو من أحد فرضين :فإما أن يشكل الخلل الجزئى فى التنفيذ مخالفة
جوهرية فيكون للمشترى عندئذ حق فسخ العقد برمته .وال بالنظر إلى
الجزء الذى وقع فيه الخلل فى التنفيذ .ولكن يجوز للمشترى بالنسبة
إلى هذا الجزء األخير أن يحدد للبائع مهلة إضافية ويعذره بتسليم
الجزء الناقص من البضاعة أو بإصالح الجزء غير المطابق خالل تلك
المهلة ،فإذا ظل البائع على عناده أو عجزه عن التنفيذ حتى انقضائها
وكانت المخالفة تتعلق بااللتزام بالتسليم ،تحولت إلى مخالفة جوهرية
بالنظر إلى الجزء الذى وقعت فيه وحده،
فيجوز عندئذ للمشترى فسخ العقد فيما يتعلق بهذا
الجزء فقط دون أجزاء العقد التى تم فيها التسليم سليما.
ومن الجائز فى هذه الحالة للمشترى أن يطلب تخفيض
الثمن والتعويض عن االضرار التى لحقته من ذلك.
وقد تناولت الفقرة الثانية من المادة 51تحديد متى
يكون للمشترى الحق فى فسخ العقد برمته .فإعتبرت
أنه إذا كان نقص البضاعة أو عدم مطابقة جزء منها
يشكل منذ البداية مخالفة جوهرية ينبسط أثرها على
العقد برمته بحيث تسبب ضررا للمشترى يحرمه مما
كان يتوقع الحصول عليه بموجب العقد ،فله فى هذه
الحالة فقط أن يفسخ العقد برمته.
حق المشترى فى رفض البضاعة:
البائع ملزم بتنفيذ العقد وفقا للشروط المبنية فيه دون تراخ أو
اندفاع ،ودون نقص أو زيادة .وكنا نفترض حتى هذه المرحلة من
الحديث أن الخلل فى التنفيذ ينشأ عن سلبيات من جانب البائع ،كعدم
تسليم البضاعة فى الميعاد المعين فى العقد ،أو تسليم كمية من
البضاعة أقل من المبينة فى العقد .والواقع أن وقوع الخلل فى التنفيذ
على هذه الصورة هو الوضع األكثر حدوثا فى العمل وهو األشد
ضررا للمشترى .ولكن قد يقع الخلل فى التنفيذ على وجه إيجابى ،وقد
يحدث هذا الخلل بدوره حرجا للمشترى .خذ مثال ،إسراع البائع إلى
تصدير البضاعة إلى المشترى قبل الميعاد المعين فى العقد ،فإن هذا
التصدير المبتسر يمكن أن يفاجئ المشترى فى وقت ال يكون فيه
مستعدا الستقبال البضاعة فتظل على أرصفة الموانى أو محطات
السكك الحديد حتى تتم استعداداته لتشوينها
وقد يرسل البائع بضائع تزيد كميتها على المقدار المعين فى العقد
وال تتسع مخازن المشترى الستيعاب الجزء الزائد فيضطر إلى
استئجار مخازن بمصاريف إضافية .وقد ال تتحمل السوق تصريف
الكمية الزائدة فتظل معطلة عند المشترى .وقد ال تسمح مالية
المشترى بدفع ثمن الكمية الزائدة فتحدث اضطرابا فى حساباته.
من الضرورى تمكين المشترى بطريقة ما من رد كل هذه االحتماالت
عن نفسه .واألمر ال يحتاج إلى عالج الفسخ ،ألن الخلل الذى يقع فى
التنفيذ على هذه الصورة ال يرقى غالبا إلى مرتبة المخالفة الجوهرية
التى تبرر الفسخ.
وأبسط الحلول هو إعطاء المشترى حق الخيار بين قبول البضاعة
الزائدة أو المسلمة قبل الميعاد أو رفضها .وهذا هو ما فعلته المادة
52فأجازت للمشترى فى حالة التسليم المبتسر قبول التسليم أو
رفضه.
فإذا رفضه تحمل البائع نفقات إعادة البضاعة أو تخزينها
حتى يحل ميعاد التسليم .وإذا قبله المشترى ،فإنه متى سبب
له ذلك أية مضايقات أو تكاليف فإنه يجوز له أن يرجع على
البائع بالتعويض.
وكذلك فى تسليم كمية من البضاعة تزيد على المقدار المعين
فى العقد ،يكون للمشترى الخيار بين قبول الجزء الزائد أو
رفضه حيث يقتصر الخيار على الجزء الزائد وحده .أما
المقدار المطابق للعقد فيقع على المشترى التزام بتسلمه .فإذا
رفض المشترى الجزء الزائد من البضاعة ،تحمل البائع نفقات
حفظه وإعادته .وإذا قبله المشترى أو قبل بعضه التزام بأداء
ثمن الجزء الذى قبله وبالسعر المبين فى العقد.
هو ما فعلته المادة 52لمواجهة الوضع الذى ينشأ عن التسلي
المبتسر أى زيادة كمية البضاعة .غير أن هذا النوع من الخل
فى التنفيذ ال يقع عادة عن عمد أو سوء قصد ،وإنما يكون
نتيجة سهو أو لبس .والغالب أن يسوى بين الطرفين ودى
يسوده حسن النية ،السيما إذا كانت العالقات التجارية بينهم
قديمة ومتصلة .فقد يتفقان مثال على احتفاظ المشترى بالزياد
فى البضاعة مقابل تخفيض ثمن هذا الجزء الزائد ،أو يتفقان فى
حالة التسليم المبتسر على اقتسام مصاريف تخزين البضاع
حتى يحل ميعاد التسليم.
أ -تعريف عقد النقل البحرى
عقد يلتزم بموجبه الناقل بنقل البضائع من ميناء مقابل أجر
يلتزم به الشاحن فيتم النقل البحرى للبضائع عن طريق
استخدام السفينة بأن يقوم الناقل سواء كان مالكا للسفينة أو
مستأجرا لها ومجهزا بنقل البضائع من ميناء إلى أخر مقابل
آجر متفق عليه لحساب شخص آخر هو الشاحن.
والشاحن هو الذى يقدم البضاعة إلى الناقل لكى ينقلها إلى
المرسل إليه الذى قد يكون الشاحن نفسه أو شخص آخر غير
الشاحن.
أما الناقل هو الذى يقوم بنقل البضاعة بحرا على سفينة قد
تكون مملوكة له وقد يكون مستأجرا للسفينة مجهزة أو غير
مجهزة.
عقد النقل البحرى ينعقد بصدور اإليجاب والقبول فهو من
العقود الرضائية فالبد من توافر الرضا الخالى من العيوب.
فينعقد العقد بمجرد توافق إرادتى الناقل والشاحن دون حاجة
لشكل معين لالنعقاد والرضاء ضرورى النعقاد العقد وتطبيقا
لذلك أشارت المادة 1 / 208من قانون التجارة البحرية
المصرى رقم 8لسنة 1990بأنه إذا شحنت بضائع فى
السفينة بغير علم الناقل أو الربان ،جاز إخراجها من السفينة
فى مكان الشحن أو إبقاؤها فيها ونقلها بأجرة تعادل ما يدفع
لبضائع من نوعها فى المكان المذكور وذلك مع عدم اإلخالل
بما يستحق من تعويض.
كما نصت الفقرة الثانية من ذات المادة على أنه إذا تبين
وجود البضائع المذكورة أثناء السفر .جاز للربان األمر
بإلقائها فى البحر إذا كان من شأنها إحداث أضرار بالسفينة أو
البضائع المشحونة فيها أو لألشخاص الموجودين عليها أو
كان نقلها يستلزم دفع غرامات أو أداء مصروفات تزيد على
قيمتها أو كان بيعها أو تصديرها ممنوعا.
هذا والمالحظ عمليا أن الشاحن فى عقد النقل البحرى ال
يستطيع مناقشة شروط العقد التى يفرضها الناقل فهو مضطر
لقبول الشروط الموضوعة من قبل الناقل ،وهذا مما يجعل عقد
النقل البحرى من قبيل عقود اإلذعان التى يقتصر القبول فيها
على مجرد التسليم بشروط مقررة يضعها الموجب وال يقبل
مناقشة فيها (المادة 100من القانون المدنى).
هذا والمالحظ عمليا أن الشاحن فى عقد النقل البحرى ال
يستطيع مناقشة شروط العقد التى يفرضها الناقل فهو مضطر
لقبول الشروط الموضوعة من قبل الناقل ،وهذا مما يجعل عقد
النقل البحرى من قبيل عقود اإلذعان التى يقتصر القبول فيها
على مجرد التسليم بشروط مقررة يضعها الموجب وال يقبل
مناقشة فيها (المادة 100من القانون المدنى).
وعلى كل األحوال فلقد اهتم القانون البحرى رقم 1990 / 8
بحماية الظروف الضعيف وهو الشاحن بوضع قواعد من
شأنها حماية الشاحن وبخاصة ما يتعلق بإعفاء الناقل من
المسئولية وسوف نتعرض لهذه القواعد فيما سيأتى:
نتعرض لهذه القواعد فيما سيأتى:
وعقد النقل البحرى هو من العقود الملزمة للجانبين فيترتب
التزامات فى ذمة كل من الشاحن والناقل حيث يلزم الشاحن بدفع
أجرة النقل وشحن البضاعة كما يلتزم الشاحن بدفع أجرة النقل
وشحن البضاعة كما يلتزم الناقل بنقل البضاعة وتسليمها للمرسل
إليه ،وعلى ذلك فهو يخضع ألحكام العقود الملزمة للجانبين خاصة
أحكام الفسخ والدفع بعدم التنفيذ.
وأيضا عقد النقل البحرى من العقود التجارية حيث نصت المادة
2/11من قانون التجارة المصرى على أن جميع الرسائل البحرية
المتعلقة بالتجارة تعتبر عمال تجاريا كما وأن الفقرة 13من ذات
المادة تعطى الصفة التجارية على كل استئجاد أو تأجير للسفن .وعلى
هذا فيعد عقد النقل البحرى عمال تجاريا بالنسبة لطرفيه وإن البعض
ال يعتبره تجاريا بالنسبة للشاحن إال إذا كان هو أيضا تاجرا.
ويراعى أنه فى حالة تفسير العقد تفسر العبارات الغامضة
لمصلحة الشاحن أما إذا كانا العقد يكتنفه اإلبهام والغموض
فيجب البحث عن النية المشتركة للمتعاقدين.
هذا ومحل العقد هو القيام بنقل البضاعة وقد انعقد اإلجماع
على أن عقد النقل البحرى إنما هو ضرب من عقد المقاولة
الذى يتعهد فيه أحد الطرفين أن يؤدى عمال مقابل أجر يتعهد
به الطرف األخر (م 646من القانون المدنى) وعلى هذا هو
مقاولة نقل.
وله ذاتيته وطبيعته الخاصة ،وعلى هذا فاالنتفاع بالسفينة
ليس محل العقد إذ أن السفينة ما هى إال أداة تنفيذ لهذا العقد
وتعينها فى العقد ال يخرج عن كونه مجرد شرط فى عقد النقل
إلمكان معرفة التاريخ الذى تصل فيه البضاعة.
سند الشحن يعد إيصاال داال على استالم البضائع ودليال كتابيا
كافيا على وجود عقد النقل البحرى بين طرفيه الناقل أو
الشاحن ،فيثبت عقد النقل البحرى بسند الشحن حيث يقوم
الناقل أو من يقوم مقامه بإصدار سند الشحن وذلك بناء على
طلب الشاحن عند تسليمه البضاعة.
ونتعرف فيما يلى لشرح أحكام سند الشحن على أن نتعرض
لحجية سند الشحن فى اإلثبات عند المبحث الخاص باإلثبات
فى المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحرى وفيما يلى أحكام
سند الشحن على النحو اآلتى:
جرى نص المادة 199من القانون البحرى على أن الناقل
يصدر بناء على طلب الشاحن عند استالم البضائع سند شحن،
وعلى هذا فسند الشحن عبارة عن إيصال يصدر من الناقل أو
الربان بتسلمه البضائع ووضعها على السفينة ،ومن ثم فهو
دليال إلثبات واقعة الشحن ،وأيضا إلثبات عقد النقل البحرى
ذاته.
وترجع أهمية سند الشحن فى أنه يثبت حصول الشحن
ومكانه وزمانه والحالة التى تلقها فيها الناقل أو الربان
البضائع من الشاحن وطبيعة البضاعة ومخاطرها وطبيعة
شحنها على السفينة وأجرة النقل والملتزم بدفعها .كذلك فإن
سند الشحن يعد تمثيال للبضائع بحيث تتنتقل حيازة البضاعة
والحق فى بيعها والتصرف فيها إلى حامل سند الشحن.
نصت المادة 200من القانون البحرى على البيانات
الواجب ذكرها فى سند الشحن على وجه الخصوص وهى:
-1 اسم كل من الناقل والشاحن والمرسل إليه وعنوان كل
منهم.
-2 صفات البضاعة كما دونها الشاحن وعلى األخص
طبيعتها وعدد الطرود ووزنها أو حجمها أو العالقات
المميزة الموضوعة عليها وحالتها الظاهرة بما فى ذلك
حالة األوعية الموضوعة فيها.
-3 اسم السفينة.
-4 اسم الربان -5 .ميناء الشحن.
-6أجرة النقل إذا كانت مستحقة كلها عند الوصول أو
الجزء المستحق منها ،فإذا لم يذكر فى السند مقدرا االجرة
المستحقة عند الوصول افترض أن الناقل قد حصل على
االجرة بكاملها عند الشحن.
-7مكان إصدار السند وتاريخ إصداره وعدد النسخ التى
حررت منه.
-8حصول النقل على سطح السفينة إذا كان يجرى بهذه
الكيفية والنقص فى بيانات السند ال يؤدى إلى البطالن وإنما
قد يؤدى إلى عرقلة وظيفته االقتصادية كأداة لتمثيل البضاعة
وذلك فى حالة حدوث تعامل على البضاعة أثناء الطريق .كما
وأن السند ال يؤدى بدوره فى اإلثبات إال فى حالة حدود
البيانات التى يحتويها.
كما يجب أن يتضمن سند الشحن تعيينا للبضاعة المشحونة من حيث
نوعها ومقدارها والعالمات والحالة الظاهرة.
وتوجب المادة 201من القانون البحرى أن تكون العالمات
الموضوعة على البضاعة كافية لتعينها وأن توضع بحيث تبقى
قراءتها ممكنة حتى نهاية الرحلة.
ويالحظ كذلك أن أسلوب ومضمون سند الشحن لهما أهمية بالغة
على مسائل المسئولية التى قد تثار فى المستقبل فالبضائع قد تكون
ذات طبيعة خطرة مثل المواد الكيميائية ويترتب عليها أضرار ببضائع
الغير بالسفينة أو قد تكون قابلة للكسر وتحتاج إلى رعاية خاصة فى
الشحن والتفريغ مثل البضائع الزجاجية ،أو تكون قابلة للتلف
كالمحاصيل الزراعية المختلفة ومن ثم تحتاج إلى حفظها بطرق فنية
معينة .وكل هذه االمور لها اهمية كبيرة عند تحديد مسئولية الناقل
سواء التعاقدية أم التقصيرية.
جرى نص المادة 202من القانون البحرى على أن يحرر سند
الشحن من نسختين تسلم إحداهما إلى الشاحن وتبقى األخرى لدى
الناقل ويذكر فيها أنها غير قابلة للنزول عنها ويجوز أن تحرر من
سند الشحن بناء على طلب الشاحن عدة نسخ وتكون كل نسخة
موقعة ويذكر فيها عدد النسخ التى حررت وتقوم كل نسخة مقام
األخرى ويترتب على تسليم البضائع بمقتضاها اعتبار النسخ األخرى
ملغاة بالنسبة إلى الناقل .ولقد حرص المشرع على تحرير سند
الشحن من نسختين ألهميته فى القيام بدور أساسى وكبير فى إثبات
عملية تسليم البضاعة إلى الربان وفى إثبات عقد النقل البحرى ويجب
على الناقل أو الربان بوصفه نائبا عنه أن يوقع على النسخة الخاصة
بالشاحن وهذه النسخة هى التى تكون وحدها قابلة للتداول وتعطى
حاملها الشرعى حق استالم البضاعة أو التصرف فيها (م .)2 /202
نصت المادة 203من القانون البحرى على أنه:
-1يحرر سند الشحن باسم شخص معين أو ألمره أو
لحامله.
-2ويكون النزول عن سند الشحن اإلسمى بإتباع القواعد
المقرر بشأن حوالة الحق.
-3ويكون سند الشحن المحرر لألمر قابال للتداول
بالتظهير ،ويعتبر مجرد توقيع حامله على ظهر السند بمثابة
تظهير ناقل للملكية ،وتسرى على هذا التظهير أحكام قانون
التجارة ويتم تداول سند الشحن المحرر لحامله بالمناولة.
-4ويجوز النص فى سند الشحن على حظر حوالته أو
تداوله.
-فالسند األسمى:
وهو الذى يصدر باسم شخص معين ويلزم لتداوله إتباع إجراءات
حوالة الحق المبينة فى المادة 305مدنى أى قبول الناقل للحوالة أو
إعالنه بها وهذا السند ال يستعمل إال إذا كان الشاحن والمرسل إليه
شخصا واحدا ،ولقد حددت المادة 204سالفة الذكر المقصود بالحامل
الشرعى للسند بأنه المرسل إليه المذكور اسمه فى السند أو المحال
إليه فى حالة السند االسمى.
-سند الشحن ألمر:
وهو الشكل هو المنتشر فى العمل لبساطة تحويل السند ويكون تداوله
بطريق التظهير مثل األوراق التجارية وتسرى على التظهير أحكام
القانون التجارى عدا أنه ال تضامن بين الموقعين على سند الشحن
ألنه البضائع المشحونة تنتقل من يد ألخرى بسرعة وفى أماكن
مختلفة مما يتعذر معه افتراض أن يكون المظهرون قد أرادوا
ومجرد التوقيع على ظهر السند يعتبر تظهيرا ناقال للملكية
ويكون المقصود بالحامل الشرعى للسند هو المظهر إليه
األخير المذكور اسمه فيه وعلى الربان تسليم البضاعة له.
هذا وال يجوز للناقل أو الربان االحتجاج فى مواجهة المظهر
إليه بالدفوع التى له قبل الشاحن المظهر ،إذ أن قاعدة عدم
جواز االحتجاج بالدفوع على الحامل حسن النية تنطبق على
انتقال سند الشحن بطريق التظهير كما هو الحال فى األوراق
التجارية أما إذا كان التظهير للتوكيل فإنه يخول المظهر إليه
الحق فى مطالبته الناقل بتسليم البضاعة بوصفه ممثال
للشاحن أو المرسل إليه وتبعا يجوز للناقل أن يحتج فى
مواجهته بما قد يكون له من دفوع قبل الشاحن أو المرسل
إليه.
هذا الشكل نادرا فى الحياة العملية نظرا للخطر الذى يمكن
أن يتعرض له صاحبه حالة فقده أو سرقته ،حيث أن هذا
الشكل يصدر دون أن يحمل اسم المرسل إليه ويتم تداوله
بطريق المناولة أو التسليم وفيه تسلم البضاعة لمن يحمل
سند الشحن عند الوصول إذ أن المقصود بالحامل الشرعى
للسند فى هذه الحالة هو حامله وأيضا فى حالة ما إذا كان
مظهرا على بياض وفى كل األحوال يكون تسليم البضاعة
للحامل الشرعى للسند مبرئ للذمة الناقل
-3سند الشحن لحامله:
هذا الشكل نادراً فى الحياة العملية نظراً للخطر الذى
يمكن أن يتعرض له صاحبه حالة فقده أو سرقته ،حيث
أن هذا الشكل يصدر دون أن يحمل اسم المرسل إليه
ويتم تداوله بطريق المناولة أو التسليم وفيه تسلم
البضاعة لمن يحمل سند الشحن عند الوصول إذ أن
المقصود بالحامل الشرعى للسند فى هذه الحالة هو
حامله وأيضاً فى حالة ما إذا كان مظهراً على بياض
وفى كل األحوال يكون تسليم البضاعة للحامل الشرعى
للسند مبرئ للذمة الناقل.
هـ -التحفظات الخاصة بالبضاعة:
نصت المادة 205من القانون البحرى على أنه:
-1يقدم الشاحن كتابة البيانات المتعلقة بالبضائع عند تسليمها إلى
الناقل ،وتفيد هذه البيانات فى سند الشحن ،وللناقل إبداء تحفظات
على قيدها إن كان لديه أسباب جدية للشك فى صحتها أو لم تكن لديه
الوسائل العادية للتأكد منها ،وتذكر أسباب التحفظ على قيد البيانات
فى سند الشحن.
-2وإذا كانت البضاعة خطرة أو قابلة لاللتهاب أو اإلنفجار وجب
على الشاحن أن يخطر الناقل بذلك ،وأن يضع بيانا على البضاعة
للتحذير من خطورتها ،وبيانا بكيفية الوقاية منها كلما كان ذلك
مستطاعا.
يتضح من نص هذه المادة أنه يجب على الشاحن تقديم البيانات
الخاصة بالبضاعة كتابة وذلك لقيدها فى سند الشحن،
والتحفظات التى تدرج فى سند الشحن إذا كانت صحيحة ،فال
يترتب عليها عدم مسئولية الناقل عن كل عجز أو تلف يثبت
فى البضاعة عند الوصول .لكنها تقوض حجية سند الشحن
فيما يتعلق بوزن البضاعة أو عددها أو كميتها أو حالتها.
وتقيم قرينة لصالح الناقل على أن العجز أو التلف إنما لحق
البضاعة قبل الشحن على أن هذه القرينة بسيطة يجوز
للمرسل إليه إهدارها بالدليل العكس بإثبات أن العجز أو التلف
ناشئ عن خطأ الناقل أو تابعيه وللمرسل إليه ذلك بكافة طرق
اإلثبات بما فيها القرائن.
ولما كانت هذه التحفظات تهدف إلى إعفاء الناقل من
المسئولية لذلك قيد القانون حق الناقل فى إجراء التحفظات
إذ أن اإلفراط فى وضع تحفظات فى سند الشحن
من شأنه أن إضعاف حجيته فى اإلثبات وإثارة
الشك حول ما ورد به من بيانات لذلك قيد القانون
حق الناقل فى وضع تحفظات بقيدين وهم وجود
أسباب جدية للشك فى صحة البيان ،ووجوب ذكر
أسباب التحفظ فى السند ويقع عبء إثبات جدية
أسباب هذا الشك أو عدم توافر وسائل التحقق من
صحة البيانات على عاتق الناقل فإن عجز هذه
اإلثبات تعين عدم االعتداد بالتحفظ المدون بسند
الشحن.
اإلخطار عن البضائع الخطرة:
ولقد نصت المادة 205/2سالفة الذكر بإلزام الشاحن أن يخطر
الناقل بنوعية البضاعة الخطرة أو القابلة لالنفجار أو االلتهاب
وإلزامه أيضا بضرورة وضع تحذير على هذه البضاعة للتنبيه على
خطورتها وبيان كيفية الوقاية منها هذا وللناقل الحرية فى نقلها أو
رفض ذلك وفى حالة القبول عليه اتخاذ االحتياطات الالزمة.
وجرى نص المادة 206يجرى على أنه يكون الشاحن مسئوال قبل
الناقل عن تعويض الضرر الذى ينشأ عن عدم صحة البيانات التى
قدمها عن البضاعة ولو نزل عن سند الشحن إلى الغير.
وذلك كعدم اإلخطار عن خطورة البضاعة المشحونة ،هذا وال يمكن
للشاحن الهروب من المسئولية بنزوله عن سند الشحن للغير إذ أنه
هو المسئول عن عدم صحة هذه البيانات.
حجية بيانات سند الشحن:
سند الشحن يعد دليال على تسلم الناقل البضائع من الشاحن بالحالة
المبينة فيه إذا كان الناقل قد طلب إثبات السفينة وتاريخ الشحن فإنه
يعد دليال على حدوث الشحن فى هذا التاريخ وفى هذه السفينة كما يعد
حجة فى إثبات كافة البيانات األخرى التى تشتمل عليها وذلك كله فيما
بين الناقل والشاحن وبالنسبة إلى الغير وكل ذلك مع مراعاة ما قد
يورده الناقل من تحفظات .وتعد هذه الحجية قاطعة فى مواجهة الناقل
والشاحن فإذا تمسك بها الغير حسن النية فال يستطيع الشاحن أو
الناقل إثبات عكسها .ويجوز إثبات عكس داللة سند الشحن وعكس
البيانات الواردة فيه فى أحوال ثالثة:
فيما بين الناقل والشاحن بعضهم البعض.
من الناقل والشاحن فى مواجهة الغير سئ النية.
من الغير حسن النية فى مواجهة الناقل والشاحن والغير سئ النية.
ويقصد بالغير كل شخص غير الشاحن والناقل أو
من ينوب عنهما فالمرسل إليه يعد من الغير.
ويالحظ أن وضع الناقل تحفظات على سند الشحن
إذا توافرت أسباب جدية لذلك يهدر قيمة السند فى
إثبات البيانات التى تم التحفظ عليها غير أن ذلك ال
يمنع الشاحن من إثبات حقيقة هذه البيانات بأى
طريق آخر.
أثار عدم صحة بيانات سند الشحن:
يترتبًعلىًعدمًصحةًبياناتًسندًالشحنًنوعانًمنًاآلثار:
أوال :عالقة الناقل بالشاحن:
ال يلتزم الناقل بقبول نقل البضائع إذا ما ثبت مخالفتها للبيانات
المقدمة عنها خاصة وأن ذلك قد يكون تحايال من الشاحن بغرض
تقليل تكلفة الشحن أو إلخفاء خطورة البضائع أو غير ذلك من
األسباب المشروعة ويختلف حق الربان بحسب ما إذا كانت الرحلة قد
بدأت أم ال :فإذا كانت الرحلة لم تبدأ بعد وإكتشف الربان فى السفينة
بضائع غير مذكورة أصال فى سند الشحن أو فى إيصال تسلم البضائع
أو تبين له عدم صحة البيانات المتعلقة بها جاز له اخراجها من
السفينة فى مكان الشحن أو إبقائها فى السفينة ونقلها بأجرة تعادل ما
يدفع لبضائع من نوعها فى مكان الشحن أيضا وذلك مع عدم االخالل
بما يستحق من تعويض.
خامسا :خطاب الضمان (سند الشحن النظيف)
نصت المادة 207من القانون البحرى على خطاب الضمان الذى
يصدر عند إصدار سند شحن نظيف حيث نصت على أن:
-1كل خطاب ضمان أو اتفاق يضمن بمقضتاه الشاحن تعويض
الناقل عن األضرار التى تنتج عن إصدار سند شحن خال من أى تحفظ
على البيانات الواردة به ،وال يحتج به قبل الغير الذى ال يعلم وقت
حصوله على السند بعدم صحة تلك البيانات.
-2ويعتبر المرسل إليه الذى صدر السند باسمه أو ألمره من الغير
فى حكم هذه المادة إال إذا كان هو الشاحن نفسه.
من المؤكد أن التحفظات التى تدون فى سند الشحن تسبب مضايقات
للشاحن يحيث يتعذر عليه االفتراض بضمان البضاعة المشحونة ومن
جهة أخر يتعذر عليه بيع البضاعة وهى فى الطريق بمقتضى سند
الشحن.
وحجية الضمان تقتصر على العالقة بين الشاحن والناقل فعند انتقال
سند الشحن النظيف إلى الغير فال يمكن للناقل أن يحتج به فى
مواجهته بل يجب عليه أن يسلمه البضاعة بالحالة المنصوص عليها
فى السند النظيف أو يعوضه عنها وللنقال بعدئذ الرجوع على الشاحن
الذى حرر خطاب الضمان هذه وبعد المرسل إليه فى عداد الغير إذا
كان حسن النية .ومن ثم فال يمكن االحتجاج فى مواجهته بخطاب
الضمان ،أما إذا أرسل الشاحن البضاعة إلى نفسه أى كان شاحنا
ومرسال إليه فى نفس الوقت يعتبر من الغير.
وسبق القول بأنه يتعين أن يذكر فى سند الشحن اسم السفينة فإذا لم
تعين السفينة فى سند الشحن فيسمى السند عندئذ "السند برسم
الشحن" وقد اشتهر استعمال السند برسم الشحن ألسباب منها أن
شركات المالحة التى تسلم إليها البضاعة كما وأن الناقل يستطيع أن
يطالب بأجرة النقل دون حاجة النتظار شحن البضاعة وأيضا فإنه
يمكن الشاحن من إرسال السند إلى المرسل إليه قبل شحن البضاعة.
ثانيا :مسئولية الناقل البحرى:
مسئولية الناقل البحرى تحتل مكان الصدارة فى األمور التى
ينطوى عليها عقد النقل البحرى فأحكام مسئولية الناقل
البحرى على قد كبير من األهمية مما دعى المشرع المصرى
أن يهتم بتنظيم هذه المسئولية على النحو الذى سيرد بيانه.
ونتعرض فى هذا المطلب لبيان أساس مسئولية الناقل
البحرى وحاالتها ثم لحاالت إعفاء النقال البحرى من
المسئولية ،ثم تحديد مسئولية الناقل البحرى ثم بيان لتحديد
بطالن شروط إعفاء الناقل البحرى من المسئولية ثم لدعوى
المسئولية والتحكيم البحرى وذلك كما يلى:
-1 أساس مسئولية الناقل البحرى:
اهتم الناقلون على اشتراط إعفائهم من المسئولية عند تنفيذ عقد النقل
البحرى وضج الشاحنون بالشكوى من شرط اإلعفاء من المسئولية مما
حدا ببعض التشريعات إلى التدخل وأبرمت معاهدة سنوات الشحن
بروكسل سنة 1924ووافقت عليها مصر وتم تعديل هذه المعاهدة
بالبروتوكول الصادر فى سنة 1968ووافقت عليه مصر أيضاً وهذه
المعاهد تقيم مسئولية الناقل البحرى على أساس الخطأ المفترض فيكون
الناقل البحرى مسئوالً عن هالك البضائع أو تلفها أو التأخير فى التسليم
على أساس الخطأ المفترض فيكون الناقل البحرى مسئوالً عن
األضرار دون أن يلزم المتضرر بإقامة الدليل على خطأ الناقل .ولكن
يستطيع الناقل دفع المسئولية بإثبات اتخاذ كافة التدابير المعقولة لمنع
الضرر أى أن التزام الناقل فى ظل قواعد هامبورج هو التزام ببذل
عناية وليس بتحقيق نتيجة.
أما فى القانون البحرى المصرى رقم 90 / 8فقد نصت
المادة 1 /227منه على أن الناقل يضمن هالك البضائع
وتلفها إذا حدث الهالك أو التلف فى المدة بين تسليم
الناقل البضائع فى ميناء الشحن وبين قيامه فى ميناء
التفريغ بتسليمها إلى صاحب الحق فى تسلمها أو
إيداعها طبقاً للمادة 226بحرى ثم فى المادة 1 /227
من هذا القانون إذا أثبت أن هالك البضاعة أو تلفها
يرجع إلى سبب أجنبى ال يد له أو لنائبه أو ألحد من
تابعيه فيه .ويتضح من هذين النصين أساس مسئولية
البحرى يقوم على أساس التزام الناقل بتحقيق نتيجة هى
نقل البضاعة وتسليمها كاملة وسليمة إلى المرسل إليه.
فيكون الناقل مسئوال عن هالك البضاعة أو عجزها أو تلفها أو
التأخير فى تسليمها ولكنه يستطيع دفع المسئولية إذا أثبت أن الهالك
أو التلف أو التأخير يرجع إلى سبب أجنبى ال يد له فيه هو أو لنائبه
أو ألحد تابعيه فيه كقوة قاهرة أو خطأ الشاحن أو الغير أو لعيب ذاتى
فى البضاعة .وهكذا كان أساس المسئولية فى التقنين البحرى القديم
الذى كان يعمل أحكام القواعد العامة فى المسئولية العقدية.
فال يعفى الناقل من المسئولية حتى لو أثبت أنه هو وتابعوه قد قاموا
باتخاذ التدابير المعقولة لمنع وقوع الضرر.
ومسئولية الناقل البحرى مسئولية تعاقدية مبناها عقد النقل المبرم
بين الناقل والشاحن.
ومن ثم فال يجوز مساءلته على أساس المسئولية التقصيرية مادام
لم يرتكب فعال يحرمه القانون ومما الشك فيه أن القانون البحرى
المصرى أكثر حماية للشاحن من قواعد هامبورج.
ثانيا :حاالت مسئولية الناقل:
يلتزم الناقل بنقل البضاعة من ميناء القيام إلى ميناء الوصول
سليمة فى الميعاد المتفق عليه وتسليمها إلى المرسل إليه كاملة
وعلى هذا فيسأل الناقل عن هالك البضاعة أو عجزها وعن
التلف الحاصل لها وكذلك عن التأخير فى تسليمها ونتعرض
لهذه الحاالت على النحو اآلتى:
-1المسئولية عن هالك البضاعة أو تلفها:
جرى نص المادة 227بحرى على أنه يضمن الناقل هالك
البضائع وتلفها إذا حدث الهالك أو التلف فى المدة بين تسلم
الناقل البضائع فى ميناء الشحن وبين قيامه فى ميناء التفريغ
بتسليمها إلى صاحب الحق فى تسلمها أو إيداعها.
ويقصد بهالك البضاعة الفناء بأن ال تصل البضاعة أصال ويكون
الهالك كليا بأن تغرق البضائع أو تحترق أو تتغير مادتها إلختالطها
بالماء أو غيره أو جزئيا بأن يفقد جزء منها وذلك :ان تصل ناقصة
الوزن أو العدد .أما التلف فهو إصابة البضاعة بعيوب وقد يكون
التلف كليا فتعطب البضائع تماما ويجعلها غير صالحة للغرض منها
أو جزئيا.
ويتضح من ذلك قيام مسئولية الناقل البحرى فى حالة هالك
البضاعة كلها أو بعض منها عند وصول البضاعة ناقصة فى العدد أو
الوزن مع مالحظة أن هناك نسبة من التسامح فى حالة العجز الذى
يحدث نتيجة الشحن أو التبخر أو سقوط نسبة قليلة من الحبوب أو
التعرض لتقلبات الجو .كما يسأل الناقل أيضا عن التلف الذى يلحق
البضاعة ما لم تدرج تحفظات فى سند الشحن خاصة بحالة البضاعة.
ويكون الناقل مسئوال عن هالك البضاعة أو تلفها فى الفترة الواقعة
بين تسلم البضاعة إليه من ميناء الشحن حتى قيامه بتسليمها فى
ميناء التفريغ إلى صاحب الحق أما قبل هذه الفترة أو بعدها فتسرى
القواعد العامة مما يتعين معه معرفة ما إذا كان الهالك أو التلف قد
وقع والبضاعة تحت حراسة الناقل من عدمه.
وهناك أمر شديد االهمية يجب اإلشارة إليه وهو أنه ال يكفى لقيام
مسئولية الناقل ثبوت حدوث تلف أو هالك للبضاعة ،فقد استلزم
المشرع اخطار الناقل فى مواعيد معينة يحصول مثل هذا االخالل
بااللتزامات ويكون االخطار كتبة كما يتعين أن يتم االخطار فى خالل
يومى العمل التاليين ليوم تسليم البضاعة فإذا لم تراعى هذه
االجراءات افترض أنه قد تم تسليمها بحالتها المبينة فى سند الشحن
ومع ذلك فإنه يمكن إثبات عكس ذلك كما قدمنا فى موضع أخر.
-المسئولية عن التأخير :جرى نص المادة 240بحرى على أنه:
-1يسأل الناقل عن التأخير فى تسليم البضائع إال إذا أثبت أن
التأخير يرجع إلى سبب أجنبى ال يد له فيه.
-2ويعتبر الناقل قد تأخر فى التسليم إذا لم يسلم البضائع فى
الميعاد المتفق عليه أو فى الميعاد الذى يسلمها فيه الناقل العادى فى
الظروف المماثلة إذا لم يوجد مثل هذا االتفاق.
-3وال يجوز أن يزيد مبلغ التعويض الذى يحكم به على الناقل فى
حالة التأخير فى تسليم البضائع أو جزء منها على الحد األقصى
للتعويض المنصوص عليه فى (الفقرة )1من المادة 233من هذا
القانون.
-4وال تستحق أى تعويضات عن الضرر الناتج عن التأخير فى
تسليم البضائع إذا لم يخطر طالب التعويض الناقل كتابة بالتأخير خالل
ستين يوما من تاريخ التسليم.
ويتضح من هذه المادة أن التأخير يكون فى حالة إذا أهمل الناقل
مراعاة الميعاد المتفق عليه لحدوث التسليم فعندما يتم االتفاق على
تحديد ميعاد معين للتسليم فيكون التأخير قد حدث إذا لم يتم التسليم
فى الميعاد الذى يجب أن يقوم النقال المعقول به عندما يوجد فى
ظروف مماثلة
والعبرة إنما تكون بالظروف المادية التى تتم فيها عملية النقل ومن
ثم يكون الناقل مسئوال عن التأخير فى تسليم البضاعة إال إذا أثبت أن
التأخير يعود إلى السبب األجنبى الذى ال يد له فيه ،فبمجرد التأخير
تثور مسئولية الناقل البحرى .ولقد نصت المادة 228بحرى على
اعتبار أن البضائع التى لم تسلم فى خالل الستين يوما التالية إلنقضاء
ميعاد التسليم المنصوص عليه فى المادة 240/2فى حكم الهالكة.
أساس مسئولية الناقل البحرى:
يلتزم الناقل البحرى بتحقيق نتيجة معينة وهى وصول
البضائع سليمة فى الميعاد المقرر فإذا لم تصل أو وصلت
تالفة أو متأخرة عد ذلك تخلفا عن أداء التزامه وال يستطيع
الناقل دفع مسئوليته بإثبات انه بذل جهدا معتادا أو حتى
أقصى عناية ممكنة للحفاظ عليها فإلتزامه ليس مجرد التزام
ببذل عناية بل بتحقيق نتيجة فعلية.
هذا وإثبات خطأ الناقل يكون بمجرد حدوث الهالك أو التلف
أو التأخير فالشاحن ليس ملزما بتقديم األسباب التى أدت إلى
إخالل الناقل بالتزامه من عدم صالحية السفينة أو إهمال
الربان فى صيانة البضاعة أثناء الرحلة وغيره من األسباب.
فبمجرد إخالل الناقل بأى من التزاماته السابقة ثارت مسئوليته ما لم
يثبت أن ذلك يرجع إلى سبب أجنبى ال يد له فيه أو لنائبه أو لتابعيه
كالقوة القاهرة وهى حادث مفاجئ ال يمكن توقعه وال دفعه كاألعاصير
واالمواج الناشئة عن الزالزل ولكن مجرد سوء االحوال الجوية ال يعد
قوة قاهرة ما لم يكن غير معتاد أو متوقع بالنسبة لمكان او زمان
المالحة أما إذا كانت المنطقة مشهورة بأمواجهة العاتية بحيث يعتاد
الناقلون اتخاذ استعداداتهم فى هذا الشأن فال يعد من قبيل القوة
القاهرة.
كما يعد من قبيل السبب األجنبى خطأ الشاحن نفسه فى تغليف
البضاعة .كما يعد من قبيل السبب االجنبى استيالء السلطات على
البضائع.
وقد أورد المشرع بعض الحاالت التى تنتفى فيها مسئولية الناقل عن
هالك أو تلف البضائع:
تعمد الشاحن ذكر بيانات غير صحيحة:
ويقصد بذلك قيام الشاحن عمد ذكر بيانات غير صحيحة عن طبيعة
وقيمة البضاعة على سند الشحن ففى هذه الحالة يستطيع الناقل أن
يدفع مسئوليته إذا أثبت عدم صحة هذه البيانات ويمكن أن نؤسس
عدم المسئولية هنا على افتراض أن الناقل كان سيتخذ اجراءات
مختلفة لصيانة البضاعة إذا علم بحقيقة قيمتها أو طبيعتها غير أن
المشرع لم يشترط وجود عالقة بين البينات الخاطئة وسبب التلف.
وعليه فإن مبنى اإلعفاء هنا هو الغش الصادر من الشاحن
واإلعفاء يكون بمثابة عقوبة عليه ولذلك فال يتحقق هذا السبب إال
إذا كانت هذه البيانات الخاطئة قد تم اعطائها عمدا أما إذا حدث ذلك
باهمال فال يعد سببا لنفى مسئولية الناقل إلى إذا أثبت الناقل أن اهمال
الشاحن فى كتابة البيانات هو سبب حصول الضرر.
اعتبر قانون التجارة البحرية انه اذا تعمد الشاحن ذكر بيانات غير
صحيحة فى سند الشحن عن طبيعة البضاعة أو قيمتها فال يسأل عن
هالك البضائع أو تلفها إذا أثبت عدم صحة البيان .ووفق ذلك فإن
شرط اعفاء الناقل من المسئولية عن هالك البضائع أو تلفها إثباته
ألمرين:
أ) أن الشاحن ذكر فى سند الشحن بيانات غير صحيحة عن طبيعة
البضاعة أو قيمتها كما إذا أخفى قابليتها للكسر أو الفساد أو قدرها
بأقل من قيمتها أمال فى الحصول على تخفيض فى أجرة النقل أو
رغبة فى التدليس على الغير كادارة الجمارك .وال يلزم فى هذا الصدد
اثبات الناقل عدم صحة بيان طبيعة البضاعة وعدم صحة بيان قيمة
البضاعة معا بل يكفى أن يكون البيان غير صحيح بالنسبة الحدهما
فقط .ب) أن الشاحن قد ذكر بيانات غير صحيحة فى سند الشحن
عمدا أى عن علم وبينة بعدم صحتها ،فال يكفى فى هذا المجال اثبات
اهمال أو خطأ الشاحن غير العمدى.
على أن الناقل ال يلتزم بعد ذلك باثبات أن الشاحن قصد
االضرار به أو بغيره .وانما كان وقوع عبء اثبات سوء نية
الشاحن على عاتق الناقل لما هو مقرر من أن حسن النية
يفترض دائما ما لم يقم دليل على العكس .ولكن هل يلزم الناقل
حتى يفيد من االعفاء الذى يقرره القانون باثبات توافر السببية
بين عدم صحة البيان وهالك البضاعة أو تلفها؟ المقرر أن
الناقل ال يسأل عن هالك البضاعة أو تلفها حتى لو لم توجد
عالقة سببية بين فعل الشاحن والضرر الحاصل للبضاعة ذلك
أن المشرع قصد معاقبة الشاحن على غشه ومحاولة خداعه
المتعاقد معه وذلك بحرمانه من التعويض .ومرد اعفاء الناقل
من المسئولية فى هذا الفرض دون تطلب وجود عالقة السببية
أن ذلك االعفاء هو جزاء على الشاحن ال يلزم لتطبيقه توافر
ويترتب على ذلك:
أن الجزاء يطبق حتى لو كان سبب الضرر أمرا غير كذب البيان.
أن الجزاء يطبق ولو كان هالك البضائع أو تلفها ناشئا عن خطأ من
جانب الناقل أو أحد تابعيه أو أن ذلك الخطأ ساهم فى الضرر .نه ليس
مسموحا للشاحن بتقديم الدليل على أن كذبه لم يكن له شأن فى هالك
أو تلف البضاعة فال يقبل منه اثبات انعدام السببية.
نطاق االعفاء من المسئولية :الجزاء المقرر فى القانون هو اعفاء
الناقل من المسئولية التى التى يحتج بها قبل الغير حامل سند الشح
كما يحتج به على الشاحن نفسه .على أن الجزاء مع ذلك ال يطبق
متى كان الناقل على علم تام بعدم صحة البيان الذى ذكره الشاحن فى
سند الشحن بخصوص طبيعة البضاعة وقيمتها.
ومن ثم فهو ال يسرى اذا ما تعمد الشاحن ذكر بيانات أخرى غير
صحيحة خاصة بالبضاعة مثل عدد الطرود ووزنها وحجمها
والعالمات المميزة الموضوعة عليها وحالتها الظاهرة.
والسبب فى هذه الحكم القاس أن الناقل إذا قام بفحص البضاعة ولو
فحصا سريعا أو سطحيا يمكنه بسهولة أن يكشف الغش فى البيانات
المتعلقة بعالمات البضاعة وعدد الطرود ووزنها أو حجمها ومن ثم
يمكنه أن يدون فى سند الشحن التحفظات على قيد هذه البيانات إذا
كانت لديه أسباب جدية للشك فى صحتها أو لم تكن لديه الوسائل
العادية للتأكد منها ،وعلى العكس من ذلك يصعب على الناقل الكشف
عن الغش فى البيانات المتعلقة بطبيعة البضاعة أو قيمتها لما يتطلبه
ذلك من فحص دقيق للبضاعة وتحر عن قيمتها وهو ما يقتضى وقتا
طويال بما ال يتفق والسرعة الواجبة فى العمليات البحرية
البضائع المشحونة سطحا :إذا كانت البضاعة منقولة سطحا وكان
الهالك أو التلف ناشئ عن المخاطر الخاصة بهذا النوع فال مجال
لمسائلة الناقل غير أن المشرع اشترط لذلك سببين:
◦أن يكون النقل على السطح مذكورا فى سند الشحن فإذا لم يذكر فى
سند الشحن أن البضاعة مشحونة على السطح ظل الناقل مسئوال عن
هالكها أو تلفها إذا كان الهالك أو التلف مرتبطين بهذه الطريقة فى
الشحن.
◦ أن يكون سبب الهالك والتلف خاصا بهذا النوع من الشحن فإذا
شحنت البضاعة على السطح فتلفت من المياه مثال أو عوامل الجو
أعفى الناقل أما إذا كان الهالك أو التلف بسبب سوء رص أو أثناء
الشحن أو التفريغ بوسائل تشترك فيها البضائع على أنواعها
المختلفة ظل الناقل مسئوال.
شحن الحيوانات الحية :نص المشرع على عدم مسئولية الناقل فى
حالة نقل الحيوانات الحية إذا كان الهالك أو الضرر ناشئا عن مخاطر
متعلقة بهذا النوع من الشحن وتيسيرا الثبات هذه الحالة فقد وضع
المشرع قرينة على أن سبب الهالك هو مخاطر الشحن :فإذا قام
الناقل بتنفيذ تعليمات الشاحن بشأن نقل الحيوانات اعتبر ذلك قرينة
على أن الهالك أو الضرر هو من مخاطر هذا النوع من الشحن غير
أنها قرينة بسيطة فيستطيع الشاحن أن ينفيها بأن يثبت أن الناقل أو
نائبه أو أحد تابعيه ارتكب خطأ.
إنقاذ االرواح فى البحر :ال يسال الناقل عن الهالك أو التلف أو
التأخير إذا كان بسبب إنقاذ أو محاولة انقاذ االرواح فى البحر أما إذا
تعلق بانقاذ أموال فى البحر فيشترط أن تكون هذه التدابير التى اتخذت
وأدت إلى الضرر تدابيرا معقولة.
أنه هناك بعض الحاالت التى نص عليها المشرع وتنص على
استبعاد مسئولية الناقل البحرى وذلك فى المادة 227/2بحرى:
-1يضمن الناقل هالك البضائع وتلفها إذا حدث الهالك أو التلف
فى المدة بين تسلم الناقل البضائع فى ميناء الشحن وبين قيامه فى
ميناء التفريغ بتسليمها إلى صاحب الحق فى تسلمها أو إيداعها طبقا
للمادة السابقة.
-2وال تسرى أحكام المسئولية المنصوص عليها فى الفقرة
السابقة على ما يأتى:
أ -المالحة الساحلية بين موانى الجمهورية إال إذا اتفق على غير
ذلك.
ب -النقل بمقتضى عقد إيجار إال إذا صدر سند شحن تنفيذ لهذا
النقل فتسرى أحكام هذه المسئولية ابتداء من الوقت الذى ينظم فيه
السند العالقة بين حامله والناقل.
ويتضح من هذا النص على المشرع قد استبعد من نظام المسئولية
نوعين من النقل هما:
أ -المالحة الساحلية :أى المالحة بين الموانى الداخلية فى
جمهورية مصر ما لم يتم االتفاق على غير ذلك ،أى أنه تخضع
مسئولية الناقل للقواعد العامة فى المسئولية العقدية ما لم يتفق على
خضوع هذه المالحة ألحكام المسئولية الواردة فى التقنين البحرى.
ب -النقل بمقتضى عقد إيجار :إال إذا صدر سند شحن تنفيذاً لهذا
النقل ،فتسرى عليه أحكام هذه المسئولية بداية من الوقت الذى ينظم فيه
السند العالقة بين حامله والناقل على هذا فالمشرع بعد أن أخرج النقل
بموجب عقد إيجار من أحكام القانون البحرى رجع واستثنى حالة
صدور سند شحن تنفيذاً لعقد اإليجار وقضى بسريان أحكام المسئولية
الواردة بالقانون البحرى على هذا السند إذا كان حامل السند عند
الوصول غير المستأجر الموقع على عقد اإليجار.
السبب العام لالعفاء من المسئولية (السبب األجنبى)
نصت المادة 229من القانون البحرى على انه:
يعفى الناقل من المسئولية المنصوص عليها فى الفقرة
1من المادة 227إذا أثبت أن هالك البضاعة أو تلفها
يرجع إلى سبب أجنبى ال يد له فيه أو لنائبه أو ألحد من
تابعيه فيه.
ونصت الفقرة 1من المادة 240من ذات القانون
على أنه:
يسأل الناقل عن التأخير فى تسليم البضائع إال إذا أثبت
أن التأخير يرجع إلى سبب أجنبى ال يد له فيه:
أ -القوة القاهرة أو الحادث المفاجئ :
القوة القاهرة و الحادث المفاجئ شئ واحد ويشترط حتى يكون
الحادث قوة قاهرة أو حادثا فجائيا أن يكون غير ممكن التوقع وغير
ممكن الدفع .وبالنسبة للشرط األول وهو عدم امكان التوقع فإنه إذا
أمكن توقع الحادث حتى ولو استحال دفعه ولو لم يكن قوة قاهرة أو
حادثا فجائيا ويجب أن يكون عدم التوقع مطلقا ال نسبيا .ويكفى فى
المسئولية التعاقدية أن يكون عدم إمكان التوقع وقت ابرام العقد حتى
ولو أمكن توقع الحتدث بعد التعاقد وقبل التنفيذ.
وبالنسبة للشرط الثانى وهو استحالة الدفع فإنه إذا أمكن دفع
الحادث حتى ولو استحال توقعه لم يكون قوة قاهرة أو حادثا فجائيا
كما يجب أن يكون من شأن الحادث أن يجعل تنفيذ االلتزام مستحيال
وأن تكون االستحالة مطلقة وال يشترط أن تكون االستحالة مادية بل
يمكن أن تكون معنوية.
ويقع على المدين إثبات القوة القاهرة او الحادث
الفجائى فإذا أثبت المدين ذلك انتفت عالقة السببية بين
الخطأ والضرر وال تتحقق المسئولية .وتقدير ما إذا
كانت الواقعة المدعى بها تعتبر قوة قاهرة أو حادثا
فاجئيا هو تقدير موضوعى تملكه محكمة الموضوع
مادامت قد أقامت قضائها على أسباب سائغة .وهناك
بعض االسباب التى يدفع بها الناقل عادة المسئولية عن
نفسه لنرى ما إذا كانت تندرج فى نطاق القوة القاهرة أو
الحادث المفاجئ.
الحوادث الطبيعية :استقر الفقه والقضاء هلى ان الحوادث والظروف
الجوية كالمطر والريح والبرق واضطراب البحر والمد والجزر والتى
تحصل بصفة دورية وفى مواعيد معلومة ال تعد قوة قاهرة باعتبار انها
ليست لها خصائصها ومن ثم ال تعفى الناقل من المسئولية .على أنه إذا
كانت تلك الحوادث غير متوقعة وال يمكن دفعها كان ثمة محل
العتبارها قوة قاهرة ومثال ذلك عاصفة اعصارية غير عادية أو سيوال
تحدث بلال بالبضاعة على الرصيف أو ارتفاعا غير عادى فى درجة
الحرارة يلحق تلفا بالبضاعة.
الحرب :تعد الحرب بذاتها قوة قاهرة تعفى الناقل من المسئولية.
الحريق :يا يئدى الحريق إلى اعفاء الناقل من المسئولية إال إذا اثبت
انه يرجع إلى سبب غير متوقع ال يمكن التغلب عليه أو منعه .ومقتضى
ذلك أن يثبت الناقل سبب الحريق فكل حريق مجهول السبب ال يمكن
اعتباره حادثا مفاجئا وبالتالى فإنه يشغل مسئولية الناقل.
االضراب :ال يعتبر االضراب فى ذاته قوة قاهرة أو حادثا
مفاجئا مادام كان من الممكن توقعه ولو كان من شأنه أن يجعل
تنفيذ االلتزام صعبا .ويشترط حتى يكون االضراب قوة قاهرة
أن يكون عاما أى يشمل جميع عمال المهنة وأن يكون فجائيا ال
يمكن توقعه كما أن االضراب ال يعفى الناقل من المسئولية إذا
كان لم يفعل ما فى مقدوره لتجنبه أو كان راجعا لخطئه.
السرقة :السرقة ال تكون قوة قاهرة ولو كان عدم األمن على
االرصفة يجعل الرقابة صعبة ذلك أن فعل السرقة ذاته يقوم
دليال على نقص الرقابة وبالتالى على اخالل الناقل بالتزامه
بحفظ البضاعة ،وهى تكون مع ذلك قوة قاهرة إذا حصلت فى
ظروف جعلت توقعها غير مفروض وتالفيها غير ممكن وانتفى
كل خطأ من الناقل وتابعيه.
ب -العيب الذاتى للبضاعة وعجز الطريق:
ا -العيب الذاتى للبضاعة:
يقصد بالعيب الذاتى للبضاعة أى سبب ناشئ عن طبيعتها الداخلية
يئدى دون ما تدخل من الناقل إلى هالك البضائع أو تلفها مثل حدوث
اشتعال تلقائى .ونتيجة ألن العيب فى البضاعة بطبيعته غير ظاهر فإنه
ال يكتشف عن القيام وال يكون ثمة تحفظ بشأنه فى سند الشحن ولكن
عند الوصول يكتشف مثل هذا العيب.
ومن المعلوم أن غياب التحفظات ال يحرم الناقل من حق اثبات العيب
الذاتى للبضاعة .ويعفى الناقل من المسئولية إذا أثبت العيب الذاتى
للبضاعة وعالقة السببية بينه وبين الهالك .وان كان ذلك ال ينفى أنه
يقع على الناقل واجب اتخاذ االحتياطات الالزمة للمحافظة على
البضاعة ،كما يكون على الشاحن اخطار الناقل حيث يستوجب االمر
اتخاذ احتياطات خاصة.
– 2عجز الطريق:
عجز الطريق هو نقص طبيعى فى الحجم أو الوزن
يلحق البضاعة أثناء النقل بالبحر ينشأ عن طبيعة
البضاعة الخاصة فمن البضائع ما يتبخر بسبب حرارة
العنابر كالسوائل ومنها ما يجف مع الزمن كالحبوب أو
اللحوم أو الفواكه.
ويعد عجز الطريق حالة خاصة للعيب الذاتى للبضاعة
ال تقدر أى عناية من جانب الناقل على تفاديه وهو قاصر
على الحجم والوزن فال يدخل فى نطاقه العجز بسبب
الكسر فى الطريق.
فإذا ما ثبت أن نسبة عجز الطريق بالنسبة لبضاعة معينة هى
%1مثال فإن للناقل أن يتمسك بذلك دون أن يطالب بأى تبرير
أو اثبات فإذا ما سلم الناقل فى ميناء الوصول إلى صاحب
البضاعة %99من الوزن الثابت بسند الشحن يكون قد أوفى
بالتزامه وإذا ما كانت نسبة العجز فى الرسالة %5فإن مسؤلية
الناقل تخفف بمقدار النسبة المسموح بها وهى %1ويتعين
عليه تعويض صاحب البضاعة عن الباقى فال يتحمل الناقل
المسئولية عن العجز جميعه وإنما هو يتحمل ذلك إذا ثبت أن
العجز ناشئ عن خطأه أو خطأ أحد تابعيه .كذلك فإن الناقل
يسال عن العجز حتى ولو كان فى حدود النسبة المقررة إذا ما
أثبت المدعى أنه راجع إلى خطأ الناقل أو أحد تابعيه.
-3 خطأ الشاحن:
يقصد بذلك فعل المضرور سواء أكان هو الشاحن أو
المرسل إليه ومرد االعفاء من المسئولية فى هذه الحالة أنه
إذا وقع الضرر بفعل المضرور ال يكون ثمة مسئول إذ
المضرور هو الذى الحق الضرر بنفسه وكان هذا بفعله سواء
كان هذا الفعل خطأ أو غير خطأ أما إذا وقع من المدعى عليه
خطأ ثابت أو مفروض له شأن فى احداث الضرر فإنه إذا
استغرق خطأ المدعى عليه خطأ المضرور كانت مسئولية
المدعى عليه كاملة وإذا كان العكس فإن مسئولية المدعى
عليه ترتفع النعدام رابطة السببية أما إذا لم يستغرق أخد
الخطأين الخطأ االخر فنكون أمام ما يسمى بالخطأ المشترك
وتكون مسئولية كل من المدعى عليه والمضرور بالتساوى.
فمسئولية الناقل تنتفى وال يلتزم بالتعويض إذ أثبت أن
الضرر الالحق بالبضاعة ناشئ عن خطأ الشاحن.
-4خطأ الغير :إذا كان فعل الغير هو السبب الوحيد فى
احدث لضرر فإنه إذا كان خطأ كان الغير وحده هو المسئول
وإن لم يكن خطأ كان من قبيل القوة الظاهرة فال يكون أحدا
مسئوال .وثمة محل الشتراك فعل الغير مع فعل المدعى عليه
فى احداث الضرر كما قد يشترك المضرور أيضا فى احداثه
وهو ما يعرف بتعدد المسئولين كما قد يستغرق أحد الخطأين
خطأ اآلخر.
على أنه يجب االعتداد بخطأ الغير كسبب لالعفاء من
المسئولية نص عليها القانون أال يكون هذا الغير من
األشخاص الذين يعتبر المدعى عليه مسئوال عنهم.
بطالن شروط االعفاء أو التخفيف من المسئولية فى
قانون التجارة البحرية المصرى:
التوازن الذى تقوم عليه مسئولية الناقل البحرى سواء
فى االتفاقيات الدولية أو التشريعات الوطنية ركيزته عدم
صحة شروط اعفاء الناقل من المسئولية أو تخفيفها مقابل
تقرير حد أقصى لمسئولية الناقل .ووفق القانون فإنه يقع
باطال أى شرط فى عقد النقل البحرى مؤداه اعفاء الناقل
البحرى من المسئولية أو التخفيف منها حيث قرر أنه يقع
باطال كل اتفاق يتم قبل الحادث الذى نشأ عنه الضرر
ويكون موضوعه أحد األمور اآلتية:
اعفاء الناقل من المسئولية عن هالك البضاعة او تلفها.
تعديل عبء االثبات الذى يضعه القانون على عاتق الناقل.
تحديد مسئولية الناقل بأقل ما ما هو منصوص عليه فى القانون.
النزول عن الحقوق الناشئة عن التأمين على البضائع أو أى اتفاق اخر
مماثل.
وسبب قصر البطالن على االتفاقات التى تتم قبل وقوع الحادث الذى
نشأ عنه الضرر أنه يخشى أن يستغل الناقل حاجة الشاحن إلى النقل
فيفرض عليه شروطا باهظة .ومن ثم فال ينال البطالن االتفاقات التى
تتم بعد وقوع الحادث حيث يكون الناقل والشاحن ندين ال سلطان
ألحدهما على اآلخر .وحيث يتمتع الشاحن أو صاحب الحق فى
البضاعة بقوة يستمدها من حقه فى االلتجاء إلى القضاء الجبار الناقل
على دفع التعويض فإذا وافق الشاحن بارادته الحرة على شرط من
الشروط صح الشرط وأنتج أثره.
ومنًأمثلةًالشروطًالتى قدًتردًفى عقدًالنقلًالبحرى أوًسندًالشحنً
وتعدًباطلةًبطالناًمطلقاًهى:
الشرطًالخاصًبضمانًالناقلًهالكًوتلفًالبضائعًفقطًخاللً
المرحلةًالبحرية.
الشرطًالخاصًبعدمًمسئوليةًالناقلًعنًالتأخيرًفى تسليمًالبضائع.
الشرطًالذى يوجبًعلىًالمضرورًاثبات خطأًالناقلًأوًيجيزًاعفاء
الناقلًمنًالمسئوليةًإذاًأثبتًأنهًقدًاخذًهوًوتابعوهًالتدابيرًالمعقولةً
لمنعًوقوعًالضرر.
الشرطًالخاصًبأنًللناقلًالتمسكًفى مواجهةًالشاحنًبتحديدً
المسئوليةًإذاًقدمًالشاحنًبياناًقبلًالشحنًعنًطبيعةًالبضاعةً
وقيمتهاًوذكرًذلكًفى سندًالشحن.
شرطًتحديدًمسئوليةًالناقلًباعتبارًالحاويةًطرداًرغمًأنًسندًالشحنً
قدًبينًعددًالطرودًالتى تحتويهاًالحاوية.
الشرط الذى ال يجيز للشاحن فى العالقة بينه وبين الناقل
اثبات خالف الدليل المستخلص من سند الشحن أو خالف ما
ورد به من بيانات.
الشرط الخاص بعدم استحقاق أى تعويضات عن األضرار
الناتجة عن التأخير فى التسليم إذا لم يخطر طالب التعويض
الناقل كتابة فى مدة ال تقل عن سنتين يوما من تاريخ التسليم أو
يجعل مدة االخطار تبدأ من تاريخ التفريغ.
الشرط الخاص بوجوب رفع دعوى المسئولية عن الهالك أو
التلف الالحق بالبضاعة خالل مدة أقل من سنتين من تاريخ
تسليم البضائع أو التاريخ الذى كان يجب أن يتم فيه التسليم.
.التحديد القانونى للمسئولية:
فى مقابل حرمان الناقل البحرى من ادراج شروط اعفاء من
المسئولية فى سند الشحن حدد القانون البحرى مبالغ قصوى
لمسئوليته وذلك حتى ال يعجز عن مواصلة االستغالل البحرى
وتطويره.
ويسرى التحديد القانونى لمسئولية الناقل البحرى على
المسئولية ايا كان نوعها أى سواء أكانت مسئوليته عقدية أم
تقصيرية .والتحديد القانونى يعنى تقرير حد أعلى لمبلغ
التعويض يلتزم به الناقل إذا ما تحققت مسئوليته .ويسرى
التحديد القانونى على دعاوى المسئولية عن هالك البضائع او
تلفها وكذلك على دعاوى المسئولية عن التأخير فى تسليمها.
وفيما يتعلق بهالك البضائع أو تلفها فإن سريان
التحديد القانونى لمسؤلية الناقل البحرى مناطه أن
يكون الضرر قد حصل خالل النطاق الزمنى
لمسئوليته أى المدة بين تسليم الناقل البضاعة فى
ميناء الشحن وبين قيامه فى ميناء التفريغ بتسليمها
إلى صاحب الحق فيها .ومسؤلية الناقل البحرى
التى يصح أن تكون محال للتحديد القانونى هى
مسؤليته قبل الشاحن أو المرسل إليه حامل سند
الشحن دون الغير الذى يصيبه ضرر من تنفيذ عقد
النقل.
نصًالقانونًالبحرى علىًبيانًالحدًاألعلىًلمسئوليةًالناقل البحرى
عنًهالكًالبضائعًأوًتلفهاًوكيفيةًاحتسابهًفنصتًعلىًانه:
تحددًالمسؤلوية أياًكانًنوعهاًعنًهالكًالبضائعًأوًتلفهاًبماًالً
يجاوزًألفىًجنيهًعنًكلًطردًأوًوحدةًالشحنًأوًبماًالًيجاوزًستةً
جنيهاتًعنًكلًكيلوًجرامًمنًالوزنًأى الحدينًأعلى.
وإذاًجمعتًالطرودًاو الوحداتًفى حاوياتًوذكرًفى سندًالشحن
عددًالطرودًأوًالوحداتًالتى تشملهاًالحاويةًعدًكلًمنهاًطرداًأوً
وحدةًمستقلةًفيماًيتعلقًبتعيينًالحدًاألعلىًللمسئوليةًوإذاًلمًتكنً
الحاويةًمملوكةًللناقلًأوًمقدمةًمنهًوهلكتًأوًتلفتًاعتبرتًطرداً
أوًوحدةًمستقلة.
وذاتًالحدًاألعلىًللمسؤلية المقررًفى هذهًالمادةًيسرىًبالنسبةً
للتأخيرًفى تسليمًالبضائعًًًً
أوال :خطابات الضمان :Letters of Credit
خطاب الضمان هو صورة من صور الضمان المصرفى التى أنشأها
العرف التجارى لمواجهة حاجات المعامالت التجارية وذاع استخدامه
فى السنوات األخيرة كبديل للتأمين النقدى ،الذى قد يشترط تقديمه فى
بعض العقود التجارية خاصة الدولية منها.
-1 تعريف خطاب الضمان:
هو تعهد يصدر من البنك بناء على طلب عميله بدفع مبلغ معين أو
قابل للتعيين بمجرد أن يطلب المستفيد ذلك من البنك خالل المدة
المحددة فى الخطاب دون توقف على شرط آخر .ويثير خطاب
الضمان عالقات قانونية ثالث هى :عالقة العميل بالمستفيد ،وعالقة
العميل بالبنك ،وعالقة البنك بالمستفيد.
-1العالقة بين العميل والمستفيد :يحكمها العقد المبرم بينهما
ويسمى عقد األساس .وهو يختلف بإختالف نوع هذه العالقة
فقد يكون عقد بيع أو توريد يشترط فيه المستفيد على العميل
تقديم خطاب ضمان لضمان حسن التنفيذ.
-2العالقة بين العميل والبنك :يحكمها ويحدد االلتزامات
الناشئة عنها عقد االعتماد بالضمان .وتبدأ هذه العالقة بطلب
يقدمه العميل إلى البنك إلصدار خطاب الضمان لصالح
المستفيد.
وإذا صدر خطاب الضمان أصبح البنك دائنا للعميل بقيمة
خطاب الضمان والعمولة والمصاريف والفوائد .ويجوز للبنك
أن يطلب من العميل تقديم تأمين مقابل اصدار خطاب الضمان
وهو ما يسمى بغطاء خطاب الضمان.
-3 العالقة فيما بين البنك والمستفيد :يحكمها خطاب
الضمان وحده .وهى عالقة مستقلة عن عالقة العميل
بالمستفيد أو عالقة العميل بالبنك .بحيث ال يجوز للبنك أن
يرفض الوفاء للمستفيد لسبب يرجع إلى عالقة العميل
بالمستفيد أو عالقة العميل بالبنك.
ويحقق خطاب الضمان مصلحة ألطرافه الثالثة :إذ يفيد منه
البنك الذى أصدره ألنه يتقاضى عمولة نظير اصداره ،ويفيد
منه عميل البنك ألنه يجنبه تقديم تأمين نقدى ،ويفيد منه
المستفيد الذى صدر الخطاب لصالحه ،أو على األقل ال يضار
منه ألن الخطاب يعتبر بمثابة نقود بين يديه ألنه يتضمن
التزاما صادرا من من ملتزم لديه مركز مالى متين هو البنك.
ثانيا :االعتماد المستندى :Documentary Credits
االعتماد المستندى هو نظام ظهر تدريجيا لحاجيات التجارة
الخارجية حتى أصبح اداة هامة لتسوية البيوع الدولية
وتمويلها.
وهو تعهد مكتوب صادر من بنك بناء على طلب عميله وهو
عادة ما يكون المشترى لصالح المستفيد الذى عادة ما يكون
البائع .ويلتزم البنك بموجبه بالوفاء في حدود مبلغ محدد خالل
فترة معينة متى قدم البائع مستندات السلعة محل العقد وكانت
مطابقة لتعليمات شروط االعتماد .وقد يكون التزام البنك
بالوفاء نقدا أو بقبول كمبيالة.
ويفتح االعتماد المستندى أساسا بمناسبة استيراد البضائع من
الخارج .ففتح االعتماد المستندى يفترض أن هناك عالقة
سابقة عليه بين بائع ومشتر وأن االعتماد يفتح تنفيذا لعقد
البيع ،أى تنفيذا اللتزام المشترى بدفع الثمن .وتتضمن عقود
البيع عادة نصا على فتح اعتماد مستندى بواسطة المشترى
وبهذا النص يكون البائع مطمئنا إلى حصوله على قيمة
البضاعة بمجرد شحنها وتقديم المستندات.
ويتقدم المشترى إلى مصرفه بطلب فتح اعتماد مستندى
تنفيذا اللتزامه الناشئ من عقد البيع .وبناء على معرفة البنك
لعميله نتيجة معامالته السابقة معه أو بناء على ما يجريه من
استعالمات عنه إذا لم تكن لديه معلومات كافية عنه يقوم البنك
بفتح االعتماد المستندى لصالح البائع.
فيرسل البنك إلى البائع خطابا يسمى خطاب االعتماد يتعهد فيه بأن
يدفع إلى المستفيد مبلغا معينا هو قيمة البضاعة المنصوص عليها فى
هذا الخطاب إذا تقدم المستفيد حتى تاريخ معين بمستندات يحددها
االعتماد نفسه.
وقد يكون تعهد البنك قاصر على قبول كمبيالة يسحبها المستفيد
عليه بقيمة البضاعة مرفقا بها المستندات المطلوبة.
ويقوم البنك بفتح االعتماد واخطار البائع به مباشرة أو عن طريق
بنك وسيط ،ثم يخطر بعد ذلك المشترى بصورة من خطاب االعتماد.
وعندما يتلقى البائع خطاب االعتماد يشرع فى اعداد البضاعة
المطلوبة دون الحاجة إلى الرد على البنك منشئ االعتماد أو البنك
الوسيط بقبول االعتماد .أما إذا كان لديه اعتراض على خطاب
االعتماد فإنه يعيده إلى البنك موضحا اعتراضه عليه.
-1العميل أو المشترى :وفى بعض األحيان يسمى اآلمر أو معطى
االمر ألن البنك يتقيد عند قبوله فتح االعتماد بالبيانات التى يحددها
العميل فى طلبه من حيث أجل االعتماد والمستندات التى يجب تقديمها
وما إلى ذلك .والطلب الذى يتقدم به العميل لفتح االعتماد ال يلزم
البنك بفتح االعتماد إذ أن الطلب الذى يتقدم به لفتح االعتماد أمر
يتوقف على رضاء البنك ولكن إذا رضى البنك واختار فتح االعتماد
كان عليه أن يتيقد بالبيانات التى يطلب العميل ادراجها فى خطاب
االعتماد.
-2البنك المنشئ :وهو بنك المشترى الذى يفتح االعتماد بناء على
طلبه ويتعهد للمستفيد بدفع قيمته مقابل تقديم المستندات.
-3المستفيد أو البائع :Seller or Beneficiaryوهو عادة ما
يكون البائع الذى يصدر االعتماد لصالحه والذى تصرف إليه قيمة
االعتماد عندما يتقدم بمستندات شحن البضاعة.
-4البنك المراسل :Correspondent Bankقد يبلغ
البنك المنشئ االعتماد إلى المستفيد مباشرة ،ولكن الغالب أن
يختار البنك المنشئ مراسال له فى بلد البائع ليقوم بابالغ
المستفيد بفتح االعتماد المستندى فيقوم هذا المراسل بابالغ
المستفيد بنص خطاب االعتماد الوارد إليه من البنك المنشئ
دون أن يلتزم هو بشئ.
-5البنك المؤيد أو المعزز :Confirmation Bankقد
يطلب البنك المنشئ من البنك المراسل اضافة تأييد إلى
االعتماد المستندى فيصبح ملتزما بنفس التزام البنك المنشئ
أى بدفع قيمة االعتماد إلى المستفيد عند تقديم مستندات شحن
البضاعة إليه .ويسمى البنك المراسل هنا بالبنك المؤيد.
المستندات التى تطلب فى االعتماد:
يستحق الوفاء باالعتماد المستندى عند تقديم مستندات تثبت
شحن البضاعة وأهم هذه المستندات -1 :سند الشحن :الذى
يعطيه ربان السفينة كدليل على أنه تسلم البضاعة على السفينة.
-2وثيقة التأمين على البضاعة :فللتأمين أهمية كبرى نظرا
لما تتعرض له الرحلة البحرية من مخاطر قد تؤدى إلى هالك
البضاعة.
-3الفاتورة :وهى مستند يثبت كل مطلوبات البائع من الثمن
والتأمين وأجرة النقل وأية مصاريف أخرى يكون قد أنفقها
على البضاعة.ولكن يجب أال تتجاوز هذه المطلوبات قيمة
االعتماد المستندى نفسه وإال رفض البنك الوفاء.
-2صور اإلعتماد المستندى:
Revocable
لإللغاء
القابل
اإلعتماد
- 1
:Documentary creditوهو اإلعتماد الذى يحتفظ فيه
البنك بالحق فى إلغاء اإلعتماد والرجوع فيه فى أى وقت.
وهو مجرد عقد وكالة بين البنك والمشترى يتعهد بمقتضاه
البنك للمشترى بقبول الكمبيالة المحسوبة عليه من البائع أو
الوفاء بها .ولكنه ال ينشئ أية عالقة قانونية مباشرة بين البنك
لذلك فإنه من حق البنك نقض االعتماد
والبائع.
دون أن يكون قد تلقى تعليمات بذلك من العميل ودون أن يلزم
بابداء سبب أو تبرير لنقضه .ومن حق البنك أن يعدل االعتماد
ألن من يملك األكثر يملك األقل.
وحق النقض مقرر أيضاً للمشترى فله أن يصدر التعليمات
إلى البنك المنشئ بالغاء االعتماد وعلى البنك أن ينفذ هذه
التعليمات إال إذا كان قد قبل كمبيالة مستندية سحبها المستفيد
عليه أو دفع قيمة المستندات المقدمة إليه.
وال يؤثر على قابلية االعتماد لاللغاء أن يكون مغطى بالكامل
إذ يظل للبنك الحق فى نقضه رغم وجود األموال التى سيؤدى
قيمة االعتماد منها تحت يده .وليس الستخدام حق اإللغاء وقت
معين أو وسيلة معينة .فيمكن للبنك أن يقرر النقض فى أى
وقت وال يلتزم البنك باعالن قراره هذا إلى المستفيد .وإذا
تضمن االعتماد القابل لاللغاء تاريخا محددا النتهاء أجله فإنه
يظل مع ذلك قابال للنقض قبل حلول هذا التاريخ طالما أنه ال
يوجد فيه ما يدل على انتفاء القابلية لاللغاء.
-2اإلعتماد غير القابل لإللغاء Irrevocable
:Documentary Creditوهو اإلعتماد الذى يتضمن
تعهدا باتا من البنك وإلتزاما شخصيا عليه تجاه المستفيد وهو
الصورة الغالبة فى المعامالت التجارية الدولية.
فهو عقد أو التزام مستقل ال يرتبط بعقد البيع المبرم فيما بين
البائع والمشترى .وال يتوقف صحته على صحة عقد البيع أو
على أى اتفاقات أخرى تربط األطراف ببعضهم.
ويبدأ التزام البنك فى االعتماد غير القابل لاللغاء بابالغ
خطاب االعتماد إلى المستفيد .فاالعتماد غير القابل لاللغاء
يضع البنك مكان المشترى متعهدا بشراء مستندات معينة
ممثلة للبضائع وبصرف النظر عن كل خالف بين المستفيد
واآلمر.
-3اإلعتماد غير القابل لإللغاء والمعزز :
قد يسعى البائع إلى اإلطمئنان الكامل فيشترط أن يتدخل بنك فى بلده
ليضيف تعهده إلى تعهد بنك المشترى .فيلجأ بنك االمر أو المشترى
إلى بنك مراسل فى البلد الذى يقيم فيه البائع ويكلفه بتعزيز اعتماده
غير القابل لإللغاء .فيصبح البنك الثانى ملتزماً التزاما باتا وشخصيا
تجاه المستفيد البائع ابتداء من تاريخ هذا التعزيز.
ويحقق تعزيز االعتماد المستندى مزايا ضخمة للمستفيد ال يحققها له
االعتماد غير القابل لاللغاء وحده لكون البنك المؤيد يقع فى بلد
المستفيد أى البائع فيستطيع أن يسحب كمبيالة عليه بقيمة هذه
البيانات.
ويبدأ التزام البنك المؤيد من وقت استالم المستفيد لخطاب االعتماد
المؤيد وال يجوز الغاء االعتماد بعد ذلك اال بموافقة جميع ذوى الشأن
وهم :اآلمر ،والبنك المنشئ ،والبنك المؤيد والمستفيد.
-4 االعتماد المستندى لالستيراد :وهو اعتماد المستندى مفتوح
بمناسبة استيراد بضائع من الخارج.
ويفتح اعتماد االستيراد لدى بنك فى بلد المشترى لصالح البائع
ويكون عادة مقيما فى بلد أجنبى .ويقوم هذا البائع المستفيد بشحن
البضاعة وارسال مستندات شحنها إلى البنك فاتح االعتماد ليدفع إليه
قيمتها.
-5االعتماد المستندى للتصدير Export Documentary
:Creditوهو اعتماد مستندى مفتوح بمناسبة تصدير البضائع.
ويفتح اعتماد التصدير بناء على طلب المشترى ولكنه يفتح لدى بنك
وسيط موجود فى بلد البائع ولذلك يعتبره هذا البنك على أنه عملية
تصدير بضائع من بلده إلى بلد آخر فيعتبره اعتماد تصدير .ويقوم هذا
البنك بفتح اعتماد التصدير لصالح البائع بناء على طلب بنك المشترى
عادة.
أ -العالقة بين البائع والمشترى:
يحكم العالقة بين البائع والمشترى عقد البيع المبرم بينهما
والذى يتفق فيه على أن تكون تسوية الثمن عن طريق فتح
اعتماد مستندى ينفذ نظير تقديم مستندات معينة .ويجب أن
يفتح اإلعتماد وفقاً للشروط المتفق عليها بين البائع
والمشترى .فإذا تم االتفاق على بنك معين فى عقد البيع فال
يجوز للمشترى أن يفتح اإلعتماد فى بنك آخر ولو كان فى
نفس المركز المالى الذى للبنك األول .أما إذا لم يعين البنك فإن
للمشترى أن يفتح اإلعتماد فى البنك الذى يختاره بشرط أن
يكون معروفا باليسار .ويفتح اإلعتماد فى الميعاد المتفق عليه
بين الطرفين وإال كان للبائع حق الفسخ مع التعويض إن كان
له مقتض .بل أن للبائع أن يمتنع عن شحن البضاعة
كما يجوز أن يعتبر العقد مفسوخا من تلقاء نفسه.
ويقصد بفتح اإلعتماد قيام البنك فعال بإرسال خطاب
االعتماد للبائع ،فال يكفى االتفاق بين المشترى والبنك
على فتح االعتماد .ومن ثم ال يجوز للمشترى أن يطلب
فسخ عقد البيع بحجة أن البائع لم ينفذ التزامه بتسليم
البضاعة ألن البائع ال يلزم بالشحن إال إذا أخطره البنك
بفتح اإلعتماد.
ويلتزم البائع من جهة أخرى بأن يقدم المستندات
المتفق عليها فى الميعاد المحدد ،وإال كان للمشترى
الحق فى فسخ عقد البيع مع تعويضه عما لحقه من
خسارة وما فاته من كسب.
ب -العالقة بين المشترى والبنك:
يحكم العالقة بين المشترى والبنك عقد فتح اإلعتماد
المستندى المبرم بينهما .ويحدد فى هذا العقد مبلغ االعتماد،
وعقد البيع الذى كان سببا فى فتح اإلعتماد ،والمستندات التى
يجب تقديمها إلى البنك للقبول أو للوفاء وعمولة البنك.
ا -التزامات المشترى قبل البنك:
يلتزم المشترى أن يدفع للبنك العمولة المتفق عليها .وتكون
العمولة مستحقة بمجرد فتح االعتماد وتكون مستحقة للبنك
بصفة نهائية سواء استخدم االعتماد أو لم يستخدم .ويلتزم
المشترى بأن يرد للبنك المبلغ الذى دفعه للمستفيد البائع فى
حدود قيمة اإلعتماد المفتوح وكذلك المصروفات التى يكون
البنك قد أنفقها كمصروفات مختلفة.
وللبنك ضمانا لما يستحقه حق حبس المستندات التى يتلقاها
من البائع .كما أن له حق رهن على البضاعة ممثلة فى
مستنداتها.
فإذا وصلت البضاعة كان للبنك ان يتسلمها من الناقل
بمقتضى سند الشحن الذى بيده ويودعها مخازنه حتى إذا لم
يدفع المشترى المبالغ المستحقة عليه جاز للبنك بوصفه دائنا
مرتهنا أن يطلب بيعها ويستوفى حقه من ثمنها باالمتياز على
اآلخرين .وإذا هلكت البضاعة أو تلفت انتقل حق الرهن إلى
مبلغ التأمين وللبنك أن يطالب المؤمن بمقتضى وثيقة التأمين
التى بيده.
-2 التزامات البنك قبل المشترى:
يلتزم البنك بمقتضى عقد فتح اإلعتماد المبرم بينه وبين عميله
المشترى بااللتزامات اآلتية:
-فتح االعتماد وإخطار البائع به:
يلتزم البنك بأن يفتح لصالح البائع اعتمادا وفقاً للشروط المتفق عليها
بين البنك والمشترى .وعلى البنك أن يخطر البائع بخطاب يسمى
خطاب االعتماد بأنه فتح اعتمادا لصالحه بشروط معينة ويتعهد فيه
بالوفاء بالكمبيالة المستندية المسحوبة عليه من البائع أو بقبولها فى
حدود مبلغ معين.
ومتى وصل خطاب االعتماد إلى البائع فال يجوز للمشترى الرجوع
فى االعتماد أو ادخال أى تعديل على شروطه.
-فحص المستندات ونقلها:
يلتزم البنك بفحص المستندات المقدمة إليه من البائع قبل قبول
الكمبيالة المستندية أو الوفاء بها .ويتحدد مضمون هذا االلتزام بما
ورد من شروط فى خطاب االعتماد ال بشروط عقد البيع نظرا
الستقالل عقد فتح االعتماد المستندى عن عقد البيع الذى ال يعد البنك
طرفا فيه .وعلى ذلك يجب على البنك التأكد من اآلتى:
-1التحقق من وجود جميع المستندات المطلوبة وأهمها سند الشحن
ووثيقة التأمين التى تغطى البضاعة ضد مخاطر النقل وفاتورة
البضاعة التى تتضمن وصفا للبضاعة وبيانا بالثمن الواجب دفعه .وقد
يكون هناك مستندات أخرى ثانوية مثل شهادة المنشأ التى تثبت أن
البضاعة هى من انتاج الدولة التى شحنت منها أو الشهادة الصحية أو
الزراعية التى تفرضها السلطات المحلية لدخول البضاعة بلد المشترى.
-2أن يكون مضمون المستندات مطابقا تماما لشروط خطاب
ويجب أن تتضح هذه المطابقة من بيانات المستندات ذاتها
فال يجوز تكملة ما نقص منها بالرجوع إلى وسائل إثبات
خارجة عنها .كذلك فإنه يجب أن تتضح هذه المطابقة من
بيانات كل مستند على حده فال يجوز تكملة ما نقص منه
بالرجوع إلى بيانات مستند آخر ألن تعدد المستندات يعد
ضمانا إضافيا للمشترى.
-3أن تكون المستندات متطابقة فيما بينها فإذا وجد تعارض
بينها وجب على البنك أن يرفض المستندات .وفى حالة قبول
البنك لمستندات تتضمن بيانات متعارضة فيما بينها يكون البنك
مسئوال عن ذلك الخطأ.
-4 ال يلتزم البنك إال بفحص المستندات للتحقق من أنها بحسب
ظاهرها مطابقة للمستندات المطلوبة فى خطاب االعتماد ،أما التحقق
من مطابقة البضاعة ذاتها للمستندات التى تمثلها فيخرج من نطاق
التزام البنك .فالبنك ال يسأل إال عن تنفيذ عقد فتح اإلعتماد الذى بينه
وبين المشترى ال عن تنفيذ عقد البيع الذى كان سببا فى فتح هذا
االعتماد .فعلى سبيل المثال إذا تعهد البنك بالوفاء بكمبيالة مستندية
متعلقة بمائة طن من القمح من صنف معين ،ثم قدمت إليه مستندات
متعلقة بمائة طن من القمح من الصنف المتفق عليه وجب على البنك
أن يقبل المستندات وأن يدفع قيمة الكمبيالة .وال يعنيه بعد ذلك ما إذا
كان القمح مطابقا فعال للصنف الوارد فى المستند أو غير مطابق.
-5يجب أن تقدم المستندات إلى البنك خالل المدة المتفق عليها فإذا
قدمت إليه بعد ذلك وجب عليه أن يرفضها.
-3 العالقة بين البنك والبائع:
ينشأ عن اصدار خطاب االعتماد حق مباشر للبائع قبل البنك بحيث
يكون األخير مدينا شخصيا ومباشرا للبائع .وهذه العالقة يحكمها
خطاب االعتماد وحده وهى مستقلة عن العالقة بين البائع والمشترى
من جهة وعن العالقة بين المشترى والبنك من جهة أخرى.
وتفريعا على ذلك ال يجوز للبنك أن يدفع فى مواجهة البائع بالدفوع
التى قد تكون للمشترى قبل البائع كالدفع ببطالن البيع أو فسخه .كما
ال يجوز أن يتمسك البنك تجاه البائع بالدفوع التى تكون له قبل
المشترى كالدفع ببطالن عقد فتح االعتماد أو فسخه أو انقضائه
بافالس العميل .وبالرغم من أن للبائع حق مباشر قبل البنك إال أنه
مشروط بتنفيذ البائع لشروط خطاب االعتماد أى تقديم المستندات
الموضحة فى هذا الخطاب فى الميعاد المحدد .أما إذا كانت المستندات
غير كاملة أو غير مطابقة وجب على البنك رفضها وال يكون للبائع
ثالثا :عقد ضمان إئتمان الصادرات
عقد ضمان ائتمان الصادرات هو عقد يبرمه أحد المصدرين مع
شركة تختص بالتأمين على الصادرات وذلك من أجل توفير الحماية
ضد المخاطر التجارية وغير التجارية المختلفة التي قد تواجه عملية
التصدير .وينبغى اإلشارة إلى أن هذا العقد يخضع لمبدأ سلطان ارادة
المتعاقدين ولذلك يتمتع كل من المصدر وشركة التأمين الحرية فى
تحديد المخاطر التى سيغطيها عقد ضمان ائتمان الصادرات والمخاطر
التى لن يشتمل عليها العقد.
وفى مصر قررت الحكومة المصرية البرنامج الوطنى للضمان حيث
تم اصدار القانون رقم 21لسنة 1992الذى قام بتأسيس شركة ضمان
ائتمان الصادرات كشركة مساهمة مصرية وعهدت إليها بادارة
البرنامج المصرى الئتمان ضمان الصادرات .وفيما يلى أهم ما تقدمه
الشركة من ضمانات وكذا االحكام التى غالبا ما تحكم عقود ضمان
-1 المخاطر التى يغطيها عقد ضمان إئتمان الصادرات
يغطى عقد ضمان إئتمان الصادرات عدم الوفاء بمستحقات
المصدر الناشئة عن عملية تصدير مشمولة بالضمان إذا كان
عدم الوفاء مترتبا مباشرة على أحد المخاطر التى تقع بعد شحن
البضاعة ومن بين المخاطر المبينة على سبيل المثال فيما يلى:
المخاطر التجارية:
إفالس المشترى ومن قبيل ذلك صدور حكم قضائى بإفالسه
أو إبرام صلح واقى من اإلفالس أو أى جراء قضائى ينطوى
على كف يد المدين عن إدارة أمواله وذلك إذا تقررت تصفيته
جبرا – إذا كان شخصا معنويا – إال أن التصفية بقصد إعادة
التنظيم أو اإلندماج فى شخص معنوى آخر دون أن يؤثر ذلك
على حقوق الدائنين.
عدم وفاء المشترى بما استحق عليه للمصدر أو عجزه عن ذلك رغم
قيام هذا األخير بالوفاء بجميع إلتزاماته قبل المشترى.
رفض المشترى أو إمتناعه عن استالم مستندات البضاعة المشحونة
رغم قيام المصدر بالوفائع بجميع إلتزاماته قبل المشترى.
المخاطر غير التجارية:
إلغاء سلطات دولة المشترى اترخيص اإلستيراد أو وقفه أو عدم
تجديد أو منعها إدخال البضاعة.
منع سلطات الدولة العبور مرور البضاعة عبر إقليمها إذا ترتب على
ذلك تعذر وصولها إلى دولة المشترى أو زيادة نفقات الشحن على
النحو الذى يرهق المصدر.
إستيالء سلطات دولة المشترى أو دولة العبور على البضاعة
المشحونة أو حجزها أو مصادرتها.
قيام سلطات دولة المشترى أو الدولة التى يتم الوفاء بواستطها
بمنع المصدر – بطريق مباشر أو غير مباشر -من استيفاء حقه من
المشترى عند حلول األجل ,كتأجيل الوفاء به أو اسقاطه كليا أو
جزئيا ,أو إتخاذ أى إجراء فى مواجهة المشترى يترتب عليه عجزه
أو منعه من الوفاء للمصدر بحقه ,سواء أكان ذلك بناء على قانون أو
مرسوم أو الئحة أو قرار .وذلك باستثناء االجراءات المتخذة تنفيذا
لحكم قضائى صادر من محكمة مختصة.
إعسار المشترى إذا كان من الجهات العامة أو إخالله بعقده مع
المصدر سواء برفضه استالم مستندات البضاعة أو رفضه أو امتناعه
عن دفع قيمتها.
كل عمل عسكرى صادر من دولة المشترى أو جهة أجنبية عنها
تتعرض له األصول المادية للمشترى تعرضا مباشرا وكذلك
االضطرابات األهلية العامة التى يكون لها عين األثر ،إذا ترتب عليها
-2 المخاطر المستثناة:
ال يغطى الضمان الخسارة الناشئة عن:
إنخفاض أسعار صرف العمالت أو تخفيضها.
أى إجراء أو تصرف يتخذ بموافقة المصدر أو كان مسئوال
عنه مباشرة.
عدم استخراج المصدر أو المشترى أو من يؤدى عمال
لحساب أيهما الترخيصات أو عدم حصوله على الموافقات أو
استيفاءه لإلجراءات الالزمة التمام عقد التصدير قبل شحن
البضاعة والتى تفرضها القوانين أو اللوائح فى مصر أو فى
الخارج.
الشحنات مجهولة النوع أو المصدر أو القيمة.
-3 شروط صالحية الضمان:
ال يمتد الضمان ضد المخاطر التجارية للعمليات التى تبرم مع مشترى
تربطه بالمصدر عالقة تبعية أو تربطها بطرف ثالث مثل هذه العالقة.
ويقصد بالتبعية أن يكون أحد الطرفين مالكا ألغلبية رأس مال الطرف
اآلخر أو أن يكون ثالث مالكا لمثل هذا القدر فى رأس مال الطرفين أو
أن يكون أحدهما خاضعا إلدارة أو توجيه الطرف اآلخر أو أن يكونا
خاضعين الدارة طرف ثالث أو توجيهه.
-4حدود الضمان:
يغطى الضمان مختلف عمليات الشحن التى ينفذها المصدر لصالح
المشترين بالدول التى تم االتفاق عليها فى عقد ضمان إئتمان
الصادرات وفى حدود قيمة عمليات التصدير المستهدف تنفيذها
والموضحة بالعقد .يتحدد الضمان على أساس القيمة االجمالية
للبضاعة الواردة فى مستندات الشحن وذلك بعد استنزال المبالغ
-5 الرسوم وأقساط الضمان:
يحدد عقد ضمان ائتمان الصادرات الرسوم وأقساط الضمان
الواجب على المصدر أداؤها وطريقة ومواعيد سدادها.
وتعتبر هذه الرسوم واألقساط واجبة األداء فى مواعيدها دون
حاجة إلى إعذارأو تنبيه .على المصدر االستمرار فى دفع
األقساط فى مواعيدها حتى فى حالة تحقق أحد المخاطر التى
يغطيها الضمان مادام العقد قائما.
ال يجوز المطالبة باسترداد أى رسم أو قسط من أقساط
الضمان التى تم دفعها ومع ذلك يجوز رد كل أو بعض أقساط
الضمان اذا ثبت للشركة أو الشحنة التى أديت عنها األقساط
لم تتم كليا أو جزئيا وذلك دون االخالل بالتزام المصدر بالحد
األدنى لألقساط.
-6 مراعاة المصدر لحسن النية والحيطة فى تنفيذ العقد:
على المصدر أن يراعى مقتضيات حسن النية فى تنفيذ
التزاماته تجاه الطرف المؤ ِمن وأن يتعاون مع الشركة
ويخطرها بأية معلومات أو بيانات قد تؤثر على التزاماتها –
المنصوص عليها بعقد ضمان ائتمان الصادرات – وأن يكون
على اتصال بها وأن يتبع تعليماتها وقرارتها.
ويجب على المصدر أن يبذل الجهد المعقول لتالفى حدوث
الضرر أو لمنع تفاقمه وأن يبادر عند االقتضاء إلى اتخاذ
التدابير واالجراءات التحفظية والعاجلة للمحافظة على حقوقه
بما فى ذلك العمل على وقف تسليم البضاعة المشحونة فى
الطريق إلى المستورد إذا كان ذلك ممكنا ووقف أية شحنات
جديدة.
-7اإلخطار بوقوع الخطر:
يلتزم المصدر بإخطار الطرف المؤ ِمن بأى إجراء أو واقعة تشكل
خطرا من المخاطر التى يغطيها عقد ائتمان الصادرات وذلك خالل
المدة التى تم االتفاق عليها بعقد ائتمان الصادرات وإال سقط حقه فى
التعويض.
وعلى المصدر إخطار الطرف المؤ ِمن بكل ما يتلقاه من مدفوعات
سبق أن أخطر بعدم الوفاء بها وبأية تعويضات تلقاها من أية جهة عن
الخسارة التى لحقته.
وللطرف المؤ ِمن بمجرد تلقيها إخطار وقوع الخطر من المصدر أن
يمارس نيابة عن األخير جميع األعمال والتدابير التى تراها مناسبة
للمحافظة على حقوقه أو التقليل من الخسارة بما فى ذلك مباشرة
خطوات التوفيق أو التصالح أو اعادة جدولة الدين .كما يجوز للطرف
المؤمن أن يطلب من المصدر مباشرة اجراءات المطالبة بحقوقه أو
-8شروط استحقاق التعويض:
ان تكون الخسارة المطلوب التعويض عنها قد ترتبت مباشرة
على خطر من المخاطر التى يغطيها عقد ضمان الصادرات.
أن يتعلق الخطر بشحنة أو شحنات مشمولة فى عقد ضمان
الصادرات وأن يكون المصدر قد أخطر الطرف المؤ ِمن عن
هذا الخطر وفوضه فى المطالبة بحقوقه وانقضت المدة المقررة
الستحقاق التعويض.
أن يكون دين المصدر ثابتا بسند مكتوب يعطيه الحق فى
المطالبة بسداده.
أن ال يكون المصدر أو من يحل محله أو يؤدى عمال لحسابه
قد أخل بأى التزام من االلتزامات التى يفرضها عليه عقد
ضمان الصادرات.
أن يثبت المصدر عند االقتضاء أنه قام هو أو من يحل محله أو
يؤدى عمال لحسابه بتنفيذ التزاماته التى يفرضها عليه عقد التصدير
على أنه إذا كانت هناك منازعة مع المشترى حول أحقية المصدر فى
دينه أو فى مقدار هذا الدين فإنه يشترط الستحقاق التعويض صدور
حكم نهائى لصالح المصدر قابل للتنفيذ فى دولة المشترى.
أن يثبت إيداع المبالغ المستحقة للمصدر برسم التحويل للخارج
إيداعا غير قابل لاللغاء مع تخصيصه لهذا الغرض واستيفاء جميع
االجراءات المقررة للتحويل إذا تعلق األمر بخطر عدم التحويل.
أن يثبت المصدر أن البضاعة الزالت فى حيازته القانونية والفعلية
اذا تعلق األمر بمخاطر رفض أو عدم استالم مستندات البضاعة أو
رفض ادخالها أو عبورها.
-9حساب الخسارة:
-1تحسب الخسارة التى يتم التعويض عنها على أساس القيمة
االجمالية للبضاعة التى تحقق بشأنها الخطر والتى لم تسدد مضافا
إليها ومخصوما منها المبالغ اآلتية:
أما المبالغ المضافة:
نفقات شحن البضاعة التى لم يتسلمها المشترى إلى المكان الذى
توافق عليه الشركة تمهيدا لبيعها.
المصاريف القضائية التى تحملها المصدر للتنفيذ بحقوقه قبل
المشترى أو للتنفيذ على ما لديه من ضمانات للوفاء وأية مصروفات
أخرى ينفقها المصدر للمحافظة على حقوقه ووافق عليها الطرف
المؤمِن ويستثنى من ذلك مصاريف فض أية منازعة مع المشترى
حول أحقية المصدر فى دينه كله أو بعضه.
أماًالمبالغًالتىًيتمًخصمها:
المبالغًالتىًكانًيحقًللمشترىًاقتطاعهاًكتقدمةًأوًنتيجة مقاصة.
المصروفاتًوالعموالتًالتىًلمًيتحملهاًالمصدرًبسببًتحققً
الخطر.
ماًاستردهًالمصدرًنتيجةًاعادةًبيعًالبضاعةًأوًالتنفيذًعلىًماًلديهً
منًضماناتًشخصيةًأوًعينيةًأوًأيةًتعويضاتًيحصلًعليهاًمنً
جهةًأخرىًأوًأيةًمبالغًللمشترىًتحتًيدًالمصدرًصالحةًللتنفيذ.
-2 اذاًتعلقًالخطرًبشحنةًأوًأكثرًبعضهاًمشمولًبالضمانً
وبعضهاًاآلخرًغيرًمشمولًبهًفإنًالخسارةًالتىًيتمًالتعويضًعنهاً
تحسبًعلىًأساسًمبدأًالنسبية.
-3 علىًأنهًاذاًكانتًقيمةًالبضاعةًمحددةًبموجبًحكمًقضائىً
نهائىًونافذًفىًدولةًالمشترىًصدرًفىًنزاعًبينًالطرفينًبمناسبةً
عقدًالتصديرًاعتدًفىًحسابًالخسارةًبماًتضمنهًالحكمًمنًتحديد.
-10 ما يخرج عن حساب الخسارة:
الًيدخلًفى حسابًالخسارةًالتى يتمًالتعويضًعنهاًمبالغًفوائدً
التأخيرًالتى تستحقًللمصدرًوالًالمبالغًالتى الًتستحقًلهًعلىً
سبيلًالتعويضًأوًنتيجةًاعمال شرطًجزائى فى عقدًالتصدير.
-11 رد المدفوعات السابق التعويض عنها:
علىًالمصدرًأنًيردًللطرفًالمؤمنًاية مدفوعاتًأوًتعويضات
تلقاهاًمنًأيةًجهةًعنًالخسارةًالتى لحقته وتمًتعويضهًعنها منً
الطرفًالمؤمنًوذلكًخاللًالمدةًالمتفقًعليهاًمنًعقدًضمانً
الصادراتًمنًتاريخًتلقيهًالمبالغًدونًحاجةًإلىًتنبيهًأوًإعذار أوً
حكمًقضائى بذلكً.
ماهو المقصود بالعقد الدولى ،مع شرح
بالتفصيل لموقف االتفاقيات الدولية من
التعريف األقتصادى والقانونى لمعنى الدولية ؟
أصدرت الغرفة قواعد خاصة بالتحكيم
التجارى الدولى يطلق عليها ، Incoterms
ناقش هذه العبارة موضحا اهم القواعد ؟
تكلم عن اهم التزامات البائع وفقا ألتفاقية
فيينا سنة 1980؟