* لماذا االهتمام بتنظيم الفضاء بالمؤسسة؟ * ما هي أشكال التنظيمات المختلفة بالفضاء وانعكاساته التربوية؟ * كيف ننظم القسم؟ * كيف نستثمر الفضاءات.

Download Report

Transcript * لماذا االهتمام بتنظيم الفضاء بالمؤسسة؟ * ما هي أشكال التنظيمات المختلفة بالفضاء وانعكاساته التربوية؟ * كيف ننظم القسم؟ * كيف نستثمر الفضاءات.

‫* لماذا االهتمام بتنظيم الفضاء بالمؤسسة؟‬
‫* ما هي أشكال التنظيمات المختلفة بالفضاء وانعكاساته التربوية؟‬
‫* كيف ننظم القسم؟‬
‫* كيف نستثمر الفضاءات المحيطة بالقسم؟‬
‫يعبر تنظيم الفضاء التربوي على المقاربة التربوية التي يود المربي تطبيقها‪.‬‬
‫و يعكس ذلك التنظيم تلك المقاربة‪ ،‬ويحدد مواقف المربي التربوية وسلوكات‬
‫األطفال على حد سواء ‪.‬‬
‫يعتبر تنظيم الفضاء الذي يتوفر عليه كل مربي أداة رئيسية للفلسفة التربوية‬
‫التي تعتمد في بناء أسسها على المعطيات العلمية لنمو الطفل‪ .‬فإقامة أركان‬
‫األلعاب والو رشات التربوية داخل هذا الفضاء‪ ،‬إنما هو سبيل إلشباع حاجات‬
‫األطفال الصغار‪ ،‬ووسيلة تربوية لتحقيق أهداف التربية ما قبل المدرسية‪.‬‬
‫إن األماكن التي تأوي األطفال لمدة ساعات طوال في كل يوم‪ ،‬البد أن تخضع‬
‫لتنظيم مالئم يمكن األطفال من التمرن على مختلف أنشطة التفتح واالستكشاف‪،‬‬
‫ويتيح لهم فرص التعلم واللعب والحركة في فضاء القسم بيسر‪ ،‬دون أن تشكل‬
‫تجهيزاته عائقا بالنسبة لهم‪.‬‬
‫هذا ما يحتم على المربي‪ ،‬عالوة على ما سبق ذكره‪ ،‬أن يحول العالقة التربوية‬
‫في قسمه‪ ،‬من وضع ملقن ومتلق إلى عالقات أكثر تفاهما وتسامحا مع األطفال‪،‬‬
‫وأن يقيم شبكة تواصل ليس من الالزم أن يكون دائما هو مركزها‪.‬‬
‫فاألركان الخاصة باأللعاب والو رشات التربوية التي تعد من‬
‫المكونات األساسية لتنظيم الفضاء‪ ،‬تسعى إلى بلورة نوع‬
‫من العالقة التي تساعد األطفال على التبادل بين المربي‬
‫واألطفال من جهة وبين األطفال مع بعضهم البعض من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫كلما وفرنا للطفل بنية تربوية ما قبل مدرسية تكون‬
‫مكوناتها المادية والتنظيمية والبشرية والتربوية منسجمة‬
‫مع خصوصياته ومستجيبة لحاجاته الضرورية‪ ،‬كلما‬
‫ساعدناه على النمو السوي‪.‬‬
‫من ضمن حاجات الطفل في مرحلة ما قبل التمدرس ‪:‬‬
‫* الحاجات الفيزيولوجية ‪ :‬من أكل وشرب ونوم وراحة‪...‬‬
‫‪( :‬العاطفية) كالشعور بالحب واالطمئنان وحسن التفهم‪...‬‬
‫* الحاجات االنفعالية‬
‫‪ :‬كالجري‪ ،‬واللعب‪ ،‬والمناولة واالستكشاف‪...‬‬
‫* الحاجات الحركية‬
‫* الحاجة إلى التواصل ‪ :‬كالتحدث واإلصغاء واإلنشاد والقصة واإليماء‪...‬‬
‫* الحاجات االجتماعية ‪ :‬كإهداء واقتسام شيء ما‪ ،‬والتعاون‪ ،‬واالنتماء إلى‬
‫مجموعة واحترام القواعد‪...‬‬
‫‪ :‬كالحلم واإلبداع واالختراع واالعتقاد‪...‬‬
‫* الحاجة إلى التخيل‬
‫* الحاجة إلى االستقاللية ‪ :‬كالقيام بشيء دون تدخل اآلخر أو االنزواء في مكان‪...‬‬
‫* الحاجة إلى المعرفة ‪ :‬كالمالحظة والتكرار‪ ،‬والتعلم واالكتشاف‪...‬‬
‫‪ :‬كمعرفة الهوية واألصل‪ ،‬والتموضع المكاني والزماني‪...‬‬
‫* الحاجة إلى هوية‬
‫سعيا إلى تمكين الطفل من نموه الشامل والمتجانس وبغية إقرار تنشيط‬
‫تربوي غني‪ ،‬يتحتم على المربي أن يحترم جملة من المبادئ ‪:‬‬
‫المبدأ األول ‪:‬‬
‫يتعلق المبدأ األول بتنظيم فضاء القسم بكيفية ال تعيق حركة األطفال‬
‫داخل الفصل‪ ،‬وتيسر تنقلهم بكل حرية من مجموعة عمل إلى أخرى‪،‬‬
‫ومن ركن إلى آخر‪ .‬هذا التنظيم من شأنه أن يساعد الطفل تدريجيا على‬
‫إدراك الحد الفاصل بين حرية التنقل وضرورة االستقرار في مكان معين‪.‬‬
‫هكذا يتعود الطفل أيضا على إنجاز عمله إلى نهايته‪ ،‬دون إزعاج‬
‫اآلخرين أو عرقلة سير نشاطهم‪.‬‬
‫المبدأ الثاني ‪:‬‬
‫يتعلق المبدأ الثاني بإشراك األطفال في إعداد القسم وتنظيمه‪ .‬يمكنهم مثال‬
‫تزيين جدران الحجرة بإنجازاتهم (رسوم‪ ،‬صباغة‪ ،‬ملصقات) أو بكتابات المربي‪.‬‬
‫كما يمكنهم إحضار أشياء مسترجعة أو عناصر من الطبيعة‪ ،‬كاألغراس أو الورود‪،‬‬
‫وكذلك المساهمة ببعض المواد الضرورية لبناء ركن من أركان اللعب ‪ :‬قنينات‬
‫الحليب‪ ،‬كؤوس ”لياوورت“ الفارغة‪ ،‬أو معلبات وصناديق من الورق المقوى‬
‫المستعملة‪ ،‬أو ألبسة بالية‪ .‬هذا يقتضي بالطبع اإللحاح على مساهمة األطفال الفعلية‬
‫في بناء كل ركن من األركان‪ ،‬ألن مشاركة األطفال في هذا العمل تساعد المربي‬
‫على خلق جو جماعي يشعر فيه الطفل بمسؤوليته إزاء مشروع المجموعة‪ ،‬بحيث‬
‫يمتلك حيزه من الفضاء معتبرا إياه مكانا ثانيا للعيش بعد بيت أسرته‪.‬‬
‫المبدأ الثالث ‪:‬‬
‫ينطلق هذا المبدأ من ضرورة إشراك األطفال في التدبير اليومي للقسم‪ .‬وبما‬
‫أن العمل التربوي‪ ،‬من وجهة هذا المنظور الجديد‪ ،‬لم يبق مرتكزا على الدرس‬
‫الملقن‪ ،‬بل أصبح يتمحور حول تنشيط مختلف األعمال التربوية اليومية‪ ،‬فعلى‬
‫المربي أن يتقيد بتوضيح كل مرحلة من مراحل المشروع المقترح على األطفال‬
‫بطريقة جلية ومنطقية‪ ،‬ملتمسا مساهمتهم في تنفيذه‪.‬‬
‫فمن الضروري إذن‪ ،‬أن يتعلم األطفال ترتيب األدوات (اللعب التربوية‪ ،‬الملفات‪،‬‬
‫الكتب‪ ،‬األقالم اللبادية‪ ،‬المقص‪ ،)...‬وإرجاعها إلى أماكنها حتى يتسنى لهم العثور‬
‫عليها بدون عناء في الحصة‪ ،‬أو في اليوم الموالي‪ .‬ويجب عليهم أن يتعلموا أيضا‬
‫تنظيف الطاوالت بعد كل نشاط قد تنتج عنه أوساخ‪ ،‬ومساعدة المربي في الحفاظ‬
‫على نظام ونظافة الفضاء التربوي‪.‬‬
‫المبدأ الرابع ‪:‬‬
‫اعتبار أن التنظيم الفضائي للقسم عملية دائمة التطور‪ ،‬يجب تكييفها مع إيقاع تقدم‬
‫األطفال‪ ،‬ومشروع القسم‪ ،‬ومع كل نشاط جديد‪ .‬فاألركان مثال‪ ،‬منها ركن الطبيب‪ ،‬أو ركن السير‬
‫على الطرق‪ ،‬تقام لمدة من الزمن تكفي المربي لتحقيق جملة من األهداف‪ .‬وبعد بلوغ هذه‬
‫األهداف‪ ،‬واستنفاذ اهتمام األطفال بها‪ ،‬يمكن تعويضها بأركان جديدة‪.‬‬
‫إذا سار المربي على هذا النهج‪ ،‬فإنه سيتمكن من تنويع األنشطة التي يقترحها على األطفال‬
‫مناوبا األنشطة الفردية والجماعية واألنشطة الحرة والموجهة‪ ،‬سواء داخل القسم أو خارجه‪.‬‬
‫الشك أن في المزج بين هذه اإلمكانيات التربوية وسيلة تؤدي إلى أغناء تجارب األطفال وتقوية‬
‫طاقاتهم الخيالية‪ ،‬باإلضافة إلى تنمية عالقاتهم ومؤهالتهم االجتماعية مع تجنب أي عياء‬
‫محتمل أو كلل قد يصيبهم‪.‬‬
‫ولعله من نافلة القول التذكير بأن المربي يلعب دورا أساسيا في هذا التنظيم الذي يتحكم في‬
‫نوعية نمو الطفل‪ ،‬كما أن نجاح المشروع التربوي رهين بانسجام عناصره ‪ :‬فالتناوب بين‬
‫العمل الفردي والجماعي‪ ،‬وتتابع النشاط الحر والمعلمات الثابتة التي ال يجوز تجاوزها‪،‬‬
‫والتعاقب بين أوقات اللعب والراحة وفترات األشغال الموجهة‪ ،‬كل هذا يؤثر في نمو الطفل‬
‫ويساهم في هيكلة شخصيته‪.‬‬
‫المبدأ الخامس ‪:‬‬
‫الحرص على أن يكون إعداد القسم مسايرا لإليقاعات الفيزيولوجية‬
‫للطفل واطمئنانه العاطفي‪ ،‬بمعنى أن على المربي أن يهيئ أمكنة هادئة‪،‬‬
‫آمنة وموحية بطمأنينة األطفال الصغار الذين تظهر عليهم عالمات‬
‫العناء‪ .‬وذلك بتوفير الراحة لمن يريد أن يخلد إليها‪ ،‬أو تيسير وقت‬
‫القيلولة لمن يريد أن يقيل‪ ،‬وبتنظيم أنشطة مهدئة كاللعب في ركن‬
‫منزو‪ ،‬أو قراءة حكايات‪ ،‬أو االستمتاع بصور مألوفة‪...‬‬
‫المبدأ السادس ‪:‬‬
‫الحرص على جعل تنظيم القسم يعكس القواعد التي تسير‬
‫عليها المؤسسة قصد تحسيس الطفل بالقوانين وتعويده على‬
‫احترامها‪ .‬ومن أجل تطبيق ذلك‪ ،‬يسهر المربي على تنظيم أنشطة‬
‫تربوية منسجمة مع الضوابط والمبادئ التي تم إقرارها في المشروع‬
‫التربوي‪ ،‬باتفاق مع األطفال وباشتراك الفريق التربوي للمؤسسة‪.‬‬
‫وينبغي ترجمة هذه القواعد والمبادئ‪ ،‬في حد ذاتها‪ ،‬إلى أنشطة‬
‫تزاول مع األطفال‪ ،‬قصد مساعدتهم على استيعابها ودمجها في سلوكا‬
‫تهم اليومية‪.‬‬
‫المبدأ السابع ‪:‬‬
‫الحرص على تنظيم الفضاء الداخلي والخارجي بكيفية ال‬
‫تعرض األطفال للخطر بل تضمن سالمتهم‪ .‬من أجل ذلك‪ ،‬البد أن‬
‫يختار المربي الوسائل والمواد الجيدة لبناء األركان داخل القسم‪،‬‬
‫وإلقامة مجاالت اللعب الخارجية‪ .‬كما يتعين عليه من جهة أخرى‬
‫تنظيم أنشطة موافقة لمؤهالت األطفال‪ ،‬ألن دور المربي ال ينحصر‬
‫في دعم أو تشجيع إنتاجهم والثناء عليهم‪ ،‬بل كذلك في اجتناب كل‬
‫األعمال التي تفوق طاقاتهم والمحفوفة بالمخاطر الجسمية‪.‬‬
‫المبدأ الثامن ‪:‬‬
‫الحرص على إشراك أولياء األطفال في تنظيم القسم‪ ،‬ليس فقط‬
‫قصد االستفادة من مساعدتهم المادية واستغاللهم كمصادر لتوفير‬
‫مواد تجهيز القسم‪ ،‬وإنما إلقرار جو تعاوني وتبادلي يكون الطفل‬
‫المستفيد األول منه‪ .‬إن هذا التبادل مع أولياء األطفال يساعد المربي‪،‬‬
‫طوال السنة‪ ،‬على توضيح منهجيته ومشاريعه ومناقشتها معهم‪.‬‬
‫فعندما يتم إشراك أولياء األطفال في الحياة اليومية للمؤسسة غالبا ما‬
‫يسهل عليهم إدراك عمل المربي بكيفية أعمق والمساهمة فيه بكل‬
‫تلقائية‪.‬‬
‫تبرز هذه المبادئ المذكورة ضرورة إعطاء األهمية القصوى من قبل‬
‫المربي ‪:‬‬
‫* لتنظيم الفضاء‪ ،‬استجابة لمتطلبات المشاريع التربوية المراد‬
‫تنفيذها‪ ،‬واألهداف والغايات التي يسعى إلى تحقيقها‪.‬‬
‫* لمختلف إيقاعات األطفال وسرعة تطورهم في هذه المرحلة‬
‫العمرية‪.‬‬
‫* لمتطلبات العمل المتنوعة‪ ،‬والتي تختلف حسب اختالف اإلمكانيات‬
‫المتوفرة (المقرات‪ ،‬التجهيزات‪ ،‬األدوات التربوية‪.)...‬‬
‫* لمساهمة أولياء األطفال‪ ،‬ولحثهم على المشاركة الفعلية في حياة‬
‫القسم والمؤسسة‪.‬‬
‫* النوع األول ‪ :‬التعليم المدرسي وجها لوجه‪.‬‬
‫* النوع الثاني ‪ :‬التعليم المدرسي بالمجموعات‪.‬‬
‫* النوع الثالث ‪ :‬التنشيط التربوي وإقامة الو رشات التربوية‬
‫ومجاالت‬
‫للعب‪.‬‬
‫* المربي هو المصدر الوحيد‪.‬‬
‫* يخاطب المربي جميع األطفال في آن واحد‪.‬‬
‫* يتعامل الطفل أساسا مع المربي‪.‬‬
‫* يقوم كل األطفال بنفس النشاط في نفس الوقت‪.‬‬
‫* يوجد الطفل دائما في وضعية الجلوس‪.‬‬
‫* الطفل متعلم عديم الحركة‪ ،‬ال يشغل سوى طاقته الفكرية وقدراته‬
‫االستظهارية‪.‬‬
‫* السبورة هي الدعامة التربوية األساسية‪.‬‬
‫* تمأل الطاوالت كل فضاءات القسم‪.‬‬
‫* تنقل األطفال يكاد يكون محظورا‪.‬‬
‫* التواصل بين األطفال جد صعب‪.‬‬
‫* يخاطب المربي جميع األطفال في أن واحد‪ ،‬ولكن بإمكانه تكوين ثالث‬
‫مجموعات للعمل‪.‬‬
‫* يمكن لكل طفل أن يتحدث مع صديقه على اليمين وعلى الشمال‪.‬‬
‫* لم تبق السبورة هي الدعامة التربوية الوحيدة‪.‬‬
‫* ال زال الطفل في وضعية الجلوس‪.‬‬
‫* ال يشجع هذا التنظيم التربوي على الحركة وتنقل األطفال بيسر‪.‬‬
‫* التواصل بين األطفال في تحسن نسبي بمقارنة مع الوضعية السالفة الذكر‪.‬‬
‫حصائر‬
‫حصائر‬
‫ركن المكتبة‬
‫طاوالت فردية‬
‫م‬
‫مــلــصـقـات وظـيـفـيـة‬
‫ل‬
‫ص‬
‫ركن التجمع‬
‫ق‬
‫رفــوف فــرديــة ا‬
‫تب‬
‫ت‬
‫ر‬
‫ت‬
‫ي‬
‫ب‬
‫ا‬
‫ب‬
‫س‬
‫ب‬
‫و‬
‫ر‬
‫ة‬
‫و‬
‫ر‬
‫ش‬
‫ة‬
‫الــتــرتــيـب‬
‫ركن اللعب‬
‫ترتيب‬
‫‪T‬ترتيب‬
‫ورشة‬
‫ماء‬
‫مل‬
‫ص‬
‫قات‬
‫‪A‬‬
‫ت ‪ .‬تشكيلية‬
‫* يمكن لألطفال أن يتنقلوا من مكان آلخر‪.‬‬
‫* يمكن لألطفال أن يغيروا وضعيات أجسامهم (من حالة الجلوس إلى‬
‫الوقوف‪،‬‬
‫االستلقاء أو على ركبتيهم أو متربعين‪.)...‬‬
‫* يمكن للمربي أن يشتغل مع جميع أطفال القسم كمجموعة كبرى أو في‬
‫مجموعات صغيرة‪ ،‬أو يركز نشاطه على كل طفل على حدة‪ ،‬وبالتناوب‪.‬‬
‫* يمكن لألطفال أن ينتظموا في أنشطة خارج المراقبة المباشرة للمربي‪.‬‬
‫* الوسائل التربوية الداعمة متنوعة (األركان موجودة)‪.‬‬
‫* يمكن لألطفال أن يتواصلوا‪.‬‬
‫* يمكن للمربي أن ينمي عالقة انفرادية مع كل طفل على حدة‪.‬‬
‫* ال يقوم األطفال بنفس المهمة أو النشاط في نفس الوقت‪.‬‬
‫إن التنظيم الفضائي للقسم والمنهجية التربوية شيئان مرتبطان‪ ،‬بمعنى أن‬
‫الحجرات والوسائل التربوية الموضوعة رهن إشارة األطفال والمربي‪ ،‬تلعب دورا‬
‫مهما في نجاح أو إخفاق مشروع تربوي‪ .‬وبمعنى آخر‪ ،‬أن سوء توظيف وتدبير‬
‫فضاء القسم‪ ،‬يعيق حتما العالقة المتبادلة بين المربي واألطفال‪ .‬وعلى النقيض‬
‫من ذلك‪ ،‬فاألقسام التي تستغل جيدا تتيح لألطفال فرصة إشباع حاجاتهم في‬
‫التحرك والتنقل من مكان إلى آخر بدون إزعاج أو تضايق متبادل‪ ،‬وتجنب المربي‬
‫حصر دوره في النهي والمراقبة الدائمة لحركة األطفال وتعبيرهم‪.‬‬
‫لذلك يجب علينا أن نعمل على إدخال نمط جديد في تنظيم فضاء القسم‪ ،‬استجابة‬
‫لحاجات األطفال في التعبير والتعلم والتحرك‪.‬‬
‫إن التجهيزات التقليدية من مقاعد وطاوالت وسبورات‪ ،‬المنبثقة عن النمط المتبع في المدرسة‬
‫األساسية‪ ،‬ال تستجيب لحاجات الطفل في سن ما قبل التمدرس‪ .‬هذا النوع من التجهيز‪ ،‬الذي‬
‫نصادفه في معظم المؤسسات التي تستقبل األطفال في سن ما قبل التمدرس يعيق كل محاوالت‬
‫المربي إلدخال تجديدات تربوية وأنشطة تلبي بالفعل حاجات الطفل‪ ،‬وتتالئم مع اهتماماته‪.‬‬
‫إن نوعية العالقة التربوية الوحيدة التي يتيحها هذا النمط في تنظيم القسم وترتيب تجهيزاته هي‬
‫العالقة التي تنجم عن نمط تعليمي مدرسي صرف‪ ،‬يرتكز أساسا على الترديد اآللي والحفظ عن‬
‫ظهر قلب للدروس الملقنة تلقينا من قبل المربي‪ ،‬بحيث ال يحق للطفل أن يبرح مكانه حتى نهاية‬
‫الحصة الصباحية أو الزوالية‪.‬‬
‫إن أي إرساء لعالقة تربوية جديدة‪ ،‬يقتضي تغيير وضعية تجهيزات القسم حسب سن األطفال‬
‫وحسب األهداف التربوية المتوخاة‪ .‬وهذا يعني أن على المربي أن يضم الطاوالت بعضها إلى‬
‫البعض لتمكين األطفال من العمل في مجموعات صغيرة‪ ،‬ثم يحاول تدريجيا تدبير عمله التربوي‬
‫بإدخال وسائل تربوية أخرى كاأللعاب‪ ،‬مثال‪ ،‬حول األركان‪ ،‬أو األنشطة داخل الورشات التربوية‪،‬‬
‫أو الخرجات‪ ،‬أو التربية البدنية‪ ،‬أو النفس الحركية‪ ...‬وأن يعي أيضا بأن السبورة ليست الدعامة‬
‫التربوية الوحيدة لكل األنشطة‪.‬‬
‫في معظم مؤسسات التربية ما قبل المدرسية‪ ،‬يقتصر المربون واألطفال على استغالل‬
‫الفضاء الداخلي للقاعة أو للقاعات المتوفرة‪ .‬وهذا ناتج بالطبع عن نوع العالقات السائدة‬
‫في هذه المؤسسات بحيث ال يعير القائمون عليها اهتماما كبيرا للممرات والساحات‬
‫الداخلية وال الخارجية عندما تكون موجودة (وال تستغل إال في أوقات االستراحة)‪.‬‬
‫والحالة أن هذه المرافق ال تخلوا من فائدة تربوية‪ ،‬ألنها تكون مجاال لتنشيط حصص‬
‫تربوية‪ ،‬وإلشباع حاجات األطفال إلى الحركة والتنقل والنشاط‪.‬‬
‫وعلى ضوء ما قيل‪ ،‬يمكن تثبيت لوحات من الخشب المعاكس (كونتربالكي) على جدران‬
‫الممرات‪ ،‬واتخاذها مجاال لممارسة أنشطة الصباغة‪ .‬هكذا يستطيع الطفل‪ ،‬من جهة‪،‬‬
‫مزاولة الصباغة واقفا‪ ،‬مما يحرر حركة ذراعه‪ ،‬ثم يشارك‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬في‬
‫الصباغة الجماعية‪ ،‬األمر الذي يخدم تنشئته االجتماعية‪.‬‬
‫تستعمل الساحة الداخلية بدورها‪ ،‬أو الساحات‪ ،‬في حصص التربية البد نية أو أنشطة‬
‫األلعاب الحرة أو الغنائية أو المقننة‪ .‬كما يمكن استغالل الساحات المجاورة أو البقع‬
‫الفارغة‪ ،‬واالستعانة باآلباء‪ ،‬إلقامة بساتين الخضر فيها‪ ،‬أو أكواخ ومتاهات بالعجالت‬
‫المطاطية‪ ،‬وأراجيح بالحبال‪ ،‬وألعاب التوازن بجذوع األشجار‪...‬‬
‫ومن البديهي أن يبحث كل مرب عن حلول مناسبة للوضعية الخاصة بمؤسسته‪ ،‬فال‬
‫يتردد‪ ،‬مثال‪ ،‬في التماس العون والمساعدة من األطفال واآلباء‪ ،‬وحتى من السلطات‬
‫المحلية للحصول مثال على رخصة استغالل ساحة فارغة تابعة للمصالح البلدية‪ ،‬ليتخذها‬
‫مكانا للعب أو لممارسة أنشطة تربوية أخرى‪.‬‬
‫يمكن للمربي أن ينتقي وسائل متعددة لبناء ركن من األركان تجدون بعض النماذج منها في‬
‫البطاقات التقنية في العدد الثاني من الدليل‪ ،‬كأن يتخذ مثال من زيارة مع األطفال إلى السوق‬
‫مناسبة لبناء ركن الدكان‪ ،‬أو ركن بائع الفواكه‪ ،‬ومن زيارة للحي فرصة لبناء ركن الخياط‬
‫أو الحالق أو ركن المستوصف‪ ،‬أو أن ينطلق من موضوع مألوف لدى األطفال كركن‬
‫المطبخ أو االستراحة أو بيت الضيوف‪ ...‬كما يمكنه أن ينطلق في إعداد هذه األركان من‬
‫المشروعات التي ينوي االشتغال عليها مع األطفال خالل السنة‪ .‬من هذه المشروعات‪ ،‬مثال‪،‬‬
‫ما يدخل في محور ‪:‬‬
‫* الفصول‬
‫* مراحل الحياة‬
‫* التربية الخلقية‬
‫* التربية من أجل الصحة‬
‫* الخ‪.‬‬
‫ومن الضروري الحرص على تجديد األركان التي تشغل حيزا من القسم‪ ،‬حتى يستطيع‬
‫األطفال باستمرار التصرف في فضاءاته للعمل والنشاط‪ ،‬وامتالك أدوات للتناول واالشتغال‪،‬‬
‫ومواضيع تحث على التعبير بمختلف أشكاله‪ .‬وهذا النوع من التنظيم يساعد المربي على‬
‫العمل مع كل طفل على حدة‪ ،‬أو في إطار مجموعات‪ ،‬أو مع جميع األطفال في آن واحد‪.‬‬
‫بالنسبة لألركان‪ ،‬يعتبر دور المربي أساسا دور منشط ومصاحب‪ .‬ومن واجبه توجيه األطفال‬
‫في نشاطهم عن طريق توفير الشروط المادية والتربوية الكفيلة باستقطاب اهتمامهم‪ ،‬وبعث‬
‫رغبة االستكشاف والتعلم لديهم‪ .‬وال يتدخل إال لمساعدة األطفال على التفكير‪ ،‬وطرح‬
‫األسئلة المناسبة لتنمية تعبيرهم ومخيلتهم وذكائهم‪...‬‬
‫أما فيما يخص بناء أركان األلعاب‪ ،‬يجب أن يحرص المربي على إشراك األطفال في جميع‬
‫مراحل هذا البناء‪ ،‬بغية تمكينهم من الشعور بأن األركان ومواردها ملك لهم‪ ،‬وبأنهم‬
‫مسئولون عن صيانتها‪.‬‬