* لماذا االهتمام بتنظيم الفضاء بالمؤسسة؟ * ما هي أشكال التنظيمات المختلفة بالفضاء وانعكاساته التربوية؟ * كيف ننظم القسم؟ * كيف نستثمر الفضاءات.
Download
Report
Transcript * لماذا االهتمام بتنظيم الفضاء بالمؤسسة؟ * ما هي أشكال التنظيمات المختلفة بالفضاء وانعكاساته التربوية؟ * كيف ننظم القسم؟ * كيف نستثمر الفضاءات.
* لماذا االهتمام بتنظيم الفضاء بالمؤسسة؟
* ما هي أشكال التنظيمات المختلفة بالفضاء وانعكاساته التربوية؟
* كيف ننظم القسم؟
* كيف نستثمر الفضاءات المحيطة بالقسم؟
يعبر تنظيم الفضاء التربوي على المقاربة التربوية التي يود المربي تطبيقها.
و يعكس ذلك التنظيم تلك المقاربة ،ويحدد مواقف المربي التربوية وسلوكات
األطفال على حد سواء .
يعتبر تنظيم الفضاء الذي يتوفر عليه كل مربي أداة رئيسية للفلسفة التربوية
التي تعتمد في بناء أسسها على المعطيات العلمية لنمو الطفل .فإقامة أركان
األلعاب والو رشات التربوية داخل هذا الفضاء ،إنما هو سبيل إلشباع حاجات
األطفال الصغار ،ووسيلة تربوية لتحقيق أهداف التربية ما قبل المدرسية.
إن األماكن التي تأوي األطفال لمدة ساعات طوال في كل يوم ،البد أن تخضع
لتنظيم مالئم يمكن األطفال من التمرن على مختلف أنشطة التفتح واالستكشاف،
ويتيح لهم فرص التعلم واللعب والحركة في فضاء القسم بيسر ،دون أن تشكل
تجهيزاته عائقا بالنسبة لهم.
هذا ما يحتم على المربي ،عالوة على ما سبق ذكره ،أن يحول العالقة التربوية
في قسمه ،من وضع ملقن ومتلق إلى عالقات أكثر تفاهما وتسامحا مع األطفال،
وأن يقيم شبكة تواصل ليس من الالزم أن يكون دائما هو مركزها.
فاألركان الخاصة باأللعاب والو رشات التربوية التي تعد من
المكونات األساسية لتنظيم الفضاء ،تسعى إلى بلورة نوع
من العالقة التي تساعد األطفال على التبادل بين المربي
واألطفال من جهة وبين األطفال مع بعضهم البعض من جهة
أخرى.
كلما وفرنا للطفل بنية تربوية ما قبل مدرسية تكون
مكوناتها المادية والتنظيمية والبشرية والتربوية منسجمة
مع خصوصياته ومستجيبة لحاجاته الضرورية ،كلما
ساعدناه على النمو السوي.
من ضمن حاجات الطفل في مرحلة ما قبل التمدرس :
* الحاجات الفيزيولوجية :من أكل وشرب ونوم وراحة...
( :العاطفية) كالشعور بالحب واالطمئنان وحسن التفهم...
* الحاجات االنفعالية
:كالجري ،واللعب ،والمناولة واالستكشاف...
* الحاجات الحركية
* الحاجة إلى التواصل :كالتحدث واإلصغاء واإلنشاد والقصة واإليماء...
* الحاجات االجتماعية :كإهداء واقتسام شيء ما ،والتعاون ،واالنتماء إلى
مجموعة واحترام القواعد...
:كالحلم واإلبداع واالختراع واالعتقاد...
* الحاجة إلى التخيل
* الحاجة إلى االستقاللية :كالقيام بشيء دون تدخل اآلخر أو االنزواء في مكان...
* الحاجة إلى المعرفة :كالمالحظة والتكرار ،والتعلم واالكتشاف...
:كمعرفة الهوية واألصل ،والتموضع المكاني والزماني...
* الحاجة إلى هوية
سعيا إلى تمكين الطفل من نموه الشامل والمتجانس وبغية إقرار تنشيط
تربوي غني ،يتحتم على المربي أن يحترم جملة من المبادئ :
المبدأ األول :
يتعلق المبدأ األول بتنظيم فضاء القسم بكيفية ال تعيق حركة األطفال
داخل الفصل ،وتيسر تنقلهم بكل حرية من مجموعة عمل إلى أخرى،
ومن ركن إلى آخر .هذا التنظيم من شأنه أن يساعد الطفل تدريجيا على
إدراك الحد الفاصل بين حرية التنقل وضرورة االستقرار في مكان معين.
هكذا يتعود الطفل أيضا على إنجاز عمله إلى نهايته ،دون إزعاج
اآلخرين أو عرقلة سير نشاطهم.
المبدأ الثاني :
يتعلق المبدأ الثاني بإشراك األطفال في إعداد القسم وتنظيمه .يمكنهم مثال
تزيين جدران الحجرة بإنجازاتهم (رسوم ،صباغة ،ملصقات) أو بكتابات المربي.
كما يمكنهم إحضار أشياء مسترجعة أو عناصر من الطبيعة ،كاألغراس أو الورود،
وكذلك المساهمة ببعض المواد الضرورية لبناء ركن من أركان اللعب :قنينات
الحليب ،كؤوس ”لياوورت“ الفارغة ،أو معلبات وصناديق من الورق المقوى
المستعملة ،أو ألبسة بالية .هذا يقتضي بالطبع اإللحاح على مساهمة األطفال الفعلية
في بناء كل ركن من األركان ،ألن مشاركة األطفال في هذا العمل تساعد المربي
على خلق جو جماعي يشعر فيه الطفل بمسؤوليته إزاء مشروع المجموعة ،بحيث
يمتلك حيزه من الفضاء معتبرا إياه مكانا ثانيا للعيش بعد بيت أسرته.
المبدأ الثالث :
ينطلق هذا المبدأ من ضرورة إشراك األطفال في التدبير اليومي للقسم .وبما
أن العمل التربوي ،من وجهة هذا المنظور الجديد ،لم يبق مرتكزا على الدرس
الملقن ،بل أصبح يتمحور حول تنشيط مختلف األعمال التربوية اليومية ،فعلى
المربي أن يتقيد بتوضيح كل مرحلة من مراحل المشروع المقترح على األطفال
بطريقة جلية ومنطقية ،ملتمسا مساهمتهم في تنفيذه.
فمن الضروري إذن ،أن يتعلم األطفال ترتيب األدوات (اللعب التربوية ،الملفات،
الكتب ،األقالم اللبادية ،المقص ،)...وإرجاعها إلى أماكنها حتى يتسنى لهم العثور
عليها بدون عناء في الحصة ،أو في اليوم الموالي .ويجب عليهم أن يتعلموا أيضا
تنظيف الطاوالت بعد كل نشاط قد تنتج عنه أوساخ ،ومساعدة المربي في الحفاظ
على نظام ونظافة الفضاء التربوي.
المبدأ الرابع :
اعتبار أن التنظيم الفضائي للقسم عملية دائمة التطور ،يجب تكييفها مع إيقاع تقدم
األطفال ،ومشروع القسم ،ومع كل نشاط جديد .فاألركان مثال ،منها ركن الطبيب ،أو ركن السير
على الطرق ،تقام لمدة من الزمن تكفي المربي لتحقيق جملة من األهداف .وبعد بلوغ هذه
األهداف ،واستنفاذ اهتمام األطفال بها ،يمكن تعويضها بأركان جديدة.
إذا سار المربي على هذا النهج ،فإنه سيتمكن من تنويع األنشطة التي يقترحها على األطفال
مناوبا األنشطة الفردية والجماعية واألنشطة الحرة والموجهة ،سواء داخل القسم أو خارجه.
الشك أن في المزج بين هذه اإلمكانيات التربوية وسيلة تؤدي إلى أغناء تجارب األطفال وتقوية
طاقاتهم الخيالية ،باإلضافة إلى تنمية عالقاتهم ومؤهالتهم االجتماعية مع تجنب أي عياء
محتمل أو كلل قد يصيبهم.
ولعله من نافلة القول التذكير بأن المربي يلعب دورا أساسيا في هذا التنظيم الذي يتحكم في
نوعية نمو الطفل ،كما أن نجاح المشروع التربوي رهين بانسجام عناصره :فالتناوب بين
العمل الفردي والجماعي ،وتتابع النشاط الحر والمعلمات الثابتة التي ال يجوز تجاوزها،
والتعاقب بين أوقات اللعب والراحة وفترات األشغال الموجهة ،كل هذا يؤثر في نمو الطفل
ويساهم في هيكلة شخصيته.
المبدأ الخامس :
الحرص على أن يكون إعداد القسم مسايرا لإليقاعات الفيزيولوجية
للطفل واطمئنانه العاطفي ،بمعنى أن على المربي أن يهيئ أمكنة هادئة،
آمنة وموحية بطمأنينة األطفال الصغار الذين تظهر عليهم عالمات
العناء .وذلك بتوفير الراحة لمن يريد أن يخلد إليها ،أو تيسير وقت
القيلولة لمن يريد أن يقيل ،وبتنظيم أنشطة مهدئة كاللعب في ركن
منزو ،أو قراءة حكايات ،أو االستمتاع بصور مألوفة...
المبدأ السادس :
الحرص على جعل تنظيم القسم يعكس القواعد التي تسير
عليها المؤسسة قصد تحسيس الطفل بالقوانين وتعويده على
احترامها .ومن أجل تطبيق ذلك ،يسهر المربي على تنظيم أنشطة
تربوية منسجمة مع الضوابط والمبادئ التي تم إقرارها في المشروع
التربوي ،باتفاق مع األطفال وباشتراك الفريق التربوي للمؤسسة.
وينبغي ترجمة هذه القواعد والمبادئ ،في حد ذاتها ،إلى أنشطة
تزاول مع األطفال ،قصد مساعدتهم على استيعابها ودمجها في سلوكا
تهم اليومية.
المبدأ السابع :
الحرص على تنظيم الفضاء الداخلي والخارجي بكيفية ال
تعرض األطفال للخطر بل تضمن سالمتهم .من أجل ذلك ،البد أن
يختار المربي الوسائل والمواد الجيدة لبناء األركان داخل القسم،
وإلقامة مجاالت اللعب الخارجية .كما يتعين عليه من جهة أخرى
تنظيم أنشطة موافقة لمؤهالت األطفال ،ألن دور المربي ال ينحصر
في دعم أو تشجيع إنتاجهم والثناء عليهم ،بل كذلك في اجتناب كل
األعمال التي تفوق طاقاتهم والمحفوفة بالمخاطر الجسمية.
المبدأ الثامن :
الحرص على إشراك أولياء األطفال في تنظيم القسم ،ليس فقط
قصد االستفادة من مساعدتهم المادية واستغاللهم كمصادر لتوفير
مواد تجهيز القسم ،وإنما إلقرار جو تعاوني وتبادلي يكون الطفل
المستفيد األول منه .إن هذا التبادل مع أولياء األطفال يساعد المربي،
طوال السنة ،على توضيح منهجيته ومشاريعه ومناقشتها معهم.
فعندما يتم إشراك أولياء األطفال في الحياة اليومية للمؤسسة غالبا ما
يسهل عليهم إدراك عمل المربي بكيفية أعمق والمساهمة فيه بكل
تلقائية.
تبرز هذه المبادئ المذكورة ضرورة إعطاء األهمية القصوى من قبل
المربي :
* لتنظيم الفضاء ،استجابة لمتطلبات المشاريع التربوية المراد
تنفيذها ،واألهداف والغايات التي يسعى إلى تحقيقها.
* لمختلف إيقاعات األطفال وسرعة تطورهم في هذه المرحلة
العمرية.
* لمتطلبات العمل المتنوعة ،والتي تختلف حسب اختالف اإلمكانيات
المتوفرة (المقرات ،التجهيزات ،األدوات التربوية.)...
* لمساهمة أولياء األطفال ،ولحثهم على المشاركة الفعلية في حياة
القسم والمؤسسة.
* النوع األول :التعليم المدرسي وجها لوجه.
* النوع الثاني :التعليم المدرسي بالمجموعات.
* النوع الثالث :التنشيط التربوي وإقامة الو رشات التربوية
ومجاالت
للعب.
* المربي هو المصدر الوحيد.
* يخاطب المربي جميع األطفال في آن واحد.
* يتعامل الطفل أساسا مع المربي.
* يقوم كل األطفال بنفس النشاط في نفس الوقت.
* يوجد الطفل دائما في وضعية الجلوس.
* الطفل متعلم عديم الحركة ،ال يشغل سوى طاقته الفكرية وقدراته
االستظهارية.
* السبورة هي الدعامة التربوية األساسية.
* تمأل الطاوالت كل فضاءات القسم.
* تنقل األطفال يكاد يكون محظورا.
* التواصل بين األطفال جد صعب.
* يخاطب المربي جميع األطفال في أن واحد ،ولكن بإمكانه تكوين ثالث
مجموعات للعمل.
* يمكن لكل طفل أن يتحدث مع صديقه على اليمين وعلى الشمال.
* لم تبق السبورة هي الدعامة التربوية الوحيدة.
* ال زال الطفل في وضعية الجلوس.
* ال يشجع هذا التنظيم التربوي على الحركة وتنقل األطفال بيسر.
* التواصل بين األطفال في تحسن نسبي بمقارنة مع الوضعية السالفة الذكر.
حصائر
حصائر
ركن المكتبة
طاوالت فردية
م
مــلــصـقـات وظـيـفـيـة
ل
ص
ركن التجمع
ق
رفــوف فــرديــة ا
تب
ت
ر
ت
ي
ب
ا
ب
س
ب
و
ر
ة
و
ر
ش
ة
الــتــرتــيـب
ركن اللعب
ترتيب
Tترتيب
ورشة
ماء
مل
ص
قات
A
ت .تشكيلية
* يمكن لألطفال أن يتنقلوا من مكان آلخر.
* يمكن لألطفال أن يغيروا وضعيات أجسامهم (من حالة الجلوس إلى
الوقوف،
االستلقاء أو على ركبتيهم أو متربعين.)...
* يمكن للمربي أن يشتغل مع جميع أطفال القسم كمجموعة كبرى أو في
مجموعات صغيرة ،أو يركز نشاطه على كل طفل على حدة ،وبالتناوب.
* يمكن لألطفال أن ينتظموا في أنشطة خارج المراقبة المباشرة للمربي.
* الوسائل التربوية الداعمة متنوعة (األركان موجودة).
* يمكن لألطفال أن يتواصلوا.
* يمكن للمربي أن ينمي عالقة انفرادية مع كل طفل على حدة.
* ال يقوم األطفال بنفس المهمة أو النشاط في نفس الوقت.
إن التنظيم الفضائي للقسم والمنهجية التربوية شيئان مرتبطان ،بمعنى أن
الحجرات والوسائل التربوية الموضوعة رهن إشارة األطفال والمربي ،تلعب دورا
مهما في نجاح أو إخفاق مشروع تربوي .وبمعنى آخر ،أن سوء توظيف وتدبير
فضاء القسم ،يعيق حتما العالقة المتبادلة بين المربي واألطفال .وعلى النقيض
من ذلك ،فاألقسام التي تستغل جيدا تتيح لألطفال فرصة إشباع حاجاتهم في
التحرك والتنقل من مكان إلى آخر بدون إزعاج أو تضايق متبادل ،وتجنب المربي
حصر دوره في النهي والمراقبة الدائمة لحركة األطفال وتعبيرهم.
لذلك يجب علينا أن نعمل على إدخال نمط جديد في تنظيم فضاء القسم ،استجابة
لحاجات األطفال في التعبير والتعلم والتحرك.
إن التجهيزات التقليدية من مقاعد وطاوالت وسبورات ،المنبثقة عن النمط المتبع في المدرسة
األساسية ،ال تستجيب لحاجات الطفل في سن ما قبل التمدرس .هذا النوع من التجهيز ،الذي
نصادفه في معظم المؤسسات التي تستقبل األطفال في سن ما قبل التمدرس يعيق كل محاوالت
المربي إلدخال تجديدات تربوية وأنشطة تلبي بالفعل حاجات الطفل ،وتتالئم مع اهتماماته.
إن نوعية العالقة التربوية الوحيدة التي يتيحها هذا النمط في تنظيم القسم وترتيب تجهيزاته هي
العالقة التي تنجم عن نمط تعليمي مدرسي صرف ،يرتكز أساسا على الترديد اآللي والحفظ عن
ظهر قلب للدروس الملقنة تلقينا من قبل المربي ،بحيث ال يحق للطفل أن يبرح مكانه حتى نهاية
الحصة الصباحية أو الزوالية.
إن أي إرساء لعالقة تربوية جديدة ،يقتضي تغيير وضعية تجهيزات القسم حسب سن األطفال
وحسب األهداف التربوية المتوخاة .وهذا يعني أن على المربي أن يضم الطاوالت بعضها إلى
البعض لتمكين األطفال من العمل في مجموعات صغيرة ،ثم يحاول تدريجيا تدبير عمله التربوي
بإدخال وسائل تربوية أخرى كاأللعاب ،مثال ،حول األركان ،أو األنشطة داخل الورشات التربوية،
أو الخرجات ،أو التربية البدنية ،أو النفس الحركية ...وأن يعي أيضا بأن السبورة ليست الدعامة
التربوية الوحيدة لكل األنشطة.
في معظم مؤسسات التربية ما قبل المدرسية ،يقتصر المربون واألطفال على استغالل
الفضاء الداخلي للقاعة أو للقاعات المتوفرة .وهذا ناتج بالطبع عن نوع العالقات السائدة
في هذه المؤسسات بحيث ال يعير القائمون عليها اهتماما كبيرا للممرات والساحات
الداخلية وال الخارجية عندما تكون موجودة (وال تستغل إال في أوقات االستراحة).
والحالة أن هذه المرافق ال تخلوا من فائدة تربوية ،ألنها تكون مجاال لتنشيط حصص
تربوية ،وإلشباع حاجات األطفال إلى الحركة والتنقل والنشاط.
وعلى ضوء ما قيل ،يمكن تثبيت لوحات من الخشب المعاكس (كونتربالكي) على جدران
الممرات ،واتخاذها مجاال لممارسة أنشطة الصباغة .هكذا يستطيع الطفل ،من جهة،
مزاولة الصباغة واقفا ،مما يحرر حركة ذراعه ،ثم يشارك ،من جهة أخرى ،في
الصباغة الجماعية ،األمر الذي يخدم تنشئته االجتماعية.
تستعمل الساحة الداخلية بدورها ،أو الساحات ،في حصص التربية البد نية أو أنشطة
األلعاب الحرة أو الغنائية أو المقننة .كما يمكن استغالل الساحات المجاورة أو البقع
الفارغة ،واالستعانة باآلباء ،إلقامة بساتين الخضر فيها ،أو أكواخ ومتاهات بالعجالت
المطاطية ،وأراجيح بالحبال ،وألعاب التوازن بجذوع األشجار...
ومن البديهي أن يبحث كل مرب عن حلول مناسبة للوضعية الخاصة بمؤسسته ،فال
يتردد ،مثال ،في التماس العون والمساعدة من األطفال واآلباء ،وحتى من السلطات
المحلية للحصول مثال على رخصة استغالل ساحة فارغة تابعة للمصالح البلدية ،ليتخذها
مكانا للعب أو لممارسة أنشطة تربوية أخرى.
يمكن للمربي أن ينتقي وسائل متعددة لبناء ركن من األركان تجدون بعض النماذج منها في
البطاقات التقنية في العدد الثاني من الدليل ،كأن يتخذ مثال من زيارة مع األطفال إلى السوق
مناسبة لبناء ركن الدكان ،أو ركن بائع الفواكه ،ومن زيارة للحي فرصة لبناء ركن الخياط
أو الحالق أو ركن المستوصف ،أو أن ينطلق من موضوع مألوف لدى األطفال كركن
المطبخ أو االستراحة أو بيت الضيوف ...كما يمكنه أن ينطلق في إعداد هذه األركان من
المشروعات التي ينوي االشتغال عليها مع األطفال خالل السنة .من هذه المشروعات ،مثال،
ما يدخل في محور :
* الفصول
* مراحل الحياة
* التربية الخلقية
* التربية من أجل الصحة
* الخ.
ومن الضروري الحرص على تجديد األركان التي تشغل حيزا من القسم ،حتى يستطيع
األطفال باستمرار التصرف في فضاءاته للعمل والنشاط ،وامتالك أدوات للتناول واالشتغال،
ومواضيع تحث على التعبير بمختلف أشكاله .وهذا النوع من التنظيم يساعد المربي على
العمل مع كل طفل على حدة ،أو في إطار مجموعات ،أو مع جميع األطفال في آن واحد.
بالنسبة لألركان ،يعتبر دور المربي أساسا دور منشط ومصاحب .ومن واجبه توجيه األطفال
في نشاطهم عن طريق توفير الشروط المادية والتربوية الكفيلة باستقطاب اهتمامهم ،وبعث
رغبة االستكشاف والتعلم لديهم .وال يتدخل إال لمساعدة األطفال على التفكير ،وطرح
األسئلة المناسبة لتنمية تعبيرهم ومخيلتهم وذكائهم...
أما فيما يخص بناء أركان األلعاب ،يجب أن يحرص المربي على إشراك األطفال في جميع
مراحل هذا البناء ،بغية تمكينهم من الشعور بأن األركان ومواردها ملك لهم ،وبأنهم
مسئولون عن صيانتها.