الملتقى العلمي الدولي الخامس عشر أيام 21 – 20 و 22 ديسمبر 2013 تحت عنوان " : رغم إعاقتي أبدع" اإلبداع لتخطي اإلعاقة أ . د / بوفلجة.
Download
Report
Transcript الملتقى العلمي الدولي الخامس عشر أيام 21 – 20 و 22 ديسمبر 2013 تحت عنوان " : رغم إعاقتي أبدع" اإلبداع لتخطي اإلعاقة أ . د / بوفلجة.
الملتقى العلمي الدولي الخامس عشر
أيام 21 – 20و 22ديسمبر 2013
تحت عنوان" :رغم إعاقتي أبدع"
اإلبداع لتخطي اإلعاقة
أ .د /بوفلجة غيات
[email protected]
كلية العلوم االجتماعية
جامعة وهران
مقدمة:
• لقد تطوّ رت أهداف التربية والتعليم وتحوّ لت من التركيز على
المناهج المعرفية لتلقين التالميذ والطلبة قدرا من المعلومات ،إلى
تدعيم القدرة على البحث واإلبداع.
• لكل فرد قدرات ومواهب خاصة يمكنه تنميتها وإبرازها .لهذا نجد
أخصائيين في علم النفس العمل ،ومختصين في التوجيه المدرسي
والمهني ،يقومون بتوجيه التالميذ والمرشحين للتدريب والعمل،
إلى مختلف التخصصات والوظائف والمهن التي تناسب ميولهم
وقدراتهم العقلية والجسدية ،مما يؤهلهم إلى النجاح فيها .ذلك أن
األفراد يصلحون ألداء مهارات واإلبداع فيها ،بينما يفشلون في
أعمال أخرى رغم رغباتهم في مزاولتها.
• إن كان ذلك صحيحا بالنسبة لألفراد العاديين ،فذلك ينطبق أيضا
بالنسبة لألفراد ذوي اإلعاقات ،الذين بإمكانهم أن يكونوا أعضاء
مبدعين ،لهم فائدة في المجتمع ،يؤدون أدوارا يعجز األفراد
العاديون عن تأديتها.
• إن الغالبية العظمى من اإلعاقات هي إعاقات جزئية وناذرا ما
تكون إعاقات كاملة مائة بالمائة ،أي عجز بدني وعقلي وحسي .لذا
فإن التعرف العلمي على إمكانات األفراد ذوي االحتياجات
الخاصة ،وتوجيههم السليم يمكنهم من استغالل قدراتهم يساهم في
تطوير كفاءاتهم اإلبداعية.
• فما هي أنواع اإلعاقة؟ وما هي تداعياتها النفسية واالجتماعية؟ وما
أهمية اإلبداع في حياة ذوي اإلعاقات؟ وما هي شروط تطوير
القدرات اإلبداعية عند المعوّ قين؟ وما هي خطوات تطوير اإلبداع؟
وهي أسئلة نحاول اإلجابة عنها من خالل هذه المداخلة.
مفهوم اإلعاقة وأنواعها:
يقصد بالمعاقين أو ذوي االحتياجات الخاصة ،األفراد الذين يعانون من
إعاقات تعرقل تحركاتهم ،وتعامُلهم بحرية مع محيطهم .يمكن
تصنيف اإلعاقات إلى ثالثة أقسام ،إعاقات حركية وحسية وذهنية.
.1اإلعاقات الحركية :وتؤدي اإلصابة بها إلى العجز الحركي ،بحيث
تكون هناك ضرورة استعمال المقاعد المتحرّ كة ،أو بعض أنواع
الدراجات النارية أو الهوائية عند التنقل.
.2اإلعاقات الحسّية :ونجدها عند الذين يعانون من ضعف حاد في
البصر أو غيابه ،أو ضعف السّمع أو غيابه.
.3اإلعاقات الذهنية :وتتمثل في األفراد الذين يجدون صعوبات في
الفهم ومعالجة المعلومات ،من معتوهين وضعاف العقول.
التداعيات النفسية واالجتماعية لإلعاقة:
إن الفشل في استغالل قدرات الفرد الحسية والعقلية والبدنية ظاهرة
عامة ،يتقاسمها األصحاء والمعاقون .فاألفراد العاديون قد يتقبلون الفشل
مما يؤدي إلى اإلحباط واليأس والتشاؤم والسلبية ،مما يؤثر سلبا على
حياتهم من الجوانب النفسية واالجتماعية والمهنية ،وبالتالي إلى تفاقم
أوضاعهم االجتماعية والصحية السيئة .وقد يصبحون بطالين عالة على
أسرهم وعلى المجتمع.
نفس الشيء قد يحدث مع األفراد ذوي االحتياجات الخاصة ،إذ قد
يستسلمون إلعاقاتهم ،مما يؤدي إلى اليأس واإلحباط واالستسالم للفشل
والسلبية والقبول بالواقع مما يزيد حاالتهم الصحية سوءا .كما يؤدي بهم
إلى العيش عالة على األسرة وعالة على المجتمع.
وهي تحديات يجب مواجهتها بطرق علمية مدروسة ،تجب مواجهتها،
من خالل تجاوز تداعيات اليأس الذي قد ينتج عن اإلٌعاقة.
مفهوم اإلبداع وأهميته في المجتمع المعاصر:
• لم يعد الهدف من التربية حشو العقول المعلومات النظرية
واألكاديمية والحفظ وتخزين المعلومات ،إلعادة تذكرها أثناء
االمتحانات ،وإنما أصبح الهدف منها تطوير القدرة على التجديد
واإلبداع ،لمواجهة التغيرات المتسارعة التي يعرفها العصر.
• يرى مراد وهبة ( )51 ،1996أن اإلبداع هو سلسلة من النشاطات
المنتظمة ،الموجهة نحو هدف محدد .وهذه العملية تمكن العقل من
تكوين عالقات جديدة ،وإحداث شيء على غير مثال مسبوق ،على
أن يكون للمنتج الجديد فائدة للفرد والمجتمع“.
يتميز الفرد المبدع بقدرات عقلية خاصة ،تتمثل في الطالقة
والمرونة واألصالة .يرى عبد السالم عبد الغفار أن "امتالك
الفرد لقدرات التفكير االبتكاري تجعله متميزا بمستوى مرتفع من
القدرة على إنتاج أكبر عدد من األفكار التي ترتبط بموقف أو
بمثير معين في فترة زمنية محدودة (الطالقة) مع تميز هذا الفرد
بالقدرة على االنتقال من نوع من األفكار إلى نوع آخر منها
(المرونة) ،مما يعطي الفرصة في ظهور فكرة أصلية ،سواء
أكانت (األصالة) في صورة ندرة أو مهارة أو ارتباط بعيد" (عبد
السالم عبد الغفار.)5 ،1997 ،
أهمية اإلبداع عند ذوي االحتياجات الخاصة:
• إن كان األفراد العاديون يقضون كثيرا من األوقات إما في اللعب في
مرحلة الطفولة أو أثناء العمل والتسوق والتجوال ،حيث يقضون جل
أوقاتهم دون عناء ،فإن األفراد المعوقين عادة ما تؤثر إعاقاتهم على
مستوى حركتهم ،مما قد يؤدي بهم إلى التفكير في واقعهم وإعاقاتهم
ومستقبلهم ،وهو ما يؤدي إلى إرهاقهم ذهنيا وجسديا ،إذ يصعب
عليهم إيجاد نشاطات يقضون فيها فراغاتهم.
• وهنا تظهر أهمية اإلبداع ،الفني واألدبي واإلبحار في مواقع
اإلنترنت ،مما يساهم في قضاء الوقت في أمور مفيدة .ذلك
أن شعور الفرد المعوّ ق بفائدته وإبداعه واندماجه في مجتمع،
هي عوامل تساعد هؤالء األفراد على نسيان إعاقاتهم
وتجاوز تداعياتها السلبية.
• إال أن ذلك يتطلب جهودا كبيرة من طرف المحيط األسري
واالجتماعي ،ومن طرف الدولة التي يجب عليها تحمل
مسؤولياتها تجاه هذه الفئة الهشة من المجتمع.
المحيط الداعم لإلبداع:
إن ظهور اإلبداع يتطلب توفر بيئة مناسبة مشجعة على بروزه،
وخاصة عند ذوي اإلعاقة الذين يحتاجون إلى توجيه ودعم .يرى سالم
محمد عبد السالم أنه" :يظهر اإلبداع حين يتوفر المناخ النفسي ،ونتيجة
لعمليات التنشئة االجتماعية التي يمر بها الفرد خالل مراحل حياته .كما
يتوقف نتاج التفكير اإلبداعي على عدد من العوامل النفسية
واالجتماعية والتربوية ،والتي تح ّد من أو تعمل على زيادة إنتاجية
الشخص المبدع" (سالم محمد عبد السالم .)1997 ،
• يحتاج نجاح األفراد المعوقين في تطوير قدراتهم اإلبداعية إلى محيط
داعم ،من خالل وعي األسرة ،والمحيط التربوي والصحي،
والمجتمع المدني.
.1توفر أسرة داعمة.
.2توفر منظومة تربوية داعمة.
.3العناية الصحية الخاصة للمعوّ قين.
.4تكفل المجتمع المدني بانشغاالت ذوي االحتياجات الخاصة.
• كلها عوامل أساسية داعمة ،ومساعدة على توفير شروط تطوير
اإلبداع عند ذوي االحتياجات الخاصة.
تحديد إمكانيات ومجاالت اإلبداع:
لتطوير اإلبداع عند ذوي االحتياجات الخاصة ثالثة مراحل:
.1تحديد مجال وحدود اإلعاقة
.2تحديد القدرات.
.3تحديد مجاالت اإلبداع :يمكن تنمية اإلبداع من خالل:
المجاالت الحرفية والمهنية.ـ المجاالت الفنية واألدبية.
ـ المجاالت الرياضية.
المجاالت العلمية والتكنولوجية. -المجاالت السياسية.
خطوات تطوير اإلبداع عند ذوي االحتياجات الخاصة:
• يتطلب تطوير اإلبداع التركيز على مجموعة من الجوانب المؤدية
لإلبداع ،وتتمثل أهمها في:
.1تحسيس الفرد المُعاق بأهمية اإلبداع لتخطي إعاقته.
.2تحفيز األفراد المعوّ قين على التعلم وبذل الجهد في الممارسة :يرى
"أديسون"الذي يلقب بمستودع االختراعات لكثرة ابتكاراته ،أن (99
)%من االبتكار واإلبداع والعبقرية يعود إلى الج ّد واالجتهاد وإلى
العمل والتعب والعرق (وما يصاحب ذلك من سعادة ومتعة) و(1
)%منها يعود إلى اإللهام (كاظم عبد النور.)103 ،2005،
.3مساعدة الطفل المعاق على الثقة بنفسه.
.4تنمية القدرة على التفكير عند الطفل المُعاق :فاإلبداع ليس دائما
فطري ،وإنما ينتج عن اجتهاد وممارسة وتربية مقصودة ،تسعى إلى
تنمية مجموعة من المهارات والقدرات العقلية ،تهدف كلها إلى
تحقيق اإلبداع.
.5تطوير القدرات اإلبداعية :تتميز عملية اإلبداع بالتجديد والسيولة
والطالقة في األفكار ،وهي قدرات عقلية و مهارات يدوية وبدنية
يجب تنميتها من خالل الممارسة.
• وهي عناصر إبداعية وخطوات يجب السعي إلى تحقيقها .يمكن لذلك
أن يتدعّم بقوة الدوافع والحوافز التي تؤدي إلى النجاح.
أهمية اإلبداع في تجاوز اإلعاقة:
• يتميّز الفرد الناجح بالعمل والجدية والتفاؤل واستغالل ما يمتلكه من
مهارات وقدرات من خالل اإلبداع ،وينطبق ذلك على الفرد السليم
وعلى الفرد المعاق على السواء.
• هناك نسبة كبيرة من األفراد األصحاء ،عقليا وبدنيا ،فاشلين في
حياتهم نفسيا واجتماعيا ومهنيا ،ألنهم اعتمدوا طريقا خاطئا ،ولم
يتمكنوا من استغالل قدراتهم وتسخيرها لتحقيق النجاح .ذلك أن أهم
سبيل إلى النجاح هو اإلبداع الذي يتم تنميته واستغالله.
• كذلك الحال بالنسبة إلى لألفراد ذوي االحتياجات الخالصة ،إذ نجد
عددا كبيرا منهم ناجحين في مختلف المجاالت العلمية والفنية
والمهنية بل حتى الرياضية .وهو ما يوضح إمكانية تفوقهم
ونجاحهم ،عند السعي إلى استغالل قدراتهم المتنوعة.
خاتمة وتوصيات:
• لقد أصبح التطور والتغيّر والتجديد أحد سمات هذا العصر .لهذا
أصبحت التربية المعاصرة تتميز بتركيزها على تنمية القدرة
اإلبداعية عند الشباب رجال ونساء المستقبل ،وتسليحهم باإلمكانيات
العقلية واالستعدادات والكفاءات الضرورية لمواجهة التحديات
والتغيرات والتطورات.
• إن كان ذلك أمرا ضروريا بالنسبة لألفراد العاديين سليمي األبدان
والعقول ،إال أن ذلك أهم بالنسبة لألفراد الذين يعانون من إعاقات
عقلية أو حركية ،مما يتطلب مزيدا من العناية بهم لمنحهم قدرا من
االستقاللية والمساح لهم بتجاوز التداعيات السلبية إلعاقاتهم.
يمكن تحقيق ذلك بتوفير مجموعة من الشروط تتمثل أهمها في:
• توعية األولياء بموضوع إعاقة أبنائهم ،وبشروط التكفل السليم بهم.
• توعية األفراد المعاقين بإمكانية تجاوز مشاكلهم الناتجة عن اإلعاقة
من خالل اإلبداع والتميز والنجاح.
• ضرورة وعي المجتمع بتحمل مسؤوليات الفئات الهشة في المجتمع
وعلى رأسها فئة ذوي اإلعاقات بكل أصنافهم.
• تحمل الدولة لمسؤوليتها تجاه هذه الفئة من المجتمع وتوفير شروط
إدماجها ،من خالل توفير الوسائل واإلمكانيات ،بما في ذلك تربية
سليمة مبنية على تطوير اإلبداع.
• تشجيع إنشاء تنظيمات المجتمع المدني التي تعتني بترقية هذه الفئة
من المجتمع والدفاع عن حقوقها وترقية نشاطاتها الفنية والعلمية
والرياضية والمهنية ،وتشجيع اندماجها في المجتمع.
وهي عوامل تساهم في مساعدة األفراد ذوي االحتياجات الخاصة
على تجاوز إعاقاتهم والتخفيف من تداعياتها.
شكرا على حسن اإلصغاء المتابعة
والسالم عليكم ورحمة هللا
[email protected]