العوامل المؤثرة على المرجعية الشيعية إعداد موسوعة الرشيد المقدمة إن البحث في المؤسسة الدينية الشيعية في العراق تعتبر مسألة شائكة ومعقدة ووجه التعقيد هنا : أن.
Download
Report
Transcript العوامل المؤثرة على المرجعية الشيعية إعداد موسوعة الرشيد المقدمة إن البحث في المؤسسة الدينية الشيعية في العراق تعتبر مسألة شائكة ومعقدة ووجه التعقيد هنا : أن.
العوامل المؤثرة على المرجعية
الشيعية
إعداد
موسوعة الرشيد
المقدمة
إن البحث في المؤسسة الدينية الشيعية في العراق تعتبر
مسألة شائكة ومعقدة ووجه التعقيد هنا:
أن هذه المؤسسة لم تؤسس دورها ضمن إطار منهجفكري متكامل كما أن لهذا الموضوع أهميته القصوى كونه
يرتبط بالواقع العراقي وما يموج من متغيرات وتفاعالت وآثار
عديدة وفي ظل الطبيعة المتعددة التي يتسم بها الجسد
العراقي.
إن األثر الديني يتوضح اآلن بشكل أكبر وجلي والظروفالحالية في العراق تحفز هذا الدور وتدعمه وكأنها استدراك
أو استدعاء للمؤسسة الدينية للمشاركة بقوة وفاعلية في
إطار الفعل السياسي وتأطير خطاب يستند إلى تلك
المؤسسة التي بدورها تضفي عليه الشرعية .
أبرز العوامل المؤثرة على المرجعية
الشيعية
العامل األول
الدور اإليراني -:
يمثل المدخل الطائفي مدخال ً أساسياً وضرورياً لفهم العالقة بين الشيعة في كل من العراق وإيران سيما ما
يخلقه هذا المدخل من إيجاد مشاعر وأحاسيس تجمع األفراد وفيما بينهم وتجسد إحساساً أممياً بينهم يتجاوز
الرؤية القطرية وحتى اإلقليمية .
وعلى هذا وجدنا هذا الرابط قد لعب دوراً أساسياً في خلق درجة اآلصرة والتوحد بين شيعة العراق وإيران وهو
توحد امتد منذ تشكل المذهب وبروزه وامتد على مسار التاريخ ،فهناك توحد في الرؤية وتأثير متبادل وانعكاس
لألحداث على كال الطرفين ،وعلى العموم يمكن أن نحدد ثالثة أسس أساسية لفهم طبيعة العالقة بين الطرفين.
الدور التاريخي -:
وهذا األمر يقترن كداللة زمانية بعهد دولة البهويين 945هـ والتي قدمت أقصى دعم لفقهاء اإلمامية وليبرز منهم
خالل ذلك العهد فقهاء مؤسسون لعبوا دوراً أساسياً في إيجاد المذهب ودعمه ،ومن أمثال الشيخ المفيد
والشيخان الطوسي والكليني وكانت فيها بغداد مقراً للمرجعية الشيعية وقد ظلت كذلك باستثناء فترات قصيرة
كان ينتقل فيها مقر المرجعية والتدريس إلى مدن أخرى أما المرجعية في إيران.
فقد اتخذت أصفهان مقراً لهم تم في قم على أن التطور األساسي والذي دعم هذه العالقة إلى مد أبعد وأوجد
جسوراً من العالقة الوثيقة بينهما فقد تجسدت بتأسيس الدولة الصفوية في إيران 1508م على يد إسماعيل
الصفوي وما استتبع ذلك من اتخاذ األمامية مذهباً رسمياً للدولة وعندما عينه الشاه طهماسب الشيخ علي بن
عبد العالي الكركي نائباً لإلمام الغائب بفرمان بعد استقدامه من النجف.
وقد مثل ذلك التطور األكثر أهمية في تاريخ الشيعة اإلمامية ،كل ذلك أوجد نوع من التوحد بين الشعبين ،فإيران
مثال ً لم تكن غائبة أو بعيدة عن اهتمام مراجع الدين والعلماء في النجف األشرف وعندما احتل الروس إيران فقد
دفع ذلك المرجعية الدينية التي كانت بقيادة الشيخ حسن الشيرازي نحو إعالن التضامن مع إيران ومناوئة
السلطة اإليرانية كما أنه ال ينكر دور الشيرازي القيادي في قضية التنباك.1891
العامل الثاني
البعد الفكري
فلقد أدى تبني إيران للمذهب الشيعي االثنى عشري أن تلعب الدور األبرز في
تشكيل مفاهيم وقيم هذا المذهب وتبلور الصياغة الصفوية للمذهب الشيعي وكما
ذهب إلى ذلك علي شريعتي هذا على صعيد الفكر وأما على صعيد اآللية
المتمثلة بالمرجعية أي المؤسسة الدينية فهناك ثمة اتفاق أساسي على أن هذه
المؤسسة كانت وتكاملت على يد التوجه الفارسي وعلى هذا فإن أغلب
مطبوعاتها وكتبها المنهجية كانت فارسية كما أتاح نظام الدراسة فيها لغير العرب
فرصاً كبيرة.
وبالشكل الذي كون من هؤالء طائفة من العلماء والمجتهدين الذين لم ينخلعوا
تماماً عن أصولهم غير العربية وقد انعكس ذلك على مشاركة شيعة العراق وقلة
مساهمتهم وضعفهم العددي والنوعي وبالشكل الذي برز إلى الوجود علماء
ومراجع بلغت نسبتهم أكثر من )50(%95وقد انعكس ذلك على دورهم السياسي
حيث عمدوا إلى مغازلة السلطات الحاكمة من جهة ومن جهة ثانية عدم التعاطي
مع متغيرات الواقع العراقي والتأثير فيه.
وهو األمر الذي جعل أغلبهم بعيدين عن هموم وتطلعات الشعب العراقي وإمالة
وقص دورهم على المجال اإلفتائي الديني واالبتعاد عن الدور السياسي وذلك ما
يخلق عالمة استفهام حول طبيعة عالقتهم مع أبناء العراق والشعور بحقيقة
االنتماء إلى العراق دور علماء الدين.
العامل الثالث
الدور السياسي
تمثل الجغرافية بعداً آخر من األبعاد التي تحكم نمط العالقة بين الشيعة
بين العراق وإيران .
فجغرافية إيران الكبيرة والتي تعادل ثالث مرات مساحة العراق وتبني
الهوية الشيعية كهوية عليا هو خلق لها تماسكاً بنوياً كبيراً مقارنة بالعراق
.
فهناك تكامل بين المعتقد وبين الجغرافية وعلى النحو الذي يخلق ظروفاً
أفضل للعمل السياسي واالجتماعي مقارنة بالعراق الذي يبدو قلقاً في
الهوية والمواطنة وعلم تنوعه الداخلي الطائفي والقومي الديني.
وهذا اإلدراك اإليراني عمق التدخل اإليراني في الشأن العراقي محاوال ً
تغذية االنقسامات وتعميق الخالفات والحيلولة دون توافر التماسك
االجتماعي والوحدة العقيدية وهذا االهتمام ينبع من أن العراق يمثل مركز
القلب للمشروع اإليراني فهو القاعدة النطالق المشروع لمواجهة الفيض
السني .
.
لقد كانت الجغرافية حاضرة لدى رؤية المرجعية الدينية في إيران
التي سعت ساعية نحو توظيفها في صراعها مع السلطة التي
حاولت التي تنال من مرجعية قم للتقرب من مرجعية النجف وهو
السلوك الذي تبناه الشاه لسنوات عدة .
كما أن هذا كان مدركاً لدى المرجعية الدينية العراقية إزاء السلطة
وكثيراً ما استقوى الحكيم بالشاه في مواجهة السلطة أو الدولة
في العراق كما أن إيران مثلت في ملجأ للحركات السياسية
لسنوات طويلة .
وهذا التواجد خلف مشكلة كبيرة تواجهها هذه الحركات حول
طبيعة العالقة مع غيران وعلى النحو الذي حملها عبئاً كبيراً أن
إيران عرفت كيف تستخدم العراق كساحة احتياطية استطالع
العقل القيادي اإليراني استثمرها بشكل ناضج إلدارة األوضاع في
إيران()51
.
وفي ظل تداخل هذه السمات والمعاني تكن عناصر أساسية يمكن
تمييز العالقة بين الطرفين وتدفعها إلى عالقة وتدخل أوسع إليران في
الشأن العراقي وهو دور تجيده إيران أيما إجادة في تعاطيها مع الجار
العراقي لكن هذا التدخل يصطدم بالخشية اإليرانية من انتقال المرجعية
من قم إلى النجف لتكون مقراً للمرجعية الدينية الشيعية.
فاإليرانيون قد استفادوا ورغم عدائهم لحكم البعث فقد جعل ذلك قم
مركز شبه رصد لحوزة وهذا ما مكنهم من احتواء المراجع عبر أقنية
كثيرة بوالية الفقيه أو من انتزاع هدنة قصرية خصوصاً أن عدداً من
المراجع الشيعة اإليرانيين وغير اإليرانيين ال يؤمنون بها ال يعترفون
بمرجعية الولي اإليراني خامنئي(. )52
لقد استفاد اإليرانيون من ذلك عندما أصبحت قم المركز الوحيد لطالب
الحوزة هذا من جهة ومن جهة ثانية هو تحول الدولة في إيران بأجهزتها
ومواقع القوى فيها إلى دولة ماللي دافعين باتجاه احتكار الفتوى
وحصرها بالولي الفقيه وربما ستشكل عودة طالب الحوزة من قم إلى
النجف استئنافاً لعمل وتقاليد مرجعية ال تناسب الحوزة اإليرانية التي
فصلت على قياس والية الفقيه
مع تحيات
موسوعة الرشيد
www.alrashead.net
[email protected]