Document 7412015

Download Report

Transcript Document 7412015

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫وقل اعملوا فسيرى هللا عملكم‬
‫ورسوله والمؤمنون‬
‫صدق هللا العظيم‬
‫وبائيات‬
‫االلتهاب الكبدي الفيروسي‬
‫إعداد‬
‫د‪ .‬سمير محمد بهنسي‬
‫استشاري حميات ‪ /‬استشاري وبائيات‬
‫‪E-mail: [email protected]‬‬
‫يطلق تعبير االلتهاب الكبدي على مجموعة واسعة من‬
‫الحاالت األكلينيكية تترافق مع حدوث تغيرات مرضية‬
‫تصيب الكبد ناجمة عن تعرضه لعديد من العوامل‬
‫الممرضة و التي تمثل الفيروسات الجزء األعظم منها‪.‬‬
‫و يتم تقسيم التهاب الكبد تبعا لمعايير سريرية و كيميائية‬
‫و تشريحية مرضية إلى نمطين ‪ :‬حاد و مزمن ‪.‬‬
‫يدل تعبير التهاب الكبد الحاد على حدوث نخر في الخاليا‬
‫الكبدية مع استجابة التهابية و خلل في وظائف الكبد و ال‬
‫تتجاوز مدته ستة أشهر و قد ينتهي االلتهاب الكبدي الحاد‬
‫بشفاء الكبد و عودة حالته إلى الوضع الطبيعي أو تتردى‬
‫اإلصابة سريعا نحو النخر الشامل مؤدية إلى الوفاة أو‬
‫يتطور االلتهاب الحاد نحو اإلزمان الذي يعني دوام‬
‫األعراض و العالمات السريرية و الكيميائية و النسيجية‬
‫لفترة زمنية تتعدى الستة أشهر ‪.‬‬
‫مسببات االلتهاب الكبدي الحاد‬
‫‪ -1‬اإلصابة الفيروسية ‪Viral Hepatitis‬‬
‫أ‪ -‬فيروسات متخصصة في إصابة الكبد‬
‫مثل‪A,B,C,D,E,G, :‬‬
‫ب‪ -‬فيروسات غير مخصصة إلصابة الكبد و لكنها تصيبه‬
‫خالل إصابتها ألعضاء الجسم األخرى مثل ‪:‬‬
‫فيروس الحالء‬
‫البسيط ‪ Herpes simplex‬و الحصبة األلمانية ‪Rubella‬‬
‫‪ -2‬اإلصابة البكتيرية ‪Bacterial Hepatitis‬‬
‫‪ -3‬اإلصابة بالملتويات ‪Spirochetal hepatitis‬‬
‫مثل‪ :‬داء البريمات ‪ Leptospirosis‬والحمى الناكسة ‪Relapsing fever‬‬
‫‪-4‬اإلصابة باألوالي (الطفيليات) ‪Protozoal‬‬
‫‪Hepatitis‬‬
‫مثل‪ :‬داء األميبات الكبدي ‪Hepatic Amebiasis‬‬
‫‪ -5‬السموم و األدوية ‪Toxic hepatitis‬‬
‫‪ -6‬تعاطي الكحوليات ‪Alcoholic hepatitis‬‬
‫يمكن تقسيم فيروسات التهاب الكبد طبقا لطرق نقل العدوى‬
‫إلى مجموعتين ‪:‬‬
‫المجموعة األولى تنتقل العدوى بها عن الطريق المعوي‬
‫(البرازي الفموي) مثل فيروسات‪:‬‬
‫‪A, E, F‬‬
‫المجموعة الثانية تنتقل العدوى بها عن طريق الدم‬
‫و مشتقاته مثل فيروسات‪:‬‬
‫‪B, D, C, G‬‬
‫و يطلق عليه أيضا االلتهاب الكبدي الوبائي أو التهاب‬
‫الكبد المعدي أو اليرقان الوبائي‪.‬‬
‫و هو واسع االنتشار على مستوى العالم و تحدث اإلصابة‬
‫به بشكل إفرادي أو على شكل وافدات صغيرة أو جائحات‬
‫وبائية و المرض أكثر انتشارا في بلدان العالم النامية و‬
‫الفئات األكثر تعرضا لخطر العدوى هم ‪ :‬مخالطو الحاالت‬
‫و المسافرون إلى المناطق المتوطن بها المرض و األطفال‬
‫في دور رياض األطفال و تالميذ المدارس‪.‬‬
‫وتنتقل العدوى بالتماس المباشر مع المريض بالطريق‬
‫البرازي الفموي و كذلك عن طريق تناول األطعمة و‬
‫األشربة الملوثة بالفيروس‪.‬‬
‫تتراوح فترة حضانة المرض من أسبوعين إلى سبعة‬
‫أسابيع و تظهر األعراض على شكل ارتفاع في درجة‬
‫الحرارة وغثيان وقيء وآالم بالبطن يعقبها ظهور‬
‫اليرقان وقد يحدث المرض بدون أعراض أو بأعراض‬
‫خفيفة في سن الطفولة وتزداد شدة األعراض بتقدم عمر‬
‫الشخص المصاب‪.‬‬
‫وتمتد فترة المرض من أسبوع إلى عدة شهور وغالبا‬
‫ما يحدث الشفاء تماما دون مضاعفات أو انتكاسة أو‬
‫إزمان‪.‬‬
‫وتدل األبحاث على أن انتقال العدوى من الشخص‬
‫المصاب أعلى ما تكون خالل النصف الثاني من فترة‬
‫حضانة المرض و تمتد إلى أسبوع بعد ظهور اليرقان‪.‬‬
‫و يطلق عليه أيضا التهاب الكبد الوبائي بغير‬
‫الفيروس‪ A‬أو ‪ ، B‬و التهاب الكبد البرازي الفموي بغير‬
‫الفيروس ‪ A‬أو ‪.B‬‬
‫و تحدث اإلصابة بشكل إفرادي أو وبائي و باألخص في‬
‫البلدان ذات المستوى الصحي المتدني مثل الهند و‬
‫بورما و يعتبر البالغون سواء كانوا صغار السن أو في‬
‫أواسط العمر من الفئات األكثر تعرضا لإلصابة‬
‫بالفيروس كذلك المسافرون إلى المناطق المتوطن بها‬
‫المرض و تنتقل العدوى بذات طرق انتقال العدوى في‬
‫التهاب الكبد ‪ A‬و يعتبر شرب المياه الملوثة بالفيروس‬
‫من أكثر طرق انتقال العدوى شيوعا‪.‬‬
‫وتتراوح فترة حضانة المرض من أسبوعين إلى ستة‬
‫أسابيع و األعراض تشبه أعراض اإلصابة بفيروس‬
‫التهاب الكبد ‪ A‬إال أن اإلصابة في النساء الحوامل‬
‫غالبا ما تكون شديدة و تؤدي إلى نسبة وفيات قد تصل‬
‫إلى ‪ % 20‬في بعض األحيان‪ ،‬ويعتمد التشخيص‬
‫المعملي على تعيين األجسام المضادة لفيروس التهاب‬
‫الكبد ‪ E‬في دم المريض و كذلك تعيين ‪HEV RNA‬‬
‫في الدم أو البراز باستخدام تحليل ‪PCR‬‬
‫الوقاية من فيروسات التهاب الكبد المنقولة‬
‫معويا‬
‫أوال‪ :‬الوقاية األولية‬
‫‪ )1‬التثقيف الصحي للعامة و كذلك تالميذ المدارس عن استخدام‬
‫األساليب الصحية في الحياة اليومية و اتباع أساليب النظافة‬
‫الشخصية مع التشديد على العناية بغسل اليدين بعد التبرز و‬
‫قبل تناول الطعام و كذلك التخلص اآلمن من الفضالت‪.‬‬
‫‪ )2‬االهتمام بمد شبكات مياه الشرب الصالحة و معالجة المياه‬
‫معالجة صحية و كذلك إنشاء شبكات الصرف الصحي‪.‬‬
‫‪ )3‬العناية الصحية باألشربة و األطعمة و اتخاذ كافة االحتياطات‬
‫لعدم تعرضها للتلوث‪.‬‬
‫‪ )4‬تسخين المحاريات و الصدفيات لدرجة حرارة ‪ 90‬مئوية‬
‫لمدة أربع دقائق على األقل قبل تناولها‪.‬‬
‫‪ )5‬تشديد الرقابة الصحية على دور رياض األطفال و المدارس‪،‬‬
‫و عند ظهور حالة أو أكثر من االلتهاب الكبدي ‪ A‬بين األطفال‬
‫في إحدى دور رياض األطفال يجب تحصين جميع األطفال بها‬
‫و كذلك جميع العاملين على الفور بالمصل الواقي ‪ IG‬و أيضا‬
‫المخالطين األسريين للحاالت‪ ،‬والجرعة المعتادة للمصل‬
‫الواقي ‪ IG‬هى‪ ml 0.02 :‬لكل كيلو جرام من وزن الجسم أو‬
‫‪ ml 2‬للبالغين وتؤخذ حقنا بالعضل‪.‬‬
‫‪ )6‬يفضل تطعيم المسافرين إلى المناطق المتوطن بها المرض‬
‫بطعم ضد االلتهاب الكبدي ‪ A‬أو تحصينهم بالمصل الواقي ‪IG‬‬
‫قبل سفرهم‪ ،‬ويفضل التطعيم لألشخاص الذين يمكثون لفترات‬
‫طويلة أو يترددون على هذه المناطق‪.‬‬
‫‪ )7‬كذلك يفضل تطعيم الفئات األكثر تعرضا لخطر العدوى‬
‫خاصة األطفال الذين يعيشون في مجتمعات ذات‬
‫معدالت عالية لإلصابة بالفيروس ‪ A‬وكذلك العاملين‬
‫بالمختبرات المعنية بأبحاث الفيروس ‪ A‬و المصابين‬
‫بأمراض الكبد المزمنة و المدمنين بالحقن‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوقاية الثانوية‬
‫‪ )1‬إبالغ السلطات الصحية المختصة بالحاالت‪.‬‬
‫‪ )2‬عزل المريض منذ بداية المرض و لمدة أسبوع بعد ظهور‬
‫اليرقان و تجنب التماس الجسدي معه وتخصيص حاجياته‬
‫الشخصية والتعامل مع المخلفات بعناية والتخلص منها‬
‫بأساليب صحية مع العلم بإن الفيروس يتأثر بالغليان أو‬
‫التعرض للفورمالين أو الكلورين أو اإلشعاع فوق البنفسجي‪.‬‬
‫‪ )3‬يجب أن يتلقى المخالطون القريبون (أفراد العائلة المباشرون‬
‫والمخالطون القريبون في المدرسة أو العمل) المصل المناعي‬
‫‪ IG‬بأقصى سرعة ممكنة خالل األيام القليلة األولى من‬
‫التعرض للعدوى ( خالل أسبوعين على أقصى تقدير)‪.‬‬
‫‪ )4‬عمل التقصي الوبائي الالزم لتحديد مصدر العدوى‬
‫والبحث عن حاالت أخرى كذلك حصر المخالطين‬
‫وترصدهم الكتشاف أى حاالت تظهر بينهم واتخاذ‬
‫اإلجراءات الوقائية المناسبة‪.‬‬
‫ويطلق عليه أيضا التهاب الكبد المصلي والتهاب الكبد‬
‫بالمستضد األسترالي واليرقان المصلي والفيروس من‬
‫نوع ‪ DNA‬و يحتوي على ثالثة مستضدات ‪ :‬المستضد‬
‫‪ HBsAg‬والمستضد اللبي ‪HBcAg‬‬
‫السطحي‬
‫والمستضد ‪ , HbeAg‬وهو منتشر في شتى بقاع العالم‬
‫وتقدر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من ‪ 2‬مليار‬
‫شخص تعرضوا لإلصابة بالفيروس منهم ما يقرب من‬
‫‪ 350‬مليون تحولوا إلى مرضى مزمنين بااللتهاب‬
‫الكبدي ‪ B‬وفي كل عام يتوفى حوالي مليون شخص‬
‫نتيجة مضاعفات اإلصابة بالفيروس ويصاب أكثر من‬
‫أربعة ماليين شخص‪.‬‬
‫واإلصابة غالبا ما تحدث بشكل إفرادي والفئات‬
‫األكثر تعرضا لخطر العدوى هم‪ :‬الشركاء‬
‫الجنسيون والمخالطون المنزليون للمصابين‬
‫بالفيروس ومدمنو المخدرات الذين يتشاركون‬
‫المحاقن واللواطيون ومتعددو العالقات الجنسية‬
‫والعاملون في المهن الطبية‪ ،‬والمرضى المعرضون‬
‫بكثرة لنقل الدم ومشتقاته وكذلك مرضى نقص‬
‫المناعة وأبناء األمهات المصابات بالفيروس‪.‬‬
‫و تنتقل العدوى عن طريق ‪:‬‬
‫‪ -1‬نقل الدم و مشتقاته‬
‫‪ -2‬المحاقن واآلالت الجراحية الثاقبة للجلد والملوثة‬
‫بالدم أو سوائل الجسم المختلفة ( يوجد الفيروس في‬
‫معظم سوائل الجسم كاللعاب وسائل النخاع الشوكي‬
‫والسائل البلوري والمني واإلفرازات المهبلية ) و كذلك‬
‫األدوات التي تستخدم في الوشم والحالقة وثقب األذن‬
‫والتشريط و أيضا المحاقن المشتركة بين المدمنين‬
‫‪ -3‬االتصال الجنسي بجميع صوره‬
‫‪ -4‬من األم المصابة إلى الجنين‬
‫وتتراوح فترة الحضانة من شهر ونصف إلى ستة أشهر‬
‫وقد تقصر إلى أسبوعين فقط وال سيما بعد التعرض‬
‫لجرعة كبيرة من الفيروس‪ ،‬واألعراض تحدث عادة‬
‫بصورة متسللة على هيئة فقدان للشهية وإحساس غير‬
‫محدد بعدم االرتياح بمنطقة البطن وغثيان وقيء وأحيانا‬
‫آالم بالمفاصل وطفح جلدي وفي معظم األحوال يظهر‬
‫اليرقان وتتدرج شدة األعراض من حدوث حاالت بدون‬
‫أعراض إلى حاالت تصاب بقصور كبدي حاد يؤدي إلى‬
‫الوفاة‪ ،‬و تدل األبحاث على أن اليرقان يظهر فقط على‬
‫حوالي ‪ % 10‬من األطفال و ‪ % 50 – 30‬من البالغين‬
‫المصابين بالفيروس‪.‬‬
‫وعلى خالف فيروس التهاب الكبد ‪ A‬فإن اإلصابة بفيروس‬
‫‪ B‬تسبب أنواعا عدة من أمراض الكبد المزمنة التي تتطور‬
‫نحو التشمع واألورام السرطانية‪ ،‬وتتطور اإلصابة إلى حالة‬
‫اإلزمان بنسبة قد تصل إلى ‪ % 20‬من بين المصابين‬
‫بالفيروس‪ ،‬وتدل األبحاث على أنه كلما حدثت اإلصابة في‬
‫سن مبكرة كلما أرتفعت نسبة حدوث اإلزمان فمثال المواليد‬
‫الذين أصيبوا بالفيروس عند الوالدة تصل نسبة اإلزمان‬
‫بينهم إلى حوالي ‪.% 90‬‬
‫وانتقال العدوى من الشخص المصاب يحدث قبل ظهور‬
‫أعراض المرض عليه بعدة أسابيع ويمتد طوال فترة‬
‫المرض ويفترض أن األشخاص اإليجابيين للمستضد‬
‫السطحي ‪ HBsAg‬لديهم القدرة على نقل العدوى وتزداد‬
‫هذه القدرة عندما يكونوا إيجابيين للمستضد ‪.HBeAg‬‬
‫تم كشف الفيروس المسبب لاللتهاب الكبدي ‪ C‬عام ‪ 1989‬كى‬
‫يتوضح ما كان يعرف سابقا بالتهاب الكبد بغير الفيروس ‪ A‬و‬
‫‪ B‬والفيروس من نوع ‪ RNA‬و حتى اآلن تم اكتشاف ‪ 6‬أنماط‬
‫و ما يربو على ‪ 90‬تحت أنماط مختلفة‪.‬‬
‫والتهاب الكبد ‪ C‬واسع االنتشار على مستوى العالم و تقدر‬
‫منظمة الصحة العالمية أن حوالي ‪ %3‬من سكان العالم مصابون‬
‫بالفيروس و أن ما يربو على ‪ 170‬مليون شخص أصبحوا من‬
‫الحاالت المزمنة و يتراوح معدل انتشار اإلصابة بالفيروس من‬
‫صفر إلى حوالي ‪ % 72‬بين السكان في مختلف بلدان العالم ‪ ،‬و‬
‫الفئات األكثر تعرضا لخطورة العدوى تتشابه إلى حد كبير مع‬
‫الفئات األكثر تعرضا لخطورة العدوى بفيروس التهاب الكبد ‪.B‬‬
‫وأيضا تتشابه طرق نقل العدوى بمثيلتها للفيروس ‪ B‬إال أن نقل‬
‫الدم ومشتقاته يمثل الجانب األعظم من طرق نقل العدوى‬
‫للفيروس ‪ ، C‬أما انتقال العدوى عن طريق الجنس فتحدث بنسبة‬
‫أقل كثيرا من الفيروس ‪ B‬إال في حاالت الممارسات الغير طبيعية‬
‫فتزداد الفرصة لنقل العدوى‪ ،‬وانتقال الفيروس من األم إلى‬
‫الجنين نادرا ما يحدث إال أن الفرصة تزداد عند وجود عدوى‬
‫مرافقة بفيروس عوز المناعة المكتسبة ( اإليدز )‪.‬‬
‫وتتراوح فترة الحضانة من أسبوعين إلى ستة أشهر‪ ،‬وتتشابه‬
‫األعراض إلى حد كبير مع أعراض اإلصابة بفيروس ‪ B‬إال أن‬
‫حدوث اليرقان يكون بنسبة أقل ويصاحب اإلصابة بفيروس ‪C‬‬
‫حدوث بعض األمراض في أجهزة الجسم المختلفة كاألمراض‬
‫الجلدية و خلل الجهاز المناعي و داء السكري وأمراض الدم‬
‫واألمراض الروماتزمية واألمراض النفسية فضال عن االرتباط‬
‫الوثيق بداء البلهارسيات‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن أكثر من ‪ % 90‬من المصابين بالفيروس‬
‫‪ C‬ال تظهر عليهم أى أعراض أولية للمرض إال أن نسبة‬
‫كبيرة تتراوح ما بين ‪ % 85 – 50‬منهم تتطور حالتهم إلى‬
‫اإلزمان وعلى مدى فترة قد تصل إلى عشرين عاما تتطور‬
‫حالة حوالي ‪ % 50‬من هؤالء المرضى المزمنين إلى التشمع‬
‫الكبدي و األورام السرطانية‪.‬‬
‫ويعتمد التشخيص المعملي على تعيين األجسام المضادة‬
‫للفيروس أو تعيين ‪ HCV RNA‬وتنتقل العدوى من‬
‫األشخاص المصابين بالفيروس إلى اآلخرين قبل ظهور‬
‫األعراض عليهم بأسبوع أو أكثر و تمتد طوال فترة إصابتهم‬
‫بالفيروس‪.‬‬
‫ويطلق عليه أيضا التهاب الكبد دلتا ‪ ،‬و الفيروس من نوع‬
‫‪ RNA‬و لكنه فيروس ناقص يتكون من مستضد وحيد هو‬
‫المستضد دلتا ‪ HDAg‬في غالف من المستضد السطحي‬
‫لفيروس التهاب الكبد ‪ B‬و الفيروس ال يستطيع مهاجمة‬
‫خاليا الكبد بمفرده ولكنه يحتاج دوما إلى وجود الفيروس ‪B‬‬
‫حتى يكمل التكاثر و التسبب في االلتهاب ‪ ،‬ويوجد ثالثة‬
‫أنماط من الفيروس ‪ :‬األول منتشر على مستوى العالم‬
‫والثاني يتركز في اليابان وتايوان والثالث وهو األخطر‬
‫يتسبب في الحاالت المميتة من التهاب الكبد ويوجد في‬
‫حوض األمازون‪.‬‬
‫والمرض منتشر على مستوى العالم ويقدر عدد المصابين‬
‫بالفيروس ‪ D‬حوالي عشرة ماليين شخص‪.‬‬
‫اإلصابة تحدث بشكل وبائي بين األشخاص األكثر تعرضا‬
‫لإلصابة بالتهاب الكبد ‪ B‬وباألخص مدمني المخدرات بالحقن‬
‫واللواطيين ‪ ،‬ويتوطن المرض في روسيا و رومانيا وجنوب‬
‫إيطاليا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية‪.‬‬
‫وطرق نقل العدوى هى ذاتها للفيروس ‪ ،B‬وتتراوح فترة‬
‫الحضانة ما بين أسبوعين إلى ‪ 8‬أسابيع وتحدث األعراض‬
‫بشكل مفاجئ مشابهة ألعراض التهاب الكبد ‪ B‬وغالبا ما‬
‫يكون سير المرض وخيما و نسبة الوفيات أعلى مما هى في‬
‫اإلصابة بالتهاب الكبد ‪ B‬بمفرده كما تزداد نسبة التطور نحو‬
‫التشمع‪ ،‬واإلصابة اإلضافية بالفيروس ‪ D‬في المصابين‬
‫بالفيروس ‪ B‬تزيد من معدالت اإلزمان بينهم‪ ،‬وتحدث العدوى‬
‫خالل كل مراحل المرض ولكنها تصل إلى ذروتها قبيل ظهور‬
‫أعراض المرض الحادة‪.‬‬
‫الوقاية من فيروسات التهاب الكبد المنقولة‬
‫عن طريق الدم‬
‫أوال‪ :‬الوقاية األولية‬
‫‪ )1‬التمنيع باستخدام الطعم ضد االلتهاب الكبدي ‪ B‬ويوجد منه‬
‫نوعين ‪ :‬األول مستخلص من مصل األشخاص اإليجابيين‬
‫للمستضد السطحي ‪ HBsAg‬و النوع الثاني األكثر شيوعا‬
‫مصنع بالخمائر بواسطة الهندسة الوراثية و يعتبر طفرة كبيرة‬
‫في الوقاية من االلتهاب الكبدي ‪ ،B‬ولقد أصبح التطعيم ضد‬
‫االلتهاب الكبدي ‪ B‬من التطعيمات اإلجبارية التي تعطى‬
‫لألطفال في معظم بلدان العالم مما أثمر عن إقالل معدالت‬
‫المرض عالميا‪ ،‬و يتم تطعيم المواليد عقب الوالدة مباشرة أو‬
‫خالل الشهرين األولى من العمر‪ .‬كذلك يجب تطعيم كافة الفئات‬
‫المعرضة لخطورة العدوى مثل األزواج أو الزوجات وكذلك‬
‫المخالطين داخل أسر األشخاص اإليجابيين للمستضد‬
‫‪ HBsAg‬وكافة العاملين في المجال الصحي ومرضى‬
‫الفشل الكلوي والمصابين باألمراض النزفية الذين يحتاجون‬
‫دوما لنقل الدم أو مشتقاته وأيضا نزالء السجون‪.‬‬
‫‪ )2‬تكثيف حمالت التثقيف الصحي للتوعية بفيروسات االلتهاب‬
‫الكبدي ‪ B‬و ‪ C‬مع التركيز على طرق نقل العدوى و وسائل‬
‫الوقاية‪.‬‬
‫‪ )3‬بذل مزيد من الجهود لفحص وحدات الدم ومشتقاته باستخدام‬
‫أحدث التقنيات مع عدم نقل الدم لألشخاص إن لم تكن هناك‬
‫ضرورة قصوى لذلك‪.‬‬
‫‪ )4‬تحسين و تطوير المهارات في أساليب تعقيم اآلالت و المعدات‬
‫الطبية مع تطبيق اإلجراءات الصارمة للتعقيم دوما في كافة‬
‫مجاالت الممارسة الطبية‪.‬‬
‫‪ )5‬إمداد كافة األماكن التي تقدم الرعاية الصحية بالكميات الكافية من‬
‫المحاقن البالستيك و األدوات األخرى ذات االستخدام الواحد مع‬
‫الحد من أسلوب المعالجة بالحقن كلما أمكن ذلك‪.‬‬
‫‪ )6‬الرقابة على اإلجراءات الجراحية الشعبية كالختان وثقب األذن‬
‫والكي فإذا كان البد من إجرائها فيجب أن تجرى تحت إشراف طبي‬
‫أو بمعرفة أشخاص مدربين على ذلك مع تطبيق اإلجراءات‬
‫الصارمة للتعقيم‪.‬‬
‫‪ )7‬تشديد الرقابة الصحية على صالونات الحالقة سواء للرجال أو‬
‫السيدات و توعية العاملين بها بطرق نقل العدوى لفيروسات الكبد‬
‫وأساليب الوقاية منها‪.‬‬
‫‪ )8‬إنشاء جهاز ترصد وبائي لترصد االلتهاب الكبدي ‪ B‬و ‪ C‬على‬
‫المستوى القومي للسيطرة على المرض ومنع انتشاره‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوقاية الثانوية‬
‫‪ )1‬إبالغ السلطات الصحية المختصة بالحاالت‪.‬‬
‫‪ )2‬تجنب التعرض لدماء المريض أو سوائل الجسم المختلفة‬
‫كذلك تعقيم وتطهير األدوات و المتعلقات الخاصة التي لوثت‬
‫بالدماء أو أى سوائل أخرى خارجة من جسد المريض ‪ ،‬و من‬
‫المعروف أن استخدام الكلورين السائل بتركيز ‪ % 0.5‬لمدة‬
‫‪ 10‬دقائق أو ماء األكسجين بتركيز ‪ % 6‬لمدة ‪ 30‬دقيقة من‬
‫الوسائل الفعالة في قتل فيروسات االلتهاب الكبدي‪.‬‬
‫‪ )3‬تطعيم المخالطين المباشرين لحاالت االلتهاب الكبدي ‪B‬‬
‫بثالثة جرعات من الطعم في المواعيد المقررة أو استكمال‬
‫التطعيمات في حالة تطعيمهم من قبل‪.‬‬
‫‪ )4‬في حالة تعرض شخص لدماء مريض إيجابي للمستضد‬
‫‪ HBsAg‬يجب أن يتلقى على الفور المصل المناعي ‪HBIG‬‬
‫( خالل ‪ 24‬ساعة على األكثر ) وذلك بجرعة ‪ ml 0.06‬لكل‬
‫كيلو جرام من وزن الجسم أو ‪ ml 5‬للبالغين حقنا بالعضل ثم‬
‫يبدأ تطعيمه بالجرعات الثالثة لطعم االلتهاب الكبدي ‪ B‬في‬
‫المواعيد المقررة‪ ،‬وإذا لم يتيسر التطعيم ألى سبب فعندئذ‬
‫يجب أن يتلقى جرعة ثانية من المصل المناعي ‪ HBIG‬بعد‬
‫شهر من الجرعة األولى‪.‬‬
‫‪ )5‬يجب أن يتلقى مواليد األمهات اإليجابيين للمستضد‬
‫‪ HBsAg‬جرعة من المصل المناعي ‪ HBIG 0.5 ml‬حقنا‬
‫بالعضل و أيضا الجرعة األولى من الطعم ضد االلتهاب الكبدي‬
‫‪ B‬و ذلك خالل ‪ 12‬ساعة من والدتهم و يراعى أن يكون‬
‫الحقن في موضعين منفصلين‪ ،‬ثم بعد ذلك يستكمل التطعيم‬
‫بالجرعة الثانية عند إتمام الشهر الثاني من العمر و الجرعة‬
‫الثالثة عند إتمام الشهر السادس‪.‬‬
‫‪ )6‬عند حدوث حالتين أو أكثر من االلتهاب الكبدي الفيروسي ‪B‬‬
‫أو ‪ C‬عقب تعرضهم لنفس المصدر يجب على الفور إجراء‬
‫التقصي الوبائي الالزم لتحديد مصدر العدوى بالضبط والبحث‬
‫عن حاالت أخرى و اتخاذ اإلجراءات الوقائية المناسبة‪.‬‬