مغامرات لولو قصص قصيرة لألطفال لولو تكتشف الطبيعة بقلم : يحيى الصوفي جنيف في 24/04/2004

Download Report

Transcript مغامرات لولو قصص قصيرة لألطفال لولو تكتشف الطبيعة بقلم : يحيى الصوفي جنيف في 24/04/2004

‫مغامرات لولو‬
‫قصص قصيرة لألطفال‬
‫لولو تكتشف الطبيعة‬
‫بقلم‪ :‬يحيى الصوفي جنيف في ‪24/04/2004‬‬
‫وصلت لولو برفقة والديها المنطقة الريفية‬
‫الجميلة القريبة من المدينة‪،‬‬
‫فوجدتها قد لبست حلتها الخضراء‬
‫الجميلة كعادتها في فصل الربيع‪،‬‬
‫فراحت تركض فرحة وهي تالمس‬
‫بساقيها الصغيرين العشب األخضر‬
‫الرطب‪،‬‬
‫فتثير من حولها المئات من الحشرات‬
‫الصغيرة الطائرة منها والنطاطة‪،‬‬
‫والتي بدأت بالهروب تاركة الزهور البرية‬
‫المتناثرة بينها‪،‬‬
‫وقد شكلت بتموجاتها الداكنة لوحة‬
‫متقنة مليئة باأللوان‪،‬‬
‫تشبه تلك التي تغمس ريشتها الصغيرة‬
‫بها عندما تحب أن ترسم على األوراق‬
‫البيضاء في حضانتها التي بدأت ترتادها‬
‫منذ أول العام‪.‬‬
‫فجأة وقع نظرها على عينين كبيرتين‬
‫قبضت لولو على تلك العين الغريبة‬
‫تنظران إليها بدهشة واستغراب!!!‪.‬‬
‫المسااااطحة بيصاااابعيها الصااااغيرين‪..‬‬
‫فسمعت من يصيح بها‬
‫اقتربت لولو منهماا متفحصاة بفضاول‪...‬‬
‫فهي لم تشاهد مثلهما من العيون‬
‫( أي‪...‬أي‪ ...‬أنااااااااات تااااااااا لمينني‪...‬‬‫اتركيني‪ ...‬اتركي جناحي !!!‪) .‬‬
‫ملقاة على إحاد‬
‫جسد من قبل !!!‪.‬‬
‫الزهاور دون رأأ أو‬
‫مدت إصبعها الصغير تحاول أن تتعرف‬
‫عليهما باللمس أكثر‪ ،‬فانطبقتا على‬
‫بعضيهما البعض لتصبحا عيناً واحد ًة ؟‪.‬‬
‫استغربت لولو من ذلك الصوت!؟‪ ...‬وتركت‬
‫العين الرقيقة لتتفاجأ بها اثنتين تصفقان‬
‫وتطيران بعد أن تركتا آثاراً تشبه‬
‫"البودرة" الناعمة على إصبعيها؟!‪.‬‬
‫صاحت لولو مستغربة‪:‬‬
‫‪-‬عيون تطير‬
‫ضحكت نبتة للورد قريبة منها وقالت‪:‬‬
‫فراشة‪ ...‬تلك العيون اسمها فراشة‪،‬‬‫كانت ضيفتي تتناول من رحيق أزهاري‬
‫فطورها‪ ،‬لقد أفزعتها‪ ...‬هربت منك ؟‪.‬‬
‫لولو مستغربة‪:‬‬
‫ولكن لها عينان كبيرتان!؟‪.‬‬‫نبتة الورد وهي تبتسم‪:‬‬
‫إنها عيون وهمية مرسومة على‬‫جناحيها الرقيقين‪ ...‬تتخفى خلفهما‬
‫حتى تخيف وتبعد عنها الطيور!‪.‬‬
‫سألتها لولو‪:‬‬
‫تطعمينها لماذا؟‪.‬‬‫نبتة الورد‪:‬‬
‫إنها كغيرها من الفراشات تسدي لي‬‫خدمة جليلة!‪.‬‬
‫لولو‪:‬‬
‫‪-‬كيف؟‪.‬‬
‫نبتة الورد‪:‬‬
‫تنقل ما لدي من غبار الطلع إلى‬‫زهرات أخريات لتختلط وتلقح‪ ...‬إنها‬
‫وسيلتنا للمالمسة والتزاوج‪ ،‬تشبه‬
‫القبالت عندكم‪ ...،‬وهكذا وبعد كل قبلة‪،‬‬
‫تنضج بذرة‪ ...‬تعطي إذا ما زرعت نبتة‬
‫وزهرة جديدة‪.‬‬
‫لولو‪:‬‬
‫‪-‬وأنت ما اسمك ؟‬
‫نبتة الورد‪:‬‬
‫أنا يسمونني األقحوان‪ ،‬يأخذون مني‬‫الدواء والعطور واأللوان‪.‬‬
‫أجابتها لولو وقد شاهدت حشرة ملونة‬
‫تسعى على إحد‬
‫أوراقها‪:‬‬
‫وهذه تطعمينها أيضاً‪ ،‬إنها صغيرة جداً‬‫تنزلق انزالقا ال أر‬
‫لها أرجل؟‪.‬‬
‫األقحوان‪:‬‬
‫إنها خنفساء‪ ...‬تعرفينها من النقاط‬‫السود المبعثرة بانتظام على ظهرها‬
‫األملس األحمر الذي يشبه الدرع‪ ،‬هي‬
‫تأكل عندي أيضا ولكن من حشرات المن‬
‫السوداء الصغيرة المتخفية تحت أوراقي‪.‬‬
‫لولو‪:‬‬
‫ولكن البقع السوداء ولونها األحمر ال‬‫يخيف كيف تتخفى عن أعدائها؟‪.‬‬
‫األقحوان‪:‬‬
‫أنها تنذرهم بلونها الصاخب لتقول لهم‬‫بأنها ال تصلح لألكل‪ ،‬فين هاجمها‬
‫عصفور ما انقلبت على ظهرها‬
‫وتظاهرت بالموت حتى يذهب عنها‬
‫الخطر!‪.‬‬
‫أمسكت لولو بيحد‬
‫األوراق تقلبها‬
‫فوجدت جيش من النمل يرسم خطاً‬
‫طويال ً قادماً من األرض نحو عش للمن‬
‫فاستغربت من ذلك وقالت‪:‬‬
‫‪-‬والنمل أيضاً ؟‪.‬‬
‫األقحوان‪:‬‬
‫ضحكت األقحوان منها وقالت‪:‬‬
‫‪-‬النمل يا صغيرتي ال أحبه أبداً هو يأتي‬
‫‪-‬نحن النباتات ال نتألم‪ ،‬ليس لنا جهاز‬
‫ليحلب المن ويحمل ما يستخرجه من‬
‫عصبي مثلكم لنحس به وال جهاز‬
‫بطونها من عسل إلى العش ليطعم‬
‫للهضم!‪ ...‬ولكن قد نصاب بالمرض أو‬
‫صغاره‪ ،‬وهو يحميها ويربيها تحت‬
‫نموت من الجوع أو العطش‪ ،‬أو بكل‬
‫أوراقي‪ ،‬ولهذا فهو ليس من‬
‫بساطة نختنق من قلة النفس‪.‬‬
‫أصدقائي!‪.‬‬
‫استغربت لولو منها وقالت‪:‬‬
‫لولو‪:‬‬
‫‪-‬تتنفسين وتأكلين وتشربين ؟ ال أر‬
‫‪-‬هل تتألمين عندما يقضمون أوراقك؟‪.‬‬
‫فماً لك فكيف تفعلين؟‪.‬‬
‫قهقهت األقحوان وقالت‪:‬‬
‫‪-‬أنا أتغذ‬
‫وأشرب من التربة عن طريق‬
‫جذور لي مدفونة فيها ؟‬
‫لولو‪:‬‬
‫غريب فمك تحت التراب ؟‬‫األقحوان‪:‬‬
‫ال‪ ...،‬أنا ال فم لي‪ ،‬أنا لي جذور تشبه‬‫القصبة الرفيعة التي تشربين العصير بها‪،‬‬
‫وأطرح عن طريق أوراقي ما يزيد من‬
‫الماء‪ ،‬ولهذا تجدينني غضة وطرية ونضرة‬
‫وأزهاري جميلة تحوي كل األلوان‪ ،‬ومنها‬
‫تعرف اإلنسان عليها وأخذها ليخط بها‬
‫ويرسم لوحاته بيتقان‪،‬‬
‫ولون بها الشفاه والخدود لتصبح كل‬
‫فتاة رقيقة مثلك أخاذة بالجمال‪ ،‬وصنع‬
‫من أريجنا العطر ليفتن بها الروح ويقرب‬
‫القلوب ويطهر األبدان‪.‬‬
‫مدت لولو يدها الصغيرة تتفحص أوراقها‬
‫الخضراء وزهورها الصفراء الجميلة‪ ،‬ثم‬
‫قبضت عليها براحة كفها وهزتها برفق‬
‫ثم قالت‪:‬‬
‫ال تقولي بأنك تتنفسين كما تتكلمين‬‫معي وتتفصحين؟!‪.‬‬
‫أخذت نبتة األقحوان تتمايل بدالل‬
‫األقحوان بفخر‪:‬‬
‫وهي تضحك وتقول‪:‬‬
‫‪-‬لم ال فأنا التي أصنع األوكسجين‪...‬‬
‫‪-‬أنت تدغدغينني وعلى ما يبدو لم‬
‫وأنظف جو المدينة المقيت المليء‬
‫تصدقينني‪ ...‬ما رأيك إذا قلت لك بأنك‬
‫بحياتك لي تدينين؟‪.‬‬
‫بالمازوت والكربون‪ ،‬ألصنع به غذائي‬
‫وأعطي بدال ً منه الهواء النظيف الذي‬
‫تفاجأت لولو بها وبغرورها بعد أن‬
‫تتنفسين‪.‬‬
‫أطلقت سراحها وقالت‪:‬‬
‫لولو وقد شعرت بالغيرة‪:‬‬
‫‪-‬كيف ؟ ! بهذا أيضا تتدخلين ؟‪.‬‬
‫وإن قطفتك ولوالدتي هديتك فماذا‬‫تفعلين ؟‪.‬‬
‫األقحوان بشيء من الزهو‪:‬‬
‫تكوني قد أكملت عطائي وزينت‬‫المائدة بزهوري‪ ،‬فنحن نطعم ونفرح‬
‫وفي كل يوم نعطي اآلالف منا دون أن‬
‫نكل أو نمل أو نستكين‪.‬‬
‫وما إن همت لولو بقطاف األقحوان‬
‫حتى وجدت نفسها بين ذراعي والدها‬
‫وهو يصيح بها‪:‬‬
‫أين ذهبت تعالي لكي تتناولي‬‫فطورك‪ ،‬وهو يطبطب على ظهرها‬
‫برفق‪:‬‬
‫‪-‬هيا‪ ...‬هيا‪.‬‬
‫سرت لولو وقد وجدت المائدة جاهزة‬
‫تتوسطها كأأ فيها ماء وبعض من‬
‫أزهار األقحوان فقالت وهي تمسك‬
‫صحنها المزخرف‪:‬‬
‫فراشة انظر بابا هذه فراشة‪ ،‬ثم‬‫أشارت إلى الناحية الثانية منه وقالت‪:‬‬
‫خنفساء هذه خنفساء ماما أليس‬‫كذلك ؟ وتلك أزهار األقحوان جميلة‬
‫هي ورائحتها عطرة ويوجد منها العديد‬
‫من األلوان‪.‬‬
‫تفاجأت والدة لولو بها وقد تعرفت على‬
‫الرسوم وقالت‪:‬‬
‫‪-‬من علمك كل هذا ؟‬
‫نظرت لولو إلى أزهار األقحوان فرأتها‬
‫تبتسم وتشير إليها بأن تحفظ سرها‪...‬‬
‫سر الحياة‪ ...‬سر الوجود‪ ...‬إذا كان‬
‫لسرهم في قلبها من مكان‪ ،‬فرددت‬
‫ببراءة‪:‬‬
‫ماما هذه فراشة وهذه أقحوان‪.‬‬‫يحيى الصوفي جنيف في ‪24/04/2004‬‬
‫مغامرات لولو‬
‫قصص قصيرة لألطفال‬
‫لولو تكتشف الطبيعة‬
‫بقلم‪ :‬يحيى الصوفي جنيف في ‪24/04/2004‬‬