حوار مع سجادة !!!!!! ً ليال , ولكن هل تعرفون ال شك أن كل ابن آدم ينام , وكل إنسان يؤوي إلى فراشه كيف.

Download Report

Transcript حوار مع سجادة !!!!!! ً ليال , ولكن هل تعرفون ال شك أن كل ابن آدم ينام , وكل إنسان يؤوي إلى فراشه كيف.

Slide 1

‫حوار مع سجادة !!!!!!‬

‫ً‬
‫ليال ‪ ,‬ولكن هل تعرفون‬
‫ال شك أن كل ابن آدم ينام ‪ ,‬وكل إنسان يؤوي إلى فراشه‬
‫كيف نومتي تلك الليلة ؟‬
‫ً‬
‫كنت نائما في ليلة من ليالي الشتاء الباردة ‪ ,‬من بعد نصب وتعب من‬
‫مشاغل الدنيا ‪ ,‬ما أكثرها‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد استلقيت على فراش ي ‪ ,‬وغرقت في نوم عميق جدا ‪ ,‬فاستيقظت قبل‬
‫ً‬
‫الفجر من عطش شديد ألم بي ‪,‬فقمت ألشرب املاء فسمعت أنينا يخرج‬
‫من األرض ‪ ,‬تلفت حولي فذهب األنين ‪ ,‬ثم ذهبت وشربت املاء ثم عدت إلى‬
‫الفراش ‪ ,‬وإذا باألنين يعود مرة أخرى ‪ ,‬وفي هذه املرة كان األنين قوي ًاًً‬
‫وكأنه صوت بكاء‬

‫فتحسست األرض بيدي‬

‫ً‬
‫متعجبا‪ :‬أأنت التي تأنين يا سجادتي !!! ؟؟‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫قالت‪ :‬نعم‬
‫قلت‪ :‬وملاذ ؟‬
‫قالت‪ :‬لقد أيقظك عطشك ‪ ,‬وشربت من املاء حتى ارتويت ‪ ,‬وأنا‬
‫بحاجة إلى املاء وال أجد من يرويني املاء‬

‫ً‬
‫قلت‪ :‬وهل تريدين أن أحضر لك كأسا من املاء ؟‬
‫قالت‪ :‬ال ليس هذا هو املاء الذي يرويني ‪ ,‬إنما يرويني دموع‬
‫العابدين التائبين‬
‫قلت‪ :‬ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من املاء ؟‬

‫قالت‪ :‬وهذا هو سبب بكائي فقم يا عبدهللا وصل هلل ركعتين في ظلمة الليل ; حتى‬
‫تنير لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل ولم يبق من الوقت إال القليل‬
‫وبعدها يؤذن املؤذن لصالة الفجر‬

‫قلت‪ :‬دعيني وشأني يا سجادتي‬

‫قالت‪ :‬يا عبدهللا قم لصالة الفجر ‪ ,‬فإنها حياة للقلب وللروح ‪ ,‬وقد حان موعد‬
‫األذان ليردد‪ ( :‬الصالة خير من النوم ‪ ,‬الصالة خير من النوم ) وأنت تستجيب‬
‫القهار ؟!!‬
‫ً‬
‫لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار وال تستجيب لنداء العزيز‬

‫ً‬
‫متضايقا‪ :‬دعيني أنام يا سجادتي ‪ ..‬فأنت تشاهدينني كل يوم ‪ ,‬ال أعود إلى‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫املنزل إال وأنا منهك متعب ‪ ..‬ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء‬
‫واستسلم لسلطان النوم‬
‫قالت السجادة‪ :‬يا عبدهللا‪ .‬وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟‬
‫قلت بلهجة تهكمية‪ :‬أسكتي يا سجادتي‪ .‬أرجوك ال تتكلمي‪ ..‬فإنني متعب ومرهق‪.‬‬
‫أريد أن أنام‬
‫فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبدهللا وقالت بصوت حزين‪ :‬آه لرجال‬
‫الفجر !! آه لرجال الفجر !!‬
‫ً‬
‫ألم تسمع قول الحق سبحانه وتعالى ‪ ( :‬ومن الليل فتهجد به نافلة لك عس ى أن‬
‫ً‬
‫ً‬
‫يبعثك ربك مقاما محمودا ) سورة اإلسراء‬

‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ن‬
‫(كانوا قليال من الليل ما يهجعو وباألسحار هم يستغفرون) سورة الذاريات‬
‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫(تتجافى جنوبهم عن املضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فال‬
‫ً‬
‫تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ٍ جزاءا بما كانوا يعملونً) سورة السجدة‬
‫وقول الحق سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫وقياما) سورة الفرقان‬
‫ً‬
‫(والذين يبيتون لربهم سجدا‬
‫ألم تسمع قول النبي صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع‬
‫الشمس وقبل غروبها ـ يعني الفجر والعصر "‬

‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬بشروا املشائين في الظلم إلى املساجد بالنور التام‬
‫يوم القيامة "‬
‫ً‬
‫وقال أيضا عليه أفضل الصالة و أتم التسليم ‪ " :‬ليس صالة أثقل على املنافقين‬
‫من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما ألتوهما ولو حبوا "‬

‫ً‬
‫فانتبه عبدهللا من غفلته وقال‪ :‬فعال إن صالة الفجر مهمة‬
‫السجادة‪ :‬قم يا عبدهللا قم‬

‫ً‬
‫قال‪ :‬غدا أبدا إن شاء هللا ‪ ..‬ولكن اتركيني اليوم ألنام فإنني مرهق‬
‫السجادة‪ :‬وهي متحسرة من لم يعرف ثواب األعمال ثقلت عليه في جميع األحوال‬

‫ً‬
‫ً‬
‫ثم قالت‪ :‬ستنام غدا في قبرك كثيرا يا عبدهللا ‪ ,‬وستذكر كالمي ونصحي … ثم‬
‫تركته السجادة ‪ ,‬ونام عبدهللا ‪ ,‬ولكن ! كانت أطول نومة ينامها في حياته فقد مات‬
‫تلك الساعة‬
‫فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة ‪:‬‬
‫ً‬
‫يـا من ي ــعد غـدا لتـوبـت ــه‬
‫املرء في عيشه على أم ــل‬
‫أي ـ ــام عـمـرك كلـهـا عـدد‬

‫أعلى يقين من بلوغ غد‬
‫ومنيته اإلنسـان بالـرصد‬
‫ولعل يومك آخر العدد‬

‫إن كنت محب للخير واملشاركة في األجر والثواب مرر هذةالرسالة إلى إخ ًوانك‬
‫ومحبيك‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬الدال على الخير كفاعله "‬
‫األنس ثمرة الطاعة واملحبة ‪..‬فكل مطيع هلل مستأنس‪ ...‬وكل عاص هلل‬
‫مستوحش‬
‫اللهم وفق مرسل هذه الرسالة‪ ,‬وأعنه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك‪,‬‬
‫اللهم وفقه ملا تحب وترض ى‪ ,‬اللهم أحسن خاتمته‪ ,‬وأجعل قبره روضة من رياض‬
‫الجنة‪ ,‬اللهم ارحمه وارض عنه‪ ,‬وارزقه الجنة التي وعدت عبادك الصالحين‬

‫ال تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب‬
‫كل الشكر ألختي في هللا‬

‫التي شاركتني في هذا العمل‬
‫ً‬
‫اللهم تقبل منا هذا العمل خالصا لوجهك الكريم‬
‫واغفر لي وألختي في هللا ولوالدينا ولجميع املسلمين‬

‫إنَّ الـــ ُدنــْـيــَّـا سـَــاعــَــة ‪ ....‬فـَـاجـْــعـَــلـْـهـَـا طــَــاعــَـــة‬
‫ـس طــَـمـَّـاعــَــة ‪ ....‬عـَــودْهــَــا الـــقــَـنــَـاعــَــة‬
‫والــنـَـفـْ ُ‬
‫لـسـت مـجــبـراً عـلى إرسـالـهـا ولـن تـؤثـم عـلى إهــمـالـهـا بـإذن هللا‬
‫فـإن شــئــت أرســلــهــا فـــتــؤجـــر ‪ ....‬أو أمـــســـكــهــا فـــتــحـــرم‬
‫هـذة الــمـادة بـرعـايــة مـوقـع زاد الــعــِـبـَـاد‬

‫الــمــشــرف الــعــام‬
‫مـجــدي أحــمـد عــبـدالــقـادر‬
‫‪E-Mail: [email protected]‬‬
‫‪Website: http://www.zadalebad.com‬‬

‫مـوقــع زاد الــعــِـبـَـاد‬


Slide 2

‫حوار مع سجادة !!!!!!‬

‫ً‬
‫ليال ‪ ,‬ولكن هل تعرفون‬
‫ال شك أن كل ابن آدم ينام ‪ ,‬وكل إنسان يؤوي إلى فراشه‬
‫كيف نومتي تلك الليلة ؟‬
‫ً‬
‫كنت نائما في ليلة من ليالي الشتاء الباردة ‪ ,‬من بعد نصب وتعب من‬
‫مشاغل الدنيا ‪ ,‬ما أكثرها‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد استلقيت على فراش ي ‪ ,‬وغرقت في نوم عميق جدا ‪ ,‬فاستيقظت قبل‬
‫ً‬
‫الفجر من عطش شديد ألم بي ‪,‬فقمت ألشرب املاء فسمعت أنينا يخرج‬
‫من األرض ‪ ,‬تلفت حولي فذهب األنين ‪ ,‬ثم ذهبت وشربت املاء ثم عدت إلى‬
‫الفراش ‪ ,‬وإذا باألنين يعود مرة أخرى ‪ ,‬وفي هذه املرة كان األنين قوي ًاًً‬
‫وكأنه صوت بكاء‬

‫فتحسست األرض بيدي‬

‫ً‬
‫متعجبا‪ :‬أأنت التي تأنين يا سجادتي !!! ؟؟‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫قالت‪ :‬نعم‬
‫قلت‪ :‬وملاذ ؟‬
‫قالت‪ :‬لقد أيقظك عطشك ‪ ,‬وشربت من املاء حتى ارتويت ‪ ,‬وأنا‬
‫بحاجة إلى املاء وال أجد من يرويني املاء‬

‫ً‬
‫قلت‪ :‬وهل تريدين أن أحضر لك كأسا من املاء ؟‬
‫قالت‪ :‬ال ليس هذا هو املاء الذي يرويني ‪ ,‬إنما يرويني دموع‬
‫العابدين التائبين‬
‫قلت‪ :‬ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من املاء ؟‬

‫قالت‪ :‬وهذا هو سبب بكائي فقم يا عبدهللا وصل هلل ركعتين في ظلمة الليل ; حتى‬
‫تنير لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل ولم يبق من الوقت إال القليل‬
‫وبعدها يؤذن املؤذن لصالة الفجر‬

‫قلت‪ :‬دعيني وشأني يا سجادتي‬

‫قالت‪ :‬يا عبدهللا قم لصالة الفجر ‪ ,‬فإنها حياة للقلب وللروح ‪ ,‬وقد حان موعد‬
‫األذان ليردد‪ ( :‬الصالة خير من النوم ‪ ,‬الصالة خير من النوم ) وأنت تستجيب‬
‫القهار ؟!!‬
‫ً‬
‫لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار وال تستجيب لنداء العزيز‬

‫ً‬
‫متضايقا‪ :‬دعيني أنام يا سجادتي ‪ ..‬فأنت تشاهدينني كل يوم ‪ ,‬ال أعود إلى‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫املنزل إال وأنا منهك متعب ‪ ..‬ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء‬
‫واستسلم لسلطان النوم‬
‫قالت السجادة‪ :‬يا عبدهللا‪ .‬وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟‬
‫قلت بلهجة تهكمية‪ :‬أسكتي يا سجادتي‪ .‬أرجوك ال تتكلمي‪ ..‬فإنني متعب ومرهق‪.‬‬
‫أريد أن أنام‬
‫فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبدهللا وقالت بصوت حزين‪ :‬آه لرجال‬
‫الفجر !! آه لرجال الفجر !!‬
‫ً‬
‫ألم تسمع قول الحق سبحانه وتعالى ‪ ( :‬ومن الليل فتهجد به نافلة لك عس ى أن‬
‫ً‬
‫ً‬
‫يبعثك ربك مقاما محمودا ) سورة اإلسراء‬

‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ن‬
‫(كانوا قليال من الليل ما يهجعو وباألسحار هم يستغفرون) سورة الذاريات‬
‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫(تتجافى جنوبهم عن املضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فال‬
‫ً‬
‫تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ٍ جزاءا بما كانوا يعملونً) سورة السجدة‬
‫وقول الحق سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫وقياما) سورة الفرقان‬
‫ً‬
‫(والذين يبيتون لربهم سجدا‬
‫ألم تسمع قول النبي صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع‬
‫الشمس وقبل غروبها ـ يعني الفجر والعصر "‬

‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬بشروا املشائين في الظلم إلى املساجد بالنور التام‬
‫يوم القيامة "‬
‫ً‬
‫وقال أيضا عليه أفضل الصالة و أتم التسليم ‪ " :‬ليس صالة أثقل على املنافقين‬
‫من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما ألتوهما ولو حبوا "‬

‫ً‬
‫فانتبه عبدهللا من غفلته وقال‪ :‬فعال إن صالة الفجر مهمة‬
‫السجادة‪ :‬قم يا عبدهللا قم‬

‫ً‬
‫قال‪ :‬غدا أبدا إن شاء هللا ‪ ..‬ولكن اتركيني اليوم ألنام فإنني مرهق‬
‫السجادة‪ :‬وهي متحسرة من لم يعرف ثواب األعمال ثقلت عليه في جميع األحوال‬

‫ً‬
‫ً‬
‫ثم قالت‪ :‬ستنام غدا في قبرك كثيرا يا عبدهللا ‪ ,‬وستذكر كالمي ونصحي … ثم‬
‫تركته السجادة ‪ ,‬ونام عبدهللا ‪ ,‬ولكن ! كانت أطول نومة ينامها في حياته فقد مات‬
‫تلك الساعة‬
‫فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة ‪:‬‬
‫ً‬
‫يـا من ي ــعد غـدا لتـوبـت ــه‬
‫املرء في عيشه على أم ــل‬
‫أي ـ ــام عـمـرك كلـهـا عـدد‬

‫أعلى يقين من بلوغ غد‬
‫ومنيته اإلنسـان بالـرصد‬
‫ولعل يومك آخر العدد‬

‫إن كنت محب للخير واملشاركة في األجر والثواب مرر هذةالرسالة إلى إخ ًوانك‬
‫ومحبيك‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬الدال على الخير كفاعله "‬
‫األنس ثمرة الطاعة واملحبة ‪..‬فكل مطيع هلل مستأنس‪ ...‬وكل عاص هلل‬
‫مستوحش‬
‫اللهم وفق مرسل هذه الرسالة‪ ,‬وأعنه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك‪,‬‬
‫اللهم وفقه ملا تحب وترض ى‪ ,‬اللهم أحسن خاتمته‪ ,‬وأجعل قبره روضة من رياض‬
‫الجنة‪ ,‬اللهم ارحمه وارض عنه‪ ,‬وارزقه الجنة التي وعدت عبادك الصالحين‬

‫ال تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب‬
‫كل الشكر ألختي في هللا‬

‫التي شاركتني في هذا العمل‬
‫ً‬
‫اللهم تقبل منا هذا العمل خالصا لوجهك الكريم‬
‫واغفر لي وألختي في هللا ولوالدينا ولجميع املسلمين‬

‫إنَّ الـــ ُدنــْـيــَّـا سـَــاعــَــة ‪ ....‬فـَـاجـْــعـَــلـْـهـَـا طــَــاعــَـــة‬
‫ـس طــَـمـَّـاعــَــة ‪ ....‬عـَــودْهــَــا الـــقــَـنــَـاعــَــة‬
‫والــنـَـفـْ ُ‬
‫لـسـت مـجــبـراً عـلى إرسـالـهـا ولـن تـؤثـم عـلى إهــمـالـهـا بـإذن هللا‬
‫فـإن شــئــت أرســلــهــا فـــتــؤجـــر ‪ ....‬أو أمـــســـكــهــا فـــتــحـــرم‬
‫هـذة الــمـادة بـرعـايــة مـوقـع زاد الــعــِـبـَـاد‬

‫الــمــشــرف الــعــام‬
‫مـجــدي أحــمـد عــبـدالــقـادر‬
‫‪E-Mail: [email protected]‬‬
‫‪Website: http://www.zadalebad.com‬‬

‫مـوقــع زاد الــعــِـبـَـاد‬


Slide 3

‫حوار مع سجادة !!!!!!‬

‫ً‬
‫ليال ‪ ,‬ولكن هل تعرفون‬
‫ال شك أن كل ابن آدم ينام ‪ ,‬وكل إنسان يؤوي إلى فراشه‬
‫كيف نومتي تلك الليلة ؟‬
‫ً‬
‫كنت نائما في ليلة من ليالي الشتاء الباردة ‪ ,‬من بعد نصب وتعب من‬
‫مشاغل الدنيا ‪ ,‬ما أكثرها‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد استلقيت على فراش ي ‪ ,‬وغرقت في نوم عميق جدا ‪ ,‬فاستيقظت قبل‬
‫ً‬
‫الفجر من عطش شديد ألم بي ‪,‬فقمت ألشرب املاء فسمعت أنينا يخرج‬
‫من األرض ‪ ,‬تلفت حولي فذهب األنين ‪ ,‬ثم ذهبت وشربت املاء ثم عدت إلى‬
‫الفراش ‪ ,‬وإذا باألنين يعود مرة أخرى ‪ ,‬وفي هذه املرة كان األنين قوي ًاًً‬
‫وكأنه صوت بكاء‬

‫فتحسست األرض بيدي‬

‫ً‬
‫متعجبا‪ :‬أأنت التي تأنين يا سجادتي !!! ؟؟‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫قالت‪ :‬نعم‬
‫قلت‪ :‬وملاذ ؟‬
‫قالت‪ :‬لقد أيقظك عطشك ‪ ,‬وشربت من املاء حتى ارتويت ‪ ,‬وأنا‬
‫بحاجة إلى املاء وال أجد من يرويني املاء‬

‫ً‬
‫قلت‪ :‬وهل تريدين أن أحضر لك كأسا من املاء ؟‬
‫قالت‪ :‬ال ليس هذا هو املاء الذي يرويني ‪ ,‬إنما يرويني دموع‬
‫العابدين التائبين‬
‫قلت‪ :‬ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من املاء ؟‬

‫قالت‪ :‬وهذا هو سبب بكائي فقم يا عبدهللا وصل هلل ركعتين في ظلمة الليل ; حتى‬
‫تنير لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل ولم يبق من الوقت إال القليل‬
‫وبعدها يؤذن املؤذن لصالة الفجر‬

‫قلت‪ :‬دعيني وشأني يا سجادتي‬

‫قالت‪ :‬يا عبدهللا قم لصالة الفجر ‪ ,‬فإنها حياة للقلب وللروح ‪ ,‬وقد حان موعد‬
‫األذان ليردد‪ ( :‬الصالة خير من النوم ‪ ,‬الصالة خير من النوم ) وأنت تستجيب‬
‫القهار ؟!!‬
‫ً‬
‫لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار وال تستجيب لنداء العزيز‬

‫ً‬
‫متضايقا‪ :‬دعيني أنام يا سجادتي ‪ ..‬فأنت تشاهدينني كل يوم ‪ ,‬ال أعود إلى‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫املنزل إال وأنا منهك متعب ‪ ..‬ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء‬
‫واستسلم لسلطان النوم‬
‫قالت السجادة‪ :‬يا عبدهللا‪ .‬وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟‬
‫قلت بلهجة تهكمية‪ :‬أسكتي يا سجادتي‪ .‬أرجوك ال تتكلمي‪ ..‬فإنني متعب ومرهق‪.‬‬
‫أريد أن أنام‬
‫فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبدهللا وقالت بصوت حزين‪ :‬آه لرجال‬
‫الفجر !! آه لرجال الفجر !!‬
‫ً‬
‫ألم تسمع قول الحق سبحانه وتعالى ‪ ( :‬ومن الليل فتهجد به نافلة لك عس ى أن‬
‫ً‬
‫ً‬
‫يبعثك ربك مقاما محمودا ) سورة اإلسراء‬

‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ن‬
‫(كانوا قليال من الليل ما يهجعو وباألسحار هم يستغفرون) سورة الذاريات‬
‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫(تتجافى جنوبهم عن املضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فال‬
‫ً‬
‫تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ٍ جزاءا بما كانوا يعملونً) سورة السجدة‬
‫وقول الحق سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫وقياما) سورة الفرقان‬
‫ً‬
‫(والذين يبيتون لربهم سجدا‬
‫ألم تسمع قول النبي صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع‬
‫الشمس وقبل غروبها ـ يعني الفجر والعصر "‬

‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬بشروا املشائين في الظلم إلى املساجد بالنور التام‬
‫يوم القيامة "‬
‫ً‬
‫وقال أيضا عليه أفضل الصالة و أتم التسليم ‪ " :‬ليس صالة أثقل على املنافقين‬
‫من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما ألتوهما ولو حبوا "‬

‫ً‬
‫فانتبه عبدهللا من غفلته وقال‪ :‬فعال إن صالة الفجر مهمة‬
‫السجادة‪ :‬قم يا عبدهللا قم‬

‫ً‬
‫قال‪ :‬غدا أبدا إن شاء هللا ‪ ..‬ولكن اتركيني اليوم ألنام فإنني مرهق‬
‫السجادة‪ :‬وهي متحسرة من لم يعرف ثواب األعمال ثقلت عليه في جميع األحوال‬

‫ً‬
‫ً‬
‫ثم قالت‪ :‬ستنام غدا في قبرك كثيرا يا عبدهللا ‪ ,‬وستذكر كالمي ونصحي … ثم‬
‫تركته السجادة ‪ ,‬ونام عبدهللا ‪ ,‬ولكن ! كانت أطول نومة ينامها في حياته فقد مات‬
‫تلك الساعة‬
‫فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة ‪:‬‬
‫ً‬
‫يـا من ي ــعد غـدا لتـوبـت ــه‬
‫املرء في عيشه على أم ــل‬
‫أي ـ ــام عـمـرك كلـهـا عـدد‬

‫أعلى يقين من بلوغ غد‬
‫ومنيته اإلنسـان بالـرصد‬
‫ولعل يومك آخر العدد‬

‫إن كنت محب للخير واملشاركة في األجر والثواب مرر هذةالرسالة إلى إخ ًوانك‬
‫ومحبيك‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬الدال على الخير كفاعله "‬
‫األنس ثمرة الطاعة واملحبة ‪..‬فكل مطيع هلل مستأنس‪ ...‬وكل عاص هلل‬
‫مستوحش‬
‫اللهم وفق مرسل هذه الرسالة‪ ,‬وأعنه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك‪,‬‬
‫اللهم وفقه ملا تحب وترض ى‪ ,‬اللهم أحسن خاتمته‪ ,‬وأجعل قبره روضة من رياض‬
‫الجنة‪ ,‬اللهم ارحمه وارض عنه‪ ,‬وارزقه الجنة التي وعدت عبادك الصالحين‬

‫ال تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب‬
‫كل الشكر ألختي في هللا‬

‫التي شاركتني في هذا العمل‬
‫ً‬
‫اللهم تقبل منا هذا العمل خالصا لوجهك الكريم‬
‫واغفر لي وألختي في هللا ولوالدينا ولجميع املسلمين‬

‫إنَّ الـــ ُدنــْـيــَّـا سـَــاعــَــة ‪ ....‬فـَـاجـْــعـَــلـْـهـَـا طــَــاعــَـــة‬
‫ـس طــَـمـَّـاعــَــة ‪ ....‬عـَــودْهــَــا الـــقــَـنــَـاعــَــة‬
‫والــنـَـفـْ ُ‬
‫لـسـت مـجــبـراً عـلى إرسـالـهـا ولـن تـؤثـم عـلى إهــمـالـهـا بـإذن هللا‬
‫فـإن شــئــت أرســلــهــا فـــتــؤجـــر ‪ ....‬أو أمـــســـكــهــا فـــتــحـــرم‬
‫هـذة الــمـادة بـرعـايــة مـوقـع زاد الــعــِـبـَـاد‬

‫الــمــشــرف الــعــام‬
‫مـجــدي أحــمـد عــبـدالــقـادر‬
‫‪E-Mail: [email protected]‬‬
‫‪Website: http://www.zadalebad.com‬‬

‫مـوقــع زاد الــعــِـبـَـاد‬


Slide 4

‫حوار مع سجادة !!!!!!‬

‫ً‬
‫ليال ‪ ,‬ولكن هل تعرفون‬
‫ال شك أن كل ابن آدم ينام ‪ ,‬وكل إنسان يؤوي إلى فراشه‬
‫كيف نومتي تلك الليلة ؟‬
‫ً‬
‫كنت نائما في ليلة من ليالي الشتاء الباردة ‪ ,‬من بعد نصب وتعب من‬
‫مشاغل الدنيا ‪ ,‬ما أكثرها‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد استلقيت على فراش ي ‪ ,‬وغرقت في نوم عميق جدا ‪ ,‬فاستيقظت قبل‬
‫ً‬
‫الفجر من عطش شديد ألم بي ‪,‬فقمت ألشرب املاء فسمعت أنينا يخرج‬
‫من األرض ‪ ,‬تلفت حولي فذهب األنين ‪ ,‬ثم ذهبت وشربت املاء ثم عدت إلى‬
‫الفراش ‪ ,‬وإذا باألنين يعود مرة أخرى ‪ ,‬وفي هذه املرة كان األنين قوي ًاًً‬
‫وكأنه صوت بكاء‬

‫فتحسست األرض بيدي‬

‫ً‬
‫متعجبا‪ :‬أأنت التي تأنين يا سجادتي !!! ؟؟‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫قالت‪ :‬نعم‬
‫قلت‪ :‬وملاذ ؟‬
‫قالت‪ :‬لقد أيقظك عطشك ‪ ,‬وشربت من املاء حتى ارتويت ‪ ,‬وأنا‬
‫بحاجة إلى املاء وال أجد من يرويني املاء‬

‫ً‬
‫قلت‪ :‬وهل تريدين أن أحضر لك كأسا من املاء ؟‬
‫قالت‪ :‬ال ليس هذا هو املاء الذي يرويني ‪ ,‬إنما يرويني دموع‬
‫العابدين التائبين‬
‫قلت‪ :‬ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من املاء ؟‬

‫قالت‪ :‬وهذا هو سبب بكائي فقم يا عبدهللا وصل هلل ركعتين في ظلمة الليل ; حتى‬
‫تنير لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل ولم يبق من الوقت إال القليل‬
‫وبعدها يؤذن املؤذن لصالة الفجر‬

‫قلت‪ :‬دعيني وشأني يا سجادتي‬

‫قالت‪ :‬يا عبدهللا قم لصالة الفجر ‪ ,‬فإنها حياة للقلب وللروح ‪ ,‬وقد حان موعد‬
‫األذان ليردد‪ ( :‬الصالة خير من النوم ‪ ,‬الصالة خير من النوم ) وأنت تستجيب‬
‫القهار ؟!!‬
‫ً‬
‫لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار وال تستجيب لنداء العزيز‬

‫ً‬
‫متضايقا‪ :‬دعيني أنام يا سجادتي ‪ ..‬فأنت تشاهدينني كل يوم ‪ ,‬ال أعود إلى‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫املنزل إال وأنا منهك متعب ‪ ..‬ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء‬
‫واستسلم لسلطان النوم‬
‫قالت السجادة‪ :‬يا عبدهللا‪ .‬وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟‬
‫قلت بلهجة تهكمية‪ :‬أسكتي يا سجادتي‪ .‬أرجوك ال تتكلمي‪ ..‬فإنني متعب ومرهق‪.‬‬
‫أريد أن أنام‬
‫فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبدهللا وقالت بصوت حزين‪ :‬آه لرجال‬
‫الفجر !! آه لرجال الفجر !!‬
‫ً‬
‫ألم تسمع قول الحق سبحانه وتعالى ‪ ( :‬ومن الليل فتهجد به نافلة لك عس ى أن‬
‫ً‬
‫ً‬
‫يبعثك ربك مقاما محمودا ) سورة اإلسراء‬

‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ن‬
‫(كانوا قليال من الليل ما يهجعو وباألسحار هم يستغفرون) سورة الذاريات‬
‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫(تتجافى جنوبهم عن املضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فال‬
‫ً‬
‫تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ٍ جزاءا بما كانوا يعملونً) سورة السجدة‬
‫وقول الحق سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫وقياما) سورة الفرقان‬
‫ً‬
‫(والذين يبيتون لربهم سجدا‬
‫ألم تسمع قول النبي صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع‬
‫الشمس وقبل غروبها ـ يعني الفجر والعصر "‬

‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬بشروا املشائين في الظلم إلى املساجد بالنور التام‬
‫يوم القيامة "‬
‫ً‬
‫وقال أيضا عليه أفضل الصالة و أتم التسليم ‪ " :‬ليس صالة أثقل على املنافقين‬
‫من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما ألتوهما ولو حبوا "‬

‫ً‬
‫فانتبه عبدهللا من غفلته وقال‪ :‬فعال إن صالة الفجر مهمة‬
‫السجادة‪ :‬قم يا عبدهللا قم‬

‫ً‬
‫قال‪ :‬غدا أبدا إن شاء هللا ‪ ..‬ولكن اتركيني اليوم ألنام فإنني مرهق‬
‫السجادة‪ :‬وهي متحسرة من لم يعرف ثواب األعمال ثقلت عليه في جميع األحوال‬

‫ً‬
‫ً‬
‫ثم قالت‪ :‬ستنام غدا في قبرك كثيرا يا عبدهللا ‪ ,‬وستذكر كالمي ونصحي … ثم‬
‫تركته السجادة ‪ ,‬ونام عبدهللا ‪ ,‬ولكن ! كانت أطول نومة ينامها في حياته فقد مات‬
‫تلك الساعة‬
‫فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة ‪:‬‬
‫ً‬
‫يـا من ي ــعد غـدا لتـوبـت ــه‬
‫املرء في عيشه على أم ــل‬
‫أي ـ ــام عـمـرك كلـهـا عـدد‬

‫أعلى يقين من بلوغ غد‬
‫ومنيته اإلنسـان بالـرصد‬
‫ولعل يومك آخر العدد‬

‫إن كنت محب للخير واملشاركة في األجر والثواب مرر هذةالرسالة إلى إخ ًوانك‬
‫ومحبيك‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬الدال على الخير كفاعله "‬
‫األنس ثمرة الطاعة واملحبة ‪..‬فكل مطيع هلل مستأنس‪ ...‬وكل عاص هلل‬
‫مستوحش‬
‫اللهم وفق مرسل هذه الرسالة‪ ,‬وأعنه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك‪,‬‬
‫اللهم وفقه ملا تحب وترض ى‪ ,‬اللهم أحسن خاتمته‪ ,‬وأجعل قبره روضة من رياض‬
‫الجنة‪ ,‬اللهم ارحمه وارض عنه‪ ,‬وارزقه الجنة التي وعدت عبادك الصالحين‬

‫ال تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب‬
‫كل الشكر ألختي في هللا‬

‫التي شاركتني في هذا العمل‬
‫ً‬
‫اللهم تقبل منا هذا العمل خالصا لوجهك الكريم‬
‫واغفر لي وألختي في هللا ولوالدينا ولجميع املسلمين‬

‫إنَّ الـــ ُدنــْـيــَّـا سـَــاعــَــة ‪ ....‬فـَـاجـْــعـَــلـْـهـَـا طــَــاعــَـــة‬
‫ـس طــَـمـَّـاعــَــة ‪ ....‬عـَــودْهــَــا الـــقــَـنــَـاعــَــة‬
‫والــنـَـفـْ ُ‬
‫لـسـت مـجــبـراً عـلى إرسـالـهـا ولـن تـؤثـم عـلى إهــمـالـهـا بـإذن هللا‬
‫فـإن شــئــت أرســلــهــا فـــتــؤجـــر ‪ ....‬أو أمـــســـكــهــا فـــتــحـــرم‬
‫هـذة الــمـادة بـرعـايــة مـوقـع زاد الــعــِـبـَـاد‬

‫الــمــشــرف الــعــام‬
‫مـجــدي أحــمـد عــبـدالــقـادر‬
‫‪E-Mail: [email protected]‬‬
‫‪Website: http://www.zadalebad.com‬‬

‫مـوقــع زاد الــعــِـبـَـاد‬


Slide 5

‫حوار مع سجادة !!!!!!‬

‫ً‬
‫ليال ‪ ,‬ولكن هل تعرفون‬
‫ال شك أن كل ابن آدم ينام ‪ ,‬وكل إنسان يؤوي إلى فراشه‬
‫كيف نومتي تلك الليلة ؟‬
‫ً‬
‫كنت نائما في ليلة من ليالي الشتاء الباردة ‪ ,‬من بعد نصب وتعب من‬
‫مشاغل الدنيا ‪ ,‬ما أكثرها‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد استلقيت على فراش ي ‪ ,‬وغرقت في نوم عميق جدا ‪ ,‬فاستيقظت قبل‬
‫ً‬
‫الفجر من عطش شديد ألم بي ‪,‬فقمت ألشرب املاء فسمعت أنينا يخرج‬
‫من األرض ‪ ,‬تلفت حولي فذهب األنين ‪ ,‬ثم ذهبت وشربت املاء ثم عدت إلى‬
‫الفراش ‪ ,‬وإذا باألنين يعود مرة أخرى ‪ ,‬وفي هذه املرة كان األنين قوي ًاًً‬
‫وكأنه صوت بكاء‬

‫فتحسست األرض بيدي‬

‫ً‬
‫متعجبا‪ :‬أأنت التي تأنين يا سجادتي !!! ؟؟‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫قالت‪ :‬نعم‬
‫قلت‪ :‬وملاذ ؟‬
‫قالت‪ :‬لقد أيقظك عطشك ‪ ,‬وشربت من املاء حتى ارتويت ‪ ,‬وأنا‬
‫بحاجة إلى املاء وال أجد من يرويني املاء‬

‫ً‬
‫قلت‪ :‬وهل تريدين أن أحضر لك كأسا من املاء ؟‬
‫قالت‪ :‬ال ليس هذا هو املاء الذي يرويني ‪ ,‬إنما يرويني دموع‬
‫العابدين التائبين‬
‫قلت‪ :‬ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من املاء ؟‬

‫قالت‪ :‬وهذا هو سبب بكائي فقم يا عبدهللا وصل هلل ركعتين في ظلمة الليل ; حتى‬
‫تنير لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل ولم يبق من الوقت إال القليل‬
‫وبعدها يؤذن املؤذن لصالة الفجر‬

‫قلت‪ :‬دعيني وشأني يا سجادتي‬

‫قالت‪ :‬يا عبدهللا قم لصالة الفجر ‪ ,‬فإنها حياة للقلب وللروح ‪ ,‬وقد حان موعد‬
‫األذان ليردد‪ ( :‬الصالة خير من النوم ‪ ,‬الصالة خير من النوم ) وأنت تستجيب‬
‫القهار ؟!!‬
‫ً‬
‫لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار وال تستجيب لنداء العزيز‬

‫ً‬
‫متضايقا‪ :‬دعيني أنام يا سجادتي ‪ ..‬فأنت تشاهدينني كل يوم ‪ ,‬ال أعود إلى‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫املنزل إال وأنا منهك متعب ‪ ..‬ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء‬
‫واستسلم لسلطان النوم‬
‫قالت السجادة‪ :‬يا عبدهللا‪ .‬وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟‬
‫قلت بلهجة تهكمية‪ :‬أسكتي يا سجادتي‪ .‬أرجوك ال تتكلمي‪ ..‬فإنني متعب ومرهق‪.‬‬
‫أريد أن أنام‬
‫فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبدهللا وقالت بصوت حزين‪ :‬آه لرجال‬
‫الفجر !! آه لرجال الفجر !!‬
‫ً‬
‫ألم تسمع قول الحق سبحانه وتعالى ‪ ( :‬ومن الليل فتهجد به نافلة لك عس ى أن‬
‫ً‬
‫ً‬
‫يبعثك ربك مقاما محمودا ) سورة اإلسراء‬

‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ن‬
‫(كانوا قليال من الليل ما يهجعو وباألسحار هم يستغفرون) سورة الذاريات‬
‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫(تتجافى جنوبهم عن املضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فال‬
‫ً‬
‫تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ٍ جزاءا بما كانوا يعملونً) سورة السجدة‬
‫وقول الحق سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫وقياما) سورة الفرقان‬
‫ً‬
‫(والذين يبيتون لربهم سجدا‬
‫ألم تسمع قول النبي صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع‬
‫الشمس وقبل غروبها ـ يعني الفجر والعصر "‬

‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬بشروا املشائين في الظلم إلى املساجد بالنور التام‬
‫يوم القيامة "‬
‫ً‬
‫وقال أيضا عليه أفضل الصالة و أتم التسليم ‪ " :‬ليس صالة أثقل على املنافقين‬
‫من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما ألتوهما ولو حبوا "‬

‫ً‬
‫فانتبه عبدهللا من غفلته وقال‪ :‬فعال إن صالة الفجر مهمة‬
‫السجادة‪ :‬قم يا عبدهللا قم‬

‫ً‬
‫قال‪ :‬غدا أبدا إن شاء هللا ‪ ..‬ولكن اتركيني اليوم ألنام فإنني مرهق‬
‫السجادة‪ :‬وهي متحسرة من لم يعرف ثواب األعمال ثقلت عليه في جميع األحوال‬

‫ً‬
‫ً‬
‫ثم قالت‪ :‬ستنام غدا في قبرك كثيرا يا عبدهللا ‪ ,‬وستذكر كالمي ونصحي … ثم‬
‫تركته السجادة ‪ ,‬ونام عبدهللا ‪ ,‬ولكن ! كانت أطول نومة ينامها في حياته فقد مات‬
‫تلك الساعة‬
‫فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة ‪:‬‬
‫ً‬
‫يـا من ي ــعد غـدا لتـوبـت ــه‬
‫املرء في عيشه على أم ــل‬
‫أي ـ ــام عـمـرك كلـهـا عـدد‬

‫أعلى يقين من بلوغ غد‬
‫ومنيته اإلنسـان بالـرصد‬
‫ولعل يومك آخر العدد‬

‫إن كنت محب للخير واملشاركة في األجر والثواب مرر هذةالرسالة إلى إخ ًوانك‬
‫ومحبيك‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬الدال على الخير كفاعله "‬
‫األنس ثمرة الطاعة واملحبة ‪..‬فكل مطيع هلل مستأنس‪ ...‬وكل عاص هلل‬
‫مستوحش‬
‫اللهم وفق مرسل هذه الرسالة‪ ,‬وأعنه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك‪,‬‬
‫اللهم وفقه ملا تحب وترض ى‪ ,‬اللهم أحسن خاتمته‪ ,‬وأجعل قبره روضة من رياض‬
‫الجنة‪ ,‬اللهم ارحمه وارض عنه‪ ,‬وارزقه الجنة التي وعدت عبادك الصالحين‬

‫ال تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب‬
‫كل الشكر ألختي في هللا‬

‫التي شاركتني في هذا العمل‬
‫ً‬
‫اللهم تقبل منا هذا العمل خالصا لوجهك الكريم‬
‫واغفر لي وألختي في هللا ولوالدينا ولجميع املسلمين‬

‫إنَّ الـــ ُدنــْـيــَّـا سـَــاعــَــة ‪ ....‬فـَـاجـْــعـَــلـْـهـَـا طــَــاعــَـــة‬
‫ـس طــَـمـَّـاعــَــة ‪ ....‬عـَــودْهــَــا الـــقــَـنــَـاعــَــة‬
‫والــنـَـفـْ ُ‬
‫لـسـت مـجــبـراً عـلى إرسـالـهـا ولـن تـؤثـم عـلى إهــمـالـهـا بـإذن هللا‬
‫فـإن شــئــت أرســلــهــا فـــتــؤجـــر ‪ ....‬أو أمـــســـكــهــا فـــتــحـــرم‬
‫هـذة الــمـادة بـرعـايــة مـوقـع زاد الــعــِـبـَـاد‬

‫الــمــشــرف الــعــام‬
‫مـجــدي أحــمـد عــبـدالــقـادر‬
‫‪E-Mail: [email protected]‬‬
‫‪Website: http://www.zadalebad.com‬‬

‫مـوقــع زاد الــعــِـبـَـاد‬


Slide 6

‫حوار مع سجادة !!!!!!‬

‫ً‬
‫ليال ‪ ,‬ولكن هل تعرفون‬
‫ال شك أن كل ابن آدم ينام ‪ ,‬وكل إنسان يؤوي إلى فراشه‬
‫كيف نومتي تلك الليلة ؟‬
‫ً‬
‫كنت نائما في ليلة من ليالي الشتاء الباردة ‪ ,‬من بعد نصب وتعب من‬
‫مشاغل الدنيا ‪ ,‬ما أكثرها‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد استلقيت على فراش ي ‪ ,‬وغرقت في نوم عميق جدا ‪ ,‬فاستيقظت قبل‬
‫ً‬
‫الفجر من عطش شديد ألم بي ‪,‬فقمت ألشرب املاء فسمعت أنينا يخرج‬
‫من األرض ‪ ,‬تلفت حولي فذهب األنين ‪ ,‬ثم ذهبت وشربت املاء ثم عدت إلى‬
‫الفراش ‪ ,‬وإذا باألنين يعود مرة أخرى ‪ ,‬وفي هذه املرة كان األنين قوي ًاًً‬
‫وكأنه صوت بكاء‬

‫فتحسست األرض بيدي‬

‫ً‬
‫متعجبا‪ :‬أأنت التي تأنين يا سجادتي !!! ؟؟‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫قالت‪ :‬نعم‬
‫قلت‪ :‬وملاذ ؟‬
‫قالت‪ :‬لقد أيقظك عطشك ‪ ,‬وشربت من املاء حتى ارتويت ‪ ,‬وأنا‬
‫بحاجة إلى املاء وال أجد من يرويني املاء‬

‫ً‬
‫قلت‪ :‬وهل تريدين أن أحضر لك كأسا من املاء ؟‬
‫قالت‪ :‬ال ليس هذا هو املاء الذي يرويني ‪ ,‬إنما يرويني دموع‬
‫العابدين التائبين‬
‫قلت‪ :‬ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من املاء ؟‬

‫قالت‪ :‬وهذا هو سبب بكائي فقم يا عبدهللا وصل هلل ركعتين في ظلمة الليل ; حتى‬
‫تنير لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل ولم يبق من الوقت إال القليل‬
‫وبعدها يؤذن املؤذن لصالة الفجر‬

‫قلت‪ :‬دعيني وشأني يا سجادتي‬

‫قالت‪ :‬يا عبدهللا قم لصالة الفجر ‪ ,‬فإنها حياة للقلب وللروح ‪ ,‬وقد حان موعد‬
‫األذان ليردد‪ ( :‬الصالة خير من النوم ‪ ,‬الصالة خير من النوم ) وأنت تستجيب‬
‫القهار ؟!!‬
‫ً‬
‫لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار وال تستجيب لنداء العزيز‬

‫ً‬
‫متضايقا‪ :‬دعيني أنام يا سجادتي ‪ ..‬فأنت تشاهدينني كل يوم ‪ ,‬ال أعود إلى‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫املنزل إال وأنا منهك متعب ‪ ..‬ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء‬
‫واستسلم لسلطان النوم‬
‫قالت السجادة‪ :‬يا عبدهللا‪ .‬وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟‬
‫قلت بلهجة تهكمية‪ :‬أسكتي يا سجادتي‪ .‬أرجوك ال تتكلمي‪ ..‬فإنني متعب ومرهق‪.‬‬
‫أريد أن أنام‬
‫فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبدهللا وقالت بصوت حزين‪ :‬آه لرجال‬
‫الفجر !! آه لرجال الفجر !!‬
‫ً‬
‫ألم تسمع قول الحق سبحانه وتعالى ‪ ( :‬ومن الليل فتهجد به نافلة لك عس ى أن‬
‫ً‬
‫ً‬
‫يبعثك ربك مقاما محمودا ) سورة اإلسراء‬

‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ن‬
‫(كانوا قليال من الليل ما يهجعو وباألسحار هم يستغفرون) سورة الذاريات‬
‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫(تتجافى جنوبهم عن املضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فال‬
‫ً‬
‫تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ٍ جزاءا بما كانوا يعملونً) سورة السجدة‬
‫وقول الحق سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫وقياما) سورة الفرقان‬
‫ً‬
‫(والذين يبيتون لربهم سجدا‬
‫ألم تسمع قول النبي صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع‬
‫الشمس وقبل غروبها ـ يعني الفجر والعصر "‬

‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬بشروا املشائين في الظلم إلى املساجد بالنور التام‬
‫يوم القيامة "‬
‫ً‬
‫وقال أيضا عليه أفضل الصالة و أتم التسليم ‪ " :‬ليس صالة أثقل على املنافقين‬
‫من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما ألتوهما ولو حبوا "‬

‫ً‬
‫فانتبه عبدهللا من غفلته وقال‪ :‬فعال إن صالة الفجر مهمة‬
‫السجادة‪ :‬قم يا عبدهللا قم‬

‫ً‬
‫قال‪ :‬غدا أبدا إن شاء هللا ‪ ..‬ولكن اتركيني اليوم ألنام فإنني مرهق‬
‫السجادة‪ :‬وهي متحسرة من لم يعرف ثواب األعمال ثقلت عليه في جميع األحوال‬

‫ً‬
‫ً‬
‫ثم قالت‪ :‬ستنام غدا في قبرك كثيرا يا عبدهللا ‪ ,‬وستذكر كالمي ونصحي … ثم‬
‫تركته السجادة ‪ ,‬ونام عبدهللا ‪ ,‬ولكن ! كانت أطول نومة ينامها في حياته فقد مات‬
‫تلك الساعة‬
‫فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة ‪:‬‬
‫ً‬
‫يـا من ي ــعد غـدا لتـوبـت ــه‬
‫املرء في عيشه على أم ــل‬
‫أي ـ ــام عـمـرك كلـهـا عـدد‬

‫أعلى يقين من بلوغ غد‬
‫ومنيته اإلنسـان بالـرصد‬
‫ولعل يومك آخر العدد‬

‫إن كنت محب للخير واملشاركة في األجر والثواب مرر هذةالرسالة إلى إخ ًوانك‬
‫ومحبيك‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬الدال على الخير كفاعله "‬
‫األنس ثمرة الطاعة واملحبة ‪..‬فكل مطيع هلل مستأنس‪ ...‬وكل عاص هلل‬
‫مستوحش‬
‫اللهم وفق مرسل هذه الرسالة‪ ,‬وأعنه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك‪,‬‬
‫اللهم وفقه ملا تحب وترض ى‪ ,‬اللهم أحسن خاتمته‪ ,‬وأجعل قبره روضة من رياض‬
‫الجنة‪ ,‬اللهم ارحمه وارض عنه‪ ,‬وارزقه الجنة التي وعدت عبادك الصالحين‬

‫ال تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب‬
‫كل الشكر ألختي في هللا‬

‫التي شاركتني في هذا العمل‬
‫ً‬
‫اللهم تقبل منا هذا العمل خالصا لوجهك الكريم‬
‫واغفر لي وألختي في هللا ولوالدينا ولجميع املسلمين‬

‫إنَّ الـــ ُدنــْـيــَّـا سـَــاعــَــة ‪ ....‬فـَـاجـْــعـَــلـْـهـَـا طــَــاعــَـــة‬
‫ـس طــَـمـَّـاعــَــة ‪ ....‬عـَــودْهــَــا الـــقــَـنــَـاعــَــة‬
‫والــنـَـفـْ ُ‬
‫لـسـت مـجــبـراً عـلى إرسـالـهـا ولـن تـؤثـم عـلى إهــمـالـهـا بـإذن هللا‬
‫فـإن شــئــت أرســلــهــا فـــتــؤجـــر ‪ ....‬أو أمـــســـكــهــا فـــتــحـــرم‬
‫هـذة الــمـادة بـرعـايــة مـوقـع زاد الــعــِـبـَـاد‬

‫الــمــشــرف الــعــام‬
‫مـجــدي أحــمـد عــبـدالــقـادر‬
‫‪E-Mail: [email protected]‬‬
‫‪Website: http://www.zadalebad.com‬‬

‫مـوقــع زاد الــعــِـبـَـاد‬


Slide 7

‫حوار مع سجادة !!!!!!‬

‫ً‬
‫ليال ‪ ,‬ولكن هل تعرفون‬
‫ال شك أن كل ابن آدم ينام ‪ ,‬وكل إنسان يؤوي إلى فراشه‬
‫كيف نومتي تلك الليلة ؟‬
‫ً‬
‫كنت نائما في ليلة من ليالي الشتاء الباردة ‪ ,‬من بعد نصب وتعب من‬
‫مشاغل الدنيا ‪ ,‬ما أكثرها‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد استلقيت على فراش ي ‪ ,‬وغرقت في نوم عميق جدا ‪ ,‬فاستيقظت قبل‬
‫ً‬
‫الفجر من عطش شديد ألم بي ‪,‬فقمت ألشرب املاء فسمعت أنينا يخرج‬
‫من األرض ‪ ,‬تلفت حولي فذهب األنين ‪ ,‬ثم ذهبت وشربت املاء ثم عدت إلى‬
‫الفراش ‪ ,‬وإذا باألنين يعود مرة أخرى ‪ ,‬وفي هذه املرة كان األنين قوي ًاًً‬
‫وكأنه صوت بكاء‬

‫فتحسست األرض بيدي‬

‫ً‬
‫متعجبا‪ :‬أأنت التي تأنين يا سجادتي !!! ؟؟‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫قالت‪ :‬نعم‬
‫قلت‪ :‬وملاذ ؟‬
‫قالت‪ :‬لقد أيقظك عطشك ‪ ,‬وشربت من املاء حتى ارتويت ‪ ,‬وأنا‬
‫بحاجة إلى املاء وال أجد من يرويني املاء‬

‫ً‬
‫قلت‪ :‬وهل تريدين أن أحضر لك كأسا من املاء ؟‬
‫قالت‪ :‬ال ليس هذا هو املاء الذي يرويني ‪ ,‬إنما يرويني دموع‬
‫العابدين التائبين‬
‫قلت‪ :‬ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من املاء ؟‬

‫قالت‪ :‬وهذا هو سبب بكائي فقم يا عبدهللا وصل هلل ركعتين في ظلمة الليل ; حتى‬
‫تنير لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل ولم يبق من الوقت إال القليل‬
‫وبعدها يؤذن املؤذن لصالة الفجر‬

‫قلت‪ :‬دعيني وشأني يا سجادتي‬

‫قالت‪ :‬يا عبدهللا قم لصالة الفجر ‪ ,‬فإنها حياة للقلب وللروح ‪ ,‬وقد حان موعد‬
‫األذان ليردد‪ ( :‬الصالة خير من النوم ‪ ,‬الصالة خير من النوم ) وأنت تستجيب‬
‫القهار ؟!!‬
‫ً‬
‫لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار وال تستجيب لنداء العزيز‬

‫ً‬
‫متضايقا‪ :‬دعيني أنام يا سجادتي ‪ ..‬فأنت تشاهدينني كل يوم ‪ ,‬ال أعود إلى‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫املنزل إال وأنا منهك متعب ‪ ..‬ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء‬
‫واستسلم لسلطان النوم‬
‫قالت السجادة‪ :‬يا عبدهللا‪ .‬وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟‬
‫قلت بلهجة تهكمية‪ :‬أسكتي يا سجادتي‪ .‬أرجوك ال تتكلمي‪ ..‬فإنني متعب ومرهق‪.‬‬
‫أريد أن أنام‬
‫فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبدهللا وقالت بصوت حزين‪ :‬آه لرجال‬
‫الفجر !! آه لرجال الفجر !!‬
‫ً‬
‫ألم تسمع قول الحق سبحانه وتعالى ‪ ( :‬ومن الليل فتهجد به نافلة لك عس ى أن‬
‫ً‬
‫ً‬
‫يبعثك ربك مقاما محمودا ) سورة اإلسراء‬

‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ن‬
‫(كانوا قليال من الليل ما يهجعو وباألسحار هم يستغفرون) سورة الذاريات‬
‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫(تتجافى جنوبهم عن املضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فال‬
‫ً‬
‫تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ٍ جزاءا بما كانوا يعملونً) سورة السجدة‬
‫وقول الحق سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫وقياما) سورة الفرقان‬
‫ً‬
‫(والذين يبيتون لربهم سجدا‬
‫ألم تسمع قول النبي صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع‬
‫الشمس وقبل غروبها ـ يعني الفجر والعصر "‬

‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬بشروا املشائين في الظلم إلى املساجد بالنور التام‬
‫يوم القيامة "‬
‫ً‬
‫وقال أيضا عليه أفضل الصالة و أتم التسليم ‪ " :‬ليس صالة أثقل على املنافقين‬
‫من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما ألتوهما ولو حبوا "‬

‫ً‬
‫فانتبه عبدهللا من غفلته وقال‪ :‬فعال إن صالة الفجر مهمة‬
‫السجادة‪ :‬قم يا عبدهللا قم‬

‫ً‬
‫قال‪ :‬غدا أبدا إن شاء هللا ‪ ..‬ولكن اتركيني اليوم ألنام فإنني مرهق‬
‫السجادة‪ :‬وهي متحسرة من لم يعرف ثواب األعمال ثقلت عليه في جميع األحوال‬

‫ً‬
‫ً‬
‫ثم قالت‪ :‬ستنام غدا في قبرك كثيرا يا عبدهللا ‪ ,‬وستذكر كالمي ونصحي … ثم‬
‫تركته السجادة ‪ ,‬ونام عبدهللا ‪ ,‬ولكن ! كانت أطول نومة ينامها في حياته فقد مات‬
‫تلك الساعة‬
‫فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة ‪:‬‬
‫ً‬
‫يـا من ي ــعد غـدا لتـوبـت ــه‬
‫املرء في عيشه على أم ــل‬
‫أي ـ ــام عـمـرك كلـهـا عـدد‬

‫أعلى يقين من بلوغ غد‬
‫ومنيته اإلنسـان بالـرصد‬
‫ولعل يومك آخر العدد‬

‫إن كنت محب للخير واملشاركة في األجر والثواب مرر هذةالرسالة إلى إخ ًوانك‬
‫ومحبيك‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬الدال على الخير كفاعله "‬
‫األنس ثمرة الطاعة واملحبة ‪..‬فكل مطيع هلل مستأنس‪ ...‬وكل عاص هلل‬
‫مستوحش‬
‫اللهم وفق مرسل هذه الرسالة‪ ,‬وأعنه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك‪,‬‬
‫اللهم وفقه ملا تحب وترض ى‪ ,‬اللهم أحسن خاتمته‪ ,‬وأجعل قبره روضة من رياض‬
‫الجنة‪ ,‬اللهم ارحمه وارض عنه‪ ,‬وارزقه الجنة التي وعدت عبادك الصالحين‬

‫ال تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب‬
‫كل الشكر ألختي في هللا‬

‫التي شاركتني في هذا العمل‬
‫ً‬
‫اللهم تقبل منا هذا العمل خالصا لوجهك الكريم‬
‫واغفر لي وألختي في هللا ولوالدينا ولجميع املسلمين‬

‫إنَّ الـــ ُدنــْـيــَّـا سـَــاعــَــة ‪ ....‬فـَـاجـْــعـَــلـْـهـَـا طــَــاعــَـــة‬
‫ـس طــَـمـَّـاعــَــة ‪ ....‬عـَــودْهــَــا الـــقــَـنــَـاعــَــة‬
‫والــنـَـفـْ ُ‬
‫لـسـت مـجــبـراً عـلى إرسـالـهـا ولـن تـؤثـم عـلى إهــمـالـهـا بـإذن هللا‬
‫فـإن شــئــت أرســلــهــا فـــتــؤجـــر ‪ ....‬أو أمـــســـكــهــا فـــتــحـــرم‬
‫هـذة الــمـادة بـرعـايــة مـوقـع زاد الــعــِـبـَـاد‬

‫الــمــشــرف الــعــام‬
‫مـجــدي أحــمـد عــبـدالــقـادر‬
‫‪E-Mail: [email protected]‬‬
‫‪Website: http://www.zadalebad.com‬‬

‫مـوقــع زاد الــعــِـبـَـاد‬


Slide 8

‫حوار مع سجادة !!!!!!‬

‫ً‬
‫ليال ‪ ,‬ولكن هل تعرفون‬
‫ال شك أن كل ابن آدم ينام ‪ ,‬وكل إنسان يؤوي إلى فراشه‬
‫كيف نومتي تلك الليلة ؟‬
‫ً‬
‫كنت نائما في ليلة من ليالي الشتاء الباردة ‪ ,‬من بعد نصب وتعب من‬
‫مشاغل الدنيا ‪ ,‬ما أكثرها‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد استلقيت على فراش ي ‪ ,‬وغرقت في نوم عميق جدا ‪ ,‬فاستيقظت قبل‬
‫ً‬
‫الفجر من عطش شديد ألم بي ‪,‬فقمت ألشرب املاء فسمعت أنينا يخرج‬
‫من األرض ‪ ,‬تلفت حولي فذهب األنين ‪ ,‬ثم ذهبت وشربت املاء ثم عدت إلى‬
‫الفراش ‪ ,‬وإذا باألنين يعود مرة أخرى ‪ ,‬وفي هذه املرة كان األنين قوي ًاًً‬
‫وكأنه صوت بكاء‬

‫فتحسست األرض بيدي‬

‫ً‬
‫متعجبا‪ :‬أأنت التي تأنين يا سجادتي !!! ؟؟‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫قالت‪ :‬نعم‬
‫قلت‪ :‬وملاذ ؟‬
‫قالت‪ :‬لقد أيقظك عطشك ‪ ,‬وشربت من املاء حتى ارتويت ‪ ,‬وأنا‬
‫بحاجة إلى املاء وال أجد من يرويني املاء‬

‫ً‬
‫قلت‪ :‬وهل تريدين أن أحضر لك كأسا من املاء ؟‬
‫قالت‪ :‬ال ليس هذا هو املاء الذي يرويني ‪ ,‬إنما يرويني دموع‬
‫العابدين التائبين‬
‫قلت‪ :‬ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من املاء ؟‬

‫قالت‪ :‬وهذا هو سبب بكائي فقم يا عبدهللا وصل هلل ركعتين في ظلمة الليل ; حتى‬
‫تنير لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل ولم يبق من الوقت إال القليل‬
‫وبعدها يؤذن املؤذن لصالة الفجر‬

‫قلت‪ :‬دعيني وشأني يا سجادتي‬

‫قالت‪ :‬يا عبدهللا قم لصالة الفجر ‪ ,‬فإنها حياة للقلب وللروح ‪ ,‬وقد حان موعد‬
‫األذان ليردد‪ ( :‬الصالة خير من النوم ‪ ,‬الصالة خير من النوم ) وأنت تستجيب‬
‫القهار ؟!!‬
‫ً‬
‫لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار وال تستجيب لنداء العزيز‬

‫ً‬
‫متضايقا‪ :‬دعيني أنام يا سجادتي ‪ ..‬فأنت تشاهدينني كل يوم ‪ ,‬ال أعود إلى‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫املنزل إال وأنا منهك متعب ‪ ..‬ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء‬
‫واستسلم لسلطان النوم‬
‫قالت السجادة‪ :‬يا عبدهللا‪ .‬وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟‬
‫قلت بلهجة تهكمية‪ :‬أسكتي يا سجادتي‪ .‬أرجوك ال تتكلمي‪ ..‬فإنني متعب ومرهق‪.‬‬
‫أريد أن أنام‬
‫فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبدهللا وقالت بصوت حزين‪ :‬آه لرجال‬
‫الفجر !! آه لرجال الفجر !!‬
‫ً‬
‫ألم تسمع قول الحق سبحانه وتعالى ‪ ( :‬ومن الليل فتهجد به نافلة لك عس ى أن‬
‫ً‬
‫ً‬
‫يبعثك ربك مقاما محمودا ) سورة اإلسراء‬

‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ن‬
‫(كانوا قليال من الليل ما يهجعو وباألسحار هم يستغفرون) سورة الذاريات‬
‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫(تتجافى جنوبهم عن املضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فال‬
‫ً‬
‫تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ٍ جزاءا بما كانوا يعملونً) سورة السجدة‬
‫وقول الحق سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫وقياما) سورة الفرقان‬
‫ً‬
‫(والذين يبيتون لربهم سجدا‬
‫ألم تسمع قول النبي صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع‬
‫الشمس وقبل غروبها ـ يعني الفجر والعصر "‬

‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬بشروا املشائين في الظلم إلى املساجد بالنور التام‬
‫يوم القيامة "‬
‫ً‬
‫وقال أيضا عليه أفضل الصالة و أتم التسليم ‪ " :‬ليس صالة أثقل على املنافقين‬
‫من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما ألتوهما ولو حبوا "‬

‫ً‬
‫فانتبه عبدهللا من غفلته وقال‪ :‬فعال إن صالة الفجر مهمة‬
‫السجادة‪ :‬قم يا عبدهللا قم‬

‫ً‬
‫قال‪ :‬غدا أبدا إن شاء هللا ‪ ..‬ولكن اتركيني اليوم ألنام فإنني مرهق‬
‫السجادة‪ :‬وهي متحسرة من لم يعرف ثواب األعمال ثقلت عليه في جميع األحوال‬

‫ً‬
‫ً‬
‫ثم قالت‪ :‬ستنام غدا في قبرك كثيرا يا عبدهللا ‪ ,‬وستذكر كالمي ونصحي … ثم‬
‫تركته السجادة ‪ ,‬ونام عبدهللا ‪ ,‬ولكن ! كانت أطول نومة ينامها في حياته فقد مات‬
‫تلك الساعة‬
‫فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة ‪:‬‬
‫ً‬
‫يـا من ي ــعد غـدا لتـوبـت ــه‬
‫املرء في عيشه على أم ــل‬
‫أي ـ ــام عـمـرك كلـهـا عـدد‬

‫أعلى يقين من بلوغ غد‬
‫ومنيته اإلنسـان بالـرصد‬
‫ولعل يومك آخر العدد‬

‫إن كنت محب للخير واملشاركة في األجر والثواب مرر هذةالرسالة إلى إخ ًوانك‬
‫ومحبيك‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬الدال على الخير كفاعله "‬
‫األنس ثمرة الطاعة واملحبة ‪..‬فكل مطيع هلل مستأنس‪ ...‬وكل عاص هلل‬
‫مستوحش‬
‫اللهم وفق مرسل هذه الرسالة‪ ,‬وأعنه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك‪,‬‬
‫اللهم وفقه ملا تحب وترض ى‪ ,‬اللهم أحسن خاتمته‪ ,‬وأجعل قبره روضة من رياض‬
‫الجنة‪ ,‬اللهم ارحمه وارض عنه‪ ,‬وارزقه الجنة التي وعدت عبادك الصالحين‬

‫ال تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب‬
‫كل الشكر ألختي في هللا‬

‫التي شاركتني في هذا العمل‬
‫ً‬
‫اللهم تقبل منا هذا العمل خالصا لوجهك الكريم‬
‫واغفر لي وألختي في هللا ولوالدينا ولجميع املسلمين‬

‫إنَّ الـــ ُدنــْـيــَّـا سـَــاعــَــة ‪ ....‬فـَـاجـْــعـَــلـْـهـَـا طــَــاعــَـــة‬
‫ـس طــَـمـَّـاعــَــة ‪ ....‬عـَــودْهــَــا الـــقــَـنــَـاعــَــة‬
‫والــنـَـفـْ ُ‬
‫لـسـت مـجــبـراً عـلى إرسـالـهـا ولـن تـؤثـم عـلى إهــمـالـهـا بـإذن هللا‬
‫فـإن شــئــت أرســلــهــا فـــتــؤجـــر ‪ ....‬أو أمـــســـكــهــا فـــتــحـــرم‬
‫هـذة الــمـادة بـرعـايــة مـوقـع زاد الــعــِـبـَـاد‬

‫الــمــشــرف الــعــام‬
‫مـجــدي أحــمـد عــبـدالــقـادر‬
‫‪E-Mail: [email protected]‬‬
‫‪Website: http://www.zadalebad.com‬‬

‫مـوقــع زاد الــعــِـبـَـاد‬


Slide 9

‫حوار مع سجادة !!!!!!‬

‫ً‬
‫ليال ‪ ,‬ولكن هل تعرفون‬
‫ال شك أن كل ابن آدم ينام ‪ ,‬وكل إنسان يؤوي إلى فراشه‬
‫كيف نومتي تلك الليلة ؟‬
‫ً‬
‫كنت نائما في ليلة من ليالي الشتاء الباردة ‪ ,‬من بعد نصب وتعب من‬
‫مشاغل الدنيا ‪ ,‬ما أكثرها‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد استلقيت على فراش ي ‪ ,‬وغرقت في نوم عميق جدا ‪ ,‬فاستيقظت قبل‬
‫ً‬
‫الفجر من عطش شديد ألم بي ‪,‬فقمت ألشرب املاء فسمعت أنينا يخرج‬
‫من األرض ‪ ,‬تلفت حولي فذهب األنين ‪ ,‬ثم ذهبت وشربت املاء ثم عدت إلى‬
‫الفراش ‪ ,‬وإذا باألنين يعود مرة أخرى ‪ ,‬وفي هذه املرة كان األنين قوي ًاًً‬
‫وكأنه صوت بكاء‬

‫فتحسست األرض بيدي‬

‫ً‬
‫متعجبا‪ :‬أأنت التي تأنين يا سجادتي !!! ؟؟‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫قالت‪ :‬نعم‬
‫قلت‪ :‬وملاذ ؟‬
‫قالت‪ :‬لقد أيقظك عطشك ‪ ,‬وشربت من املاء حتى ارتويت ‪ ,‬وأنا‬
‫بحاجة إلى املاء وال أجد من يرويني املاء‬

‫ً‬
‫قلت‪ :‬وهل تريدين أن أحضر لك كأسا من املاء ؟‬
‫قالت‪ :‬ال ليس هذا هو املاء الذي يرويني ‪ ,‬إنما يرويني دموع‬
‫العابدين التائبين‬
‫قلت‪ :‬ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من املاء ؟‬

‫قالت‪ :‬وهذا هو سبب بكائي فقم يا عبدهللا وصل هلل ركعتين في ظلمة الليل ; حتى‬
‫تنير لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل ولم يبق من الوقت إال القليل‬
‫وبعدها يؤذن املؤذن لصالة الفجر‬

‫قلت‪ :‬دعيني وشأني يا سجادتي‬

‫قالت‪ :‬يا عبدهللا قم لصالة الفجر ‪ ,‬فإنها حياة للقلب وللروح ‪ ,‬وقد حان موعد‬
‫األذان ليردد‪ ( :‬الصالة خير من النوم ‪ ,‬الصالة خير من النوم ) وأنت تستجيب‬
‫القهار ؟!!‬
‫ً‬
‫لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار وال تستجيب لنداء العزيز‬

‫ً‬
‫متضايقا‪ :‬دعيني أنام يا سجادتي ‪ ..‬فأنت تشاهدينني كل يوم ‪ ,‬ال أعود إلى‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫املنزل إال وأنا منهك متعب ‪ ..‬ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء‬
‫واستسلم لسلطان النوم‬
‫قالت السجادة‪ :‬يا عبدهللا‪ .‬وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟‬
‫قلت بلهجة تهكمية‪ :‬أسكتي يا سجادتي‪ .‬أرجوك ال تتكلمي‪ ..‬فإنني متعب ومرهق‪.‬‬
‫أريد أن أنام‬
‫فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبدهللا وقالت بصوت حزين‪ :‬آه لرجال‬
‫الفجر !! آه لرجال الفجر !!‬
‫ً‬
‫ألم تسمع قول الحق سبحانه وتعالى ‪ ( :‬ومن الليل فتهجد به نافلة لك عس ى أن‬
‫ً‬
‫ً‬
‫يبعثك ربك مقاما محمودا ) سورة اإلسراء‬

‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ن‬
‫(كانوا قليال من الليل ما يهجعو وباألسحار هم يستغفرون) سورة الذاريات‬
‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫(تتجافى جنوبهم عن املضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فال‬
‫ً‬
‫تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ٍ جزاءا بما كانوا يعملونً) سورة السجدة‬
‫وقول الحق سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫وقياما) سورة الفرقان‬
‫ً‬
‫(والذين يبيتون لربهم سجدا‬
‫ألم تسمع قول النبي صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع‬
‫الشمس وقبل غروبها ـ يعني الفجر والعصر "‬

‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬بشروا املشائين في الظلم إلى املساجد بالنور التام‬
‫يوم القيامة "‬
‫ً‬
‫وقال أيضا عليه أفضل الصالة و أتم التسليم ‪ " :‬ليس صالة أثقل على املنافقين‬
‫من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما ألتوهما ولو حبوا "‬

‫ً‬
‫فانتبه عبدهللا من غفلته وقال‪ :‬فعال إن صالة الفجر مهمة‬
‫السجادة‪ :‬قم يا عبدهللا قم‬

‫ً‬
‫قال‪ :‬غدا أبدا إن شاء هللا ‪ ..‬ولكن اتركيني اليوم ألنام فإنني مرهق‬
‫السجادة‪ :‬وهي متحسرة من لم يعرف ثواب األعمال ثقلت عليه في جميع األحوال‬

‫ً‬
‫ً‬
‫ثم قالت‪ :‬ستنام غدا في قبرك كثيرا يا عبدهللا ‪ ,‬وستذكر كالمي ونصحي … ثم‬
‫تركته السجادة ‪ ,‬ونام عبدهللا ‪ ,‬ولكن ! كانت أطول نومة ينامها في حياته فقد مات‬
‫تلك الساعة‬
‫فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة ‪:‬‬
‫ً‬
‫يـا من ي ــعد غـدا لتـوبـت ــه‬
‫املرء في عيشه على أم ــل‬
‫أي ـ ــام عـمـرك كلـهـا عـدد‬

‫أعلى يقين من بلوغ غد‬
‫ومنيته اإلنسـان بالـرصد‬
‫ولعل يومك آخر العدد‬

‫إن كنت محب للخير واملشاركة في األجر والثواب مرر هذةالرسالة إلى إخ ًوانك‬
‫ومحبيك‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬الدال على الخير كفاعله "‬
‫األنس ثمرة الطاعة واملحبة ‪..‬فكل مطيع هلل مستأنس‪ ...‬وكل عاص هلل‬
‫مستوحش‬
‫اللهم وفق مرسل هذه الرسالة‪ ,‬وأعنه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك‪,‬‬
‫اللهم وفقه ملا تحب وترض ى‪ ,‬اللهم أحسن خاتمته‪ ,‬وأجعل قبره روضة من رياض‬
‫الجنة‪ ,‬اللهم ارحمه وارض عنه‪ ,‬وارزقه الجنة التي وعدت عبادك الصالحين‬

‫ال تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب‬
‫كل الشكر ألختي في هللا‬

‫التي شاركتني في هذا العمل‬
‫ً‬
‫اللهم تقبل منا هذا العمل خالصا لوجهك الكريم‬
‫واغفر لي وألختي في هللا ولوالدينا ولجميع املسلمين‬

‫إنَّ الـــ ُدنــْـيــَّـا سـَــاعــَــة ‪ ....‬فـَـاجـْــعـَــلـْـهـَـا طــَــاعــَـــة‬
‫ـس طــَـمـَّـاعــَــة ‪ ....‬عـَــودْهــَــا الـــقــَـنــَـاعــَــة‬
‫والــنـَـفـْ ُ‬
‫لـسـت مـجــبـراً عـلى إرسـالـهـا ولـن تـؤثـم عـلى إهــمـالـهـا بـإذن هللا‬
‫فـإن شــئــت أرســلــهــا فـــتــؤجـــر ‪ ....‬أو أمـــســـكــهــا فـــتــحـــرم‬
‫هـذة الــمـادة بـرعـايــة مـوقـع زاد الــعــِـبـَـاد‬

‫الــمــشــرف الــعــام‬
‫مـجــدي أحــمـد عــبـدالــقـادر‬
‫‪E-Mail: [email protected]‬‬
‫‪Website: http://www.zadalebad.com‬‬

‫مـوقــع زاد الــعــِـبـَـاد‬


Slide 10

‫حوار مع سجادة !!!!!!‬

‫ً‬
‫ليال ‪ ,‬ولكن هل تعرفون‬
‫ال شك أن كل ابن آدم ينام ‪ ,‬وكل إنسان يؤوي إلى فراشه‬
‫كيف نومتي تلك الليلة ؟‬
‫ً‬
‫كنت نائما في ليلة من ليالي الشتاء الباردة ‪ ,‬من بعد نصب وتعب من‬
‫مشاغل الدنيا ‪ ,‬ما أكثرها‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد استلقيت على فراش ي ‪ ,‬وغرقت في نوم عميق جدا ‪ ,‬فاستيقظت قبل‬
‫ً‬
‫الفجر من عطش شديد ألم بي ‪,‬فقمت ألشرب املاء فسمعت أنينا يخرج‬
‫من األرض ‪ ,‬تلفت حولي فذهب األنين ‪ ,‬ثم ذهبت وشربت املاء ثم عدت إلى‬
‫الفراش ‪ ,‬وإذا باألنين يعود مرة أخرى ‪ ,‬وفي هذه املرة كان األنين قوي ًاًً‬
‫وكأنه صوت بكاء‬

‫فتحسست األرض بيدي‬

‫ً‬
‫متعجبا‪ :‬أأنت التي تأنين يا سجادتي !!! ؟؟‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫قالت‪ :‬نعم‬
‫قلت‪ :‬وملاذ ؟‬
‫قالت‪ :‬لقد أيقظك عطشك ‪ ,‬وشربت من املاء حتى ارتويت ‪ ,‬وأنا‬
‫بحاجة إلى املاء وال أجد من يرويني املاء‬

‫ً‬
‫قلت‪ :‬وهل تريدين أن أحضر لك كأسا من املاء ؟‬
‫قالت‪ :‬ال ليس هذا هو املاء الذي يرويني ‪ ,‬إنما يرويني دموع‬
‫العابدين التائبين‬
‫قلت‪ :‬ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من املاء ؟‬

‫قالت‪ :‬وهذا هو سبب بكائي فقم يا عبدهللا وصل هلل ركعتين في ظلمة الليل ; حتى‬
‫تنير لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل ولم يبق من الوقت إال القليل‬
‫وبعدها يؤذن املؤذن لصالة الفجر‬

‫قلت‪ :‬دعيني وشأني يا سجادتي‬

‫قالت‪ :‬يا عبدهللا قم لصالة الفجر ‪ ,‬فإنها حياة للقلب وللروح ‪ ,‬وقد حان موعد‬
‫األذان ليردد‪ ( :‬الصالة خير من النوم ‪ ,‬الصالة خير من النوم ) وأنت تستجيب‬
‫القهار ؟!!‬
‫ً‬
‫لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار وال تستجيب لنداء العزيز‬

‫ً‬
‫متضايقا‪ :‬دعيني أنام يا سجادتي ‪ ..‬فأنت تشاهدينني كل يوم ‪ ,‬ال أعود إلى‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫املنزل إال وأنا منهك متعب ‪ ..‬ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء‬
‫واستسلم لسلطان النوم‬
‫قالت السجادة‪ :‬يا عبدهللا‪ .‬وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟‬
‫قلت بلهجة تهكمية‪ :‬أسكتي يا سجادتي‪ .‬أرجوك ال تتكلمي‪ ..‬فإنني متعب ومرهق‪.‬‬
‫أريد أن أنام‬
‫فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبدهللا وقالت بصوت حزين‪ :‬آه لرجال‬
‫الفجر !! آه لرجال الفجر !!‬
‫ً‬
‫ألم تسمع قول الحق سبحانه وتعالى ‪ ( :‬ومن الليل فتهجد به نافلة لك عس ى أن‬
‫ً‬
‫ً‬
‫يبعثك ربك مقاما محمودا ) سورة اإلسراء‬

‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ن‬
‫(كانوا قليال من الليل ما يهجعو وباألسحار هم يستغفرون) سورة الذاريات‬
‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫(تتجافى جنوبهم عن املضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فال‬
‫ً‬
‫تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ٍ جزاءا بما كانوا يعملونً) سورة السجدة‬
‫وقول الحق سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫وقياما) سورة الفرقان‬
‫ً‬
‫(والذين يبيتون لربهم سجدا‬
‫ألم تسمع قول النبي صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع‬
‫الشمس وقبل غروبها ـ يعني الفجر والعصر "‬

‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬بشروا املشائين في الظلم إلى املساجد بالنور التام‬
‫يوم القيامة "‬
‫ً‬
‫وقال أيضا عليه أفضل الصالة و أتم التسليم ‪ " :‬ليس صالة أثقل على املنافقين‬
‫من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما ألتوهما ولو حبوا "‬

‫ً‬
‫فانتبه عبدهللا من غفلته وقال‪ :‬فعال إن صالة الفجر مهمة‬
‫السجادة‪ :‬قم يا عبدهللا قم‬

‫ً‬
‫قال‪ :‬غدا أبدا إن شاء هللا ‪ ..‬ولكن اتركيني اليوم ألنام فإنني مرهق‬
‫السجادة‪ :‬وهي متحسرة من لم يعرف ثواب األعمال ثقلت عليه في جميع األحوال‬

‫ً‬
‫ً‬
‫ثم قالت‪ :‬ستنام غدا في قبرك كثيرا يا عبدهللا ‪ ,‬وستذكر كالمي ونصحي … ثم‬
‫تركته السجادة ‪ ,‬ونام عبدهللا ‪ ,‬ولكن ! كانت أطول نومة ينامها في حياته فقد مات‬
‫تلك الساعة‬
‫فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة ‪:‬‬
‫ً‬
‫يـا من ي ــعد غـدا لتـوبـت ــه‬
‫املرء في عيشه على أم ــل‬
‫أي ـ ــام عـمـرك كلـهـا عـدد‬

‫أعلى يقين من بلوغ غد‬
‫ومنيته اإلنسـان بالـرصد‬
‫ولعل يومك آخر العدد‬

‫إن كنت محب للخير واملشاركة في األجر والثواب مرر هذةالرسالة إلى إخ ًوانك‬
‫ومحبيك‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬الدال على الخير كفاعله "‬
‫األنس ثمرة الطاعة واملحبة ‪..‬فكل مطيع هلل مستأنس‪ ...‬وكل عاص هلل‬
‫مستوحش‬
‫اللهم وفق مرسل هذه الرسالة‪ ,‬وأعنه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك‪,‬‬
‫اللهم وفقه ملا تحب وترض ى‪ ,‬اللهم أحسن خاتمته‪ ,‬وأجعل قبره روضة من رياض‬
‫الجنة‪ ,‬اللهم ارحمه وارض عنه‪ ,‬وارزقه الجنة التي وعدت عبادك الصالحين‬

‫ال تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب‬
‫كل الشكر ألختي في هللا‬

‫التي شاركتني في هذا العمل‬
‫ً‬
‫اللهم تقبل منا هذا العمل خالصا لوجهك الكريم‬
‫واغفر لي وألختي في هللا ولوالدينا ولجميع املسلمين‬

‫إنَّ الـــ ُدنــْـيــَّـا سـَــاعــَــة ‪ ....‬فـَـاجـْــعـَــلـْـهـَـا طــَــاعــَـــة‬
‫ـس طــَـمـَّـاعــَــة ‪ ....‬عـَــودْهــَــا الـــقــَـنــَـاعــَــة‬
‫والــنـَـفـْ ُ‬
‫لـسـت مـجــبـراً عـلى إرسـالـهـا ولـن تـؤثـم عـلى إهــمـالـهـا بـإذن هللا‬
‫فـإن شــئــت أرســلــهــا فـــتــؤجـــر ‪ ....‬أو أمـــســـكــهــا فـــتــحـــرم‬
‫هـذة الــمـادة بـرعـايــة مـوقـع زاد الــعــِـبـَـاد‬

‫الــمــشــرف الــعــام‬
‫مـجــدي أحــمـد عــبـدالــقـادر‬
‫‪E-Mail: [email protected]‬‬
‫‪Website: http://www.zadalebad.com‬‬

‫مـوقــع زاد الــعــِـبـَـاد‬


Slide 11

‫حوار مع سجادة !!!!!!‬

‫ً‬
‫ليال ‪ ,‬ولكن هل تعرفون‬
‫ال شك أن كل ابن آدم ينام ‪ ,‬وكل إنسان يؤوي إلى فراشه‬
‫كيف نومتي تلك الليلة ؟‬
‫ً‬
‫كنت نائما في ليلة من ليالي الشتاء الباردة ‪ ,‬من بعد نصب وتعب من‬
‫مشاغل الدنيا ‪ ,‬ما أكثرها‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد استلقيت على فراش ي ‪ ,‬وغرقت في نوم عميق جدا ‪ ,‬فاستيقظت قبل‬
‫ً‬
‫الفجر من عطش شديد ألم بي ‪,‬فقمت ألشرب املاء فسمعت أنينا يخرج‬
‫من األرض ‪ ,‬تلفت حولي فذهب األنين ‪ ,‬ثم ذهبت وشربت املاء ثم عدت إلى‬
‫الفراش ‪ ,‬وإذا باألنين يعود مرة أخرى ‪ ,‬وفي هذه املرة كان األنين قوي ًاًً‬
‫وكأنه صوت بكاء‬

‫فتحسست األرض بيدي‬

‫ً‬
‫متعجبا‪ :‬أأنت التي تأنين يا سجادتي !!! ؟؟‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫قالت‪ :‬نعم‬
‫قلت‪ :‬وملاذ ؟‬
‫قالت‪ :‬لقد أيقظك عطشك ‪ ,‬وشربت من املاء حتى ارتويت ‪ ,‬وأنا‬
‫بحاجة إلى املاء وال أجد من يرويني املاء‬

‫ً‬
‫قلت‪ :‬وهل تريدين أن أحضر لك كأسا من املاء ؟‬
‫قالت‪ :‬ال ليس هذا هو املاء الذي يرويني ‪ ,‬إنما يرويني دموع‬
‫العابدين التائبين‬
‫قلت‪ :‬ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من املاء ؟‬

‫قالت‪ :‬وهذا هو سبب بكائي فقم يا عبدهللا وصل هلل ركعتين في ظلمة الليل ; حتى‬
‫تنير لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل ولم يبق من الوقت إال القليل‬
‫وبعدها يؤذن املؤذن لصالة الفجر‬

‫قلت‪ :‬دعيني وشأني يا سجادتي‬

‫قالت‪ :‬يا عبدهللا قم لصالة الفجر ‪ ,‬فإنها حياة للقلب وللروح ‪ ,‬وقد حان موعد‬
‫األذان ليردد‪ ( :‬الصالة خير من النوم ‪ ,‬الصالة خير من النوم ) وأنت تستجيب‬
‫القهار ؟!!‬
‫ً‬
‫لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار وال تستجيب لنداء العزيز‬

‫ً‬
‫متضايقا‪ :‬دعيني أنام يا سجادتي ‪ ..‬فأنت تشاهدينني كل يوم ‪ ,‬ال أعود إلى‬
‫ً‬
‫قلت‬
‫املنزل إال وأنا منهك متعب ‪ ..‬ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء‬
‫واستسلم لسلطان النوم‬
‫قالت السجادة‪ :‬يا عبدهللا‪ .‬وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟‬
‫قلت بلهجة تهكمية‪ :‬أسكتي يا سجادتي‪ .‬أرجوك ال تتكلمي‪ ..‬فإنني متعب ومرهق‪.‬‬
‫أريد أن أنام‬
‫فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبدهللا وقالت بصوت حزين‪ :‬آه لرجال‬
‫الفجر !! آه لرجال الفجر !!‬
‫ً‬
‫ألم تسمع قول الحق سبحانه وتعالى ‪ ( :‬ومن الليل فتهجد به نافلة لك عس ى أن‬
‫ً‬
‫ً‬
‫يبعثك ربك مقاما محمودا ) سورة اإلسراء‬

‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ن‬
‫(كانوا قليال من الليل ما يهجعو وباألسحار هم يستغفرون) سورة الذاريات‬
‫وقوله سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫(تتجافى جنوبهم عن املضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فال‬
‫ً‬
‫تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ٍ جزاءا بما كانوا يعملونً) سورة السجدة‬
‫وقول الحق سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫وقياما) سورة الفرقان‬
‫ً‬
‫(والذين يبيتون لربهم سجدا‬
‫ألم تسمع قول النبي صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع‬
‫الشمس وقبل غروبها ـ يعني الفجر والعصر "‬

‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬بشروا املشائين في الظلم إلى املساجد بالنور التام‬
‫يوم القيامة "‬
‫ً‬
‫وقال أيضا عليه أفضل الصالة و أتم التسليم ‪ " :‬ليس صالة أثقل على املنافقين‬
‫من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما ألتوهما ولو حبوا "‬

‫ً‬
‫فانتبه عبدهللا من غفلته وقال‪ :‬فعال إن صالة الفجر مهمة‬
‫السجادة‪ :‬قم يا عبدهللا قم‬

‫ً‬
‫قال‪ :‬غدا أبدا إن شاء هللا ‪ ..‬ولكن اتركيني اليوم ألنام فإنني مرهق‬
‫السجادة‪ :‬وهي متحسرة من لم يعرف ثواب األعمال ثقلت عليه في جميع األحوال‬

‫ً‬
‫ً‬
‫ثم قالت‪ :‬ستنام غدا في قبرك كثيرا يا عبدهللا ‪ ,‬وستذكر كالمي ونصحي … ثم‬
‫تركته السجادة ‪ ,‬ونام عبدهللا ‪ ,‬ولكن ! كانت أطول نومة ينامها في حياته فقد مات‬
‫تلك الساعة‬
‫فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة ‪:‬‬
‫ً‬
‫يـا من ي ــعد غـدا لتـوبـت ــه‬
‫املرء في عيشه على أم ــل‬
‫أي ـ ــام عـمـرك كلـهـا عـدد‬

‫أعلى يقين من بلوغ غد‬
‫ومنيته اإلنسـان بالـرصد‬
‫ولعل يومك آخر العدد‬

‫إن كنت محب للخير واملشاركة في األجر والثواب مرر هذةالرسالة إلى إخ ًوانك‬
‫ومحبيك‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬الدال على الخير كفاعله "‬
‫األنس ثمرة الطاعة واملحبة ‪..‬فكل مطيع هلل مستأنس‪ ...‬وكل عاص هلل‬
‫مستوحش‬
‫اللهم وفق مرسل هذه الرسالة‪ ,‬وأعنه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك‪,‬‬
‫اللهم وفقه ملا تحب وترض ى‪ ,‬اللهم أحسن خاتمته‪ ,‬وأجعل قبره روضة من رياض‬
‫الجنة‪ ,‬اللهم ارحمه وارض عنه‪ ,‬وارزقه الجنة التي وعدت عبادك الصالحين‬

‫ال تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب‬
‫كل الشكر ألختي في هللا‬

‫التي شاركتني في هذا العمل‬
‫ً‬
‫اللهم تقبل منا هذا العمل خالصا لوجهك الكريم‬
‫واغفر لي وألختي في هللا ولوالدينا ولجميع املسلمين‬

‫إنَّ الـــ ُدنــْـيــَّـا سـَــاعــَــة ‪ ....‬فـَـاجـْــعـَــلـْـهـَـا طــَــاعــَـــة‬
‫ـس طــَـمـَّـاعــَــة ‪ ....‬عـَــودْهــَــا الـــقــَـنــَـاعــَــة‬
‫والــنـَـفـْ ُ‬
‫لـسـت مـجــبـراً عـلى إرسـالـهـا ولـن تـؤثـم عـلى إهــمـالـهـا بـإذن هللا‬
‫فـإن شــئــت أرســلــهــا فـــتــؤجـــر ‪ ....‬أو أمـــســـكــهــا فـــتــحـــرم‬
‫هـذة الــمـادة بـرعـايــة مـوقـع زاد الــعــِـبـَـاد‬

‫الــمــشــرف الــعــام‬
‫مـجــدي أحــمـد عــبـدالــقـادر‬
‫‪E-Mail: [email protected]‬‬
‫‪Website: http://www.zadalebad.com‬‬

‫مـوقــع زاد الــعــِـبـَـاد‬