نماذج عربية لتحقيق التميز في األداء الحكومي الدكتور كمال رزيق أستاذ محاضر عميد سابق لكلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير جامعة سعد دحلب البليدة الجزائر

Download Report

Transcript نماذج عربية لتحقيق التميز في األداء الحكومي الدكتور كمال رزيق أستاذ محاضر عميد سابق لكلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير جامعة سعد دحلب البليدة الجزائر

‫نماذج عربية لتحقيق التميز في‬
‫األداء الحكومي‬
‫الدكتور كمال رزيق‬
‫أستاذ محاضر‬
‫عميد سابق لكلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‬
‫جامعة سعد دحلب البليدة الجزائر‬
‫يشهد العالم تغييراً كبيراً في مفهوم اإلدارة الحكومية‬
‫‪ ،‬وعمالً موجها ً نحو أسلوب و طريقة تقديم‬
‫الخدمات واألعمال يرتكز محوره على تطبيق مبادئ‬
‫الجودة الشاملة والتميز ‪ ،‬و يعتمد فيه على وسائل‬
‫االتصاالت الحديثة والتقنيات وتكنولوجيا المعلومات ‪،‬‬
‫من هنا كانت الحاجة إلى تكثيف الجهود نحو االهتمام‬
‫بمفهوم التميز للقطاع الحكومي و العمل على‬
‫تقديم خدمات حكومية تتميز بالجودة ‪ .‬و يتجسد تميز‬
‫القطاع الحكومي في مدى قدرته على إرضاء العمالء‬
‫و خدمتهم على الوجه األمثل‪.‬‬
‫فأصبح التميز في األداء ليس خياراً وإنما مطلبا ً يستوجب ديمومته‪.‬‬
‫وفي هذا السياق فإن إدامة األداء المتميز يحتكم إلى متغيرات أخرى‬
‫منها القيادة الرشيدة و التنافس بين القطاعات و المؤسسات‪...‬‬
‫و لقد استطاعت كثير من الدول العربية من تطوير أدائها من خالل‬
‫إنشاء جملة من الجوائز و المحفزات لتشجيع القطاع الحكومي على‬
‫التميز و تحقيق التفوق في قطاعات عديدة ‪ ،‬و هذا ما نحاول تناوله في‬
‫مداخلتنا هذه لإلجابة على اإلشكالية التالية ‪ :‬ما هي التجارب‬
‫العربية الرائدة في مجال التميز في األداء ‪ ،‬خاصة‬
‫ونحن نعلم أن أهمية ودرجة تقدم أي دولة تقاس‬
‫بمقدرتها على إدارة األداء ؟‬
‫يعرف األداء على أنه ‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫‬‫‬‫‪-‬‬
‫عبارة عن النتائج النهائية لألعمال والفعاليات التي‬
‫تقوم بها المنظمة والتي عندها ُتحدد المعايير ويتم مقارنتها‬
‫بالنتائج المتحققة‪.‬‬
‫إنجاز األهداف التنظيمية باستخدام الموارد بكفاءة وفعالية ‪.‬‬
‫ذلك النشاط الشمولي المستمر والذي يعكس نجاح المنظمة‪.‬‬
‫قدرة المنظمة على تحقيق أهدافها من خالل استخدام‬
‫الموارد المتاحة بطريقة كفؤة و فعالة‪.‬‬
‫األداء المتميز‪:‬‬
‫مبادئ و فلسفة‬
‫• يعتمد التميز في األداء على‬
‫الجودة الشاملة ‪.‬‬
‫• ال يتحقق التمايز إال إذا عم االلتزام بالجودة في جميع‬
‫مستويات األداء‪.‬‬
‫• يساعد المنظمة على تحقيق أهدافها اإلستراتيجية ‪.‬‬
‫تجارب عربية في تطوير األداء المتميز للقطاع الحكومي‪:‬‬
‫قامت مجموعة من الدول العربية بمبادرات إما جماعيا‬
‫أو فرديا لتطوير األداء لدى منظماتها الحكومية‪ ،‬من‬
‫اجل تحقيق التميز للخدمات التي تقدمها ‪ .‬و تشير‬
‫األدبيات ونتائج الدراسات بان الجوائز التشجيعية من‬
‫أهم الحوافز التي تدفع بالقائمين على األجهزة الحكومية‬
‫لتقديم أفضل الخدمات من خالل رفع اإلنتاجية وتقديم‬
‫أفضل الخدمات للمستفيدين منها‪.‬‬
‫مبادرة اإلدارة الرشيدة لخدمة التنمية في الدول العربية‪:‬‬
‫هذه المبادرة أطلقتها الجامعة العربية سنة ‪2005‬‬
‫باألردن بالتعاون مع منظمة التعاون االقتصادي و‬
‫التنمية من اجل تحقيق جملة من األهداف لتنمية‬
‫الحكم الصالح و الرفع من اداء اجهزتها‪.‬‬
‫و ترتكز المبادرة على ثالث محاور رئيسية لإلصالح‬
‫و هي ‪ :‬اإلدارة‪ ،‬المالية‪ ،‬والقضاء ‪.‬‬
‫وتستند بذلك إلى ستة دعائم‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫الخدمة المدنية والنزاهة‬
‫الحكومة اإللكترونية‪ ،‬تبسيط اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬و اإلصالح‬
‫التنظيمي‬
‫إدارة األموال العامة‬
‫تقديم الخدمات العامة‪ ،‬والشراكة بين القطاعين العام و الخاص‪،‬‬
‫واإلصالح التنظيمي‬
‫دور القضاء وتنفيذ األحكام‬
‫المواطنون‪ ،‬المجتمع المدني‪ ،‬وإصالح القطاع العام في المنطقة‬
‫العربية‬
‫و منذ ذلك التاريخ إلى يومنا الحالي‪ ،‬اجتمعت عدة فرق‬
‫عمل موزعة على «مجموعة عمل الخدمة المدنية والنزاهة»‪،‬‬
‫«مجموعة عمل الحكومة اإللكترونية وتبسيط اإلجراءات‬
‫اإلدارية»‪« ،‬مجموعة عمل إدارة المال العام»‪ ،‬و «مجموعة‬
‫عمل الشراكة بين القطاعين العام و الخاص و اإلصالح‬
‫القضائي“‪ ،‬من خالل عقد أكثر من ‪ 30‬مؤتمر‪ ،‬و لقاء و‬
‫اجتماع بين الدول العربية و مشاركات المنظمات الراعية‬
‫للمبادرة في المحاور ‪ 06‬المعتمدة و في مناطق مختلفة من‬
‫الوطن العربي‪ ،‬و الهدف هو إصالح اإلدارة العمومية و تطوير‬
‫خدمات القطاع الحكومي‬
‫جائزة دبي لألداء الحكومي المتميز ‪:‬‬
‫برنامج دبي لألداء الحكومي المتميز أنشئ عام‬
‫‪ 1997‬وهو يسعى لتطوير أداء دوائر‬
‫دبي الحكومية بكافة عناصرها سواء في خدماتها‬
‫أو في إداراتها أو في تطوير وابتكار أساليب جديدة‬
‫إلدارتها وتطوير كوادرها الوظيفية وإبراز الطاقات‬
‫التي تتوفر فيها اإلمكانات القيادية ‪.‬وللبرنامج حوافز‬
‫منها جائزة سنوية تمنح ضمن احتفال يحضره‬
‫رجاالت وقيادات الدولة‪.‬‬
‫تقوم بتشجيع كافة الوحدات التنظيمية و الموظفين‬
‫على العمل وفق معايير التميز والجودة‪ ،‬وذلك وصوال‬
‫لتقديم الخدمة المثالية للمتعاملين والتفوق في خدمة‬
‫المجتمع من خالل اإلبداع في التخطيط االستراتيجي‪،‬‬
‫وتنمية الموارد البشرية و المالية و التقنية‪ ،‬و تطوير‬
‫العمليات و تبسيط إجراءاتها‪ ،‬و االستفادة القصوى من‬
‫التقنيات الحديثة كاإلنترنت وتطبيقات الحكومة االلكترونية‪،‬‬
‫كل ذلك ضمن بيئة عمل مساندة لالبتكار والتفوق سعيا‬
‫للوصول إلى أداء مؤسسي متميز ‪.‬‬
‫جائزة اإلمارات لألداء الحكومي المتميز ‪:‬‬
‫تم إنشاء برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي‪ ،‬و الذي يقوم على ‪:‬‬
‫* الرؤية‪ :‬أن تكون الموجه الرئيسي لتمكين القطاع الحكومي‬
‫بدولة اإلمارات العربية المتحدة من الريادة و التميز في‬
‫األداء‪.‬‬
‫* الرسالة‪ :‬تحقيق التفوق في نتائج أداء القطاع الحكومي‬
‫وموارده البشرية بالدولة من خالل تطبيق نموذج عالمي للتميز‬
‫وإطالق مجموعة متنوعة ومستمرة من المبادرات التطويرية‪،‬‬
‫بما يعزز ثقافة اإلبداع والوالء والتميز لدى كافة موظفي القطاع‬
‫الحكومي‪.‬‬
‫ تجذير فكر وثقافة التميز والجودة في القطاع الحكومي وتعميق الوعي بمفاهيم‬‫وتطبيقات الجودة الشاملة‪.‬‬
‫ االرتقاء بأداء وخدمات القطاع الحكومي بالدولة‪ ،‬وتعزيز قدراته ونتائج أدائه‬‫وتطوير منهجياته وأساليب عمله بالتركيز على متلقي الخدمة وبما يفوق توقعاتهم‪.‬‬
‫ تشجيع روح التعاون والشراكة اإليجابية بين الوزارات و الجهات الحكومية‬‫المختلفة وتحفيزها على التميز والتفوق في جميع المجاالت‪.‬‬
‫ توفير مرجعية إرشادية وأسس معيارية لقياس مدى التفوق في نتائج الخطط‬‫التنموية الشاملة للقطاع الحكومي بالدولة‪.‬‬
‫ تقدير الممارسات والتجارب المتميزة‪ ،‬والمبادرات التطويرية الهادفة واألداء‬‫المتميز في القطاع الحكومي‪.‬‬
‫ تكريم اإلنجازات المبدعة واألداء المتميز للموظفين وفرق العمل في القطاع‬‫الحكومي‪ ،‬وإطالق‬
‫جائزة الملك عبد هللا الثاني لتميز األداء الحكومي والشفافية‪:‬‬
‫تم إنشاء الجائزة في ‪ ،4/9/2002‬بهدف تعزيز دور‬
‫القطاع العام في خدمة المجتمع األردني بكافة قطاعاته‪،‬‬
‫عن طريق نشر الوعي بمفاهيم إدارة الجودة الشاملة‬
‫و األداء المتميز وإبراز الجهود المتميزة لمؤسسات‬
‫القطاع العام وعرض إنجازاتها في تطوير أنظمتها‬
‫وخدماتها‪ ،‬وبحيث تكون أرفع جائزة للتميز في القطاع‬
‫العام على المستوى الوطني‪.‬‬
‫وتهدف الجائزة إلى إحداث نقلة نوعية وتطوير في‬
‫أداء الوزارات و المؤسسات الحكومية في خدمة‬
‫المواطنين األردنيين والمستثمرين وتعزيز تنافسيتها‪،‬‬
‫عن طريق نشر الوعي بمفاهيم األداء المتميز واإلبداع‬
‫والجودة والشفافية ‪ ،‬كما تهدف إلى تجذير ثقافة‬
‫التميز‪ ،‬مع ضمان قيام القطاع الحكومي بالواجبات‬
‫والمهام الموكلة إليه على الوجه األكمل وبمستويات‬
‫عالية من الجودة والكفاءة واالحتراف ‪.‬‬
‫جائزة األمير محمد بن فهد لألداء الحكومي للمتميز‪:‬‬
‫تم إنشاءها من اجل رفع روح المنافسة بين المنظمات الحكومية‬
‫في المنطقة الشرقية للملكة العربية السعودية ‪،‬و تطوير األداء للوصول‬
‫إلى التميز بهدف تقديم خدمات أفضل للمستفيدين لتلبية احتياجاتهم‬
‫و لرفع حالة الرضا لديهم‪ ،‬فهي تهدف إلى تحقيق خدمات أفضل‬
‫للمستفيدين من قبل المنظمات الحكومية‪ ،‬من خالل القيادة الفعالة‬
‫المبدعة و التي تعتمد على التخطيط المسبق لتحقيق أهدافها‪ ،‬وتسعى‬
‫لتنمية مواردها وتطوير عملياتها وتسهل من إجراءاتها التنفيذية وتعمل‬
‫على توظيف تقنية المعلومات لتصل إلى أداء متميز‪.‬‬
‫فهي تهدف الى ‪:‬‬
‫ تطوير أداء قياداتها اإلدارية العليا‪.‬‬‫ زيادة الوعي لدى المنظمات الحكومية بأهمية التميز في األداء‪.‬‬‫ توظيف تقنية المعلومات في أداء عملياتها‪.‬‬‫ االرتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمستفيدين‪.‬‬‫ تفعيل التنظيم واإلجراءات اإلدارية‪.‬‬‫ تنمية الموارد البشرية‪.‬‬‫ تفعيل قنوات التواصل مع المجتمع‪.‬‬‫ زيادة الوعي لدى المنظمات الحكومية بأهمية بيئة العمل‪.‬‬‫ التأكيد على أهمية األخذ بمبادئ الثقافة واألخالقيات المهنية‪.‬‬‫‪ -‬االستغالل األفضل لإلمكانات‪.‬‬
‫جائزة أبو ظبي لألداء الحكومي المتميز ‪:‬‬
‫هي عبارة عن برنامج استحدثته دائرة األداء‬
‫الحكومي ‪ ،‬بهدف توفير خارطة طريق من طراز‬
‫عالمي تتبعها كافة األطراف المشاركة في نموذج‬
‫التميز للجائزة و المستفيدة منه‪.‬‬
‫كما يتسنى لمكتب الجائزة مساعدة كافة‬
‫المؤسسات الحكومية على وضع خططها اإلستراتيجية‬
‫بنا ًء على اإلستراتيجية الوطنية إلمارة أبو ظبي‪ ،‬و‬
‫ذلك باستخدام أدوات نموذج التميز‪.‬‬
‫و من األهداف التي تسعى إليها الجائزة ما يلي‪:‬‬
‫ العمل على االرتقاء بأداء المؤسسة و ممارساتها و قدراتها بنا ًء على‬‫نموذج ثابت و مؤكد للتميز ‪.‬‬
‫ تحقيق قيمة دائمة التحسن للعمالء و الزبائن الحكوميين و لجميع‬‫المعنيين و أصحاب المصالح اآلخرين ‪.‬‬
‫ تسهيـل أفضـل الممارسات و توصيلها لآلخرين و المشاركة فيها على‬‫الصعيدين الوطني و الدولي ‪.‬‬
‫ رفـع مستـويات الجـودة و تقلـيـل تكالـيف اإلنتـاج من خالل القضاء‬‫على التالف و الفاقد‪ ،‬و هكذا تحقيق حكومة خالية من الهدر و التبديد ‪.‬‬
‫هي عبارة عن برنامج استحدثته دائرة األداء‬
‫الحكومي ‪ ،‬بهدف توفير خارطة طريق من طراز‬
‫عالمي تتبعها كافة األطراف المشاركة في نموذج‬
‫التميز للجائزة و المستفيدة منه‪.‬‬
‫كما يتسنى لمكتب الجائزة مساعدة كافة‬
‫المؤسسات الحكومية على وضع خططها اإلستراتيجية‬
‫بنا ًء على اإلستراتيجية الوطنية إلمارة أبو ظبي‪ ،‬و‬
‫ذلك باستخدام أدوات نموذج التميز‪.‬‬
‫تحليل مبادرة اإلدارة الرشيدة لخدمة التنمية في الدول‬
‫العربية‪:‬‬
‫من ايجابيات هذه المبادرة ما يلي ‪:‬‬
‫ تهدف إلى تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية مستدامة من خالل تحسين إدارة‬‫الموارد البشرية في الخدمة المدنية‪،‬‬
‫ تهدف إلى تعزيز النزاهة والشفافية والمساءلة في تقديم الخدمات العامة‪،‬‬‫ تهدف إلى تقوية القدرة المؤسسية للوصول إلى إدارة اقتصادية فعالة وإدارة‬‫الموارد العامة بكفاءة‪،‬‬
‫ إقليمية المبادرة أي أنها مبادرة عربية نابعة من الدول العربية ذاتها(‪ 18‬دولة)‪.‬‬‫ تسهل العمل المشترك في المنطقة العربية إضافة إلى تعزيز الحاجة الستقراء‬‫الذات عما ينبغي فعله في ضوء ما كان مخططا له وما تم إنجازه في الماضي من‬
‫أجل إعداد أفضل للمستقبل‪،‬‬
‫ تسمح باالستمرار بطريقة منظمة‪ ،‬في رصد مدى التقدم الذي تم‬‫إحرازه ومقارنة اإلنجازات التي تحققت‬
‫ تسمح بحل المشكالت المشتركة من خالل االتصاالت و المناقشات‬‫المستمرة بين البلدان العربية المشاركة‪،‬‬
‫ تسمح بالشراكة بين البلدان العربية الملتزمة بالمبادرة‪ ،‬والدول‬‫األعضاء في منظمة التعاون االقتصادي والتنمية الملتزمة بالمبادرة‪.‬‬
‫ تدعم الجهود القومية الجارية وتشجعها بمساعدة الشركاء الدوليين‬‫واإلقليميين‪.‬‬
‫ تساهم المبادرة في تنسيق مختلف البرامج القومية و اإلقليمية‬‫وتعزز عملية تبادل الخبرة الفنية والتعاون لتحقيق التنمية‬
‫أما السلبيات التي يمكن تقديمها فهي‪:‬‬
‫ الطابع الطوعي للمبادرة ‪ ،‬أي أن الدول العربية هي التي تختار المشاركة‬‫ بما أن االجتماعات تخصصية فقد تم حذف أي حديث عن األبعاد األخرى للحكم‬‫الصالح ‪ ،‬لذا فان المبادرة تبقى ميتة ‪ ،‬و اجتماعات الفرق الستة تشبه اجتماعات‬
‫الجامعة العربية إلى حد كبير ‪،‬‬
‫ منذ بداية تطبيقها إلى يومنا الحالي لم تحقق المبادرة ما كان يتوقع منها و خير‬‫دليل أننا لم نستطع أن نطبق أكثر من ‪ %20‬مما جاء في كل محور ‪ ،‬و ترتيب‬
‫الدول العربية في أخر تقرير لألمم المتحدة فيما يتعلق بالحكم الصالح لسنة ‪2008‬‬
‫يؤكد ذلك ‪ ،‬فهناك تراجع لكثير من الدول األعضاء في الترتيب بالمقارنة مع‬
‫السنوات الماضية‪،‬‬
‫مما يدفعنا إلى طرح السؤال التالي ‪ :‬أذن أين ذهبت‬
‫تلك المجهودات منذ أكثر من ‪ 05‬سنوات من تطبيق‬
‫المبادرة؟‪.‬‬
‫لكن رغم كل هذا تعتبر التجربة جديرة باالهتمام‪ ،‬و‬
‫يمكن مع النوايا الصداقة الوصول إلى أحسن خدمات‬
‫للقطاع الحكومي في المستقبل لدى الدول العربية‬
‫األعضاء بالمبادرة‪.‬‬
‫تقييم الجوائز العربية لألداء المتميز للقطاع الحكومي‪:‬‬
‫ال يمكن هنا الحديث على التجربة الناجحة و‬
‫التجربة غير الناجحة ‪ ،‬أو حتى مقارنتها فيما‬
‫ناحية‬
‫بينها‪ ،‬الن التجارب تختلف من‬
‫النشاطات المغطاة من طرفها ‪ ،‬أو حجم الدولة‬
‫‪ ،‬أو حتى من ناحية وطنية أو محلية التجربة‬
‫‪ ،‬فمن التجارب التي أخذناها بعين‬
‫االعتبار هناك ‪:‬‬
‫ تجربتان تمثل تجارب دول و هي ‪ :‬جائزة اإلمارات‬‫لألداء الحكومي المتميز و جائزة الملك عبد هللا الثاني‬
‫لتميز األداء الحكومي و الشفافية ‪ :‬فتجربة األردن هنا‬
‫أقدم من اإلمارات و لها شوط كبير لكن كل من التجربتان‬
‫مهمة و تلعب دور كبير في تحفيز القطاع الحكومي على‬
‫التميز‪.‬‬
‫ أما التجارب الثالثة األخرى المتبقية فهي تمثل مناطق‬‫فقط في الدولة ‪ ،‬هي ‪ :‬دبي ‪ ،‬أبو ظبي و المناطق الشرقية‬
‫للملكة العربية السعودية‪ .‬فتجربة دبي هي األقدم و التي‬
‫قطعت شوط كبير جدا‪.‬‬
‫تعتمد هذه الجوائز على أساس إجراء تقييم ألداء‬
‫المنظمات بالمقارنة مع معايير محددة سلفاً‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإنه يتم تقييم أداء هذه المنظمات وفقا ً لدرجات‪ ،‬أو‬
‫عالمات مخصصة لكل عنصر من العناصر التي يجري‬
‫تقييمها ‪.‬‬
‫و من خالل دراسة هذه التجارب يمكن الحديث على‬
‫تجربتين رائدتين إلى حد اآلن و هي‪:‬‬
‫في النوع األول (الوطني)‪ ،‬تعتبر تجربة األردن‬
‫مهمة جدا و فريدة من نوعه ‪،‬فاستطاعت الجائزة‬
‫في فترة زمنية قصيرة أن تحدث نقلة نوعية‬
‫وتطوير في أداء الوزارات والمؤسسات الحكومية‬
‫في خدمة المواطنين األردنيين والمستثمرين‬
‫وتعزيز تنافسيتها‪ ،‬عن طريق نشر الوعي بمفاهيم‬
‫األداء المتميز واإلبداع والجودة والشفافية‪ ،‬و إلى‬
‫تجذير ثقافة التميز لدى مؤسسات الدولة‪.‬‬
‫فلقد استطاعت أن تضمن قيام القطاع الحكومي‬
‫بالواجبات والمهام الموكلة إليه على الوجه األكمل‬
‫وبمستويات عالية من الجودة والكفاءة واالحتراف‪،‬‬
‫ومن هنا فإن جائزة الملك عبد هللا الثاني لتميز‬
‫األداء الحكومي والشفافية جاءت لتعبر عن تقدير‬
‫األردن للمؤسسات الحكومية المتميزة في أدائها‬
‫وإنتاجيتها و خدماتها و مشاريعها و برامجها‬
‫وخططها وأساليب عملها‪ ،‬والموظفين المتميزين‬
‫في هذه المؤسسات‪.‬‬
‫لقد وفرت الجائزة مرجعية إرشادية وأسسا ً معيارية‬
‫لقياس مدى التقدم والتطور في أداء المؤسسات الحكومية‬
‫في األردن‪ ،‬وساهمت في تطوير القطاع الحكومي‬
‫واالرتقاء بمستوى أدائه‪ ،‬كما ساعدت في دعم برامج‬
‫التنمية و التخطيط االستراتيجي في هذه المؤسسات‬
‫الحكومية‪.‬‬
‫وحجم المشاركات كل سنة ‪ ،‬و حرص السلطات العليا‬
‫بالمملكة لحضور حفل تسليم الجوائز لدليل قاطع على‬
‫المكانة التي أصبحت تحتلها الجائزة في القطاع الحكومي‬
‫األردني‪ ،‬من اجل التمييز‪.‬‬
‫في النوع الثاني (المحلي) ‪ ،‬تعتبر تجربة دبي‬
‫أحسن تجربة عربية منذ تأسيسها‪ ،‬و خير دليل‬
‫على نجاح هذه الجائزة هي حصولها مؤخرا‬
‫على تكريم وشهادة تقدير من منطقة الشرق‬
‫األوسط للجودة‪ ،‬بسبب إسهامها في نشر ثقافة‬
‫الجودة و التميز ليس على مستوى دبي ودولة‬
‫اإلمارات العربية المتحدة فحسب‪ ،‬بل على مستوى‬
‫الدول العربية األخرى التي أنشأت هي أيضا جوائز‬
‫مماثلة‪.‬‬
‫فبرنامج الجائزة دفع أداء المؤسسات الحكومية نحو‬
‫مزيد من التطور والكفاءة‪ ،‬من خالل نجاحه في تكريس‬
‫مفاهيم الجودة الشاملة كأحد أهم محركات التطوير‬
‫المؤسسي في الدوائر الحكومية في دبي‪ .‬كما قدم تجربة‬
‫واقعية وعملية ناجحة في تطوير القطاع الحكومي‪ ،‬حيث‬
‫باتت تأثيراته واقعا ً ملموسا ً يدركه أي مواطن أو مقيم أو‬
‫زائر لدبي أو متعامل مع الدوائر الحكومية‪ ،‬حيث تجسدت‬
‫هذه التأثيرات في تطور أداء الدوائر وتحسن خدماتها‬
‫حتى أصبحت تتفوق في العديد من الحاالت أدا ًء وممارسة‬
‫على مؤسسات القطاع الخاص‪.‬‬
‫و قال عبد اللطيف حجازي‪ ،‬مدير إدارة‬
‫الجودة بسلطة منطقة دبي الحرة‬
‫للتكنولوجيا واإلعالم ‪ ،‬و المسئول عن‬
‫فريق العمل المعني بشهادة األيزو ‪9001‬‬
‫" إن جائزة دبي لألداء الحكومي المتميز‬
‫تحمل أهمية نوعية كمحرك الدفع األول‬
‫للتطوير النموذجي لمبادئ الجودة الشاملة‬
‫في دبي" ‪.‬‬
‫الجوائز العربية استطاعت أن تحقق ما يلي ‪:‬‬
‫ أن المعايير الموضوعة في الجوائز هي معايير دولية‬‫ برامج الجوائز ساهمت خالل السنوات الماضية في غرس ثقافة‬‫جديدة للعمل الحكومي تكريسا لإليمان بأهمية االستثمار في رفع‬
‫كفاءة العاملين وحفز الدوائر والمؤسسات الحكومية على توفير‬
‫المقومات الكفيلة بإطالق الطاقات اإلبداعية لديهم‪.‬‬
‫ رفعت الوعي لدى المسئولين و العاملين‬‫‪ -‬شجعت المنظمات على تقديم وتطبيق عمليات تطوير إدارة‪.‬‬
‫الجودة الشاملة بالمنظمة‪ ،‬من خالل تقديم خدمات حكومية مميزة‪.‬‬
‫اما ما يعاب على هذه الجوائز هو محليتها أي‬
‫غياب البعد القومي فيها مما يفقدها الى‬
‫التنافسية العربية و العالمية ‪.‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫فالجوائز العربية للتميز هي محاولة جادة من هذه الدول للرفع‬
‫من مستوى الخدمات التي يقدمها القطاع العام العربي‪ ،‬فرغم‬
‫حداثة التجربة إال أنها حققت نتائج مقبولة على العموم ‪ ،‬و‬
‫أصبح التنافس بين القطاعات المختلفة للمشاركة فيها شديد‬
‫من اجل الفوز بهذه الجائزة ‪ ،‬و بالتالي التميز على سائر‬
‫المؤسسات األخرى‬
‫لكن إذا تضافرت الجهود الوطنية إلى جهود‬
‫عربية إقليمية من خالل إنشاء جائزة للوطن‬
‫العربي للتميز ‪ ،‬فسوف تشتد المنافسة بين‬
‫المؤسسات العربية الحكومية فيما بينها ‪ ،‬و‬
‫سوف تتكامل مع المبادرة العربية "اإلدارة‬
‫الرشيدة لخمة التنمية في الوطن العربي " و‬
‫سوف تقدم خدمات ذات جودة رفيعة للمواطن‬
‫العربي‪.‬‬
‫و من النتائج التي يمكن الوقوف عليها في هذا الجانب ما يلي ‪:‬‬
‫ أن أغراض معايير األداء المتميز تتمثل في كونها ُتع ُد األساس‬‫في إجراء التقييم الذاتي التنظيمي وفي المشاركة في جوائز‬
‫الجودة وفي تزويد المنظمات بالتغذية العكسية عن أدائها‪.‬‬
‫ أن معايير األداء المتميز لها ثالثة أدوار مهمة من حيث أنها‬‫تساعد في تحسين ممارسات وتطبيقات األداء التنظيمي والقابليات‬
‫والنتائج التنظيمية ‪ ،‬وتسهل االتصال والمشاركة في الممارسات‬
‫والتطبيقات بين المنظمات على اختالف أنواعها‪ ،‬وتعمل كأداة‬
‫عاملة لفهم وإدارة األداء وتوجيه التخطيط التنظيمي‪.‬‬
‫ أن معايير األداء المتميز مصممة لمساعدة المنظمات في‬‫استخدام مدخل متكامل إلدارة األداء التنظيمي والتي تؤدي إلى‬
‫تحسين القيمة للزبائن وأصحاب المصالح‪ ،‬و تسهم في‬
‫االستدامة التنظيمية والتحسين الكلي للفاعلية التنظيمية‬
‫والقدرات والتعلم التنظيمي والشخصي‪.‬‬
‫ أجمعت أغلب األدبيات اإلدارية على ضرورة أن تأخذ‬‫المنظمات بمبادرة اعتماد معايير األداء التنظيمي المتميز‪ ،‬بعد‬
‫أن حققت عدد من المنظمات وبشكل خاص اإلنتاجية نجاحات‬
‫متميزة عبر التزامها بهذه المعايير وببرامج التحسين‬
‫في جودة منتجاتها‪.‬‬
‫يمكن أن نقدم جملة من التوصيات‪ ،‬و هي‪:‬‬
‫ تثمين مبادرة اإلدارة الرشيدة لخدمة التنمية في الدول العربية و‬‫تفعيلها بشكل يجعلها تحقق الفعالية المرجوة للقطاع الحكومي‪.‬‬
‫ تثمين التجارب العربية خاصة منها تجارب الدول الخليجية في مجال‬‫التميز للقطاع الحكومي‪.‬‬
‫ صياغة نموذج عربي فيما يتعلق بالتسيير اإلداري‪.‬‬‫ إنشاء الجائزة العربية للتميز للقطاع الحكومي‪.‬‬‫ تحديد مفهوم عربي موحد لمفهوم األداء و التميز‬‫ تحديد مؤشر عربي موحد لقياس األداء‪.‬‬‫‪ -‬ربط الخدمة الحكومية بالجودة فقط ‪.‬‬
‫و في االخير نشكركم على حسن االستماع‬
‫و السالم عليكم و رحمة هللا و بركاته‬