نهاية العظماء النبي علية الصالة والسالم علي بن ابي طالب عثمان بن عفان عمر بن الخطاب أبو بكر أبو الدرداء أبو ذر الغفاري بالل بن رباح معاذ بن جبل عبدهلل.

Download Report

Transcript نهاية العظماء النبي علية الصالة والسالم علي بن ابي طالب عثمان بن عفان عمر بن الخطاب أبو بكر أبو الدرداء أبو ذر الغفاري بالل بن رباح معاذ بن جبل عبدهلل.

‫نهاية العظماء‬
‫النبي علية الصالة والسالم‬
‫علي بن ابي طالب‬
‫عثمان بن عفان‬
‫عمر بن الخطاب‬
‫أبو بكر‬
‫أبو الدرداء‬
‫أبو ذر الغفاري‬
‫بالل بن رباح‬
‫معاذ بن جبل‬
‫عبدهلل بن عمر‬
‫الحسن بن علي‬
‫عبدهلل بن مسعود‬
‫سلمان الفارسي‬
‫عبدهلل بن مبارك‬
‫سعد بن الربيع‬
‫االمام الشافعي‬
‫عمر بن العاص‬
‫الخليفة المأمون‬
‫الحسن البصري‬
‫محمد بن سيرين‬
‫عبادة ابن الصامت‬
‫عبد الملك بن مروان‬
‫هارون الرشيد‬
‫الخليفة المعتصم‬
‫الفضيل بن عياض‬
‫عمر بن عبد العزيز‬
‫هشام بن عبد الملك‬
‫ابو موسى االشعري‬
‫معاوية بن ابي سفيان‬
‫أبو بكر الصديق‬
‫لما احتضر أبو بكر الصديق رضي هللا عنه وأرضاه حين وفاته قال ‪ :‬و جاءت سكرة‬
‫الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد‪.‬‬
‫و قال لعائشة‪:‬‬
‫انظروا ثوبي هذين ‪ ,‬فاغسلوهما و كفنوني فيهما ‪ ,‬فإن الحي أولى بالجديد من الميت‪.‬‬
‫و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي هللا عنه قائال‪:‬‬
‫إني أوصيك بوصية ‪ ,‬إن أنت قبلت عني ‪ :‬إن هلل عز و جل حقا بالليل ال يقبله بالنهار‬
‫‪ ,‬و إن هلل حقا بالنهار ال يقبله بالليل ‪ ,‬و إنه ال يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة ‪ ,‬و إنما‬
‫ثقلت موازين من ثقلت موازينه في اآلخرة بإتباعهم الحق في الدنيا ‪ ,‬و ثقلت ذلك‬
‫عليهم ‪ ,‬و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيال ‪ ,‬و إنما خفت موازين من خفت‬
‫موازينه في اآلخرة باتباعهم الباطل ‪ ,‬و خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع‬
‫فيه الباطل أن يكون خفيفا ‪.‬‬
‫عمر بن الخطاب‬
‫ولما طعن عمر‬
‫‪..‬جاء عبدهللا بن عباس ‪ ,‬فقال ‪ : ..‬يا أمير المؤمنين ‪ ,‬أسلمت حين كفر الناس ‪ ,‬و جاهدت مع‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه و سلم حين خذله الناس ‪ ,‬و قتلت شهيدا و لم يختلف عليك اثنان ‪ ,‬و‬
‫توفي رسول هللا صلى هللا عليه و سلم و هو عنك راض‪.‬‬
‫فقال له ‪ :‬أعد مقالتك فأعاد عليه ‪ ,‬فقال ‪ :‬المغرور من غررتموه ‪ ,‬و هللا لو أن لي ما طلعت عليه‬
‫الشمس أو غربت الفتديت به من هول المطلع ‪.‬‬
‫و قال عبدهللا بن عمر ‪ :‬كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬ضع رأسي على األرض‪.‬‬
‫فقلت ‪ :‬ما عليك كان على األرض أو كان على فخذي ؟!‬
‫فقال ‪ :‬ال أم لك ‪ ,‬ضعه على األرض فقال عبدهللا ‪ :‬فوضعته على األرض ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز وجل‬
‫عثمان بن عفان‬
‫أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي هللا عنه و أرضاه‬
‫قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته‪:‬‬
‫ال إله إال أنت سبحانك إني كنت من الظالمين‪.‬‬
‫اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي‪.‬‬
‫ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفال ‪ .‬ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها‬
‫هذه وصية عثمان‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪.‬‬
‫عثمان بن عفان يشهد أن ال إله إال هللا و حده ال شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة‬
‫حق ‪ .‬و أن هللا يبعث من في القبور ليوم ال ريب فيه إن هللا ال يخلف الميعاد ‪ .‬عليها يحيا و عليها‬
‫يموت و عليها يبعث إن شاء هللا ‪.‬‬
‫علي بن أبي طالب‬
‫أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي هللا عنه‬
‫بعد أن طعن علي رضي هللا عنه‬
‫قال ‪ :‬ما فعل بضاربي ؟‬
‫قالو ‪ :‬أخذناه‬
‫قال ‪ :‬أطعموه من طعامي ‪ ,‬و اسقوه من شرابي ‪ ,‬فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي ‪ ,‬و إن أنا مت‬
‫فاضربوه ضربة واحدة ال تزيدوه عليها‪.‬‬
‫ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال ‪ :‬ال تغالي في الكفن فإني سمعت رسول هللا صلى هللا عليه و‬
‫سلم يقول ‪ :‬التغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا‬
‫و أوصى ‪ :‬إمشوا بي بين المشيتين ال تسرعوا بي ‪ ,‬و ال تبطئوا ‪ ,‬فإن كان خيرا عجلتموني إليه ‪,‬‬
‫و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم‬
‫معاذ بن جبل‬
‫معاذ بن جبل رضي هللا عنه و أرضاه‬
‫الصحابي الجليل معاذ بن جبل ‪ ..‬حين حضرته الوفاة‪..‬‬
‫و جاءت ساعة اإلحتضار ‪ ..‬نادى ربه ‪ ...‬قائال‪.. :‬‬
‫يا رب إنني كنت أخافك ‪ ,‬و أنا اليوم أرجوك ‪ ..‬اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري‬
‫األنهار ‪ ,‬و ال لغرس األشجار ‪ ..‬و إنما لظمأ الهواجر ‪ ,‬و مكابدة الساعات ‪ ,‬و مزاحمة العلماء‬
‫بالركب عند حلق العلم‪.‬‬
‫ثم فاضت روحه بعد أن قال ‪:‬ال إله إال هللا‪...‬‬
‫روى الترمذي أن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم قال ‪ : ..‬نعم الرجل معاذ بن جبل‬
‫و روى البخاري أن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم قال ‪ :‬أرحم الناس بأمتي أبوبكر ‪ ....‬إلى أن‬
‫قال ‪ ...‬و أعلمهم بالحالل و الحرام معاذ‬
‫بالل بن رباح‬
‫بالل بن رباح رضي هللا عنه و أرضاه‬
‫حينما أتى بالال الموت ‪ ..‬قالت زوجته ‪ :‬وا حزناه ‪..‬‬
‫فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت ‪ ..‬و قال ‪ :‬ال‬
‫تقولي واحزناه ‪ ,‬و قولي وا فرحاه‬
‫ثم قال ‪ :‬غدا نلقى األحبة ‪..‬محمدا و صحبه ‪.‬‬
‫أبو ذر الغفاري‬
‫أبو ذر الغفاري رضي هللا عنه و أرضاه‬
‫لما حضرت أبا ذر الوفاة ‪ ..‬بكت زوجته ‪ ..‬فقال ‪ :‬ما يبكيك ؟‬
‫قالت ‪ :‬و كيف ال أبكي و أنت تموت بأرض فالة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا‪...‬‬
‫فقال لها ‪ :‬ال تبكي و أبشري فقد سمعت النبي صلى هللا عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم ‪:‬ليموتن رجل منكم بفالة من األرض‬
‫يشهده عصابة من المؤمنين‬
‫و ليس من أولئك النفر أحد إال و مات في قرية و جماعة ‪ ,‬و أنا الذي أموت بفالة ‪ ,‬و هللا ما كذبت و ال كذبت فانظري الطريق‬
‫قالت ‪:‬أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق‬
‫فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا ‪ :‬ما لك يا أمة هللا ؟‬
‫قالت ‪ :‬امرؤ من المسلمين تكفونه‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬من هو ؟‬
‫قالت ‪ :‬أبو ذر‬
‫قالوا ‪ :‬صاحب رسول هللا‬
‫ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث‬
‫و قال ‪ :‬أنشدكم باهلل ‪ ,‬ال يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا‬
‫فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من األنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى‬
‫و صلى عليه عبدهللا بن مسعود‬
‫فكان في ذلك القوم‬
‫رضي هللا عنهم أجمعين ‪.‬‬
‫أبوالدرداء‬
‫الصحابي الجليل أبوالدرداء رضي هللا عنه و أرضاه‬
‫لما جاء أبا الدرداء الموت ‪ ...‬قال‪:‬‬
‫أال رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟‬
‫أال رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟‬
‫أال رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟‬
‫ثم قبض رحمه هللا ‪.‬‬
‫سلمان الفارس ي‬
‫سلمان الفارسي رضي هللا عنه و أرضاه‬
‫بكى سلمان الفارسي عند موته ‪ ,‬فقيل له ‪ :‬ما يبكيك ؟‬
‫فقال ‪ :‬عهد إلينا رسول هللا صلى هللا عليه و سلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب ‪,‬‬
‫و حولي هذه األزواد‪.‬‬
‫و قيل ‪ :‬إنما كان حوله إجانة و جفنة و مطهرة !‬
‫اإلجانة ‪ :‬إناء يجمع فيه الماء‬
‫الجفنة ‪ :‬القصعة يوضع فيها الماء و الطعام‬
‫المطهرة ‪ :‬إناء يتطهر فيه‬
‫عبدهللا بن مسعود‬
‫الصحابي الجليل عبدهللا بن مسعود رضي هللا عنه‬
‫لما حضر عبدهللا بن مسعود الموت دعا إبنه فقال ‪ :‬يا عبدالرحمن بن‬
‫عبدهللا بن مسعود ‪ ,‬إني أوصيك بخمس خصال ‪ ,‬فإحفظهن عني‪:‬‬
‫أظهر اليأس للناس ‪ ,‬فإن ذلك غنى فاضل‪.‬‬
‫و دع مطلب الحاجات إلى الناس ‪ ,‬فإن ذلك فقر حاضر‪.‬‬
‫و دع ما تعتذر منه من األمور ‪ ,‬و ال تعمل به‪.‬‬
‫و إن إستطعت أال يأتي عليك يوم إال و أنت خير منك باألمس ‪ ,‬فافعل‪.‬‬
‫و إذا صليت صالة فصل صالة مودع ‪ ,‬كأنك ال تصلي بعدها‬
‫الحسن بن علي‬
‫الحسن بن علي سبط رسول هللا و سيد شباب أهل الجنة رضي‬
‫هللا عنه‬
‫لما حضر الموت بالحسن بن علي رضي هللا عنهما ‪ ,‬قال‪:‬‬
‫أخرجوا فراشي إلى صحن الدار ‪ ,‬فأخرج فقال‪:‬‬
‫اللهم إني أحتسب نفسي عندك ‪ ,‬فإني لم أصب بمثلها !‬
‫معاوية بن أبي سفيان‬
‫الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي هللا عنه‬
‫قال معاوية رضي هللا عنه عند موته لمن حوله ‪ :‬أجلسوني‪..‬‬
‫فأجلسوه ‪ ..‬فجلس يذكر هللا ‪ .. ,‬ثم بكى ‪ ..‬و قال‪:‬‬
‫اآلن يا معاوية ‪ ..‬جئت تذكر ربك بعد االنحطام و االنهدام ‪ ..,‬أما كان هذا و غض‬
‫الشباب نضير ريان ؟!‬
‫ثم بكى و قال‪:‬‬
‫يا رب ‪ ,‬يا رب ‪ ,‬ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي ‪ ..‬اللهم أقل العثرة و اغفر‬
‫الزلة ‪ ..‬و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و ال وثق بأحد سواك‪...‬‬
‫ثم فاضت رضي هللا عنه ‪.‬‬
‫عمرو بن العاص‬
‫الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي هللا عنه‬
‫حينما حضر عمرو بن العاص الموت ‪ ..‬بكى طويال ‪ ..‬و حول وجهه إلى الجدار ‪ ,‬فقال له إبنه ‪:‬ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول هللا ‪....‬‬
‫فأقبل عمرو رضي هللا عنه إليهم بوجهه و قال ‪ :‬إن أفضل ما نعد ‪ ...‬شهادة أن ال إله إال هللا ‪ ,‬و أن محمدا رسول هللا‪..‬‬
‫إني كنت على أطباق ثالث‪..‬‬
‫لقد رأيتني و ما أحد أشد بغضا لرسول هللا صلى هللا عليه و سلم مني ‪ ,‬و ال أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته ‪ ,‬فلو مت على تلك‬
‫الحال لكنت من أهل النار ‪.....‬‬
‫فلما جعل هللا اإلسالم في قلبي ‪ ,‬أتيت النبي صلى هللا عليه و سلم فقلت ‪ :‬إبسط يمينك فألبايعنك ‪ ,‬فبسط يمينه ‪ ,‬قال ‪ :‬فقضبت يدي‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬ما لك يا عمرو ؟‬
‫قلت ‪ :‬أردت أن أشترط‬
‫فقال ‪ :‬تشترط ماذا ؟‬
‫قلت ‪ :‬أن يغفر لي‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬أما علمت أن اإلسالم يهدم ما كان قبله ‪ ,‬و أن الهجرة تهدم ما كان قبلها ‪ ,‬و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟‬
‫و ما كان أحد أحب إلي من رسول هللا صلى هللا عليه و سلم و ال أحلى في عيني منه ‪ ,‬و ما كنت أطيق أن أمأل عيني منه إجالال له ‪ ,‬و لو‬
‫قيل لي صفه لما إستطعت أن أصفه ‪ ,‬ألني لم أكن أمأل عيني منه‪,‬‬
‫و لو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ‪,‬‬
‫ثم ولينا أشياء ‪ ,‬ما أدري ما حالي فيها ؟‬
‫فإذا أنا مت فال تصحبني نائحة و ال نار ‪ ,‬فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها ‪,‬‬
‫حتى أستأنس بكم ‪ ,‬و أنظر ماذا أراجع به رسل ربي ؟‬
‫أبو موس ى األشعري‬
‫الصحابي الجليل أبو موسى األشعري‬
‫لما حضرت أبا موسى ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬الوفاة ‪ ,‬دعا فتيانه ‪ ,‬و قال لهم‪:‬‬
‫إذهبوا فاحفروا لي و أعمقوا‪...‬‬
‫ففعلوا‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬اجلسوا بي ‪ ,‬فو الذي نفسي بيده إنها إلحدى المنزلتين ‪ ,‬إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين‬
‫ذراعا ‪ ,‬و ليفتحن لي باب من أبواب الجنة ‪ ,‬فألنظرن إلى منزلي فيها و إلى أزواجي ‪ ,‬و إلى ما أعد هللا عز و جل‬
‫منزلي‬
‫في الجنة مني اليوم إلى أهلي ‪ ,‬و ليصيبني من روحها و ريحانها‬
‫لي فيها من النعيم ‪ ,‬ثم ألنا أهدى إلى‬
‫حتى أبعث‪.‬‬
‫و إن كانت األخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضالعي ‪ ,‬حتى يكون أضيق من كذا و كذا ‪ ,‬و ليفتحن لي‬
‫باب من أبواب جهنم ‪ ,‬فألنظرن إلى مقعدي و إلى ما أعد هللا عز و جل فيها من السالسل و األغالل و القرناء ‪ ,‬ثم‬
‫ألنا إلى مقعدي من جهنم ألهدى مني اليوم إلى منزلي ‪ ,‬ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتى أبعث‬
‫سعد بن الربيع‬
‫سعد بن الربيع رضي هللا عنه‬
‫لما إنتهت غزوة أحد ‪ ..‬قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ :‬من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن‬
‫الربيع ؟‬
‫فدار رجل من الصحابة بين القتلى ‪ ..‬فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه ‪ ..‬فناداه ‪: ..‬‬
‫ماذا تفعل ؟‬
‫فقال ‪ :‬إن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم بعثني ألنظر ماذا فعلت ؟‬
‫فقال سعد ‪:‬‬
‫إقرأ على رسول هللا صلى هللا عليه و سلم مني السالم و أخبره أني ميت و أني قد طعنت إثنتي‬
‫عشرة طعنة و أنفذت في ‪ ,‬فأنا هالك ال محالة ‪ ,‬و إقرأ على قومي من السالم و قل لهم ‪ ..‬يا قوم‬
‫‪ ..‬ال عذر لكم إن خلص إلى رسول هللا صلى هللا عليه و سلم و فيكم عين تطرف ‪...‬‬
‫عبدهللا بن عمر‬
‫عبدهللا بن عمر رضي هللا عنهما‬
‫قال عبدهللا بن عمر قبل أن تفيض روحه‪:‬‬
‫ما آسى من الدنيا على شيء إال على ثالثة‪:‬‬
‫ظمأ ا لهواجر ومكابدةالليل و مراوحة األقدام بالقيام هلل عز و‬
‫جل‪,‬‬
‫و أني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت‬
‫و لعله يقصد الحجاج و من معه ‪.‬‬
‫عبادة بن الصامت‬
‫عبادة بن الصامت رضي هللا عنه و أرضاه‬
‫لما حضرت عبادة بن الصامت الوفاة ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أخرجوا فراشي إلى الصحن‬
‫ثم قال‪:‬‬
‫اجمعوا لي موالي و خدمي و جيراني و من كان يدخل علي‬
‫فجمعوا له ‪ ....‬فقال‪:‬‬
‫ن يومي هذا ال أراه إال آخر يوم يأتي علي من الدنيا ‪ ،‬و أول ليلة من اآلخرة ‪ ،‬و إنه ال أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو‬
‫بلساني شيء ‪ ،‬و هو والذي نفس عبادة بيده ‪ ،‬القصاص يوم القيامة ‪ ،‬و أحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إال‬
‫اقتص مني قبل أن تخرج نفسي‪.‬‬
‫فقالوا ‪ :‬بل كنت والدا و كنت مؤدبا‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟‬
‫قالوا ‪ :‬نعم‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬اللهم اشهد ‪ ...‬أما اآلن فاحفظوا وصيتي‪...‬‬
‫حرج على كل إنسان منكم أن يبكي ‪ ،‬فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا الوضوء ‪ ،‬ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي‬
‫ثم يستغفر لعبادة و لنفسه ‪ ،‬فإن هللا عز و جل قال ‪ :‬و استعينوا بالصبر و الصالة و إنها لكبيرة إال على الخاشعين ‪ ...‬ثم‬
‫أسرعوا بي إلى حفرتي ‪ ،‬و ال تتبعوني بنار ‪.‬‬
‫اإلمام الشافعي‬
‫اإلمام الشافعي رضي هللا عنه‬
‫دخل المزني على اإلمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه‬
‫فقال له ‪:‬كيف أصبحت يا أبا عبدهللا ؟!‬
‫فقال الشافعي‪:‬‬
‫أصبحت من الدنيا راحال‪ ,‬و لإلخوان مفارقا ‪ ,‬و لسوء عملي مالقيا ‪ ,‬و لكأس المنية شاربا ‪ ,‬و‬
‫على هللا واردا ‪ ,‬و ال أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها ‪ ,‬أم إلى النار فأعزيها ‪ ,‬ثم أنشأ‬
‫يقول‪:‬‬
‫و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي‬
‫جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما‬
‫تعاظـمــني ذنبــي فلـما قرنتـه‬
‫بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما‬
‫فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل‬
‫تجـود و تعـفـو منــة و تكـرمـا‬
‫الحسن البصري‬
‫الحسن البصري رضي هللا عنه و أرضاه‬
‫حينما حضرت الحسن البصري المنية‬
‫حرك يديه و قال‪:‬‬
‫هذه منزلة صبر و إستسالم‬
‫عبدهللا بن املبارك‬
‫عبدهللا بن المبارك‬
‫العالم العابد الزاهد المجاهد عبدهللا بن المبارك ‪ ,‬حينما جاءته الوفاة‬
‫إشتدت عليه سكرات الموت‬
‫ثم أفاق ‪ ..‬و رفع الغطاء عن وجهه و ابتسم قائال‪:‬‬
‫لمثل هذا فليعمل العاملون ‪ ....‬ال إله إال هللا ‪....‬‬
‫ثم فاضت روحه ‪.‬‬
‫الفضيل بن عياض‬
‫الفضيل بن عياض‬
‫العالم العابد الفضيل بن عياض الشهير بعابد الحرمين‬
‫لما حضرته الوفاة ‪ ,‬غشي عليه ‪ ,‬ثم أفاق و قال ‪:‬‬
‫وا بعد سفراه‪...‬‬
‫وا قلة زاداه !‪...‬‬
‫محمد بن سيرين‬
‫اإلمام العالم محمد بن سيرين‬
‫روي أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة ‪ ,‬بكى ‪ ,‬فقيل له ‪:‬‬
‫ما يبكيك ؟‬
‫فقال ‪ :‬أبكي لتفريطي في األيام الخالية و قلة عملي للجنة‬
‫العالية و ما ينجيني من النار الحامية ‪.‬‬
‫عمر بن عبدالعزيز‬
‫الخليفة العادل الزاهد عمر بن عبدالعزيز رضي هللا عنه‬
‫لما حضر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز الموت قال لبنيه و كان مسلمة بن عبدالملك‬
‫حاضرا‪:‬‬
‫يا بني ‪ ,‬إني قد تركت لكم خيرا كثيرا ال تمرون بأحد من المسلمين و أهل ذمتهم إال رأو لكم‬
‫حقا‪.‬‬
‫يا بني ‪ ,‬إني قد خيرت بين أمرين ‪ ,‬إما أن تستغنوا و أدخل النار ‪ ,‬أو تفتقروا و أدخل الجنة ‪,‬‬
‫فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي ‪ ,‬قوموا عصمكم هللا ‪ ...‬قوموا رزقكم هللا‪...‬‬
‫قوموا عني ‪ ,‬فإني أرى خلقا ما يزدادون إال كثرة ‪ ,‬ما هم بجن و ال إنس‪..‬‬
‫قال مسلمة ‪ :‬فقمنا و تركناه ‪ ,‬و تنحينا عنه ‪ ,‬و سمعنا قائال يقول ‪ :‬تلك الدار اآلخرة نجعلها‬
‫للذين ال يريدون علوا في األرض و ال فسادا و العاقبة للمتقين‬
‫ثم خفت الصوت ‪ ,‬فقمنا فدخلنا ‪ ,‬فإذا هو ميت مغمض مسجى‬
‫الخليفة املأمون‬
‫الخليفة المأمون أمير المؤمنين رحمه هللا‬
‫حينما حضر المأمون الموت قال‪:‬‬
‫أنزلوني من على السرير‪.‬‬
‫فأنزلوه على األرض‪...‬‬
‫فوضع خده على التراب و قال ‪:‬‬
‫يا من ال يزول ملكه ‪ ...‬إرحم من قد زال ملكه ‪...‬‬
‫عبدامللك من مروان‬
‫أمير المؤمنين عبدالملك من مروان رحمه هللا‬
‫يروى أن عبدالملك بن مروان لما أحس بالموت قال ‪ :‬ارفعوني على‬
‫شرف ‪ ,‬ففعل ذلك ‪ ,‬فتنسم الروح ‪ ,‬ثم قال ‪:‬‬
‫يا دنيا ما أطيبك!‬
‫إن طويلك لقصير‪...‬‬
‫و إن كثيرك لحقير‪...‬‬
‫و إن كنا منك لفي غرور ! ‪...‬‬
‫هشام بن عبدامللك‬
‫هشام بن عبدالملك رحمه هللا‬
‫لما أحتضر هشام بن عبدالملك ‪ ,‬نظر إلى أهله يبكون‬
‫حوله فقال ‪ :‬جاء هشام إليكم بالدنيا و جئتم له بالبكاء ‪,‬‬
‫ترك لكم ما جمع و تركتم له ما حمل ‪ ,‬ما أعظم مصيبة‬
‫هشام إن لم يرحمه هللا ‪.‬‬
‫الخليفة املعتصم‬
‫أمير المؤمنين الخليفة المعتصم رحمه هللا‬
‫قال المعتصم عند موته‪:‬‬
‫لو علمت أن عمري قصير هكذا ما فعلت ! ‪...‬‬
‫هارون الرشيد‬
‫أمير المؤمنين الخليفة الزاهد المجاهد هارون الرشيد رحمه‬
‫هللا‬
‫لما مرض هارون الرشيد و يئس األطباء من شفائه ‪ ...‬و أحس‬
‫بدنو أجله ‪ ..‬قال ‪ :‬أحضروا لي أكفانا فأحضروا له ‪..‬فقال‪:‬‬
‫احفروا لي قبرا‪...‬‬
‫فحفروا له ‪ ...‬فنظر إلى القبر و قال‪:‬‬
‫ما أغنى عني مالية ‪ ...‬هلك عني سلطانية ‪...‬‬
‫النبي عليه أفضل الصالة و أزكى السالم ‪...‬‬
‫اللحظات األخيرة على فراش موت النبي عليه أفضل الصالة و أزكى السالم‬
‫‪...‬‬
‫في يوم اإلثنين الثاني عشر من ربيع األول للسنة الحادية عشرة للهجرة‬
‫كان املرض قد أشتد برسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬و سرت أنباء مرضه‬
‫بين أصحابه ‪ ،‬و بلغ منهم القلق مبلغه ‪ ،‬و كان رسول هللا صلى هللا عليه و‬
‫سلم قد أوص ى أن يكون أبو بكر إماما لهم ‪ ،‬حين أعجزه املرض عن‬
‫الحضور إلى الصالة ‪.‬‬
‫و في فجر ذلك اليوم و أبو بكر يصلي باملسلمين ‪ ،‬لم يفاجئهم و هم يصلون إال رسول هللا‬
‫و هو يكشف ستر حجرة عائشة ‪ ،‬و نظر إليهم و هم في صفوف الصالة ‪ ،‬فتبسم مما رآه‬
‫منهم فظن أبو بكر أن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم يريد أن يخرج للصالة ‪ ،‬فأراد أن‬
‫يعود ليصل الصفوف ‪ ،‬و هم املسلمون أن يفتتنوا في صالتهم ‪ ،‬فرحا برسول هللا صلى‬
‫هللا عليه و سلم‬
‫فأشار إليهم رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬و أومأ إلى أبي بكر ليكمل الصالة ‪ ،‬فجلس‬
‫عن جانبه و صلى عن يساره ‪ .......‬و عاد رسول هللا إلى حجرته ‪ ،‬و فرح الناس بذلك‬
‫أشد الفرح ‪ ،‬و ظن الناس أن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم قد أفاق من وجعه ‪ ،‬و‬
‫إستبشروا بذلك خيرا ‪...‬‬
‫و جاء الضحى ‪ ..‬و عاد الوجع لرسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬فدعا‬
‫فاطمة ‪ ..‬فقال لها سرا أنه سيقبض في وجعه هذا ‪ ..‬فبكت لذلك ‪، ..‬‬
‫فأخبرها أنها أول من يتبعه من أهله ‪ ،‬فضحكت ‪...‬‬
‫و إشتد الكرب برسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ..‬و بلغ منه مبلغه ‪...‬‬
‫فقالت فاطمة ‪ :‬واكرباه ‪ ...‬فرد عليها رسول هللا قائال ‪ :‬ال كرب على أبيك بعد‬
‫اليوم‬
‫و أوص ى رسول هللا صلى هللا عليه و سلم وصيته للمسلمين و هو على فراش موته ‪:‬‬
‫الصالة الصالة ‪ ..‬و ما ملكت أيمانكم ‪ ......‬الصالة الصالة و ما ملكت أيمانكم ‪ ....‬و كرر‬
‫ذلك مرارا ‪......‬‬
‫و دخل عبد الرحمن بن أبي بكر و بيده السواك ‪ ،‬فنظر إليه رسول هللا ‪ ،‬قالت عائشة ‪:‬‬
‫آخذه لك ‪ ..‬؟ ‪ ،‬فأشار برأسه أن نعم ‪ ...‬فإشتد عليه ‪ ...‬فقالت عائشة ‪ :‬ألينه لك ‪...‬‬
‫فأشار برأسه أن نعم ‪ ...‬فلينته له ‪...‬‬
‫و جعل رسول هللا صلى هللا عليه و سلم يدخل يديه في ركوة فيها ماء ‪ ،‬فيمسح باملاء‬
‫وجهه و هو يقول ‪ :‬ال إله إال هللا ‪ ...‬إن للموت لسكرات‪...‬‬
‫و في النهاية ‪ ...‬شخص بصر رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ...‬و تحركت شفتاه قائال ‪:‬‬
‫‪ ....‬مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين ‪ ،‬اللهم إغفر‬
‫لي و إرحمني ‪ ...‬و ألحقني بالرفيق األعلى اللهم الرفيق األعلى‬
‫اللهم الرفيق األعلى‬
‫اللهم الرفيق األعلى‬
‫و فاضت روح خير خلق هللا ‪ ..‬فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها ‪ ..‬فاضت روح من أرسله‬
‫هللا رحمة للعاملين و صلى اللهم عليه و سلم تسليما ‪.‬‬
‫فاحسن القول والعمل واجعله خالصا لوجه هللا اهلل‬
‫وجزاكم هللا خيرا على التلطف بالقراءة‬
‫وال تنسوني من دعوة صادقة بظهر الغيب‬
‫وال تبخلوا على اخوانكم بارسالها اليهم‬
‫ا‬
‫لعلها توقظ نائما وتنبه غافال‬
‫العمل من جمع غيري‬