الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء , واملرسلين نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فقد جاءت هذه.

Download Report

Transcript الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء , واملرسلين نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فقد جاءت هذه.

Slide 1

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 2

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 3

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 4

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 5

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 6

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 7

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 8

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 9

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 10

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 11

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 12

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 13

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 14

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 15

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 16

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 17

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 18

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 19

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 20

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬


Slide 21

‫الحمد هلل رب العاملين والصالة والسالم على أشرف األنبياء ‪,‬واملرسلين نبينا محمد ‪,‬وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين أما بعد ‪:‬‬
‫فقد جاءت هذه الشريعة شريعة اإلسالم خاتمة الشرائع املنزلة من عند هللا بما فيه صالح أمر العباد في‬
‫املعاش واملعاد‪ ,‬ومن ذلك ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫الدعوة إلى كل فضيلة ‪,‬والنهي عن كل رذيلة ‪،‬وصيانة املرأة ‪,‬وحفظ حقوقها خالفا ألهل الجاهلية قديما‬
‫ً‬
‫‪,‬وحديثا الذين يظلمون املرأة ‪,‬ويسلبون حقوقها جهارا أو بطرق ماكرة ؛كالذين ّيدعون االهتمام بشؤون‬
‫املرأة ‪ْ ,‬‬
‫ويدعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية ؛لتلحق باملرأة الغربية الكافرة ‪ ،‬ويسندهم في ذلك أعداء‬
‫اإلسالم ّ‬
‫سيما في هذه األيام التي تتعرض فيها األمة اإلسالمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة‬
‫األمريكية لصدها عن دينها من خالل ما ّيدعونه من حقوق املرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫لذا أحببنا أن نتطرق إلى حقوق املرأة في اإلسالم‬

‫ً‬
‫ومنها‪-:‬أوال‪:‬‬
‫حقوقها اإلنسانية ‪,‬واملدنية‪-:‬‬
‫‪ /1‬حق املساواة في الخلق وانتفاء االعوجاج في أصل خلقتها‪.‬‬
‫‪ /2‬حق املساواة في االستخالف‪.‬‬
‫‪ /3‬حق املساواة في القيمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ /4‬املساواة في املسؤولية ‪,‬والجزاء‪.‬‬
‫‪ /5‬املساواة في الحقوق ‪,‬والواجبات‪.‬‬
‫‪ /6‬املساواة في الحياة ‪,‬والرعاية‪.‬‬
‫‪ /7‬املساواة في طلب العلم‪.‬‬
‫‪ /8‬حق ارتداء الحجاب ‪,‬وعدم االختالط‪.‬‬

‫حقوقها االجتماعية ‪,‬والزوجية‪- :‬‬
‫‪/1‬حقها في اختيار الزوج ‪,‬والنظر إليه‪.‬‬
‫‪ /2‬حقها في املهر ‪,‬وملكيتها له‪.‬‬
‫‪/3‬حقها في اشتراط عدم الزواج عليها‪.‬‬
‫‪/4‬حقها في نفقة الزوج عليها‪.‬‬
‫‪/5‬حقها في الخلع‪.‬‬
‫‪ /6‬حقها في الحضانة‪.‬‬
‫‪/7‬التشريعات الوقائية ؛لحماية املرأة ‪,‬واملجتمع ‪.‬‬
‫‪ /8‬الحجاب‪.‬‬
‫‪/9‬منع الخلوة ‪,‬واالختالط‪.‬‬
‫‪/10‬منع السفر بدون محرم‪.‬‬
‫‪ /11‬االستئذان عند دخول البيوت‪.‬‬

‫حقوقها املالية ‪,‬واالقتصادية‪- :‬‬
‫‪ /1‬كفالة حق العمل وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ /2‬أهليتها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ /3‬حقها في النفقة ‪,‬واملهر‪.‬‬
‫‪ /4‬حقها في امليراث‪.‬‬
‫‪ /5‬حقها في البيع ‪,‬والشراء‪.‬‬
‫حقوقها السياسية‪- :‬‬
‫‪ /1‬مشاركتها في االنتخاب‪.‬‬
‫‪ /2‬مشاركتها في الجهاد‪.‬‬
‫‪ /3‬أمانها للحربيين‪.‬‬
‫‪ /4‬الوالية الخاصة‪.‬‬
‫‪ /5‬حق الشورى‪.‬‬

‫حقوقها الدينية‪- :‬‬
‫‪ /1‬أهلية التكليف‪.‬‬
‫‪ /2‬املسؤولية ‪,‬والجزاء في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ /3‬الحدود والقصاص‪.‬‬
‫‪/4‬الدية ‪,‬والشهادة‬
‫فإذا شئنا أن نعرف كيف كرم اإلسالم املرأة ‪,‬وأنقذها مما كانت تعانيه ‪,‬وكيف فك‬
‫أسرها وخلصها من األغالل التي كانت في عنقها ‪,‬وقبل ذلك كيف منحها حق‬
‫اإلنسانية ؟‬
‫إذا أردنا أن نعرف ذلك ‪ ،‬فلننظر إلى حال املرأة في املجتمعات‪,‬والحضارات التي‬
‫سبقت اإلسالم لنرى الفرق الواضح والبون الشاسع بين نظرة اإلسالم إلى املرأة‬
‫ونظرة غيره إليها‪0‬‬

‫املرأة في الحضارة الصينية‪- :‬‬
‫كان الصينيون يعتبرون املرأة متاع يباع ويشترى ؛ فاملرأة مهانة ‪,‬ومستضعفة في كل األحوال فكانت البنت‬
‫طيلة حياتها خاضعة لثالث‪ :‬طاعات أبيها ‪,‬وزوجها‪,‬وأخيها في غياب أبيها أو ابنها في حالة غياب زوجها ‪ ،‬وإنها‬
‫ً‬
‫ً‬
‫التستحق تعليما وال تثقيفا ‪,‬وهذا حال املرأة الصينية والذي يمكن أن نلخصه في األتي ‪-:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هي مخلوق مكروه التستحق تعليما أو تقيفا‪ ,‬تابعه للرجل تقض ى عمرها في طاعته ‪,‬‬
‫محرومة من كافة حقوقها‪ ,‬محتقره ومهانة وضائعة ‪.‬‬

‫املرأة في الحضارة الهندية ‪- :‬‬
‫قاصرة مدى عمرها ‪,‬والتملك شيئا من أمرها‪ ,‬وكل حقوقها وأموالها منوطة بزوجها ‪ ,‬فإذا مات حكم عليها‬
‫باإلعدام‪ ,‬وأحرقت معه وكأنها قطعة منه ‪ ,‬وتابعة له ليس لها قيمة بدونه فال يصح أن تبقى على قيد‬
‫الحياة بعده ‪.‬‬

‫املرأة البابلية ‪,‬واآلشورية ‪:‬‬
‫كانت املرأة عند البابليين واآلشوريين مهانة مضطهدة مع إنكار قيمتها اإلنسانية ومكانتها اإلجتماعيه‬
‫ً‬
‫فاملرأة املتزوجة كانت املشاغل املنزلية تلقى على عاتقها فتكون حياتها جهادا مستمر بين زوجها وبيتها ‪.‬‬
‫إما النساء في الطبقات الغنية فكن محجبات حيث يكون لهن جناح خاص في‬
‫أما املنزل‬
‫الطبقات السفلى فلم تكن أكثر من أآلت لصنع األطفال‪,‬وكانت مكانتها ال تكاد‬
‫تفترق عن مكانة اإلماء ‪.‬‬

‫املرأة الفارسية ‪- :‬‬
‫كانت املرأة في بالد فارس حيث كانت التقاليد عند الفرس تعتبر املرأة مظهرا للتشاؤم ‪ ،‬وهى عندهم سبب‬
‫العذاب ووسيلة لهيجان الشر ‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينتج عن هذه النظرة الخطيرة تجاه املرأة كثير من الظلم‬
‫وألوان من التعذيب الذي عانت منه املرأة في بالد فارس ‪ ،‬ولم يقف األمر عند هذا الحد ؛بل كانت التقاليد‬
‫تعطى الزوج الحق في أن يتصرف فيها تصرف املال واملتاع وله أيضا سلطة قتلها ‪ ،‬وأما من ناحية التعامل‬
‫معها ؛كزوجة فإن ما ذكرناه يفسر لنا مدى االنحطاط النفس ي الذي كانت تعيشه املرأة الفارسية أضف‬
‫إلى ذلك ما كان معروفا عندهم من نظام تعدد الزوجات الذي لم يكن يقف عند حد معين ؛ بل كان‬
‫للزوج أن يعدد كما شاء‪,‬وإذا تجاوزنا نظرة أصحاب النظم الوضعية إلى قيمة املرأة عند أهل الشرائع‬
‫اإللهية الذين خالفوا فطرتهم ‪ ,‬وبدلوا دينهم ‪ ,‬وحرفوا كتبهم ‪ ,‬فإننا سنالحظ أن نظرتهم للمرأة كانت أكثر‬

‫املرأة الرومانية ‪- :‬‬
‫لم تكن املرأة أحسن حظا من املرأة اليونانية ‪ ,‬فالنظام األبوي لدى الرومان كان شديد الوطأة على االبن واالبنة على‬
‫السواء ‪ ,‬حيث السلطة على األسرة كلها بيد األب وحده ال يشاركه فيها أحد‪ ,‬وهى سلطة مطلقة‪ ,‬لكن االبن الذكر سرعان ما‬
‫يتحرر من هذه السلطة بوفاة أبيه فيصبح بذلك رب أسرة جديدة ‪ ,‬تضم أبناءه ‪ ,‬وبناته ‪ ,‬وأبناءهم ‪ ,‬أما املرأة فهي حبيسة‬
‫هذا الظلم إلى األبد؛ ألنها إن مات أبوها انتقلت السلطة إلى أخيها أو إلى زوجها إن هي تزوجت ‪ ،‬وبذلك تبقى أسيرة‬
‫مهضومة الحقوق طوال حياتها ‪.‬‬
‫ويحكى لنا التاريخ الروماني قصة مؤتمر كبير انعقد في " رومية " بحثت فيه شؤون املرأة ‪,‬وانتهى إلى هذه القرارات‪-:‬‬
‫‪ /1‬أن املرأة موجود ليس له نفس أي شخصية إنسانية ‪,‬ولهذا فإنها ال تستطيع أن تنال الحياة في اآلخرة‪0‬‬
‫‪ /2‬يحرم على املرأة أن تأكل اللحم وأن تضحك ‪ ،‬ويجب عليها أال تتكلم أيضا ‪ ،‬وفى سبيل ذلك كانوا يضعون على فمها قفال‬
‫ملنعها من التكلم‪0‬‬
‫‪ /3‬أن املرأة رجس‪0‬‬
‫‪ /4‬على املرأة أن تقض ى كل حياتها في طاعة األصنام وخدمة الزوج ‪.‬‬
‫‪:‬‬

‫املرأة اليونانية‪-:‬‬

‫كانت تسمى رجسا من الشيطان حيث كانوا يعتقدون أنها بعيدة عن رحمة هللا تعالى ‪ ،‬لحملها خطيئة حواء ‪ ،‬وهى لذلك‬
‫محرومة عندهم من كافة حقوقها املدنية ؛كالبيع ‪ ,‬واإلجارة والشركة ‪,‬وغير ذلك ‪ ,‬كما أنها محرومة من حق اإلرث ؛فاإلرث عندهم‬
‫للذكور دون اإلناث‪.‬‬
‫وبعض رموز فالسفتهم كان يصرح بأن املرأة شجرة مسمومة منظرها جميل ‪,‬ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حاال ؛ بل‬
‫وصل حالها عندهم أنهم كانوا يقدمونها قربانا لآللهة حينما تحل بهم النكبات ‪ ،‬لكي يحل عليهم رضا الرب ‪ ،‬ولم يسلم من ذلك‬
‫حتى بنات الحكام حيث حكم رئيس ديني عندهم يوما بتقديم ابنة " أجا ممنون " أحد أباطرة اليونان قربانا لآللهة‪,0‬ذا حال‬

‫املرأة املصرية ‪- :‬‬

‫ً‬
‫كانت املرأة املصرية في العصور القديمة أسعد حاال وأهنأ من بنات جنسها في األمم والحضارات القديمة‬
‫فقد خصت بمكانه مرموقة وخولتها امللك وحكمتها في األفراد والجماعات فحفظ املجتمع املصري لها الود‬
‫ً‬
‫ونصب لها التماثيل املختلفة تعظيما لشأنها‪,‬لقد تمتعت املرأة بعض الحقوق وخاصة املادية ‪,‬وأصبحت لها‬
‫ّ‬
‫شخصيتها األدبية ؛فهي لم تكن ُمهمله وال منبوذة وال محتقره ‪ ،‬ومع هذه املكانة التي احتلتها اإل أن الرجل‬
‫مقدم على املرأة في نظام الوراثة ‪.‬‬

‫املرأة في الديانات القديمة‬
‫املرأة اليهودية ‪- :‬‬

‫لعنة ينبغي التحرر منها ‪ ,‬واالبتعاد عنها ‪ ,‬وعدم ائتمانها على سر أو أمر عندهم وفى التوراة املحرفة لديهم جاء هذا النص " املرأة‬
‫أشد من املوت " ويعتقد اليهود أن حواء هي سبب شقاء البشرية ؛ألنها هي التي أغوت آدم على األكل من الشجرة ‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫عليه في التوراة ‪ ،‬حيث جاء فيها " الرب كان يمش ى في الجنة‪ ،‬فنادى يا آدم قال‪ :‬يا رب أنا عريان‪ ،‬قال الرب‪ :‬ما أعلمك بأنك‬
‫عريان؟ البد أنك أكلت من الشجرة ما حملك على هذا يا آدم؟ قال‪ :‬أغوتني حواء‪ .‬يا حواء ما حملك على هذا؟ قالت‪ :‬أغواني‬
‫الشيطان يا شيطان كيف دخلت الجنة؟ قال‪ :‬في قلب الحية فقال هللا للحية‪ ،‬أما إنك قد فعلت هذا وأنت فيها تعيشين وعلى‬
‫بطنك تزحفين‪ ،‬ومن ترابها تأكلين‪ ،‬جعلت العداوة بينك وبين بني آدم‪ ،‬فهو يرصد عقبيك وأنت ترصدي عقبه‪,‬وقال لحواء‪ :‬أما‬
‫إنك فعلت هذا‪ ،‬فإني أكثر عليك مشتقات الحمل والوالدة‪ ،‬وأجعل الرجل سيدا عليك إلى يوم القيامة‪ ،‬وقال آلدم أما إنك قد‬
‫فعلت هذا‪ ،‬فإنك ال تأكل رزقك إال بعرق جبينك " فهذا النص التوراتي بقدر ما يكشف لنا نظرة اليهود إلى أم اإلنسانية ‪ -‬تلك‬
‫النظرة اليهودية التي سحبت على جميع النساء بعد ذلك ‪ -‬بقدر ما يكشف اعتقاد اليهود في ربهم الذي صوروه تصويرا ماديا كأنه‬
‫مخلوق من املخلوقات يمش ى في الجنة ويحاور آدم وحواء والحية ‪ ،‬تعالى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪ .‬أما القرآن الكريم فيقرر في‬
‫ْ‬
‫س َكم ْث ِل ِه َش ْي ٌء َو ُه َو َّ‬
‫حق هللا تعالى أنه‪َ { :‬ل ْي َ‬
‫الس ِم ُيع ال َب ِص ُير} (الشورى‪ ) 11:‬ويتحدث القرآن عن خلق آدم وخلق حواء‪ ،‬فينسب‬
‫َِ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ َ َ َْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫العصيان إلى آدم فيقول‪ { :‬وعص ى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب علي ِه وهدى } ( طه‪ )121:‬ويعبر مرة أخرى ناسبا هذا الفعل‬
‫ل َ َ َّ َ َ َّ‬
‫الش َج َر َة َب َد ْت َل ُه َما َس ْو َء ُات ُه َما َو َط ِف َقا َي ْخص َفان َع َل ْيه َما من َو َرق ْال َج َّن ِة َو َن َاد ُاه َما َ ُّرب ُه َما َأ َل ْم َأ ْن َه ُكماَ‬
‫إليهما معا فيقو ‪}َ:‬فلما ذاقا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُ َ َّ َّ‬
‫الش ْي َط َ‬
‫ان َل ُك َما َع ُد ٌّو ُّمبين ٌ* َقاال َرَّب َنا َظ َل ْم َنا ِ َأ ُنف َسِ َنا َوإن َّل ْم َ ِت ْغف ْر َل َنا َو َت ْر َح ْم َنا َل َن ُك َون َّن منَ‬
‫عن ِتلكما الشجر ِة وأقل لكما ِإن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْال َخاسر َ‬
‫ين{‬
‫ِ ِ‬
‫القرآن الكريم أن املسؤ َولية مشتركة بين آدم ‪,‬وحواء في االستجابة إلغواء‬
‫)األعراف‪ )23 ، 22 :‬بل إنه يصرح في مواطن أخرى في‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫الش ْيط ُ‬
‫ان َع ْن َها فأخ َر َج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِيه} (البقرة ‪ )36 :‬بصيغة التثنية لإلشارة إلى‬
‫الشيطان فيما ارت ِكب من مخالفة قال تعالى‪ { :‬فأزلهما‬
‫كون الخطأ مشتركا بينهما فلماذا تتحمل حواء مسؤولية هذا الخطأ وحدها‪ 0‬ثم كيف تتوارثها عنها كل أنثى بعدها ؟ !!‬

‫املرأة النصرانية‪- :‬‬
‫وعند املسيحيين لم يكن أمر املرأة أحسن حاال منه عند اليهود ‪,‬وغيرهم ممن تحدثنا عنهم فهي عندهم تحمل لعنة أمها العليا‬
‫حواء إلى يوم القيامة ‪ ,‬وقد جاء التحذير منها على لسان كثير من أعالمهم القساوسة والقديسين ومن ذلك‪-:‬‬

‫‪/1‬يقول القديس تونوليان عن املرأة ‪ :‬إنها مدخل الشيطان إلى نفس اإلنسان ‪ ,‬ناقضة لقواميس هللا‪.‬‬
‫‪ /2‬ويقول القديس سوستام ‪ :‬إنها شر البد منه ‪ ,‬وآفة مرغوب فيها ‪ ,‬وخطر على األسرة والبيت ‪ ,‬ومصيبة ‪،‬‬
‫وطلية مموهة ‪.‬‬
‫‪/3‬وفى بعض اجتماعاتهم قرروا أن املرأة جسم خال من الروح فهي في عذاب جهنم‪,‬ولن تنجو امرأة من‬
‫هذا العذاب إال أم املسيح ‪.‬‬
‫‪ /4‬وقد عقدت طائفة الفريسيين منهم مؤتمرا قرروا فيه أن املرأة إنسان خلق لخدمة الرجل فحسب ‪.‬‬
‫‪ /5‬كان القانون اإلنجليزي املسيحي البروتستاتى حتى عام ‪ 1805‬م يبيح بيع الزوجات ‪.‬‬
‫‪ /6‬أما الثورة الفرنسية التي تفخر بها أوربا املسيحية ‪,‬وتعتبرها منطلق التحرر في العصر الحديث ‪ ,‬فإنها‬
‫اعتبرت املرأة إنسانا قاصرا ‪.‬‬

‫هذا أقص ى ماوصلت إليه املرأة املسيحية‬

‫من الحقوق‪.‬‬

‫حقوقها املدنية واالجتماعية‪:‬‬

‫الحقوق للمرأة في‬
‫اإلسالم‬

‫حقها كإنسان ( تقرير اإلسالم إلنسانيتها(‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ات‬
‫كرم هللا اإلنسان سواء كان ذكراً أو أنثى إلنسانيته قال تعالى ‪6﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِني آدم وحملناهم ِفي الب ِر والبح ِر ورزقناهم ِمن الط ِيب ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َ ْ ً‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫النصوص القرآنية بوصفه كونه إنسانا ً ال‬
‫قررتها‬
‫التي‬
‫اإلنسانية‬
‫الكرامة‬
‫تلك‬
‫ن‬
‫إ‬
‫ضيال ﴾‪[,‬اإلسراء ‪]70:‬‬
‫ف‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ن‬
‫ق‬
‫ل‬
‫خ‬
‫ن‬
‫م‬
‫م‬
‫ير‬
‫ث‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫وفضلناهم على ِ ٍ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫فرق في هذه الكرامة واستحقاقها بين ذكر وأنثى ‪ ،‬فكل أؤلئك بني اإلنسان ‪ .‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس اتقوا َرَّبك ُم ال ِذي خلقك ْم ِم ْن‬
‫َن ْفس َو َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫احد ٍة وخلق ِمنها زوج َها (‪[,‬النساء‪]1:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫جاء في تفسير قوله عز وجل قوالن ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يقصد بمنها من نفس آدم عليه السالم أي خلقت من ضلعه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬منها يقصد بها من مادة واحدة ‪,‬وهى المادة المهيأة لخلق البشر‪.‬‬
‫وقد أثبت القرآن إنسانيه المرأة ‪,‬وأنه ال فرق بينها ‪,‬والرجل حتى بناء المجتمع متماسكا ً قويا ً ‪,‬وليكون مجتمعا ً فاضالً تنعم فيه‬
‫والتي تقو ُل ‪َ :‬أن الخطيئة‬
‫المرأة ‪,‬والرجل بحقوقها كاملة ؛كما أن اإلسالم دفع عنها اللعنة التي الصقها بها رجال الديانات السابقة ‪,‬‬
‫اسك ْن أ ْن َت َو َز ْو ُجكَ‬
‫الكبرى كان سببها المرأة ( حواء) ‪,‬ولكن األمر كان موجها ً لهما معا ً وأيضا ً النهى كما قال تعالى ‪َ :‬‬
‫﴿و ُق ْل َنا َيا َآ َد ُم ْ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ً َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫َّ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫يه ﴾ ‪[,‬البقرة ‪]36:‬‬
‫الجنة وكال ِمن َها َرغدا حيث ِشئت َما وال تق َربا ه ِذ ِه الشج َرة فتكونا ِمن الظ ِ ِاملين ﴿‪ ﴾35‬فأزل ُه َما الشيطان عن َها فأخ َرج ُه َما ِم َّما كانا ِف ِ‬
‫أن المنهج اإلسالمي يتبع الفطرة في تقسيم الوظائف واألنصبة بين الرجال والنساء ‪,‬والفطرة جعلت الرجل رجالً والمرأة امرأة‬
‫وأودعت كل منهما خصائصه ؛ فاألخالق في التكوين والخصائص يقابله اختالف في التكليف والوظائف ‪ ،‬وقد تحدثت النصوص‬
‫القرآنية ‪,‬واألحاديث النبوية عن بعض خصائص المرأة منها ‪- :‬‬
‫الحياء – التنشئة في الحلية ‪,‬والضعف في الخصومة – الغيرة – الكيد‪.‬‬

‫حقها في الحياة‬

‫‪- :‬‬

‫أعطى اإلسالم المرأة حقها في الحياة ‪ ،‬والذي جعله حق لكل البشر ‪ ،‬فوضع له من التشريعات ما يحفظه‬
‫ويصونه؛فحارب التشاؤم بها والحزن لوالدتها ‪ ,‬وأنكر عليهم فعلتهم تلك الشنيعة ؛ بل وعاب عليهم ما كانوا يفعلونه‬
‫والتأنيب ‪.‬‬
‫بأسلوب التفريع‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫﴿و َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ات سبحانه ول ُهم ما يشت ُهون ﴿‪ ﴾57‬وإذا ب ِش َر أحدهم باألنثى ظ َّل وج ُهه مسودا وهو ك ِظ ٌ‬
‫ن‬
‫يم‬
‫ن‬
‫ب‬
‫ال‬
‫ه‬
‫ل‬
‫ل‬
‫و‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ج‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُِ‬
‫ُّ َ َ َ ِ َ َ َ َ ْ ُ ُ نَ‬
‫ُ‬
‫﴿‪َ ﴾58‬ي َت َو َارى م َن ْال َق ْوم م ْن ُسوء َما ُب ّش َر به َأ ُي ْمس ُك ُه َع َلى ُهون أ ْم َ‬
‫ُّ‬
‫اب أال ساء ما يحكمو ﴾ [النحل ‪, ]59:‬وقال‬
‫س‬
‫د‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ه‬
‫ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِ‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ ُ َِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وِإذا املو ُءودة س ِئلت ﴿‪ِ ﴾8‬بأ ّ ِي ذن ٍب ق ِتلت ﴾ [التكوير ‪,]9:‬ويهدد هللا عز وجل الذين يئدون بناتهم بأنه محرما ً قتلها‬
‫َّ َّ ْ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َّ‬
‫س ال ِتي َح َّر َم الل ُه ِإال ِبال َح ِ ّق ) [اإلسراء ‪, ]33:‬ونرى الضمانات التي‬
‫؛بل وقتل البشرية عموما ً قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النف‬
‫وضعها اإلسالم للمرأة بتحريم قتلها وإنكار التشاؤم من والدتها ‪ ،‬وأعطاها حقها في الحياة ؛كإنسان لتعيش حرة‬
‫كريمة كما أعطاها حقها في النفقة ‪,‬والرضاعة والحضانة ‪,‬والتربية‪.‬‬

‫حقها فى النفقة والرضاعة والحضانة والتربية‪- :‬‬
‫لقد جعل اإلسالم حوافز كثيرة لتربية البنت؛ ليكون ذلك دافعا ً لمحبتها والفرح بوالدتها ‪,‬وإحسان تربيتها‪.‬‬
‫مضمونه مكفولة وواجبه على والدة وهو اليزال جنينا ً في بطن‬
‫أنثى ويجعل نفقته‬
‫ذكراً أو‬
‫يرعى اإلسالم المولود – سواء كان‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ َّ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫أمه قال تعالى‪( :‬وِإن كن أوال ِت حم ٍل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )[الطالق‪, ]7:‬ويبين هللا عز وجل المدة التي تستحق األم‬
‫ِ َ ْ َ َ ِ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َُ‬
‫المرضعة النفقة‬
‫ود له‬
‫فيحددها ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬والو ِالدات ير ِضعن أوالدهن حولي ِن ك ِاملي ِن ِملن أراد أن ي ِتم الرضاعة وعلى املول ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِرزق ُه َّن َو ِك ْس َو ُت ُه َّن ِبامل ْع ُرو ِف ) [البقرة‪ , ]233 :‬كما يجعل اإلسالم للصغيرة ‪,‬والصغير حق الحضانة في حالة افتراق الوالدين الحتياجه‬
‫إلى من يرعاه ويحفظه ويقوم على شؤونه وتربيته‪.‬‬
‫قال الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من عال ابنتين أو ثالثا ‪ ،‬أو أختين أو ثالثا ‪ ،‬حتى يبن ‪ ،‬أو يموت عنهن ‪ ،‬كنت أنا ‪,‬وهو في‬
‫الجنة كهاتين ‪ ،‬وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها (صحيح ‪,‬وإن عناية اإلسالم بالمرأة تظهر واضحة كما تقدم ؛ فقد رعاها‬
‫اإلسالم جنينا ً ‪,‬ورضيعة ‪,‬وطفلة‪ ,‬وشابة‪ ,‬وزوجة ‪,‬وأما ً ‪.‬‬

‫حقها في التعليم‬

‫‪:‬‬

‫اإلسالمْ على العلم ويرفع‬
‫يحتل العلم في اإلسالم مكانه عاليه رفيعة فهو فرض الزم على كل مسلم‬
‫ويحث ُ ُ ْ‬
‫ومسلمة ْ َ َّ‬
‫َ ْ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ات) [املجادلة‪]11:‬‬
‫من قدر العلماء ويجعل لهم مكانة عالية رفيعة‪ ,‬قال تعالى‪( :‬يرف ِع الله ال ِذين آمنوا ِمنكم وال ِذين أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫ْ َْ‬
‫وألهمية العلم ‪,‬والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت ‪,‬على الرسول صلى هللا عليه وسلم كانت قوله تعالى ‪(:‬اقرأ‬
‫َ َّ َ ْ ْ َ َ َ‬
‫َ َّ َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫اسم َ ّب َك َّالذي َخ َل َق ﴿‪َ ﴾1‬خ َل َق ْاإل ْن َس َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اإلن َسان َما ل ْم َي ْعل ْم) [العلق ‪]5:‬‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫﴾‬
‫‪4‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ل‬
‫ق‬
‫ال‬
‫ب‬
‫م‬
‫ل‬
‫ع‬
‫ي‬
‫ذ‬
‫ال‬
‫﴾‬
‫‪3‬‬
‫﴿‬
‫م‬
‫ر‬
‫ك‬
‫ان ِم ْن َعل ٍق ﴿‪ ﴾2‬اقرأ وربك األ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِب ِ رِ‬
‫‪,‬ولما كانت الكتابة متممه للقراءة وعليها يقوم العلم فقد أشار إلى الكتابة بقوله ‪ ( :‬علم بالقلم) ( فالقلم كان وما يزال‬
‫أوسع وأعمق أدوات التعليم أثراً في حياة اإلنسان) ؛فبالقراءة والكتابة يتعلم اإلنسان مالم يعلمه‪.‬‬
‫المرأة مسؤولة عن صالتها‪ ,‬وصيامها ‪,‬وزكاة مالها ‪,‬وحجها‪ ,‬وتصحيح عقيدتها عن األمر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر ‪ ،‬وعن االستباق إلى الخير باإلضافة لذلك تشكل المرأة نصف المجتمع كانت المرأة محرومة من التعليم‬
‫فانتشرت األمية وكان اآلباء يمنعون البنات من القراءة والكتابة وإذا أراد األب تعليم أبنته كان يعلمها القراءة فقط أما‬
‫الكتابة فكانت ممنوعة بسبب زعم بعض الناس أن الدين يحول بين المرأة ‪,‬وبين العلم وال يجعل لها نصيبا ً ال في‬
‫العلوم الدينية وال الدنيوية ‪.‬‬
‫والحق أن حق المرأة كالرجل في تعليم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين ‪ ،‬واألخالق ‪ ،‬وقوانين الصحة‬
‫والتدبير وتربية العيال‪ ،‬أما عن العلوم التي تتعلمها المرأة أنقسم العلماء إلى فريقين‪-:‬‬
‫‪/1‬فريق قصر تعليمها على أمور دينها الضرورية باإلضافة إلى علوم تدبير المنزل ‪,‬وما يتعلق بوظيفتها كأم ‪.‬‬
‫‪/2‬ومن الناس من يرى أن تتعلم المرأة كل أنواع العلوم حتى ‪,‬ولو كان ذلك مخالفا ً لطبيعة تكوينها ‪,‬ومسؤوليتها في‬
‫الحياة‪.‬‬
‫لذا قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان ‪-:‬‬
‫‪/1‬فرض عين وهو الذي تصلح به عبادتها‪ ,‬وعقيدتها ‪,‬وسلوكها‪ ,‬وتربية أوالدها ‪.‬‬
‫‪/2‬فرض كفاية ‪,‬وهو ما تحتاج إليه األمة ؛كالطب ‪,‬والتمريض ‪.‬‬

‫حق اختيار الزوج ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫نالت املرأة من الحرية والكرامة في اإلسالم شيئا عظيما ‪ ،‬وإن من أسمى الحقوق التي نالتها حق اختيار زوجها ‪ ،‬حيث‬
‫أعطاها الحق في قبول أو رفض أي خاطب يتقدم لخطبتها ‪ ,‬وأن النكاح ال يصلح بدون رض ى املخطوبة ( عن أبى سلمه أن‬
‫أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر ‪ ،‬وال تنكح البكر حتى تستأذن ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ :‬أن تسكت) صحيح‪ .‬واألسباب الرئيسة للطالق كثيرة منها بسبب مخالفة أمر الرسول صلى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫هللا عليه وسلم في إعطاء املرأة حق اختيار زوجها ‪ ،‬ونرى أن للمرأة – ثيبا أوبكرا – كما الحرية في الرفض من ال تريده ‪,‬وال‬
‫حق ألبيها أو وليها أن يجبرها على من ال تريده ‪.‬‬

‫حق املرأة في العمل خارج البيت‪:‬‬
‫ً‬
‫َُ ْ ُ َ‬
‫اع َملوا ف َس َي َرى‬
‫اإلسالم دين العمل والجد واالجتهاد ودين البذل والعطاء ‪,‬وحث على العمل أيا كان نوعه في قوله تعالى‪ ( :‬وقل‬
‫ُ ُ ُْْ ُ َ‬
‫َّ ُ َ َ ُ‬
‫الله ع َملك ْم َو َر ُسوله َواملؤمنون )‪[ .‬التوبة ‪]105:‬‬

‫أن الناس في اإلسالم متساوون في حق العمل ‪,‬والكسب كما أعطى كل فرد الحق في أن يزاول أي عمل مشروع يروق له‬
‫‪,‬وتكون لديه الكفاية للقيام به ؛فعندما نادت الدعوة بخروج املرأة الغربية للعمل في كل امليادين دون استثناء بحجة تحرير‬
‫املرأة ومساواتها بالرجل ‪،‬وأخذ الناس في دول الشرق ومن ضمنها الدول اإلسالمية العربية ينادون بنفس الدعوة ‪،‬‬
‫ومتجاهلين أسمى خصائص املرأة ‪,‬ووظيفتها األساسية ودورها الطبيعي في الحياة ‪.‬‬
‫وكانت حجج أصحاب هذه الدعوة كثيرة إلقناع املرأة بالخروج إلى العمل في كل املجاالت منها ‪- :‬‬
‫ّ‬
‫·أن الرخاء ال يكون اإل بكثرة األيدى العاملة وبما أن املرأة نصف املجتمع ؛فان نصف املجتمع يعطل أذا لم تخرج للعمل‪.‬‬
‫·أن العمل يوسع أفاقها ومداركها ويزيد من ثقافتها ‪.‬‬
‫·العمل يزيد من دخل األسرة ‪.‬‬

‫الحق األدبي ( الحجاب)‪:‬‬
‫مكلفه ‪ ،‬فسلك‬
‫الحجاب حق أدبي للمرأة المسلمة منحها إياها اإلسالم ‪ ،‬وعندما جعل الحجاب على كل امرأة مسلمةُ‬
‫﴿ق ْل ل ْل ُم ْؤمنينَ‬
‫مع المرأة خطة المربى الحكيم ‪َ ,‬والطبيب الحازم المرشد المشفق ؛ فقد حدد اختالطها بالر‬
‫اإلسالم‬
‫ِ ِِ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫يغضوا ِمن أبصا ِر ِهم ويحفظوا فروجهم ذ ِلك أزكى لهم ِإن الله خ ِبير ِبما يصنعو ﴾ ‪[ .‬النور‪]30:‬‬
‫ض ْ‬
‫جال ورسم لذلك قواعد وقيود قال تعالى ‪َ ( :‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬
‫صاره َّن َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُرو َج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬
‫ين زي َن َت ُه َّن إ َّال ماَ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ُ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ين‬
‫ظهر ِمنها وليض ِربن ِبخم ِر ِهن على جي ِوب ِهن وال يب ِدين ِز تهن) ‪[ .‬النو ‪]31:‬‬
‫ففي هذه األيه المتقدمة يسامر هللا النساء بمجموعه من األاداب التي يجب عليها االلتزام بها ‪-:‬‬
‫‪ /1‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ /2‬حفظ الفروج من الزنا ‪.‬‬
‫‪ /3‬عدم إبداء الزينة لغير للمحارم‪.‬‬
‫‪ /4‬إخفاء بعض مواضع الزينة ‪.‬‬
‫ويتبن لنا أهمية الحجاب للمرأة المسلمة ووجوب اإللتزام به امتثاال ألمر هللا عز وجل ‪ ،‬ولم يحدد اإلسالم للمرأة‬
‫لباسا ً بعينه في الحجاب الذي تلبسه إذا خرجت من بيتها ‪,‬وتعرضت للرجال األجانب ؛ بل أعطاها الحرية في أن‬
‫تتحجب بأي نوع من اللباس إذا توفرت فيه الشروط التالية ‪- :‬‬
‫‪ /1‬أن يكون ساتراً بحيث يستوعب جميع البدن اإلّ ما أستثنى ‪.‬‬
‫‪/2‬أن يكون فضفاضا ً ‪,‬واليشف ‪.‬‬
‫‪ /3‬أن ال يكون متشابها ً للباس الرجل ‪.‬‬
‫‪ /4‬أن ال يكون معطراً والمنجراً ‪.‬‬

‫الحقوق الدينية‪:‬‬
‫أهليتها لتدين وتلقى التكاليف الشرعية يقرر اإلسالم أهلية المرأة للتدين ‪,‬وتلقى التكاليف الشرعية بنص القرآن‬
‫والسنة ؛ فالمرأة مكلفه كالرجل تماما ً ‪,‬وذلك في األمور اآلتية ‪- :‬‬
‫أوالً ‪ :‬أهلية التكليف المرأة أهل للتكليف الشرعي توفر شروط التكليف فيها ‪,‬وهى ‪ :‬اإلسالم – البلوغ – العقل ‪.‬‬
‫نداءات القرآن الكريم المكية ‪,‬والمدنية منها تشمل الرجال ‪,‬والنساء على حد سواء ‪.‬‬
‫آيات القرآن الكريم توضح مساواة الرجال ‪,‬والنساء في التكليف ‪.‬‬
‫الدعوة إلى هللا وأجبه على الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قيامها بالفرائض ‪,‬والنوافل ( الصالة ‪ ،‬الزكاة ‪ ،‬الصوم ‪ ،‬الحج) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المسؤولية ‪,‬والجزاء ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬موقفها الشرعي في الحدود ‪,‬والقصاص ‪.‬‬

‫الحقوق السياسية‬

‫اإلسالم دين الحق الذي ارتضاه هللا سبحانه وتعالى للبشرية‪ ،‬وينظر إلى المرأة ويعاملها على أنها أحد شقي اإلنسانية‬
‫‪،‬ويعلم أثرها في الحياة السياسية ‪ ،‬وأعطاها من الحقوق مايكفل لها حياة كريمة ‪,‬ومن تلك الحقوق ‪-:‬‬
‫*حق إبداء الرأي ‪:‬‬
‫الذي وضعه اإلسالم إلقامة‬
‫المجتمع َ اإلسالمي ‪,‬وهى األسلوب المثالي‬
‫الشورى أساس من األسس َّ األصلية‬
‫في َ ّ ْ َ َ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫﴿والذ َ‬
‫َ‬
‫مجتمع سليم قال تعالى َ‬
‫ُ‬
‫ين ْ‬
‫ُ‬
‫اس َتجابوا ِل ِرب ِهم وأقاموا الصالة وأمرهم شورى بينهم و ِمما رزقناهم ين ِفقو ﴾‪[.‬الشورى‪]83:‬‬
‫ِ‬

‫*حق الحماية والرعاية للمرأة املسلمة املهاجرة ‪:‬‬
‫حق جديد إلى َقائمة الحقوق الكثيرة‬
‫بذلك‬
‫خرجت من َ بلدها ُفرار ْاً ُ بدينها حماية ورعاية‬
‫أعطى اإلسالم المرأة المسلمة‬
‫َ َ‬
‫وأضاف َّ‬
‫المهاجرة َ َّ‬
‫التي َ َ َ ُ‬
‫َ َ ُ ْ َ ُ‬
‫الل ُه َأ ْع َل ُم بإ َيمانه َّن فإ ْن َعل ْم ُت ُم ُ‬
‫ات ُم َهاج َرات َف ْام َتح ُن ُ‬
‫وهنَّ‬
‫وهنَّ‬
‫ُّ‬
‫التي منحها إياها قال تعالى ‪ ﴾9﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم املؤمن‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ َ ْ ُ َّ‬
‫ات فال ترجعوهن إلى الكفار) ‪[ .‬املمتحنة‪]9:‬‬
‫مؤمن ٍ‬

‫* حق البيعة ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمبدأ العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في اإلسالم كان النبي صلى هللا عليه وسلم يبايع النساء كما يبايع الرجال على اإليمان‬
‫والسمع والطاعة‪ ,‬وقد يبايعهن الرسول ( صلى هللا عليه وسلم) على عدة أمور ‪-:‬‬
‫‪/1‬أن اليشركن باهلل شيئا ً‪.‬‬
‫‪/2‬ال يسرقن‪.‬‬
‫‪/3‬ال يزنين ‪.‬‬
‫‪/4‬ال يقتلن أوالدهن ‪.‬‬
‫‪/5‬ال يأتيين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ‪.‬‬
‫‪/6‬ال يعصين الرسول ( صلى هللا عليه وسلم ) في معروف ‪.‬‬
‫*‬

‫حق املشاركة في الجهاد ‪:‬‬

‫َ َُ‬
‫َْ َْ‬
‫ُ َُ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫فرض هللا تعالى القتال على المسلمين بقوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َب َع َل ْي ُك ُم ْالق َت ُ‬
‫ال َو ُه َو ك ْر ٌه لك ْم َو َع َس ى أن تك َر ُهوا ش ْي ًئا َو ُه َو خ ْي ٌر لك ْم َو َع َس ى أن‬
‫ُ ُّ َ ْ ً َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫تحبوا شيئا وهو ش ٌّر لكم والله يعلم وأنتم ال تعلمون ﴾‪[ .‬البقرة‪]216 :‬‬

‫* حكم الجهاد‪:‬‬
‫‪ /1‬فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ‪.‬‬
‫‪ /2‬فرض عين إذا هاجم العدو على البلد الذي يقيم به المسلمون ‪.‬‬

‫حق اإلجارة ( األمان) ‪:‬‬

‫إصالحا ً َّهو تحقيق األمن‬
‫الحالة التي يكون عليها اإلنسان واألمان‬
‫تأتى اإلجارة واألمان بمعنى طمأنينة النفس وزوال الخوف ويطلق على‬
‫الله ُث َّم َأ ْبل ْغ ُه َم ْأ َم َنهُ‬
‫والحماية لمن طلبها‪ ,‬والدليل على مشروعيته قوله تعالى‪َ ( :‬وإ ْن َأ َح ٌد م َن ْاملُ ْشرك َين ْ‬
‫اس َت َجا َر َك َف َأج ْر ُه َح َّتى َي ْس َم َع َك َالمَ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ذل َك بأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ﴾ ‪[ .‬التوبة ‪]6 :‬‬

‫فاألمر في اإلسالم لم يقف عند الحفاظ على ح ِّ‬
‫ق المرأة في الحياة فقط‪ ،‬وإنما ر َّغب اإلسالم في اإلحسان إليها صغيرة؛ فقال الرسول ‪َ " :‬منْ يَلِي‬
‫ر"صحيح‬
‫ت َ‬
‫ش ْيئًا فَأ َ ْح َ‬
‫سنَ إِلَ ْي ِهنَّ ؛ ُكنَّ لَهُ ِ‬
‫ِمنْ َه ِذ ِه ا ْلبَنَا ِ‬
‫س ْت ًرا ِمنَ النَّا ِ‬
‫ثم أمر الرسول بتعليمها فقال‪" :‬أَيُّ َما َر ُج ٍل َكانَ ْ‬
‫ت ِع ْن َدهُ َولِي َدةٌ فَ َعلَّ َمهَا فَأَحْ َسنَ تَ ْعلِي َمهَا‪َ ،‬وأَ َّدبَهَا فَأَحْ َسنَ تَأْ ِديبَهَا فَلَهُ أَجْ َرا ِن"صحيح البخاري ‪,‬وكان يجعل‬
‫للنساء يو ًما ليعظَه َُّن‪ ،‬ويذ ِّك َرهُ َّن‪ ،‬ويأم َرهُ َّن بطاعة هللا تعالى وما أن ت ِشبَّ البنت ‪,‬وتصير فتاة بالغة؛ حتى يُ ْع ِطيَها اإلسالم الح َّ‬
‫ق في الموافقة على‬
‫ُّ‬
‫الخاطب أو رفضه‪ ،‬وال يج ِّوز إجبارها على االقتران برجل ال تريده‪ ،‬ثم ل َّما تصير زوجةً‬
‫يحث الشرع الحنيف على ُح ْسن معاملتها وعشرتها؛‬
‫مبيِّنًا أن ُحسْن ِع ْش َرة النساء دليل على نُبْل نفس الرجل وكريم طباعه‪ ،‬فيقول الرسول ‪-‬مثالً‪ -‬مر ِّغبًا‪" :‬إِ َّن ال َّر ُج َل إِ َذا َسقَى ا ْم َرأَتَهُ ِمنَ ْالـ َما ِء‬
‫أ ُ ِج َر"حسن ‪,‬وقد كان الرسول قدوة عملية في ذلك؛ فكان في غاية الرقَّة واللُّطف مع أهله‪ ،‬يروي في ذلك األسود بن يزيد النخعي‪ ،‬فيقول‪ :‬سألت‬
‫ت ال َّ‬
‫صالةُ‪ ،‬قَا َم إِلَى الصَّال ِة"صحيح‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ :‬ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت‪َ " :‬كانَ فِي ِم ْهنَ ِة أَ ْهلِ ِه‪ ،‬فَإ ِ َذا َح َ‬
‫ض َر ِ‬
‫فإذا قصر الرجال المسلمون في واجبهم ‪ ،‬وساروا على عادات وتقاليد بالي ٍة تهين المرأة وتقلل من شانها؛فال يحق للمسلمة أن تترك دينها وعقيدتها‬
‫من اجل جهل الجاهلين ‪ ،‬وتصرفات المغفلين‪,‬لقد أشرق نور اإلسالم على نساء العرب آنذاك ونعمت المرأة تحت ظالله ‪ ،‬وآمنة مطمئنة محترمة‬
‫سواء كانت بنتا أو زوجة أو سوا كانت أرملة أو مطلقة‪.‬‬
‫لقد قرر اإلسالم أن المرأة قسيمة الرجل؛ فجعل لها حقوقا تناسب حاجتها‪,‬وعليها حقوقا أخرى تالؤم تكوينها وفطرتها‪.‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َل ُه َّن ِم ْثلُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫ََ ُ‬
‫َْ‬
‫وف) [البقرة‪, ]228 :‬وكما قرن سبحانه بين الرجل والمرأة في شؤون الحياة ؛ فقد ساوى بينهما في اإلنسانية ( ُه َو ال ِذي خل َقك ْم ِم ْن‬
‫ال ِذي َعل ْي ِه َّن ِبامل ْع ُر‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫س َو ِاح َد ٍة َو َج َع َل ِم ْ َن َها َز ْو َج َها ِل َي ْسك َن ِإل ْي َها) [األعراف‪, ]189 :‬وساوى بينهما في تكاليف اإليمان‪ ,‬وحسن الثواب واالرتقاء في درجات الجنة‪َ ( :‬و َم ْن‬
‫ن ْف‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫صال ًحا م ْن َذ َكر أ ْو ُأ ْن َثى َو ُه َو ُم ْؤم ٌن َف ُأ ْو َلئ َك َي ْد ُخ ُلو َن ْال َج َّن َة ُي ْر َز ُقو َن ف َيها ب َغ ْير ح َ‬
‫َ‬
‫اب )‪[ .‬غافر‪]40 :‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ع ِم َل ِ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ٍ‬

‫كما أكد اإلسالم على احترام شخصية المرأة المعنوية ‪ ،‬واثبت لها حقها في التصرف ومباشرة العقود كحق البيع والشراء والوكالة واإلجارة‬
‫والتجارة ونحوها ‪,‬وجعلها مساوية لرجل تماما في تلك الحقوق المالية يضاف إلى ذلك أن اإلسالم خص المرأة بشيء من الرعاية والعناية أكثر‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬السَّا ِعي َعلَى ْاألَرْ َملَ ِة َو ْال ِم ْس ِكي ِن َك ْال ُم َجا ِه ِد‬
‫من الرجل؛فقال صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬استوصوا بالنساء خيرا )صحيح‪ ,‬وقَا َل َ‬
‫فِي َسبِي ِل َّ‬
‫ر) ‪.‬البخاري‬
‫هللاِ أَ ِو ْالقَائِ ِم اللَّ ْي َل الصَّائِ ِم النَّهَا َ‬
‫صلَّى اللَّهم َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ( :‬أَ ْك َم ُل ْال ُم ْؤ ِمنِينَ إِي َمانًا‬
‫وجعل اإلسالم حق األم ثالثة أضعاف حق األب وأمر الرجال باإلحسان إلى زوجاتهم فقال َ‬
‫سائِ ِه ْم )‪.‬حسن صحيح‬
‫أَحْ َسنُهُ ْم ُخلُقًا َو ِخيَا ُر ُك ْم ِخيَا ُر ُك ْم لِنِ َ‬
‫أما قوامة الرجل على المرأة فلم تكن يوما من األيام قوامة استبداد وتسلط ؛ بل هي عبارة قاعدة تنظيمية يستلزمها طبيعة المجتمع المستقر ؛ ألنه‬
‫ال يمكن أن يكون في البيت رئيسين ‪ ،‬كما أنه ال يصلح للدولة حاكمين ؛ فاألقوى هو الذي يشرف على البيت مع تمتع كل من الرجل ‪,‬والمرأة‬
‫بصالحياته الخاصة ‪,‬والمشتركة‪.‬‬

‫أيها األخوات في هللا ‪:‬ال أريد أن أطيل عليكم في النصوص الدالة على تكريم المرأة واحترامها ؛ألنها معروفة لديكم وتسيرون إن شاء هللا على‬
‫منوالها؛ فعلى اآلباء والمربين والعقالء أن يحذروا من ترك بناتهم يركضن خلف السراب المزعوم ‪ ،‬والبد من توعيتهن عن ذلك الشر وأهدافه‬
‫وعلى النساء المسلمات أن ينتبهن لهذا المخطط الخبيث ‪ ،‬فيقفن في وجهه ‪ ،‬وال ينسقن وراء دعاته المجرمين‬
‫إن الناظر إلى واقع المرأة في الغرب ‪,‬وتاريخها المؤلم الطويل قد يقول ‪ ،‬وأنه من حق المرأة فعال أن تثور على ظلم الرجل ‪ ،‬وأن تطالب‬
‫بحقوقها المسلوبة ‪ ،‬وتدافع عن ذاتها وعن حريتها‪,‬ولكن أال ترون معي أن من يطالب بتحرير المرأة من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬ويطالب بتقليدها لنساء‬
‫الغرب ‪ ،‬أنه ظالم للمرأة المسلمة ولإلسالم ذاته ‪.‬‬

‫ولهوالء نقول ‪-:‬‬

‫هل لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالضرائب والخضوع المذل لرجال الدين ‪ ،‬وتعتبر المرأة إنسانا نجسا ؟‬
‫هل تعاليم الدين العظيم فيها شيء من ظلم المرأة ؟‬
‫هل أعطيت المرأة في بالدنا أجورا أقل من الرجل ؟‬
‫هل تركت المرأة وحيدة بدون من يساعدها على أعباء الحياة ؟‬
‫هل منع الرجال من الزواج بأكثر واحدة ‪ ،‬فلم يجد النساء الطريق الصحيح لقضاء حاجتهن الجنسية؟‬
‫هل هناك تالزم بين التقدم العلمي واالنحالل من األخالق اإلسالمية ؟‬
‫هل يحق لبنت اإلسالم أن تقلد النساء الكافرات في كل شيء ؟‬
‫وهل هناك تشابه بين حقوق المرأة في اإلسالم ‪ ،‬وحقوقها في البالد الغربية القدوة ؟ الجواب على هذه األسئلة بالنفي المطلق‪,‬وأنه ال مقارنة‬
‫بين اإلسالم ‪,‬وغيره من المذاهب البشرية ‪,‬وال داعي لإلعراض عنه بأي حال من األحوال‪ ,‬ومهما كانت الحجج ‪,‬والبراهين ‪.‬‬
‫من حق المرأة أن تثور على الكنيسة ‪,‬ومن حق المرأة أن تثور على الرجال الذين ال يعرفون لها حقوقها ‪,‬من حقها أن تطالب برفع الظلم عنها‬
‫كإنسانية محترمة ‪.‬‬

‫وتعرض عن تعاليمه ‪.‬‬
‫ولكن ال يحق للمسلمة أن تثور على ربها وخالقها‪,‬‬
‫َ‬