صص ب َما سنَ ا ْل َق َ ص َعلَ ْي َك أَ ْح َ قال تعالى فى سورة يوسف َ : ن ْحنُ.
Download
Report
Transcript صص ب َما سنَ ا ْل َق َ ص َعلَ ْي َك أَ ْح َ قال تعالى فى سورة يوسف َ : ن ْحنُ.
صص ب َما
سنَ ا ْل َق َ
ص َعلَ ْي َك أَ ْح َ
قال تعالى فى سورة يوسف َ :ن ْحنُ َنقُ ُّ
أَ ْو َح ْي َنا إلَ ْي َك ه ََذا ا ْلقُ ْرآنَ َوإنْ ُك ْن َت منْ َق ْبلِ لَمنَ ا ْل ََافلينَ ( )3
( صدق هللا العظيم )
قصص القرآن
جمع وإعداد
جنات عبد العزيز دنيا
1
إبراهيم
والنمرود
أصحاب
السبت
بقرة بنى
إسرائيل
ذو
القرنين
قارون
أصحاب
األخدود
أصحاب
الكهف
حمار
عزير
السامرى
والعجل
لقمان
أصحاب
الجنة
أصحاب
الفيل
حزقيل
سبأ
مائدة
عيسى
أصحاب
الرس
إمرأة
العزيز
الخضر
طالوت
وجالوت
المؤمن
والكافر
هاروت وماروت
2
هابيل وقابيل
إبراهيم و النمرود
اج إ ْب َراهي َم في
ورد ذكر القصة في سورة ( البقرة – اآلية )258قال هللا تعالى {:أَلَ ْم َت َر إلَى الَّذي َح َّ
َر ِّبِ أَنْ آ َتاهُ َّ
يت َقال َ أَ َنا أ ُ ْحيي َوأُم ُ
هللاُ ا ْل ُم ْل َك إ ْذ َقال َ إ ْب َراهي ُم َر ِّبي الَّذي ُي ْحيي َو ُيم ُ
هللا
يت َقال َ إ ْب َراهي ُم َفإنَّ َّ َ
شرق َفأْت ب َها منْ ا ْل َم َْرب َف ُبه َت الَّذي َك َف َر َو َّ
هللاُ ال َي ْهدي ا ْل َق ْو َم ا َّ
ش ْمس منْ ا ْل َم ْ
َيأْتي بال َّ
لظالمينَ }.
ذهب إبراهيم عليِ السالم لملك متألِّ كان في زمانِ .روي أن الملك المعاصر إلبراهيم كان يلقب
( بالنمرود ) وهو ملك اآلراميين بالعراق .أخبرنا هللا تعالى في كتابِ الحكيم الحجة األولى التي
أقامها إبراهيم عليِ السالم على الملك الطاغية ،فقال إبراهيم بهدوءَ ( :ر ِّب َي الَّذي ُي ْحييي َو ُيم ُ
يت )
قال الملك ( :أَ َنا أ ُ ْحييي َوأُم ُ
يت ) أستطيع أن أحضر رجال يسير في الشارع وأقتلِ ،وأستطيع أن أعفو
عن محكوم عليِ باإلعدام وأنجيِ من الموت ..وبذلك أكون قادرا على الحياة والموت .لم يجادل
إبراهيم الملك لسذاجة ما يقول .غير أنِ أراد أن يثبت للملك أنِ يتوهم في نفسِ القدرة وهو في
ش ْمس منَ ا ْل َم ْ
هللا َيأْتي بال َّ
شرق َفأْت ب َها منَ ا ْل َم َْرب) استمع
الحقيقة ليس قادرا .فقال إبراهيم َ ( :فإنَّ ّ َ
الملك إلى تحدي إبراهيم صامتا ..فلما انتهى كالم النبي بهت الملك .أحس بالعجز ولم يستطع أن
يجيب .انصرف إبراهيم من قصر الملك ،بعد أن بهت الذي كفر . .
3
أصحاب األخدود 1-
اب ْاأل ُ ْخدُود* ال َّنار َذات ا ْل َوقُود* ( ) 5 – 4
ص َح ُ
قال تعالى فى سورة البروج :قُتل َ أَ ْ
إنها قصة فتا ً آمن ،فصبر وثبت ،فآمنت معِ قريتِ .لقد كان غالما نبيها ،ولم يكن قد آمن بعد .وكان
يعيش في قرية ملكها كافر يدّعي األلوهية .وكان للملك ساحر يستعين بِ .وعندما تقدّ م العمر بالساحر،
طلب من الملك أن يبعث لِ غالما يعلّمِ السحر ليحل ّ محلِ بعد موتِ .فاختير هذا الَالم وأُرسل
يمر على راهب .فجلس معِ مرة
للساحر .فكان الَالم يذهب للساحر ليتعلم منِ ،وفي طريقِ كان ّ
وأعجبِ كالمِ .فصار يجلس مع الراهب في كل مرة يتوجِ فيها إلى الساحر .وكان الَالم بتوفيق من
هللا يعالج الناس من جميع األمراض .فسمع بِ أحد جلساء الملك ،وكان قد َف َقدَ بصره .فجمع هدايا
كثيرة وتوجِ بها للَالم وقال لِ :أعطيك جميع هذه الهدايا إن شفيتني .فأجاب الَالم :أنا ال أشفي
أحدا ،إنما يشفي هللا تعالى ،فإن آمنت باهلل دعوت هللا فشفاك .فآمن جليس الملك ،فشفاه هللا تعالى
رب
.فسألِ الملك :من ردّ عليك بصرك ؟ فأجاب الجليس بثقة المؤمن :ر ّبي فَضب الملك وقال :ولك ّ
غيري؟ فأجاب المؤمن دون تردد :ر ّبي ور ّبك هللا .فثار الملك ،وأمر بتعذيبِ .فلم يزالوا ي ّ
عذبونِ
حتى دل ّ على الَالم .جيئ بالَالم وقيل لِ :ارجع عن دينك فأبى الَالم .فأمر الملك بأخذ الَالم لقمة
جبل ،وتخييره هناك ،فإما أن يترك دينِ أو أن يطرحوه من قمة الجبل .فأخذ الجنود
ّ
فاهتز الجبل
الَالم ،وصعدوا بِ الجبل ،فدعى الفتى ربِ :اللهم اكفنيهم بما شئت.
وسقط الجنود .ورجعالَالم يمشي إلى الملك.
4
أصحاب األخدود 2-
اب ْاأل ُ ْخدُود* ال َّنار َذات ا ْل َوقُود* ( ) 5 – 4
ص َح ُ
قال تعالى فى سورة البروج :قُتل َ أَ ْ
فأمر الملك جنوده بحمل الَالم في سفينة ،والذهاب بِ لوسط البحر ،ثم تخييره هناك بالرجوع عن دينِ
أو إلقاءه .فذهبوا بِ ،فدعى الَالم هللا :اللهم اكفنيهم بما شئت .فانقلبت بهم السفينة وغرق من كان
عليها إال الَالم .ثم رجع إلى الملك فسألِ الملك باستَراب :أين من كان معك ؟ فأجاب الَالم المتوكل
على هللا :كفانيهم هللا تعالى .ثم قال للملك :إنك لن تستطيع قتلي حتى تفعل ما آمرك بِ.
فقال الملك :ما هو؟ فقال الفتى المؤمن :أن تجمع الناس في مكان واحد ،وتصلبني على جذع ،ثم تأخذ
رب الَالم" ثم ارمني ،فإن فعلت ذلك
سهما من كنانتي ،وتضع السهم في القوس ،وتقول "بسم هللا ّ
برب الَالم .فأمر الملك بحفر
قتلتني .وفعل ما قالِ الَالم بأن رماه فأصابِ فقتلِ .فصرخ الناس :آمنا ّ
ّ
شق في األرض ،وإشعال النار فيها ثم أمر جنوده بتخيير الناس ،فإما الرجوع عن اإليمان ،أو إلقائهم
في النار .ففعل الجنود ذلك حتى جاء دور امرأة ومعها صبي لها ،فخافت أن ُترمى في النار .فألهم هللا
الصبي أن يقول لها :يا أ ّماه اصبري فإنك على الحق .
5
أصحاب الجنة
أصحاب
الجنة
صبحينَ * َو َال
صر ُم َّن َها ُم ْ
س ُموا لَ َي ْ
اب ا ْل َج َّنة إ ْذ أَ ْق َ
ص َح َ
قال تعالى فى سورة القلم :إ َّنا َبلَ ْو َنا ُه ْم َك َما َبلَ ْو َنا أَ ْ
صبحينَ * أَن
الصريم * َف َت َنادَوا ُم ْ
ص َب َح ْت َك َّ
ف ِّمن َّر ِّب َك َو ُه ْم َنائ ُمونَ * َفأ َ ْ
اف َعلَ ْي َها َطائ ٌ
َي ْس َت ْث ُنونَ * َف َط َ
صارمينَ * َف َ
ْ
انطلَقُوا َو ُه ْم َي َت َخا َف ُتونَ * أَن َّال َيدْ ُخلَ َّن َها ا ْل َي ْو َم َعلَ ْي ُكم ِّم ْسكينٌ *
اغدُوا َعلَى َح ْرث ُك ْم إن ُكن ُت ْم َ
. ) 25 – 17 ( *......
قال إبن عباس :إنِ كان شيخ كانت لِ جنة ،وكان ال يدخل بيتِ ثمرة منها وال إلى منزلِ حتى يعطي
كل ذي حق حقِ .فلما قبض الشيخ وورثِ بنوه طَوا وبَوا وتعاهدوا أال يعطوا أحدا من فقراء المسلمين
شيئا هذا العام حتى تكثر أموالهم فرضي بذلك منهم أربعة ،وسخط الخامس أوسطهم كما قال تعالى :
ام َت َح َّنا أَهْ ل َم َّكة با ْل َق ْحط
( قال أوسطهم ألم أقل لكم لوال تسبحون) .يقول رب العزة "إ َّنا َبلَ ْو َنا ُه ْم" ْ
صر ُم َّن َها" َي ْق َط ُعونَ َث َم َرت َها
س ُموا ل َي ْ
ص َحاب ا ْل ُب ْس َتان " ْإذ أَ َق َ
ص َحاب ا ْل َج َّنة" أَ ْي أَ ْ
َوا ْل ُجوع " َك َما َبلَ ْو َنا أَ ْ
الص َباح َك ْي َال َي ْ
صدَّق بِ َعلَ ْيه ْم
ساكين َف َال ُي ْع ُطو َن ُه ْم م ْن َها َما َكانَ أَ ُبو ُه ْم َي َت َ
ش ُعر به ْم ا ْل َم َ
صبحينَ " َو ْقت َّ
" ُم ْ
م ْن َها .وتعاهدوا على ذلك .ولكن لم يفلحوا في أمرهم .يقول تعالى ( :فطاف عليها طائف من ربك وهم
نائمون فأصبحت كالصريم ) .
6
أصحاب الرس
يرا ))
س َوقُ ُرو ًنا َب ْينَ َذل َك َكث ً
الر ِّ
اب َّ
ص َح َ
قال تعالى في سورة الفرقان آية َ (( :38و َعادًا َو َث ُمودَ َوأَ ْ
س َو َث ُمو ُد ))
الر ِّ
اب َّ
ص َح ُ
وح َوأَ ْ
وقال تعالى في سورة ق آية َ (( :12ك َّذ َب ْت َق ْبلَ ُه ْم َق ْو ُم ُن ٍ
أختلفوا فى أصحاب الرس من هم َ .ف َقال َ ا ْبن ُج َر ْيج َعنْ ا ْبن َع َّباس ُه ْم أَهْ ل َق ْر َية منْ
قُ َرى َث ُمود َو َقال َ َعل ّي َرض َي َّ
هللا َع ْن ُِ ُ :ه ْم َق ْوم َكا ُنوا َي ْع ُبدُونَ َ
ص َن ْو َبر َف َد َعا
ش َج َرة َ
س ْت ال َّ
سوهُ في ب ْئر َ ,فأ َ َظلَّ ْت ُه ْم
ش َج َرة َف َق َتلُوهُ َو َر ُّ
َعلَ ْيه ْم َنب ّيه ْم ; َو َكانَ منْ َولَد َي ُهو َذا َ ،ف َيب َ
يجانَ َق َتلُوا أَ ْنب َياء َف َج َّف ْت
س ْودَاء َفأ َ ْح َر َق ْت ُه ْم َ .و َقال َ ا ْبن َع َّباس ُ :ه ْم َق ْوم بأ َ ْذ َرب َ
س َحا َبة َ
َ
ش َجاره ْم َو ُز ُروعه ْم َف َما ُتوا ُجو ًعا َو َع َط ً
أَ ْ
شا .
7
السبت1 -
أصحابالسبت
أصحاب
الس ْبت َفقُ ْل َنا لَ ُه ْم ُكو ُنوا ق َردَ ًة َخاسئينَ ( 65البقرة )
دَوا م ْن ُك ْم في َّ
اع َت ْ
قال تعالى َ :ولَ َقدْ َعل ْم ُت ُم الَّذينَ ْ
أبطال هذه الحادثة ،جماعة من اليهود ،كانوا يسكنون في قرية ساحلية ،وكان اليهود ال يعملون يوم
السبت ،وإنما يتفرغون فيِ لعبادة هللا .لقد ابتالهم هللا عز وجل ،بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت
للساحل ،وتتراءى ألهل القرية ،بحيث يسهل صيدها .ثم تبتعد بقية أيام األسبوع .فانهارت عزائم
فرقة من القوم ،واحتالوا الحيل – على شيمة اليهود –وبدأوا بالصيد يوم السبت .لم يصطادوا السمك
مباشرة ،وإنما أقاموا الحواجز والحفر ،فإذا قدمت الحيتان حاوطوها يوم السبت ،ثم اصطادوها يوم
محرم عليهم .فانقسم أهل القرية لثالث فرق :فرقة
األحد .كان هذا االحتيال بمثابة صيد ،وهو
ّ
عاصية ،تصطاد بالحيلة -وفرقة ال تعصي هللا وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث فتأمر بالمعروف وتنهى
ّ
وتحذر المخالفين من غضب هللا ،وفرقة ثالثة سلبية ال تعصي هللا لكنها ال تنهى عن
عن المنكر
المنكر .جاء أمر هللا وحل بالعصاة العذاب ،لقد ّ
عذب هللا العصاة وأنجى اآلمرين بالمعروف والناهين
النص القرآني
عن المنكر .أما الفرقة الثالثة ،التي لم تعص هللا لكنها لم تنِ عن المنكر ،فقد سكت
ّ
وحولهم لقردة عقابا لهم إلمعانهم في المعصية.
عنها .لقد كان العذاب شديدا .لقد مسخهم هللا ّ ،
8
أصحاب الكهف – 1
الرقيم َكا ُنوا منْ آ َيات َنا َع َج ًبا إ ْذ أَ َوى ا ْلف ْت َي ُة إلَى ا ْل َك ْهف
اب ا ْل َك ْهف َو َّ
ص َح َ
قال تعالى :أَ ْم َحس ْب َت أَنَّ أَ ْ
َف َقالُوا َر َّب َنا آت َنا منْ لَ ُد ْن َك َر ْح َم ًة َو َه ِّي ْئ لَ َنا منْ أَ ْمر َنا َر َ
ض َر ْب َنا َعلَى َآذانه ْم في ا ْل َك ْهف سنينَ َعدَ ًدا
ش ًدا * َف َ
( الكهف )11 - 9 :
في زمان ومكان غير معروفين لنا اآلن ،كانت توجد قرية مشركة .ضل ملكها وأهلها عن الطريق
المستقيم .في هذا المجتمع الفاسد ،ظهرت مجموعة من الشباب العقالء .فتية آمنوا باهلل ،فثبتهم وزاد
في هداهم .وألهمهم طريق الرشاد .قرروا النجاة بدينهم وبأنفسهم بالهجرة من القرية لمكان آمن
يعبدون هللا فيِ .التوجِ لكهف مهجور ليكون مالذا لهم .خرجوا ومعهم كلبهم .استلقى الفتية في
الكهف ،وجلس كلبهم على باب الكهف يحرسِ .وهنا حدثت معجزة إلهية .لقد نام الفتية ثالثمائة وتسع
سنوات .وخالل هذه المدة ،كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتَرب عن شمالِ ،فال تصيبهم
أشعتها في أول وال آخر النهار .بعد هذه السنين ،بعثهم هللا مرة أخرى .استيقظوا من سباتهم الطويل،
لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم .وكانت آثار النوم الطويل بادية عليهم .
فتساءلوا :كم لبثنا ؟! فأجاب بعضهم :لبثنا يوما أو بعض يوم .
9
أصحاب الكهف – 2
ص َعلَ ْي َك َن َبأ َ ُه ْم با ْل َح ِّق إ َّن ُه ْم ف ْت َي ٌة آ َم ُنوا
صى ل َما لَب ُثوا أَ َمدًا * َن ْحنُ َنقُ ُّ
ي ا ْلح ْز َب ْين أَ ْح َ
ُث َّم َب َع ْث َنا ُه ْم ل َن ْعلَ َم أَ ُّ
ب َر ِّبه ْم َوزدْ َنا ُه ْم ُهدًى * ( الكهف )12 - 11 :
طلبوا من أحدهم أن يذهب خلسة للمدينة ،وأن يشتري طعاما ثم يعود إليهم برفق حتى ال يشعر بِ أحد
.فربما يعاقبهم جنود الملك أو الظلمة من أهل القرية إن علموا بأمرهم .خرج الرجل المؤمن متوجها
للقرية ،إال أنها لم تكن كعهده بها .لقد تَيرت األماكن والوجوه .تَ ّيرت البضائع والنقود .لقد آمنت
المدينة التي خرج منها الفتية ،وهلك الملك الظالم ،وجاء مكانِ رجل صالح .لقد فرح الناس بهؤالء
الفتية المؤمنين .وبعد أن ثبتت المعجزة ،معجزة إحياء األموات .أخذ هللا أرواح الفتية .فلكل نفس أجل،
ال نزال نجهل كثيرا من األمور المتعلقة بهم إال أن هللا عز وجل ينهانا عن الجدال في هذه األمور،
ويأمرنا بإرجاع علمهم إلى هللا .فال يهم إن كانوا أربعة أو ثمانية ،إنما المهم أن هللا أقامهم بعد أكثر
من ثالثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرة هللا على بعث من في القبور ،ولتتناقل األجيال خبر هذه
المعجزة جيال بعد جيل .
10
أصحاب الفيل 1-
يل *
ص َحاب ا ْلفيل * أَلَ ْم َي ْج َعلْ َك ْيدَ ُه ْم في َت ْ
ف َف َعل َ َر ُّب َك بأ َ ْ
قال تعالى فى سورة الفيل :أَلَ ْم َت َر َك ْي َ
ضل ٍ
ول ( ) 5 – 1
ص ٍ
يل * َف َج َعلَ ُه ْم َك َع ْ
سل َ َعلَ ْيه ْم َط ْي ًرا أَ َبابيل َ * َت ْرميه ْم بح َج َ
َوأَ ْر َ
ف َمأْ ُك ٍ
ار ٍة منْ س ِّج ٍ
كانت اليمن تابعة للنجاشي ملك الحبشة .وقام والي اليمن ( أبرهة ) ببناء كنيسة عظيمة ،وأراد أن يَ ّير
يحجون إلى هذه الكنيسة بدال من بيت هللا الحرام .وقيل أن رجال من العرب
حج العرب .فيجعلهم ّ
وجهة ّ
ذهب وأحدث في الكنيسة تحقيرا لها .وأن بنوا كنانة قتلوا رسول أبرهة الذي جاء يطلب منهم الحج
للكنيسة .فعزم أبرهة على هدم الكعبة .وج ّهز جيشا جرارا ،ووضع في مقدمتِ فيال مشهورا عنده .
وفي مكان يسمى المَمس بين الطائف ومكة ،أرسل أبرهة كتيبة من جنده ،ساقت لِ أموال قريش
وغيرها من القبائل .وكان من بين هذه األموال مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم ،كبير قريش وس ّيدها.
فه ّمت قريش وكنانة وهذيل وغيرهم على قتال أبرهة .ثم عرفوا أنهم ال طاقة لهم بِ فتركوا ذلك.
وبعث أبرهة رسوال إلى مكة يسأل عن سيد هذا البلد ،ويبلَِ أن الملك لم يأت لحربهم وإنما جاء لهدم
هذا البيت .انطلق عبد المطلب مع الرسول لمحادثة أبرهة .قال عبد المطلب أريد أن يرد علي الملك
مائتي بعير أصابها لي .
11
أصحاب الفيل 2 -
يل *
ص َحاب ا ْلفيل * أَلَ ْم َي ْج َعلْ َك ْيدَ ُه ْم في َت ْ
ف َف َعل َ َر ُّب َك بأ َ ْ
قال تعالى فى سورة الفيل :أَلَ ْم َت َر َك ْي َ
ضل ٍ
ول ( ) 5 – 1
ص ٍ
يل * َف َج َعلَ ُه ْم َك َع ْ
سل َ َعلَ ْيه ْم َط ْي ًرا أَ َبابيل َ * َت ْرميه ْم بح َج َ
َوأَ ْر َ
ف َمأْ ُك ٍ
ار ٍة منْ س ِّج ٍ
قال لِ الملك أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمِ ال
تكلمني فيِ ? قال لِ عبد المطلب :إني أنا رب اإلبل .وإن للبيت رب سيمنعِ .فاستكبر أبرهة وقال:
ما كان ليمتنع مني .قال :أنت وذاك ! ..فردّ أبرهة على عبد المطلب إبلِ.
ثم عاد عبد المطلب إلى قريش وأخبرهم بما حدث ،وأمرهم بالخروج من مكة والبقاء في الجبال
المحيطة بها .ثم توجِ وهو ورجال من قريش إلى للكعبة وأمسك حلقة بابها ،وقاموا يدعون هللا
ويستنصرونِ .ثم أمر أبرهة جيشِ والفيل في مقدمتِ بدخول مكة .إال أن الفيل برك ولم يتحرك.
وجهوه ناحية
فوجهوه ناحية اليمن ،فقام يهرول .ثم ّ
فضربوه ووخزوه ،لكنِ لم يقم من مكانِّ .
فوجهوه إلى مكة َف َب َرك.
وجهوه جهة الشرق،
الشام،
فتحركّ .
ّ
فتوجِ .ثم ّ
ّ
ثم كان ما أراده هللا من إهالك الجيش وقائده ،فأرسل عليهم جماعات من الطير ،مع كل طائر منها
ثالثة أحجار :حجر في منقاره ،وحجران في رجليِ ،أمثال الحمص والعدس ،ال تصيب منهم أحدا
إال هلك.
12
إمرأة العزيز
اب
ورد ذكر القصة في سورة يوسف قال تعالى َ { :و َر َاودَ ْت ُِ الَّتي ه َُو في َب ْيت َها َعنْ َن ْفسِ َو َغلَّ َق ْت األَ ْب َو َ
َو َقالَ ْت َه ْي َت لَ َك َقال َ َم َع َاذ َّ
اي إ َّن ُِ ال ُي ْفل ُح َّ
الظال ُمونَ * ( آية ) 23
سنَ َم ْث َو َ
هللا إ َّن ُِ َر ِّبي أَ ْح َ
يذكر تعالى ما كان من مراودة امرأة العزيز ليوسف عليِ السالم عن نفسِ ،وطلبها منِ ما ال يليق
بحالِ ومقامِ ،وهي في غاية الجمال والمال والمنصب والشباب ،وكيف غلقت األبواب عليها وعليِ،
وتهيأت لِ ،وتصنعت ولبست أحسن ثيابها وأفخر لباسها ،وهي مع هذا كلِ امرأة الوزير .
شاب بديع الجمال والبهاء ،إال انِ نبي من ساللة األنبياء،
وهذا كلِ مع أن يوسف عليِ السالم
ً
فعصمِ ر ُّبِ عن الفحشاء .وحماه عن مكر النساء .هرب منها طالبا ً الباب ليخرج منِ فراراً منها
وحرضتِ عليِ .
س ِّيدَ هَا} أي زوجها {لَدَ ى ا ْل َباب} ،فبدرتِ بالكالم
ّ
فاتبعتِ في أثره { َوأَ ْل َف َيا} أي وجدا { َ
شهدَ َ
{ َو َ
صدَ َق ْت َوه َُو منْ ا ْل َكاذبينَ } .يذكر تعالى
ص ُِ قُدَّ منْ قُ ُب ٍل َف َ
شاه ٌد منْ أَهْ ل َها} .فقال{ :إنْ َكانَ َقمي ُ
ما كان من قبل نساء المدينة .فأرسلت إليهن فجمعتهن في منزلها َ { .فلَ َّما َرأَ ْي َن ُِ أَ ْك َب ْر َن ُِ} أي أعظمنِ
وأجللنِ ،وه ْب َنِ .وجعلن يحززن في أيديهن بتلك السكاكين ،وال يشعرن بالجراح .
( نظرا لطول القصة يمكن الرجوع إليها فى قصص األنبياءوتفسير بن كثير .
13
بقرة بني إسرائيل
هللا َيأْ ُم ُر ُك ْم أَنْ َت ْذ َب ُحوا َب َق َر ًة َقالُوا أَ َت َّتخ ُذ َنا ُه ُز ًوا
قال تعالى فى سورة البقرة َ :وإ ْذ َقال َ ُم َ
وسى ل َق ْومِ إنَّ َّ َ
َقال َ أَ ُعو ُذ ب َّ
اهلل أَنْ أَ ُكونَ منَ ا ْل َجاهلينَ ( ) 67
وأصل قصة البقرة أن قتيال ثريا وجد يوما في بني إسرائيل ،واختصم أهلِ ولم يعرفوا قاتلِ ،وحين
أعياهم األمر لجأوا لموسى ليلجأ لربِ .ولجأ موسى لربِ فأمره أن يأمر قومِ أن يذبحوا بقرة.
اتهموا موسى بأنِ يسخر منهم ويتخذهم هزوا .طلبوا من موسى أن يسأل ربِ ليبين ما هي .
ويدعو موسى ربِ فيزداد التشديد عليهم ،وتحدد البقرة أكثر من ذي قبل بأنها بقرة وسط ليست
بقرة مسنة وليست بقرة فتية .بقرة متوسطة .وتستمر مراوغة بني إسرائيل وأسئلتهم الكثيرة عن
البقرة .بعد أن أرهقوا نبيهم ذهابا وجيئة بينهم وبين هللا عز وجل بسؤالِ عن صفة البقرة ولونها
وسنها وعالماتها المميزة .بدءوا بحثهم عن بقرة بالصفات التى وصفها لهم .أخيرا وجدوها عند
يتيم فاشتروها وذبحوها .وأمسك موسى جزء من البقرة وضرب بِ القتيل فنهض من موتِ .سألِ
موسى عن قاتلِ فحدثهم عنِ ( وقيل أشار إلى القاتل فقط من غير أن يتحدث ) ثم عاد إلى الموت .
وشاهد بنو إسرائيل معجزة إحياء الموتى أمام أعينهم ،استمعوا بآذانهم إلى اسم القاتل .
14
حمار عزير1 -
ورد ذكر القصة في سورة البقرة ،قال تعالى ( :أَ ْو َكالَّذي َم َّر َعلَى َق ْر َي ٍة َوه َي َخاو َي ٌة َعلَى ُع ُروش َها
هللاُ َب ْعدَ َم ْوت َها َفأ َ َما َت ُِ َّ
َقال َ أَ َّنى ُي ْحيي هَذه َّ
هللاُ م َئ َة َع ٍام ُث َّم َب َع َث ُِ َقال َ َك ْم لَب ْث َت َقال َ لَب ْث ُ
ض
ت َي ْو ًما أَ ْو َب ْع َ
َي ْو ٍم َقال َ َبلْ لَب ْث َت م َئ َة َع ٍام َفا ْن ُظ ْر إلَى َط َعام َك َو َ
س َّن ِْ َوا ْن ُظ ْر إلَى ح َمار َك َول َن ْج َعلَ َك آَ َي ًة لل َّناس
ش َراب َك لَ ْم َي َت َ
هللا َعلَى ُكل ِّ َ
ش ْي ٍء َقدي ٌر
ف ُن ْنش ُزهَا ُث َّم َن ْك ُ
َوا ْن ُظ ْر إلَى ا ْلع َظام َك ْي َ
سوهَا لَ ْح ًما َفلَ َّما َت َب َّينَ لَ ُِ َقال َ أَ ْعلَ ُم أَنَّ َّ َ
(. )259
مرت األيام على بني إسرائيل في فلسطين ،وانحرفوا كثير عن منهج هللا عز وجل .فأراد هللا أن يجدد
دينهم ،بعد أن فقدوا التوراة ونسوا كثيرا من آياتها ،فبعث هللا تعالى إليهم عزيرا .
أمر هللا سبحانِ وتعالى عزيرا أن يذهب إلى قرية .فذهب إليها فوجدها خرابا ،ليس فيها بشر .فوقف
متعجبا ،كيف يرسلِ هللا إلى قرية خاوية ليس فيها بشر .وقف مستَربا ،ينتظر أن يحييها هللا وهو
واقف ! ألنِ مبعوث إليها .فأماتِ هللا مئة عام .قبض هللا روحِ وهو نائم ،ثم بعثِ .فاستيقظ عزير من
نومِ فأرسل هللا لِ ملكا في صورة بشر( َ :قال َ َك ْم لَب ْث َت .فأجاب عزير :نمت يوما أو عدة
أيام على أكثر تقدير .فرد الملكَ ( :قال َ َبل لَّب ْث َت م َئ َة َع ٍام).
15
حمار عزير2 -
وقال تعالى فى سورة " التوبة"َ (( :و َقالَت ا ْل َي ُهو ُد ُع َز ْي ٌر ا ْبنُ َّ
هللا )) )30(....
أمره بأن ينظر لطعامِ الذي ظل بجانبِ مئة سنة .فرآه سليما كما تركِ ،ثم أشار لِ إلى حماره ،فرآه قد
مات وتحول إلى جلد وعظم .ثم نظر عزير للحمار فرأى عظامِ تتحرك فتتجمع ،فاكتمل الحمار أمام
عينيِ .ثم خرج إلى القرية ،فرآها قد عمرت وامتألت بالناس .فسألهم :هل تعرفون عزيرا ؟ قالوا:
نعم نعرفِ ،وقد مات منذ مئة سنة .فقال لهم :أنا عزير .فأنكروا عليِ ذلك .ثم جاءوا بعجوز
مع ّمرة ،وسألوها عن أوصافِ ،فوصفتِ لهم ،فتأكدوا أنِ عزير .فأخذ يعلمهم التوراة ويجددها لهم
،فبدأ الناس يقبلون عليِ وعلى هذا الدين من جديد ،وأحبوه حبا شديدا .وقدّ سوه لإلعجاز الذي
ظهر فيِ ،حتى وصل تقديسهم لِ أن قالوا عنِ أنِ ابن هللا .واستمر انحراف اليهود بتقديس عزير
واعتباره ابنا هلل تعالى – وال زالوا يعتقدون بهذا إلى اليوم -وهذا من شركهم لعنهم هللا .
16
حزقيل
موقع القصة في سورة البقرة اآلية :243قال هللا تعالى ( :أَلَ ْم َت َر إلَى الَّذينَ َخ َر ُجوا منْ د َياره ْم
وف َح َذ َر ا ْل َم ْوت َف َقال َ لَ ُه ُم َّ
ض ٍل َعلَى ال َّناس َولَكنَّ أَ ْك َث َر
هللا لَ ُذو َف ْ
َو ُه ْم أُلُ ٌ
هللاُ ُمو ُتوا ُث َّم أَ ْح َيا ُه ْم إنَّ َّ َ
ال َّناس َال َي ْ
ش ُك ُرونَ * )
ارا منْ َّ
الطا ُعون َقالُوا َ :نأْتي
سعيد ْبن ُج َب ْير َعنْ ا ْبن َع َّباس قال َ :كا ُنوا أَ ْر َب َعة َآالف َخ َر ُجوا ف َر ً
َعنْ َ
س ب َها َم ْوت َح َّتى إ َذا َكا ُنوا ب َم ْوضع َك َذا َو َك َذا َقال َ َّ
هللا لَ ُه ْم" ُمو ُتوا " َف َما ُتوا َف َم َّر َعلَ ْيه ْم َنب ّي
ضا لَ ْي َ
أَ ْر ً
السلَف أَنَّ هَؤُ َالء ا ْل َق ْوم َكا ُنوا أَهْ ل
دَعا َر ّبِ أَنْ ُي ْحي َي ُه ْم َفأ َ ْح َيا ُه ْم َ .و َذ َك َر َغ ْير َواحد منْ َّ
منْ ْاألَ ْنب َياء َف َ
صا َب ُه ْم ب َها َو َباء َ
ارا منْ ا ْل َم ْوت
شديد َف َخ َر ُجوا ف َر ً
َب ْلدَ ة في َز َمان َبني إ ْس َرائيل ا ْس َت ْو َخ ُموا أَ ْرضه ْم َوأَ َ
هَاربينَ إلَى ا ْل َب ِّر َّية َ .و َف ُنوا َو َت َم َّزقُوا َو َت َف َّرقُوا َفلَ َّما َكانَ َب ْعد دَهْ ر َم َّر به ْم َنب ّي منْ أَ ْنب َياء َبني إ ْس َرائيل
سأَل َ َّ
هللا أَنْ ُي ْحي َي ُه ْم َعلَى َيدَ ْيِ َفأ َ َجا َب ُِ إلَى َذل َك .
ُي َقال لَ ُِ ح ْزقيل َف َ
17
الخضر1 -
قال تعالى فى سورة الكهف َ :ف َو َجدَ ا َع ْبدًا منْ ع َباد َنا آ َت ْي َناهُ َر ْح َم ًة منْ ع ْند َنا َو َعلَّ ْم َناهُ منْ لَ ُد َّنا
وسى َهلْ أَ َّتب ُع َك َعلَى أَنْ ُت َعلِّ َمن م َّما ُعلِّ ْم َت ُر ْ
يع َمع َي
شدًا * َقال َ إ َّن َك لَنْ َت ْس َتط َ
ع ْل ًما * َقال َ لَ ُِ ُم َ
اء َّ
س َتجدُني إنْ َ
صاب ًرا َو َال أَ ْعصي لَ َك
ش َ
صب ُر َعلَى َما لَ ْم ُتح ْط بِ ُخ ْب ًرا * َقال َ َ
هللاُ َ
ف َت ْ
ص ْب ًرا * َو َك ْي َ
َ
أَ ْم ًرا * َقال َ َفإن ا َّت َب ْع َتني َف َال َت ْسأ َ ْلني َعنْ َ
ش ْي ٍء َح َّتى أ ُ ْحد َث لَ َك م ْن ُِ ذ ْك ًرا * َفا ْن َطلَ َقا َح َّتى إ َذا َرك َبا في
السفي َنة َخ َر َق َها َقال َ أَ َخ َر ْق َت َها ل ُت َْر َق أَهْ لَ َها لَ َقدْ ج ْئ َت َ
يع َمع َي
ش ْي ًئا إ ْم ًرا * َقال َ أَلَ ْم أَقُلْ إ َّن َك لَنْ َت ْس َتط َ
َّ
ص ْب ًرا * َقال َ َال ُت َؤاخ ْذني ب َما َنس ُ
يت َو َال ُت ْره ْقني منْ أَ ْمري ُع ْس ًرا * َفا ْن َطلَ َقا َح َّتى إ َذا لَق َيا ُغ َال ًما
َ
س لَ َقدْ ج ْئ َت َ
يع َمع َي
ش ْي ًئا ُن ْك ًرا * َقال َ أَلَ ْم أَقُلْ لَ َك إ َّن َك لَنْ َت ْس َتط َ
َف َق َتلَ ُِ َقال َ أَ َق َت ْل َت َن ْف ً
سا َزك َّي ًة ب ََ ْير َن ْف ٍ
سأ َ ْل ُت َك َعنْ َ
صاح ْبني َقدْ َبلَ َْ َت منْ لَ ُد ِّني ُع ْذ ًرا * َفا ْن َطلَ َقا َح َّتى إ َذا
ش ْي ٍء َب ْعدَ هَا َف َال ُت َ
ص ْب ًرا * َقال َ إنْ َ
َ
ض َفأ َ َقا َم ُِ َقال َ لَ ْو
ارا ُيري ُد أَنْ َي ْن َق َّ
ض ِّيفُو ُه َما َف َو َجدَ ا في َها جدَ ً
اس َت ْط َع َما أَهْ لَ َها َفأ َ َب ْوا أَنْ ُي َ
أَ َت َيا أَهْ ل َ َق ْر َي ٍة ْ
ش ْئ َت َال َّت َخ ْذ َت َعلَ ْيِ أَ ْج ًرا * َقال َ ه ََذا ف َر ُ
ص ْب ًرا *
سأ ُ َن ِّب ُئ َك ب َتأْويل َما لَ ْم َت ْس َتط ْع َعلَ ْيِ َ
اق َب ْيني َو َب ْين َك َ
ساكينَ َي ْع َملُونَ في ا ْل َب ْحر َفأ َ َردْ ُ
ت أَنْ أَعي َب َها َو َكانَ َو َر َ
السفي َن ُة َف َكا َن ْت ل َم َ
أَ َّما َّ
اء ُه ْم َمل ٌك َيأْ ُخ ُذ ُكل َّ
ص ًبا * َوأَ َّما ا ْل َُ َال ُم َف َكانَ أَ َب َواهُ ُم ْؤم َن ْين َف َخشي َنا أَنْ ُي ْره َق ُه َما ُط َْ َيا ًنا َو ُك ْف ًرا * َفأ َ َردْ َنا أَنْ
سفي َن ٍة َغ ْ
َ
ُي ْبدلَ ُه َما َر ُّب ُه َما َخ ْي ًرا م ْن ُِ َز َكا ًة َوأَ ْق َر َب ُر ْح ًما * َوأَ َّما ا ْلجدَا ُر َف َكانَ ل َُ َال َم ْين َيتي َم ْين في ا ْل َمدي َنة َو َكانَ
صال ًحا َفأ َ َرادَ َر ُّب َك أَنْ َي ْبلُ ََا أَ ُ
شدَّ ُه َما َو َي ْس َت ْخر َجا َك ْن َز ُه َما َر ْح َم ًة منْ
َت ْح َت ُِ َك ْن ٌز لَ ُه َما َو َكانَ أَ ُبو ُه َما َ
ص ْب ًرا * اآليات 82 – 65
َر ِّب َك َو َما َف َع ْل ُت ُِ َعنْ أَ ْمري َذل َك َتأْويل ُ َما لَ ْم َت ْسط ْع َعلَ ْيِ َ
18
الخضر2 -
قام موسى خطيبا في بني إسرائيل ،يدعوهم إلى هللا ويحدثهم على الحق ،ويبدو أن حديثِ جاء
جامعا مانعا رائعا ..بعد أن انتهى من خطابِ سألِ أحد المستمعين من بني إسرائيل :هل على وجِ
األرض أحد أعلم منك يا نبي هللا؟ قال موسى مندفعا :ال ..وساق هللا تعالى عتابِ لموسى حين لم
يرد العلم إليِ ،فبعث إليِ جبريل يسألِ :يا موسى ما يدريك أين يضع هللا علمِ؟ أدرك موسى أنِ
تسرع ..وعاد جبريل ،عليِ السالم ،يقول لِ :إن هلل عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك .تاقت
نفس موسى الكريمة إلى زيادة العلم ،وانعقدت نيتِ على الرحيل لمصاحبة هذا العبد العالم ..سأل
كيف السبيل إليِ ..فأمر أن يرحل ،وأن يحمل معِ حوتا في مكتل ،أي سمكة في سلة ..وفي هذا
المكان الذي ترتد فيِ الحياة لهذا الحوت ويتسرب في البحر ،سيجد العبد العالم ..انطلق موسى
طالب العلم -ومعِ فتاه ..وقد حمل الفتى حوتا في سلة ..انطلقا بحثا عن العبد الصالح العالم..وصل االثنان إلى صخرة جوار البحر ..رقد موسى واستسلم للنعاس ،وبقي الفتى ساهرا ..وألقت
الرياح إحدى األمواج على الشاطئ فأصاب الحوت رذاذ فدبت فيِ الحياة وقفز إلى البحر( َفا َّت َخ َذ
س َر ًبا ) وكان تسرب الحوت إلى البحر عالمة أعلم هللا بها موسى لتحديد مكان لقائِ
سبيلَ ُِ في ا ْل َب ْحر َ
َ
بالرجل الحكيم الذي جاء موسى يتعلم منِ.
19
الخضر 3 -
نهض موسى من نومِ فلم يالحظ أن الحوت تسرب إلى البحر ..تذكر الفتى كيف تسرب الحوت إلى
البحر هناك ..وأخبر موسى بما وقع ،واعتذر إليِ بأن الشيطان أنساه أن يذكر لِ ما وقع .
كان أمرا عجيبا ما رآه يوشع بن نون لقد رأى الحوت يشق الماء فيترك عالمة وكأنِ طير يتلوى
على الرمال .أخيرا وصل موسى إلى المكان الذي تسرب منِ الحوت ..وصال إلى الصخرة التي ناما
عندها ،وهناك وجدا رجال .فسلم عليِ موسى ،قال موسى مالطفا مبالَا في التوقير َ (:هلْ أَ َّتب ُع َك
َعلَى أَن ُت َعلِّ َمن م َّما ُعلِّ ْم َت ُر ْ
شدًا ( .قال الخضر :أما يكفيك أن التوراة بيديك ..وأن الوحي يأتيك..؟ يا
ص ْب ًرا ) .قال الخضر لموسى -عليهما السالم -إن هناك شرطا
يع َمع َي َ
موسى )إ َّن َك لَن َت ْس َتط َ
يشترطِ لقبول أن يصاحبِ موسى ويتعلم منِ هو أال يسألِ عن شيء حتى يحدثِ هو عنِ ..فوافق
موسى على الشرط وانطلقا..
نظرا لطول القصة فيمكن الرجوع إليها فى تفسير بن كثير وفى قصص
األنبياء ( قصة سيدنا موسى عليِ السالم )
20
ذو القرنين 1 -
سأ َ ْتلُو َعلَ ْي ُك ْم م ْن ُِ ذ ْك ًرا* إ َّنا َم َّك َّنا لَ ُِ في
قال تعالى فى سورة الكهف َ :و َي ْسأَلُو َن َك َعنْ ذي ا ْل َق ْر َن ْين قُلْ َ
ْاألَ ْرض َوآ َت ْي َناهُ منْ ُكل ِّ َ
س َب ًبا ( )84- 83
ش ْي ٍء َ
كل ما يخبرنا القرآن عن ذى القرنين أنِ ملك صالح ،آمن باهلل وبالبعث وبالحساب ،فم ّكن هللا لِ في
وقوى ملكِ ،ويسر لِ فتوحاتِ .بدأ ذو القرنين التجوال بجيشِ في األرض ،داعيا إلى هللا.
األرض ّ ،
فاتجِ غربا ،حتى وصل للمكان الذي تبدو فيِ الشمس كأنها تَيب من ورائِ .وربما يكون هذا المكان
هو شاطئ المحيط األطلسي ،حيث كان يظن الناس أال يابسة وراءه .فألهمِ هللا – أوأوحى إليِ – أنِ
وضح منهجِ في الحكم
مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار ،فما كان من الملك الصالح ،إال أن ّ
فأعلن أنِ سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا ،ثم حسابهم على هللا يوم القيامة ،أما من آمن ،
فسيكرمِ ويحسن إليِ .بعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الَرب ،توجِ للشرق .فوصل ألول منطقة
تطلع عليها الشمس .وكانت أرضا مكشوفة ال أشجار فيها وال مرتفات تحجب الشمس عن أهلها .فحكم
ذو القرنين في المشرق بنفس حكمِ في المَرب ،ثم انطلق .
21
ذو القرنين 2 -
وصل ذو القرنين في رحلتِ ،لقوم يعيشون بين جبلين أو سدّ ين بينهما فجوة .وعندما وجدوه ملكا
قويا طلبوا منِ أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج بأن يبني لهم سدا لهذه الفجوة ،مقابل خراج
من المال يدفعونِ لِ .فوافق الملك الصالح على بناء السد ،لكنِ زهد في مالهم ،واكتفى بطلب
مساعدتهم في العمل على بناء السد وردم الفجوة بين الجبلين .استخدم ذو القرنين وسيلة هندسية
السد .فقام أوال بجمع قطع الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي
مميزة لبناء ّ
الجبلين .ثم أوقد النار على الحديد ،وسكب عليِ نحاسا مذابا ليلتحم وتشتد صالبتِ .فسدّت الفجوة
تسوره .وأمن القوم الضعفاء
السد وال ّ
وانقطع الطريق على يأجوج ومأجوج ،فلم يتمكنوا من هدم ّ
للسد ،وحمد هللا على نعمتِ ،وردّ
شرهم .بعد أن انتهى ذو القرنين من هذا العمل الجبار ،نظر ّ
من ّ
الفضل والتوفيق في هذا العمل هلل سبحانِ وتعالى ،فلم تأخذه العزة ،ولم يسكن الَرور قلبِ.
22
السامرى و العجل 1 -
سداً لَ ُِ ُخ َوا ٌر أَلَ ْم َي َر ْوا أَ َّن ُِ َال ُي َكلِّ ُم ُه ْم َو َال
وسى منْ َب ْعده منْ ُحل ِّيه ْم ع ْجالً َج َ
قال تعالى َ { :وا َّت َخ َذ َق ْو ُم ُم َ
سبيالً ا َّت َخ ُذوهُ َو َكا ُنوا َظالمينَ * ( سورة األعراف . )148
َي ْهديه ْم َ
يذكر تعالى ما كان من أمر بني إسرائيل حين ذهب موسى عليِ السالم إلى ميقات ربِ فمكث الطور
يناجيِ ربِ ويسألِ موسى عليِ السالم عن أشياء كثيرة وهو تعالى يجيبِ عنها .فعمد رجل منهم يقال لِ
هارون السامري ،فأخذ ما كانوا استعاروه من الحلي ،فصاغ منِ عجالً وألقى فيِ قبضة من التراب ،
كان أخذها من أثر فرس جبريل ،حين رآه يوم أغرق هللا فرعون على يديِ .فلما ألقاها فيِ خار كما
يخور العجل الحقيقي .ويقال إنِ استحال عجالً جسداً أي لحما ً ودما ً حيا ً يخور ،قال قتادة وغيره .وقيل
بل كانت الريح إذا دخلت من دبره خرجت من فمِ فيخور كمن تخور البقرة ، .فيرقصون حولِ
ويفرحون .ولما رجع موسى عليِ السالم إليهم ،ورأى ما هم عليِ من عبادة العجل ،ومعِ األلواح
المتضمنة التوراة ،ألقاها ،ثم أقبل على أخيِ هارون عليِ السالم وعنفِ وقد كان هارون عليِ السالم
نهاهم عن هذا الصنيع الفظيع أشد النهي ،وزجرهم عنِ أتم الزجر .
23
السامرى و العجل 2 -
وسى* َقال َ ُه ْم أ ُ َ
والء َعلَى أَ َثري َو َعج ْل ُ
ت إلَ ْي َك
وقال تعالى فى سورة طِ َ { :و َما أَ ْع َجلَ َك َعنْ َق ْوم َك َيا ُم َ
ض َبانَ
وسى إلَى َق ْومِ َغ ْ
ي * َف َر َج َع ُم َ
السامر ّ
ضلَّ ُه ْم َّ
ضى * َقال َ َفإ َّنا َقدْ َف َت َّنا َق ْو َم َك منْ َب ْعد َك َوأَ َ
َر ِّب ل َت ْر َ
ب منْ َر ِّب ُك ْم
ض ٌ
سنا ً أَ َف َطال َ َعلَ ْي ُك ْم ا ْل َع ْه ُد أَ ْم أَ َردْ ُت ْم أَنْ َيحل َّ َعلَ ْي ُك ْم َغ َ
أَسفا ً َقال َ َيا َق ْوم أَلَ ْم َيعدْ ُك ْم َر ُّب ُك ْم َو ْعداً َح َ
َفأ َ ْخلَ ْف ُت ْم َم ْوعدي *(.آيات . ) 86 - 83
بقية قصة العجل :ثم أقبل موسى على السامري و َقال َ لِ ما حملك على ما صنعت قال :رأيت جبرائيل
ض ُ
َب َفإنَّ لَ َك في
سول } .أي من أثر فرس جبريل َ .قال َ َف ْاذه ْ
الر ُ
ض ًة منْ أَ َثر َّ
ت َق ْب َ
وهو راكب فرسا ً { َف َق َب ْ
اس} .وهذا دعاء عليِ بأن ال يمس أحداً ،معاقبة لِ على مسِ ما لم يكن لِ مسِ،
س َ
ا ْل َح َياة أَنْ َتقُول َ ال م َ
هذا معاقبة لِ في الدنيا ،ثم توعده في األخرى .قال :فعمد موسى عليِ السالم إلى هذا العجل ،فحرقِ
علي وابن عباس وغيرهما .
قيل بالنار ،كما قالِ قتادة وغيره .وقيل بالمبارد ،كما قالِ ّ
24
سبأ
ال ُكلُوا منْ ر ْزق َر ِّب ُك ْم
قال هللا تعالى " :لَ َقدْ َكانَ ل َ
ين َوش َم ٍ
س َبإٍ في َم ْس َكنه ْم آ َي ٌة َج َّن َتان َعنْ َيم ٍ
َوا ْ
س ْيل َ ا ْل َعرم َو َبدَّ ْل َنا ُه ْم ب َج َّن َت ْيه ْم َج َّن َت ْين
س ْل َنا َعلَ ْيه ْم َ
ضوا َفأ َ ْر َ
ب َغفُو ٌر* َفأ َ ْع َر ُ
ش ُك ُروا لَ ُِ َب ْلدَ ةٌ َط ِّي َب ٌة َو َر ٌّ
َذ َوا َت ْي أ ُ ُك ٍل َخ ْمطٍ َوأَ ْث ٍل َو َ
يل * "( .سبأ اآليات ) 16 -15
ش ْي ٍء منْ سدْ ٍر َقل ٍ
س َالم منْ
الص َالة َوال َّ
سلَ ْي َمان َعلَ ْيِ َّ
صاح َبة ُ
س َبأ ُملُوك ا ْل َي َمن َوأَهْ ل َها َو َكا َن ْت ال َّت َباب َعة م ْن ُه ْم َو َب ْلقيس َ
َكا َن ْت َ
ساع أَ ْر َزاقه ْم َو ُز ُروعه ْم َوث َماره ْم َو َب َع َث َّ
هللا
ُج ْملَته ْم َو َكا ُنوا في ن ْع َمة َوغ ْب َطة في ب َالده ْم َو َع ْيشه ْم َوا ِّت َ
ش ُك ُروهُ ب َت ْوحيده َوع َبادَ تِ َف َكا ُنوا َك َذل َك َما َ
سل َتأْ ُمر ُه ْم أَنْ َيأْ ُكلُوا منْ ر ْزقِ َو َي ْ
اء
ش َ
الر ُ
ار َك َو َت َعالَى إلَ ْيه ْم ُّ
َت َب َ
َّ
السدّ أَ َّن ُِ
الس ْيل َوال َّت َف ُّرق في ا ْلب َالد َ .و َكانَ منْ أَ ْمر َّ
سال َّ
ضوا َع َّما أُم ُروا بِ َف ُعوق ُبوا بإ ْر َ
هللا َت َعالَى ُث َّم أَ ْع َر ُ
س ُيول أَ ْم َطاره ْم َوأَ ْود َيته ْم َف َع َمد ُملُوكه ْم ْاألَ َقادم .
ضا ُ
َكانَ ا ْل َماء َيأْتيه ْم منْ َب ْين َج َبلَ ْين َو َت ْج َتمع إلَ ْيِ أَ ْي ً
سوا
سدًّ ا َعظي ًما ُم ْح َك ًما هو سد مأرب َح َّتى ا ْر َت َف َع ا ْل َماء َو َح َك َم َعلَى َحا َّفات َذ ْينك ا ْل َج َبلَ ْين َف ََ َر ُ
َف َب َن ْوا َب ْينه َما َ
ْاألَ ْ
اس َت ََلُّوا ال ِّث َمار في َغا َية َما َي ُكون منْ ا ْل َك ْث َرة َوا ْل ُح ْسن .
ش َجار َو ْ
25
طالوت وجالوت 1 -
هللا َقد َب َع َث لَ ُك ْم َطالُ َ
وت َمل ًكا َقالُوا أَ َّنى َي ُكونُ لَ ُِ ا ْل ُم ْل ُك
قال تعالى فى سورة البقرة َ :و َقال َ لَ ُه ْم َنب ُّي ُه ْم إنَّ َّ َ
اص َط َفاهُ َعلَ ْي ُك ْم َو َزادَ هُ َب ْس َط ًة في
هللا ْ
َعلَ ْي َنا َو َن ْحنُ أَ َح ُّق با ْل ُم ْلك م ْن ُِ َولَ ْم ُي ْؤ َت َ
س َع ًة منَ ا ْل َمال َقال َ إنَّ َّ َ
ا ْلع ْلم َوا ْلج ْسم َو َّ
شا ُء َو َّ
هللاُ ُي ْؤتي ُم ْل َك ُِ َمنْ َي َ
هللاُ َواس ٌع َعلي ٌم ( ) 247
ذهب بنو إسرائيل لنبيهم يوما قالوا لِ :ابعث لنا ملكا يجمعنا تحت رايتِ كي نقاتل في سبيل هللا
ونستعيد أرضنا ومجدنا .قال نبيهم وكان أعلم بهم :هل أنتم واثقون من القتال لو كتب عليكم القتال؟
قالوا :ولماذا ال نقاتل في سبيل هللا ،وقد طردنا من ديارنا ،وتشرد أبناؤنا ،وساء حالنا؟ قال نبيهم :
إن هللا اختار لكم طالوت ملكا عليكم قالوا :كيف يكون ملكا علينا وهو ليس من أبناء األسرة التي
يخرج منها الملوك -أبناء يهوذا -كما أنِ ليس غنيا وفينا من هو أغنى منِ؟ قال نبيهم :إن هللا
اختاره وفضلِ عليكم بعلمِ وقوة جسمِ.قالوا :ما هي آية ملكِ؟ قال لهم نبيهم :يسترجع لكم التابوت
تجملِ المالئكة .ووقعت هذه المعجزة ..وعادت إليهم التوراة يوما ..ثم تجهز جيش طالوت ،وسار
الجيش طويال حتى أحس الجنود بالعطش ..قال الملك طالوت لجنوده :سنصادف نهرا في الطريق ،
فمن شرب منِ فليخرج من الجيش ،ومن لم يذقِ وإنما بل ريقِ فقط فليبق معي في الجيش..
26
طالوت وجالوت 2 -
وجاء النهر فشرب معظم الجنود ،وخرجوا من الجيش ،وكان طالوت قد أعد هذا االمتحان ليعرف
من يطيعِ من الجنود ومن يعصاه ،وليعرف أيهم قوي اإلرادة ويتحمل العطش ،وأيهم ضعيف
اإلرادة ويستسلم بسرعة.كان عدد أفراد جيش طالوت قليال ،وكان جيش العدو كبيرا وقويا .برز
جالوت في دروعِ الحديدية وسالحِ ،وهو يطلب أحدا يبارزه ..وخاف منِ جنود طالوت جميعا..
وهنا برز من جيش طالوت راعي غنم صَير هو داود ..كان داود مؤمنا باهلل ،كان يريد أن يقتل
جالوت ألن جالوت رجل جبار وظالم وال يؤمن باهلل ..وسمح الملك لداود أن يبارز جالوت..
ووضع داود حجرا قويا في مقالعِ وطوح بِ في الهواء وأطلق الحجر فأصاب جالوت فقتلِ
.وبدأت المعركة وانتصر جيش طالوت على جيش جالوت .بعد فترة أصبح داود -عليِ السالم –
ملكا لبني إسرائيل ،فجمع هللا على يديِ النبوة والملك .
27
قارون
وسى َف َب ََى َعلَ ْيه ْم َوآ َت ْي َناهُ منَ ا ْل ُك ُنوز َما إنَّ
قال تعالى فى سورة القصص :إنَّ َقا ُرونَ َكانَ منْ َق ْوم ُم َ
ب ا ْل َفرحينَ ( ) 76
هللا َال ُيح ُّ
َم َفات َح ُِ لَ َت ُنو ُء با ْل ُع ْ
ص َبة أُولي ا ْلقُ َّوة إ ْذ َقال َ لَ ُِ َق ْو ُم ُِ َال َت ْف َر ْح إنَّ َّ َ
هو من قوم موسى يحدثنا هللا عن كنوز قارون فيقول سبحانِ وتعالى إن مفاتيح الحجرات التي تضم
الكنوز ،كان يصعب حملها على مجموعة من الرجال األشداء لكن قارون بَى على قومِ بعد أن آتاه
هللا الثراء .ويبدو أن العقالء من قومِ نصحوه بالقصد واالعتدال ،ويذكرونِ بأن هذا المال هبة من
هللا وإحسان ،فعليِ أن يحسن ويتصدق من هذا المال ،فكان رد قارون ) َقال َ إ َّن َما أُوتي ُت ُِ َعلَى
ع ْل ٍم عندي ) .لقد أنساه غروره مصدر هذه النعمة وحكمتها ،وفتنِ المال وأعماه الثراء ،ولم يشعر
بنعمة ربِ .وخرج قارون ذات يوم على قومِ ،بكامل زينتِ ،فطارت قلوب بعض القوم ،وتمنوا أن
ض ) .هكذا في لمحة
س ْف َنا بِ َوبدَ اره ْاألَ ْر َ
لديهم مثل ما أوتي قارون .فيجيء العقاب حاسما ( َف َخ َ
خاطفة ابتلعتِ األرض وابتلعت داره .وذهب ضعيفا عاجزا ،ال ينصره أحد ،وال ينتصر بجاه أو مال .
28
لقمان 1 -
ورد ذكر القصة في سورة لقمان اآليات 14 -12قال تعالى َ ( :ولَ َقدْ آ َت ْي َنا لُ ْق َمانَ ا ْلح ْك َم َة أَن ا ْ
ش ُك ْر
ش ُك ْر َفإ َّن َما َي ْ
َّهلل َو َمنْ َي ْ
هللا َغن ٌّي َحمي ٌد * َوإ ْذ َقال َ لُ ْق َمانُ ال ْبنِ َوه َُو َيع ُظ ُِ َيا
ش ُك ُر ل َن ْفسِ َو َمنْ َك َف َر َفإنَّ َّ َ
شر ْك ب َّ
اهلل إنَّ ال ِّ
ُب َن َّي َال ُت ْ
سانَ ب َوالدَ ْيِ َح َملَ ْت ُِ أ ُ ُّم ُِ َوهْ ًنا َعلَى َوهْ ٍن
ص ْي َنا ْاإل ْن َ
ش ْر َك لَ ُظ ْل ٌم َعظي ٌم * َو َو َّ
صالُ ُِ في َعا َم ْين أَن ا ْ
ش ُك ْر لي َول َوالدَ ْي َك إلَ َّي ا ْل َمصي ُر* )
َوف َ
صال ًحا منْ َغ ْير ُن ُب َّوة ؟ َع َلى َق ْو َل ْين ْاألَ ْك َث ُرونَ َعلَى أنِ
الس َلف في لُ ْق َمان َهلْ َكانَ َنب ًّيا أَ ْو َع ْبدًا َ
ف َّ
ا ْخ َت َل َ
كان عبدا صالحا .وكان نوبيا ذا عبادة وعبارة ،وحكمة عظيمة ويقال :كان قاضيا في زمن داود
عليِ السالم فاهلل أعلم .وقيل :إن هللا رفع لقمان الحكيم لحكمتِ فرآه رجل كان يعرفِ قبل ذلك فقال :
ألست عبد بن فالن الذي كنت ترعى غنمي باألمس قال :بلى قال :فما بلغ بك ما أرى ؟ قال :قدر
سول
سم ْعت َر ُ
ي منْ َحديث ا ْبن ُع َمر َقال َ َ :
هللا وأداء األمانة وصدق الحديث وترك ما ال يعنيني َ .و ُرو َ
صلَّى َّ
َّ
سن ا ْل َيقين ،أَ َح َّب
سلَّ َم َيقُول ( :لَ ْم َي ُكنْ لُ ْق َمان َنب ًّيا َولَكنْ َكانَ َع ْبدًا َكثير ال َّت َف ُّكر َح َ
هللا َعلَ ْيِ َو َ
هللا َ
َّ
هللا َت َعالَى َفأ َ َح َّب ُِ َ ،ف َمنَّ َعلَ ْيِ با ْلح ْك َمة .
29
لقمان 2 -
( َوإنْ َجاهَدَ ا َك َعلى أَنْ ُت ْ
صاح ْب ُه َما في ال ُّد ْن َيا َم ْع ُرو ًفا َوا َّتب ْع
س لَ َك بِ ع ْل ٌم َف َال ُتط ْع ُه َما َو َ
شر َك بي َما لَ ْي َ
دَل
سبيل َ َمنْ أَ َن َ
َ
اب إلَ َّي ُث َّم إلَ َّي َم ْرج ُع ُك ْم َفأ ُ َن ِّب ُئ ُك ْم ب َما ُك ْن ُت ْم َت ْع َملُونَ * َيا ُب َن َّي إ َّن َها إنْ َت ُك م ْث َقال َ َح َّب ٍة منْ َخ ْر ٍ
الس َم َاوات أَ ْو في ْاألَ ْرض َيأْت ب َها َّ
الص َال َة
يف َخبي ٌر * َيا ُب َن َّي أَقم َّ
هللا لَط ٌ
ص ْخ َر ٍة أَ ْو في َّ
َف َت ُكنْ في َ
هللاُ إنَّ َّ َ
ص ِّع ْر َخدَّ َك
صا َب َك إنَّ َذل َك منْ َع ْزم ْاأل ُ ُمور * َو َال ُت َ
اصب ْر َعلَى َما أَ َ
َو ْأ ُم ْر با ْل َم ْع ُروف َوا ْن َِ َعن ا ْل ُم ْن َكر َو ْ
شي َك َو ْ
ور * َوا ْقصدْ في َم ْ
ض منْ
ض ْ
اغ ُ
هللا َال ُيح ُّ
ب ُكل َّ ُم ْخ َت ٍ
لل َّناس َو َال َت ْمش في ْاألَ ْرض َم َر ًحا إنَّ َّ َ
ال َف ُخ ٍ
ص ْو ُ
ت ا ْل َحمير * ِ)( لقمان ) 19 - 15
ص َوات لَ َ
ص ْوت َك إنَّ أَ ْن َكر ْاألَ ْ
َ
يمكن الرجوع إلى القصة فى شرح اآليات فى تفسير بن كثير
30
مائدة عيسى
ورد ذكر القصة في سورة المائدة اآليات 115 -112قال تعالى ( :إ ْذ َقال َ ا ْل َح َوار ُّيونَ َيا عي َ
سى ا ْبنَ َم ْر َي َم َهلْ
هللا إنْ ُك ْن ُت ْم ُم ْؤمنينَ * َقالُوا ُنري ُد أَنْ َنأْ ُكل َ م ْن َها َو َت ْط َمئنَّ
يع َر ُّب َك أَنْ ُي َن ِّزل َ َعلَ ْي َنا َمائدَ ًة منَ َّ
َي ْس َتط ُ
الس َماء َقال َ ا َّتقُوا َّ َ
ص َد ْق َت َنا َو َن ُكونَ َعلَ ْي َها منَ ال َّ
يسى ا ْبنُ َم ْر َي َم اللَّ ُه َّم َر َّب َنا أَ ْنزلْ َعلَ ْي َنا َمائ َد ًة منَ
شاهدينَ * َقال َ ع َ
قُلُو ُب َنا َو َن ْعلَ َم أَنْ َقدْ َ
الرازقينَ * َقال َ َّ
س َماء َت ُكونُ لَ َنا عي ًدا ألَ َّول َنا َوآَخر َنا َوآَ َي ًة م ْن َك َو ْار ُز ْق َنا َوأَ ْن َ
هللاُ إ ِّني ُم َن ِّزلُ َها َعلَ ْي ُك ْم َف َمنْ
ير َّ
ت َخ ُ
ال َّ
َي ْكفُ ْر َب ْع ُد م ْن ُك ْم َفإ ِّني أ ُ َع ِّذ ُب ُِ َع َذا ًبا َال أ ُ َع ِّذ ُب ُِ أَ َحدً ا منَ ا ْل َعالَمينَ *
وقصة هذه المائدة أن عيسى عليِ السالم أمر الحواريون بصيام ثالثين يوما فلما أتموها سألوا عيسى
عليِ السالم إنزال مائدة من السماء عليهم ليأكلوا منها وتطمئن بذلك قلوبهم أن هللا تعالى قد قبل
صيامهم وتكون لهم عيدًا يفطرون عليها يوم فطرهم ،ولكن عيسى عليِ السالم وعظهم في ذلك وخاف
عليهم أال يقوموا بشكرها ،فأبوا عليِ إال أن يسأل لهم ذلك ،فلما ألحوا عليِ أخذ يتضرع إلى هللا تعالى
في الدعاء والسؤال أن يجابوا إلى ما طلبوا فاستجاب هللا عزوجل دعاءه .فأنزل سبحانِ المائدة من
السماء والناس ينظرون إليها تنحدر بين غمامتين ،وجعلت تدنو قليال قليال وكلما دنت منهم يسأل
عيسى عليِ السالم أن يجعلها رحمة ال نقمة وأن يجعلها سال ًما وبركة ،فلم تزل تدنو حتى استقرت بين
يدي عيسى عليِ السالم وهي مَطاة بمنديل ،فقام عيسى عليِ السالم يكشف عنها وهو يقول (( بسم
هللا خير الرازقين)) ، .فأكلوا منها فبرأ كل من بِ عاهة أو آفة أو مرض مزمن واستَنى الفقراء
وصاروا أغنياء .
31
المؤمن والكافر
اضر ْب لَ ُه ْم َم َث ًال َر ُجلَ ْين َج َع ْل َنا ألَ َحده َما َج َّن َت ْين منْ
ورد ذكر القصة في سورة الكهف قال تعالى َ " :و ْ
ب َو َح َف ْف َنا ُه َما ب َن ْخ ٍل َو َج َع ْل َنا َب ْي َن ُه َما َز ْر ًعا * ك ْل َتا ا ْل َج َّن َت ْين آ َت ْت أ ُ ُكلَ َها َولَ ْم َت ْظل ْم م ْن ُِ َ
ش ْي ًئا َو َف َّج ْر َنا
أَ ْع َنا ٍ
صاحبِ َوه َُو ُي َحاو ُرهُ أَ َنا أَ ْك َث ُر م ْن َك َم ًاال َوأَ َع ُّز َن َف ًرا* َو َ
دَخل َ َج َّن َت ُِ َوه َُو
خ َاللَ ُه َما َن َه ًرا * َو َكانَ لَ ُِ َث َم ٌر َف َقال َ ل َ
اع َة َقائ َم ًة َولَئنْ ُرددْ ُ
ت إلَى َر ِّبي َألَجدَنَّ َخ ْي ًرا
الس َ
َظال ٌم ل َن ْفسِ َقال َ َما أَ ُظنُّ أَنْ َتبيدَ هَذه أَ َبدًا* َو َما أَ ُظنُّ َّ
م ْن َها ُم ْن َقلَ ًبا * ” ( ) 36 – 32
اضر ْب لَ ُه ْم َم َث ًال )) يعني لكفار قريش ،في عدم اجتماعهم بالضعفاء والفقراء وازدرائهم بهم ،
قولَِ ((:و ْ
وافتخارهم عليهم .والمشهور أن هذين كانا رجلين مصطحبين ،وكان أحدهما مؤمنا واآلخر كافرا،
ويقال :إنِ كان لكل منهما مال ،فأنفق المؤمن مالِ في طاعة هللا ومرضاتِ ابتَاء وجهِ ،وأما الكافر
فإنِ اتخذ لِ بستانين ،وهما الجنتان المذكورتان في اآلية ،فيهما أعناب ونخل وأنهار ،وافتخر
مالكهما على صاحبِ المؤمن الفقير .ولما اغتر هذا الجاهل بما خولِ هللا بِ في الدنيا ،فجحد اآلخرة
صاح ُب ُِ َوه َُو
وادعى أنها إن وجدت ليجدن عند ربِ خيرا مما هو فيِ ،وسمعِ صاحبِ يقول ذلك َقال َ لَ ُِ َ
س َّوا َك َر ُج ًال ) ويذكر
ُي َحاو ُرهُ أي ؛ يجادلِ ( أَ َك َف ْر َت بالَّذي َخلَ َق َك منْ ُت َرا ٍ
ب ُث َّم منْ ُن ْط َف ٍة ُث َّم َ
لنا32القرآن أنِ جاءه أمر أحاط بجميع حواصلِ وخرب جنتِ.
ناقة صالح
ورد ذكر الناقة في مواضع عدة فى سور األعراف ( – )77 ، 73هود ( – ) 64االسراء ( ) 59
الشعراء ( - ) 155القمر ( - ) 27الشمس ( . )13
اء ْت ُك ْم َب ِّي َن ٌة منْ
هللا َما لَ ُك ْم منْ إلَ ٍِ َغ ْي ُرهُ َقدْ َج َ
صال ًحا َقال َ َيا َق ْوم ْ
قال تعالى َ :وإلَى َث ُمودَ أَ َخا ُه ْم َ
اع ُبدُوا َّ َ
هللا لَ ُك ْم آ َي ًة َف َذ ُروهَا َتأْ ُكلْ في أَ ْرض َّ
َر ِّب ُك ْم هَذه َنا َق ُة َّ
اب أليم *
س ٍ
وء َف َيأْ ُخ َذ ُك ْم َع َذ ٌ
سوهَا ب ُ
هللا َو َال َت َم ُّ
( األعراف ) 73
أرسلِ هللا إلى قوم ثمود وكانوا قوما جاحدين آتاهم هللا رزقا كثيرا ولكنهم عصوا ربهم وعبدوا األصنام
وتفاخروا بينهم بقوتهم فبعث هللا إليهم صالحا مبشرا ومنذرا ولكنهم كذبوه وعصوه وطالبوه بأن يأتي بآية
ليصدقوه فأتاهم بالناقة وأمرهم أن ال يؤذوها ولكنهم أصروا على كبرهم فعقروا الناقة وعاقبهم هللا
بالصاعقة فصعقوا جزاء لفعلتهم ونجى هللا صالحا والمؤمنين .
قصة الناقة بالتفصيل يمكن الرجوع إليها فى قصص
األنبيا ء وفى تفسير بن كثير .
33
هاروت و ماروت
ورد ذكر القصة في سورة البقرة ،قال تعالى َ {:وا َّت َب ُعوا َما َت ْتلُو ال َّ
سلَ ْي َمانَ َو َما َك َف َر
ش َياطينُ َعلَى ُم ْلك ُ
سلَ ْي َمانُ َولَكنَّ ال َّ
وت َو َما ُر َ
الس ْح َر َو َما أُنزل َ َعلَى ا ْل َملَ َك ْين ب َبابل َ هَا ُر َ
وت
اس ِّ
ش َياطينَ َك َف ُروا ُي َعلِّ ُمونَ ال َّن َ
ُ
َو َما ُي َعلِّ َمان منْ أَ َح ٍد َح َّتى َيقُوال إ َّن َما َن ْحنُ ف ْت َن ٌة َفال َت ْكفُ ْر َف َي َت َعلَّ ُمونَ م ْن ُه َما َما ُي َف ِّرقُونَ بِ َب ْينَ ا ْل َم ْرء
ارينَ بِ منْ أَ َح ٍد إال بإ ْذن َّ
ض ُّر ُه ْم َوال َين َف ُع ُه ْم َولَ َقدْ َعل ُموا لَ َمنْ
هللا َو َي َت َعلَّ ُمونَ َما َي ُ
ض ِّ
َو َز ْوجِ َو َما ُه ْم ب َ
س َما َ
ا ْ
س ُه ْم لَ ْو َكا ُنوا َي ْعلَ ُمونَ } [ البقرة.] 102 :
ش َر ْوا بِ أَنفُ َ
ش َت َراهُ َما لَ ُِ في اآلخ َرة منْ َخ َال ٍق َولَب ْئ َ
والقصة :أن اليهود نبذوا كتاب هللا واتبعوا كتب السحرة والشعوذة التي كانت ُت ْق َرأ في زمن ملك سليمان
عليِ السالم .وذلك أن الشياطين كانوا يسترقون السمع ثم يضمون إلى ما سمعوا أكاذيب يلفقونها
ويلقونها إلى الكهنة ،وقد دونوها في كتب يقرؤونها ويعلمونها الناس وفشا ذلك في زمان سليمان عليِ
السالم ،حتى قالوا إن الجن تعلم الَيب ،وكانوا يقولون هذا علم سليمان عليِ السالم ،وما ت َّم لسليمان
ملكِ إال بهذا العلم وبِ سخر الجن واإلنس والطير والريح ،فأنزل هللا هذين الملكين هاروت وماروت
لتعليم الناس السحر ابتال ًء من هللا وللتمييز بين السحر والمعجزة وظهور الفرق بين كالم األنبياء عليهم
34وبين كالم السحرة .
السالم
هابيل وقابيل
قال تعالى في سورة المائدة َ :وا ْتل ُ َعلَ ْيه ْم َن َبأ َ ا ْب َن ْي آدَ َم با ْل َح ِّق إ ْذ َق َّر َبا قُ ْر َبا ًنا َف ُتقُ ِّبل َ منْ أَ َحده َما َولَ ْم
ُي َت َق َّبلْ منَ ْاآل َخر َقال َ َألَ ْق ُتلَ َّن َك َقال َ إ َّن َما َي َت َق َّبل ُ َّ
هللاُ منَ ا ْل ُم َّتقينَ ( ) 27
كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا وفي البطن التالي ابنا وبنتا .فيحل زواج ابن البطن األول من البطن الثاني.
ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسِ ..فأمرهما آدم أن يقدما قربانا ،فقدم كل واحد منهما قربانا ،
فتقبل هللا من هابيل ولم يتقبل من قابيل .بعد أيام ..كان األخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة ..فقام إليِ
أخوه قابيل فقتلِ .كان هذا األخ القتيل أول إنسان يموت على األرض ..ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف
بعد .وحمل األخ جثة شقيقِ وراح يمشي بها ..ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت .وضع
الَراب الحي الَراب الميت على األرض وساوى أجنحتِ إلى جواره وبدأ يحفر األرض بمنقاره ووضعِ
برفق في القبر وعاد يهيل عليِ التراب ..بعدها طار في الجو وهو يصرخ .واهتز جسد القاتل ببكاء
عنيف ثم أنشب أظافره في األرض وراح يحفر قبر شقيقِ .قال آدم حين عرف القصة( :ه ََذا منْ َع َمل
ال َّ
ش ْي َطان إ َّن ُِ َعد ٌُّو ُّمضل ٌّ ُّمبينٌ ( وحزن حزنا شديدا على خسارتِ في ولديِ.
35
وأخير
ا
قال تعالى فى سورة هود :
ص ُِ َعلَ ْي َك
} َذل َك منْ أَ ْن َباء ا ْلقُ َرى َنقُ ُّ
م ْن َها َقائ ٌم َو َحصي ٌد ( آية { )100
صدق هللا العظيم
[email protected]
36