صص ب َما سنَ ا ْل َق َ ص َعلَ ْي َك أَ ْح َ قال تعالى فى سورة يوسف َ : ن ْحنُ.

Download Report

Transcript صص ب َما سنَ ا ْل َق َ ص َعلَ ْي َك أَ ْح َ قال تعالى فى سورة يوسف َ : ن ْحنُ.

‫صص ب َما‬
‫سنَ ا ْل َق َ‬
‫ص َعلَ ْي َك أَ ْح َ‬
‫قال تعالى فى سورة يوسف ‪َ :‬ن ْحنُ َنقُ ُّ‬
‫أَ ْو َح ْي َنا إلَ ْي َك ه ََذا ا ْلقُ ْرآنَ َوإنْ ُك ْن َت منْ َق ْبلِ لَمنَ ا ْل ََافلينَ ( ‪)3‬‬
‫( صدق هللا العظيم )‬
‫قصص القرآن‬
‫جمع وإعداد‬
‫جنات عبد العزيز دنيا‬
‫‪1‬‬
‫إبراهيم‬
‫والنمرود‬
‫أصحاب‬
‫السبت‬
‫بقرة بنى‬
‫إسرائيل‬
‫ذو‬
‫القرنين‬
‫قارون‬
‫أصحاب‬
‫األخدود‬
‫أصحاب‬
‫الكهف‬
‫حمار‬
‫عزير‬
‫السامرى‬
‫والعجل‬
‫لقمان‬
‫أصحاب‬
‫الجنة‬
‫أصحاب‬
‫الفيل‬
‫حزقيل‬
‫سبأ‬
‫مائدة‬
‫عيسى‬
‫أصحاب‬
‫الرس‬
‫إمرأة‬
‫العزيز‬
‫الخضر‬
‫طالوت‬
‫وجالوت‬
‫المؤمن‬
‫والكافر‬
‫هاروت وماروت‬
‫‪2‬‬
‫هابيل وقابيل‬
‫إبراهيم و النمرود‬
‫اج إ ْب َراهي َم في‬
‫ورد ذكر القصة في سورة ( البقرة – اآلية ‪ )258‬قال هللا تعالى ‪{:‬أَلَ ْم َت َر إلَى الَّذي َح َّ‬
‫َر ِّبِ أَنْ آ َتاهُ َّ‬
‫يت َقال َ أَ َنا أ ُ ْحيي َوأُم ُ‬
‫هللاُ ا ْل ُم ْل َك إ ْذ َقال َ إ ْب َراهي ُم َر ِّبي الَّذي ُي ْحيي َو ُيم ُ‬
‫هللا‬
‫يت َقال َ إ ْب َراهي ُم َفإنَّ َّ َ‬
‫شرق َفأْت ب َها منْ ا ْل َم َْرب َف ُبه َت الَّذي َك َف َر َو َّ‬
‫هللاُ ال َي ْهدي ا ْل َق ْو َم ا َّ‬
‫ش ْمس منْ ا ْل َم ْ‬
‫َيأْتي بال َّ‬
‫لظالمينَ }‪.‬‬
‫ذهب إبراهيم عليِ السالم لملك متألِّ كان في زمانِ‪ .‬روي أن الملك المعاصر إلبراهيم كان يلقب‬
‫( بالنمرود ) وهو ملك اآلراميين بالعراق ‪ .‬أخبرنا هللا تعالى في كتابِ الحكيم الحجة األولى التي‬
‫أقامها إبراهيم عليِ السالم على الملك الطاغية‪ ،‬فقال إبراهيم بهدوء‪َ ( :‬ر ِّب َي الَّذي ُي ْحييي َو ُيم ُ‬
‫يت )‬
‫قال الملك‪ ( :‬أَ َنا أ ُ ْحييي َوأُم ُ‬
‫يت ) أستطيع أن أحضر رجال يسير في الشارع وأقتلِ‪ ،‬وأستطيع أن أعفو‬
‫عن محكوم عليِ باإلعدام وأنجيِ من الموت‪ ..‬وبذلك أكون قادرا على الحياة والموت‪ .‬لم يجادل‬
‫إبراهيم الملك لسذاجة ما يقول ‪ .‬غير أنِ أراد أن يثبت للملك أنِ يتوهم في نفسِ القدرة وهو في‬
‫ش ْمس منَ ا ْل َم ْ‬
‫هللا َيأْتي بال َّ‬
‫شرق َفأْت ب َها منَ ا ْل َم َْرب) استمع‬
‫الحقيقة ليس قادرا‪ .‬فقال إبراهيم ‪َ ( :‬فإنَّ ّ َ‬
‫الملك إلى تحدي إبراهيم صامتا‪ ..‬فلما انتهى كالم النبي بهت الملك‪ .‬أحس بالعجز ولم يستطع أن‬
‫يجيب ‪ .‬انصرف إبراهيم من قصر الملك‪ ،‬بعد أن بهت الذي كفر ‪. .‬‬
‫‪3‬‬
‫أصحاب األخدود ‪1-‬‬
‫اب ْاأل ُ ْخدُود* ال َّنار َذات ا ْل َوقُود* ( ‪) 5 – 4‬‬
‫ص َح ُ‬
‫قال تعالى فى سورة البروج ‪ :‬قُتل َ أَ ْ‬
‫إنها قصة فتا ً آمن‪ ،‬فصبر وثبت‪ ،‬فآمنت معِ قريتِ‪ .‬لقد كان غالما نبيها‪ ،‬ولم يكن قد آمن بعد‪ .‬وكان‬
‫يعيش في قرية ملكها كافر يدّعي األلوهية‪ .‬وكان للملك ساحر يستعين بِ‪ .‬وعندما تقدّ م العمر بالساحر‪،‬‬
‫طلب من الملك أن يبعث لِ غالما يعلّمِ السحر ليحل ّ محلِ بعد موتِ‪ .‬فاختير هذا الَالم وأُرسل‬
‫يمر على راهب‪ .‬فجلس معِ مرة‬
‫للساحر‪ .‬فكان الَالم يذهب للساحر ليتعلم منِ‪ ،‬وفي طريقِ كان ّ‬
‫وأعجبِ كالمِ‪ .‬فصار يجلس مع الراهب في كل مرة يتوجِ فيها إلى الساحر ‪.‬وكان الَالم بتوفيق من‬
‫هللا يعالج الناس من جميع األمراض ‪ .‬فسمع بِ أحد جلساء الملك‪ ،‬وكان قد َف َقدَ بصره ‪ .‬فجمع هدايا‬
‫كثيرة وتوجِ بها للَالم وقال لِ‪ :‬أعطيك جميع هذه الهدايا إن شفيتني ‪ .‬فأجاب الَالم ‪ :‬أنا ال أشفي‬
‫أحدا‪ ،‬إنما يشفي هللا تعالى ‪ ،‬فإن آمنت باهلل دعوت هللا فشفاك ‪ .‬فآمن جليس الملك ‪ ،‬فشفاه هللا تعالى‬
‫رب‬
‫‪ .‬فسألِ الملك‪ :‬من ردّ عليك بصرك ؟ فأجاب الجليس بثقة المؤمن‪ :‬ر ّبي فَضب الملك وقال ‪ :‬ولك ّ‬
‫غيري؟ فأجاب المؤمن دون تردد‪ :‬ر ّبي ور ّبك هللا ‪ .‬فثار الملك ‪ ،‬وأمر بتعذيبِ‪ .‬فلم يزالوا ي ّ‬
‫عذبونِ‬
‫حتى دل ّ على الَالم ‪ .‬جيئ بالَالم وقيل لِ ‪ :‬ارجع عن دينك فأبى الَالم ‪ .‬فأمر الملك بأخذ الَالم لقمة‬
‫جبل ‪ ،‬وتخييره هناك‪ ،‬فإما أن يترك دينِ أو أن يطرحوه من قمة الجبل ‪ .‬فأخذ الجنود‬
‫ّ‬
‫فاهتز الجبل‬
‫الَالم‪ ،‬وصعدوا بِ الجبل ‪ ،‬فدعى الفتى ربِ ‪ :‬اللهم اكفنيهم بما شئت‪.‬‬
‫وسقط الجنود‪ .‬ورجعالَالم يمشي إلى الملك‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫أصحاب األخدود ‪2-‬‬
‫اب ْاأل ُ ْخدُود* ال َّنار َذات ا ْل َوقُود* ( ‪) 5 – 4‬‬
‫ص َح ُ‬
‫قال تعالى فى سورة البروج ‪ :‬قُتل َ أَ ْ‬
‫فأمر الملك جنوده بحمل الَالم في سفينة‪ ،‬والذهاب بِ لوسط البحر‪ ،‬ثم تخييره هناك بالرجوع عن دينِ‬
‫أو إلقاءه ‪ .‬فذهبوا بِ ‪ ،‬فدعى الَالم هللا‪ :‬اللهم اكفنيهم بما شئت‪ .‬فانقلبت بهم السفينة وغرق من كان‬
‫عليها إال الَالم ‪ .‬ثم رجع إلى الملك فسألِ الملك باستَراب ‪ :‬أين من كان معك ؟ فأجاب الَالم المتوكل‬
‫على هللا ‪ :‬كفانيهم هللا تعالى ‪ .‬ثم قال للملك ‪ :‬إنك لن تستطيع قتلي حتى تفعل ما آمرك بِ‪.‬‬
‫فقال الملك‪ :‬ما هو؟ فقال الفتى المؤمن‪ :‬أن تجمع الناس في مكان واحد ‪ ،‬وتصلبني على جذع ‪ ،‬ثم تأخذ‬
‫رب الَالم" ثم ارمني ‪ ،‬فإن فعلت ذلك‬
‫سهما من كنانتي ‪ ،‬وتضع السهم في القوس ‪ ،‬وتقول "بسم هللا ّ‬
‫برب الَالم ‪ .‬فأمر الملك بحفر‬
‫قتلتني ‪ .‬وفعل ما قالِ الَالم بأن رماه فأصابِ فقتلِ‪ .‬فصرخ الناس‪ :‬آمنا ّ‬
‫ّ‬
‫شق في األرض ‪ ،‬وإشعال النار فيها ثم أمر جنوده بتخيير الناس‪ ،‬فإما الرجوع عن اإليمان ‪ ،‬أو إلقائهم‬
‫في النار ‪ .‬ففعل الجنود ذلك حتى جاء دور امرأة ومعها صبي لها ‪ ،‬فخافت أن ُترمى في النار‪ .‬فألهم هللا‬
‫الصبي أن يقول لها ‪ :‬يا أ ّماه اصبري فإنك على الحق ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫أصحاب الجنة‬
‫أصحاب‬
‫الجنة‬
‫صبحينَ * َو َال‬
‫صر ُم َّن َها ُم ْ‬
‫س ُموا لَ َي ْ‬
‫اب ا ْل َج َّنة إ ْذ أَ ْق َ‬
‫ص َح َ‬
‫قال تعالى فى سورة القلم ‪ :‬إ َّنا َبلَ ْو َنا ُه ْم َك َما َبلَ ْو َنا أَ ْ‬
‫صبحينَ * أَن‬
‫الصريم * َف َت َنادَوا ُم ْ‬
‫ص َب َح ْت َك َّ‬
‫ف ِّمن َّر ِّب َك َو ُه ْم َنائ ُمونَ * َفأ َ ْ‬
‫اف َعلَ ْي َها َطائ ٌ‬
‫َي ْس َت ْث ُنونَ * َف َط َ‬
‫صارمينَ * َف َ‬
‫ْ‬
‫انطلَقُوا َو ُه ْم َي َت َخا َف ُتونَ * أَن َّال َيدْ ُخلَ َّن َها ا ْل َي ْو َم َعلَ ْي ُكم ِّم ْسكينٌ *‬
‫اغدُوا َعلَى َح ْرث ُك ْم إن ُكن ُت ْم َ‬
‫‪. ) 25 – 17 ( *......‬‬
‫قال إبن عباس ‪ :‬إنِ كان شيخ كانت لِ جنة ‪ ،‬وكان ال يدخل بيتِ ثمرة منها وال إلى منزلِ حتى يعطي‬
‫كل ذي حق حقِ‪ .‬فلما قبض الشيخ وورثِ بنوه طَوا وبَوا وتعاهدوا أال يعطوا أحدا من فقراء المسلمين‬
‫شيئا هذا العام حتى تكثر أموالهم فرضي بذلك منهم أربعة‪ ،‬وسخط الخامس أوسطهم كما قال تعالى ‪:‬‬
‫ام َت َح َّنا أَهْ ل َم َّكة با ْل َق ْحط‬
‫( قال أوسطهم ألم أقل لكم لوال تسبحون) ‪ .‬يقول رب العزة "إ َّنا َبلَ ْو َنا ُه ْم" ْ‬
‫صر ُم َّن َها" َي ْق َط ُعونَ َث َم َرت َها‬
‫س ُموا ل َي ْ‬
‫ص َحاب ا ْل ُب ْس َتان " ْإذ أَ َق َ‬
‫ص َحاب ا ْل َج َّنة" أَ ْي أَ ْ‬
‫َوا ْل ُجوع " َك َما َبلَ ْو َنا أَ ْ‬
‫الص َباح َك ْي َال َي ْ‬
‫صدَّق بِ َعلَ ْيه ْم‬
‫ساكين َف َال ُي ْع ُطو َن ُه ْم م ْن َها َما َكانَ أَ ُبو ُه ْم َي َت َ‬
‫ش ُعر به ْم ا ْل َم َ‬
‫صبحينَ " َو ْقت َّ‬
‫" ُم ْ‬
‫م ْن َها ‪ .‬وتعاهدوا على ذلك‪ .‬ولكن لم يفلحوا في أمرهم ‪ .‬يقول تعالى ‪ ( :‬فطاف عليها طائف من ربك وهم‬
‫نائمون فأصبحت كالصريم ) ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫أصحاب الرس‬
‫يرا ))‬
‫س َوقُ ُرو ًنا َب ْينَ َذل َك َكث ً‬
‫الر ِّ‬
‫اب َّ‬
‫ص َح َ‬
‫قال تعالى في سورة الفرقان آية ‪َ (( :38‬و َعادًا َو َث ُمودَ َوأَ ْ‬
‫س َو َث ُمو ُد ))‬
‫الر ِّ‬
‫اب َّ‬
‫ص َح ُ‬
‫وح َوأَ ْ‬
‫وقال تعالى في سورة ق آية ‪َ (( :12‬ك َّذ َب ْت َق ْبلَ ُه ْم َق ْو ُم ُن ٍ‬
‫أختلفوا فى أصحاب الرس من هم ‪َ .‬ف َقال َ ا ْبن ُج َر ْيج َعنْ ا ْبن َع َّباس ُه ْم أَهْ ل َق ْر َية منْ‬
‫قُ َرى َث ُمود َو َقال َ َعل ّي َرض َي َّ‬
‫هللا َع ْن ُِ ‪ُ :‬ه ْم َق ْوم َكا ُنوا َي ْع ُبدُونَ َ‬
‫ص َن ْو َبر َف َد َعا‬
‫ش َج َرة َ‬
‫س ْت ال َّ‬
‫سوهُ في ب ْئر ‪َ ,‬فأ َ َظلَّ ْت ُه ْم‬
‫ش َج َرة َف َق َتلُوهُ َو َر ُّ‬
‫َعلَ ْيه ْم َنب ّيه ْم ; َو َكانَ منْ َولَد َي ُهو َذا ‪َ ،‬ف َيب َ‬
‫يجانَ َق َتلُوا أَ ْنب َياء َف َج َّف ْت‬
‫س ْودَاء َفأ َ ْح َر َق ْت ُه ْم ‪َ .‬و َقال َ ا ْبن َع َّباس ‪ُ :‬ه ْم َق ْوم بأ َ ْذ َرب َ‬
‫س َحا َبة َ‬
‫َ‬
‫ش َجاره ْم َو ُز ُروعه ْم َف َما ُتوا ُجو ًعا َو َع َط ً‬
‫أَ ْ‬
‫شا ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫السبت‪1 -‬‬
‫أصحابالسبت‬
‫أصحاب‬
‫الس ْبت َفقُ ْل َنا لَ ُه ْم ُكو ُنوا ق َردَ ًة َخاسئينَ ( ‪ 65‬البقرة )‬
‫دَوا م ْن ُك ْم في َّ‬
‫اع َت ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬ولَ َقدْ َعل ْم ُت ُم الَّذينَ ْ‬
‫أبطال هذه الحادثة ‪ ،‬جماعة من اليهود‪ ،‬كانوا يسكنون في قرية ساحلية ‪ ،‬وكان اليهود ال يعملون يوم‬
‫السبت ‪ ،‬وإنما يتفرغون فيِ لعبادة هللا ‪ .‬لقد ابتالهم هللا عز وجل‪ ،‬بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت‬
‫للساحل ‪ ،‬وتتراءى ألهل القرية ‪ ،‬بحيث يسهل صيدها ‪ .‬ثم تبتعد بقية أيام األسبوع ‪ .‬فانهارت عزائم‬
‫فرقة من القوم‪ ،‬واحتالوا الحيل – على شيمة اليهود –وبدأوا بالصيد يوم السبت‪ .‬لم يصطادوا السمك‬
‫مباشرة‪ ،‬وإنما أقاموا الحواجز والحفر‪ ،‬فإذا قدمت الحيتان حاوطوها يوم السبت ‪ ،‬ثم اصطادوها يوم‬
‫محرم عليهم ‪ .‬فانقسم أهل القرية لثالث فرق ‪ :‬فرقة‬
‫األحد‪ .‬كان هذا االحتيال بمثابة صيد ‪ ،‬وهو‬
‫ّ‬
‫عاصية ‪ ،‬تصطاد بالحيلة ‪ -‬وفرقة ال تعصي هللا وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث فتأمر بالمعروف وتنهى‬
‫ّ‬
‫وتحذر المخالفين من غضب هللا ‪ ،‬وفرقة ثالثة سلبية ال تعصي هللا لكنها ال تنهى عن‬
‫عن المنكر‬
‫المنكر ‪ .‬جاء أمر هللا وحل بالعصاة العذاب‪ ،‬لقد ّ‬
‫عذب هللا العصاة وأنجى اآلمرين بالمعروف والناهين‬
‫النص القرآني‬
‫عن المنكر ‪ .‬أما الفرقة الثالثة ‪،‬التي لم تعص هللا لكنها لم تنِ عن المنكر ‪ ،‬فقد سكت‬
‫ّ‬
‫وحولهم لقردة عقابا لهم إلمعانهم في المعصية‪.‬‬
‫عنها ‪ .‬لقد كان العذاب شديدا ‪ .‬لقد مسخهم هللا ‪ّ ،‬‬
‫‪8‬‬
‫أصحاب الكهف – ‪1‬‬
‫الرقيم َكا ُنوا منْ آ َيات َنا َع َج ًبا إ ْذ أَ َوى ا ْلف ْت َي ُة إلَى ا ْل َك ْهف‬
‫اب ا ْل َك ْهف َو َّ‬
‫ص َح َ‬
‫قال تعالى ‪ :‬أَ ْم َحس ْب َت أَنَّ أَ ْ‬
‫َف َقالُوا َر َّب َنا آت َنا منْ لَ ُد ْن َك َر ْح َم ًة َو َه ِّي ْئ لَ َنا منْ أَ ْمر َنا َر َ‬
‫ض َر ْب َنا َعلَى َآذانه ْم في ا ْل َك ْهف سنينَ َعدَ ًدا‬
‫ش ًدا * َف َ‬
‫( الكهف ‪)11 - 9 :‬‬
‫في زمان ومكان غير معروفين لنا اآلن ‪ ،‬كانت توجد قرية مشركة‪ .‬ضل ملكها وأهلها عن الطريق‬
‫المستقيم ‪ .‬في هذا المجتمع الفاسد‪ ،‬ظهرت مجموعة من الشباب العقالء‪ .‬فتية آمنوا باهلل ‪ ،‬فثبتهم وزاد‬
‫في هداهم ‪ .‬وألهمهم طريق الرشاد ‪ .‬قرروا النجاة بدينهم وبأنفسهم بالهجرة من القرية لمكان آمن‬
‫يعبدون هللا فيِ ‪ .‬التوجِ لكهف مهجور ليكون مالذا لهم ‪ .‬خرجوا ومعهم كلبهم ‪ .‬استلقى الفتية في‬
‫الكهف‪ ،‬وجلس كلبهم على باب الكهف يحرسِ‪ .‬وهنا حدثت معجزة إلهية‪ .‬لقد نام الفتية ثالثمائة وتسع‬
‫سنوات ‪ .‬وخالل هذه المدة‪ ،‬كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتَرب عن شمالِ‪ ،‬فال تصيبهم‬
‫أشعتها في أول وال آخر النهار ‪ .‬بعد هذه السنين‪ ،‬بعثهم هللا مرة أخرى ‪ .‬استيقظوا من سباتهم الطويل‪،‬‬
‫لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم‪ .‬وكانت آثار النوم الطويل بادية عليهم ‪.‬‬
‫فتساءلوا‪ :‬كم لبثنا ؟! فأجاب بعضهم ‪ :‬لبثنا يوما أو بعض يوم ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫أصحاب الكهف – ‪2‬‬
‫ص َعلَ ْي َك َن َبأ َ ُه ْم با ْل َح ِّق إ َّن ُه ْم ف ْت َي ٌة آ َم ُنوا‬
‫صى ل َما لَب ُثوا أَ َمدًا * َن ْحنُ َنقُ ُّ‬
‫ي ا ْلح ْز َب ْين أَ ْح َ‬
‫ُث َّم َب َع ْث َنا ُه ْم ل َن ْعلَ َم أَ ُّ‬
‫ب َر ِّبه ْم َوزدْ َنا ُه ْم ُهدًى * ( الكهف ‪)12 - 11 :‬‬
‫طلبوا من أحدهم أن يذهب خلسة للمدينة ‪ ،‬وأن يشتري طعاما ثم يعود إليهم برفق حتى ال يشعر بِ أحد‬
‫‪ .‬فربما يعاقبهم جنود الملك أو الظلمة من أهل القرية إن علموا بأمرهم ‪ .‬خرج الرجل المؤمن متوجها‬
‫للقرية‪ ،‬إال أنها لم تكن كعهده بها‪ .‬لقد تَيرت األماكن والوجوه‪ .‬تَ ّيرت البضائع والنقود‪ .‬لقد آمنت‬
‫المدينة التي خرج منها الفتية‪ ،‬وهلك الملك الظالم ‪ ،‬وجاء مكانِ رجل صالح ‪ .‬لقد فرح الناس بهؤالء‬
‫الفتية المؤمنين ‪.‬وبعد أن ثبتت المعجزة‪ ،‬معجزة إحياء األموات‪ .‬أخذ هللا أرواح الفتية‪ .‬فلكل نفس أجل‪،‬‬
‫ال نزال نجهل كثيرا من األمور المتعلقة بهم إال أن هللا عز وجل ينهانا عن الجدال في هذه األمور‪،‬‬
‫ويأمرنا بإرجاع علمهم إلى هللا ‪ .‬فال يهم إن كانوا أربعة أو ثمانية‪ ،‬إنما المهم أن هللا أقامهم بعد أكثر‬
‫من ثالثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرة هللا على بعث من في القبور‪ ،‬ولتتناقل األجيال خبر هذه‬
‫المعجزة جيال بعد جيل ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫أصحاب الفيل ‪1-‬‬
‫يل *‬
‫ص َحاب ا ْلفيل * أَلَ ْم َي ْج َعلْ َك ْيدَ ُه ْم في َت ْ‬
‫ف َف َعل َ َر ُّب َك بأ َ ْ‬
‫قال تعالى فى سورة الفيل ‪ :‬أَلَ ْم َت َر َك ْي َ‬
‫ضل ٍ‬
‫ول ( ‪) 5 – 1‬‬
‫ص ٍ‬
‫يل * َف َج َعلَ ُه ْم َك َع ْ‬
‫سل َ َعلَ ْيه ْم َط ْي ًرا أَ َبابيل َ * َت ْرميه ْم بح َج َ‬
‫َوأَ ْر َ‬
‫ف َمأْ ُك ٍ‬
‫ار ٍة منْ س ِّج ٍ‬
‫كانت اليمن تابعة للنجاشي ملك الحبشة ‪ .‬وقام والي اليمن ( أبرهة ) ببناء كنيسة عظيمة‪ ،‬وأراد أن يَ ّير‬
‫يحجون إلى هذه الكنيسة بدال من بيت هللا الحرام‪ .‬وقيل أن رجال من العرب‬
‫حج العرب‪ .‬فيجعلهم ّ‬
‫وجهة ّ‬
‫ذهب وأحدث في الكنيسة تحقيرا لها‪ .‬وأن بنوا كنانة قتلوا رسول أبرهة الذي جاء يطلب منهم الحج‬
‫للكنيسة‪ .‬فعزم أبرهة على هدم الكعبة‪ .‬وج ّهز جيشا جرارا‪ ،‬ووضع في مقدمتِ فيال مشهورا عنده ‪.‬‬
‫وفي مكان يسمى المَمس بين الطائف ومكة‪ ،‬أرسل أبرهة كتيبة من جنده‪ ،‬ساقت لِ أموال قريش‬
‫وغيرها من القبائل ‪ .‬وكان من بين هذه األموال مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم ‪ ،‬كبير قريش وس ّيدها‪.‬‬
‫فه ّمت قريش وكنانة وهذيل وغيرهم على قتال أبرهة‪ .‬ثم عرفوا أنهم ال طاقة لهم بِ فتركوا ذلك‪.‬‬
‫وبعث أبرهة رسوال إلى مكة يسأل عن سيد هذا البلد ‪ ،‬ويبلَِ أن الملك لم يأت لحربهم وإنما جاء لهدم‬
‫هذا البيت ‪ .‬انطلق عبد المطلب مع الرسول لمحادثة أبرهة ‪ .‬قال عبد المطلب أريد أن يرد علي الملك‬
‫مائتي بعير أصابها لي ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫أصحاب الفيل ‪2 -‬‬
‫يل *‬
‫ص َحاب ا ْلفيل * أَلَ ْم َي ْج َعلْ َك ْيدَ ُه ْم في َت ْ‬
‫ف َف َعل َ َر ُّب َك بأ َ ْ‬
‫قال تعالى فى سورة الفيل ‪ :‬أَلَ ْم َت َر َك ْي َ‬
‫ضل ٍ‬
‫ول ( ‪) 5 – 1‬‬
‫ص ٍ‬
‫يل * َف َج َعلَ ُه ْم َك َع ْ‬
‫سل َ َعلَ ْيه ْم َط ْي ًرا أَ َبابيل َ * َت ْرميه ْم بح َج َ‬
‫َوأَ ْر َ‬
‫ف َمأْ ُك ٍ‬
‫ار ٍة منْ س ِّج ٍ‬
‫قال لِ الملك أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمِ ال‬
‫تكلمني فيِ ? قال لِ عبد المطلب ‪ :‬إني أنا رب اإلبل‪ .‬وإن للبيت رب سيمنعِ‪ .‬فاستكبر أبرهة وقال‪:‬‬
‫ما كان ليمتنع مني ‪ .‬قال‪ :‬أنت وذاك !‪ ..‬فردّ أبرهة على عبد المطلب إبلِ‪.‬‬
‫ثم عاد عبد المطلب إلى قريش وأخبرهم بما حدث ‪ ،‬وأمرهم بالخروج من مكة والبقاء في الجبال‬
‫المحيطة بها‪ .‬ثم توجِ وهو ورجال من قريش إلى للكعبة وأمسك حلقة بابها‪ ،‬وقاموا يدعون هللا‬
‫ويستنصرونِ‪ .‬ثم أمر أبرهة جيشِ والفيل في مقدمتِ بدخول مكة‪ .‬إال أن الفيل برك ولم يتحرك‪.‬‬
‫وجهوه ناحية‬
‫فوجهوه ناحية اليمن ‪ ،‬فقام يهرول‪ .‬ثم ّ‬
‫فضربوه ووخزوه‪ ،‬لكنِ لم يقم من مكانِ‪ّ .‬‬
‫فوجهوه إلى مكة َف َب َرك‪.‬‬
‫وجهوه جهة الشرق‪،‬‬
‫الشام‪،‬‬
‫فتحرك‪ّ .‬‬
‫ّ‬
‫فتوجِ‪ .‬ثم ّ‬
‫ّ‬
‫ثم كان ما أراده هللا من إهالك الجيش وقائده ‪ ،‬فأرسل عليهم جماعات من الطير‪ ،‬مع كل طائر منها‬
‫ثالثة أحجار‪ :‬حجر في منقاره ‪ ،‬وحجران في رجليِ ‪ ،‬أمثال الحمص والعدس ‪ ،‬ال تصيب منهم أحدا‬
‫إال هلك‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫إمرأة العزيز‬
‫اب‬
‫ورد ذكر القصة في سورة يوسف قال تعالى ‪َ { :‬و َر َاودَ ْت ُِ الَّتي ه َُو في َب ْيت َها َعنْ َن ْفسِ َو َغلَّ َق ْت األَ ْب َو َ‬
‫َو َقالَ ْت َه ْي َت لَ َك َقال َ َم َع َاذ َّ‬
‫اي إ َّن ُِ ال ُي ْفل ُح َّ‬
‫الظال ُمونَ * ( آية ‪) 23‬‬
‫سنَ َم ْث َو َ‬
‫هللا إ َّن ُِ َر ِّبي أَ ْح َ‬
‫يذكر تعالى ما كان من مراودة امرأة العزيز ليوسف عليِ السالم عن نفسِ‪ ،‬وطلبها منِ ما ال يليق‬
‫بحالِ ومقامِ‪ ،‬وهي في غاية الجمال والمال والمنصب والشباب‪ ،‬وكيف غلقت األبواب عليها وعليِ‪،‬‬
‫وتهيأت لِ‪ ،‬وتصنعت ولبست أحسن ثيابها وأفخر لباسها‪ ،‬وهي مع هذا كلِ امرأة الوزير ‪.‬‬
‫شاب بديع الجمال والبهاء‪ ،‬إال انِ نبي من ساللة األنبياء‪،‬‬
‫وهذا كلِ مع أن يوسف عليِ السالم‬
‫ً‬
‫فعصمِ ر ُّبِ عن الفحشاء‪ .‬وحماه عن مكر النساء‪ .‬هرب منها طالبا ً الباب ليخرج منِ فراراً منها‬
‫وحرضتِ عليِ ‪.‬‬
‫س ِّيدَ هَا} أي زوجها {لَدَ ى ا ْل َباب}‪ ،‬فبدرتِ بالكالم‬
‫ّ‬
‫فاتبعتِ في أثره { َوأَ ْل َف َيا} أي وجدا { َ‬
‫شهدَ َ‬
‫{ َو َ‬
‫صدَ َق ْت َوه َُو منْ ا ْل َكاذبينَ }‪ .‬يذكر تعالى‬
‫ص ُِ قُدَّ منْ قُ ُب ٍل َف َ‬
‫شاه ٌد منْ أَهْ ل َها} ‪ .‬فقال‪{ :‬إنْ َكانَ َقمي ُ‬
‫ما كان من قبل نساء المدينة ‪ .‬فأرسلت إليهن فجمعتهن في منزلها ‪َ { .‬فلَ َّما َرأَ ْي َن ُِ أَ ْك َب ْر َن ُِ} أي أعظمنِ‬
‫وأجللنِ‪ ،‬وه ْب َنِ ‪ .‬وجعلن يحززن في أيديهن بتلك السكاكين‪ ،‬وال يشعرن بالجراح ‪.‬‬
‫( نظرا لطول القصة يمكن الرجوع إليها فى قصص األنبياءوتفسير بن كثير ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫بقرة بني إسرائيل‬
‫هللا َيأْ ُم ُر ُك ْم أَنْ َت ْذ َب ُحوا َب َق َر ًة َقالُوا أَ َت َّتخ ُذ َنا ُه ُز ًوا‬
‫قال تعالى فى سورة البقرة ‪َ :‬وإ ْذ َقال َ ُم َ‬
‫وسى ل َق ْومِ إنَّ َّ َ‬
‫َقال َ أَ ُعو ُذ ب َّ‬
‫اهلل أَنْ أَ ُكونَ منَ ا ْل َجاهلينَ ( ‪) 67‬‬
‫وأصل قصة البقرة أن قتيال ثريا وجد يوما في بني إسرائيل‪ ،‬واختصم أهلِ ولم يعرفوا قاتلِ‪ ،‬وحين‬
‫أعياهم األمر لجأوا لموسى ليلجأ لربِ‪ .‬ولجأ موسى لربِ فأمره أن يأمر قومِ أن يذبحوا بقرة‪.‬‬
‫اتهموا موسى بأنِ يسخر منهم ويتخذهم هزوا ‪ .‬طلبوا من موسى أن يسأل ربِ ليبين ما هي ‪.‬‬
‫ويدعو موسى ربِ فيزداد التشديد عليهم‪ ،‬وتحدد البقرة أكثر من ذي قبل بأنها بقرة وسط ليست‬
‫بقرة مسنة وليست بقرة فتية‪ .‬بقرة متوسطة ‪ .‬وتستمر مراوغة بني إسرائيل وأسئلتهم الكثيرة عن‬
‫البقرة ‪ .‬بعد أن أرهقوا نبيهم ذهابا وجيئة بينهم وبين هللا عز وجل بسؤالِ عن صفة البقرة ولونها‬
‫وسنها وعالماتها المميزة ‪ .‬بدءوا بحثهم عن بقرة بالصفات التى وصفها لهم ‪ .‬أخيرا وجدوها عند‬
‫يتيم فاشتروها وذبحوها ‪ .‬وأمسك موسى جزء من البقرة وضرب بِ القتيل فنهض من موتِ‪ .‬سألِ‬
‫موسى عن قاتلِ فحدثهم عنِ ( وقيل أشار إلى القاتل فقط من غير أن يتحدث ) ثم عاد إلى الموت ‪.‬‬
‫وشاهد بنو إسرائيل معجزة إحياء الموتى أمام أعينهم‪ ،‬استمعوا بآذانهم إلى اسم القاتل ‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫حمار عزير‪1 -‬‬
‫ورد ذكر القصة في سورة البقرة ‪ ،‬قال تعالى ‪ ( :‬أَ ْو َكالَّذي َم َّر َعلَى َق ْر َي ٍة َوه َي َخاو َي ٌة َعلَى ُع ُروش َها‬
‫هللاُ َب ْعدَ َم ْوت َها َفأ َ َما َت ُِ َّ‬
‫َقال َ أَ َّنى ُي ْحيي هَذه َّ‬
‫هللاُ م َئ َة َع ٍام ُث َّم َب َع َث ُِ َقال َ َك ْم لَب ْث َت َقال َ لَب ْث ُ‬
‫ض‬
‫ت َي ْو ًما أَ ْو َب ْع َ‬
‫َي ْو ٍم َقال َ َبلْ لَب ْث َت م َئ َة َع ٍام َفا ْن ُظ ْر إلَى َط َعام َك َو َ‬
‫س َّن ِْ َوا ْن ُظ ْر إلَى ح َمار َك َول َن ْج َعلَ َك آَ َي ًة لل َّناس‬
‫ش َراب َك لَ ْم َي َت َ‬
‫هللا َعلَى ُكل ِّ َ‬
‫ش ْي ٍء َقدي ٌر‬
‫ف ُن ْنش ُزهَا ُث َّم َن ْك ُ‬
‫َوا ْن ُظ ْر إلَى ا ْلع َظام َك ْي َ‬
‫سوهَا لَ ْح ًما َفلَ َّما َت َب َّينَ لَ ُِ َقال َ أَ ْعلَ ُم أَنَّ َّ َ‬
‫(‪. )259‬‬
‫مرت األيام على بني إسرائيل في فلسطين‪ ،‬وانحرفوا كثير عن منهج هللا عز وجل‪ .‬فأراد هللا أن يجدد‬
‫دينهم‪ ،‬بعد أن فقدوا التوراة ونسوا كثيرا من آياتها‪ ،‬فبعث هللا تعالى إليهم عزيرا ‪.‬‬
‫أمر هللا سبحانِ وتعالى عزيرا أن يذهب إلى قرية ‪ .‬فذهب إليها فوجدها خرابا‪ ،‬ليس فيها بشر‪ .‬فوقف‬
‫متعجبا‪ ،‬كيف يرسلِ هللا إلى قرية خاوية ليس فيها بشر‪ .‬وقف مستَربا‪ ،‬ينتظر أن يحييها هللا وهو‬
‫واقف ! ألنِ مبعوث إليها‪ .‬فأماتِ هللا مئة عام ‪ .‬قبض هللا روحِ وهو نائم‪ ،‬ثم بعثِ‪ .‬فاستيقظ عزير من‬
‫نومِ فأرسل هللا لِ ملكا في صورة بشر( ‪َ :‬قال َ َك ْم لَب ْث َت ‪ .‬فأجاب عزير‪ :‬نمت يوما أو عدة‬
‫أيام على أكثر تقدير‪ .‬فرد الملك‪َ ( :‬قال َ َبل لَّب ْث َت م َئ َة َع ٍام)‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫حمار عزير‪2 -‬‬
‫وقال تعالى فى سورة " التوبة"‪َ (( :‬و َقالَت ا ْل َي ُهو ُد ُع َز ْي ٌر ا ْبنُ َّ‬
‫هللا ‪)) )30(....‬‬
‫أمره بأن ينظر لطعامِ الذي ظل بجانبِ مئة سنة ‪ .‬فرآه سليما كما تركِ‪ ،‬ثم أشار لِ إلى حماره‪ ،‬فرآه قد‬
‫مات وتحول إلى جلد وعظم‪ .‬ثم نظر عزير للحمار فرأى عظامِ تتحرك فتتجمع ‪ ،‬فاكتمل الحمار أمام‬
‫عينيِ‪ .‬ثم خرج إلى القرية‪ ،‬فرآها قد عمرت وامتألت بالناس ‪ .‬فسألهم ‪ :‬هل تعرفون عزيرا ؟ قالوا‪:‬‬
‫نعم نعرفِ ‪ ،‬وقد مات منذ مئة سنة ‪ .‬فقال لهم ‪ :‬أنا عزير‪ .‬فأنكروا عليِ ذلك‪ .‬ثم جاءوا بعجوز‬
‫مع ّمرة ‪ ،‬وسألوها عن أوصافِ ‪ ،‬فوصفتِ لهم ‪ ،‬فتأكدوا أنِ عزير‪ .‬فأخذ يعلمهم التوراة ويجددها لهم‬
‫‪ ،‬فبدأ الناس يقبلون عليِ وعلى هذا الدين من جديد‪ ،‬وأحبوه حبا شديدا ‪ .‬وقدّ سوه لإلعجاز الذي‬
‫ظهر فيِ ‪ ،‬حتى وصل تقديسهم لِ أن قالوا عنِ أنِ ابن هللا ‪ .‬واستمر انحراف اليهود بتقديس عزير‬
‫واعتباره ابنا هلل تعالى – وال زالوا يعتقدون بهذا إلى اليوم‪ -‬وهذا من شركهم لعنهم هللا ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫حزقيل‬
‫موقع القصة في سورة البقرة اآلية ‪ :243‬قال هللا تعالى ‪ ( :‬أَلَ ْم َت َر إلَى الَّذينَ َخ َر ُجوا منْ د َياره ْم‬
‫وف َح َذ َر ا ْل َم ْوت َف َقال َ لَ ُه ُم َّ‬
‫ض ٍل َعلَى ال َّناس َولَكنَّ أَ ْك َث َر‬
‫هللا لَ ُذو َف ْ‬
‫َو ُه ْم أُلُ ٌ‬
‫هللاُ ُمو ُتوا ُث َّم أَ ْح َيا ُه ْم إنَّ َّ َ‬
‫ال َّناس َال َي ْ‬
‫ش ُك ُرونَ * )‬
‫ارا منْ َّ‬
‫الطا ُعون َقالُوا ‪َ :‬نأْتي‬
‫سعيد ْبن ُج َب ْير َعنْ ا ْبن َع َّباس قال ‪َ :‬كا ُنوا أَ ْر َب َعة َآالف َخ َر ُجوا ف َر ً‬
‫َعنْ َ‬
‫س ب َها َم ْوت َح َّتى إ َذا َكا ُنوا ب َم ْوضع َك َذا َو َك َذا َقال َ َّ‬
‫هللا لَ ُه ْم" ُمو ُتوا " َف َما ُتوا َف َم َّر َعلَ ْيه ْم َنب ّي‬
‫ضا لَ ْي َ‬
‫أَ ْر ً‬
‫السلَف أَنَّ هَؤُ َالء ا ْل َق ْوم َكا ُنوا أَهْ ل‬
‫دَعا َر ّبِ أَنْ ُي ْحي َي ُه ْم َفأ َ ْح َيا ُه ْم ‪َ .‬و َذ َك َر َغ ْير َواحد منْ َّ‬
‫منْ ْاألَ ْنب َياء َف َ‬
‫صا َب ُه ْم ب َها َو َباء َ‬
‫ارا منْ ا ْل َم ْوت‬
‫شديد َف َخ َر ُجوا ف َر ً‬
‫َب ْلدَ ة في َز َمان َبني إ ْس َرائيل ا ْس َت ْو َخ ُموا أَ ْرضه ْم َوأَ َ‬
‫هَاربينَ إلَى ا ْل َب ِّر َّية ‪َ .‬و َف ُنوا َو َت َم َّزقُوا َو َت َف َّرقُوا َفلَ َّما َكانَ َب ْعد دَهْ ر َم َّر به ْم َنب ّي منْ أَ ْنب َياء َبني إ ْس َرائيل‬
‫سأَل َ َّ‬
‫هللا أَنْ ُي ْحي َي ُه ْم َعلَى َيدَ ْيِ َفأ َ َجا َب ُِ إلَى َذل َك ‪.‬‬
‫ُي َقال لَ ُِ ح ْزقيل َف َ‬
‫‪17‬‬
‫الخضر‪1 -‬‬
‫قال تعالى فى سورة الكهف ‪َ :‬ف َو َجدَ ا َع ْبدًا منْ ع َباد َنا آ َت ْي َناهُ َر ْح َم ًة منْ ع ْند َنا َو َعلَّ ْم َناهُ منْ لَ ُد َّنا‬
‫وسى َهلْ أَ َّتب ُع َك َعلَى أَنْ ُت َعلِّ َمن م َّما ُعلِّ ْم َت ُر ْ‬
‫يع َمع َي‬
‫شدًا * َقال َ إ َّن َك لَنْ َت ْس َتط َ‬
‫ع ْل ًما * َقال َ لَ ُِ ُم َ‬
‫اء َّ‬
‫س َتجدُني إنْ َ‬
‫صاب ًرا َو َال أَ ْعصي لَ َك‬
‫ش َ‬
‫صب ُر َعلَى َما لَ ْم ُتح ْط بِ ُخ ْب ًرا * َقال َ َ‬
‫هللاُ َ‬
‫ف َت ْ‬
‫ص ْب ًرا * َو َك ْي َ‬
‫َ‬
‫أَ ْم ًرا * َقال َ َفإن ا َّت َب ْع َتني َف َال َت ْسأ َ ْلني َعنْ َ‬
‫ش ْي ٍء َح َّتى أ ُ ْحد َث لَ َك م ْن ُِ ذ ْك ًرا * َفا ْن َطلَ َقا َح َّتى إ َذا َرك َبا في‬
‫السفي َنة َخ َر َق َها َقال َ أَ َخ َر ْق َت َها ل ُت َْر َق أَهْ لَ َها لَ َقدْ ج ْئ َت َ‬
‫يع َمع َي‬
‫ش ْي ًئا إ ْم ًرا * َقال َ أَلَ ْم أَقُلْ إ َّن َك لَنْ َت ْس َتط َ‬
‫َّ‬
‫ص ْب ًرا * َقال َ َال ُت َؤاخ ْذني ب َما َنس ُ‬
‫يت َو َال ُت ْره ْقني منْ أَ ْمري ُع ْس ًرا * َفا ْن َطلَ َقا َح َّتى إ َذا لَق َيا ُغ َال ًما‬
‫َ‬
‫س لَ َقدْ ج ْئ َت َ‬
‫يع َمع َي‬
‫ش ْي ًئا ُن ْك ًرا * َقال َ أَلَ ْم أَقُلْ لَ َك إ َّن َك لَنْ َت ْس َتط َ‬
‫َف َق َتلَ ُِ َقال َ أَ َق َت ْل َت َن ْف ً‬
‫سا َزك َّي ًة ب ََ ْير َن ْف ٍ‬
‫سأ َ ْل ُت َك َعنْ َ‬
‫صاح ْبني َقدْ َبلَ َْ َت منْ لَ ُد ِّني ُع ْذ ًرا * َفا ْن َطلَ َقا َح َّتى إ َذا‬
‫ش ْي ٍء َب ْعدَ هَا َف َال ُت َ‬
‫ص ْب ًرا * َقال َ إنْ َ‬
‫َ‬
‫ض َفأ َ َقا َم ُِ َقال َ لَ ْو‬
‫ارا ُيري ُد أَنْ َي ْن َق َّ‬
‫ض ِّيفُو ُه َما َف َو َجدَ ا في َها جدَ ً‬
‫اس َت ْط َع َما أَهْ لَ َها َفأ َ َب ْوا أَنْ ُي َ‬
‫أَ َت َيا أَهْ ل َ َق ْر َي ٍة ْ‬
‫ش ْئ َت َال َّت َخ ْذ َت َعلَ ْيِ أَ ْج ًرا * َقال َ ه ََذا ف َر ُ‬
‫ص ْب ًرا *‬
‫سأ ُ َن ِّب ُئ َك ب َتأْويل َما لَ ْم َت ْس َتط ْع َعلَ ْيِ َ‬
‫اق َب ْيني َو َب ْين َك َ‬
‫ساكينَ َي ْع َملُونَ في ا ْل َب ْحر َفأ َ َردْ ُ‬
‫ت أَنْ أَعي َب َها َو َكانَ َو َر َ‬
‫السفي َن ُة َف َكا َن ْت ل َم َ‬
‫أَ َّما َّ‬
‫اء ُه ْم َمل ٌك َيأْ ُخ ُذ ُكل َّ‬
‫ص ًبا * َوأَ َّما ا ْل َُ َال ُم َف َكانَ أَ َب َواهُ ُم ْؤم َن ْين َف َخشي َنا أَنْ ُي ْره َق ُه َما ُط َْ َيا ًنا َو ُك ْف ًرا * َفأ َ َردْ َنا أَنْ‬
‫سفي َن ٍة َغ ْ‬
‫َ‬
‫ُي ْبدلَ ُه َما َر ُّب ُه َما َخ ْي ًرا م ْن ُِ َز َكا ًة َوأَ ْق َر َب ُر ْح ًما * َوأَ َّما ا ْلجدَا ُر َف َكانَ ل َُ َال َم ْين َيتي َم ْين في ا ْل َمدي َنة َو َكانَ‬
‫صال ًحا َفأ َ َرادَ َر ُّب َك أَنْ َي ْبلُ ََا أَ ُ‬
‫شدَّ ُه َما َو َي ْس َت ْخر َجا َك ْن َز ُه َما َر ْح َم ًة منْ‬
‫َت ْح َت ُِ َك ْن ٌز لَ ُه َما َو َكانَ أَ ُبو ُه َما َ‬
‫ص ْب ًرا * اآليات ‪82 – 65‬‬
‫َر ِّب َك َو َما َف َع ْل ُت ُِ َعنْ أَ ْمري َذل َك َتأْويل ُ َما لَ ْم َت ْسط ْع َعلَ ْيِ َ‬
‫‪18‬‬
‫الخضر‪2 -‬‬
‫قام موسى خطيبا في بني إسرائيل ‪ ،‬يدعوهم إلى هللا ويحدثهم على الحق‪ ،‬ويبدو أن حديثِ جاء‬
‫جامعا مانعا رائعا ‪ ..‬بعد أن انتهى من خطابِ سألِ أحد المستمعين من بني إسرائيل ‪ :‬هل على وجِ‬
‫األرض أحد أعلم منك يا نبي هللا؟ قال موسى مندفعا‪ :‬ال‪ ..‬وساق هللا تعالى عتابِ لموسى حين لم‬
‫يرد العلم إليِ ‪ ،‬فبعث إليِ جبريل يسألِ‪ :‬يا موسى ما يدريك أين يضع هللا علمِ؟ أدرك موسى أنِ‬
‫تسرع‪ ..‬وعاد جبريل ‪ ،‬عليِ السالم ‪ ،‬يقول لِ‪ :‬إن هلل عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك‪ .‬تاقت‬
‫نفس موسى الكريمة إلى زيادة العلم ‪ ،‬وانعقدت نيتِ على الرحيل لمصاحبة هذا العبد العالم‪ ..‬سأل‬
‫كيف السبيل إليِ‪ ..‬فأمر أن يرحل‪ ،‬وأن يحمل معِ حوتا في مكتل‪ ،‬أي سمكة في سلة‪ ..‬وفي هذا‬
‫المكان الذي ترتد فيِ الحياة لهذا الحوت ويتسرب في البحر‪ ،‬سيجد العبد العالم ‪..‬انطلق موسى‬
‫ طالب العلم ‪ -‬ومعِ فتاه‪ ..‬وقد حمل الفتى حوتا في سلة‪ ..‬انطلقا بحثا عن العبد الصالح العالم‪..‬‬‫وصل االثنان إلى صخرة جوار البحر‪ ..‬رقد موسى واستسلم للنعاس‪ ،‬وبقي الفتى ساهرا‪ ..‬وألقت‬
‫الرياح إحدى األمواج على الشاطئ فأصاب الحوت رذاذ فدبت فيِ الحياة وقفز إلى البحر( َفا َّت َخ َذ‬
‫س َر ًبا ) وكان تسرب الحوت إلى البحر عالمة أعلم هللا بها موسى لتحديد مكان لقائِ‬
‫سبيلَ ُِ في ا ْل َب ْحر َ‬
‫َ‬
‫بالرجل الحكيم الذي جاء موسى يتعلم منِ‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫الخضر ‪3 -‬‬
‫نهض موسى من نومِ فلم يالحظ أن الحوت تسرب إلى البحر‪ ..‬تذكر الفتى كيف تسرب الحوت إلى‬
‫البحر هناك‪ ..‬وأخبر موسى بما وقع‪ ،‬واعتذر إليِ بأن الشيطان أنساه أن يذكر لِ ما وقع ‪.‬‬
‫كان أمرا عجيبا ما رآه يوشع بن نون لقد رأى الحوت يشق الماء فيترك عالمة وكأنِ طير يتلوى‬
‫على الرمال ‪ .‬أخيرا وصل موسى إلى المكان الذي تسرب منِ الحوت‪ ..‬وصال إلى الصخرة التي ناما‬
‫عندها‪ ،‬وهناك وجدا رجال ‪.‬فسلم عليِ موسى‪ ،‬قال موسى مالطفا مبالَا في التوقير ‪َ (:‬هلْ أَ َّتب ُع َك‬
‫َعلَى أَن ُت َعلِّ َمن م َّما ُعلِّ ْم َت ُر ْ‬
‫شدًا ( ‪.‬قال الخضر‪ :‬أما يكفيك أن التوراة بيديك‪ ..‬وأن الوحي يأتيك‪..‬؟ يا‬
‫ص ْب ًرا ) ‪ .‬قال الخضر لموسى ‪ -‬عليهما السالم ‪ -‬إن هناك شرطا‬
‫يع َمع َي َ‬
‫موسى )إ َّن َك لَن َت ْس َتط َ‬
‫يشترطِ لقبول أن يصاحبِ موسى ويتعلم منِ هو أال يسألِ عن شيء حتى يحدثِ هو عنِ‪ ..‬فوافق‬
‫موسى على الشرط وانطلقا‪..‬‬
‫نظرا لطول القصة فيمكن الرجوع إليها فى تفسير بن كثير وفى قصص‬
‫األنبياء ( قصة سيدنا موسى عليِ السالم )‬
‫‪20‬‬
‫ذو القرنين ‪1 -‬‬
‫سأ َ ْتلُو َعلَ ْي ُك ْم م ْن ُِ ذ ْك ًرا* إ َّنا َم َّك َّنا لَ ُِ في‬
‫قال تعالى فى سورة الكهف ‪َ :‬و َي ْسأَلُو َن َك َعنْ ذي ا ْل َق ْر َن ْين قُلْ َ‬
‫ْاألَ ْرض َوآ َت ْي َناهُ منْ ُكل ِّ َ‬
‫س َب ًبا ( ‪)84- 83‬‬
‫ش ْي ٍء َ‬
‫كل ما يخبرنا القرآن عن ذى القرنين أنِ ملك صالح ‪ ،‬آمن باهلل وبالبعث وبالحساب ‪ ،‬فم ّكن هللا لِ في‬
‫وقوى ملكِ ‪ ،‬ويسر لِ فتوحاتِ‪ .‬بدأ ذو القرنين التجوال بجيشِ في األرض ‪ ،‬داعيا إلى هللا‪.‬‬
‫األرض ‪ّ ،‬‬
‫فاتجِ غربا‪ ،‬حتى وصل للمكان الذي تبدو فيِ الشمس كأنها تَيب من ورائِ ‪ .‬وربما يكون هذا المكان‬
‫هو شاطئ المحيط األطلسي ‪ ،‬حيث كان يظن الناس أال يابسة وراءه‪ .‬فألهمِ هللا – أوأوحى إليِ – أنِ‬
‫وضح منهجِ في الحكم‬
‫مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار ‪ ،‬فما كان من الملك الصالح ‪ ،‬إال أن ّ‬
‫فأعلن أنِ سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا‪ ،‬ثم حسابهم على هللا يوم القيامة‪ ،‬أما من آمن ‪،‬‬
‫فسيكرمِ ويحسن إليِ‪ .‬بعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الَرب‪ ،‬توجِ للشرق ‪ .‬فوصل ألول منطقة‬
‫تطلع عليها الشمس‪ .‬وكانت أرضا مكشوفة ال أشجار فيها وال مرتفات تحجب الشمس عن أهلها‪ .‬فحكم‬
‫ذو القرنين في المشرق بنفس حكمِ في المَرب ‪ ،‬ثم انطلق ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫ذو القرنين ‪2 -‬‬
‫وصل ذو القرنين في رحلتِ ‪ ،‬لقوم يعيشون بين جبلين أو سدّ ين بينهما فجوة ‪ .‬وعندما وجدوه ملكا‬
‫قويا طلبوا منِ أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج بأن يبني لهم سدا لهذه الفجوة ‪ ،‬مقابل خراج‬
‫من المال يدفعونِ لِ‪ .‬فوافق الملك الصالح على بناء السد‪ ،‬لكنِ زهد في مالهم‪ ،‬واكتفى بطلب‬
‫مساعدتهم في العمل على بناء السد وردم الفجوة بين الجبلين ‪ .‬استخدم ذو القرنين وسيلة هندسية‬
‫السد ‪ .‬فقام أوال بجمع قطع الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي‬
‫مميزة لبناء ّ‬
‫الجبلين ‪ .‬ثم أوقد النار على الحديد‪ ،‬وسكب عليِ نحاسا مذابا ليلتحم وتشتد صالبتِ‪ .‬فسدّت الفجوة‬
‫تسوره ‪ .‬وأمن القوم الضعفاء‬
‫السد وال ّ‬
‫وانقطع الطريق على يأجوج ومأجوج ‪ ،‬فلم يتمكنوا من هدم ّ‬
‫للسد‪ ،‬وحمد هللا على نعمتِ‪ ،‬وردّ‬
‫شرهم ‪ .‬بعد أن انتهى ذو القرنين من هذا العمل الجبار‪ ،‬نظر ّ‬
‫من ّ‬
‫الفضل والتوفيق في هذا العمل هلل سبحانِ وتعالى‪ ،‬فلم تأخذه العزة‪ ،‬ولم يسكن الَرور قلبِ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫السامرى و العجل ‪1 -‬‬
‫سداً لَ ُِ ُخ َوا ٌر أَلَ ْم َي َر ْوا أَ َّن ُِ َال ُي َكلِّ ُم ُه ْم َو َال‬
‫وسى منْ َب ْعده منْ ُحل ِّيه ْم ع ْجالً َج َ‬
‫قال تعالى ‪َ { :‬وا َّت َخ َذ َق ْو ُم ُم َ‬
‫سبيالً ا َّت َخ ُذوهُ َو َكا ُنوا َظالمينَ * ( سورة األعراف ‪. )148‬‬
‫َي ْهديه ْم َ‬
‫يذكر تعالى ما كان من أمر بني إسرائيل حين ذهب موسى عليِ السالم إلى ميقات ربِ فمكث الطور‬
‫يناجيِ ربِ ويسألِ موسى عليِ السالم عن أشياء كثيرة وهو تعالى يجيبِ عنها‪ .‬فعمد رجل منهم يقال لِ‬
‫هارون السامري ‪ ،‬فأخذ ما كانوا استعاروه من الحلي ‪ ،‬فصاغ منِ عجالً وألقى فيِ قبضة من التراب ‪،‬‬
‫كان أخذها من أثر فرس جبريل ‪ ،‬حين رآه يوم أغرق هللا فرعون على يديِ‪ .‬فلما ألقاها فيِ خار كما‬
‫يخور العجل الحقيقي ‪ .‬ويقال إنِ استحال عجالً جسداً أي لحما ً ودما ً حيا ً يخور‪ ،‬قال قتادة وغيره‪ .‬وقيل‬
‫بل كانت الريح إذا دخلت من دبره خرجت من فمِ فيخور كمن تخور البقرة ‪ ، .‬فيرقصون حولِ‬
‫ويفرحون ‪ .‬ولما رجع موسى عليِ السالم إليهم ‪ ،‬ورأى ما هم عليِ من عبادة العجل ‪ ،‬ومعِ األلواح‬
‫المتضمنة التوراة‪ ،‬ألقاها‪ ،‬ثم أقبل على أخيِ هارون عليِ السالم وعنفِ وقد كان هارون عليِ السالم‬
‫نهاهم عن هذا الصنيع الفظيع أشد النهي ‪ ،‬وزجرهم عنِ أتم الزجر ‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫السامرى و العجل ‪2 -‬‬
‫وسى* َقال َ ُه ْم أ ُ َ‬
‫والء َعلَى أَ َثري َو َعج ْل ُ‬
‫ت إلَ ْي َك‬
‫وقال تعالى فى سورة طِ ‪َ { :‬و َما أَ ْع َجلَ َك َعنْ َق ْوم َك َيا ُم َ‬
‫ض َبانَ‬
‫وسى إلَى َق ْومِ َغ ْ‬
‫ي * َف َر َج َع ُم َ‬
‫السامر ّ‬
‫ضلَّ ُه ْم َّ‬
‫ضى * َقال َ َفإ َّنا َقدْ َف َت َّنا َق ْو َم َك منْ َب ْعد َك َوأَ َ‬
‫َر ِّب ل َت ْر َ‬
‫ب منْ َر ِّب ُك ْم‬
‫ض ٌ‬
‫سنا ً أَ َف َطال َ َعلَ ْي ُك ْم ا ْل َع ْه ُد أَ ْم أَ َردْ ُت ْم أَنْ َيحل َّ َعلَ ْي ُك ْم َغ َ‬
‫أَسفا ً َقال َ َيا َق ْوم أَلَ ْم َيعدْ ُك ْم َر ُّب ُك ْم َو ْعداً َح َ‬
‫َفأ َ ْخلَ ْف ُت ْم َم ْوعدي *‪(.‬آيات ‪. ) 86 - 83‬‬
‫بقية قصة العجل ‪ :‬ثم أقبل موسى على السامري و َقال َ لِ ما حملك على ما صنعت قال ‪ :‬رأيت جبرائيل‬
‫ض ُ‬
‫َب َفإنَّ لَ َك في‬
‫سول }‪ .‬أي من أثر فرس جبريل ‪َ .‬قال َ َف ْاذه ْ‬
‫الر ُ‬
‫ض ًة منْ أَ َثر َّ‬
‫ت َق ْب َ‬
‫وهو راكب فرسا ً { َف َق َب ْ‬
‫اس}‪ .‬وهذا دعاء عليِ بأن ال يمس أحداً‪ ،‬معاقبة لِ على مسِ ما لم يكن لِ مسِ‪،‬‬
‫س َ‬
‫ا ْل َح َياة أَنْ َتقُول َ ال م َ‬
‫هذا معاقبة لِ في الدنيا‪ ،‬ثم توعده في األخرى ‪ .‬قال ‪ :‬فعمد موسى عليِ السالم إلى هذا العجل‪ ،‬فحرقِ‬
‫علي وابن عباس وغيرهما ‪.‬‬
‫قيل بالنار‪ ،‬كما قالِ قتادة وغيره‪ .‬وقيل بالمبارد‪ ،‬كما قالِ ّ‬
‫‪24‬‬
‫سبأ‬
‫ال ُكلُوا منْ ر ْزق َر ِّب ُك ْم‬
‫قال هللا تعالى ‪ " :‬لَ َقدْ َكانَ ل َ‬
‫ين َوش َم ٍ‬
‫س َبإٍ في َم ْس َكنه ْم آ َي ٌة َج َّن َتان َعنْ َيم ٍ‬
‫َوا ْ‬
‫س ْيل َ ا ْل َعرم َو َبدَّ ْل َنا ُه ْم ب َج َّن َت ْيه ْم َج َّن َت ْين‬
‫س ْل َنا َعلَ ْيه ْم َ‬
‫ضوا َفأ َ ْر َ‬
‫ب َغفُو ٌر* َفأ َ ْع َر ُ‬
‫ش ُك ُروا لَ ُِ َب ْلدَ ةٌ َط ِّي َب ٌة َو َر ٌّ‬
‫َذ َوا َت ْي أ ُ ُك ٍل َخ ْمطٍ َوأَ ْث ٍل َو َ‬
‫يل * "‪( .‬سبأ اآليات ‪) 16 -15‬‬
‫ش ْي ٍء منْ سدْ ٍر َقل ٍ‬
‫س َالم منْ‬
‫الص َالة َوال َّ‬
‫سلَ ْي َمان َعلَ ْيِ َّ‬
‫صاح َبة ُ‬
‫س َبأ ُملُوك ا ْل َي َمن َوأَهْ ل َها َو َكا َن ْت ال َّت َباب َعة م ْن ُه ْم َو َب ْلقيس َ‬
‫َكا َن ْت َ‬
‫ساع أَ ْر َزاقه ْم َو ُز ُروعه ْم َوث َماره ْم َو َب َع َث َّ‬
‫هللا‬
‫ُج ْملَته ْم َو َكا ُنوا في ن ْع َمة َوغ ْب َطة في ب َالده ْم َو َع ْيشه ْم َوا ِّت َ‬
‫ش ُك ُروهُ ب َت ْوحيده َوع َبادَ تِ َف َكا ُنوا َك َذل َك َما َ‬
‫سل َتأْ ُمر ُه ْم أَنْ َيأْ ُكلُوا منْ ر ْزقِ َو َي ْ‬
‫اء‬
‫ش َ‬
‫الر ُ‬
‫ار َك َو َت َعالَى إلَ ْيه ْم ُّ‬
‫َت َب َ‬
‫َّ‬
‫السدّ أَ َّن ُِ‬
‫الس ْيل َوال َّت َف ُّرق في ا ْلب َالد ‪َ .‬و َكانَ منْ أَ ْمر َّ‬
‫سال َّ‬
‫ضوا َع َّما أُم ُروا بِ َف ُعوق ُبوا بإ ْر َ‬
‫هللا َت َعالَى ُث َّم أَ ْع َر ُ‬
‫س ُيول أَ ْم َطاره ْم َوأَ ْود َيته ْم َف َع َمد ُملُوكه ْم ْاألَ َقادم ‪.‬‬
‫ضا ُ‬
‫َكانَ ا ْل َماء َيأْتيه ْم منْ َب ْين َج َبلَ ْين َو َت ْج َتمع إلَ ْيِ أَ ْي ً‬
‫سوا‬
‫سدًّ ا َعظي ًما ُم ْح َك ًما هو سد مأرب َح َّتى ا ْر َت َف َع ا ْل َماء َو َح َك َم َعلَى َحا َّفات َذ ْينك ا ْل َج َبلَ ْين َف ََ َر ُ‬
‫َف َب َن ْوا َب ْينه َما َ‬
‫ْاألَ ْ‬
‫اس َت ََلُّوا ال ِّث َمار في َغا َية َما َي ُكون منْ ا ْل َك ْث َرة َوا ْل ُح ْسن ‪.‬‬
‫ش َجار َو ْ‬
‫‪25‬‬
‫طالوت وجالوت ‪1 -‬‬
‫هللا َقد َب َع َث لَ ُك ْم َطالُ َ‬
‫وت َمل ًكا َقالُوا أَ َّنى َي ُكونُ لَ ُِ ا ْل ُم ْل ُك‬
‫قال تعالى فى سورة البقرة ‪َ :‬و َقال َ لَ ُه ْم َنب ُّي ُه ْم إنَّ َّ َ‬
‫اص َط َفاهُ َعلَ ْي ُك ْم َو َزادَ هُ َب ْس َط ًة في‬
‫هللا ْ‬
‫َعلَ ْي َنا َو َن ْحنُ أَ َح ُّق با ْل ُم ْلك م ْن ُِ َولَ ْم ُي ْؤ َت َ‬
‫س َع ًة منَ ا ْل َمال َقال َ إنَّ َّ َ‬
‫ا ْلع ْلم َوا ْلج ْسم َو َّ‬
‫شا ُء َو َّ‬
‫هللاُ ُي ْؤتي ُم ْل َك ُِ َمنْ َي َ‬
‫هللاُ َواس ٌع َعلي ٌم ( ‪) 247‬‬
‫ذهب بنو إسرائيل لنبيهم يوما قالوا لِ‪ :‬ابعث لنا ملكا يجمعنا تحت رايتِ كي نقاتل في سبيل هللا‬
‫ونستعيد أرضنا ومجدنا ‪ .‬قال نبيهم وكان أعلم بهم ‪ :‬هل أنتم واثقون من القتال لو كتب عليكم القتال؟‬
‫قالوا‪ :‬ولماذا ال نقاتل في سبيل هللا ‪ ،‬وقد طردنا من ديارنا‪ ،‬وتشرد أبناؤنا‪ ،‬وساء حالنا؟ قال نبيهم ‪:‬‬
‫إن هللا اختار لكم طالوت ملكا عليكم قالوا ‪ :‬كيف يكون ملكا علينا وهو ليس من أبناء األسرة التي‬
‫يخرج منها الملوك ‪ -‬أبناء يهوذا ‪ -‬كما أنِ ليس غنيا وفينا من هو أغنى منِ؟ قال نبيهم ‪ :‬إن هللا‬
‫اختاره وفضلِ عليكم بعلمِ وقوة جسمِ‪.‬قالوا‪ :‬ما هي آية ملكِ؟ قال لهم نبيهم ‪ :‬يسترجع لكم التابوت‬
‫تجملِ المالئكة ‪ .‬ووقعت هذه المعجزة‪ ..‬وعادت إليهم التوراة يوما‪ ..‬ثم تجهز جيش طالوت‪ ،‬وسار‬
‫الجيش طويال حتى أحس الجنود بالعطش‪ ..‬قال الملك طالوت لجنوده ‪ :‬سنصادف نهرا في الطريق ‪،‬‬
‫فمن شرب منِ فليخرج من الجيش‪ ،‬ومن لم يذقِ وإنما بل ريقِ فقط فليبق معي في الجيش‪..‬‬
‫‪26‬‬
‫طالوت وجالوت ‪2 -‬‬
‫وجاء النهر فشرب معظم الجنود‪ ،‬وخرجوا من الجيش‪ ،‬وكان طالوت قد أعد هذا االمتحان ليعرف‬
‫من يطيعِ من الجنود ومن يعصاه ‪ ،‬وليعرف أيهم قوي اإلرادة ويتحمل العطش‪ ،‬وأيهم ضعيف‬
‫اإلرادة ويستسلم بسرعة‪.‬كان عدد أفراد جيش طالوت قليال‪ ،‬وكان جيش العدو كبيرا وقويا ‪ .‬برز‬
‫جالوت في دروعِ الحديدية وسالحِ‪ ،‬وهو يطلب أحدا يبارزه‪ ..‬وخاف منِ جنود طالوت جميعا‪..‬‬
‫وهنا برز من جيش طالوت راعي غنم صَير هو داود‪ ..‬كان داود مؤمنا باهلل ‪ ،‬كان يريد أن يقتل‬
‫جالوت ألن جالوت رجل جبار وظالم وال يؤمن باهلل‪ ..‬وسمح الملك لداود أن يبارز جالوت‪..‬‬
‫ووضع داود حجرا قويا في مقالعِ وطوح بِ في الهواء وأطلق الحجر فأصاب جالوت فقتلِ‬
‫‪ .‬وبدأت المعركة وانتصر جيش طالوت على جيش جالوت‪ .‬بعد فترة أصبح داود ‪ -‬عليِ السالم –‬
‫ملكا لبني إسرائيل ‪ ،‬فجمع هللا على يديِ النبوة والملك ‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫قارون‬
‫وسى َف َب ََى َعلَ ْيه ْم َوآ َت ْي َناهُ منَ ا ْل ُك ُنوز َما إنَّ‬
‫قال تعالى فى سورة القصص ‪ :‬إنَّ َقا ُرونَ َكانَ منْ َق ْوم ُم َ‬
‫ب ا ْل َفرحينَ ( ‪) 76‬‬
‫هللا َال ُيح ُّ‬
‫َم َفات َح ُِ لَ َت ُنو ُء با ْل ُع ْ‬
‫ص َبة أُولي ا ْلقُ َّوة إ ْذ َقال َ لَ ُِ َق ْو ُم ُِ َال َت ْف َر ْح إنَّ َّ َ‬
‫هو من قوم موسى يحدثنا هللا عن كنوز قارون فيقول سبحانِ وتعالى إن مفاتيح الحجرات التي تضم‬
‫الكنوز‪ ،‬كان يصعب حملها على مجموعة من الرجال األشداء لكن قارون بَى على قومِ بعد أن آتاه‬
‫هللا الثراء ‪ .‬ويبدو أن العقالء من قومِ نصحوه بالقصد واالعتدال ‪ ،‬ويذكرونِ بأن هذا المال هبة من‬
‫هللا وإحسان‪ ،‬فعليِ أن يحسن ويتصدق من هذا المال ‪ ،‬فكان رد قارون ) َقال َ إ َّن َما أُوتي ُت ُِ َعلَى‬
‫ع ْل ٍم عندي ) ‪ .‬لقد أنساه غروره مصدر هذه النعمة وحكمتها ‪ ،‬وفتنِ المال وأعماه الثراء‪ ،‬ولم يشعر‬
‫بنعمة ربِ ‪ .‬وخرج قارون ذات يوم على قومِ‪ ،‬بكامل زينتِ‪ ،‬فطارت قلوب بعض القوم ‪ ،‬وتمنوا أن‬
‫ض ) ‪ .‬هكذا في لمحة‬
‫س ْف َنا بِ َوبدَ اره ْاألَ ْر َ‬
‫لديهم مثل ما أوتي قارون ‪ .‬فيجيء العقاب حاسما ( َف َخ َ‬
‫خاطفة ابتلعتِ األرض وابتلعت داره ‪ .‬وذهب ضعيفا عاجزا‪ ،‬ال ينصره أحد‪ ،‬وال ينتصر بجاه أو مال ‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫لقمان ‪1 -‬‬
‫ورد ذكر القصة في سورة لقمان اآليات ‪ 14 -12‬قال تعالى ‪َ ( :‬ولَ َقدْ آ َت ْي َنا لُ ْق َمانَ ا ْلح ْك َم َة أَن ا ْ‬
‫ش ُك ْر‬
‫ش ُك ْر َفإ َّن َما َي ْ‬
‫َّهلل َو َمنْ َي ْ‬
‫هللا َغن ٌّي َحمي ٌد * َوإ ْذ َقال َ لُ ْق َمانُ ال ْبنِ َوه َُو َيع ُظ ُِ َيا‬
‫ش ُك ُر ل َن ْفسِ َو َمنْ َك َف َر َفإنَّ َّ َ‬
‫شر ْك ب َّ‬
‫اهلل إنَّ ال ِّ‬
‫ُب َن َّي َال ُت ْ‬
‫سانَ ب َوالدَ ْيِ َح َملَ ْت ُِ أ ُ ُّم ُِ َوهْ ًنا َعلَى َوهْ ٍن‬
‫ص ْي َنا ْاإل ْن َ‬
‫ش ْر َك لَ ُظ ْل ٌم َعظي ٌم * َو َو َّ‬
‫صالُ ُِ في َعا َم ْين أَن ا ْ‬
‫ش ُك ْر لي َول َوالدَ ْي َك إلَ َّي ا ْل َمصي ُر* )‬
‫َوف َ‬
‫صال ًحا منْ َغ ْير ُن ُب َّوة ؟ َع َلى َق ْو َل ْين ْاألَ ْك َث ُرونَ َعلَى أنِ‬
‫الس َلف في لُ ْق َمان َهلْ َكانَ َنب ًّيا أَ ْو َع ْبدًا َ‬
‫ف َّ‬
‫ا ْخ َت َل َ‬
‫كان عبدا صالحا ‪ .‬وكان نوبيا ذا عبادة وعبارة ‪ ،‬وحكمة عظيمة ويقال ‪ :‬كان قاضيا في زمن داود‬
‫عليِ السالم فاهلل أعلم ‪ .‬وقيل ‪ :‬إن هللا رفع لقمان الحكيم لحكمتِ فرآه رجل كان يعرفِ قبل ذلك فقال ‪:‬‬
‫ألست عبد بن فالن الذي كنت ترعى غنمي باألمس قال ‪ :‬بلى قال ‪ :‬فما بلغ بك ما أرى ؟ قال ‪ :‬قدر‬
‫سول‬
‫سم ْعت َر ُ‬
‫ي منْ َحديث ا ْبن ُع َمر َقال َ ‪َ :‬‬
‫هللا وأداء األمانة وصدق الحديث وترك ما ال يعنيني ‪َ .‬و ُرو َ‬
‫صلَّى َّ‬
‫َّ‬
‫سن ا ْل َيقين ‪ ،‬أَ َح َّب‬
‫سلَّ َم َيقُول ‪ ( :‬لَ ْم َي ُكنْ لُ ْق َمان َنب ًّيا َولَكنْ َكانَ َع ْبدًا َكثير ال َّت َف ُّكر َح َ‬
‫هللا َعلَ ْيِ َو َ‬
‫هللا َ‬
‫َّ‬
‫هللا َت َعالَى َفأ َ َح َّب ُِ ‪َ ،‬ف َمنَّ َعلَ ْيِ با ْلح ْك َمة ‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫لقمان ‪2 -‬‬
‫( َوإنْ َجاهَدَ ا َك َعلى أَنْ ُت ْ‬
‫صاح ْب ُه َما في ال ُّد ْن َيا َم ْع ُرو ًفا َوا َّتب ْع‬
‫س لَ َك بِ ع ْل ٌم َف َال ُتط ْع ُه َما َو َ‬
‫شر َك بي َما لَ ْي َ‬
‫دَل‬
‫سبيل َ َمنْ أَ َن َ‬
‫َ‬
‫اب إلَ َّي ُث َّم إلَ َّي َم ْرج ُع ُك ْم َفأ ُ َن ِّب ُئ ُك ْم ب َما ُك ْن ُت ْم َت ْع َملُونَ * َيا ُب َن َّي إ َّن َها إنْ َت ُك م ْث َقال َ َح َّب ٍة منْ َخ ْر ٍ‬
‫الس َم َاوات أَ ْو في ْاألَ ْرض َيأْت ب َها َّ‬
‫الص َال َة‬
‫يف َخبي ٌر * َيا ُب َن َّي أَقم َّ‬
‫هللا لَط ٌ‬
‫ص ْخ َر ٍة أَ ْو في َّ‬
‫َف َت ُكنْ في َ‬
‫هللاُ إنَّ َّ َ‬
‫ص ِّع ْر َخدَّ َك‬
‫صا َب َك إنَّ َذل َك منْ َع ْزم ْاأل ُ ُمور * َو َال ُت َ‬
‫اصب ْر َعلَى َما أَ َ‬
‫َو ْأ ُم ْر با ْل َم ْع ُروف َوا ْن َِ َعن ا ْل ُم ْن َكر َو ْ‬
‫شي َك َو ْ‬
‫ور * َوا ْقصدْ في َم ْ‬
‫ض منْ‬
‫ض ْ‬
‫اغ ُ‬
‫هللا َال ُيح ُّ‬
‫ب ُكل َّ ُم ْخ َت ٍ‬
‫لل َّناس َو َال َت ْمش في ْاألَ ْرض َم َر ًحا إنَّ َّ َ‬
‫ال َف ُخ ٍ‬
‫ص ْو ُ‬
‫ت ا ْل َحمير * ِ)( لقمان ‪) 19 - 15‬‬
‫ص َوات لَ َ‬
‫ص ْوت َك إنَّ أَ ْن َكر ْاألَ ْ‬
‫َ‬
‫يمكن الرجوع إلى القصة فى شرح اآليات فى تفسير بن كثير‬
‫‪30‬‬
‫مائدة عيسى‬
‫ورد ذكر القصة في سورة المائدة اآليات ‪ 115 -112‬قال تعالى ‪ ( :‬إ ْذ َقال َ ا ْل َح َوار ُّيونَ َيا عي َ‬
‫سى ا ْبنَ َم ْر َي َم َهلْ‬
‫هللا إنْ ُك ْن ُت ْم ُم ْؤمنينَ * َقالُوا ُنري ُد أَنْ َنأْ ُكل َ م ْن َها َو َت ْط َمئنَّ‬
‫يع َر ُّب َك أَنْ ُي َن ِّزل َ َعلَ ْي َنا َمائدَ ًة منَ َّ‬
‫َي ْس َتط ُ‬
‫الس َماء َقال َ ا َّتقُوا َّ َ‬
‫ص َد ْق َت َنا َو َن ُكونَ َعلَ ْي َها منَ ال َّ‬
‫يسى ا ْبنُ َم ْر َي َم اللَّ ُه َّم َر َّب َنا أَ ْنزلْ َعلَ ْي َنا َمائ َد ًة منَ‬
‫شاهدينَ * َقال َ ع َ‬
‫قُلُو ُب َنا َو َن ْعلَ َم أَنْ َقدْ َ‬
‫الرازقينَ * َقال َ َّ‬
‫س َماء َت ُكونُ لَ َنا عي ًدا ألَ َّول َنا َوآَخر َنا َوآَ َي ًة م ْن َك َو ْار ُز ْق َنا َوأَ ْن َ‬
‫هللاُ إ ِّني ُم َن ِّزلُ َها َعلَ ْي ُك ْم َف َمنْ‬
‫ير َّ‬
‫ت َخ ُ‬
‫ال َّ‬
‫َي ْكفُ ْر َب ْع ُد م ْن ُك ْم َفإ ِّني أ ُ َع ِّذ ُب ُِ َع َذا ًبا َال أ ُ َع ِّذ ُب ُِ أَ َحدً ا منَ ا ْل َعالَمينَ *‬
‫وقصة هذه المائدة أن عيسى عليِ السالم أمر الحواريون بصيام ثالثين يوما فلما أتموها سألوا عيسى‬
‫عليِ السالم إنزال مائدة من السماء عليهم ليأكلوا منها وتطمئن بذلك قلوبهم أن هللا تعالى قد قبل‬
‫صيامهم وتكون لهم عيدًا يفطرون عليها يوم فطرهم‪ ،‬ولكن عيسى عليِ السالم وعظهم في ذلك وخاف‬
‫عليهم أال يقوموا بشكرها‪ ،‬فأبوا عليِ إال أن يسأل لهم ذلك‪ ،‬فلما ألحوا عليِ أخذ يتضرع إلى هللا تعالى‬
‫في الدعاء والسؤال أن يجابوا إلى ما طلبوا فاستجاب هللا عزوجل دعاءه ‪ .‬فأنزل سبحانِ المائدة من‬
‫السماء والناس ينظرون إليها تنحدر بين غمامتين‪ ،‬وجعلت تدنو قليال قليال وكلما دنت منهم يسأل‬
‫عيسى عليِ السالم أن يجعلها رحمة ال نقمة وأن يجعلها سال ًما وبركة‪ ،‬فلم تزل تدنو حتى استقرت بين‬
‫يدي عيسى عليِ السالم وهي مَطاة بمنديل‪ ،‬فقام عيسى عليِ السالم يكشف عنها وهو يقول (( بسم‬
‫هللا خير الرازقين)) ‪ ، .‬فأكلوا منها فبرأ كل من بِ عاهة أو آفة أو مرض مزمن واستَنى الفقراء‬
‫وصاروا أغنياء ‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫المؤمن والكافر‬
‫اضر ْب لَ ُه ْم َم َث ًال َر ُجلَ ْين َج َع ْل َنا ألَ َحده َما َج َّن َت ْين منْ‬
‫ورد ذكر القصة في سورة الكهف قال تعالى ‪َ " :‬و ْ‬
‫ب َو َح َف ْف َنا ُه َما ب َن ْخ ٍل َو َج َع ْل َنا َب ْي َن ُه َما َز ْر ًعا * ك ْل َتا ا ْل َج َّن َت ْين آ َت ْت أ ُ ُكلَ َها َولَ ْم َت ْظل ْم م ْن ُِ َ‬
‫ش ْي ًئا َو َف َّج ْر َنا‬
‫أَ ْع َنا ٍ‬
‫صاحبِ َوه َُو ُي َحاو ُرهُ أَ َنا أَ ْك َث ُر م ْن َك َم ًاال َوأَ َع ُّز َن َف ًرا* َو َ‬
‫دَخل َ َج َّن َت ُِ َوه َُو‬
‫خ َاللَ ُه َما َن َه ًرا * َو َكانَ لَ ُِ َث َم ٌر َف َقال َ ل َ‬
‫اع َة َقائ َم ًة َولَئنْ ُرددْ ُ‬
‫ت إلَى َر ِّبي َألَجدَنَّ َخ ْي ًرا‬
‫الس َ‬
‫َظال ٌم ل َن ْفسِ َقال َ َما أَ ُظنُّ أَنْ َتبيدَ هَذه أَ َبدًا* َو َما أَ ُظنُّ َّ‬
‫م ْن َها ُم ْن َقلَ ًبا * ” ( ‪) 36 – 32‬‬
‫اضر ْب لَ ُه ْم َم َث ًال )) يعني لكفار قريش ‪ ،‬في عدم اجتماعهم بالضعفاء والفقراء وازدرائهم بهم ‪،‬‬
‫قولِ‪َ ((:‬و ْ‬
‫وافتخارهم عليهم ‪ .‬والمشهور أن هذين كانا رجلين مصطحبين‪ ،‬وكان أحدهما مؤمنا واآلخر كافرا‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬إنِ كان لكل منهما مال ‪ ،‬فأنفق المؤمن مالِ في طاعة هللا ومرضاتِ ابتَاء وجهِ ‪ ،‬وأما الكافر‬
‫فإنِ اتخذ لِ بستانين ‪ ،‬وهما الجنتان المذكورتان في اآلية ‪ ،‬فيهما أعناب ونخل وأنهار ‪ ،‬وافتخر‬
‫مالكهما على صاحبِ المؤمن الفقير ‪ .‬ولما اغتر هذا الجاهل بما خولِ هللا بِ في الدنيا ‪ ،‬فجحد اآلخرة‬
‫صاح ُب ُِ َوه َُو‬
‫وادعى أنها إن وجدت ليجدن عند ربِ خيرا مما هو فيِ‪ ،‬وسمعِ صاحبِ يقول ذلك َقال َ لَ ُِ َ‬
‫س َّوا َك َر ُج ًال ) ويذكر‬
‫ُي َحاو ُرهُ أي ؛ يجادلِ ( أَ َك َف ْر َت بالَّذي َخلَ َق َك منْ ُت َرا ٍ‬
‫ب ُث َّم منْ ُن ْط َف ٍة ُث َّم َ‬
‫لنا‪32‬القرآن أنِ جاءه أمر أحاط بجميع حواصلِ وخرب جنتِ‪.‬‬
‫ناقة صالح‬
‫ورد ذكر الناقة في مواضع عدة فى سور األعراف ( ‪ – )77 ، 73‬هود ( ‪ – ) 64‬االسراء ( ‪) 59‬‬
‫الشعراء ( ‪ - ) 155‬القمر ( ‪ - ) 27‬الشمس ( ‪. )13‬‬
‫اء ْت ُك ْم َب ِّي َن ٌة منْ‬
‫هللا َما لَ ُك ْم منْ إلَ ٍِ َغ ْي ُرهُ َقدْ َج َ‬
‫صال ًحا َقال َ َيا َق ْوم ْ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬وإلَى َث ُمودَ أَ َخا ُه ْم َ‬
‫اع ُبدُوا َّ َ‬
‫هللا لَ ُك ْم آ َي ًة َف َذ ُروهَا َتأْ ُكلْ في أَ ْرض َّ‬
‫َر ِّب ُك ْم هَذه َنا َق ُة َّ‬
‫اب أليم *‬
‫س ٍ‬
‫وء َف َيأْ ُخ َذ ُك ْم َع َذ ٌ‬
‫سوهَا ب ُ‬
‫هللا َو َال َت َم ُّ‬
‫( األعراف ‪) 73‬‬
‫أرسلِ هللا إلى قوم ثمود وكانوا قوما جاحدين آتاهم هللا رزقا كثيرا ولكنهم عصوا ربهم وعبدوا األصنام‬
‫وتفاخروا بينهم بقوتهم فبعث هللا إليهم صالحا مبشرا ومنذرا ولكنهم كذبوه وعصوه وطالبوه بأن يأتي بآية‬
‫ليصدقوه فأتاهم بالناقة وأمرهم أن ال يؤذوها ولكنهم أصروا على كبرهم فعقروا الناقة وعاقبهم هللا‬
‫بالصاعقة فصعقوا جزاء لفعلتهم ونجى هللا صالحا والمؤمنين ‪.‬‬
‫قصة الناقة بالتفصيل يمكن الرجوع إليها فى قصص‬
‫األنبيا ء وفى تفسير بن كثير ‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫هاروت و ماروت‬
‫ورد ذكر القصة في سورة البقرة ‪ ،‬قال تعالى ‪َ {:‬وا َّت َب ُعوا َما َت ْتلُو ال َّ‬
‫سلَ ْي َمانَ َو َما َك َف َر‬
‫ش َياطينُ َعلَى ُم ْلك ُ‬
‫سلَ ْي َمانُ َولَكنَّ ال َّ‬
‫وت َو َما ُر َ‬
‫الس ْح َر َو َما أُنزل َ َعلَى ا ْل َملَ َك ْين ب َبابل َ هَا ُر َ‬
‫وت‬
‫اس ِّ‬
‫ش َياطينَ َك َف ُروا ُي َعلِّ ُمونَ ال َّن َ‬
‫ُ‬
‫َو َما ُي َعلِّ َمان منْ أَ َح ٍد َح َّتى َيقُوال إ َّن َما َن ْحنُ ف ْت َن ٌة َفال َت ْكفُ ْر َف َي َت َعلَّ ُمونَ م ْن ُه َما َما ُي َف ِّرقُونَ بِ َب ْينَ ا ْل َم ْرء‬
‫ارينَ بِ منْ أَ َح ٍد إال بإ ْذن َّ‬
‫ض ُّر ُه ْم َوال َين َف ُع ُه ْم َولَ َقدْ َعل ُموا لَ َمنْ‬
‫هللا َو َي َت َعلَّ ُمونَ َما َي ُ‬
‫ض ِّ‬
‫َو َز ْوجِ َو َما ُه ْم ب َ‬
‫س َما َ‬
‫ا ْ‬
‫س ُه ْم لَ ْو َكا ُنوا َي ْعلَ ُمونَ } [ البقرة‪.] 102 :‬‬
‫ش َر ْوا بِ أَنفُ َ‬
‫ش َت َراهُ َما لَ ُِ في اآلخ َرة منْ َخ َال ٍق َولَب ْئ َ‬
‫والقصة‪ :‬أن اليهود نبذوا كتاب هللا واتبعوا كتب السحرة والشعوذة التي كانت ُت ْق َرأ في زمن ملك سليمان‬
‫عليِ السالم ‪ .‬وذلك أن الشياطين كانوا يسترقون السمع ثم يضمون إلى ما سمعوا أكاذيب يلفقونها‬
‫ويلقونها إلى الكهنة‪ ،‬وقد دونوها في كتب يقرؤونها ويعلمونها الناس وفشا ذلك في زمان سليمان عليِ‬
‫السالم‪ ،‬حتى قالوا إن الجن تعلم الَيب‪ ،‬وكانوا يقولون هذا علم سليمان عليِ السالم ‪ ،‬وما ت َّم لسليمان‬
‫ملكِ إال بهذا العلم وبِ سخر الجن واإلنس والطير والريح ‪ ،‬فأنزل هللا هذين الملكين هاروت وماروت‬
‫لتعليم الناس السحر ابتال ًء من هللا وللتمييز بين السحر والمعجزة وظهور الفرق بين كالم األنبياء عليهم‬
‫‪ 34‬وبين كالم السحرة ‪.‬‬
‫السالم‬
‫هابيل وقابيل‬
‫قال تعالى في سورة المائدة ‪َ :‬وا ْتل ُ َعلَ ْيه ْم َن َبأ َ ا ْب َن ْي آدَ َم با ْل َح ِّق إ ْذ َق َّر َبا قُ ْر َبا ًنا َف ُتقُ ِّبل َ منْ أَ َحده َما َولَ ْم‬
‫ُي َت َق َّبلْ منَ ْاآل َخر َقال َ َألَ ْق ُتلَ َّن َك َقال َ إ َّن َما َي َت َق َّبل ُ َّ‬
‫هللاُ منَ ا ْل ُم َّتقينَ ( ‪) 27‬‬
‫كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا وفي البطن التالي ابنا وبنتا‪ .‬فيحل زواج ابن البطن األول من البطن الثاني‪.‬‬
‫ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسِ ‪ ..‬فأمرهما آدم أن يقدما قربانا‪ ،‬فقدم كل واحد منهما قربانا ‪،‬‬
‫فتقبل هللا من هابيل ولم يتقبل من قابيل ‪.‬بعد أيام‪ ..‬كان األخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة ‪..‬فقام إليِ‬
‫أخوه قابيل فقتلِ ‪.‬كان هذا األخ القتيل أول إنسان يموت على األرض‪ ..‬ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف‬
‫بعد ‪ .‬وحمل األخ جثة شقيقِ وراح يمشي بها ‪..‬ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت‪ .‬وضع‬
‫الَراب الحي الَراب الميت على األرض وساوى أجنحتِ إلى جواره وبدأ يحفر األرض بمنقاره ووضعِ‬
‫برفق في القبر وعاد يهيل عليِ التراب‪ ..‬بعدها طار في الجو وهو يصرخ ‪.‬واهتز جسد القاتل ببكاء‬
‫عنيف ثم أنشب أظافره في األرض وراح يحفر قبر شقيقِ ‪ .‬قال آدم حين عرف القصة‪( :‬ه ََذا منْ َع َمل‬
‫ال َّ‬
‫ش ْي َطان إ َّن ُِ َعد ٌُّو ُّمضل ٌّ ُّمبينٌ ( وحزن حزنا شديدا على خسارتِ في ولديِ‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫وأخير‬
‫ا‬
‫قال تعالى فى سورة هود ‪:‬‬
‫ص ُِ َعلَ ْي َك‬
‫} َذل َك منْ أَ ْن َباء ا ْلقُ َرى َنقُ ُّ‬
‫م ْن َها َقائ ٌم َو َحصي ٌد ( آية ‪{ )100‬‬
‫صدق هللا العظيم‬
‫‪[email protected]‬‬
‫‪36‬‬