تطرح قضية المرأة دائما من خلال أطروحتين

Download Report

Transcript تطرح قضية المرأة دائما من خلال أطروحتين

‫قراءة فكرية في واقع املرأة التنموي بين‬
‫أطروحات االعتياد واإلسقاط وفرض النسوية‬
‫تطرح قضية املرأة دائما من خالل أطروحتين ‪:‬‬
‫‪ ‬األطروحة األولى ‪ :‬أطروحة اإلعتياديون الذين اعتادوا على نمط واحد للمرأة ويحاولون أن تطغى‬
‫أحكام هذا النمط على تنوعات واقع املرأة‪ .‬وعليه فكثير من النساء ترفض هذه األطروحة وترى عدم‬
‫تجاوبها مع قضاياهن امللحه ‪.‬‬
‫‪ ‬األطروحة الثانية ‪ :‬اإلسقاطيون والذين يرون أن التنمية البد أن تقوم بذات شروطها في الغرب وكأن‬
‫اللعقول قد عجزت أن تصيغ الواقع الحضاري املشبع بالقيم والفضائل وكأن املرأة اليمكن أن تكون‬
‫منتجة إال بالتجرد من قيمها وفريضة إحتشامها وهذه األطروحة هي عين اإلبتذال والتمييز ألنها‬
‫تعاملت مع املرأة ال كفكر وال كإبداع وال كإنتاج‪.‬‬
‫‪. ‬واما موقف املرأة تجاه هذه األطروحة فعلى عده فئات‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫فئة ترى في هذه األطروحة نفقا للعبور نحو تحقيق طموحات مشروعه‪.‬‬
‫وفئة انفعلت بهذه األطروحات وتبنتها عبر حركة الليبرالية النسوية‪ ,‬وباالستقراء فأغلب هذه‬
‫الفئة هن ممن تعرضن للعنف الحقيقي في مرحلة كن من أتباع االطروحة األولى فتحولن‬
‫من أقص ى اليمين إلى أقص ى اليسار واألمثلة عليها تطول‪.‬‬
‫وفئة استهالكية بالهدف أو غاية أو مبدأ جريا على عادة االستهالك ‪.‬‬
‫و فئة تؤمن بتنمية فاضلة توازن في حق املرأة بين العمل واألسرة واملجتمع والتنمية‬
‫واألخالق‪ ,‬وترفض تناول النسوية كاصطالح منشق عن تركيبة الحقوق والواجبات‬
‫االجتماعية إال أن قدرتها على رفض النسوية مرهون بعدم ممارسة التمييز تجاهها وبإدراك‬
‫املجتمع ملسؤلياته املشتركة ‪.‬‬
‫‪ ‬ألجل ذلك فالحاجة ملحة لتسليط الضوء على الحركات النسوية والتي بدأت‬
‫في الظهور على السطح الثقافي العام ‪ ,‬وهو مااحاول طرحه من خالل البعد‬
‫الحداثي لكون هذا البعد اليزال مستقى اإلتجاهات العربية املعاصرة ‪.‬‬
‫‪ ‬وسأغفل الحديث عن مابعد النسوية في الغرب املعاصر‪.‬‬
‫الحركات‬
‫النسوية‬
‫‪ ‬تعتبر النساء في هذا التيار أن القمع الذي تواجهه املرأة بسبب العالقات الغير متوازنة‬
‫في مهام اإلنتاج – في إشارة الى الرأسمالية – التي إعتبرها إنجلز أكبر هزيمة للجنس‬
‫النسائي ‪.‬‬
‫‪ ‬وإنطالقا من هذا املعنى جاءت دعوة املانيفستو الشيوعي ‪1848‬م إلى إلغاء نظام األسرة‬
‫البرجوازية ‪.‬‬
‫‪ ‬ينتسب هذا التيار إلى خط الثورة الفرنسية وامتداداته الفكرية ويستند إلى مبادئ‬
‫املساواة والحرية واملطالبة بحقوق للمرأة مساوية للرجل في مختلف مجاالت الحياة‬
‫السياسية واالجتماعية ‪.‬ويتميز هذا التيار بإيمانه بقدرة النظام الرأسمالي على مالمسة‬
‫التغير وتوفير نفس الفرص والحقوق املتساوية للرجل واملرأة كما يعمل املنتمون الى هذا‬
‫التيار على تغيير القوانين املميزة بين الجنسين وتكوين لوبيات ضغط لتغيير الذهنيات‬
‫على املدى البعيد وتركز النسوية الليبرالية على حاجات الطبقة الوسطى دون االهتمام‬
‫بطبقة النساء الشعبية ‪.‬‬
‫‪ ‬تعتمد هذه الحركة على مبدأ أن املجتمع يتضمن بنيتين مسيطرتين هما النظام‬
‫الرأسمالي والنظام األبوي وكال النظامين يستغل النساء ويضطهدهن ومن أبرز‬
‫مطالبات هذه الحركة ‪ :‬تقويم العمل املنزلي إقتصاديا والتنبه الى الخصوصية املعرفية‬
‫النسائية وإعادة كتابة التاريخ من منظور نسائي وتقييم مساهمة النساء في صنع‬
‫الحضارة‪.‬‬
‫النسوية الراديكالية ‪feminism radical‬‬
‫تعد هذه الحركة أشد الحركات النسوية‬
‫تطرفا وعنفا إذ تقوم على تفكيك النظام‬
‫األبوي من بنية املجتمع واستبداله‬
‫باملثلية حيث تؤمن الراديكالية بأن‬
‫النظام األبوي الذي تمارس فيه السلطة‬
‫الذكورية غير قابل للتعديل أو اإلصالح‬
‫لذا ينبغي القضاء عليه ال على املستوى‬
‫السياس ي والقانوني فحسب بل على‬
‫املستوى االجتماعي والثقافي أيضا ‪.‬‬
‫‪ ‬أعتقد أن اإلجابة املنطقية لن تمانع في ظل العوملة املفاهيمية و حال املرأة في العالم‬
‫العربي واإلسالمي من أن ينحدر أيضا هذا املفهوم إلى العالم اإلسالمي فقد ظهر‬
‫مصطلح( النسوية اإلسالمية) عام ‪1991‬م في تركيا في كتاب نوليفير غول ”الحداثة‬
‫املمنوعة“‬
‫‪ ‬وأما في الواقع واملمارسة فإن الحركة النسوية اإلسالمية بدأت بالبروز في ظل تمكين‬
‫املرأة وتلميع األنظمة القمعية ‪ .‬فقد كانت تونس األولى عربيا في تمكين املرأة وقمع‬
‫املجتمع وأصبحت التجربة النسوية التونسية قابلة للتصدير‪.‬‬
‫‪‬‬
‫تقوم رؤية النسوية اإلسالمية على أن ‪ :‬الرسالة الروحية اإلسالمية قد طعنت فبدال من‬
‫ان تتحقق املساواة فقد حول النظام الذكوري األبوي هذه الرسالة الى أداة قمع؛‬
‫وعليه فالبد من تفكيك القراءة اإلسالمية للنصوص ‪ ,‬وأسلمة التمكين والجندر في ظل‬
‫الوضع القمعي الذي تعانية املرأة في املجتمعات العربية واإلسالمية ‪.‬‬
‫‪ -1 ‬أن الحركات النسوية في الغرب تقوم على ردة فعل عنيفة ضد الرجل وعلى‬
‫فلسفة الصراع وتحوي مطالبات عادلة وآخرى متطرفة أيضا‪.‬‬
‫‪ -2 ‬أن الحداثة النسوية اإلسالمية لم تكن لتبرز لوال الخلل الكبير في الحقوق‬
‫والواجبات في املجتمع اإلسالمي املعاصر‪ ,‬فلم يكن إال النموذج الغربي رمزا يحتذى به‬
‫بالنسبة للحركات الحداثية ‪.‬‬
‫‪ -3 ‬أن التعامل مع قضايا املرأة في الحركات النسوية الحداثية والغربية يقوم على‬
‫فصل املرأة عن املجتمع والتعامل معها بناء على كونها عنصرا منفصال في حركة‬
‫الحياة ‪.‬‬
‫‪ -5 ‬إن التعامل اإلسالمي مع املرأة هو تعامل يكامل بين دورها ودور الرجل‪ ,‬واألسرة‬
‫واملجتمع ويقوم على حقوق وواجبات يعبر عنها باملسؤلية املرتبطة بالرعاية فكما‬
‫جاء في الحديث الشريف“ كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته“‪ ,‬ففي الحديث ربط‬
‫بين املسؤلية والرعاية‪ ,‬وليس السلطة والعنف كما هو الواقع في أغلبه‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -6‬أنه ينبغي على مؤسسات األمة التربوية واإلعالمية تفعيل قيم اإلسالم‬
‫املتوازنة في بناء األسرة واملجتمع وعدم االنسياق خلف فلسفات التفكيك‬
‫التي ترى أن فك رأس الهرم األبوي هو بفك أساسه األولي – األسرة – من‬
‫خالل النسوية الراديكالية التي تطغى في الحقيقية على شتى أنواع النسوية ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -7‬إن رفض النسويات اليعني تجاهل الواقع للمرأة املسلمة‪ ,‬وال يعني كذلك‬
‫أن النصوص الشرعية لم توظف في القمع والتسلط والتهاون في املسؤلية بل‬
‫هذه جوانب عملية وتطبيقية ال ينبغي إهمالها بل معالجتها بنظرة ال تريد‬
‫سوى إحقاق الحقوق املرضية في شرع رب البرية ‪.‬‬
‫‪ ‬ال يسعني إال ا العتذار عن هذا الجهد املتواضع والذي أحببت‬
‫‪ ‬لفت االنتباه نحو قضية املرأة من قبل املهتمين بقضايا الهوية‬
‫اإلسالمية ‪.‬‬
‫‪ ‬أمل الغامدي‬
‫‪ ‬راجع‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫*النسوية من الراديكالية حتى اإلسالمية ‪ ,‬ألحمد عمرو‬
‫*النسوية ومابعد النسوية‪,‬لسارة جامبل‪,‬تر‪ :‬أحمد الشامي ‪.‬‬
‫*األسس الفلسفية للفكر النسوي الغربي ‪ ,‬لخديجة العزيزي‪.‬‬
‫*مسارات الحركة النسوية األوربية ومآالتها الراهنة ‪ ,‬لرائدة شبيب‪.‬‬