التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات د. يونس

Download Report

Transcript التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات د. يونس

‫المعهد العالي إلدارة األعمال‬
‫نظريات االدارة‬
‫د‪ .‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫السنة األولى‬
‫‪2006-2005‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪1‬‬
‫عناوين‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫مقدمة عامة حول نظريات اإلدارة وتكاملها‬
‫أوال‪ -‬المدرسة التقليدية‬
‫ثانيا‪ -‬مدرسة العالقات االنسانية والمدرسة االجتماعية‬
‫ثالثا‪ -‬المدرسة الشرطية‬
‫رابعا‪ -‬مدرسة النظم‬
‫خامسا‪ -‬مدرسة القرارات‬
‫سادسا‪ -‬المدرسة الكمية‬
‫سابعا‪ -‬مدرسة عملية اإلدارة‬
‫ثامنا‪ -‬مدرسة اإلدارة اإلستراتيجية‬
‫تاسعا‪ -‬مدارس أخرى‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪2‬‬
1-:‫ المقاربة االجتماعية‬-‫سادسا‬:‫• من روادها‬
J.MARCH+R.CYERT, BERLE+MEANS, •
CYERT+MARCH, M.CROZIER, FRIEDBERG,
QUINN, M.WEBER, P.BOURDIEU,
MINTZBERG, R.SAINSAULIEU,
J.MARCH+H.SIMON, Trist+Bamforth ….
3
‫يونس إبراهيم حيدر‬. ‫د‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪:‬‬‫تذكير‪1-‬‬
‫• لم تعط النظرية التقليدية أي مكان أو أهمية‪:‬‬
‫• لمسألة السلطة‪،‬‬
‫• للمجموعات غير النظامية أو غير الرسمية وسلطاتها‪،‬‬
‫• يقول ماك غريغور‪ :‬يبحث المرء عن إشباع أهداف‬
‫اجتماعية‪ ،‬وإذا كانت ممارسة المسؤولية تشبع أهدافه‬
‫االجتماعية( اعتراف‪ ،‬تقدير‪ ،‬سلطة‪ ،‬مال‪)...‬؛ فإنه سيبحث‬
‫عن المسؤولية ولن يتخ ّلى عنها‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪4‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪:‬‬‫تذكير‪2-‬‬
‫• يقول مايو أن التنظيم غير الرسمي (النفسي‪-‬االجتماعي‪ ،‬والعاطفي ‪-‬‬
‫االجتماعي) يلقي بظالله على المجموعات غير النظامية حيث تظهر‬
‫قضايا تتعلق بالسلطة والهيمنة‪.‬‬
‫• المؤسسة ليست مجموعة أفراد بل هي مجموعة من العالقات تنشأ‬
‫بين األفراد‪ ،‬يظهر من خاللها مفهوم الجماعة كمفهوم أساسي‪.‬‬
‫• قادته أهمية مجموعة الزمالء في العمل إلى استنتاج‪:‬‬
‫– وجود تنظيمات متعددة غير نظامية في داخل التنظيم الرسمي‪ ،‬يمكن‬
‫تحسين إنتاجيتها ‪.‬‬
‫– تضع المجموعات غير النظامية في المؤسسات ضوابط لإلنتاجية‬
‫الخاصة بها تستطيع من خاللها التحكم الداخلي بإنتاجيتها‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪5‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪:‬‬
‫تذكير‪3-‬‬
‫• بينت الدراسات العملية أن إشباع الحاجات األساسية له خاصية‬
‫اجتماعية ( ويمكن له أن يرتبط بالتالي مع أنواع أخرى من‬
‫الحاجات)‪ ،‬وذلك يتوقف على فهمها وتفسيرها (االجتماعي) وعلى‬
‫قواعد اللعبة االجتماعية‪ ،‬فهرمية الحاجات قد ترتب اجتماعيا‪.‬‬
‫• ينطلق )‪ (Crozier+ Friedberg‬في نظريتهما الخاصة‬
‫بعلم اجتماع المنظمات من محدودية النظريات التقليدية‬
‫ونظريات العالقات اإلنسانية وقصورهما اللتين يعيبان‬
‫عليهما إعطاءهما فكرة مختزلة وقاصرة عن الفرد الذي‬
‫يعتبرانه سلبيا‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪6‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪:‬‬
‫تذكير‪4-‬‬
‫• تؤكد النظرية السلوكية على‪:‬‬
‫–‬
‫–‬
‫–‬
‫–‬
‫أهمية اإلنسان وعلى العالقة بين الناس واألعمال التي يؤدوها‪ ،‬ترى هذه‬
‫النظرية الموارد البشرية كقوة قائدة في عملية تحقيق كفاءة وفاعلية‬
‫مؤسسة ما‪ .‬وأن اإلنسان محفز بعوامل اجتماعية‬
‫وجود تنظيم غير نظامي أو غير رسمي‪ .‬وال يمكن إدارة المؤسسة ما لم‬
‫تقبل اإلدارة كون العاملين موجودين في مجموعات غير نظامية‪.‬‬
‫أن إحدى المسائل الهامة في المؤسسات الكبيرة هي انشاء عالقات بين‬
‫مجموعات العمل واإلدارة‪ .‬يجب أن تشكل أحد االهتمامات األساسية لإلدارة‪.‬‬
‫إبراز الشعور باالنتماء وإظهار أهميته‪ .‬إذ يشعر العاملون أنهم أعضاء في‬
‫جماعة‪ ،‬ووفقا للجماعة التي ينتمون إليها يتفاعلون مع توجيهات اإلدارة‬
‫العليا‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪7‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪2-:‬‬‫• ولدت المدرسة االجتماعية كالمدرسة السلوكية من تطبيقات العلوم السلوكية في‬
‫ميادين اإلدارة‪ ،‬ونتيجة لدخول التيارات االجتماعية والنفسية إلى ميدانها ومن‬
‫مختلف المجاالت والمستويات؛ مما سمح لإلدارة وفقا لرأي الكثيرين بأن تجد‬
‫توازنها وتجنح نحو الكمال‪.‬‬
‫• تعتبر المدرسة االجتماعية ممارسة اإلدارة على أنها نظام للعالقات الثقافية‬
‫المتداخلة والمتفاعلة‪ ،‬وهي ذات توجه اجتماعي يبحث عن‪ :‬تحديد مختلف‬
‫المجموعات االجتماعية الموجودة في المؤسسة أو المنظمة‪ ،‬وعن توضيح‬
‫عالقاتها الثقافية‪ ،‬ويعمل على إحداث تكامل هذه المجموعات في نظام اجتماعي‬
‫متكامل‪.‬‬
‫• حاولت هذه المدرسة إحداث التكامل أيضا فيما بين اإلدارة والنظام االجتماعي‪،‬‬
‫حيث ركزت اهتمامها على العالقات الداخلية ما بين العادات والثقافات وبين‬
‫النظام‪ ،‬وقد سمح لها منهجها االجتماعي باالقتراب كثيرا من المدرسة‬
‫السلوكية‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪8‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪3-:‬‬‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫ويطلق على هذه المدرسة أحيانا مدرسة السلوك التنظيمي‬
‫أي "مدرسة سلوك المنظمات" وقد يحدث أحيانا أن تصبح‬
‫الوحدة االجتماعية المعتبرة هي المجتمع بكامله‪ ،‬وفي هذه‬
‫الحالة تركز المدرسة اهتمامها على العالقات فيما بين ‪:‬‬
‫المنظمة (المؤسسة)‪.‬‬
‫البيئة الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫قوى التغيير والتأقلم‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪9‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪4-:‬‬‫• تركز المدرسة االجتماعية على األخالق أو على ما يعتبر‬
‫صحيحا من الناحية األخالقية أو المعنوية (منظومة قيم)‪،‬‬
‫وتركز كذلك على التعاون والتفاعل بين األفراد الذين‬
‫يشكلون الوحدة االجتماعية (المجموعة)‪،‬‬
‫• كما وتهتم بالسلوك التنظيمي العقالني وغير العقالني‪،‬‬
‫وتؤسس فهمها لهذا السلوك على أساس بحوث تجريبية‬
‫تجرى على األفراد والمجموعات‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪10‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪5-:‬‬‫• تحاول هذه المقاربة االجابة على سؤال‪:‬‬
‫لماذا ينخرط األفراد في تحركات جماعية‪ ،‬حتى عندما تكون مصالحهم متغيرة‬
‫ومتبدلة؟!‬
‫– يكون ذلك وفي معظم األحيان بسبب الحاجة إلى الوفاء لهويتهم‪ .‬وذلك ألن‬
‫جزءا أساسيا من الهوية يتحدد عن طريق االعتراف من قبل اآلخر (باالهتمام‬
‫وبالنوعية التي يوليها لنا اآلخرون)‪.‬‬
‫– ال يتصرف األفراد وفقا لهذا إال من أجل الحصول على مزايا شخصية‪ .‬فهم‬
‫يشاركون بالتصرف الجماعي كي يستحوذوا (يحصلوا) على هالة دائمة من‬
‫االعتراف من قبل الذين يتقاسمون معهم بعض القيم؛ مما يجعل صورتهم عن‬
‫أنفسهم ثابتة ويساهم في جعل تعريفهم للحقيقة مشتركا‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪11‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪6-:‬‬‫• يهتم علماء االجتماع بما يجري في داخل المؤسسة حيث يتركز اهتمامهم‬
‫على عملية اتخاذ القرارات ومسألتها الرئيسية المتجسدة في محاولة فهم‪:‬‬
‫– كيف تصبح االستراتيجيات الفردية استراتيجيات جماعية تسمح بقيادة األفعال‬
‫والتصرفات المعقدة؟!‬
‫• فالوضع الداخلي بالنسبة لهم على غاية من األهمية حيث يتأثر التصرف‬
‫االستراتيجي للفرد بمفهومي العقالنية المحدودة وعالقات السلطة‪ .‬بحيث‬
‫يمارس األفراد سلوكا استراتيجيا موجها بعقالنيتهم المحدودة وبعالقات‬
‫السلطة يجعلهم يميزون األعداء من األصدقاء ومجال الفعل والتصرف‪ ،‬ويتم‬
‫كل ذلك في سياق من التعاون والمصارعة‪ .‬تتوقف تصرفاتهم في معظم‬
‫األحيان على الفرص المتاحة وتتم من خالل عملية تعلم مستمرة‪ ،‬لذا‬
‫فاالستراتيجيات الفردية متعددة ومتغيرة‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪12‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪7-:‬‬‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫لالنتقال من إستراتيجية فردية إلى إستراتيجية جماعية ‪ ،‬ولكي تكون هناك‬
‫مؤسسة وتصرف جماعي؛ من الضروري بروز إستراتيجية جماعية على الرغم‬
‫من تنوع االستراتيجيات الفردية وتغيرها‪ ،‬أي ال بد من ظهور ما يكفي من‬
‫التماسك واالنسجام واإلرادة في سلوك المؤسسة‪.‬‬
‫وفي هذا المستوى توجد أربعة نماذج‪:‬‬
‫إما أن تطور المؤسسة أيديولوجية خاصة بها (ثقافة داخلية) قوية ومقنعة ينتمي‬
‫إليها العاملون في المؤسسة دون خلفياتهم الثقافية‪ .‬فهم يقتنعون عندئذ بالرسائل‬
‫التي ترسلها اإلدارة العامة وهم مشدودون من قبلها‪ ،‬وينسجم سلوكهم كأفراد مع‬
‫رؤية اإلدارة (مشروعها الجماعي أو إستراتيجيتها الجماعية)‪.‬‬
‫وإما ألن األطراف الفاعلة تجد مصلحتها في التشارك وتقاسم األهداف التي ليست‬
‫باألصل أهدافها‪ ،‬وتقوم بذلك بمشيئتها لالستفادة من وجود المؤسسة‪ .‬فاألفراد‬
‫جاهزون ومستعدون للتجمع حول أية إستراتيجية جماعية من اللحظة التي‬
‫يعتقدون فيها أن المشروع الذي تتبناه المؤسسة وتعمل على تنفيذه من خالل‬
‫إستراتيجيتها سيضمن لهم دوام المؤسسة واستمرارها‪ ،‬وأن االستراتيجيات‬
‫الفردية ال تتعارض كثيرا مع تحقيق هذا المشروع‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪13‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪8-:‬‬‫•‬
‫•‬
‫وإما أن أحد أصحاب النفوذ المهيمن في المؤسسة (فريق اإلدارة)‬
‫ينجح في فرض أهدافه وإستراتيجيته على مجمل المؤسسة عن‬
‫طريق اللجوء إلى السلطة‪ .‬وتقبل األطراف هذه األهداف وتلك‬
‫االستراتيجيات بشرط أن تعود عليهم بالفائدة على شكل تعويضات‬
‫مادية أو على شكل صيغة انتماء للمؤسسة محسوبة جيدا بغية‬
‫تحقيق مصالحهم الخاصة‪.‬‬
‫أو يتجمع األفراد حول المؤسسة لكونها تمثل المكان المالئم لهم‬
‫للسير نحو أهدافهم المشتركة‪ .‬فاألهداف الفردية المشتركة تصبح‬
‫أهدافا جماعية للمؤسسة‪ ،‬ويوجد شبه تطابق بين االستراتيجيات‬
‫الفردية واالستراتيجيات الجماعية‪ (.‬حالة األساتذة العاملين في‬
‫جامعة خاصة يعتبرونها المكان المالئم لتحقيق أهدافهم البحثية‬
‫واهتماماتهم العلمية‪ .‬وهي كذلك حالة المنتسبين لمنظمة رياضية)‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪14‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪9-:‬‬‫•‬
‫حاول )‪ Crozier+ Friedberg‬من خالل رؤيتهما المتعلقة بنظرية ”علم اجتماع المنظمات“‬
‫إبراز الشكل أو الصيغة اإلستراتيجية الواقعية للمؤسسة‪:‬‬
‫• إذ يعتبران الفرد شخصية فاعلة‪ ،‬حرا وقادرا على اتخاذ القرار‪ .‬ولكل‬
‫شخصية هدفها‪ .‬وجميع الشخصيات الفاعلة حرة نسبيا‪ ،‬لكنها جميعها تعتمد‬
‫على بعضها بعضا (أي غير مستقلة في مواجهة بعضها)‪ ،‬تتمتع بهامش‬
‫استقاللية ما‪ ،‬وهي شخصيات ذات عقالنية جزئية تنشأ بينها مجموعة‬
‫عالقات‪.‬‬
‫• تتصف المؤسسة بوجود العديد من مسائل عدم التأكد المتفاعلة مع بعضها‪،‬‬
‫أو أنها تتميز بكثرة الريبة والشك وبوجود التفاعل والتقاطع أو التداخل‬
‫بينها‪.‬‬
‫• يتوقف قيام كل فرد في المؤسسة بالمهام الموكولة إليه أو المطلوبة منه‬
‫بشكل مرض أو مناسب دائما إما على تصرف أو فعل يقوم به آخر وإما‬
‫على معلومة ينقلها إليه‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪15‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪10-:‬‬‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫يعرفان سلطة كل فرد بأنها مقدرته على جعل عدم التأكد يستشري أو يهيمن‬
‫على واقعة أنه سيقوم بتنفيذ فعل أو تصرف ما أو أنه سيمتنع عن ذلك‪ ،‬أو أنه‬
‫سيقدم المعلومة أو يمتنع عن تقديمها‪ ،‬وفيما إذا كان سيقوم بذلك على النحو‬
‫المفروض أو المطلوب أو بشكله الصحيح‪.‬‬
‫بمقدار ما ينظر إلى الفرد على أنه حر في القيام أو باالمتناع عن القيام بالفعل‪،‬‬
‫من قبل اآلخرين‪ ،‬بمقدار ما تكون الريبة(عدم التأكد) التي يتركها حوله هامة‬
‫وكبيرة بالنسبة لعمل المؤسسة‪ ،‬وبمقدار ما يكون حرا وقادرا على أن يحصل‬
‫من اآلخرين على تصرفات تتماشى مع أهدافه وتتناسب معها‪ ،‬وبالتالي بمقدار‬
‫ما تتوفر لديه السلطة إذا‪.‬‬
‫توجد وفقا لهما عالقة وطيدة بين االستقاللية والسلطة‪ .‬والمؤسسة وفقا لهما‬
‫هي شبكة من السلطات ومن المفاوضات المستمرة‪ ،‬حيث يربط كل فرد مشاركته‬
‫في مقابل حدوث تصرفات وأفعال من قبل الشخصيات الفاعلة األخرى في‬
‫المؤسسة مالئمة لمصالحه‪.‬‬
‫وسوف تحاول الشخصيات الفاعلة تبني استراتيجيات تمكنها من توسيع‬
‫هوامش حرياتها ومقدار سيطرتها وتتيح لها تقليص حريات اآلخرين ومقدار‬
‫سيطرتهم‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪16‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪11:‬‬‫• تخلق الهياكل الرسمية للمؤسسات تنظيمات ووحدات تحتية‬
‫تتمتع باستقاللية نسبية‪ ،‬تشكل لدى العاملين نزعة وميال‬
‫نحو تطوير قيم وعادات مختلفة وخاصة ووجهات نظر‬
‫ضيقة‪ ،‬تتباين عن وجهات نظر الوحدات األخرى‪ ،‬وكثيرا‬
‫ما تتصرف هذه الوحدات التحتية باستقاللية شبه كاملة‪،‬‬
‫تبغي من خاللها تحقيق أهدافها الخاصة؛ مما يشكل أرضا‬
‫صالحة للتنازع بين األهداف وبيئة مالئمة لتضارب‬
‫المصالح‪ ،‬إذ أن النزاع بين األشخاص كثيرا ما يتولد عندما‬
‫تكون أهدافهم مختلفة‪ ،‬أو عندما تختلف وجهات نظرهم عن‬
‫الحقيقة والواقع‪ ،‬أو عندما ينظرون إليها من زوايا مختلفة‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪17‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪12:‬‬‫• فالمؤسسة مؤلفة إذا من كائنات بشرية في حالة من التفاعل الدائم‪،‬‬
‫حيث أن ألعضائها من عمال وإداريين ومساهمين مصالح متعارضة‬
‫ومتضاربة يتعين إشباعها وتحقيق التوازن بينها‪.‬‬
‫• يتطور عادة فيما بين األفراد الذين يشكلون المجموعة االجتماعية‬
‫شكل من أشكال النزاع والتعارض والتفاعل‪ .‬ويظهر فيها شعور‬
‫جماعي ونوع من اإلدراك والتماثل االجتماعي‪ ،‬إضافة إلى ردود فعل‬
‫منمذجة ومعدلة تعكس االنتماء الثقافي (انتماء لمجموعة)‪ ،‬الذي‬
‫يسبب جميع المشاكل ذات العالقة بالسيطرة على السلطة وبالنفوذ‬
‫(التحكم بالسلطة والقرار) وبالتوفيق بين المصالح‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪18‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪13:‬‬‫• يمكن النظر إلى البنية اإلدارية للمؤسسة إذا على أنها هرم سياسي‬
‫يعرف العالقات السلطوية ويحدد عالقات التبعية‪ ،‬أو هي كما يراها‬
‫البعض منظومة اجتماعية‪ -‬تقنية‪.‬‬
‫• يبدو أن المؤسسة هي تجمع لمجموعات مصالح‪ ،‬أو هي مكان‬
‫لبروز عالقات القوى والتنازع والتعارض بين المصالح‪ .‬ال تتحدد‬
‫هذه المجموعات (القوى) بالسلطة النظامية‪ ،‬أو بالعالقات البنيوية‬
‫الرسمية أو بردود فعل المجموعات النظامية‪ ،‬وإنما تتأثر بالنظام‬
‫غير الرسمي الناشئ عن العالقات السلطوية التي تنتج عن القوى‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫• المؤسسة مكان ممارسة الحكم(الحكومة) حيث يمكن أن يتحالف‬
‫األفراد‪ ،‬أو يتواجهون من أجل الدفاع عن مصالحهم‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪19‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪14:‬‬‫• تستطيع القوى المتشكلة(نظامية أو غير رسمية) إما دعم أهداف‬
‫المؤسسة واستراتيجياتها والعمل على تحقيقها‪ ،‬وإما أن تسعى إلى‬
‫معارضتها والتأثير السلبي عليها ومنع تحقيقها وتنفيذها‪ .‬فكل‬
‫مجموعة تحدد لنفسها موضعا ومنطقة نفوذ وتعرفها وتدافع عنها‬
‫بكل ما تستطيع من قوة ضد أي طرف آخر حالي أو محتمل‪.‬‬
‫• تتأثر هذه المجموعات أو القوى أو األنشطة التي تمارسها بالنفوذ‬
‫وتخضع للضغوط التي تمارس عليها من قبل مجموعات اجتماعية‬
‫خارجية ال تنتمي للمؤسسة المعنية مثل ‪ :‬النقابات‪ ،‬المؤسسات‪،‬‬
‫والمصالح الحكومية‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪20‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪15:‬‬‫• يشير بعض الباحثين إلى أن الضغوط التي تمارس على المؤسسات من قبل‬
‫القوى االجتماعية المتواجدة داخل المؤسسة وخارجها جعلت من االهتمام‬
‫بالسياسة في رأس قائمة االهتمامات التي يعنى بها المديرون‪ ،‬بحيث أن‬
‫المشاكل االجتماعية‪-‬السياسية الداخلية منها والخارجية أصبحت من االهتمامات‬
‫ذات األولوية بالنسبة للنشاط اإلداري‪.‬‬
‫• تظهر التصرفات السلوكية ذات الطبيعة السياسية وتتمركز حول التفاعل‬
‫الديناميكي والتقاطع المشترك والمتبادل بين األفراد وبين الوحدات التحتية‬
‫التنظيمية عندما تحاول مجتمعة أو منفردة التأثير على القرارات االستراتيجية‪،‬‬
‫التي تتخذ من قبل شبكة من األفراد ذوي أهداف شخصية خاصة‪ ،‬ومصالح‬
‫وأغراض متباينة قد ال تتالقى مع بعضها بالضرورة وقد ال تتقاطع أو تتواءم مع‬
‫أهداف المؤسسة ومصالحها أيضا ‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪21‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪16:‬‬‫• يتصرف الفرد بشكل سياسي عندما يبحث دائما عن‬
‫مصلحته الخاصة ويكون مرغما من خالل سلوكه السياسي‬
‫أن يتعاون أو يتفاوض مع أفراد مثله‪ ،‬وأن يقوم بعملية‬
‫المساومة معهم وكأنهم في حالة لعبة سياسية‪.‬‬
‫• مظاهر سياسية متباينة‪ ،‬حيث يالحظ التعارض في المصالح‪،‬‬
‫وتلمح ظواهر التواطؤ والتعاون فيما بين الفئات الطفيلية‪،‬‬
‫ويظهر التعاون العدواني أحيانا بين تحالفات ومجموعات‬
‫لتحقيق مصالحها‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪22‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪17:‬‬‫• غالبا ما يحاول األفراد الداخليون ذووا األهداف الخاصة الذين‬
‫يتصرفون بشكل سياسي تحقيق أهدافهم عوضا عن تلك التي‬
‫تفرضها االستراتيجية عليهم‪ ،‬وكثيرا ما توقف أهداف المؤسسة‬
‫الرسمية لمصلحة أهدافهم الذاتية خالل عملية التنفيذ‪ ،‬خاصة حين‬
‫انتماء األفراد إلى جماعات تشجع األفراد على إزاحة األهداف‬
‫الرسمية لمصلحة أهداف الجماعة وتدفعهم إلى التصرف وفقا‬
‫لمصالح الجماعة وأغراضها‪،‬‬
‫• فتظهر حينئذ استراتيجيات فردية أو استراتيجيات مجموعات توجه‬
‫للدفاع عن المصالح الخاصة لتلك المجموعات‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪23‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪18:‬‬‫• تعكس األنشطة السياسية تأثير األشخاص الذين يحاولون إشباع‬
‫مصالحهم الشخصية‪ ،‬أو مصالح فعالياتها أو وحداتهم أو‬
‫مجموعاتهم أو مؤسساتهم على القرارات التي تتخذها المؤسسة‪،‬‬
‫كما وتعكس التصرفات السياسية عالقات السلطة فيها‪ ،‬وتظهر عن‬
‫طريق استخدام المساومات بين أولئك الذين يسيطرون على اختيار‬
‫القرار‪ ،‬أو من خالل محاولة التأثير بهم أو ممارسة النفوذ عليهم‪.‬‬
‫• حتى عندما يتعلق األمر بالبحث عن حل أمثل لمشكلة ما‪ ،‬فقد تلح‬
‫بعض المجموعات على تفوق إحدى اإلستراتيجيات وتميزها ألن هذه‬
‫االستراتيجية تعكس مصالحها الذاتية فقط‪،‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪24‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪19:‬‬‫• يرى بعض الكتاب أن عملية المساومات والتفاوض التي تمارس في‬
‫المؤسسات تعطي شكال خاصا للعديد من القرارات‪ ،‬حيث تستطيع‬
‫من خاللها فعاليات مختلفة التأثير على مراحل متعددة من مراحل‬
‫اتخاذ القرارات وتوجيهها وجهة مصالحها وغاياتها‪ ،‬وأنه كي‬
‫نستطيع فهم عملية تخصيص الموارد واتخاذ القرارات ضمن‬
‫المؤسسات ال بد من أخذ السلطة النسبية التي تتمتع بها الوحدات‬
‫التحتية باالعتبار‪ .‬خاصة حين تسعى الجماعات أو القوى إلى تحقيق‬
‫مصالحها الخاصة‪ ،‬أو حين تقترح إحدى القوى السياسية القوية أحد‬
‫الحلول الخاصة الذي تفضله فقد يكون لهذا الحل حظا وافرا في أن‬
‫تتبناه المؤسسة وليس هناك ما يؤكد أن هذا الخيار في مصلحتها‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪25‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪20:‬‬‫• في حالة غلبة العملية السياسية التخاذ القرارات في المؤسسات‬
‫االقتصادية تصبح االستراتيجية ممارسة نظرية أكثر من كونها التزام‬
‫مدروس بتصرف ما‪ ،‬أو تخصيص للموارد تم اختياره بغية الحفاظ‬
‫على موقع مالئم يتكيف مع تغير ظروف المستقبل وتتجدد هذه‬
‫الممارسة دوريا وباستمرار وفقا لتغيرات موازين القوى‬
‫وتطوراتها‪.‬‬
‫• فكل واحدة من الجماعات الضاغطة تحث الخطى لتحقيق أهدافها‬
‫الخاصة‪ ،‬غاضة البصر عن أهداف المؤسسة غير عابئة بما سيحدث‬
‫لها‪ ،‬وهمها الوحيد توجيه القرارات بما يحقق لها الكسب الشخصي‬
‫أو الذاتي‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪26‬‬
‫سادسا‪ -‬المقاربة االجتماعية‪21:‬‬‫• إن معرفة التحالفات السلطوية وقوى الضغط والتأثير‪ ،‬الحالية‬
‫والمتوقعة وأماكن تواجدها الحالي والمستقبلي‪ ،‬تمكن اإلستراتيجي‬
‫من التوقع المسبق للتصرف السياسي المحتمل‪ ،‬وتعطيه الفرصة كي‬
‫يوجه بعض قراراته وتصرفاته وجهة التحكم بهذا السلوك وتوجيهه‪،‬‬
‫عن طريق إحداث تغيرات هادفة في هيكل النظام الداخلي للسلطة‪.‬‬
‫• وهكذا حين الرد على الضغوط التي تمارس على الفريق اإلداري‪ ،‬أو‬
‫حين الرد على التغيرات التي تحدث في التحالفات فيما بين‬
‫المجموعات‪ ،‬يقوم الفريق اإلداري كلما دعت الضرورة بإعادة‬
‫تشكيل التحالف المتعلق به بحيث يتحقق التوازن أو يعدل ميزان‬
‫القوى لصالحه ويحسم لمصلحة استراتيجية المؤسسة‪.‬‬
‫د ‪.‬يونس إبراهيم حيدر‬
‫‪27‬‬