الترادف من خصائص العربية • حينما كنت أبحث عن الفروق اللغوية بين كلمات الهم ، والغم ، والحزن في كتب الفروق اللغوية

Download Report

Transcript الترادف من خصائص العربية • حينما كنت أبحث عن الفروق اللغوية بين كلمات الهم ، والغم ، والحزن في كتب الفروق اللغوية

‫الترادف‬
‫من خصائص العربية‬
‫• حينما كنت أبحث عن الفروق اللغوية بين كلمات الهم ‪ ،‬والغم ‪،‬‬
‫والحزن في كتب الفروق اللغوية ‪ ،‬تذكرت قضية قديمة حديثة‬
‫وربما أذكرنيها قراءتي عن الكلمات الثالث السابقة ‪.‬‬
‫• وتلكم القضية هي قضية الترادف في اللغة وهي من الحيوية‬
‫والحداثة بمكان ‪ ،‬في ظل توسع اللغة الدائم ‪ ،‬الذي يجعل المهتم‬
‫بأمر اللغة وتطور داللتها ‪ ،‬على مفترق طريقين ممتدين منذ‬
‫عصور سلفت ‪.‬‬
‫• وأحاول من خالل هذا البحث أن أطل على رأيين من آراء‬
‫علمائنا األجالء حول الترادف وحقيقته محاوالً أن أصل بالقارئ‬
‫إلى رأي أحسبه راجحا ً ‪.‬‬
‫• والبحث حول الترادف مشكل ‪ ،‬وقد وجدت القضية أوسع مما‬
‫كنت أقرر لها ‪ ،‬فهي مبسوطة في كتب أرباب اللغة ‪ ،‬الذين‬
‫أولوا هذا المحور جل اهتمامهم ‪ ،‬وصدروا بها أوائل كتبهم ‪،‬‬
‫وجذورها تمتد إلى أغوار الزمن األول الذي نشأت فيه هذه‬
‫اللغة ؛ وهي بين قائل بالتوقيف أو االصطالح ـ وهو بحث‬
‫ظني على كل حال ـ ‪.‬‬
‫• أعود ألقول إن قضية الترادف ؛ وجوده أو عدمه قد شغلـت‬
‫كثيراً من اللغويين ‪ ،‬وأفرد لها اإلمام السيوطي في كتابه‬
‫المزهر صفحات ذات عدد ‪ ،‬كما أوالها الكثير من اللغويين‬
‫اهتمامهم ذلك أنها تتصل بأصل لغتنا‬
‫• وفي معجمنا اللغوي الكبير كثير من المترادفات ؛ ترى هل‬
‫ً‬
‫لمعنى واحد ‪ ،‬اقتضاها تنوع القبائل‬
‫هي مترادفات ومسميات‬
‫واألمصار وظروف أخرى ؟! أو أنه ال يوجد في الحق‬
‫ترادف أصال وأن العسل هو االسم ‪ ،‬وتسعة وسبعين اسما‬
‫أخرى أحصاها الفيروزآبادي ما هي إال أوصاف لها دالالت‬
‫تختلف كل داللة عن األخرى‪.‬‬
‫• هذا ما يحاول هذا البحث الكشف عنه ‪..‬‬
‫•‬
‫• أوالً ‪ :‬الترادف في كتب اللغة ‪:‬‬
‫• بادئ ذي بدء أقول إن جذر هذه القضية يعود إلى أصل نشأة‬
‫اللغة ‪ ،‬ومعلوم أن علماء اللغة على اختالف واسع ومبسوط‬
‫في كتب اللغة ‪ ،‬ويكاد الرأي األخير يتشعب إلى رأيين‬
‫أحدهما يرى التوقيف في أصل نشأة اللغة ‪ ،‬وأن هللا علم آدم‬
‫األسماء كلها ‪ ،‬ورأي آخر يرى أن اللغة قائمة في أصلها‬
‫على االصطالح والتواضع ‪ ..‬وتبعا ً لهذين الرأيين انقسم‬
‫علماء اللغة إلى قسمين في قضية الترادف ‪:‬‬
‫• أ ـ إنكار الترادف ‪:‬‬
‫• يقول أصحابه‪ :‬بأن الشارع حكيم ‪ ،‬ومن العبث أن يأتي الترادف إال‬
‫ولكل كلمة داللة‪ ،‬فإذا سلمنا بتلك الدالالت المتعددة فال ترادف بل إن أبا‬
‫هالل العسكري قد أنكر حتى المشترك اللفظي ‪ ،‬وأن يكون فعل ‪ ،‬وأفعل‬
‫بمعنى واحد ‪ ،‬بل إن أصحاب هذا الرأي ومنهم أبو هالل العسكري‬
‫يقولون بعدم تعاقب حروف الجر ‪ ،‬وعللوا ذلك بأنه يوقع في اإلشكال‬
‫واللبس على المخاطب ‪ ،‬وليس من الحكمة ‪ ،‬وضع األدلة المشكلة ‪..‬‬
‫وقال المحققون‪ ،‬ال يجوز أن تختلف الحركتان في الكلمتين ومعناهما‬
‫واحد ‪ ،‬ثم يقول ‪ :‬وإذا كان اختالف الحركات يوجب اختالف المعاني ‪،‬‬
‫فاختالف المعاني أنفسها أولى أن يكون كذلك ‪ ،‬ولهذا المعنى قال‬
‫المحققون من أهل العربية ‪ :‬إن حروف الجر ال تتعاقب )) (‪. )1‬‬
‫• ويقول ابن درستويه (‪ : )2‬في جواز تعاقب حروف الجر‬
‫إبطال لحقيقة اللغة ‪ ،‬وإفساد الحكمة فيها ‪ ،‬والقول بخالف ما‬
‫يوجبه العقل والقياس ‪ ،‬ويسحب أبو هالل العسكري المبرد‬
‫إلى القائلين بإنكار الترادف وينقل عنه قوله ‪ .. (( :‬قولنا اللب‬
‫‪ ،‬وإن كان هو العقل فإنه يفيد خالف ما يفيده العقل ‪ ،‬وكذلك‬
‫المؤمن ‪ ،‬ومستحق الثواب‪ ،‬لكل منهما معنى زائدة )) (‪. )3‬‬
‫• ويفرق المبرد بين قولي أبصرته ‪ ،‬وبصرت به على‬
‫اجتماعهما في فائدة شبه متساوية إال أن أبصرت به معناه‬
‫أنك صرت به بصيرا بموضعه ‪ ،‬وفعلت أي انتقلت إلى هذه‬
‫الحال ‪ ،‬وأما أبصرته فقد يجوز أن يكون مرة وأن يكون‬
‫ألكثر من ذلك ‪ ،‬وكذلك أدخلته ودخلت به ‪ ،‬فإذا قلت أدخلته‬
‫جاز أن تدخله وأنت معه ‪ ،‬وجاز أال تكون معه ‪ ،‬ودخلت به‬
‫إخبار بأن الدخول لك وهو معك ‪ ،‬وبسببك )) (‪. )4‬‬
‫• وممن أنكر الترادف ابن فارس ت ‪395‬هـ وقد بسط رأيه‬
‫(‪ )5‬الذي ال يبعد في استدالله عن آراء ابن درستويه‬
‫ومعاصره أبي هالل العسكري ‪ ،‬وهو رأي البن األنباري ـ‬
‫صاحب األضداد يقول ابن األنباري [ يذهب ابن األعرابي‬
‫إلى أن مكة سميت بذلك لجذب الناس إليها ] ثم يقول بعد كالم‬
‫طويل عن علة بعض التسميات لبعض البلدان ـ فإن قال رجل‬
‫‪ :‬ألي علة سمى الرجل رجال ‪ ،‬والمرأة امرأة قلنا ‪ :‬لعلة‬
‫علمتها العرب ‪ ،‬وجهلناها ‪ ،‬فلم تزل عن العرب حكمة العلم‬
‫بما لحقنا من غموض العلة وصعوبة االستخراج علينا ‪))..‬‬
‫(‪. )6‬‬
‫• ويعلل قطرب تكرار العرب للفظتين على المعنى الواحد بعلة‬
‫أن ذلك يدل على اتساعهم في كالمهم كما زاحفـوا في أجزاء‬
‫الشعر ‪ ،‬ليدلوا على أن الكالم واسع عندهم ‪. )7( )) ..‬‬
‫• وباستعراض اآلراء السابقة نجد أن أصحابها ينكرون وجود‬
‫الترادف ‪ ،‬ويمكن أن نستنبط عللهم ونجملها في النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫• أوالً ‪ :‬إن الشارع حكيم ‪ ،‬وإذا سلمنا بالترادف ‪ ،‬وقعنا في‬
‫عبثية لفظية ‪ ،‬ينـزه الشارع عنها ‪ ،‬ورأيهم هذا ينطلق من‬
‫قولهم بتوقيفية اللغة كما أسلفنا ‪.‬‬
‫• ثانيا ً ‪ :‬إن لكل كلمة داللة تدور في محيطها ‪ ،‬وما لم نعلم‬
‫علته ‪ ،‬فهو معلوم في العربية ‪ ،‬وإن جهلناه ‪.‬‬
‫• ثالثا ً ‪ :‬إذا قلنا بإنكار الترادف ‪ ،‬فهذا يدفعنا إلى بحث العلل‬
‫وفي هذا ما يدل على سعة الكالم عند العرب‪.‬‬
‫•‬
‫• ب ـ إثبات الترادف ‪:‬‬
‫• أما الرأي اآلخر ‪ ،‬فيثبت الترادف ‪ ،‬ويرى أن هناك كلمات مترادفة ‪،‬‬
‫ً‬
‫معنى واحداً تاما ً ‪ ،‬لم تأت في العربية عبثا ً ‪ ،‬وإنما جاءت‬
‫تؤدي‬
‫ألغراض ومقاصد ‪ ،‬ويستدلون على صواب رأيهم بأدلة عقلية وخرجوا‬
‫اآلية الكريمة مخارج تدعم أو تسالم رأيهم ‪ ،‬وحديثهم في إثبات الترادف‬
‫قائم من منطلق أن اللغة اصطالحية حتى صرح بذلك السيوطي في‬
‫المزهر بقوله (‪ (( : )8‬وهذا مبني على كون اللغات اصطالحية )) ولعل‬
‫من أبرز القائلين به اآلمدي صاحب اإلحكام في أصول األحكام إذ نص‬
‫على ذلك ‪ ،‬واتهم أصحاب الرأي السابق وسرد أدلة عقلية على وقوعه‬
‫(( ذهب شذوذ من الناس إلى امتناع وقوع الترادف في اللغة ‪ ،‬وجوابه‬
‫أن يقال ‪ :‬ال سبيل إلى إنكار الجواز العقلي‬
‫• ‪ ،‬فإنه ال يمتنع أن يقع أحد اللفظين على مسمى واحد ثم يتفق‬
‫الكل عليه ‪ ،‬وأن تضع إحدى القبيلتين أحد االسمين على‬
‫ً‬
‫مسمى ‪ ،‬وتضع األخرى له اسما ً آخر ‪ ،‬من غير شعور كل‬
‫قبيلة بوضع األخرى ثم يشيع الوضعان بعد ذلك ‪ .‬ثم يُدلل‬
‫اآلمدي على إمكانيـة وقوع ذلك بقوله ‪ (( :‬ثم الدليل على‬
‫وقوع الترادف في اللغة ما نقل عن العرب من قولهم ‪:‬‬
‫الصهلـب ‪ ،‬والشوذب من أسماء الطويـل ‪ ،‬والبهتر ‪ ،‬والبحتر‬
‫من أسماء القصير )) (‪. )9‬‬
‫• ويؤيد هذا الرأي القائل بالترادف مجموعة من علماء اللغة‬
‫لعل من أبرزهم ابن خالويه ‪ ،‬وهو الذي أثبت للسيف أسما ًء‬
‫كثيرة مترادفة (‪ )10‬ومنهم أبو بكر الزبيدي والرماني ‪،‬‬
‫وابن جني ‪ ،‬وقد أفرد له بابا ً في خصائصه ومنهم الباقالني ‪،‬‬
‫وابن سيده والفيروز آبادي الذي ذكرت سالفا ً أنه أثبت للعسل‬
‫ثمانين اسما ً (‪. )11‬‬
‫• والسيوطي ممن يثبتون وجود الترادف في اللغة ‪ ،‬ويعلل ذلك‬
‫‪ ،‬ذاكراً فوائد الترادف ‪ :‬وأبرز علله ما يأتي (‪: )12‬‬
‫• أوالً ‪ :‬أن تكثر الوسائل ‪ ،‬والطرق ‪ ،‬إلى اإلخبار عما في‬
‫النفس ‪ ،‬فربما نسى أحد اللفظين ‪ ،‬أو عام عليه النطق به ‪،‬‬
‫وقد كان بعض األذكياء ـ ويقصد به واصل ابن عطاء (‪)13‬‬
‫ألثغ ‪ ،‬فلم يحفظ عنه أنه نطق بحرف الراء ‪ ،‬ولوال‬
‫المترادفات تعينه على قصده لما قدر على ذلك ‪.‬‬
‫• ثانيا ً ‪ :‬التوسع في سلوك طرق الفصاحة ‪ ،‬ألن اللفظ الواحد‬
‫قد يتأتى باستعماله مع لفظ آخر السجع ‪ ،‬والقافية والتجنيس ‪.‬‬
‫• ثالثا ً ‪ :‬ذهب بعض الناس إلى أن الترادف على خالف‬
‫األصل ‪ ،‬واألصل هو التباين ‪ ،‬وبه كما يقول اإلمام السيوطي‬
‫ـ جزم البيضاوي في منهاجه ‪.‬‬
‫• رابعا ً ‪ :‬قد يكون أحد المترادفين أجلى في تعبيره من اآلخر‬
‫‪ ،‬وقد ينعكس الحال بالنسبة لقوم آخرين ‪.‬‬
‫• خامسا ً‪ :‬أورد السيوطي تقسيما ً لعالم اسمه " ألكيا " وهو اسم‬
‫غريب وتقسيم كما يقول السيوطي غريب ؛ يقول ‪ :‬تنقسم‬
‫األلفاظ إلى متوارد كما تسمى الخمر عقارا ‪ ،‬وصهباء ‪،‬‬
‫وقهوة ‪ ،‬والمترادفة مثل صلح الفاسد ‪ ،‬ولم الشعث ‪.‬‬
‫• سادسا ً‪ :‬أثبت السيوطي المترادف بنماج لمن استقصوا أو‬
‫حاولوا استقصاء أسماء العسل ‪ ،‬والسيف ‪ ،‬وكأنه بذكره لهذه‬
‫األسماء ‪ ،‬يرى أن القائلين بإنكار الترادف يتمحلون في وضع‬
‫العلل‬
‫• ثانيا ً ‪ :‬التطبيق ‪:‬‬
‫• حينما ننظر لكلمات مثل (الهمم ‪ ،‬والغم ‪ ،‬والحزن) ‪ ،‬نجد أن جذر‬
‫المعنى الذي تجتمع عليه الكلمات الثالث هو ما يعتري النفس من‬
‫كدر ‪ ،‬وعدم رضى ‪ ،‬مع تفاوت وتمايز في داللة كل كلمة منها ‪.‬‬
‫• وأبدأ بكلمة الحزن التي تتخذ في معاجم اللغة دالالت ‪ ،‬ويفسره‬
‫صاحب المعجم الوسيط بمرادفه وهو اُغتم (‪ ، )14‬وابن فارس‬
‫في مقياسه اللغوي (‪ )15‬تجاوز تعريفه للحزن وقال هو معروف‬
‫؛ يُقال أحزنني الشيء يحزنني ‪ ،‬وحزانتك أهلك ومن تحزن‬
‫عليهم ‪ ،‬ووجدت الشريف الجرجاني (‪ )16‬يعرف الحزن ‪،‬‬
‫ويربطه بالماضي ‪ (( :‬عبارة عما يحصل لوقوع مكروه ‪ ،‬أو‬
‫فوات محبوب في الماضي ‪. )) ..‬‬
‫• والواقع أننا حينما نبحث عن مترادفات الحزن نجدها متعددة ‪،‬‬
‫وكلمات عدة تؤدي المعنى الذي ذكرته آنفا ً فعند علماء اللغة‬
‫تقول‪ (( :‬غمني ‪ ،‬أحزنني وشجاني ‪ ،‬وشجنني ‪ ،‬وأشجنني ‪ ،‬وعز‬
‫علي ‪ ،‬وشق علي ‪ ،‬وعظم علي ‪ ،‬واشتد علي )) ويُقال ‪ (( :‬ورد‬
‫فالن خبر ‪ ،‬فحزن له واغتم ‪ ،‬وأسـى ‪ ،‬وشجى ‪ ،‬وشجن ‪ ،‬وترح‬
‫‪ ،‬ووجد ونكد ‪ ،‬وكئب ‪ ،‬واكتأب ‪ ،‬واستاء ‪ ،‬وابتأس ‪ ،‬وجزع‬
‫وأسف ‪ ،‬لهف ‪ ،‬والتهف ‪ ،‬والتاع ‪ ،‬والتعــج ‪ ،‬وارتمض ‪)) ...‬‬
‫(‪ . )17‬وهي كلمات كما ترى تحمل كل واحدة منها داللة ‪ ،‬ال‬
‫يمكن في تصوري أن تلتقي كلمتين منها التقا ًء تاما ً فلكل واحدة‬
‫منها ظالالً معينة وبما أننا قد اخترنا ‪ ،‬الثالث كلمات السابقة ‪،‬‬
‫فلنتابع الحديث عنها ‪.‬‬
‫• فالغم كما يقول ابن فارس (( الغين والميم أصل واحد صحيح‬
‫يدل على تغطية ‪ ،‬وإطباق ‪ ،‬ويُقال ‪ :‬غمه األمر يغمه غما ً ‪.‬‬
‫وهو شيء يغشى القلب ‪ )18( )) ..‬وفي الوسيط يدور حول‬
‫التغطية ‪ )19( ..‬وهي داللة كما فهمت أعمق إذ أن الهم‬
‫يتغشى الفؤاد ‪ ،‬ويضيق الخناق على المغموم ‪ ،‬وكأنه قد‬
‫غطاه تماما ً فال يستطيع أن يتنفس ‪ ،‬وبخالف الحزن ‪ ،‬فهو‬
‫مرحلة متقدمة ماضية ‪ ،‬قد انجلى الضيق ولم يبق منه إال‬
‫بقايا من الحزن ‪(( .‬وقالوا الحمد هلل الذي أذهب عنا الحزن))‬
‫‪.‬‬
‫• وعلى الرغم من أن ابن فارس ممن يقولون بإنكار الترادف ‪،‬‬
‫فهو يفسر لنا الكلمة بمرادفها فهو يعرف الهم بأنه الحزن‬
‫ويقول (( الهاء والميم أصل صحيح يدل على ذوب وجريان‬
‫وما أشبه ذلك ومنه قول العرب ‪ :‬همني الشيء ‪ ،‬أذابني‬
‫والهم الذي هو الحزن عندنا من هذا القياس ‪ ،‬ألنه كأنه لثالثة‬
‫يهم ‪ ،‬أي يذيب )) (‪. )20‬‬
‫• ومن تتبع دالالت الكلمات الثالث تستطيع أن نخرج بفائدة تنوع دالالتها‬
‫‪ ،‬ولعل وضوحها هو الذي دفع بابن فارس إلى تجاوز توضيح الفروق‬
‫بينها ‪ ،‬وهو الذي جعل لغويا ً مثل الثعالبي وأبي هالل العسكري ال‬
‫يوضحون الفرق بينها (‪ )21‬وربما كان األمر على خالف ما فهمت ‪،‬‬
‫والذي يتراءى لي ـ وهو رأي شخصي قابل للنقض ـ أن الترادف غير‬
‫ممكن في العربية ‪ ،‬وأن القول بوجوده يتعارض مع عظمة العربية ‪،‬‬
‫واتساع قاموسها ‪ ،‬ولو سلمنا للقائلين بالترادف لسفهنا بطريقة أو بأخرى‬
‫علماء اللغة ‪ ،‬الذين جمعوا اللغة من مضانها‪ ،‬ومن أفواه العرب ووقعنا‬
‫في عبثية لفظية ‪ ،‬تنـزه اللغة العربية عنها ‪ ،‬وأم ٌر آخر يدعم القول‬
‫بإنكار الترادف‪ ،‬وهــو النماذج التي أوردت في ثنايا البحث ‪ ،‬فإن في كل‬
‫كلمة ذكرت آنفا ً داللة ‪ ،‬وإيحاء ‪ ،‬حتى على افتراض توحد منطلقها‬
‫المعنوي ‪.‬‬
‫• وبعد ‪ ..‬فال أزعم أنني ألممت بأطراف البحث في هذه القضية‬
‫‪ ،‬التي شغلت الباحثين في مجال اللغة حتى من علماء اليونان‬
‫‪ ،‬وعلماء اللغة السنسكريتية القديمة ‪ ،‬وحسبي أني أطللت‬
‫بالقارئ الكريم على أبعاد هذه القضية ‪ ،‬التي تتخذ أهميتها من‬
‫ارتباطها بقاموسنا اللغوي الكبير الذي نعتز به ‪..‬‬
‫• والحمد هلل أوالً وآخراً‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫•‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(‪)6‬‬
‫(‪)7‬‬
‫(‪)8‬‬
‫(‪)9‬‬
‫(‪)10‬‬
‫(‪)11‬‬
‫(‪)12‬‬
‫(‪)13‬‬
‫(‪)14‬‬
‫(‪)15‬‬
‫(‪)16‬‬
‫(‪)17‬‬
‫(‪)18‬‬
‫(‪)19‬‬
‫(‪)20‬‬
‫(‪)21‬‬
‫•‬
‫الفروق اللغوية ‪ /‬أبو هالل العسكري ‪ /‬ص‪ ، 13 ، 12‬ط مكتبة القدس ‪1353‬هـ ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫المرجع السابق ص‪. 13‬‬
‫المرجع السابق ص‪. 14‬‬
‫المرجع نفسه ‪.‬‬
‫الصاحبي في فقه هللا ‪ /‬أحمد بن فارس ص ‪ 65‬طبعة القاهرة ‪1328/‬هـ ‪.‬‬
‫المزهر ‪ /‬السيوطي جـ‪ 1‬ص‪. 400‬‬
‫المرجع نفسه ‪.‬‬
‫المرجع نفسه ‪ ،‬جـ‪ 1‬ص ‪. 406‬‬
‫النص في المزهر ‪ ، 1/406 ،‬وكتاب الترادف للزيادي ‪ ،‬ط وزارة الثقافة ‪1980‬م ‪.‬‬
‫المزهر ‪ " .. 1/406 ،‬بسط ألسماء السيف " ‪.‬‬
‫الترادف ‪ ،‬حاكم الزيادي ‪ ،‬ص‪. 220‬‬
‫المزهر ‪. 1/406 ،‬‬
‫تجد قصته في البيان والتبيين ‪ ،‬جـ‪ ، 1‬ص‪ ، 10‬ط دار الكتب العلمية ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬بدون تاريخ ‪.‬‬
‫المعجم الوسيط ‪ ،‬مجمع اللغة بالقاهرة ‪ ،‬جـ‪ 1‬ص‪ ، 177‬ط‪ ، 3‬دار عمران ‪.‬‬
‫مقاييس اللغة ‪ ،‬ابن فارس‪ ،‬تح عبدالسالم هارون‪ ،‬جـ‪ 1‬ص‪ ، 54‬ط‪ 1366 1‬القاهرة ‪.‬‬
‫التعريفات ‪ ،‬علي محمد الجرجاني ‪ ،‬مخطوط ‪ ،‬ص‪ ، 59‬بدون تاريخ ولم أجد مكان الطبع ‪.‬‬
‫انظر نجعـة الرائد في المترادف والوارد ‪ ،‬إبراهيم اليازجي ‪ ،‬ط لبنان ط‪ ، 1970 ، 2‬جـ‪ ، 1‬ص‪. 199‬‬
‫مقاييس اللغة ‪. 4/376 ،‬‬
‫المعجم الوسيط ‪. 2/685 :‬‬
‫مقاييس اللغة ‪ :‬جـ‪. 13/ 6‬‬
‫لم أجد في فقه اللغة للثعالبي ‪ ،‬وفي الفروق ألبي هالل إشارة إلى الفرق بينها ‪.‬‬