بسم هللا الرحمن الرحيم مسائل في التعامل مع الخبر اإلعالمي المصدر : موقع مركز الرائد للتدريب والتطوير اإلعالمي ) (www.al-raeed.net/training 1 أهداف متابعة األخبار الهدف األول تحقيق الواجب.

Download Report

Transcript بسم هللا الرحمن الرحيم مسائل في التعامل مع الخبر اإلعالمي المصدر : موقع مركز الرائد للتدريب والتطوير اإلعالمي ) (www.al-raeed.net/training 1 أهداف متابعة األخبار الهدف األول تحقيق الواجب.

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫مسائل في التعامل مع الخبر اإلعالمي‬
‫المصدر‪ :‬موقع مركز الرائد للتدريب والتطوير اإلعالمي )‪(www.al-raeed.net/training‬‬
‫‪1‬‬
‫أهداف متابعة األخبار‬
‫الهدف األول‬
‫تحقيق الواجب الشرعي في األخوة اإليمانية والنصرة اإلسالمية‬
‫فاهلل عز وجل قال ‪ { :‬إنما المؤمنون إخوة } ‪ ،‬والمصطفى ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪-‬‬
‫•‬
‫ب ّين لنا أن المسلم أخو المسلم ‪ ،‬ال يحقره ‪ ،‬وال يظلمه ‪ ،‬وال يسلمه ‪ -‬أي ال‬
‫يسلمه إلى عدوه‪- .‬‬
‫ولكي يتحقق هذا األمر ‪ ،‬ال بد للمسلم أن يعيش أحوال إخوانه ‪ ،‬وأن يعرفها‬
‫وأن يتابعها ؛ حتى يحقق الحد األدنى من هذه األخوة اإليمانية ‪ ،‬التي تتجاوب‬
‫أصداءها في أعماق القلوب والنفوس ‪ ،‬وتظهر ‪ -‬كذلك ‪ -‬انفعاالتها في صدى‬
‫الكلمات ‪ ،‬وفي دموع العيون ‪ ،‬وفي األسى والحزن ‪ ،‬كما تتجسد من خالل‬
‫التحرك نحو تحقيق هذه األخوة في صورتها العملية ‪.‬‬
‫الهدف الثاني‬
‫‪‬‬
‫معرفة المكائد العدائية والمخططات التآمرية ‪:‬‬
‫فإننا إذا كنا نريد أن نكون على مستوى األحداث ‪ ،‬فال بد‬
‫أن نتابعها ‪ ،‬وأن ال نكتفي بالظاهر لها ‪ ،‬وإنما ننظر ‪ -‬كما‬
‫حرك‬
‫يقال ‪ -‬إلى ما بين السطور ‪ ،‬وننظر إلى الخيوط التي ت ّ‬
‫مجريات األحداث ‪ ،‬وإلى المقامات التي تظهر عند تدقيق‬
‫النظر في كثير من األحداث ‪ ،‬وهذا في حد ذاته أمر مهم ؛‬
‫ألن المسلم ينبغي أن يكون ك ِّيسا ً فطناً‪ ،‬ليس ب ِّ‬
‫الخب وال‬
‫ِّ‬
‫الـخب يخدعه كما قال عمر رضي هللا عنه‪.‬‬
‫الهدف الثالث‬
‫الحماية واالحتياط ‪:‬‬
‫الذي يبقى مغمض العينين ‪ ،‬ساذج العقل ‪ ،‬بليد التفكير ‪ ،‬ال شك أنه‬
‫أسهل لقمة لمن يريد أن يلتقمها‪ ،‬وأسهل فريسة لمن يريد أن‬
‫يـفترس ‪ ،‬ولذلك قال النبي ‪: ‬‬
‫( ال يلدغ املؤمن من جحر مرتين ) ‪ ،‬فإذا عرفنا أساليب أعداءنا وجب علينا‬
‫أن نحتاط ‪ ،‬وبدون المتابعة ال نستطيع أن نحمي أنفسنا ومجتمعاتنا‬
‫وحرمات المسلمين ومقدسات اإلسالم من هجمات األعداء ومكائدهم‬
‫‪.‬‬
‫الهدف الرابع‬
‫تل ُّمس األساليب المناسبة في العمل لخدمة اإلسالم ‪:‬‬
‫فإنه بدون هذه المتابعة ‪ ،‬وبدون معرفة المكائد ‪ ،‬وبدون‬
‫الحماية واالحتياط ال يمكن لإلنسان أن يدرك الخطوات‬
‫العملية الصحيحة ‪ ،‬واإلجراءات المناسبة ‪ ،‬سواء للعناية‬
‫واالحتياط ‪ ،‬أو لإلغاثة والنجدة ‪ ،‬أو للمشاركة في حل‬
‫مشكلة من هذه المشكالت ‪ ،‬واألحداث التي ت ِجدَّ في حياة‬
‫األمة المسلمة‪.‬‬
‫الهدف الخامس‬
‫العمل على االستقالل اإلسالمي في مجريات األحداث ونقل األخبار‪:‬‬
‫إن متابعة األخبار ‪ ،‬وحسن معرفة المخططات ‪ ،‬وإجراء الوقاية واالحتياط ‪،‬‬
‫وأخذ أساليب العمل المناسبة يجعل للمسلمين دوراً استقالليا ً ‪ ،‬فال تبقى أفعالهم‬
‫هي ردود األفعال ‪ ،‬وال يبقون هم فئران التجارب التي تجرى عليهم مرة بعد مرة‬
‫وإنما يبدؤون في األخذ بزمام المبادرة ‪ ،‬واالستقالل في تل ِّقي األخبار ‪،‬‬
‫واالستقالل في صياغة الحدث الذي يريدون أن يصوغوه ‪ ،‬أو أن يتقدموا لصده‬
‫أو إنجازه في واقع الحياة ‪ ،‬وال يمكن أن يكون إال من خالل هذه الوقائع التي‬
‫يتابعه المسلم متابعة دقيقة ‪ ،‬ومنهجية صحيحة ‪ ،‬كما سيأتي ذكره ‪.‬‬
‫الهدف السادس‬
‫بناء شخصية اإلعالمي المسلم ‪:‬‬
‫ألن اإلعالمي المسلم هو أولى الناس بإعداد الكلمة ‪ ،‬وإتقان وضعها ‪ ،‬وصياغة الخبر ونشره‬
‫بين الناس ؛ لما يتمتع به من أسس إيمانية ‪ ،‬ومزايا إنسانية ‪ ..‬ومن غير هذه المتابعات ؛ فإن‬
‫ندرة اإلعالميين اإلسالميين ‪ ،‬وندرة خبرات اإلعالميين اإلسالميين ‪ ،‬أمر ظاهر على الساحة ‪،‬‬
‫وبدون هذه المتابعات والتحليالت ‪ ،‬ومحاولة كشف ما وراء األحداث ؛ فإن عقلية اإلعالمي‬
‫المسلم تبقى محدودة وقاصرة عن الدور الذي يناط به ‪ ،‬وعندما نتأمل في هذه النقطة على وجه‬
‫الخصوص ؛ فإننا نجد أن العمل اإلعالمي اإلسالمي رغم ما قد يتوفر له من الدراسة التخصصية‬
‫؛ فإنه يظل ضعيفا ً إلى حد ما ؛ ألن اإلعالم أكثر مكتسباته بالخبرة والممارسة ‪ ،‬أكثر من مجرد‬
‫العلم والحفظ وإدراك النظريات ولذلك تجد كثيراً من اإلعالميين صحفيين أو ك َّتابا ً أو مقدِّمي‬
‫أخبار أو غير ذلك ‪ ،‬ربما تجد كثيراً منهم لم يدرسوا اإلعالم دراسة منهجية ‪ ،‬ولكن أخذوا ذلك‬
‫بالخبرة العملية ‪.‬‬
‫الهدف السابع‬
‫التأثير على الرأي العام وتشكيل المواقف ‪:‬‬
‫وهذه نقطة مهمة ال بد من بعض االستطراد فيها ‪ ،‬والتفصيل لها ؛ ألنها من أهم القضايا‬
‫التي يحتاج إليها المسلمون ‪ ،‬ويحتاجون إلى معرفتها‪.‬‬
‫ولكن ما هو الرأي العام ؟‬
‫يعرّ فه بعض اإلعالميين بأنه ‪ ” :‬ميول الناس نحو قضية ما ” ‪ ،‬ويعرّ فه آخرون بتعريف آخر أدق‬
‫‪ ،‬وربما هو األصح وهو ‪" :‬الحكم الذي تصل إليه الجماهير في قضية ما " بغض‬
‫النظر عن صحة هذا الحكم أو خطأه ‪ ،‬ونحن نعلم أن وسائل اإلعالم ترى أن مهمتها الكبرى‬
‫‪ ،‬ونجاحها األعظم هو صياغة الرأي العام ‪ ،‬بأن تجعل آراء الناس تحب وتؤيد رأيا ً ما أو‬
‫تبغضه وتحاربه ‪ ،‬وهذا كله ال شك أنه صناعة فنية خطيرة ‪ ،‬وممارسة عملية ‪ ،‬ذات أبعاد‬
‫ودراسات وتحليالت ‪ ،‬تعتمد على علم النفس ‪ ،‬واإلحصائيات والمعلومات ‪ ،‬وعلى دراسة‬
‫الواقع والبيئة الدينية ‪ ،‬والبيئة الجغرافية ‪ ،‬وكل هذه العوامل تدرس لكي يمكن التأثير‬
‫والسيطرة على الرأي العام‪.‬‬
‫فكيف نريد نحن أن نوجّ ه أو نسيطر الرأي العام للمسلمين دون أن نعرف الحدث ‪،‬‬
‫فضالً أن نعرف هذه المعلومات الغزيرة كلها ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫نظريات اإلعالم الحديثة‬
‫النظرية األولى‬
‫وجود عقيدة ‪ ،‬أو فكرة ‪ ،‬أو رسالة يراد نشرها ‪:‬‬
‫هذا في دراسات وكتب اإلعالم ‪ ،‬أن اإلعالم يقوم أوالً على‬
‫فكرة وعقيدة يراد نشرها ‪.‬‬
‫إذ بدون هدف أو رسالة أو فكرة لن يكون هناك دافع يدفع نحو‬
‫العمل ‪ ،‬وكلما سمت الفكرة أو الرسالة كلما كان الدافع قويا‬
‫النظرية الثانية‬
‫توفر أساليب ووسائل إعالمية مقروءة ومسموعة ومرئية ؛‬
‫لتوصيل الفكرة إلى الناس ‪.‬‬
‫النظرية الثالثة‬
‫المستقبل لهذه الفكرة ‪:‬‬
‫معرفة مدى استجابة‬
‫ِ‬
‫ال بد من مقياس حتى يعرف هؤالء اإلعالميين ‪ ،‬أو صاحب الرسالة هل‬
‫وصلت ؟ هل قبلت ؟ هل رفضت ؟ هل تجاوب معها الناس تأييداً أو‬
‫على العكس من ذلك ؟‬
‫االستبيان على سبيل المثال‪.‬‬
‫* أمثلة أخرى ‪........‬‬
‫النظرية الرابعة‬
‫قياس وتحديد ما يظهر من مدى السلوك المتفق مع الرسالة‬
‫والفكرة اإلعالمية ‪ ،‬في األول مدى االستجابة والتقبل‬
‫وفي الثاني التفاعل والتأثر ‪.‬‬
‫النظرية الخامسة‬
‫مراجعة الرسالة نفسها على ضوء ما قام به اإلعالمي أو‬
‫الوسيلة اإلعالمية‬
‫تدرس مرة أخرى هذه الوسيلة والفكرة ونتيجتها ؛ لتعالج وتقوم مرة‬
‫أخرى بمهمة إعالمية جديدة ‪ ،‬وهذا يكشف لنا كثيراً من التوجهات‬
‫اإلعالمية المعاصرة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫الهدف من التواصل اإلعالمي‬
‫توصيل األفكار واملعلومات إلى املستقبلين‬
‫وهذا هو أساس العمل اإلعالمي‪ ،‬وهذا التوصيل ال بد أن‬
‫يقترن بفكرة وهدف ومبدأ‪ ،‬هو الذي يوجه ويسلط هذا‬
‫المرسل إليه الفكرة التي يدعو إليها‬
‫التوصيل‪ ،‬فإذا اتبع‬
‫َ‬
‫المرسِ ل ؛ فإنه يكون قد تحقق المراد من العملية اإلعالمية‬
‫وهذا يعتمد على أمور كثيرة منها ‪:‬‬
‫‪1‬ـ شخصية رجل اإلعالم الذي ينقل الخبر‪.‬‬
‫‪2‬ـ موضوع الفكرة‪.‬‬
‫‪3‬ـ األساليب التي ينقل فيها الخبر‪.‬‬
‫‪4‬ـ الوسائل التي ينقل فيها الخبر‪.‬‬
‫المرسل إليه فإذا كان فارغا ً ربما يستقبل أي‬
‫‪5‬ـ شخصية‬
‫َ‬
‫شيء‪ ،‬كما يقال ‪ :‬فصادف قلبا ً خاويا ً فتم َّكنَ ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ نوع التأثير الذي سيحدث‪ ( ...... .‬إنفعالي ‪ ،‬عقالني ‪) ...‬‬
‫‪ 7‬ـ االستجابة التي يمكن أن تنتج‪.‬‬
‫‪ 4‬حقائق أساسية‬
‫أوالً ‪ :‬أن هناك سيطرة على وسائل اإلعالم لغير المسلمين‬
‫ال بد أن نعرف ذلك ‪ ،‬وهذه معلومات معروفة‪ ،‬نقول على سبيل المثال ‪:‬‬
‫" تذكر كتب اإلعالم أن ‪ %80‬من األخبار التي تحصل لها من بعض الدول هي من‬
‫لندن وباريس ونيويورك في الغالب ‪ ،‬وفي دراسة على تسع صحف عربية‬
‫ذائعة الصيت ‪ ،‬وجد أنها استقت ‪ % 46.7‬من معلومات من الوكاالت األربعة‬
‫الغربية المشهورة الكبيرة ‪ ،‬و‪ % 26‬من وكاالت أنباء عربية ‪ ،‬و‪ %25‬من‬
‫صحف وإذاعات ومواقع ومصادر مجهولة يعني أي كالم ‪ ،‬و‪% 2‬من‬
‫وكاالت يسارية " انظر ليس لهذه الصحف حظ من مصادر إسالمية ‪ ،‬أو‬
‫مصادر موثوقة ثقة جيدة ‪.‬‬
‫حقائق أساسية‬
‫ثانيا ً ‪ :‬أن هناك اختالل في ميزان الكم والنوع في الرسائل اإلعالمية‬
‫وهذا يظهر من ما مضى مما سبق ذكره ‪ ،‬هذه مشكلة عند اإلعالميين‬
‫يسمونها مشكلة االختالل اإلخباري ‪ ،‬فهناك أخبار من مصادر واحدة ‪،‬‬
‫والمتلقين ال يستطيعون حتى أن ينقلوا أخبارهم ‪ ،‬ولذلك تعاني كثير من‬
‫البالد النامية ‪ ،‬وكل البالد اإلسالمية تدخل في الغالب تحت هذا الوصف ‪،‬‬
‫تعاني من هذه المشكلة ‪ ،‬وال تستطيع أن تقوم بمهمة إعالمية تكسر طوق‬
‫االحتكار اإلعالمي ‪.‬‬
‫حقائق أساسية‬
‫ثالثا ً ‪ :‬أن هناك ما يسمى بالعملية االنتقائية في طرح األخبار‬
‫والمعلومات ‪ ،‬فليس هناك خبر كما هو ينقل ‪ ،‬بل تأتي هناك‬
‫االنتقاءات والتشويهات ‪ ،‬ويكون التشويه على جزء من‬
‫الخبر ربما وليس على الكل ‪..‬‬
‫‪5‬‬
‫مصادر التشويه اإلعالمي‬
‫أوال ‪:‬‬
‫أن يكون التشويه من مصدر الخبر نفسه‬
‫المراسل مسيحي مدسوس أو يهودي مثالً ‪...‬‬
‫هذا سوف ينقل لك الصورة مشوهة قطعا ً ولو نقلها إلى‬
‫مصادر إسالمية فإنه سوف يكون على هذا النحو ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫‪2‬ـ الوكاالت التي تتلقى من هؤالء المراسلين ‪،‬‬
‫أو من مصادر األخبار ‪ ،‬ثم تغير وتنتقي وتشوه‬
‫بحسب مصالحها ‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫تجميع أخبار متفرقة لتعطيك صورة‬
‫مخيفة مشوهة‪.‬‬
‫رابعا ‪:‬‬
‫تفريق األخبار المتناسبة مع بعضها ‪ ،‬والمجموعة‬
‫في آن واحد ‪.‬‬
‫حتى تبدو أنها ليست بذات أهمية‪.‬‬
‫كل هذا عبر العملية االنتقائية في الناحية اإلعالمية التي‬
‫تصوغ هذا الخبر‪.‬‬
‫كيف نتعامل ونستفيد من الخبر‬
‫التقويم والتحليل‬
‫أوال ‪:‬‬
‫معرفة نوعية المواد التي يتلقاها اإلنسان في متابعة األحداث‬
‫كثيرة جداً هي النوعيات غير الوسائل ‪ ،‬منها األخبار ‪ ،‬والتحليالت ‪ ،‬والمقاالت‬
‫‪ ،‬والتقارير "والريبوتارج" الذي هو عبارة عن ‪ :‬تحقيق إخباري مصور ‪،‬‬
‫والمقابالت ‪ ،‬واإلحصائيات ‪ ،‬واإليضاحات التي قد تكون أحيانا ً في شكل خرائط‬
‫ورسوم ‪ ،‬كل هذه مواد إخبارية ‪ ،‬فيها متابعة لألحداث ‪ ،‬فأحيانا ً قد تأتيك‬
‫األحداث مصورة على خريطة مع َّينة ‪ ،‬تجعل الشرق غربا ً ‪ ،‬والغرب شرقا ً ‪،‬‬
‫وأنت ال تدرك ‪ ،‬فتحتاج إلى بعض هذه الخلفيات‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫خطوات عملية أساسية للتقويم‬
‫أوال ‪:‬‬
‫ال بد من أخذ الخبر من أكثر من مصدر‬
‫خبر من مصدر واحد بالنسبة للقضايا اإلعالمية يعتبر أمر مشكوك فيه‬
‫يقوم على أنه مهم ‪ ،‬ثم تجد أنه انفردت بذكره‬
‫فأنت ترى حدثا ً ربما َّ‬
‫مجلة أو صحيفة واحدة ( آحاد ) هذا ال شك أنه ال يدعو إلى االطمئنان‬
‫والثقة بهذا الخبر ‪ ،‬فلكي يكون هناك أساس متين للتقويم ‪ ،‬ال بد أوالً‬
‫من أخذ الخبر من أكثر من مصدر ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫ربط الحدث بأساسه وأصله‬
‫فال تأخذ الحدث األخير دون بداياته ‪ ،‬مثالً لو قلنا اآلن قضية‬
‫المهجرين ‪ ،‬هناك أخبار جديدة كل يوم ‪ ،‬لكن يبقى هناك‬
‫أصل للخبر ‪ ،‬فال بد من ربط الخبر الجديد مع أصل هذا‬
‫الخبر ؛ ألنه يؤدي أو يعطينا قدرة على فهم وتقويم هذا‬
‫الخبر وبعد ذلك تحليله‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫ربط الحدث باألحداث الكبرى األخرى والسياسات العامة‬
‫ليس هناك حدث مستقل عن كل األحداث ‪ ،‬بل غالبا ً ما يكون هذا الحدث‬
‫وليداً ألحداث أخرى أو يدور في فلكها أو هو مقدمة ألحداث الحقة ‪،‬‬
‫أو هو نتيجة ألحداث سابقة ‪ ،‬أو هو ثمرة من ثمرات الصراع المعين‬
‫أو ثمرة تصارع قوى معينة تولد أحداثا ً على الساحة ‪ ،‬فال بد أيضا ً‬
‫للمسلم أن ال يكون سطحيا ً في تناول هذه األحداث ‪.‬‬
‫رابعا ‪:‬‬
‫النظر في نوعية المصدر‬
‫هناك صحف مأجورة ‪ ،‬وإذاعات مأمورة ‪ ،‬ال يعرف اإلنسان أصل هذه ونشأتها ؛ حتى يعرف مدى مصداقية الخبر‬
‫الصادر عنها ‪.‬‬
‫فنحن نرى ونعرف تماما كثيراً من النماذج ‪ ،‬فهناك مثالً مجالت أو صحف كانت تسبح بحمد اليمين ‪ ،‬ثم صارت تسبح‬
‫بحمد اليسار ‪ ،‬فهذه تعرف أنه كان اليمين يعطيها ثم امتنع عنها ‪ ،‬فأعطاها اليسار ‪ ،‬ولو أعطاها الشرق أو الغرب ؛‬
‫فإنها تتوجه‪.‬‬
‫فلذلك ال بد من معرفة المصدر وتوجهه ‪ ،‬وميوله ‪ ،‬وأهدافه في الغالب األعم ‪ ،‬هذه لها تأثير كبير في صياغة الخبر ‪،‬‬
‫وعرضه له ‪ ،‬وسأضرب أمثلة لذلك وإن كان حظ األمثلة ضعيفا ً لضيق الوقت ‪.‬‬
‫وكذلك خلفية الكاتب ؛ حتى الكاتب الصحفي ‪ ..‬عندما نعرف هذا الكاتب ‪ ..‬نعرف حياته ‪ ،‬وأفكاره ‪ ،‬ونشأته ‪،‬‬
‫وتوجهاته أيضا ً يجعلنا ذلك أقدر على تقويم هذا الخبر ‪ ،‬ومعرفته ‪ ،‬عندما ال يتوفر لنا العلم بهذا الكاتب‪.‬‬
‫كذلك نقطة ثالثة التي تحيط بالوسيلة اإلعالمية المعينة ‪ ،‬وهي طبيعة الضغوط التي تفرض على الوسيلة اإلعالمية‬
‫‪ ،‬فنحن نعلم أن هناك هيمنة لقوى كثيرة في شرق األرض وغربها ‪ ،‬فقد تكون هناك أخبار ‪ ،‬لكن ال تستطيع الوسيلة‬
‫اإلعالمية رغم قناعتها بها ‪ ،‬وتأييدها لها ‪ ،‬أن تصرح بها ‪ ،‬فهذا يجعل اإلنسان يعرف كيف يستلم الخبر ‪ ،‬ويعرف مدى‬
‫عدم التفصيل فيه ‪.‬‬
‫وأحيانا ً قد يعرض الخبر المهم في ركن صغير ‪ ،‬وفي زاوية صغيرة ‪ ،‬ال إلهماله ولكن ألن الوسيلة اإلعالمية ال تستطيع‬
‫أن تبرزه بالشكل المطلوب ‪ ،‬فتعمل على أخف الضررين ‪ ،‬وتعمل بعرض الخبر لكن في غير حجمه وفي غير الصورة‬
‫المطلوبة‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫االستيعاب والتركيز في تناول الخبر‬
‫فال يكفي أن نسمع موجز األنباء ‪ ،‬بل ال بد أن نسمع التفصيل ‪ ،‬وال يكفي أن تقرأ‬
‫العناوين والمقدمات ؛ فإن كثيراً من العناوين الصحفية في غالب األحيان ‪ ،‬ال‬
‫أقول تناقض ‪ ،‬ولكن ال تعبر عن مضمون هذه المقالة أو ذلك الحدث‪.‬‬
‫أضرب مثاالً لذلك ‪ :‬مجلة الوطن العربي نشرت مرة تحقيقا ً عن الفنانات‬
‫المتحجبات أو التائبات ‪ ،‬والمقابالت معهن ‪ ،‬المقابالت جيدة ‪ ،‬والمعلومات جيدة‬
‫لكن جعلت العنوان مثيراً ‪ ،‬ثم جعلت هناك مقدمة تقول فيها ‪ " :‬أن هناك من‬
‫تمول هذه الحملة في حجاب الفنانات ‪ ،‬وهناك‬
‫يميلون إلى أن هناك جهات ّ‬
‫جهات أخرى تقول ‪ :‬أن هؤالء الفنانات لجئن إلى الحجاب ‪ ،‬نتيجة إلى اإلفالس‬
‫الفني ‪ ،‬وهناك جهات ‪ ..‬و ‪ " ..‬والمجلة ال تخوض في هذا ‪ ،‬وتترك األمر‬
‫للقارئ ‪ ،‬الذي يقرأ هذه المقدمة يفهم أن المضمون يطابق هذا األمر ‪ ،‬بينما‬
‫المضمون على غير هذه الصورة ‪ ،‬وهكذا كثيراً ال بد أن ينتبه اإلنسان لهذا‪.‬‬
‫مثال آخر ‪ :‬برنامج صناعة الموت ‪ /‬العربية‬
‫رابعا ‪:‬‬
‫تجاهل األعمال اإليجابية في العالم اإلسالمي‬
‫في الغالب نجد أن وسائل اإلعالم الكبرى والعالمية تتجاهل هذه األحداث ‪ ،‬على‬
‫وتحركت‬
‫سبيل المثال ‪ :‬عندما كانت القوة اإلسالمية متقدمة في طاجيكستان ‪،‬‬
‫ّ‬
‫تحركا ً جيداً في ذلك الوقت ‪ ،‬وجدنا أن األخبار نزراً يسيراً ال يكاد ي ْذكر ‪ ،‬وعندما‬
‫انقلب األمر اآلن على المسلمين غطيت هذه األحداث ‪ ،‬وكذلك بصورة مغلفة‬
‫بأنها خالفات أهلية ‪ ،‬وحرب أهلية ‪ ،‬وغير ذلك ‪ ،‬عندما كانت األوضاع في‬
‫أفغانستان قبل أشهر يسيرة فيها بعض الهدوء ما كنا نسمع بعض األخبار ‪ ،‬أما‬
‫اليوم فاألخبار على رأس كل خبر صحفي ‪ ،‬ومجلة ‪ ،‬أو صحيفة ‪ ،‬وفي أول‬
‫مقدمات األخبار إلى غير ذلك من هذا االهتمام ‪ ،‬وهذا يدفعنا أن ننتبه إلى هذه‬
‫القضايا ‪ ،‬ونعرف أساليب تعامل هذه الوسائل بشكل عام ‪.‬‬
‫عندما أن نأخذ هذه األسباب إلى حد ما ‪ ،‬ينبغي لنا أن نعرف أن هذه تقودنا إلى‬
‫شيء من الجودة في القدرة على بداية تقويم هذا الخبر ‪ ،‬أو الحدث الذي نتعامل‬
‫معه‪.‬‬
‫وصايا‬
‫في نقل األخبار واألحداث‬
‫‪1‬ـ العـزو‬
‫ال بد أن تعزو الخبر إلى مصدره الذي نقلته عنه‪ ،‬حتى يمكن لغيرك‬
‫يقوم ‪ ،‬كما أخبر النبي ‪: ‬‬
‫أن ّ‬
‫( رب حامل فقه غير فقيه ) ‪ ،‬قد تقول هذا الخبر ‪ ،‬ثم تقول ‪ :‬أنه‬
‫من مجلة كذا ‪ ،‬فيقول لك ‪ :‬أن هذه المجلة معروف أنها كذا وكذا‬
‫‪..‬انتهى األمر ‪ ،‬أما عندما تقول ‪ :‬هذا الخبر مجرداً من العزو ‪..‬‬
‫هذا قد يلبس على اآلخرين سيما إذا كنت عندهم موضع القبول‬
‫والثقة ‪.‬‬
‫‪ -2‬الدقة‬
‫ال تنقل الخبر بمعناه ‪ ،‬أو بطريقتك الخاصة ‪ ..‬حاول أن‬
‫تكون دقيقا ً في نقل الخبر ؛ ألن الخبر نفسه ‪ ،‬عندما تنقله‬
‫بصيغة ‪ ،‬وبكالم وعبارات معينة ‪ ،‬يفهم ببعد وعمق ‪ ،‬أو‬
‫ببساطة وسطحية غير ما يفهم بصياغته األصلية ‪.‬‬
‫‪ -3‬الفصل‬
‫أن تفصل الخبر في عزوه ‪ ،‬ودقة نقله ‪ ،‬عن انطباعك‬
‫الشخصي ‪ ،‬وتحليلك الذاتي ‪ ،‬ال أريد منك في البداية أن‬
‫تعطيني تحليلك ‪ ،‬وال تقويمك للحدث ‪ ،‬وإنما أريد الحدث‬
‫معزواً ودقيقا ً ‪ ،‬ثم أفصل ‪ ،‬قل ‪ " :‬وأنا أرى كذا وكذا " ؛‬
‫حتى ال يختلط األمر فأحيانا ً بعض الناس يصوغ الخبر ‪،‬‬
‫بعد أن حلله ‪ ..‬المسلمون اآلن سينتصرون ‪ ،‬وهذه أخبار‬
‫مؤكدة ‪ ..‬وهذا هو عبارة عن استنباط ‪ ،‬أو تحليل لحدث ‪،‬‬
‫هو رأى أن نتيجته تؤدي إلى ذلك‪.‬‬
‫‪ - 4‬اإلتزان‬
‫التي هي ضد العاطفية ‪ ،‬ال بد أن يكون متزنا ً ؛‬
‫حتى ال يقول ‪ :‬اليوم سيحصل كذا ‪ ،‬ويجزم بهذا ثم ال‬
‫يحصل‬
‫دائما ً ال بد أن يكون المسلم بطبيعته ‪ ،‬عنده الحلم واألناة‬
‫والتثبت والتروي ‪ ،‬وعدم التعجل ‪.‬‬
‫وأخيرا‪ - 5 ...‬ألمتابعة‬
‫والمتابعة هنا لها مقصود ‪ ،‬وسأذكر لها مقصود آخر في هذا المقام ‪ .‬أعني‬
‫بالمتابعة ‪ :‬إذا سمعت الخبر ‪ ،‬وعزوته ‪ ،‬ودققته ‪ ،‬وحللته ‪ ،‬واتزنت فيه ‪،‬‬
‫تابع فقد تأتيك من المعلومات ما يغير وجهتك ‪ ،‬وما يوجه تحليلك ‪ ،‬وما يدقق‬
‫معلوماتك بشكل أكثر ‪ ،‬فال بد حتى تحيط بهذه الجوانب كلها ‪ ،‬أما مسألة‬
‫المتابعة في معنى آخر ‪ ،‬فهي مشكلة من المشاكل التي أراها في واقعنا أننا‬
‫نهتم في أول أمره ثم ننساه‪ ( ...‬البيان السريع )‬
‫تقع المشكلة مثل البوسنة والبوسنة ‪ ..‬حفظها الناس ‪ ،‬حتى أن عوام الناس‬
‫ظنها دوا ًء ‪ ،‬أو تطعيم ‪ ،‬من كثر ما سمعوا عنها ‪ ،‬ثم نام الناس عنها وغفلوا‬
‫وكثير منها غفل عنها وعن أخبارها ‪ ،‬حتى كأن األمر ال يعنيهم ‪ ،‬طبعا ً ال‬
‫أدعو أن يكون اإلنسان هو وكالة أنباء يتابع كل حدث ؛ ألن بعض القضايا‬
‫تستمر عشرات السنين ‪ ،‬ال يمكن أن يتابعها ‪،‬ولكن أعني أن األمة بمجملها‬
‫ينبغي أن ال تنقطع عن متابعة الخبر الذي يهمها ‪ ،‬وأن الفرد المسلم كذلك‬
‫ينبغي أن ال يسمع الحدث ويتفاعل معه ‪ ،‬ثم يقطع كل صلة به ‪ ،‬ال بد أن تبقى‬
‫له صلة و لو كانت يسيرة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫خطوات عملية ملتابعة األحداث‬
‫كلنا سيسأل ‪ :‬كيف من الناحية العملية يمكنني متابعة األحداث ؟ هل أسمع كل اإلذاعات‬
‫وأقرأ كل المجالت ‪ ،‬وأتفرغ لكل النشرات ؟ هل سأضطر لقضاء معظم وقتي في الميدان ؟‬
‫طبعا ً هذا ال يمكن أن يكون ‪ ،‬أقول في الخطوات العملية‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬القناعة بأهمية اإلعالم وتأثيره‬
‫حتى تندفع إلى المتابعة ‪ ،‬أما إذا لم تكن تكترث بهذه القضية ‪،‬‬
‫وال أحوال المسلمين ‪ ،‬وال بأن هذا التأثير لهذه األخبار له آثاره‬
‫اإليجابية ؛ فإنك ال يمكن أن تتحرك إلى أي خطوة عملية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إستشعار واجب الفرد ودوره‬
‫إن بعض الناس يقول ‪ :‬لو عرفت األخبار ( الصادقة والموثقة ) ماذا سأفعل ؟ أقول ‪ :‬أقل َّ ما‬
‫يقال أنك تبلغ الخبر ‪ ،‬فينتشر ويشيع ‪ ،‬وقد يشكل رأيا ً عاما ً وقد يشكل توجها ً عمليا ً ‪ ،‬قد‬
‫تنقل الخبر فيفهمه غيرك فهما ً صحيحا ً ‪ ،‬قد تنقل الخبر وأنت عاجز إلى من يكون قادر‬
‫فعل ما ‪ ،‬فال بد أن ال يستقل اإلنسان نفسه ‪ ،‬ولو قال كل أحد ‪ :‬ماذا سأفعل ؟ فإن‬
‫على ٍ‬
‫أحداً لن يفعل (الملك وخزان العسل) وإذا قال كل أحد ‪ :‬أنا سأفعل ؛ فإن المجموع كله سيفعل‬
‫فعالً لم يكن أح ٌد يتوقعه ‪ ،‬وكما قيل ‪ " :‬أول الغيث قطر ثم ينهمر " ‪ " ،‬وإن الجبال من‬
‫الحصى " فال تحقرن دورك في خدمة المسلمين ‪ ،‬ولو بالقضية اإلعالمية ‪ ،‬والمتابعة‬
‫اإلخبارية ‪ ،‬ولو حتى بالمشاركة الشعورية ‪ ،‬فتحزن لحزنهم ‪ ،‬وتبكي آلالمهم ‪ ،‬وتدعو‬
‫لمصابهم ‪ ،‬وتعينهم بهذه العواطف الجياشة‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬المتابعة بالحد األدنى‬
‫وأقول ‪ :‬لعل الحد األدنى للمتابع الحقيقي يتشكل بمتابعة‬
‫لصحيفة يومية ‪ ،‬ومجلة أسبوعية ‪ ،‬وعلى أقل إحدى وكاالت‬
‫األنباء ‪ ،‬أو الفضائيات التي تبث هذه األخبار مع حسن االنتقاء‬
‫ويمكن التنقل لكن أقل ما يقال هذا‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬التركيز في المتابعة‬
‫بعد اإلطالع على خبر معين البد من اإلنتباه إلى نقطتين ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحاول أن يكون ذكيا ً ‪ ،‬خاصة مع الممارسة والخبرة ‪ ،‬فيعرف األمر‬
‫يعرف الحدث الخطير من الحدث العادي ‪ ،‬فإذا ميز فليكن تركيزه واهتمامه‬
‫بالخبر الخطير الذي يتوقعه ‪(.‬إلقاء القبض بين العادي والمثير ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬المتابعة للجديد والقديم ‪ ،‬القضية القديمة التي تعرفها وتتابع فيها‪ ،‬ربما لو‬
‫غبت عنها أياما ً لو لم تتابعها نحو أسبوع ال بأس ‪ ،‬لكن الحدث الجديد ال بد‬
‫أن تكون مركزاً عليه ‪ ،‬حتى إذا ضاق وقتك رتب هذه األولويات الخطيرة‬
‫دون العادي والحدث الجديد ومتابعته قبل القديم الذي قد تعرف تفصيالته ‪.‬‬
‫خامسا ً ‪ :‬التبادل والتكامل‬
‫وهذا ينبغي أن يكون حسا ً عند المسلمين سيما الشباب والملتزمين‬
‫والعاملين في ميدان الدعوة ‪ ،‬وأن يكون هناك تكامل وتبادل فيما بينهم ‪،‬‬
‫فلو قرأت صحيفة فليقرأ جاري صحيفة أخرى ‪ ،‬وإذا تابعت فضائية‬
‫فليتابع أخرى ‪ ،‬ثم يعطيني ما عنده ‪ ،‬وأعطيه ما عندي ‪ ،‬طبعا ً لن‬
‫يؤتيني التفاصيل كلها ‪ ،‬وإنما سيعطيني مختصر ما فيها ‪ ،‬فكأنه كان نائبا ً‬
‫لي في استقراء األخبار ‪ ،‬واستخالص المهم منها ‪ ،‬وأعطاني هذه‬
‫الخالصة ‪ ،‬وكذلك بادلته مثلها فصار عندي مجموع ما عند اثنين بدل‬
‫واحد ‪ ،‬ولو كانوا خمسة لكان كذلك ‪ ..‬الخ ‪.‬‬
‫سادسا ً ‪ :‬مجال التخصص‬
‫وهذا أمر مهم ‪ ،‬لن تستطيع اإللمام بكل األحداث ‪ ،‬فأحبذ لألخ إذا كانت‬
‫عنده اهتمامات ‪ ،‬وميول معينة ‪ ،‬أن يعطيها قدراً أكبر من المتابعة ‪،‬‬
‫فهناك من كانت له اهتمامات بالقضية األفغانية ‪ ،‬ومتابعة أحداثها ‪،‬‬
‫فعندما يتابع فيها يكون هذا األمر أفضل ؛ ألنه سيكون إلى حد ما مرجعا ً‬
‫لهذه القضية ‪ ،‬بحكم معرفته فيها ‪ ،‬ثم عندما نأخذ نموذجا ً لقضية واحدة‬
‫فإننا من الناحية اإلعالمية والمعايشة الواقعية ‪ ،‬نكتسب خبرة تنفعنا في‬
‫متابعة كل القضايا ؛ ألن كثيراً من القضايا تدخل فيها كل المعادالت ‪..‬‬
‫تدخل فيها السياسات الدولية ‪ ،‬والقضايا اإلعالمية ‪ ،‬والصراعات‬
‫الدولية كلها في أغلب القضايا الكبرى فيها هذه المعالم كلها ‪ ،‬فإذا‬
‫تخصص في قضية معينة ؛ فإنه يكتسب الخبرة بهذه الجوانب ويعرفها‬
‫ويكون قادراً بعد ذلك على أن يعرف غيرها ‪.‬‬
‫سابعا ً ‪ :‬المستخلصات اإلعالمية‬
‫مثالً هناك ملف صحفي ( الرصد ) ‪ ،‬هذا يجمع لك خالصة المقاالت‬
‫المهمة التي صدرت في األسبوع كله ‪ ،‬لو أنك اطلعت عليه أو‬
‫اقتنيته من مصدره ؛ فإنك تأخذ خالصة لم يكن لك أن تأخذها إال‬
‫بخالل هذه الوسائل ‪.‬‬
‫ثامنا ً ‪ :‬دعم العمل اإلسالمي من خالل المشاركة العملية‬
‫باالنتقال إلى مواطن األحداث بالمساعدة في اإلغاثة ‪ ،‬ومعرفة األحوال على‬
‫وجه التفصيل بشكل عام ‪.‬‬
‫تاسعا ً ‪ :‬أخذ الوسائل السريعة‬
‫التي يمكن أن يتلقى بها األخبار ‪ ،‬وأن يرسل بها األخبار قدر‬
‫المستطاع ؛ حتى ال يصل الخبر ‪ -‬كما يقولون ‪ -‬بعد فوات األوان سواء‬
‫يصل إليه أو يوصله إلى غيره ‪ ،‬فأحيانا ً يأتيك اإلنسان بخبر ‪ ،‬ويريد‬
‫منك التحرك‪ ،‬فيكون الوقت قد فات وكما يقولون جاء الخبر في خارج‬
‫الدوام‪ ،‬فال يمكن المشاركة في أحداث هذا التفاعل بأحداث نافعة‬
‫ومفيدة‬
‫أمثلة ‪:‬‬
‫معالجة في مجلة المجلة ‪ ،‬ومعالجة في مجلة اإلصالح لقضية واحدة ‪ ،‬أذكر فقط‬
‫العناوين الرئيسة لهذا الخبر في كلتا المجلتين ‪ ،‬ولعلي ال أنسب الخبر إلى أي‬
‫مجلة من المجلتين‪ ،‬وستعرفونه ؛ ألن هذا أمر بدهي عنوان الخبر أو التحقيق‬
‫‪ [ :‬السودان كيف أدان العالم انتهاكات حقوق اإلنسان فيه ]‬
‫ثم العناوين الفرعية ‪[ :‬إدانة مئة وأربعة دولة ومعظم منظمات حقوق اإلنسان‬
‫للسودان بانتهاكات حقوق اإلنسان فيه [ ‪ :‬اتخاذ مجلس الشيوخ األمريكي‬
‫قراره ببحث هذه األزمة ]‬
‫في المقابل العناوين في المجلة األخرى ‪ [ :‬قادة النصارى في السودان يقولون ال‬
‫صحة لما ادعته األمم المتحدة النتهاك حقوق اإلنسان في السودان ] ‪ ،‬هذه ‪-‬‬
‫كما يقولون ‪ -‬نصدق من واحد يقول يمين ‪ ،‬والثاني يقول شمال‪ ،‬فاألخبار‬
‫متضاربة ‪ ،‬هنا تحتاج إلى المصدر ومعرفة الخلفية ‪ ،‬وإلى معرفة الجذور ‪،‬‬
‫ومعرفة من تلقى من أهل الديار ‪ ،‬وغير ذلك من األمور ‪ ،‬هذا نموذج لهذه‬
‫المقابالت‪.‬‬
‫مثال ‪2‬‬
‫ثم عندما نأخذ نموذجا ً آخر لبعض القضايا اإلسالمية العامة ‪ ،‬يلحظ‬
‫اإلنسان أن المجال فيه أمثلة كثيرة‪ ،‬مثالً ‪ :‬التطرف ‪ ،‬واإلرهاب ‪،‬‬
‫والعنف ‪ ،‬واألصولية ‪ ،‬أصبحت ‪ -‬إذا صح التعبير ونتجوز في هذه‬
‫الكلمة ‪ -‬كأنها أكلة من األكالت الشعبية ‪ ..‬فول أو فالفل ‪ ،‬كل يوم‬
‫يسمعها اإلنسان ‪ ،‬ويسمع أخبارها ‪ ،‬وكل يوم يقال ‪ :‬أنه أكتشفت‬
‫تنظيمات جديدة ‪ ،‬وقيادات جديدة ‪ ،‬حتى يظن اإلنسان أنها أنواع من‬
‫الفواكه ‪ ،‬أو شيء كل يوم جديد‪.‬‬
‫حتى أصبح الرجل البسيط العادي ال يصدق مثل هذه األخبار ‪ ،‬وال تتفق‬
‫حتى مع العقل البسيط المجرد ‪.‬‬
‫هذا إيجاز لهذا الموضوع الذي أراه مهما ً ‪ ،‬وأرى أنه يحتاج إلى‬
‫كثير من الجد والجهد العملي ‪.‬‬
‫أختمه بأن واجب الرجل اإلعالم الشرعي ينبغي أن يكون مصاغا ً‬
‫ضمن النقاط الموضوعية‬
‫والهدف‬
‫والمنهج‬
‫ثم التثبت‬
‫واالنفتاح‬
‫ثم الشمولية‬
‫والعموم‬
‫ثم التنظيم ‪،‬‬
‫وكذلك تنويع األساليب حتى يؤدي الدور المطلوب ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫الخبر الصحفي‬
‫تعريفه ‪ :‬فنّ نثري يتناول ظاهرة محددة من جوانب متعددة ‪،‬‬
‫ووجهات نظر مختلفة ‪.‬‬
‫أساليبه ‪ :‬لكاتب الخبر الصحفي أساليب كثيرة في صياغة الخبر‬
‫ومنها ‪:‬‬
‫‪1‬ـ عرض اآلراء المختلفة للمختصين والمهتمين بالظاهرة ‪ ،‬ورصد نظراتهم ‪،‬‬
‫ثم تعقبها بالتحليل واالستنتاج ‪ ،‬وأنسب أسلوب لذلك " العرض الموسع"‬
‫‪2‬ـ رواية الحدث أو الظاهرة من زاوية المتابعة الشخصية ‪ ،‬مع محاولة إبراز‬
‫كل دقيق وخفي فيها وأنسب أسلوب لذلك " السرد القصصي‪" .‬‬
‫‪3‬ـ االعتماد على الوصف ‪ ،‬وغالبا ما يكون ذلك في استطالع المشاهد أو‬
‫المواطن ويعتمد هذا األسلوب على موهبة المحقق الكتابية‪.‬‬
‫‪4‬ـ أسلوب االعتراف ‪ ،‬وتظهر فيه حنكة الكاتب أو اإلعالمي في استدراج‬
‫المسؤول بأسئلة معينة ؛ ليصل من خاللها إلى الحقائق التي يريدها‪.‬‬
‫‪ " -5‬الحوار الصحفي " وينبغي للكاتب أن يعد أسئلة محددة وخطة جيدة يسير‬
‫عليها في حواره ‪.‬‬
‫خطوات كتابة الخبر الصحفي‪:‬‬
‫خطوات كتابة الخبر الصحفي هي ـ تقريبا ً ـ خطوات كتابة المقال بشكل عام ‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪1‬ـ اختيار الموضوع ‪ :‬والبد أن يكون الموضوع مناسبا ً لظروف‬
‫المجتمع الراهنة ‪ ،‬مثيراً الهتمامات القراء وسياسة من يكتب لهم ‪.‬‬
‫‪2‬ـ تحديد الهدف من الكتابة ‪ :‬فالهدف هو الذي يحدد المنهج أو‬
‫األسلوب الذي يسير عليه كاتب الخبر‪.‬‬
‫‪3‬ـ اختيار العنوان ‪ :‬وكلما كان العنوان دقيقا ً كانت الكتابة واضحة‬
‫المعالم والبد أن يكون العنوان جاذبا النتباه القراء‪.‬‬
‫‪4‬ـ التصور النظري ‪ :‬ومن خالله يقوم الكاتب بترتيب األفكار‬
‫وكيفية تناول الموضوع في ذهنه قبل أن يشرع في الكتابة‪.‬‬
‫وأخيرا ‪ – 5‬التنفيذ‬
‫وفيه تتم الكتابة وفق تقسيم معين هو ‪:‬‬
‫أ ـ مقدمة موجزة‪.‬‬
‫ب ـ عرض الموضوع مدعوما ً باألدلة العقلية والنقلية‬
‫والمشاهدات‪.‬‬
‫ج ـ خاتمة فيها نتيجة الكتابة‬
‫‪7‬‬
‫التلخيص‬
‫التلخيص هو فن إبراز النص األصلي في عدد قليل من‬
‫الكلمات مع الحفاظ على جوهر الموضوع المكتوب‪.‬‬
‫خطوات التلخيص‪:‬‬
‫حين نلخص فقرة فالبد من أتباع الخطوات التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬إدراك الفكرة األساسية ‪ :‬تتمثل هذه الخطوة في إدراك الفكرة األساسية التي‬
‫تتضمن الفقرة ‪ ،‬فنبدأ بقراءة الفقرة قراءة جيدة الستخالص الفكرة األساسية منها‪.‬‬
‫‪ -2‬التمييز بين الضروري وغير الضروري لفهم الفكرة األساسية ‪ :‬تتمثل هذه‬
‫الخطوة في التمييز بين ما هو ضروري في الفقرة لفهم الفكرة األساسية ‪ ،‬وما هو‬
‫غير ضروري ؛ لذلك فقارئ التلخيص ال يحتاج إلى التمثيل والتوضيح الذي يسوقه‬
‫كاتب الفقرة‪.‬‬
‫‪- 3‬كتابة التلخيص ‪ :‬تتمثل هذه الخطوة في كتابة التلخيص ‪ ،‬وهي أن تضع‬
‫النص األصلي جانبا ً بعد تمام الخطوتين السابقتين ثم تكتب التلخيص من‬
‫استيعابك للفقرة ؛ ألن الهدف من التلخيص هو تنمية القدرة على فهم النص‬
‫األصلي‪.‬‬
‫‪ - 4‬مراجعة التلخيص ‪ :‬تتمثل في مراجعة التلخيص بعد كتابته ؛وذلك للتحقق‬
‫من صحته ‪.‬‬
‫الفرق بين التلخيص والخالصة ‪:‬‬
‫التلخيص يكون في ربع حجم ما يراد تلخيصه ‪ ،‬أما‬
‫الخالصة فتكون في عشر حجمه ‪ ،‬لذا يقال أن الخالصة‬
‫هي لب التلخيص ‪.‬‬
‫أهمية التلخيص ‪:‬‬
‫‪1‬ـ يعود الكاتب على القراءة الجيدة‬
‫‪2‬ـ يرشده إلى األشياء الضرورية التي يحتاجها ويترك‬
‫ما عداها‬
‫‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫التحقيق الصحفي‬
‫التغطية الصحفية أو التحقيق الصحفي من أنواع المقاالت‬
‫الصحفية المستحدثة ‪ ،‬وفيها يقوم الكاتب بتلخيص ندوة‬
‫أو محاضرة أو درس شاهده أو حادثة حدثت أمامه‬
‫وينبغي أن يتوافر فيها ما يأتي‪:‬‬
‫‪ - 1‬يقظة الكاتب وقدرته على اإلحاطة بالموضوع‬
‫‪ -2‬قدرته على التلخيص واالختزال ‪.‬‬
‫‪ -3‬قد يكون لكاتب المقال رأيه فيما يتابعه أو ينقله ‪.‬‬
‫‪ -4‬ال ينبغي أن يوجز الكاتب إيجازاً مخالً باألفكار أو مشوها ً‬
‫للحقائق ‪.‬‬
‫‪ - 5‬أن يضع عناوين لموضوعه تجمع بين نقل الحقيقة وجذب‬
‫القارئ ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫هذا ما أعلم وهللا أعلم‬
‫والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‬