بقلم : د / إبراهيم الحقيل من أقوى ميادين معركة العدو ضد المسلمين "المرأة المسلمة" ؛فهي إذا فسدت أفسدت بيتها ، وخرجت جيلا فاسدا؛ فرفعوا.
Download
Report
Transcript بقلم : د / إبراهيم الحقيل من أقوى ميادين معركة العدو ضد المسلمين "المرأة المسلمة" ؛فهي إذا فسدت أفسدت بيتها ، وخرجت جيلا فاسدا؛ فرفعوا.
بقلم :د /إبراهيم الحقيل
من أقوى ميادين معركة العدو ضد المسلمين "المرأة المسلمة" ؛فهي إذا فسدت أفسدت
بيتها ،وخرجت جيلا فاسدا؛ فرفعوا عقيرتهم قبل أكثر من قرن من الزمان بتحرير المرأة من
القيود الدينية ،والضوابط األخلقية ،زاعمين أنهم يريدون رقيها وتقدمها وحريتها ،وواهلل ما
أرادوا حريتها وإنما أرادوا اجترارها من مأمنها إلى مذبحها كما تجر الشاة من مرعاها الخصيب
إلى سكين الجزار إنهم أرادوا أن تسفر لهم عن وجهها ومفاتنها؛ لتشبع أعينهم الزائغة ،وأن
تتثنى على خشبة المسرح ،وتتعرى أمام عدسات المصور؛ لتروي شهواتهم الحيوانية الظامئة,
اعتبروها سلعة تسوق بها المنتجات ،وتزين بها أغلفة المجلت ،حتى إذ ما ذهبت نضارتها،
وشاب جمالها رميت كما يرمى المتاع القديم ,وليس هذا تجنيا أو زعما بل دليل؛ فالواقع
يشهد لذلك ،وزعيم إفساد المرأة األول قاسم أمين ـ عليه من اهلل ما يستحق ـ قد صرح بذلك
في ليلة وفاته فقال( :كم أكون سعيدا في اليوم الذي أرى فيه سيداتنا يـزيِّن مجالسنا كما تزيِّن
طاقات الزهور قاعات الجلوس).
والزهرة إذا ذبلت ماذا يفعل بها؟ أليست ترمى في صندوق النفايات؟! وهكذا فعلوا بمن
أفسدوا من بنات حواء ,كان مصيرهن المصحات العقلية ،وإدمان المخدرات ،واالنتحار والعياذ
باهلل تعالى ,إنهم وبطرق شيطانية أقنعوا المرأة المسكينة بأن لها رسالة تؤديها عبر بوابة الفن
والتمثيل؛ فصنعوا لها خشبة المسرح ،وأقاموا لها معارض األزياء ،وأنشؤوا لها دور التمثيل،
ومدارس الموسيقى ،وأقسام تعليم الرقص؛ ليتسلى بها الفسقة من الرجال ،وتولى اإلعلم العربي
بإذاعاته ومرئياته وصحفه ومجلته الهابطة كبر تزوير الحقائق ،وتضليل األمة بالدعوة إلى الفن
والمسرح والرقص والغناء ،وإعلء شأن الممثلين والممثلت ،والمغنين والمغنيات والراقصات،
واإلشادة بهم ،والتحدث إليهم ،ونشر صورهم وأحاديثهم ،وإحياء ذكريات الهالكين منهم ،دون
أن يحظى بمثل ذلك أكبر الناس قدرا في تاريخ هذه األمة من أبطالها وأعلمها وقادتها
وعلمائها ومفكريها وصناع القرار فيها!!
إن اإلعلم العربي قدم السقطة األراذل من مهرجين ومهرجات ،ومغنين ومغنيات وراقصات ،إلى
األجيال الصاعدة على أنهم المثل األعلى والقدوة الحسنة حتى فتن بهم الشباب والفتيات,
تفرد لهم الصفحات الكاملة ،وتجرى معهم المقابلت المستمرة في األوقات الحية ،وسهرات
الليالي ،يسألون المبتذلة الفاسقة( :كيف بدأت تبذلها؟ وكيف واجهت أسرتها ومجتمعها؟
وكيف ذاع صيتها ،وعلت شهرتها؟ وماذا تلبس؟ وكيف تأكل؟ وكيف تمشي؟ وماذا تحب،
وماذا تكره؟) كأنما الدنيا ليس فيها إال مهرجون ومهرجات! وكأن حياة األمم ال تستمر وال
تزدهر إال بوجودهم ،ووجودهم وحدهم! وبات واضحا أنهم يريدون من شباب األمة وفتياتها أن
يتحدوا دينهم وأخلقهم وأعرافهم ،وأن يتمردوا على أسرهم؛ ليسلكوا هذه الطريق الخاطئة
المهلكة ،أو على األقل ليقلدوهم في فسقهم وتهريجهم وحركاتهم وأزيائهم ,ومن حذر األمة
من هذه الهاوية السحيقة ،وأبان حقيقة ما يسمونه بالفن فهو عندهم معتد على قداسة الفن
وكرامته وعظمة رسالته.
لماذا هذا التضليل والخداع ؟ ولماذا يراد للنساء العفيفات المحصنات أن يكسرن عفتهن،
ويلقين حجابهن ،ويلجن عالم الفن المهلك؟ أما كان لنا عبرة في بلد سبقت في هذا الميدان
اآلسن فتجرعت مجتمعاتها غصص المعصية والمجون .هذا كاتب عربي مسلم في بلد سبقت
في الفن والتمثيل ،وصدرته إلى جيرانها العرب يكتب ويتحسر على نساء بلده فكان مما قال:
(لقد فقدت المرأة سعادتها؛ بل فقدت وجودها كله كامرأة ذات قيمة في المجتمع .لقد قبضت
فيما مضى على دينها فقبض اهلل عنها السوء ،وبسط لها الحلل ،حتى لم تكد تينع الثمرة في
بيت أبيها إال وتمتد يد الحلل لتقطفها ،فل تفتح عينها إال على حليلها ،ولكنها وقد ابتذلت
وأهينت على يد أصدقائها وأنصارها كان أول من زهد فيها أنصارها المخادعون ولم تعد كما
كانت تتمتع باحترام اآلباء واألزواج .بل أصبحت في نظر الجميع أشبه بمحترفة تطلب العيش،
وتقرع كل باب للعمل لعلها تحصل على وظيفة تدر عليها دراهم معدودة تنفق أكثرها في
المساحيق للتجميل وفي الثياب القصيرة للفتنة ولفت األنظار) .
وصدق واهلل في قوله ،فهل نعتبر يا عباد اهلل بمن سبقونا ؟ ونأخذ على أيدي السفهاء والمنافقين
الذين يريدون إفساد نسائنا وبناتنا؟ ونأطرهم على الحق أطرا ،ونقصرهم على الحق قصرا ؟ عسى
أن نكون كذلك ،ونسأله تعالى أن يحفظ بلدنا ونساءنا من كيد الفجار ،ومكرهم بالليل والنهار،
إنه سميع مجيب ,لقوله تعالى أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم{ :ولْتك ْن م ْنك ْم أمة ي ْدعون إلى الخ ْير
ويأْمرون بالم ْعروف ويـ ْنـه ْون عن الم ْنكر وأولئك هم الم ْفلحون} [ .آل عمران]104
من زيادة السوء ،واإلمعان في الضللة ،أن يجد أهل التمثيل والرقص والغناء من يؤيدهم
ويفتيهم بجواز أفعالهم من فقهاء التنوير والعقلنية ،ويعلن في أوساط المسلمين أن تمثيل
المرأة ضرورة ،وجزء من الدعوة إلى اهلل تعالى ،والجهاد في سبيله!! ويا للعجب من الضلل
واإلضلل ،والجرأة على اهلل تعالى ,وإذ يقول ذلك مشايخ التنوير في برامجهم الفضائية فماذا
أبقوا لعملء الصهيونية والماسونية؟! وصدقوا فيما قالوا( :إن التمثيل والرقص والغناء عبادة
وجهاد ودعوة ،ولكنها عبادة للشيطان ،وجهاد في سبيله ،ودعوة إلى دار السعير) ,وهـذا ما
أفصحت به راقصة حين سئلت عن إحساسها وهي تتمايل فقالت ( :أحس أني أعبد اهلل
برقصاتي؛ ألن الرقص نوع من أنواع الصلة ،والفن الرفيع نوع من أنواع العبادة كما كان
يحدث في معابد الفراعنة ،وبعض المعابد الهندية اليوم) ,وأخرى فاجرة أعلنت أيام مأساة
كوسوفا( :أنها تجاهد معهم بأغانيها ،وإطراب المسلمين على مذابح إخوانهم) !! ,والمهازل
في هذا الباب كثيرة ،ولعل هذا الشيخ التنويري حينما أفتى بضرورة تمثيل المرأة كان يظن أنه
يفتي عباد أصنام ،وسدنة أوثان ،يتراقصون حول معبوداتهم من دون اهلل تعالى! فإلى اهلل
المشتكى وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وفي الوقت الذي ينقل فيه اإلعلم العربي أدق التفصيلت عن هؤالء التافهين والتافهات في
حلهم وترحالهم ،وعلقاتهم وغرامهم ،وحياتهم الخاصة ،وماذا يأكلون؟ وماذا يشربون؟ وأين
يتبضعون؟ وماذا يلبسون؟ فإنه يبخل على مشاهديه بأخبار المسلمين ،وأحوال المنكوبين ،وال
يعرضها إال لمما!! إن فضائياته قد عملت على تخدير المسلمين ،وصرفهم عمايجب أن
يهمهم؛ فهي ترقص وتغني وتحيي الليالي بكل محرم في الوقت الذي تدمر فيه بلد الشيشان،
وتدك بالصواريخ والطائرات ،وكأنهم ليسوا مسلمين ،وكأن األمر ال يعني أي مسلم!! وهذا
التخدير كان سببا في قلة بذل الباذلين ،وضعف دعاء الداعين ,نعم ،انتهى رمضان فتوقف معه
بذل كثير من المتصدقين ،ودعاء كثير من الداعين ،وانصرف كثير المسلمين عن متابعة أحوال
إخوانهم إلى البرامج الترفيهية المحرمة ،والمهرجانات التسويقية والغنائية التي تسوق لها
الفضائيات.
قتل من المسلمين في الشيشان آالف ،وشرد عشرات اآلالف ،ودمرت بلد بكاملها ,والحرب
يشتد سعيرها ،والروس يريدون إحكام قبضتهم على رقاب إخواننا المسلمين ،ودعمنا لهم يقل
شيئا فشيئا ،ودعاؤنا لهم يخبو شيئا فشيئا ،فمتى تطبق رابطة األخوة في اإلسلم إذا لم تطبق
في مثل هذه المآسي؟! وهل يجوز أن يلهو المسلمون بشهواتهم ،المباح منها والمحرم عن
مآسي إخوانهم؟! ماذا يضرنا لو اقتصدنا في لهونا ،وأخرجنا جزءا من مالنا ،ورفعنا أيدينا بالدعاء
إلخواننا؛ برهانا على إحساسنا بمصابهم ،فذلك ينفعهم وال يضرنا ،بل ينفعنا؛ فتصدقوا على
إخوانكم فإن اهلل يجزي المتصدقين ،وأكثروا من الدعاء لهم فهم أحوج مايكونون إليه في هذه
األيام العسيرة عليهم ،أال وصلوا وسلموا على محمد بن عبد اهلل كما أمركم بذلك رب العزة
والجلل.
موقع دعوتها