مصادر التزام الأسبوع 4

Download Report

Transcript مصادر التزام الأسبوع 4

‫عيوب اإلرادة‬
‫‪ ‬تتمثل في أربعة عيوب هي ‪:‬‬
‫(الغلط واإلكراه والتغرير أو التدليس واالستغالل)‬
‫‪ ‬أوالً الغلط ‪:‬وهو وهم في ذهن المتعاقد يريه األمر على‬
‫غير حقيقته‪ ،‬فيرى أن صفةً موجودة في المعقود عليه مع‬
‫أنها ليست كذلك في الواقع‪ ،‬أو يعتقد أن المعقود عليه خاليا ً‬
‫من هذه الصفة مع أنها متوافرة في الحقيقة‪ ،‬بحيث يدفعه‬
‫ذلك إلى التعاقد وما كان ليبرم العقد لو علم الحقيقة‪.‬‬
‫‪ ‬نطاق الغلط كعيب من عيوب اإلرادة‪:‬‬
‫نطاق الغلط كعيب من عيوب اإلرادة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ينقسم الغلط إلى ثالثة أنواع هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الغلط المانع‬
‫‪ -2‬الغلط غير المؤثر‬
‫‪ -3‬الغلط المؤثر‬
‫الغلط المانع ‪ :‬هو الغلط الذي ال يعتبر عيبا ً من عيوب اإلرادة‬
‫وهو خارج عن موضوع الدراسة ‪ ،‬لكونه يعدم اإلرادة فال‬
‫توجد إرادة أساسا ً حتى تكون معيبة‪.‬‬
‫ويكون ذلك عند الغلط في أحد أركان العقد فال ينعقد العقد‪.‬‬
‫الغلط المانع‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ومثال الغلط المانع المتعلق بركن الرضا ‪:‬‬
‫هو قبول التعاقد على شيء باعتباره هبه ثم يتبين أن إرادة‬
‫المتعاقد اآلخر تكون متجهة إلى بيعه أو تأجيره‪( .‬وهذا النوع‬
‫من الغلط ليس المقصود في الدراسة)‬
‫مثال الغلط المانع المتعلق بالمحل ‪ :‬كأن يعتقد البائع بأنه يبيع‬
‫شقته الموجودة في فلسطين ‪ ،‬في حين يعتقد المشتري أن‬
‫الشقة محل العقد هي شقة البائع الموجودة في مصر‪.‬‬
‫الغلط المانع‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫مثال الغلط المانع المتعلق بالسبب ‪ :‬قيام الورثة بإبرام عقد‬
‫قسمة بينهم وبين الموصى له استناداً لسبب قانوني(الوصية)‬
‫بينما يتبين أن الوصية باطلة لسبب ما كرجوع الموصي عنها‪.‬‬
‫ويترتب على الغلط المانع طبعا ً بطالن العقد الختالل ركن‪.‬‬
‫وهذا ما أكدته المادة(‪ )118‬من ق‪.‬م‪.‬ف‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬الغلط غير المؤثر ‪ :‬ال يعتبر الغلط غير المؤثر عيبا ً‬
‫من عيوب اإلرادة ‪ ،‬لكونه غلط غير جوهري ال يؤثر في‬
‫سالمة العقد أو إبرامه‪.‬‬
‫الغلط غير مؤثر‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫والغلط غير الجوهري يتعلق بمسائل بسيطة أو ثانوية ليس من‬
‫شأنها التأثير على إرادة المتعاقد أو الحد من إقدامه على إبرام‬
‫العقد‪.‬‬
‫بمعنى أخر ‪ :‬أن المتعاقد كان سيبرم العقد حتى لو علم بماهية‬
‫هذا الغلط غير المؤثر الذي وقع فيه وقت إبرام العقد‪.‬‬
‫ومثال الغلط غير المؤثر ‪ :‬الغلط المتعلق بوصف الشيء دون‬
‫وصف جوهره ‪ ،‬والغلط في شخص المتعاقد عندما ال تكون‬
‫شخصيته محل اعتبار‪.‬‬
‫الغلط غير مؤثر‬
‫‪ ‬وعلة ذلك أن التمسك بالغلط غير المؤثر يؤدي إلى‬
‫التحلل والتهرب من عقود كثيرة ‪ ،‬ويؤدي إلى‬
‫اضطراب المعامالت‪.‬‬
‫‪ ‬فالغلط محل الدراسة أو المعتبر هو الغلط الجوهري‬
‫الذي يكون على درجة من األهمية لتبرر إبطال العقد‪.‬‬
‫‪ ‬وترتيبا ً على ما سبق نكون بصدد دراسة الغلط المؤثر‬
‫أو الجوهري كنوع من أنواع الغلط الذي يعيب اإلرادة‬
‫ويؤثر تبعا ً لذلك على انعقاد العقد‪.‬‬
‫الشروط الواجب توافرها في الغلط كعيب من‬
‫عيوب اإلرادة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫يشترط في الغلط المعتبر عيبا ً من عيوب اإلرادة ثالثة شروط‬
‫هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون الغلط جوهريا ً‬
‫‪ -2‬اتصال المتعاقد اآلخر بالغلط‬
‫‪ -3‬عدم التمسك بالغلط بوجه يتعارض مع حسن النية‬
‫أوالً جوهرية الغلط وتأثيره على اإلرادة ‪:‬‬
‫لكي يكون الغلط عيبا ً في اإلرادة ويجعل العقد قابالً لإلبطال‬
‫يجب أن يكون جوهريا ً ‪.‬‬
‫الشرط األول‪ :‬الغلط الجوهري أو المؤثر‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ويكون الغلط جوهريا ً إذا بلغ حداً من الجسامة بحيث ما كان ليبرم‬
‫العقد لو علم بحقيقة هذا الغلط‪.‬‬
‫والعبرة في تحديد ما إذا كان الغلط جوهريا ً من عدمه هي بشخص‬
‫المتعاقد الذي وقع في هذا الغلط‪ ،‬فالغلط لشخص ما ال يعتبر غلط‬
‫لشخص آخر‪ .‬ويعود تقدير وقوع الغلط على الشخص من عدمه‬
‫للقاضي‪.‬‬
‫وقد يكون الغلط الجوهري في صفة جوهرية في الشيء أو في‬
‫شخص المتعاقد مثل ( عيار الذهب – شخصية الفنان) أو في‬
‫القيمة أو في الباعث أو في القانون‪ .‬كما سيلي البيان‪.‬‬
‫الغلط في صفة جوهرية‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫أ‪ -‬الغلط في صفة جوهرية في الشيء ‪ :‬هو الغلط الذي يجيز‬
‫للعاقد المطالبة بإبطال العقد لمصلحته بنا ًء على الغلط في‬
‫صفه جوهرية كانت هي الدافع الرئيسي للتعاقد‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬شراء قطعة أرض لبناء مصنع فيتبين أن تلك المنطقة‬
‫يمتنع فيها بناء المصانع (سكنية)‪.‬أو شراء قطعة أرض على‬
‫شارع عمومي فيتبين أنها أرض محصورة من جميع الجهات‪.‬‬
‫ويجب أن تكون الصفة جوهرية في اعتبار المتعاقدين أو‬
‫بحسب ظروف العقد ومالبساته ‪ ،‬واعتبارات حسن النية في‬
‫التعامالت‪.‬‬
‫الغلط في شخص المتعاقد‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫يعتبر الغلط في شخص المتعاقد أو في صفة من صفات المتعاقد‬
‫معيبا ً للرضى ‪ ،‬طالما كانت هذه الصفة هي الدافع للتعاقد‪.‬‬
‫وعندما ال تكون صفة المتعاقد محل اعتبار في العقد‪ ،‬فال يكون‬
‫العقد قابالً لإلبطال في هذه الحالة‪.‬‬
‫ويختلف الغلط في شخص المتعاقد في عقود المعاوضات عن‬
‫عقود التبرع‪ ،‬فشخصية المعاوض ليست محل اعتبار‪.‬‬
‫بينما عقود التبرع تكون شخصية المتعاقد محل اعتبار كأن يكون‬
‫المتبرع له ( يتيم – ابن شهيد) ثم يثبت عكس ذلك‪.‬‬
‫الغلط في صفة جوهرية من صفات المتعاقد‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫وكما يقع الغلط في شخص المتعاقد قد يقع في صفة من صفاته‬
‫بحيث تكون هي الدافع على التعاقد‪.‬‬
‫كمن يتعاقد مع مهندس ديكور مشهور لإلشراف على شقته‬
‫فيتبين أنه ليس مهندس وال يحمل شهادة الهندسة واألمر مجرد‬
‫تشابه في األسماء‪.‬‬
‫وأخيراً يخضع تقدير الغلط في شخص المتعاقد أو في صفة‬
‫من صفاته للقاضي بموجب سلطته التقديرية‪.‬‬
‫الغلط في القيمة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫يكون الغلط في القيمة سببا ً لإلبطال إذا كان جوهريا ً أي دافعا ً‬
‫للتعاقد ‪ .‬مثال كمن يشتري شقة على أساس أن قيمتها ‪20000‬‬
‫شيكل فيتبين أن قيمتها ‪ 20000‬دينار‪.‬‬
‫أما الغلط في الباعث ‪ :‬فيكون عيبا ً من عيوب اإلرادة كسبب‬
‫إلبطال العقد متى كان جوهريا ً ‪.‬‬
‫ويكون جوهريا ً لو كان هو الدافع إلبرام العقد بحيث لوال هذا‬
‫الباعث لما كان سيبرم هذا العقد‪.‬‬
‫ومثاله ‪ :‬كمن يشتري شقة في مدينة رفح بدافع أن الوزارة التي‬
‫يعمل بها ستنتقل لتلك المنطقة بينما يتبين عكس ذلك‪.‬‬
‫الغلط في القانون‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫يجوز لمن وقع في غلط في القانون أن يطلب إبطال العقد‪.‬‬
‫والغلط المقصود هنا يختلف عن عدم العلم بالقانون أو بالقاعدة‬
‫القانونية أو ما يعرف بقاعدة عدم جواز االعتذار بالجهل بالقانون‪.‬‬
‫فمن يتمسك بالجهل بالقانون يستهدف استبعاد تطبيق القاعدة‬
‫القانونية‪ ،‬أما من يطالب باإلبطال لغلط في القانون يطلب تطبيق‬
‫القاعدة القانونية الصحيحة‪ ،‬والسيما أنها تحقق مصلحته‪.‬‬
‫ومثاله ‪ :‬أن يبيع شخص نصيبه في التركه على أساس أنه يرث‬
‫الربع فيتبين أنه يرث النصف ‪ ،‬فهو هنا يكون قد وقع في غلط في‬
‫القانون يما يجيز له المطالبة بإبطال العقد‪.‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬اتصال المتعاقد اآلخر بالغلط‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ال يكفي أن يكون الغلط جوهريا ً على النحو السابق شرحه‪ ،‬بل‬
‫يجب أن يكون المتعاقد اآلخر قد اتصل بالغلط أو على علم به‬
‫أو كان من السهل عليه أن يعلم به حتى يتسنى لمن وقع في‬
‫الغلط أن يطالب به ‪.‬‬
‫فلو كان الغلط فرديا ً غير متصل بالمتعاقد اآلخر ‪ ،‬وقد وقع‬
‫فيه أحد العاقدين بمفرده فال يجوز له أن يطالب بإبطال العقد‪.‬‬
‫وعلة ذلك‪ ،‬ضرورة استقرار المعامالت ‪ ،‬وعدم مفاجأة‬
‫المتعاقد باإلبطال دون أن يكون باستطاعته العلم بالغلط الذي‬
‫وقع فيه المتعاقد اآلخر‪ ،‬فال بد أن يكون الغلط مشتركا ً‪.‬‬
‫اتصال المتعاقد اآلخر بالغلط‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫وال يقصد بعلم الطرف اآلخر بالغلط تبينه وعلمه بواقعة‬
‫الغلط فحسب ‪ ،‬بل وعلمه أن هذا الغلط كان دافعا ً إلبرام العقد‪.‬‬
‫أي أن الغلط يجب أن يكون مشتركا ً وجوهريا ً ودافعا ً للمتعاقد‬
‫اآلخر إلبرام العقد‪ ،‬وهو معيار شخصي يختلف من متعاقد‬
‫آلخر‪.‬‬
‫ومثال ذلك ‪ :‬كمن يشتري تمثال على أنه أثري فيتضح أن‬
‫التمثال عادي‪ ،‬وكان البائع على علم أن التمثال ليس أثري أو‬
‫كان بمقدوره أن يعلم ذلك ‪ ،‬بما يدلل على سوء نيته‪.‬‬
‫اتصال علم المتعاقد اآلخر بالغلط‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ومن األمثلة المدللة على سوء نية البائع كونه تاجر مخضرم‬
‫أو قديم ‪ .‬وكذلك شراء التمثال من مكان أو سوق عام وبثمن‬
‫بسيط‪ ،‬ووجود الكثير من أمثاله في السوق‪.‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬ف‪ .‬رتب حكما ً جديداً يتمثل في جعل عقود التبرع قابلة‬
‫لإلبطال في حالة الغلط الفردي ‪ ،‬ولم تقتصر على الغلط‬
‫المشترك الذي يستوجب اتصال الغلط بالمتعاقد اآلخر وعلمه‪.‬‬
‫وعلة هذا النص أن يكون التبرع ناتجا ً عن إرادة خالية من كل‬
‫شائبة‪ ،‬فإذا كان التبرع ناتجا ً عن وقوع المتعاقد في غلط فله‬
‫أن يطالب بإبطاله دون اعتبار لموقف المتبرع له من الغلط ‪.‬‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬عدم التمسك بالغلط على وجه‬
‫يتعارض مع حسن النية‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫يقتضي مبدأ حسن النية عدم التمسك بالغلط كوسيلة إلبطال العقد‬
‫لو عرض المتعاقد اآلخر تنفيذ العقد الذي أراد من وقع في غلط أن‬
‫يبرمه‪(.‬مثال تسليم التمثال الذي تم االتفاق عليه)‬
‫ويعتبر هذا الشرط تطبيقا ً من تطبيقات نظرية التعسف في‬
‫استعمال الحق‪.‬‬
‫ويقع إثبات الغلط على من يدعيه ‪ ،‬فمن وقع في غلط أثناء التعاقد‬
‫يجب عليه إثبات ذلك حماية الستقرار التعامالت‪.‬‬
‫ويسترشد بذلك لطبيعة المعاملة وظروف الحال والعرف وطبيعة‬
‫التعامل الجاري‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬التغرير(التدليس)‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫التغرير أو التدليس‪ :‬هو استعمال طرق احتيالية من‬
‫شأنها إيهام المتعاقد اآلخر‪ ،‬وصنع اعتقاد خاطئ لديه‬
‫على خالف الحقيقة توقع المتعاقد في غلط مما يدفعه‬
‫إلى التعاقد‪.‬‬
‫التغرير ليس عيبا ً مستقالً من عيوب اإلرادة بل هو‬
‫عيب وثيق الصلة بالغلط ‪ ،‬وهذا دفع البعض بالمناداة‬
‫بعدم تنظيم التغرير‪ ،‬واالكتفاء بالغلط كعيب من‬
‫عيوب اإلرادة‪.‬‬
‫التغرير أو التدليس‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫إال أن التغرير يختلف عن الغلط من ناحيتين ‪:‬‬
‫الناحية األولى ‪ :‬وهي أن التغرير يُستعمل فيه وسائل احتيالية‬
‫خارجية يكون من السهل إثباتها‪.‬‬
‫على خالف الغلط الذي يتمثل في أمر باطني يشكل وهما ً في‬
‫ذهن المتعاقد ‪ ،‬وبالتالي تصعب عملية إثبات الغلط‪.‬‬
‫الناحية الثانية ‪ :‬في التغرير يستعمل أحد المتعاقدين وسائل‬
‫احتيالية تشكل عمل غير مشروع ‪ ،‬بما يمكن المغرر به من‬
‫المطالبة بالتعويض استناداً لقواعد المسئولية التقصيرية‪ .‬عالو ًة‬
‫على حقه في المطالبة بإبطال العقد نتيجة للتغرير‪.‬‬
‫التغرير أو التدليس‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫بينما الغلط يعطي للمتعاقد الذي وقع فيه الحق في المطالبة‬
‫بإبطال العقد فقط‪ ،‬دون التعويض ‪.‬‬
‫شروط التغرير ‪:‬‬
‫‪ -1‬استعمال وسائل احتيالية‬
‫‪ -2‬أن تؤدي الوسائل االحتيالية إلى إبرام العقد‬
‫‪ -3‬اتصال التغرير بالمتعاقد اآلخر‬
‫أوالً ‪ :‬استعمال الوسائل االحتيالية ‪:‬‬
‫شروط التغرير‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ال بد من استخدام الطرق االحتيالية إليقاع المتعاقد اآلخر في‬
‫التعاقد حتى نكون بصدد حالة من حاالت التغرير‪.‬‬
‫والطرق االحتيالية هي وسائل مادية تستهدف تضليل العاقد‬
‫حيث تصور له أمراً على غير حقيقته‪.‬‬
‫ويترتب على ذلك أن يبرم العقد بحيث لو كان يعلم حقيقة األمر‬
‫لما تعاقد أصالً‪ .‬والطرق االحتيالية لها عنصرين هما ‪:‬‬
‫أ‪ -‬العنصر المادي ‪ :‬وهو الحيل المستعملة التي توهم المدلس‬
‫عليه (المغرر به) بأمر على خالف الحقيقة‪ .‬أما العنصر‬
‫المعنوي فيتمثل في نية التضليل‪.‬‬
‫شروط التغرير‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫وهذه الحيل تأخذ صور وأشكال مختلفة مثل تقديم عقود‬
‫إيجار مزورة للعقار بحيث توهم الشخص الذي يرغب‬
‫بشرائه بأنه يُدر أمواالً كثيرة‪ ،‬مما يدفعه لشرائه‪.‬‬
‫واألصل أن مجرد الكذب ال يكفي لتوفير العنصر المادي في‬
‫التدليس ‪ ،‬بل يجب أن يتعلق بواقعة لها أهميتها ‪ ،‬كأن تكون‬
‫هذه البيانات الكاذبة هي الدافعة للتعاقد ولوالها لما أبرم العقد‪.‬‬
‫ومثالها ‪ :‬إعطاء شركة التأمين بيانات كاذبة عن طبيعة‬
‫الخطر الذي يتعرض له ليخفي حقيقة الخطر ( مما يترتب‬
‫عليه تخفيض في سعر قسط التأمين)‪.‬‬
‫شروط التغرير‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫وكذلك في حالة إدالء الشخص عن مؤهالت وخبرات سابقة‬
‫غير موجودة بقصد الحصول على عمل ‪ ،‬بحيث لوال هذا‬
‫الكذب لما تم اختياره وتعيينه في هذا العمل‪.‬‬
‫بل ويعتبر السكوت أيضا ً من قبيل الطرق االحتيالية إذا تعلق‬
‫الكتمان بواقعة هامة كان يجب اإلفشاء بها ‪ ،‬ولم يكن في‬
‫وسع المتعاقد المدلس عليه معرفتها بنفسه أو بطريق آخر‪.‬‬
‫ومثاله ‪ :‬كأن يبيع الشخص قطعة أرض آلخر ويكتم عن‬
‫المشتري أن األرض ستنزع للمنفعة العامة من قبل الدولة‪.‬‬
‫شروط التغرير‬
‫‪ ‬أما الجانب المعنوي للحيلة المستخدمة للتغرير ‪:‬‬
‫‪ ‬فتتمثل في نية التضليل بقصد الوصول إلى غرض غير مشروع ‪،‬‬
‫فإذا انتفت نية التضليل فال يتحقق التدليس‪.‬‬
‫‪ ‬ومثاله ‪ :‬أن ينتحل شخص لسلعته أحسن األوصاف بقصد‬
‫الترويج لها إذ يعتبر هذا األمر مألوف في التعامل وال يؤثر على‬
‫صحة العقد ‪ ،‬إال إذا وقع المتعاقد اآلخر في غلط فيكون العقد في‬
‫هذه الحالة قابل لإلبطال للتغرير أو التدليس‪.‬‬
‫ويجب أن يكون القصد من التضليل الوصول لغرض غير مشروع‪،‬‬
‫فإذا كان مشروعا ً ال يقوم التدليس(كاسترداد الوديعة)‬
‫شروط التغرير أو التدليس‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬أن تؤدي الوسائل االحتيالية إلى إبرام العقد ‪:‬‬
‫‪ ‬يجب أن تؤدي الوسائل االحتيالية إلبرام العقد ‪ ،‬فلوال‬
‫استعمال هذه الوسائل االحتيالية من قبل المتعاقد لما أبرم‬
‫المتعاقد اآلخر (المغرر به) هذا العقد‪.‬‬
‫‪ ‬أي يجب أن يكون للوسائل االحتيالية المستعملة أثرها في‬
‫وقوع المتعاقد اآلخر في غلط جوهري ودفعه للتعاقد‪.‬‬
‫‪ ‬والمعيار في تحديد وقوع المتعاقد في غلط جوهري من عدمه‬
‫معيار شخصي يتوقف على ظروف كل متعاقد‪(.‬جاهل‪-‬أمي)‪.‬‬
‫شروط التغرير‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬اتصال التغرير بالمتعاقد اآلخر ‪:‬‬
‫‪ ‬ال يكفي استعمال الطرق االحتيالية الدافعة للتعاقد ليكون العقد‬
‫قابالً لإلبطال بل يجب أن يكون التغرير اتصل بالمتعاقد‬
‫اآلخر‪ (.‬كأن يغرر بشخص ويتعاقد معه آخر ال عالقة له‬
‫باألمر )‪.‬‬
‫‪ ‬ويكون االتصال متحقق ولو كان صادراً من المتعاقد أو من‬
‫غير المتعاقدين‪ ،‬طالما تحقق العلم واالتصال‪.‬‬
‫‪ ‬إال أن التغرير الصادر من الغير لكي يعتبر عيب من عيوب‬
‫الرضا يجب أن يتم إثباته من قبل المغرر به‪ ،‬بحيث يثبت أن‬
‫المتعاقد اآلخر كان يعلم به‪ ،‬أو كان باستطاعته أن يعلم به‪.‬‬
‫شروط التغرير‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫أما إذا كان التصرف تبرعا ً فإنه يجوز للمغرر به أن يطلب إبطال‬
‫العقد ولو كان المتعاقد اآلخر ال يعلم به وقت التصرف‪.‬‬
‫ويقع عبء إثبات التغرير على من وقع عليه ( المغرر به) ‪ ،‬بأن‬
‫يثبت أن المتعاقد اآلخر يعلم‪ ،‬أو كان من المفروض عليه حتما ً أن‬
‫يعلم بالتدليس كي يطالب بإبطال العقد ‪.‬‬
‫فإذا أثبت ذلك يكون من حقه أن يرجع على المتعاقد اآلخر الذي‬
‫غرر به (المُدلس أو المُحتال) بالتعويض ‪ ،‬وال سيما في حال عدم‬
‫كفاية المطالبة باإلبطال كافية لرفع الضرر‪ ،‬على أساس أن‬
‫التغرير عمل غير مشروع يوجب التعويض‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬اإلكراه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫اإلكراه ‪:‬هو ضغط يقع على الشخص تولد في نفسه رهبة‬
‫تحمله على التعاقد ‪ ،‬فهو ضغط مادي أو أدبي على شخص‬
‫المتعاقد فيولد في نفسه الخوف والرهبة مما يجبره على القيام‬
‫بعمل لم يكن ليقدم عليه لو كان في ظروف عادية دون تهديد‪.‬‬
‫واإلكراه قد يكون معدما ً للرضى وليس مجرد عيب من عيوب‬
‫الرضا وهذا هو اإلكراه المادي ‪.‬‬
‫وهو الذي ال يكون للشخص الواقع تحت تأثيره أن يختار ‪،‬‬
‫كأن يمسك بيد الشخص المكره ويضع بصمته على العقد‪ ،‬ففي‬
‫هذه الحالة تنعدم اإلرادة تماما ً ويبطل العقد بطالنا ً مطلقا ً‪.‬‬
‫اإلكراه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫أما اإلكراه الذي نحن بصدد دراسته كعيب من عيوب اإلرادة‬
‫بما يجعل الشخص أو المتعاقد المُكره يطالب باإلبطال هو‬
‫اإلكراه المعنوي‪.‬‬
‫وهو يتحقق إذا كان للشخص الواقع تحت تأثير اإلكراه‬
‫الحرية في االختيار ‪ ،‬كمن يهدد آخر بخطر جسيم محدق‬
‫بالنفس أو المال أو الشرف ‪...‬كالتهديد بالقتل أو الفضيحة‪...‬‬
‫ومن ثم يكون للمتعاقد اآلخر (المُكره) حرية االختيار بين‬
‫إبرام العقد أو تحمل نتيجة عدم اإلبرام وهو تنفيذ التهديدات ‪،‬‬
‫وهذا النوع من اإلكراه الذي يعتبر عيبا ً من عيوب الرضا‪.‬‬
‫شروط اإلكراه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -1‬وجود أسباب تؤدي للرهبة‬
‫‪ -2‬أن تكون الرهبة هي الباعث الدافع للتعاقد‬
‫‪ -3‬أن يكون اإلكراه غير مشروع‬
‫‪ -4‬اتصال المتعاقد اآلخر باإلكراه‬
‫أوالً ‪ :‬وجود أسباب تؤدي للرهبة ‪:‬‬
‫حتى تتوافر الرهبة لدى المتعاقد يجب التهديد بخطر جسيم‬
‫محدق بالنفس أو الجسم أو المال أو الشرف ‪ ،‬بمعنى أن‬
‫يتوافر في الخطر الشروط اآلتية ‪:‬‬
‫شروط اإلكراه‬
‫‪ ‬أ‪ -‬أن يكون الخطر جسيما ً‪:‬‬
‫والمعيار في ذلك هو معيار شخصي فما يعتبر خطراً جسيما ً‬
‫لشخص ال يعتبر كذلك آلخر‪.‬‬
‫فالعبرة إذاً بشخص المكره وظروفه ونظرته إلى هذا األمر‬
‫بحسب شخصيته وظروفه الخاصة وسنه وجنسه ودرجة‬
‫تعليمه ‪...‬الخ‪ .‬فما يعتبر خطراً جسيما ً للمرأة ال يعتبر كذلك‬
‫بالنسبة للرجل‪ ،‬وما يعتبر خطير للجاهل ال يعتبر خطر‬
‫للمتعلم‪.‬‬
‫‪ ‬ب‪ -‬أن يكون الخطر محدقا ً ‪:‬‬
‫شروط اإلكراه‬
‫‪ ‬وال يكفي أن يكون الخطر جسيما ً بل يجب أن يكون محدقا ً‬
‫أي وشيك الوقوع ‪ ،‬بحيث ال يتخلله وقت كافي يُمكن‬
‫الشخص المكره من اللجوء إلى المساعدة أو إبالغ السلطة‬
‫العامة فيتالفى حالة اإلكراه وتبقى إرادته حرة‪.‬‬
‫‪ ‬ج‪ -‬أن يتعلق الخطر بالنفس أو الجسم أو المال أو الشرف‪:‬‬
‫ومثال هذا النوع من الخطر كالتهديد بالقتل أو الخطف أو قطع‬
‫وتكسير األعضاء أو التشهير أو إتالف األموال‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬وال يشترط أن يكون التهديد بالخطر على شخص المتعاقد‬
‫فيمكن أن يقع على نفس أو مال شخص قريب أو عزيز عليه‪.‬‬
‫شروط اإلكراه‬
‫ثانيا ً ‪ :‬أن تكون الرهبة هي الباعث الدافع إلى التعاقد ‪:‬‬
‫‪ ‬يشترط أن يكون ما قام في نفس المتعاقد من رهبة هي التي‬
‫دفعته إلى إبرام العقد ولوال وجود حالة الرهبة لما أقدم على‬
‫التعاقد‪.‬‬
‫‪ ‬ويخضع تقدير قيام حالة الرهبة من عدمه إلى قاضي‬
‫الموضوع الذي يعتد بالظروف الخاصة بكل بعينه‪.‬‬
‫‪ ‬مسألة الشوكة أو النفوذ األدبي ‪:‬‬
‫وهي أن يكون للشخص المُكره اعتبار أدبي أو نفوذ إداري على‬
‫المتعاقد اآلخر كأن يكون مديره في العمل أو والده أو أستاذه‪.‬‬
‫شروط اإلكراه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫والحقيقة ال يمكن اعتبار الشوكة أو النفوذ األدبي بحد ذاته‬
‫إكراها ً يعيب اإلرادة‪.‬‬
‫إال أنه إذا تبين أن النفوذ األدبي كان هو المؤثر الدافع بإبرام‬
‫العقد ‪ ،‬فإنه يكون قابالً لإلبطال بسبب عيب اإلرادة ‪ ،‬طالما‬
‫كان القصد من النفوذ األدبي هو الوصول ألمر غير مشروع‬
‫وللقاضي عند استيضاح األمر سلطة الحكم بإبطال العقد‪.‬‬
‫ومثال ذلك‪ :‬أن يقر االبن ألبيه بدين ال وجود له أو أقر التلميذ‬
‫ألستاذه بدين مبالغ فيه ‪ ،‬فيكون العقد قابالً لإلبطال لعيب‬
‫اإلكراه بالنفوذ األدبي أو الشوكة‪.‬‬
‫شروط اإلكراه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬أن يكون اإلكراه غير مشروع ‪:‬‬
‫ويشترط في اإلكراه كعيب من عيوب اإلرادة أن يكون غير‬
‫مشروع للمطالبة بإبطاله‪ ،‬ويكون كذلك إذا استهدف أمراً غير‬
‫مشروع ‪ ،‬سواء أكانت الوسيلة مشروعة أم غير مشروعة‪.‬‬
‫ومثال ذلك ‪ :‬أن يهدد شخص آخر ارتكب جريمة باإلبالغ‬
‫عنه إذا لم يكتب له إقرار بدين ال وجود له أو يتنازل عن بيته‬
‫أو عن سيارته ‪ ،‬رغم أن إبالغ الشرطة هو أمر مشروع‪.‬‬
‫أي أن يكون الهدف غير مشروع ولكن بوسيلة مشروعة أو‬
‫غير مشروعة‪.‬‬
‫شروط اإلكراه‬
‫‪ ‬أما لو كان اإلكراه مشروعا ً والهدف مشروعا ً كإثبات الحق ‪،‬‬
‫فإنه في هذه الحالة ال يعيب اإلرادة سواء أكان مشروعا ً أم‬
‫غير مشروع‪.‬‬
‫‪ ‬ومثال ذلك ‪ :‬كمن يهدد المودع لديه بأنه سيبلغ الشرطة لو لم‬
‫يسلمه الوديعة (وهذا تهديد بشيء مشروع)‪.‬‬
‫أو كأن يهدده بسرقة أمواله لو لم يعيد له الوديعة فهو تهديد بأمر‬
‫غير مشروع ولكنه ال يعتبر إكراها ً ‪ ،‬ما لم تصل الوسيلة غير‬
‫المشروعة إلى حدود الجريمة ‪ ،‬فال يكون للمُكره (الذي يقوم‬
‫بالتهديد ) أي حماية قانونية في هذه الحالة‪.‬‬
‫شروط اإلكراه‬
‫‪ ‬رابعا ً ‪ :‬اتصال المتعاقد اآلخر باإلكراه ‪:‬‬
‫‪ ‬فقد يكون اإلكراه صادراً عن المتعاقد اآلخر ‪ ،‬فيفسد‬
‫الرضا ويعيبه ويكون العقد قابالً لإلبطال‪.‬‬
‫‪ ‬وقد يكون اإلكراه صادراً عن الغير ‪ ،‬كمن يهدد جاره‬
‫بإلحاق األذى به لو لم يقم ببيع منزله إلى آخر‪.‬‬
‫وهنا ال يكون اإلكراه سببا ً إلبطال العقد إال إذا كان الطرف‬
‫اآلخر على علم به أو كان من المفروض أن يعلم‬
‫باإلكراه‪.‬‬
‫تابع‪ -‬شروط اإلكراه‬
‫‪ ‬فلو لم يثبت علم المتعاقد اآلخر (مشتري البيت) فال‬
‫يحكم القاضي بإبطال العقد ‪ ،‬ومن ثم ال يكون أمام‬
‫المتعاقد المُكره (بائع البيت بالخوف واإلكراه) سوى‬
‫أن يرجع بالتعويض على من وقع منه اإلكراه على‬
‫أساس الفعل الضار أو المسئولية التقصيرية‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬االستغالل والغبن‬
‫‪ ‬الغبن ‪ :‬الغبن هو عدم تعادل االلتزامات بين ما أخذ المتعاقد‬
‫وما أعطى ‪ ،‬وهو يتحقق عندما يتجاوز عدم التعادل حداً معينا ً‬
‫يجاوز الحد المألوف في التعامل‪.‬‬
‫‪ ‬االستغالل ‪:‬‬
‫االستغالل هو انتهاز ضعف المتعاقد اآلخر والحصول منه على‬
‫عقد معاوضة فيه غبن ‪ ،‬أو على تبرع ‪.‬‬
‫‪ ‬والغبن باعتباره عدم تعادل في االلتزامات ال يكون سوى في‬
‫عقود المعاوضة ‪ ،‬بينما االستغالل يكون في عقود المعاوضة‬
‫وعقود التبرع‪.‬‬
‫االستغالل‬
‫‪ ‬وال يُعتد بالغبن كعيب من عيوب اإلرادة مستقالً عن‬
‫االستغالل ‪ ،‬فيجب أن يكون مقترنا ُ به حسب ق‪.‬م‪.‬ف‪ .‬وهو‬
‫يجب أن يتوافر فيه عنصرين موضوعي (الغبن) ونفسي‬
‫(االستغالل) وإليكم تفصيل البيان‪:‬‬
‫عناصر االستغالل ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬العنصر الموضوعي ( الغبن)‬
‫ثانيا ً ‪ :‬العنصر النفسي (االستغالل)‬
‫عناصر االستغالل‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫العنصر الموضوعي ‪ :‬ال يتحقق العنصر الموضوعي (الغبن)‬
‫في حال عدم التعادل البسيط في التزامات المتعاقدين ‪ ،‬بل‬
‫يجب أن يكون عدم التعادل فادحا ً أي خارجا ً عن المألوف في‬
‫التعامل‪.‬‬
‫ويكون األمر كذلك إذا حصل أحد المتعاقدين على فائدة‬
‫بموجب العقد ال تتعادل البته مع التزامات المتعاقد اآلخر‪.‬‬
‫ويخضع تقدير ذلك للقاضي على أساس القيمة وقت التعاقد ‪،‬‬
‫وال يدخل في اعتباراته أي تغير يحصل على قيمة االلتزامات‬
‫بعد ذلك‪.‬‬
‫عناصر االستغالل‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫أما العنصر النفسي ‪ :‬فيتحقق إذا كان التعادل أو عدم وجود‬
‫المقابل قد جاء نتيجة ضعف في المتعاقد اآلخر بما يجعل‬
‫االستغالل عيبا ً من عيوب اإلرادة ‪.‬‬
‫واعتبرت معظم القوانين العربية أن الضعف الذي يتوافر من‬
‫خالله العنصر النفسي لالستغالل يتمثل في حالتين ‪:‬‬
‫الهوى الجامح – والطيش البين ‪ ،‬وأضاف القانون المدني‬
‫الفلسطيني حالتي الحاجة وعدم الخبرة ‪.‬‬
‫الهوى الجامح ‪ :‬هو الرغبة الشديدة أو التعلق الشديد بشخص‬
‫أو بشيء إلى الحد الذي يفقده سالمة الحكم على ما‬
‫عناصر االستغالل‬
‫يتصل بموضوع الرغبة‪ .‬ومثاله ‪ :‬كأن يتعلق شخص كبير السن‬
‫بزوجته الشابة فتستغل ذلك وتبرم معه عقود لصالحها (كأن‬
‫تجبره على هبتها شقته أو أمالكه)‪.‬‬
‫‪ ‬مثال الطيش البين‪ :‬كمن ورث ثروة عن أبيه ويكون لديه‬
‫ولع بالسيارات أو الدراجات النارية ويستغله تاجر سيارات‬
‫بسبب ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬أما حالة الحاجة فتكون عندما يتولد عن الظروف المادية أو‬
‫الشخصية ضغط يجعل الشخص يتعاقد تحت ظروف مجحفة‪.‬‬
‫‪ ‬وقد يكون الضغط نتيجة لمرور المتعاقد بضائقة مالية ويعلم‬
‫المتعاقد اآلخر بوجود هذه الضائقة ويستغلها‪.‬‬
‫االستغالل‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫عدم الخبرة ‪ :‬وهي عدم المعرفة والدراية في المعامالت ‪ ،‬إذ‬
‫ال يدرك الشخص حقيقة ما يلتزم به(وهو معيار شخصي)‪.‬‬
‫إثبات االستغالل ‪ :‬االستغالل عيب من عيوب اإلرادة وعلى‬
‫من يدعي االستغالل إثبات أنه تعاقد تحت تأثيره‪.‬‬
‫ويقع عليه عبء اإلثبات وتقديم الدليل على عدم التعادل‬
‫الفادح في االلتزامات الناشئة عن استغالل المتعاقد اآلخر‬
‫للضعف الموجود فيه‪.‬‬
‫ويكون اإلثبات بكافة وسائل اإلثبات ‪ ،‬ويختص قاضي‬
‫الموضوع بتقدير توافر عنصري االستغالل من عدمه‪.‬‬
‫االستغالل‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫إذا تحققت شروط االستغالل يحق للطرف المغبون أن يطلب‬
‫إبطال العقد ‪ ،‬أو إنقاص االلتزامات سواء كان العقد معاوضة‬
‫أم تبرع‪.‬‬
‫وال يلتزم القاضي باالستجابة لطلب المغبون وإبطال العقد ‪،‬‬
‫فيمكنه إبطال العقد ويمكنه أيضا ً إنقاص االلتزام إلى الحد‬
‫الذي يرفع الغبن عن الطرف المغبون‪.‬‬
‫ويجيز القانون للطرف اآلخر أن يتفادى اإلبطال إذا عرض‬
‫على المغبون ما يراه القاضي كافيا ً لرفع الغبن‪.‬‬
‫االستغالل‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ويجوز للقاضي أن يتفادى آثار االستغالل بزياد التزامات‬
‫الطرف المُست ِغل ‪ ،‬أو إبطال العقد‪ ،‬أو إنقاص التزامات‬
‫الطرف المُست َغل ” المغبون“‪.‬‬
‫ويجب رفع الدعوى الناشئة عن االستغالل في خالل سنة‬
‫من تاريخ إبرام العقد سواء تعلقت بالبطالن أم بإنقاص‬
‫التزامات الشخص المغبون‪.‬‬
‫أما إذا رفعت بعد هذا التاريخ فإنها تكون غير مقبولة ‪،‬‬
‫وتعتبر مدة السنة هي مدة سقوط غير قابلة ألسباب الوقف‬
‫أو االنقطاع‪.‬‬