تأثير الخصائص الطبوغرافية لمحافظة نابلس على الغطاء النباتي
Download
Report
Transcript تأثير الخصائص الطبوغرافية لمحافظة نابلس على الغطاء النباتي
الخصائص الطبوغرافية وتأثيرها على الغطاء
النباتي في محافظة نابلس باستخدام نظم المعلومات
الجغرافية ( )GISواالستشعار عن بعد
الدكتور :أحمد رأفت غضية
صفاء عبد الجليل كامل حمادة
منطقة الدراسة:
تقع محافظة نابلس في الجزء الشمالي من الضفة الغربية بين
دائرتي عرض ْ32,12,50إلى 32,21,03شمال
خط االستواء وخطي طول ْ35,16,11إلى 35,27,02
ْ شرق خط غرينتش.
تحيط بها مدينة جنين من الشمال ،وطولكرم من الغرب،
ورام هللا وأريحا من الجنوب ،ونهر األردن من الشرق.
خارطة موقع منطقة الدراسة
مشكلة الدراسة:
منطقة نابلس هي جزء من جبال فلسطين الوسطى التي تتميز
بالتعقد التضاريسي الناتج عن عوامل الطي والتصدع وهذا
أدى إلى فروق واضحة في االرتفاعات المحلية وانحدارات
شديدة خاصة في السفوح الشرقية ,وهذا الوضع الطبوغرافي
ساعد على انجراف التربة وانتقالها بواسطة المياه والرياح
إلى المنخفضات البينية في المنطقة ،وهذا بدوره أثر على
توزيع الغطاء النباتي وكثافته.
فرضيات الدراسة:
هناك عالقة وثيقة بين توزيع الغطاء النباتي من ناحية
واالنحدار واتجاهه من ناحية أخرى.
هناك عالقة بين نوع التربة ودرجات االنحدار.
هناك تأثير لنطاقات االرتفاع على الغطاء النباتي وتوزيعه
في منطقة الدراسة.
هناك تأثير للمناخ وخصائصه على الغطاء النباتي.
أهمية الدراسة:
هذه هي الدراسة األولى التي تتعرض للخصائص الطبوغرافية وتأثيرها
على الغطاء النباتي باستخدام تقنيات االستشعار عن بعد ونظم
المعلومات الجغرافية ،في منطقة الدراسة بشكل خاص وفلسطين بشكل
عام.
نظر لقلة الدراسات وندرتها حول موضوع العوامل الطبوغرافية
وتأثيرها على الغطاء النباتي على مستوى الضفة الغربية بشكل عام،
فإن هذه الدراسة ستساعد المهتمين من مدرسين وطلبة في فلسطين
وخارجها على فهم دراسة الخصائص الطبوغرافية وتأثيرها على
الغطاء النباتي في محافظة نابلس ،حيث تمكنهم من عمل دراسات
مقارنة مما يؤدي إلى إثراء المكتبة بهذا النوع من الدراسات التي تفتقر
إليه.
أهمية منطقة الدراسة نظراً لتنوع الخصائص الطبوغرافية والغطاء
النباتي فيها.
فتح أفاق جديدة لعدة دراسات في منطقة الدراسة أو في مناطق أخرى.
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة إلى استخدام نظم المعلومات الجغرافية واالستشعار
عن بعد من أجل تحقيق ما يلي:
دراسة التربة وأنواعها في منطقة الدراسة ودراسة المشاكل المتعلقة
بها مثل االنجراف والتعرية.
دراسة الخصائص الطبوغرافية لمحافظة نابلس ،ومحاولة توضيح
أهمية الخصائص الطبوغرافية في الغطاء النباتي ،وإبرازها لصانعي
القرار الستغاللها في الزراعة المثلى والمحاصيل المالئمة.
بناء قاعدة معلومات رقمية تربط بين أنواع الغطاء النباتي
والخصائص الطبوغرافية في محافظة نابلس ,تكون قابلة للتطوير،
ومواكبة للتغيرات ،التي تحدث في الغطاء النباتي ،وتكون صالحة
للدمج مع قواعد المعلومات على مستوى وطني ،وهذه المعلومات
تمكن من تحسين ومراقبة نوعية الغطاء النباتي ،والتخطيط ،وإدارة
المنطقة ،وذلك باستخدام معلومات االستشعار عن بعد لتكون جزءاً من
منظومة معلومات وطنية للغطاء النباتي مستقبالً إن شاء هللا.
دراسة االنحدارات من حيث اتجاهها ودرجاتها وتأثيرها على الغطاء
النباتي.
منهجية وأدوات الدراسة:
لتحقيق البحث اعتمدت الدراسة على المنهج التحليلي ،كما استخدم
الباحث تقنيتي نظم المعلومات الجغرافية واالستشعار عن بعد في
دراسة الخصائص الطبوغرافية والغطاء النباتي لمحافظة نابلس سواء
أكان نبات طبيعيا ً أم زراعياً ،كما تم إنتاج خرائط تفيد الدراسة.
واعتمدت على خارطة طبوغرافية لمحافظة نابلس بمقياس رسم
1:50000وصورة فضائية رقمية للقمر الصناعي سبوت متعدد
األطياف ( )Spot Multi Spectralوبميز مكاني ( Spatial
)Resolutionيصل إلى 20م ،وبثالث موجات هي األحمر ،R
واألخضر ،Gوتحت األحمر القريب .NIR
صنفت الصورة الفضائية لمنطقة الدراسة باستخدام برنامج االستشعار
عن بعد
( )Envi-4واعتمد في عملية التصنيف على طريقة احتمالية غوس
األعظمية ( ،)Maximum Likelihood Classifier Method
كإحدى أساليب التصنيف الموجه ( Supervised
)Classificationوالتي تطلبت جمع بيانات حقلية من مختلف
أنحاء منطقة الدراسة على شكل عينات تمثل 7غطاءات لألرض على
الصورة الفضائية ،واستخدامها في تصنيف الصورة ،ثم قام الباحث
بتقييم دقة التصنيف ،وقد بلغت الدقة الكلية ( Overall
)Accuracyللصورة المصنفة .88%
والشكل التالي يظهر الصورة الفضائية المصنفة لمنطقة نابلس:
الصورة الفضائية المصنفة لمنطقة نابلس:
تم إنتاج خارطة لخطوط الكنتور لمنطقة الدراسة باالعتماد
على الخارطة الطبوغرافية ثم قام الباحث بإنتاج نموذج
االرتفاع الرقمي لمنطقة الدراسة ،باالعتماد على خارطة
خطوط الكنتور ،وتم تقسيم المنطقة إلى ستة نطاقات ارتفاع
من أجل الدراسة الميدانية للغطاء النباتي حسب االرتفاع عن
سطح البحر ،وهي موضحة في الخارطة التالية:
خارطة نطاقات االرتفاع في محافظة نابلس.
ومن ثم تم ربط الصورة المصنفة باالنحدار واتجاهه في
المحافظة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية ،والقيام ببعض
الحسابات والدراسات التي تخدم أهداف الدراسة.
نتائج الدراسة:
توصلت الدراسة لعدد من النتائج ،أهمها:
أظهرت نتائج الدراسة قدرة نظم المعلومات الجغرافية
واالستشعار عن بعد في دراسة الغطاء النباتي ،وإنتاج
خرائط دقيقة لغطاءات األرض ،تصل دقتها إلى ،%88
وإحصائيات هذه الغطاءات تتمثل في مساحة كل غطاء،
وتحديد النسبة المئوية التي يغطيها من مساحة منطقة
الدراسة.
أظهرت الدراسة فاعلية نظم المعلومات الجغرافية في دراسة
الخصائص الطبوغرافية وتأثيرها على الغطاء النباتي ،وحساب
مساحة كل غطاء حسب درجات االنحدار واتجاه االنحدار.
أظهرت الدراسة فاعلية استخدام نظم المعلومات الجغرافية في
دراسة التربة والخصائص الطبوغرافية .بحيث يمكن الكشف عن
انجراف التربة حسب درجات االنحدار.
النتائج المتعلقة بتصنيف المرئية الفضائية لمنطقة نابلس:
أظهرت الدراسة أن هناك تفاوت واختالفا ً في دقة تصنيف أنماط
الغطاء األرضي ويعود ذلك إلى طبيعة المنطقة التي تم اختيار عينة
الغطاء األرضي المصنف منها وإلى الخصائص الطيفية التي يبديها
الغطاء.
أظهرت الدراسة ارتفاع دقة تصنيف المباني والمحاجر
والمناطق الصخرية ،وهذا يعود إلى أن الخصائص الطيفية
التي تبديها تختلف عن خصائص الغطاءات األخرى.
أظهرت الدراسة أن دقة تصنيف المباني تختلف مابين
المناطق الحضرية والريفية ،حيث كانت الدقة في المناطق
الحضرية أعلى من المناطق الريفية ،ويعود ذلك إلى نقاء
الصنف في المناطق الحضرية ،أما في األرياف فتوجد
المناطق الزراعية مختلطة مع المباني واألشجار.
النتائج المتعلقة بالخصائص الطبوغرافية وتأثيرها
على الغطاء النباتي والتربة:
أظهرت نتائج الدراسة الميدانية أن الغطاء النباتي يختلف حسب
نطاقات االرتفاع ،فكلما زاد االرتفاع عن سطح البحر قل الغطاء
النباتي ،بحيث يصبح الغطاء النباتي في نطاق االرتفاع (800-
)930م مبعثر ،ومقتصراً على بعض األشجار الحرجية
والحشائش ،وهذه المناطق ال تصلح لالستخدام الزراعي الن معظم
أراضيها صخري.
هناك تأثير كبير لدرجة االنحدار على الغطاء النباتي والتربة ،فكلما
زادت درجة انحدار السفح ،كلما قل الغطاء النباتي عليه نتيجة
تعرض التربة لالنجراف على هذه السفوح وظهور الصخر األم
وهذا ما تم مالحظته في أثناء الدراسة الميدانية للمنطقة.
أظهرت الدراسة أن المناطق التي درجة انحدارها تساوي
صفراً وأقل من 18درجة ،وهي المناطق المستوية أو ذات
االنحدار البسيط توجد فيها أكبر مساحة للغطاء النباتي بكل
أنواعه حيث بلغت 256كم.2
أظهرت الدراسة أن المناطق ذات االنحدار الشديد والتي
يبلغ انحدارها 54-64يوجد فيها غطاء نباتي خفيفا يتمثل
في النبات الطبيعي والغابات واألشجار حيث بلغت
مساحتها مجتمعة 0.05كم.2
خارطة الغطاء النباتي في محافظة نابلس حسب
درجات االنحدار.
أظهرت الدراسة أن هناك عالقة بين الغطاء النباتي واتجاه
االنحدار ،حيث توجد في المناطق التي يتجه انحدارها شماال،
والشمال الشرقي من منطقة الدراسة أكبر مساحة للغطاء
النباتي ،حيث بلغت 63.34كم 2في المناطق التي يتجه
انحدارها إلى الشمالي الشرقي ،و 62.1كم 2في المناطق التي
يتجه انحدارها شماال ،وهذا عائد إلى أن أشعة الشمس التي
تتلقاها المناطق المنحدرة شماالً ،أقل من المناطق التي تنحدر
جنوباً ،مما يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة الهواء والتربة
وقلة الرطوبة لذلك يكون الغطاء النباتي أقل على السفوح
التي تنحدر جنوبا ً.
بلغت مساحة الغطاء النباتي على السفوح المنحدرة شرقا ً
36.98كم ،2وهي أدنى مساحة للغطاء النباتي ،وهذا يعود
إلى المنحدرات الشرقية العامة لمحافظة نابلس مثل طوباس
وغيرها .كما أن السفوح المواجهة للغرب أو الشمالي الغربي
يسودها غطاء نباتي أكثر كثافة من السفوح المواجهة للشرق،
بسبب وقوع األخيرة في مناطق ظل المطر.
خارطة الغطاء النباتي واتجاه االنحدار في محافظة
نابلس
أظهرت الدراسة أن العالقة بين االنحدار والتربة عالقة
عكسية ،فكلما زادت درجة االنحدار كلما قلت التربة ،و
هذا يدل على أن التربة تعرضت لالنجراف في هذه
المناطق بفعل عوامل االنجراف.
شكل يربط مابين التربة و درجات االنحدار في محافظة
نابلس:
350
0-18
300
18-36
250
36-54
200
54-64
150
100
50
0
مساحة تربة
الجراموسول
كم 2
مساحة تربة
التيراروزا كم
2
مساحة التربة
البنية كم2
مساحة تربة
البال رندزينا
مساحة التربة
البنية الداكنة
كم2
مساحة التربة
الطباشيرية
كم2
خارطة التربة حسب درجات االنحدار في محافظة
نابلس.
تبين من الدراسة أن قيم ( )NDVIمتفاوتة حسب اتجاه
االنحدار ،واالتجاه العام للمنطقة ،حيث بلغت قيمته في
المناطق الشرقية التي ال يوجد فيها انحدار ()%0.28
بينما بلغت في الجزء الغربي ( )%0.16وهذا يعود إلى
أن الجزء الشرقي توجد فيه مناطق سهلية تزرع بالحبوب.
أظهرت الدراسة أن العالقة بين قيمة ( )NDVIودرجة
االنحدار هي عالقة عكسية حيث تنخفض قيمته كلما زادت
درجة االنحدار ،حيث بلغت أعلى قيمة له في منطقة نابلس
0.30%في المناطق المستوية ،وأدنى قيمه له -
%0.01في المناطق شديدة االنحدار
Normalized Difference ( NDVI :خارطة
: في منطقة نابلسVegetation Index)
التوصيات:
ضرورة استخدام نظم المعلومات الجغرافية واالستشعار
عن بعد في الدراسات الجغرافية لتوفير قواعد بيانات تشمل
الخصائص الطبوغرافية ،والتربة ،والمناخ ،واستعماالت
األراضي ،وتحديثها بصورة مستمرة ،وإنتاج خرائط دقيقة
حسب الهدف المطلوب من الدراسة.
متواز مع خطوط
الحراثة الكنتورية للتربة ( بشكل
ٍ
الكنتور ،وليس بشكل عمودي عليها ) مما يقلل من عملية
االنجراف ،حيث تتجمع المياه في األثالم الصغيرة التي
يشكلها المحراث.
ضرورة العمل على صيانة المنحدرات في منطقة الدراسة بأساليب
علمية متطورة حسب درجة االنحدار و اتجاهه ،بحيث تصبح
صالحة لالستعمال الزراعي.
إتباع نظام الدورات الزراعية للحفاظ على التربة وتقليل الفاقد منها
باالنجراف ،بحيث توضع برامج لمناوبة زراعة األعشاب والحبوب
على المنحدرات القابلة للزراعة واستخدام هذه النباتات ألغراض
أخرى مثل البرسيم الذي يمكن أن يستخدم لتغذية الحيوانات ،وكذلك
الحبوب التي يستفيد منها اإلنسان.
بناء المصاطب على السفوح المنحدرة لتخفيف درجة انحدارها
والعمل على استقرار التربة ووقف انجرافها ،وإشادة جدران
المدرجات الزراعية المهملة وإعمارها بأحجار المنطقة مما يسهم
في صيانة التربة وتقليل الفاقد منها باالنجراف المائي.