روحانية الصلاة بالاجبية بوربوينت
Download
Report
Transcript روحانية الصلاة بالاجبية بوربوينت
بطريركية االقباط االرثوذكس
االسكندرية
اللجنة المركزية العداد الخدام
يرفض البعض صالة األجبية ألنها صلوات محفوظة ..ويرغبون في الصالة في أي
وقت دون التمسك بتوقيتات خاصة للصالة ..
كلمة " أجبية " معناها Ajpأي بمعنى " ساعة " باللغة القبطية ..أي هي صلوات
السواعي ..إن معلمنا داود النبي الذي أتى قبل مجئ المسيح بحوالي 1100سنة
يقول { سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك } ( مز .. )164 : 119
والكنيسة ترغب أن تصنع من كل واحد داود ..تريد أن تجعلك على منهجه
صالة األجبية تجعلنا جميعاً وإن كنا نمكث في أماكن متفرقة إال أننا نصلي بنفس
الكلمات وفي نفس الوقت ونفس الروح ..فبالشك هي صالة نافعة ..صالة تًعلم
اإلنسان كيف يصلي ..تخيل الرب وهو يسمع شعبه وهو يصلي صالة واحدة في
نفس الوقت ..وفي كل المسكونة ( إنجلترا ،أستراليا ،أسوان ،القاهرة ) ..الجميع
يصلي نفس الصالة وبنفس الروح ..هللا يحب أن تكون الكنيسة كلها نفس واحدة .
الحظ أن الفكر البروتستانتي يعتمد في الصالة على مبدأ الفردية ..أي الصالة
حسب الطريقة التي يرغبها وفي الوقت الذي يريده ..
أيضاً في الصوم الكل يصوم حسب رغباته وطريقته الخاصة – الصوم الذي يعتمد
على اإلمتناع عن كل ما هو مرغوب لدى الفرد – مبدأ ِوحدة ..ولكن الكنيسة
ترغب أن يمتنع الجميع عن الطعام معاً ..والجميع يأكل معاً نفس الطعام ..وكأننا
نجلس جميعاً على مائدة واحدة ..إن الكنيسة األرثوذكسية ترغب في التوحيد بين
أعضاءها
هللا يريد أن يسمع المجموعة معاً ..يقال عن الكنيسة في سفر األعمال كلمة " كانوا
معاً "( أع .. ) 44 : 2إن صالة األجبية تحقق وحدة الكنيسة وتكوِّ ن جماعة واحدة
رسولية .
أو ًلا :
صالة األجبية تجعلك تطيل من الفترة التي تمكث فيها في حضور ربنا ..وتعرف
كيف تتكلم مع هللا وتتكلم مع هللا باألسلوب الذي يحبه ..أي تتكلم مع هللا بكالمه ..أكثر
ضع بالروح
ما يريد هللا سماعه أن نتكلم بكالمه وشهاداته ..كالم األجبية هو كالم و ِ
القدس لذلك يحبه هللا .
ضع من
عندما تدافع عن متهم أمام قاضي عليك أن تدافع عن المتهم بالقانون الذي و ًِ
قِ َبل القضاة والمشرعين ..هكذا نحن أمام هللا علينا أن نكلمه بكالمه ( قانونه ) ..تدرب
لسانك وقلبك على الحديث مع هللا ..تتعلم كيف تشكر وتطلب وكيف تنسحق أمامه ..
تصلي بحب ..تعلمك التسبيح والتمجيد ..تأمل في صفات هللا ..تتكلم في تفاصيل
عديدة تعبر عن الضعف والهم والخاطئ والمسرور ..أي أن في كل حاالتك تجد
األجبية تعبر عنك .
ثانيًا ا :
إنها تشركنا في المناسبات المقدسة ..
في باكر تتذكر البداية ( التجسد ) ..إشراق النور ..
الساعة الثالثة تتذكر حلول الروح القدس ..
السادسة تتذكر الصليب ..
التاسعة تسليم الروح { يارب يا من ذاق الموت } .....
الحادية عشر تتذكر إنزاله من على الصليب ونهاية اليوم وكيف أدخل مع هللا مع
أصحاب الساعة الحادية عشر ..
وصالة النوم أتذكر الموت والفناء والدينونة { هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان
العادل .. } ....صالة نصف الليل نتذكر المجئ الثاني ..
فإن الصالة تعيِّشك مع المسيح كل يوم .
الكنيسة هدفها من أوالدها أن يعيشوا المسيح ..تعيش المسيح في اليوم ..وفي
األسبوع ..وفي الشهر والسنة ..إن المسيح بالنسبة لنا ككنيسة ليس ماضي بل
حاضر ..إنك تعيش أيامه التي عاشها في زمن معين مع ناس معينة ..بل هو
حاضر معنا نأخذ جسده ودمه ويقول لنا " خذوا كلوا " كما قال لهؤالء في الماضي ..
إنه قال ذلك لكل األجيال ..نحن نعيش الكنيسة ألنه موجود معنا ..نعيش حضوره
وبركته وفِكره وكالمه وحياته ومنهجه .
إن هللا يحب أن شعبه في أيام معينة ومناسبات معينة أن نقف أمامه ..مثال على ذلك
قوله { اذكر يوم السبت لتقدسه } ( خر .. ) 8 : 20هللا أراد من الشعب كله أن
يتقدس في وقت معين { ..هذه مواسم الرب المحافل المقدسة التي تنادون بها في
أوقاتها } ( ال " )4 : 23عيد الفصح ،عيد الفطير ،عيد الحصاد " ..نقرأ في
سفر العدد بعد خروجهم من أرض مصر عملوا الفصح ..قديماً عندما كان يوجد في
بيت ميت يحرم من تقديم الفصح حسب الشريعة فذهبوا إلى موسى حتى يحل لهم
هذه المشكلة ..فسأل موسى الرب عن هؤالء فقال له أن يقدموا الفصح الشهر التالي
في نفس اليوم ..وهذا دليل على أن هللا يريد إحترام مواسم السنة واإلحتفال بها .
أيضاً هللا أحب أن يسمع صلوات محفوظة ..عندما طلب منه تالميذه أن يعلمهم كيف
يصلوا قال لهم متى صليتم فقولوا أبانا الذي في السموات ( لو .. ) 2 : 11في كل
مرة وأنت تصلي قل " أبانا الذي في السموات " ..أمر من ربنا يسوع المسيح أن
يكرروا صالة محفوظة ..إن المشكلة ليست في الصالة المحفوظة وإنما المشكلة في
الذي يقولها والذي يشعر بهذه الكلمات ..هناك صلوات محفوظة تتلى في أوقات
معينة وهي صلوات محفوظة مثل مزامير تسمى مزامير المصاعد تتلى وهم
صاعدين إلى الهيكل – محفوظة – ..هللا كان يحب أن يسمع صلوات محفوظة .
معلمنا بولس الرسول في رسالته األولى لكورنثوس يقول { متى اجتمعتم فكل واحد منكم
له مزمور } ( 1كو .. ) 26 : 14تعلَّم كيف تعيش اإلنجيل ُ { ..مكلمين بعضكم بعضاً
بمزامير وتسابيح وأغاني روحية ُمترنمين و ُمرتلين في قلوبكم للرب } ( أف ) 19 : 5
..لذلك وضعت الكنيسة مزامير خاصة لكل ساعة ..وكأنها تريد أن تعيِ َشك يوم داود
وفِكره ُمرنم إسرائيل الحلو ..فِكره سينتقل إليك ألن قلبه ملئ باإلشتياق إلى هللا ..يقول
يعودك
داود { بالليل ُتنذرني كليتاي } ( مز ) 7 : 16وكأن مالك الرب يُوقظ داود ِّ ..
كيف تقف أمام هللا ..ويقول { بالغداة أقف أمامك وتراني } ..إن أجمل شئ في الصالة
عندما أشعر إني أقف في حضرة الرب ..وفي صالة نصف الليل يقول { في الليالي
ارفعوا أيديكم إلى القدس وباركوا الرب } ( مز { .. ) 2 – 1 : 134في نصف الليل
ضع
نهضت ألشكرك على أحكام عدلك } ..إن وضع المزمور يُناسب الساعة التي ُو ًِ
فيها وليس كوقت فقط بل كحدث ..صالة األجبية في فِكر اإلنجيل ..والقديسين صالة
معمول بها .
تخيل عندما يُقال {صعد بطرس على السطح ليُصلي نحو الساعة السادسة } ( أع ) 9 : 10
{ ..وصعد بطرس ويوحنا معاً إلى الهيكل في ساعة الصالة التاسعة } ( أع .. ) 1 : 3
تخيل أنك تصلي نفس صالة القديس أنطونيوس ..والقديس مكاريوس ..باخوميوس ..البابا
كيرلس ..الجميع كان يصلي نفس صلوات األجبية ..جميل أن نعيش بنفس ًفِكر اآلباء ..
ويسلمها كل جيل للجيل اآلخر ..لذلك قيل في العهد القديم { ال تنقل التخم القديم الذي
وضع ًهُ آباؤك } ( أم . ) 28 : 22
أرض الميعاد عندما دخلوها ليُق ِّسموها على " " 12سبط فجاء يشوع وعمل قرعة وكل سبط
أخذ قطعة وعملوا حدود فيها ليعرف كل سبط مكانه وحدوده وسلَّم كل جيل األجيال القادمة
ولم يأتي أحد في جيل وطلب أن يحرك الحدود ليحصل على شئ زائد أو ناقص ..كذلك
صالة األجبية هذه موضوعة في فِكر اآلباء وروح اآلباء ألن بها كل ما يناسبك وكل ما يُعبر
ي } ( مز ) 2 : 13
عن لسانك ..في الخطية تجد نفسك تقول له { إلى متى يرتفع عدوي عل ًَّ
ي } ( مز .. ) 11 : 42
تِ حزينة يا نفسي ..ولماذاتئنين ف ًَّ
..وفي الضيق تقول له { لماذا أن ً
تحتاج تبكيت قل { يارب ال تبكتني بغضبك } ( مز { .. ) 1 : 6ارحمني يارب فإني
ضعيف ..اشفني يارب فإن عظامي قد اضطربت ونفسي قد انزعجت جداً ..وأنت يارب
فإلى متى ..عد ونج نفسي } ( مز .. ) 4 – 2 : 6إتكلم مع هللا بإسلوب يحب هو أن يسمعه
توب ناس كثيرة ..فعَّال .
..تكلم معه بالكالم الذي ِّ
القديس أثناسيوس الرسول يقول { أن التسبيح بالمزامير هو دواء لشفاء النفس } ..
صلي المزامير بإحساس داود ..وشعورك بالوقوف أمام الرب وأنت تشعر بالكالم
ومتفاعل معه ..القديس أغسطينوس يقول { ش ِّكل روحك بكالم المزمور ..فإن كان
مملوء تنهداً تنهد ..وإن كان مملوء صالة صلي ..وإن كان مملوء شكر أُشكر إلى أن
تصير أنت نفسك مزموراً } .
إن الذي أحب صالة األجبية والمزامير أصبحت جزء من وجدانه ..جزء من غذاؤه
..أكله ..قُوته وسنده في الطريق ..ش ِّكل روحك بكالمه ..وإن كان هناك كلمات
إستوقفتك ال تتركها بل إعلم إن لك فيها كنز مخفي فكررها ..ألن المزامير تعبير
روحي عالي جداً ..جميل وأنت تصلي أن ترفع صليب صغير تمسك به ..إش ِرك
حواسك الجسدية مع كلمات الصالة ..إرفع عينك مثالً وأنت تمجد هللا ..واقرع على
صدرك وأنت تطلب رحمة – وهكذا – حتى تصير أنت نفسك مزمور ..أصبحت أنت
نفسك تسبحة .
أما عن السرحان والتشتت ..فإن عدو الخير أكثر األوقات التي يسوق عليك األفكار
الغريبة هو وأنت تصلي ..كل األفكار ال ُمقلقة ألنها ساعة مجيدة ال يتركك وأنت تقف
تطلب وجه هللا ..لذلك قل للرب وأنت تقف " تجمعي يا كل حواسي " لكي تنتهر بنعمة
ربنا كل األفكار .
قديماً قال الرب إلبراهيم أنه سيعطيه أرض له ولنسله وظل عشرون سنة فطلب
إبراهيم من هللا أن يتأكد من هذا فقال له الرب أنه سيفعل ميثاق بينه وبين إبراهيم ..
قديماً كان الميثاق يحدث بين إثنان للصلح أو لإلتفاق بأنهم يأتوا بذبائح تشق من
النصف ..كل نصف يقابله نصف آخر ..ذبيحة ..إثنين أو ثالثة أو أربعة ذبائح
هكذا وينشأ في المنتصف طريق ويمر منه اإلثنان وكأن العهد هذا موثق بالدم
والذبائح ..فطلب هللا من إبراهيم أن يذبح الذبائح ويقيم الممر ويمر هللا مع إبراهيم
بينهم ..ففعل إبراهيم هكذا وانتظر أن يأتي الرب ولكن لم يأتي ولكن جاءت طيور
جارحة تأكل من الذبائح هذه الموضوعة على األرض وكان إبراهيم ينتهرها ( نسر
،غراب ) ..ينتهرهم من على الذبيحة الخاصة به ( تك .. ) 11 : 15اآلباء
{ أنت تقدم ذبيحة صالة هلل ..إعلم أن هناك طيور جارحة
القديسين يقولون
سوف تزورك ..كن يقظ وازجرها } .
وأنت تقف في الصالة يأتي إليك طائر جارح يريد أن يأخذ جزء من الذبيحة التي ترغب
في تقديمها ..وجاء هللا في صورة نار وسحاب واجتاز في وسط الذبيحة ولكن بعدما
جاهد أبونا إبراهيم وتعب كثيراً في الحفاظ على ذبيحته ..وم ًَّر هللا بدون إبراهيم ألننا
كبشر ننقض عهودنا مع هللا ..فاهلل فقط هو الذي ال ينقُض عهده مع اإلنسان .
القديس مارأفرآم يقول { يارب ما من ِطلبة ووعد وعدتك به إال وكذبت ..فاذكر
ِطلبِة من عاهدك أن يُرضيك و ِكذب } ..لذلك نقول وأنت تصلي إن جاءتك أفكار ما
فاحرص على أن تزجرها ..أحد القديسين يقول { إن محاولتك في البعد عن هذه األفكار
واإلنتصار على الملل والضجر واألفكار ..فعليك أن تعرف أن أجر المحاولة أعظم من
أجر الصالة ( أجر المقاومة ) ألنك تجاهد وتكافح } .
الصالة باألجبية تُعبر عن حب ..إشتياق ..شخص يرغب أن يجلس في حضرة هللا
ويُطيل الوقوف أمامه والمالئكة تُسانده ..الصالة باألجبية تُثبت العقيدة داخلك ألنك تعرف
فيها أن تخاطب الثالوث القدوس ..اآلب واالبن والروح القدس ..تجد نفسك تخصص في
كالمك مثال على ذلك القداس الباسيلي نقول " يا هللا العظيم األبدي الذي جبل اإلنسان
على غير فساد " ..هنا نخاطب اآلب ..وفي القداس الغريغوري نقول " أيها الكائن ..
الخالق الشريك مع اآلب " ..هنا نخاطب االبن .
في األجبية تدخل في شركة الثالوث " ..لك تجب البركة ..لك يحق التسبيح ..لك ينبغي
التمجيد أيها اآلب واالبن والروح القدس الكائن منذ البدء " ..عبارات الهوتية عميقة ..
تفهمك العقيدة ..عندما تقول " أيها الثالوث المقدس ارحمنا " وكأنك تُخاطب اآلب واالبن
والروح القدس ..
في األجبية نجد قانون اإليمان ( عقيدة ) ..
أيضاً " ُنعظ ِمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك " وكأنك في األجبية تُعبر عن الحقائق
اإليمانية ..تحب الست العدرا وتؤمن بالشفاعة ..فتشعر كأنك تصلي في وجودها ..
وأيضاً شركة القديسين " لكي نكون بمعسكرهم محفوظين ومرشدين " ..هي صالة
شاملة جداً ..إجتهد بأن تصلي بها ..تذكر أن ربنا يسوع موجود في كل وقت وكل مكان
..هللا يريد منك أن تشعر أنك في وقت صلبه ..أو في وقت حلول الروح القدس ..أو في
وقت إسالم روحه ..يرغب أن نشترك معه فيها ..إجتهد .
أجمل شئ في بيوتنا أن نحترم مواعيد صالة األجبية ونقف نصلي ..من األشياء
المؤسفة التي نجدها في بيوتنا أن وقفتنا غير راسخة ..يعتقد غير المسيحيين أننا ال
نصلي في بيوتنا بل في الكنيسة فقط ..وهذا دليل على أننا نحن الذين أعطيناهم هذا
الفكر بأننا ال نصلي في البيوت ..في بيوتنا يجب أن يكون لدينا عبادة خاصة ..وركن
للصالة ..أجبية مفتوحة ..واشتياقات لربنا .
بطريركية االقباط االرثوذكس
االسكندرية
اللجنة المركزية العداد الخدام